حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

روبي بطلة فيلمي المقبل فتاة المصنع..

وسام سليمان: السينما المصرية تتجاهل المرأة

كتب: القاهرة – فايزة هنداوي

 

بعد فترة غياب طويلة، عادت السيناريست وسام سليمان إلى السينما بـ «فتاة المصنع»، الذي فاز أخيراً بجائزة الدعم المقدمة من وزارة الثقافة المصرية. الفيلم سيخرجه زوجها محمد خان في ثالث تعاون بينهما.

حول فكرة الفيلم، وقضايا المرأة في السينما والمجتمع كان هذا اللقاء.

§         ما هي الفكرة التي يدور حولها فيلم «فتاة المصنع»، وكيف بدأت؟

بدأت فكرة الفيلم عندما نظر خان إلى الفنانة روبي، وأخبرها بأنها تصلح لتجسيد شخصية إحدى الفتيات اللائي يعملن في مصانع النسيج، فوجدتني متحمسة جداً للموضوع، وقررت كتابة فيلم حول أحلام هذه الطبقة وطريقتها في الحياة، فثمة فئات كثيرة في المجتمع لم تتناولها السينما.

§         كيف تمكنت من الكتابة عن هذه الفئة المجهولة بالنسبة إلى كثيرين؟

اخترت أحد مصانع النسيج حيث يعمل عدد كبير من الفتيات وتعرفت إليهن وإلى أحلامهن وطموحاتهن وطريقتهن في الحياة، ثم بدأت في كتابة الفيلم.

§         هل اخترت أحد النماذج للتعبير عنها؟

لا، بل حاولت تقديم مزيج من هذه الشخصيات من خلال شخصية البطلة الرئيسة في الفيلم.

§         ذكرت أن محمد خان هو صاحب الفكرة، فهل كانت له إضافات بعد اطلاعه على صورة السيناريو النهائية؟

يعشق خان هذه النوعية من الأفلام، وكعادتنا في الأعمال المشتركة بيننا، نتناقش كثيراً ونتبادل وجهات النظر إلى أن نستقر على صورة الفيلم النهائية والتي يرضى كل منا عنها.

§         هل اهتمامك بالمشاكل الاجتماعية والاقتصادية والأحلام والطموحات الخاصة بالنساء يعود إلى كونك امرأة؟

أكتب ما يلح على ذهني، وموضوعات المرأة تسيطر عليَّ فعلاً، خصوصاً أنّ السينما لم تتناولها بعمق، بل تطرقت إليها بشكل سطحي على رغم أن وضع المرأة يمثل مؤشراً إلى مدى تقدم المجتمع أو تخلفه.

§         في رأيك، ما السبب في عدم الاهتمام بقضايا المرأة سينمائياً؟

السبب هو الاستسهال، حيث إن نمط الإنتاج السينمائي في مصر أصبح قائماً على التقليد، ويبحث عن نوعية الأفلام التي نجحت فيعيد استنساخها مجدداً ومجدداً، من دون محاولة لتقديم أفكار مغايرة. تحولت السينما في بلادنا إلى تجارة ولم تعد فناً أو صناعة لها كيانها، وهو سبب لغياب البطلات عن الساحة السينمائية حيث تقوم الممثلة غالباً بدور السنيدة أو حبيبة البطل.

§         تحدثت عن مشكلة الإنتاج، ماذا عن السيناريوهات والإخراج؟

لا مشكلة في السيناريوهات، فشركات الإنتاج لديها تلال من النصوص الجيدة، لكنها لا تقبل على تنفيذها. أما المخرجون فيضطرون إلى الانسياق وراء النوعية السائدة أو تقديم سينما مختلفة مثل السينما المستقلة.

تبقى المشكلة الرئيسة في التوزيع، فلا تجد الأفلام المستقلة مكاناً لعرضها بسبب الاحتكار القائم، لأن شركات الإنتاج هي نفسها الجهات التي توزع العمال على الصالات التي تملكها، فترفض استقبال سينما مغايرة أو تقدمها على استحياء في عدد محدود من دور العرض، فلا يشاهدها الجمهور.

§         هل يمكن أن يتقبل الجمهور أن تتولى بطولة الفيلم امرأة؟

يرتبط هذا الأمر بنوعية الفيلم نفسه، وذائقة الجمهور التي تغيرت بعد ثورة 25 يناير، وارتفعت نسبة الوعي بدرجة كبيرة في المجتمع.

§         ماذا تبررين حصول فيلم مثل «شارع الهرم» على أكبر إيرادات في تاريخ السينما المصرية على رغم عرضه بعد الثورة؟

تحتاج هذه الأمور إلى باحثين متخصصين، لأنها تتعلق بأمور كثيرة مثل توقيت العرض والأفلام المنافسة.

§         عودة إلى فيلم «فتاة المصنع»، كتبت هذا الفيلم منذ سنوات عدة فلماذا لم يتم تنفيذه إلا أخيراً؟

فعلاً، الفيلم مكتوب وجاهز للتنفيذ منذ سنوات، لكنه تأجل لأسباب إنتاجية، إذ لم تتحمس الشركات الإنتاجية له، ففكرنا في طرق أخرى، ومن بينها التقديم في مسابقة الدعم التي فاز فيها أخيراً.

§         حصل الفيلم على مليون ونصف المليون جنيه، هل المبلغ كاف لإنتاجه؟

لست على علم بميزانية الفيلم، لأنها من ضمن الأمور الإنتاجية وتعود إلى شركة «داي دريم». لكني أؤكد أن ميزانيته ليست كبيرة، لأن معظم الأحداث يدور في المصنع، إضافة إلى بعض المشاهد الخارجية، حيث سيعرض الفيلم لحياة تلك الفتيات عموماً وليس في المصنع فحسب.

§         متى يبدأ التصوير؟

بدأنا مرحلة التحضير وينطلق التنفيد خلال أسابيع قليلة.

§         هل تعتقدين أن الفيلم قد يحقق إيرادات في ظل الظروف الراهنة التي تعيشها السينما المصرية؟

لا أهتم بالإيرادات، لكنني أتمنى أن يشاهد الفيلم أكبر عدد من المشاهدين كي تعود هذه القضايا إلى مساحة الاهتمام في المجتمع.

§         هل لاختيار روبي علاقة بالتوزيع؟

محمد خان اختار روبي لأنه رأها مناسبة للشخصية تماماً، وقد وافقته الرأي لأنني أعلم أن روبي ممثلة جيدة لم تظهر قدراتها كافة بعد، إضافة إلى أنها من أوحت لي بفكرة الفيلم.

§         هل ستغني في الفيلم؟

لا ومن جانبها وافقت تماماً، لأنها حريصة على إبراز قدراتها كممثلة.

§         هل ينتابك قلق على الفن بعد تصدر التيارات الإسلامية للمشهد السياسي؟

فعلاً، لا يمكن تجاهل القلق بعد نمو هذه التيارات، إلا أنني لست متشائمة لأن هذا الواقع يفرض المقاومة التي تعد نواة الإبداع الأولى.

الجريدة الكويتية في

30/04/2012

 

نجوم هوليوود في مصر… بين الترحيب والاحتجاج

كتب: القاهرة – رولا عسران 

لم يرضِ توافد نجوم هوليوود على مصر للترويج لأفلامهم كثراً من العاملين في حقل السينما المصرية، وأعلنوا تضررهم من هذا الهجوم الغربي نظراً إلى حالة الكساد التي تعانيها السينما المصرية، وتساءلوا: كيف يتم الترويج للسينما العالمية في وقت تفتقد فيه السينما المصرية أبسط مقومات الانتعاش؟ 

شهدت مصر في الفترة الأخيرة زيارة نجوم عالميين لها إما للسياحة أو للترويج لأفلامهم ضمن جولة عالمية. جاء البعض تلبية لدعوة خاصة من نجوم مصريين أو من وزارة السياحة فيما جاء البعض الآخر لزيارة معالم مصر السياحية، أو بناء على دعوة من الشركة الموزعة للأفلام الأجنبية للمساهمة في الترويج للعمل الذي يؤدي النجم بطولته.

الحالة الأخيرة هي الأكثر انتشاراً، إذ تعقد الشركة الموزعة اتفاقاً مع وزارة السياحة تتكفل فيه بتنظيم جولة سياحية للنجم أثناء عرض فيلمه في مصر، فراقت هذه الفكرة للمهتمين بتنشيط السياحة في مصر، خلافاً لصنّاع السينما المصرية الذين ذكّروا وزارة السياحة بأن السينما المصرية ترزح تحت أزمات لا تحصى، ما يهدد بقطع لقمة العيش عن أسر مصرية. وإزاء هذا الوضع أنكر الموزعون أي صلة لهم بالترويج للسينما العالمية.

كيت وينسلت

كيت وينسلت أحدث النجوم الوافدين إلى مصر في توقيت عرض فيلمها الجديد «تايتانيك» بتقنية ثلاثية الأبعاد، وقد قامت بجولة سياحية وترويجية قبل أن تسافر إلى دول أخرى يعرض فيها الفيلم أيضاً.

رافق زيارة وينسلت للأقصر انتشار إشاعة حول اختطافها من أشخاص مجهولين وهو ما نفته وزارة السياحة، مع ذلك أجّج الخبر الحملة الإعلامية للفيلم ورفع إيراداته، في وقت تعاني فيه أفلام الموسم المصرية ضعفاً في الإيرادات وفق المنتج هاني جرجس فوزي.

يؤكد فوزي أن زيارة النجوم لمصر شرف كبير ويؤثر إيجاباً على السياحة فيها، إلا أنه يستدرك بالقول: «لا شك في أن زيارات النجوم إلى مصر للترويج لأفلامهم في وقت ترزح فيه أفلام مصرية تحت وطأة قلة الإيرادات أمر يحتاج إلى أن نتوقف أمامه طويلا».

يضيف فوزي: «أن تحتفي مصر بشون بن وأرنولد شوارزنغر وغيرهما من النجوم العالميين أمر مهم، لكننا نطالب بالاحتفاء بنجومنا الذين لا يقلون عن نجوم العالم، فهل يختلف أحد على أن فاتن حمامة فنانة عالمية على رغم أنها لم تمثل في أي فيلم عالمي؟ وغيرها كثر تفوقوا على نجوم هوليوود، لذا علينا أن نحتفي بهم بالطريقة نفسها على الأقل للمساهمة في الترويج لصناعتنا في هذا الوقت بالذات».

دهشة وترحيب

يبدي المنتج محمد السبكي اندهاشه من الاحتفاء بالنجوم العالميين في المواسم السينمائية المصرية «بدل الاحتفاء بأفلامنا وتكريم نجومنا بشكل يليق بهم»، مع ذلك فهو ليس ضد زيارة النجوم لمصر «لأن ذلك يصبّ في مصلحتنا ولا يمكن لعاقل أن يقف في طريقها».

السيناريست تامر حبيب الذي عرض له أخيراً فيلم «واحد صحيح»، يرحب بالنجوم في «بيتنا مصر» في أي وقت، سواء خلال المواسم السينمائية أم خارجها، مؤكداً أن وجودهم سيرفع من شأن السينما المصرية ولن يضعفها، لذا «علينا أن نحتفي بهم ونرحب بوجودهم ولا نخشى على السينما المصرية وإيراداتها منهم لأنهم سيعيدون إلى الصناعة جزءاً من رونقها وسينعشون السياحة المصرية».

كذلك يرى المخرج سامح عبد العزيز أن وجود النجوم العالميين في مصر يرفع من شأن السينما المصرية، «بل يساهم في انتشارها مصرياً قبل أن يروِّج للأفلام الأجنبية».

الجريدة الكويتية في

30/04/2012

 

النجوم ضحايا تركيب الصور والأخبار على الإنترنت 

ينشغل النجوم في التحضير لأعمالهم المقبلة من مسلسلات رمضانية وألبومات غير آبهين بما يلفقه البعض من إشاعات تطاولهم بين الحين والآخر. لكنهم خرجوا عن صمتهم أخيراً للرد على أكاذيب لا تحتمل السكوت عنها، أبرزها نشر صور فاضحة مركبة على الإنترنت، إطلاق تصاريح جريئة على لسانهم تتعلق بالأحداث في البلاد العربية وبعضهم تجاه بعض.

فوجئت نبيلة عبيد باتصالات هاتفية تردها لسؤالها عن حقيقة آرائها السياسية الجريئة التي أطلقتها على صفحتيها على «تويتر» والـ «فايسبوك»، فما كان منها إلا أن أعلنت بشكل قاطع ألا علاقة لها بهاتين الصفحتين وليست من عشاق مواقع التواصل الاجتماعي ولا تمضي أوقاتاً على شبكة الإنترنت.

أضافت عبيد أنها لا تعرف من يقف وراء تلفيق هذه الأخبار، مشيرة إلى أنها تنشغل راهناً بتصوير الجزء الثاني من مسلسل «كيد النسا» الذي تشارك في بطولته مع فيفي عبده، نافية الإشاعات التي تحدثت عن خلافات بينها وبين عبده حول ترتيب الأسماء على التتر.

علاقة سرية

في وقت تنشغل فيه نادية الجندي في تصوير أولى مشاهدها في مسلسل «الحب والسلاح»، سُرّبت أخبار عن علاقة عاطفية تجمعها بشاب يصغرها بعشرين عاماً وتلتقيه سراً، فاضطرت إلى تكذيب كل ما يقال، مشيرة إلى أن الإشاعات لا تستفزّها بل انزعجت احتراماً لمشاعر ابنها!

صدمت منى زكي بصورة مزيفة لها على مواقع الإنترنت ترتدي فيها ملابس بحر صارخة وتقف بطريقة جريئة، وعلى رغم أنها لا تردّ على الإشاعات وتفضل تجاهلها كي لا تعطيها أكبر من حجمها، إلا أنها  خرجت إلى الإعلام هذه المرة وصرحت بأن الصورة مزيفة ولا علاقة لها بها، ولا تعلم من يقف وراءها وما الغاية من تركيبها ونشرها.

فيما كان النجوم العرب يشاركون في حفلة افتتاح أحد فروع سلسلة مطاعم «روتانا كافيه»، فوجئت الفنانة شذى حسون بطرد محبيها الذين توجهوا  إلى الفندق الذي نزلت فيه لاستقبالها، لكن المفاجأة الكبرى كانت في نشر أخبار عبر مواقع إلكترونية فنية اتُهمت فيها إليسا بأنها تقف وراء طرد معجبي حسون بسبب غيرتها منها، الأمر الذي صدم شذى فسارعت إلى تكذيب الخبر ورفضت إقحام إليسا في الموضوع.

إلغاء أم منع؟

ما إن تلقت شيرين عبد الوهاب اعتذاراً من الجهة المنظمة لحفلة الربيع التي كان مقرراً أن تحييها  في السودان بسبب الظروف الأمنية غير المستقرة في البلاد، حتى سارع من يعتادون إطلاق إشاعات مغرضة إلى نشر خبر مفاده أن شيرين منعت من دخول السودان من دون إعطاء سبب واحد لهذا المنع، ما دفعها إلى تكذيب هذا الخبر واضعة إياه في إطار الإشاعات ومؤكدة أن علاقتها مع أهل السودان ممتازة.

نفت النجمة المغربية سميرة سعيد ما يتردد حول موافقتها على غناءشارة مسلسل «مولد وصاحبه غايب» (توزيع توما) وأكدت في تصريح لها أن  القيمين على المسلسل لم يتصلوا بها ولا تعرف شيئاً عن الموضوع. يذكر أن المسلسل من بطولة هيفا وهبي وفيفي عبده، وكتابة السيناريست مصطفى محرم.

على صعيد آخر تنوي سميرة سعيد تسجيل أغاني ألبومها الجديد فور عودتها من الإجازة التي حصلت عليهاأخيرًا للاحتفال بشم النسيم، وتتعاون فيه مع الشاعر أيمن بهجت قمر ومجموعة من المواهب الجديدة.

علامات استفهام

لماذا يقصد البعض نشر أخبار ملفقة عن النجوم من دون الاكتراث بالأذى الذي قد تسببه لهم؟ توضح الإعلامية راغدة شلهوب أن الإنسان المميز والناجح لا بد من أن يتعرض لمضايقات من هنا وهناك، لا سيما أن كثراً لا يتمنون الخير للآخرين. تضيف أن المؤامرات موجودة ليس في الفن وحده بل في قطاعات الحياة المختلفة من هنا جاء المثل: «الشجرة المثمرة ترشق بالحجارة دائماً»، وبالتالي هذه ضريبة النجاح.

وتلفت شلهوب إلى أن النجوم اليوم اعتادوا هذا الموضوع لذا يلتزمون الصمت تجاه ما يحكى عنهم ولا يلتهون بالقيل والقال.

بدورها ترى الإعلامية ميراي عيد أن ثمة محاولات لتحطيم صورة فنان عبر اختلاق أخبار كاذبة أو تجييش حملة عليه وعلى أعماله، وهذا دليل نجاحه، برأيها، فلو لم يكن هذا الفنان ناجحاً لما شنت حملة شعواء عليه. كذلك لا تنكر أن ثمة جهات تحارب فنانة معينة إكراماً لفنانة أخرى يزعجها نجاح زميلتها.

تضيف: «في النهاية الفنان الواثق من نفسه لا يهتم بما يحاك ضده بل يجتهد في تقديم أعمال جميلة لأنها السلاح الأقوى في وجه أعدائه وتعزز جماهريته».

الجريدة الكويتية في

30/04/2012

 

فيلم "الفردوس المفقود" يثير جدلاً في نادي الكتاب بكربلاء

كربلاء / أمجد علي

يؤكد مخرج فيلم (الفردوس المفقود) الذي يتحدث عن الاهوار في جنوب العراق انه ذهب محملا بقراءات عديدة بهدف إخراج فيلم عن الاهوار كما رآها الأجانب إلا انه اصطدم بواقع أذهله وجعله يغير كل مخططاته وسيناريوهاته التي وضعها قبل التوجه الى الاهوار لأنه وجد عالما ميتا  بعد أن جفف النظام السابق المياه .

بهذه الكلمات بدأ المخرج سعد نعمة الذي اخرج فيلم الفردوس المفقود لصالح قناة العراقية الفضائية في أمسيته التي ضيّفه فيها نادي الكتاب بكربلاء وعلى قاعة نقابة المعلمين والتي سبقه فيها مقدم الأمسية الدكتور الفنان شوقي الموسوي الذي أسبغ في قراءة حياة المخرج وتجاربه والمشاركات التي نفذها والأفلام التي أخرجها والندوات التي شارك فيها والأعمال التي أنجزها، وأضاف أن الفيلم يتحدث عن جريمة تجفيف الاهوار وهو معادل موضوعي لتجفيف الحياة التي أرادها النظام السابق كواحدة من أساليب الضغط وفرض الهيمنة والقوة وسلب الحرية، لذلك وبحسب الموسوي فان المخرج تمكن من إدارة كاميرته لاستنطاق الحياة التي بدأت صورها بالأرض المشققة وأقدام الفلاحين والناس في الاهوار المتشققة والحياة العفوية وصدقها في تلك البقعة من الأرض التي حباها الله بالجمال ولكن فردوسها ظل مفقودا لان لا احد ينتبه اليه..ويضيف الموسوي أيضا إن الفيلم حرك ما هو راكد في الحياة ليقول إن الفردوس ممكن أن يعود من جديد وتلك كانت إشارة لحركة مياه الاهوار المتدفقة في النهاية.

 وتحدث المخرج سعد نعمة عن فيلمه وكيفية تصويره قائلا: إن ما قدمته كان هو حال الاهوار وكنت صادقا ولم يكن هناك متسع من الوقت لكي أصور كل الزوايا بما فيها ما كان غير مرئي من حركة المجاهدين والمناضلين ضد النظام السابق وكذلك الحياة الطبيعية والحب الذي يؤلف القلوب لأني أن أردت ذلك، فعلي أن أصور أكثر من 10 ساعات. وأضاف إن كل شيء يدعوك إلى أن تعيش حالة الذهول بل أن الذي زار المنطقة حين كانت فردوسا وخاصة الأجانب الذين كتبوا عنها سيصيبهم الذهول لما آلت إليه حال الاهوار ..موضحا انه كان يمني نفسه أن يجد الهور مثلما قرأه في كتب الآخرين وخاصة الأجانب منهم إلا أن الصدمة كانت انه لم يكن هناك فردوس في الاهوار بل أرض جرداء وأناس مسحوقون وجاموس يعيش في ارض يابسة، وهذا ما لم يحدث من قبل ..لذلك رميت بكل السيناريوهات التي كتبتها أو التي تخيلتها ورحت أحرك الكاميرا كما هي، مستخدما لغة التعليق بصيغة الأنا ونحن لكي أقول إنني شاهد وموجود لحظة التصوير وليس استخداما لأفلام ماضية ..وعدّ جريمة تجفيف الاهوار لا تختلف عن جريمة حلبجة، فهناك مات الإنسان وهنا مات الإنسان والحياة.

وشهدت الأمسية العديد من المداخلات التي أيدت الفيلم واثنت عليه وانتقدته لأنه لم يتمكن من استنطاق الفردوس وغابت عنه الكثير من الإبداعات والمخيلة الإخراجية.

المدى العراقية في

30/04/2012

 

الأسطورة العائمة التي غرقت على وقع الموسيقى

سلوى جراح

"تايتانيك" السفينة التي قيل عنها في نشرات الدعاية لرحلتها الأولى، إنها السفينة التي لا يمكن إغراقها، السفينة المجهزة بكل وسائل الراحة والرفاهية التي لا تتوفر إلا في فنادق النجوم الخمس، مطاعم فاخرة، مقاهي، مسابح، غرف نوم فخمة لا ينفذ إليها الماء، ملعب رياضي، مكتبة مجهزة بأحدث الكتب وعيون الأدب، تلغراف "ماركوني" الشهير لاتصالات طاقم السفينة والركاب.  السفينة التايتانيك كانت تستوعب ألفين وخمسمئة وستة وستين راكباً.  سعر أرخص بطاقة في الدرجة الأولى ثلاثة وعشرين جنيهاً أي ما يعادل ألفاً وسبعمئة جنيه بأسعار اليوم، أما بطاقة الدرجة الثانية فكانت بسبعة جنيهات ونصف أي ما يعادل خمسة وثلاثين جنيهاً وسعر أغلى جناح في الدرجة الأولى كان ثمانمئة وسبعين جنيهاً أي حوالي أربعة وستين ألف جنيه بأسعار اليوم فالسفينة كانت مصممة للفصل بين الطبقات الاجتماعية وكان على متنها مجموعة من كبار رجال المال والتجارة وأسر ارستقراطية في الدرجة الأولى وعدد من المهاجرين من آيرلندا ودول اسكندنافية من الباحثين عن حياة أفضل في العالم الجديد، في الدرجة الثانية.  لكن التايتانيك رغم كل ما فيها من مغريات، لم تكن تحمل كل طاقتها من الركاب.  فقد أحجم الكثيرون عن السفر على متن السفينة الفخمة في رحلة التدشين بسبب إضراب عمال مناجم الفحم الذي عطل السفر البحري.  بل إن التايتانيك حصلت على ما يكفيها من الفحم لرحلتها لمجرد أن سفناً أخرى من عابرات المحيط الأطلسي أجلت رحلاتها بسبب الإضراب

في العاشر من شهر أبريل عام 1912 انطلقت السفينة الفخمة التي استغرق بناؤها في ميناء بلفاست في آيرلندا عامين كاملين، في رحلتها الأولى من ميناء ساوثهامتن على الساحل الجنوبي لبريطانيا، وعلى متنها ألفان ومئتان وثلاثة وعشرون راكباً، في طريقها إلى شيربورغ في فرنسا ثم كوب، التي كانت تعرف بكوينز تاون في آيرلندا لتعبر المحيط الأطلسي متوجهة إلى مدينة نيويورك.  كان حدثاً عظيماً في تاريخ السفن التجارية، فالتايتانيك التي استعير اسمها من "التايتانيين" الأقوياء، الأشداء، الذين حكموا في "العصر الذهبي" في الميثولوجيا الإغريقية، كانت أضخم سفينة ركاب تمخر البحار في بداية القرن العشرين، وكانت تشبه أبطال الملاحم الإغريقية لكن السفينة العظيمة الفخمة، غرقت بعد أربعة أيام فقط من إبحارها!

عرض التلفزيون البريطاني، مؤخراً، بمناسبة مئوية غرق السفينة الشهيرة، العديد من البرامج الوثائقية التي تناولت موضوع غرق السفينة الأسطورة من جوانب عدة تقنية وإنسانية، تفاصيل جمعت على مدى قرن من الزمان، وتعمقت المعلومات حولها مع التطور التكنولوجي الكبير في البحث.  وما ساعد كثيراً في معرفة تفاصيل أكثر عن السفينة الغارقة والألف وخمسمئة وأربعة عشر شخصاً الذين غرقوا معها، هو نجاح الحملة التي قام بها فريق فرنسي - أمريكي للبحث عن حطام "التايتانيك" عام 1985.  إذ كان من الشائع أن التايتانيك هبطت إلى قعر المحيط دون أن تتحطم، لكنهم حين وجدوها بعد سنين من البحث، كانت مقسومة إلى نصفين بينهما خمسمئة متر على عمق اثني عشر ألف قدم وفي نقطة تبعد واحدا وعشرين كيلومتراً عن المكان الذي كان يعتقد أنها غرقت فيه حسب الإشارات اللاسلكية التي بعثت بها في ساعات محنتها.  كما وجدوا حول السفينة الغارقة الكثير من ممتلكات من كانوا عليها وما ضمته أروقتها من نفائس، منتشرة على مساحة أربعين كيلومتراً مربعاً.  الكثير مما عثر عليه حول السفينة الغارقة معروض الآن في متاحف حول العالم خاصة في المتاحف الصغيرة التابعة للفنادق الفخمة في مدينة لاس فيغاس الأميركية

ركزت الكثير من البحوث التي أجريت على قصة غرق التايتانيك، على موضوع السلامة على متن السفينة التي وصفت بأنها "لا يمكن إغراقها".  فمثلاً عدد قوارب النجاة عليها كان بالكاد يتسع لنصف عدد الركاب، كما كان من المتعارف عليه في حالات الطوارئ هو "النساء والأطفال أولاً" لذا لم يسمح للرجال بركوب زوارق النجاة وهبط العديد منها إلى الماء بنصف حمولته.  بل تبين في ما بعد أنه كان في قوارب النجاة أماكن لخمسمئة شخص لم يشغلها أحد.  النقطة الثانية والمهمة التي تسببت بغرق السفينة هي عدم وجود إضاءة كافية للرؤية لمسافة بعيدة، رغم التحذيرات التي وصلتها عن وجود جبل جليدي متحرك في مياه المحيط قرب خط سيرها، رفض قبطان السفينة إدوارد جون سميث الاستعانة بالصواريخ المضيئة، وحين شاهد برج المراقبة في السفينة قمة الجبل الجليدي حدثت حالة من الرعب وصدرت الأوامر بالاستدارة بدلاً من الارتطام المباشر بمقدمة الباخرة، فمزق الجليد جانب السفينة وفتحه لتتدفق اليها المياه يقول الخبراء البحريون إن التايتانيك كانت ستصل إلى نيويورك سالمة بركابها و"أنفها" المجدوع لو لم تستدر.  خلال أقل من ثلاث ساعات غرقت التايتانيك، حيث دفع الماء الذي ملأ نصفها الخلفي بمقدمتها إلى الأعلى لتهوي خلال دقائق معدودة في المحيط.  تساقط الركاب في الماء البارد الذي تصل برودته إلى درجتين تحت الصفر مات كل من في الماء من البرد الشديد ولم يتم إنقاذ سوى ثلاثة عشر شخصاً.  عدد الناجين في قوارب النجاة لم يتجاوز السبعمئة وعشرة أشخاص.

 قصص كثيرة نسجت حول التايتانيك وركابها منها أن الفرقة الموسيقية التابعة للسفينة ظلت تعزف حتى غرقت مع السفينة وكذلك فعل عامل التلغراف الذي رفض أن يغادر موقعه.  السينما تناولت غرق التايتانيك في أفلام متنوعة ونسجت حولها الحكايات لعل أشهرها فيلم "تايتانيك" الذي عرض عام 1997 من إخراج جيمس كاميرون وبطولة كيت وينسليت وليوناردو دي كابريو وحاز أربع عشرة جائزة أوسكار وتكلف مئتي مليون دولار.  والواقع أن هناك أفلاما عرضت بعد أسابيع قليلة من غرق التايتانيك وكانت تعتمد على نوع من التوثيق للحدث مع الكثير من الإثارة.  لكن الفيلم الذي يعترف المتخصصون في دراسة غرق التايتانيك بأنه وثق الحدث تاريخياً هو فيلم إنكليزي من إخراج روي وارد بيكر عام 1958 استعمل فيه مخططاً للسفينة ليخلق الأجواء المقنعة لفيلم اسماه "ليلة لا تنسى" ولكنه تقنياً لا يرقى لما قدمه كاميرون في فيلم تايتانيك

الحقيقة أني استمتعت بمشاهدة ما عرض من أفلام وثائقية وقراءة ما نشر من تحقيقات بمناسبة مرور مئة عام على غرق السفينة التي "لا تغرق" هناك من قال إن القبطان أساء التقدير وإن الشركة التي تدير العملية التجارية للتايتانيك لم تحسب حساباتها جيداً وأن الغرق جاء نتيجة لمجموعة من الأخطاء التي كان يمكن تجنبها ورحت أتساءل: كم من أحداث مهمة في حياتنا نحن العرب مر عليها مئة عام ولم نفكر في دراستها وتحليلها والتمحيص في كل ما فيها من سلبيات وإيجابيات.  هل لأننا لا نجيد البحث أم لأننا نخشى مواجهة الحقائق ونترك السفن تغرق لأن الريح تجري بما لا نشتهي، مع الاعتذار لأبي الطيب عاطر الذكر.

المدى العراقية في

30/04/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)