حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

قال إن المواقف الكوميدية الهادفة هي الأكثر وصولا إلى الجمهور

إبراهيم الشكيري: أطمح إلى العالمية بأعمال محلية تلامس تطلعات الإنسان العادي

حاوره : خالد لمنوري | المغربية

 

بعد حصوله على تنويه خاص من مهرجان طنجة للفيلم الوطني، تشرع القاعات السينمائية المغربية في عرض أول فيلم سينمائي طويل للمخرج إبراهيم الشكيري، "الطريق إلى كابول"، ابتداء من 25 أبريل الجاري.

عن هذا الفيلم المغربي الحابل بالمواقف الكوميدية الهادفة، والمطعم بالجرعات السياسية المتوازنة، ومشاهد الحركة المثيرة، التي ساهم في تقديمها كوكبة من خيرة الممثلين المغاربة، أمثال أمين الناجي، وربيع القاطي، ورفيق بوبكر، ويونس بواب، ومحمد بنبراهيم، وعبد الرحيم المنياري، ومحمد قيسي، وعزيز داداس، وسعيد باي، وفاطمة بوشان، يتحدث إبراهيم الشكيري، الذي أخرج أزيد من 20 فيلما تلفزيونيا ناجحا، كما يتحدث عن واقع الصناعة السينمائية المغربية والتحديات التي تواجهها، في هذا الحوار، الذي خص به "المغربية" بمناسبة العرض ما قبل الأول للفيلم.

·         كيف جاءت فكرة الفيلم، وما هي الأسباب التي دفعتك إلى إخراجه؟ 

سيناريو الفيلم مأخوذ عن فكرة للراحل لحسن الشكيري، الممثل الكوميدي الساخر المعروف بالجنوب، جمعتني به علاقة دم وفن متميزة جدا، فهو عمي، الذي اكتشفت فيه الإنسان المرح، والفنان الذي يمتلك حسا إبداعيا عاليا، رغم أنه لم يكن دارسا للفن.

ناقشنا الفكرة وطورناها قبل وفاته عن عمر يناهز 60 سنة، وبعدها بشهور اختمرت واكتمل السيناريو فكانت النتيجة "الطريق إلى كابول".

ما دفعني إلى الإسراع بإخراج الفيلم، أولا تكريم كل الممثلين العصاميين والمغمورين في شخص الراحل لحسن الشكيري، الذي أهديه باكورة أعمالي السينمائية، ولئن نجح الفيلم وحقق إقبالا جماهيريا كبيرا فسيكون الفضل الأول والأخير لعمي، ولكل الممثلين والتقنيين الذين ساهموا في إخراج هذا العمل الفني. 

وثانيا لأنني أردت تناول موضوع الهجرة بطريقة تختلف تماما عما ألفناه في عدد من الأفلام السابقة، محاولا ملامسة العديد من القضايا المحلية الاجتماعية المحلية مثل (البطالة، والحلم بالهجرة، والشعوذة، والتفكك الأسري، والرشوة، والقرصنة، والنصب...) ، والعالمية مثل (الحرب على الإرهاب، والتطرف الديني، والسيطرة الأمريكية على العالم، وتجارة المخدرات...). 

وثالثا للبرهنة على أن القطاع الخاص يمكن أن ينتج أفلاما تجمع بين الصناعة السينمائية والثقافة والفن، وأعتقد أن تشجيع هذا القطاع لدخول عالم الإنتاج السينمائي سيمكننا من صناعة أفلام بمواضيع مختلفة، لأن دعم الدولة لا يشمل المشاريع، التي تتوافق وقناعات لجنة الدعم.

·         لماذا اخترت الكوميديا وعاء لأول أفلامك الروائية رغم صعوبتها؟

اخترت الخط الكوميدي لسببين الأول لأن عمي كان كوميديا، والثاني لأن المواقف الكوميدية هي الأكثر تعبيرا عن الواقع المعيش للغالبية العظمى من الناس، والثالث هو أنني أطمح من خلال هذا الفيلم إلى المساهمة في إغناء الحقل السينمائي المغربي بهذا النوع من الأفلام، الذي لم يجد اهتماما كبيرا من قبل معظم المخرجين المغاربة، وحتى الذين اهتموا بهذا النوع جاءت أفلامهم مبتذلة وغير هادفة في أغلب الأوقات.

·         هل استفاد الفيلم من الدعم الذي يقدمه المركز السينمائي المغربي، وما هي المشاكل التي واجهتك خلال تصويره ؟ 

لم يستفد الفيلم من أي دعم من المركز السينمائي المغربي، وتكلفت بإنتاجه شركة إنتاج خاصة "إماج فاكتوري"، والحمد لله لم تواجهني أي مشاكل مادية خلال تصوير الفيلم، الجميع كانوا متعاونين، لأنهم كانوا واعين أنهم بصدد إنجاز فيلم هادف وملتزم بقضايا مهمة. 

·         كيف تنظر إلى واقع السينما المغربية؟

لا أستطيع القول إن هناك سينما مغربية، فكل ما هناك أفلام أنجزها مخرجون مغاربة، وهي أفلام لا تؤسس لصناعة سينمائية بالمعنى الحقيقي للكلمة. 

ورغم ارتفاع عدد الأفلام التي أصبح المغرب ينتجها سنويا حوالي 30 فيلما، فإن المغرب لم يقدم أفلاما ذات مستوى سينمائي عالمي، باستثناء عدد قليل من الأفلام، فالسينما صناعة بالدرجة الأولى، إلى جانب كونها ثقافة وفنا.

·     الملاحظ أنك استقطبت العديد من الممثلين الجيدين في فيلمك، فهل آن الأوان أن نجزم بوجود نجوم أو نجم يستطيع المنتج المراهنة عليه في شباك التذاكر؟

مع الكم المنتج حاليا من الأفلام لا أعتقد ذلك، كما أنني لا أنكر وجود عدد كبير من المواهب الفنية التي تستحق النجومية، ولن أكون مبالغا في القول إن هناك ممثلين مغاربة من مستوى عالي وعالمي، لكن ظروف الإنتاج في المغرب لا تساعد على صناعة نجم بكل ما تحمله الكلمة من معنى، رغم أن النجوم ثروة وطنية حقيقية لبلدانهم، فحين يشارك أي نجم معروف في نشاط معين فإنه يساهم في إشعاع اسم بلده، بالإضافة إلى المساهمة في الناتج المحلي، ولك أن تتصور نجوما يحضرون مهرجانات مقابل ملايين الدولارات.

·         أمام الانتشار الواضح لوسائل الاتصال الحديثة، هل مازالت القاعات السينمائية قادرة على اجتذاب الجمهور ؟ 

بالإبداع وحده ستظل السينما قادرة على اجتذاب الجمهور، وضمان الاستمرارية. وأعتقد أن فقدانها عددا مهما من جمهورها، لا يرجع بالدرجة الأولى إلى انتشار وسائل الاتصال الحديثة، (التلفزيون والإنترنت...)، بل لأن دور العرض هي التي تطرد جمهورها. 

فمعظم القاعات السينمائية الموجودة حاليا لا تتوفر على شروط فرجة سينمائية مناسبة، فتذكرة دخول قاعة السينما، هي بمثابة تعاقد بين المتفرج، وإدارة العرض، فالمتفرج يدفع مقابل، مقعد مريح، وأجهزة صوت جيدة، وصورة واضحة، وإضاءة قوية، في قاعة نظيفة، ومعظم هذه الشروط لا تتوفر في معظم قاعاتنا.

·         ما هي الحلول في نظرك؟ 

من المفروض أن تكون هناك قوانين وضوابط عامة تحدد شروط المشاهدة، ويجب على الدولة أن تدعم القاعات من أجل إعادة تأهيلها وجعلها تواكب نمط الاستهلاك الجديد المتجلي في إقامة مركبات سينمائية تقدم أنواعا مختلفة من الفرجة السينمائية.

فلا يعقل دعم الإنتاج السينمائي، دون دعم الموزعين وأصحاب القاعات، على الأقل في مرحلة التأسيس للصناعة السينمائية المغربية، تماما كما حدث في كوريا الجنوبية، ونيجيريا، إذ بدأت الدولة بإعادة تأهيل القاعات، وفرضت على أصحابها عرض المنتوج الوطني في مرحلة أولى، ثم المساهمة في عملية الإنتاج في مرحلة ثانية، إذ أصبحت نيجيريا تنتج أزيد من 200 فيلم سنويا ما خلق سوقا وطنية لفيلم محلي، وهو رقم مهم، بالمناسبة لأنه من الكم يمكن الوصول إلى الكيف، الذي يعد جسرا نحو العالمية.

·         هل نجحت الأفلام المغربية في طرق قضايا عالمية، أم أنها ظلت محصورة في مواضيع محلية فقط ؟

للأسف معظم الأفلام المغربية لم تبارح المحلية، لضعف السيناريوهات وسطحيتها، فمعظمها أفلام متواضعة، ولا تتطرق إلى مواضيع عالمية، باستثناء بعض المحاولات التي تتولى إنتاجها جهات غربية.

وأعتقد أنه آن الأوان لإنتاج أفلام من هذا النوع، لأننا جزء من هذا العالم الذي لم تعد بين دوله حدود جغرافية إبداعيا. وطموحي هو الوصول إلى العالمية بأعمال محلية تلامس تطلعات الإنسان العادي.

الصحراء المغربية في

21/04/2012

 

حظ سعيد‏..‏

رؤية مرتبكة لثورة يناير‏!‏ 

نـادر عـدلي 

سؤال ظل يتردد‏:‏ متي تعبر الافلام السينمائية عن ثورة‏25‏ يناير‏2011‏ ؟‏!‏ واجاب العقلاء والمبدعون بجد‏:‏ يجب أن ننتظر لنري فالثورة مازالت مستمرة ولم تكتمل‏!..

ولكن يبدو أنه لا أحد يطيق الانتظار, فالحدث أكبر بكثير من أن نتجاهله خاصة أن العالم كله وقف امام ثورتنا بكثير من الاجلال والاحترام لما تمتعت به من مقومات فريدة وغير مسبوقة وفي الوقت نفسه ـ علي المستوي المحلي ـ ظلت تطورات وأحداث هذه الثورة هي الخبز اليومي الذي نعيشه في مصر طوال15 شهرا هي عمر هذه الثورة والمهم سينمائيا انه تمخض خلال هذه الفترة ثلاث نوعيات من الافلام جاءت جميعا لتلحق بالثورة ـ الحدث!.

كانت النوعية الأولي هي التي سعت لتسجيل الثورة ـ الحدث من خلال الأفلام التسجيلية فظهرت عشرات الافلام القصيرة التي لاقت استقبالا مرحبا في كثير من مهرجانات العالم وكان انضجها فيلم تحرير2011 الذي يعتبر أول فيلم تسجيلي مصري يسمح بعرضه في صالات العرض المصرية.. وفي نفس اطار تسجيل الحدث كان الفيلم الروائي18 يوم الذي تضمن10 أفلام روائية قصيرة لعشرة مخرجين, أنها أفلام رصد الثورة ـ الحدث!

النوعية الثانية كانت لأفلام انتهي تصويرها أو كاد قبل25 يناير فأرادت أن تلحق بالحدث الكبير فغير فيلم صرخة نملة اخراج سامح عبدالعزيز نهايته, واضاف فيلم الفاجومي اخراج عصام الشماع لقطات من الثورة في ميدان التحرير لمشهد النهاية في تعرضه لسيرة الشاعر أحمد فؤاد نجم, بينما اضيفت بعض الافيهات لفيلم سامي اوكسيد الكربون لهاني رمزي.

النوعية الثالثة كانت لأفلام روائية طويلة اعتبرت أو استخدمت الثورة موضوعا اساسيا لاحداثها ورصيدنا من هذه الأفلام حتي الآن فيلمان, الفيلم الأول تك تك بوم تأليف وبطولة محمد سعد, وأرجو ملاحظة عنوانه السخيف والفيلم عبارة عن تكرار لشخصية اللمبي ولكن من خلال حدثين مهمين وقعا اثناء وبعد الثورة الحدث, الأول اللجان الشعبية التي نظمها الناس للحفاظ علي الامن بعد انسحاب واختفاء الشرطة والثاني فتح السجون وهروب كل المساجين والمعتقلين, وقد تعامل الفيلم مع الحدثين بكثير من الخفة والسطحية لحساب حركات وبهلوانية اللمبي ـ سعد.. وطرد تك تك بوم من صالات العرض سريعا فهو عمل ثقيل الظل ومنعدم الدراما والقيمة.

اما الفيلم الثاني حظ سعيد الذي عرض أخيرا من بطولة أحمد عيد ومي كساب واخراج طارق عبدالمعطي.. واحمد عيد هو من الممثلين الكوميديين الذين تم تصعيدهم بعد تراجع نجومية محمد هنيدي ومحمد سعد وأحمد آدم وكانت البداية عندما قدمه المخرج المتميز والنابه محمد أمين في فيلمي: فيلم ثقافي وليلة سقوط بغداد وصدر هذا الفيلم الأخير انطباعا بان أحمد عيد ينتسب الي مايمكن أن نسميه بالكوميديا السياسية وخاصة أن فيلمي انا مش معاهم الذي عالج مشاكل الشباب العابث والضائع وظاهرة التطرف والارهاب الديني.. ورامي الاعتصامي الذي ظاهرة الاعتصامات والاضرابات بشكل شديد اللطف وكان يتلمس الواقع بتوظيف ذكي للفانتازيا, جعل اتجاه أو انطباع الكوميديا السياسية يلتصق به وفي فيلم حظ سعيد نجد استمرارا لهذا الاتجاه.

ماذا عن فيلم حظ سعيد؟!

تدور كل احداث الفيلم حول شخصية سعيد الشاب الذي يجاهد للزواج وتكوين اسرة مع من يحبها سماح مي كساب وكلاهما لم يحظ بأي نصيب من التعليم ويعمل سعيد بائع سريح في نزلة السمان حيث يبيع البرديات المقلدة والتماثيل والانتيكات وبسبب الثورة تنحصر حركة السياحة ويصبح سعيد بلا عمل, وفي نفس الوقت يكتشف أن شقيقته الطالبة بالجامعة والتي يحرص علي تعليمها هي من الثوار فيذهب لإحضارها من الميدان ولكنها ترفض فيقرر ان يبقي بالميدان ليحفظ سلامتها.. والفيلم الذي كتبه السيناريست الجديد اشرف توفيق يوحي لنا طول الوقت بأن الثورة هي صراع سياسي بالاساس بين الرئيس المخلوع وفلوله وبين الشباب الموجودين في ميدان التحرير ويصر علي أنهم اصحاب تيارات سياسية هي التي حركتهم مثل اليساري والاخواني والليبرالي وهي رؤية قاصرة بكل تأكيد فالشباب الذي قام بالثورة كان يحركه الغضب وليس الاتجاه السياسي وقد انضم اليها الملايين من الذين ضربهم الظلم اجتماعيا وفئويا واقتصاديا وكانوا يعبرون عن رفضهم بالاضرابات والاعتصامات قبل الثورة.. وهذا التصور من السيناريست والمخرج طارق عبدالمعطي جعل الاحداث تسير في خطين دراميين الخط الأول قراءة افكار التيارات السياسية الموجودة بالميدان وعدم اقتناع سعيد بها رغم ان هذه التيارات ظهرت في واقع الأمر بعد سقوط نظام الرئيس مبارك وليس اثناء الثورة اما الخط الثاني فهوعدم إدراك سعيد وبالتالي المواطن البسيط بقيمة هذه الثورة فهو تارة يعمل مع الفلول من أجل كسب لقمة العيش وتارة أخري يسخر ويتبدل بين التيارات السياسية وهي رؤية في مجملها مرتبكة وبائسة في قراءة المشهد الحقيقي لعبقرية وقيمة ثورة25 يناير التي قام بها الشباب الذين كانوا في معظمهم يبحثون عن عيش حرية كرامة عدالة اجتماعية وهؤلاء ثبت بعد الثورة أنهم لا يمثلون قوي سياسية أو احزاب أو اتجاهات بعينها بدليل فشلهم في تكوين ائتلاف أو اتجاه سياسي يدخلون من خلاله الحياة السياسية.

إن حظ سعيد فيلم سينمائي تقليدي تمحك في ثورة25 يناير ليدعي أنه مع الثورة ويواكبها وهو ادعاء يفتقر للوعي وحسن القراءة لما حدث, وكان مشهد النهاية اكبر دليل علي ذلك فهو مشهد ساخر ـ وما اغبي السخرية اذا كانت سطحية وفارغة ـ فبعد30 سنة من الثورة يكون سعيد قد تزوج وانجب ثلاثة اولاد بديع في اشارة للأخوان المسلمين وبكار في اشارة للسلفيين وحمزاوي في اشارة لليبراليين بينما الشاب الثائر الذي يميل لليسار الذي التقي به في الميدان أحمد صفوت يصبح هو القائد!!.. ونتمني لفريق الفيلم حظ سعيد في عمل آخر يكون اكثر وعيا وتحركه رؤية ويجيد قراءة مايحدث في المجتمع المصري سواء الذي تولدت منه الثورة أو تحقق بعدها!

الأهرام اليومي في

21/04/2012

 

 

«انفصال نادر وسيمين»..

ملاحظات حول فيلم الجوائز..!

محمود عبدالشكور 

احتشدتُ لمشاهدة الفيلم الإيرانــى «Aseparation» أو «انفصال نادر وسيمين»، الفائز بحشد من الجوائز العالمية الكبرى من أوسكار أفضل فيلم أجنبى إلى جائزتى الكرة الذهبية والدب الذهبى فى مهرجان برلين، ولكنى خرجتُ من المشاهدة بأن الفيلم جيد ومتقن الصنع، وفيه تميز واضح فى أداء ممثليه، وهناك جهد كبير فى بناء الحبكة والشخصيات، ولكن الفيلم بالمقابل كُتب بالكلمات ولم يُكتب بالصورة، ولذلك يبدو بوضوح أنه فقير بصرياً، ويكتظ بالحوار على مدار ساعتين تقريباً مما يجعله أصلح لكى ينقل إلى المسرح لا إلى السينما، ثم إنه فى كل الأحوال ليس تحفة استثنائية، بل إن هناك أفلاماً إيرانية تفوقه على كل المستويات مما يجعل هناك علامات استفهام كثيرة محيرة حول هذه الجوائز الكبرى.

أرجو ألا يفهم من كلامى أن فيلم «انفصال» عمل ردىء، فهذا بالقطع ما لا أقصده، وإنما قصدت أن أقول إن الفيلم أخذ أكثر من حجمه، وخضع لتأويلات وقراءات سياسية لا تتحملها الدراما التى شاهدتها، هو بالأساس فيلم اجتماعى عن رغبة مدرسة شابة اسمها «سيمين» أن تنفصل عن زوجها موظف البنك «نادر» بعد 14 عاماً من الزواج أنجبا خلالها طفلة عمرها 11 سنة، وسبب الطلاق هو أنها تريد أن تسافر وتترك إيران، بينما يريد هو البقاء لرعاية والده العجوز المريض بالزهايمر، حتى يتم الفصل فى قضية الانفصال، تترك «سيمين» المنزل، فيستعين «نادر» بخادمة فقيرة هى «رازية» زوجها متعطل عن العمل، ولكن الخادمة تفشل فى رعاية الأب العجوز، فيثور عليها نادر ويدفعها خارج شقته، فتتهمه باجهاض حملها، ويستغرق الفيلم فى تفصيلات قضية «نادر» و«رازية» التى ترتبت عن انفصال «نادر وسيمين»، لنكتشف فى النهاية أن كل الشخصيات تكذب وترتدى أقنعة، وأن الجيل الجديد الشاب ممثلاً فى «تيرمى» ابنة «نادر وسيمين»، يشعر بالحيرة، كما أننا نكتشف أن الخادمة الفقيرة ورّطت «نادر» فى الحادثة لكى تحصل على تعويض مالى دون علم زوجها العاطل، وفى النهاية لن تعرف بالضبط إلى أى طرف انحازت «تيرمى»، هل ستبقى مع والدها أم ستسافر مع أمها؟!

هناك بناء جيد للأحداث ورسم واضح للشخصيات، ولكن قضية الفيلم الأولى هى تلك المناطق الرمادية فى مجال الأخلاق، تلك المسافة الواسعة بين الأفكار المثالية والواقع، وهى قضية لا يختص بها المجتمع الايرانى، كما انه من التعسف مثلاً أن يقال إن الأب العجوز يمثل السلطة الأبوية التى يجب التخلص منه إذ إنه يثير التعاطف وليس الغضب، لم أجد تكوينات بصرية لافتة وإنما مجرد كاميرا تنقل حوارات ممثلين جيدين، ورغم ذلك فإن أفضلهم فى رأيى ليس الذين لعبوا ادوار «نادر وسيمين» «ورازية» ولكن الممثل العجوز الفذ الذى قام بدور الأب المريض بالزهايمر.

أكتوبر المصرية في

21/04/2012

 

الأفلام القصيرة بسوريا: حضور الموهبة وغياب السينما

ميدل ايست أونلاين/ دمشق 

أيهم ديب: مشكلة الفيلم القصير هي الملل والنفاق الاجتماعي والمهني، فضلا عن غياب الجمهور والنقاد القادرين على إدراك المشكلة وحلها.

تشكل الأفلام القصيرة في سوريا بالدرجة الأولى مهرباً للسينمائيين من انتظار رعاية وإنتاج أفلامهم الروائية الطويلة، على اعتبار أن الإنتاج السينمائي شبه مقتصر على القطاع العام الذي يقدم عدة أفلام سنوياً ولا يتسع لجميع التجارب وبالتالي فإن السينما القصيرة بتكاليفها المحدودة والتي من الممكن أن تقوم على جهود ذاتية من المخرج نفسه تشكل مجالاً جديداً للإبداع يتبدى عاماً بعد عام وينبئ بمواهب سينمائية هامة.

وعند القول إن السينما القصيرة هي مهرب فان ذلك يحد من كونها فناً قائماً بذاته يمكن العمل ضمنه كحرفة مختصة معزولة عن السينما الطويلة، فالموهبة السينمائية في السينما القصيرة بإمكانها النضوج ومواكبة الحركة السينمائية العالمية من خلال الفيلم القصير إلا أن اتجاه الكثيرين من الشباب نحو السينما الروائية وهروبهم مما أنتجوه من أفلام قصيرة يدلنا على أنهم يتجهون نحو خوض مجال السينما الروائية باعتبارها الأكثر حضوراً.

ومن ميزات الأفلام القصيرة في سوريا أن اغلبها تعتريه مشكلات فنية أو يقع في شرك منهجية البرامج التلفزيونية أو على الأقل هذا ما يصل من خلال السينما القصيرة التي يتم عرضها جماهيرياً وهذا يعود إلى عدم حرفية القائمين على هذه الأفلام لعدم دراستهم للسينما بشكل عام نتيجة عدم توفر هذا التخصص في سوريا ومن جانب آخر لأن هذه التجارب هي في أغلبها تجارب شابة قائمة على ما ينفقه الشباب من ممتلكاتهم الخاصة لإنتاج أفلامهم بأنفسهم.

ونتيجة لبروز ظاهرة الفيلم القصير في سوريا أصبح لهذا الفيلم مكان ومسابقة في مهرجان دمشق السينمائي الدولي وهو ما أدى بالدرجة الأولى إلى تعميم هذه التجربة وعرضها جماهيرياً من خلال عروض سينمائية مخصصة للأفلام القصيرة أدت إلى اطلاع جمهور المهرجان على هذه التجارب وتحسين نوعيتها بالتراكم كي لا تبقى حبيسة ذواكر كومبيوترات مخرجيها.

ويرى المخرج السينمائي أيهم ديب أن هناك خلطاً في ما يخص صناعة الفيلم، مرده في الأساس عدم نضج الوسط الذي يتداول هذه الصناعة إنتاجا أو استهلاكا.

ويقول ديب في معرض تناوله للفرق بين السينما القصيرة والروائية الطويلة إن جمهور الاولى غير جمهور الثانية، شيرا إلى أن "محدودية الانتاج قد تحمل ايجابيات وسلبيات في نفس الوقت فهي قد تخلق أشكال مختلفة عن تلك التي انتجها العالم الأكثر عراقة والسبب هو أن الفجوة بين الادراك النظري والادراك العضوي الذي تراكمه الخبرة قد يسهم في إنتاج طفرات في الأسلوب أو الوظيفة، وإن نقص الانتاج يؤدي الى تخلفنا عما اختبرته الشعوب وراكمته".

ويشير ديب إلى أن الفيلم ليس له زمن محدد وما تم تحديده هو نتيجة خيارات اقتصادية "فالفيلم الطويل اتفق على أن يكون فيلم له محددات تجارية، و"ان كانت الأفلام الطويلة تختلف عن بعضها في مادتها وجمهورها ومضمونها حيث يوجد فيلم وثائقي طويل وفيلم فني طويل، لهذا لا يضير أن ننتبه الى أن الفيلم القصير يستمد حريته أحيانا من خلال تفلته من السوق التجارية وإن كانت معظم الدعايات التجارية هي نفسها ضمن أشكال الفيلم القصير".

ويضيف ديب "لا أدري شيئا عن الدوافع الفنية والنفسية للجمهور السوري.. لا أعرف معنى عبارات من قبيل 'مضطر للعمل في الأفلام القصيرة لآخذ فرصتي في فيلم طويل'.. 'ليس لدي تمويل لفيلم طويل'.. طبعا يمكن توصيف الحال السوري وفق هذه الأدبيات بالقول ان السوري يرى الفيلم الطويل باعتباره بلوغا فنيا وأحد العوائق التي تؤخر سن البلوغ هي اقتصاديات هذه الصناعة. . هذا توصيف واقعي ولكنه يوصف ليس مشكلة أو خللا في النتاج بل وفي العقلية".

ويرى المخرج أن الجمهور يستهلك ما يريد ويعيد علاقته وتموضعه مع شرط النتاج والتداول أي بمقاعد أو بدون بصالات أو بدون بثلاثي الأبعاد أو بدون "يجب أن نفهم ونعترف بالجمهور وليس فقط بالمنتجين والعاملين في الصناعة".

ويضيف "مشكلة الفيلم القصير في سوريا هي الملل والنفاق الاجتماعي والمهني بأشكال الفيلم القصير مثل الفيديو كليب الغنائي مثلاً، لكننا هنا نتحدث عن غياب أشكال من الفيلم القصير وغياب جمهوره والنقاد القادرين على إدراك المشكلة لإيجاد حل لها".

وحول تجربة الأفلام القصيرة في سوريا يقول المخرج غضفان غنوم "إن الأفلام القصيرة مظلومة فهي ليست أكثر من بطاقة مرور باتجاه الفيلم الطويل منوهاً إلى ضرورة الاهتمام بالفيلم القصير مثل الفيلم الطويل بتنظيم مهرجانات خاصة به".

ونادى غنوم بأن تكون للفيلم القصير عملية ترويج كفيلم متكامل "لا أن يقدم كفكرة بسيطة كونه سيمر مرورا في تجربة المخرج فلا داعي أن يكرس له كل وقته".

ويقول مدير المؤسسة العامة للسينما بسوريا محمد الأحمد إن من أولويات المؤسسة في الفترة الحالية "مواكبة هذا النضوج الشاب والإبداعات الفردية وفق إمكانيات مؤسسة السينما وسيتم إضافة جائزة جديدة على جوائز مهرجان دمشق السينمائي الدولي وهي جائزة سيناريوهات الأفلام القصيرة للهواة حيث ستكون هناك لجنة لانتقاء عشرة أو خمسة عشر موضوعاً وسيتم تشكيل لجنة لها من ضيوف مهرجان السينما لانتقاء ثلاثة سيناريوهات يقوم المهرجان بدعمها وإنتاجها".

ويرى الأحمد أن هذه الإجراءات التي تقوم بها المؤسسة ترسخ دعم السينمائيين الشباب الذين لم يدرسوا سينما ولكنهم يمتلكون مشاريع هامة ويضطرون أحياناً لبيع أشيائهم الخاصة من أجل إنتاج مشروعهم السينمائي و"هي أفلام لو تم وضع ميزانية لها كان من الممكن من خلالها كسب مواهب وإنتاجات هامة".(سانا)

ميدل إيست أنلاين في

21/04/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)