حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

تيم حسن ...

»الصقر شاهين« ابن بلد إسكندراني جدع ورومانسي

ماجـــدة خـــيراللــه

 

بدأ تصوير مسلسل الصقر شاهين منذ شهر تقريباً، في هدوء شديد وبأقل قدرمن الدعاية، مثل معظم الأعمال التي يلعب بطولتها "تيم حسن" فهو يفضل العمل في صمت، حتي يخرج العمل  إلي النور فإذا بحثت عنه بعد ذلك تجده فص ملح وذاب، هكذا اعتاد النجم السوري الذي يبدو أنه في حالة حذر وتوجس دائم من الصحافة، ووسائل الإعلام ويصعب أن تضبطه متلبساً بحضور مناسبة عامة، حتي لو كانت مهرجانا فنيا يقام في بلاده، وهو شحيح الظهور في البرامج التليفزيونية، ويندر أن تقرأ تصريحا علي لسانه أو حواراً صحفيا، إنه حالة خاصة جدا لايشبه غيره من النجوم الذين يحدثون ضجيجاً كلما" هرشوا" في رؤوسهم، وعندما يكون أحدهم في حالة ركود فني، يمكن أن تقرأ عن لسانه خبراً يؤكد فيه أنه يعكف علي قراءة عشر سيناريوهات معروضه عليه ليختار فيما بينها! ولأن العشم بيني وبين تيم حسن متصل منذ أن حضر للقاهرة لتصوير مسلسل فاروق، فقد دعاني لحضور تصوير مسلسله الجديد الصقر شاهين، وطبعا لبيت الدعوة لأني كنت شغوفة لمعرفة أخباره والحديث عن آخر مشاريعه الفنية وكيف يخطط لمستقبله الفني في القاهرة بعدما "انتوي " نقل نشاطه وإقامته الدائمة إلي مصر!

كانت آخر مرة قابلته فيها أثناء العرض الخاص لفيلمه "ميكانو" وكنت قد لاحظت أنه فقد كثيرا من وزنه، وطبعا سألته عن نوع الريجيم الذي  اتبعه وقال لي وقتها في عجالة كلمة السر " الأناناس "، ولما التقيته هذه المرة، وجدته وقد ازداد رشاقة مع بروز واضح في عضلات الصدر والأكتاف، وسألته كيف اكتسب هذا المظهر الرياضي الواضح، فأكد لي أنه ملتزم ببرنامج رياضي، مع ريجيم غذائي نظراً لطبيعة الدور الذي يلعبه في مسلسل الصقر شاهين الذي يحتاج إلي مواصفات خاصة.

·         طب إيه المواصفات الخاصة التي يتطلبها الدور غير كفاءة الممثل؟

ـ شاهين شاب إسكندراني جدع، ورومانسي وشهم وهناك بعض مشاهد أكشن وحركات، واحترت كثيرا في تحديد شكل الشخصية، بحيث لاتبدو نمطية، وعملت "لوك" مختلف تماماً، يناسب تصوري عن شاهين، مع حركة جسم محسوبه، وتدربت علي اللهجة السكندرية، ولما شعرت أني دخلت في "المود" قلت للمخرج عبد العزيز حشاد أنا جاهز للتصوير.

·      بس إحنا كده قفزنا فوق الأحداث وماعرفتش إزاي اتعرض عليك المسلسل ولماذا اخترت هذا النص بالذات رغم أن مؤلفه حديث  العهد بالكتابة ومخرجه ليس من المشاهير؟

ـ صديقي الفنان عادل المغربي هو من عرض علي فكرة المسلسل وأعجبتني جدا، وخاصة أنها تدور في أجواء ساحلية تشبه كثيرا أجواء مدينة طرطوس التي ولدت فيها، وأعرف طبائع أهلها وهي تشبه طبائع أهل إسكندرية، بالإضافة لأن دراما المسلسل مليئة بالأحداث وتضم أعمالا بطولية وأجواء رومانسيه إنها خلطة أعتقد أنها سوف تعجب المشاهد المصري والعربي، ثم الأهم من ذلك أنها تبعدني تماماً عن شخصية الملك فاروق التي قدمتها في المسلسل الشهير.

·         هل أنت تعاني من سيطرة شخصية فاروق عليك؟

ـ إطلاقا فأنا أخرج من أي شخصية أقدمها بمجرد أن أنتهي من التصوير، ولكني لاحظت أن الجمهور المصري متعلق بها جدا، وكلما تواجدت في مكان أسمع همسا حولي الملك فاروق أهه، حتي أن بعضهم لايذكر اسمي، ولذلك وجدت أن علي أن أكسر هذه الشخصية حتي لاتحاصرني واشتغلت في مسلسلات سورية مثل زمن العار، وأسعد الوراق وقدمت من خلالها شخصيات مختلفة ومتنوعة تشبع داخلي طموح الفنان وتخرجني في نفس الوقت من عباءة فاروق ، وعدت إلي مصر لأقدم مسلسل عابد كرمان، ورغم أنه شخصية من أصول فلسطينية، إلا أني أصررت أن أؤديها باللهجة المصرية، وزرعنا في الأحداث بعض تفاصيل تفيد أن لعابد جذورا مصرية!

·         هل تشعر أن مسلسل عابد كرمان صادفه سوء حظ أدي إلي عدم استقباله بشكل جيد؟

ـ أنا لا أعول علي الحظ في حياتي، وكنت قد قرأت رواية ماهر عبدالحميد "كنت صديقا لديان" وأعجبتني جدا، ثم قرأت السيناريو وشعرت أننا أمام مسلسل مكتوب بمهارة وحرفة تليق بتاريخ السيناريست بشير الديك وازداد حماسي للعمل في ظل وجود مخرج بحجم نادر جلال، ولكن ماحدث بعد ذلك كان خارج حساباتي، فقد تدخلت بعض الجهات الأمنية في البداية وألزمتنا بتغيير اسم المسلسل من كنت صديقا لديان إلي عابد كرمان، ثم بعد انتهاء التصوير، تدخلت نفس الجهة مرة أخري لحذف مشاهد وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق موشي ديان، وهذا أدي إلي خلل واضح في سياق الأحداث، ثم تأجل عرض المسلسل عاما كاملا، وأعتقد أن كل هذه الظروف أدت إلي استقبال الجمهور المسلسل بنوع من الفتور، ولكني غير نادم علي المشاركة فيه، لأني استفدت منه فرصة العمل مع مخرج كبير وكاتب سيناريو مميز.

·         هل حدث أي نوع من الخلاف بينك والمخرج السوري الكبير حاتم علي؟

ـ علي الإطلاق "حاتم علي" صديقي وأستاذي وقد قدمت معه أنجح أعمالي مثل ملوك الطوائف، وصقر قريش وربيع قرطبة وغيرها.

·         إذن لماذا توقف التعاون الفني بينكما ولماذا انسحبت من بطولة مسلسل الفاروق عمر بن الخطاب؟

ـ أنا لم أنسحب من المسلسل وكنت أنا وحاتم علي  نجهز لمسلسل سوري اسمه الغفران، ثم تركناه معاً من أجل مسلسل عمر بن الخطاب ولكن بعض الجهات فضلت أن يلعب الدور وجه جديد تماماً، ليس له تجارب فنية سابقة، والآن هو يصور مسلسل المنتقم المأخوذ علي ما أعتقد عن رواية الكونت دي مونت كريستو، لألكسندر دوماس وأنا انشغلت بالصقر شاهين ولكن الصداقة بيني وبين حاتم علي موصولة إن شاء الله وسوف يكون لنا لقاءات فنية أخري.

·         أعتقد أن حياتك مرت بحالات ارتباك في الآونة الأخيرة، فهل غير ذلك من خططك الفنية والشخصية؟

ـ لم يتغير في حياتي غير موضوع الطلاق فقد انفصلت عن زوجتي مؤخراً، ولكن هذا حدث عادي يحدث في كل مكان، ولم يترك في نفسي إلا قليلا من التأثر، أما الحدث الأكبر فهو ماتمر به بلادي من محنة أرجو أن نخرج منها قريباً بأقل قدر من الخسائر وتعود لسوريا حالة الأمان والاستقرار.

·         لهذا قررت نقل نشاطك الفني للقاهرة، طب ما إحنا كمان عندنا مشاكل" للركب" ومحدش عارف حانوصل لفين؟

ـ أنا كنت مقررا من فترة أن أستقر في مصر، لأنها هوليوود الشرق فعلا، ولاغني لأي فنان عربي عنها، ثم إن سفري وترحالي الدائم خسرني بعض الفرص.

·         ألا تدرك أنك هذا العام تواجه تحديا كبيرا وخصوصا أن هناك نجوما كثيرين لهم مسلسلات تنافس الصقر شاهين؟

ـ أنا شخصيا لا أفكر في حكاية التحديات أنا أركز في شغلي وخلاص فمن يدخل سباقا لايراقب غيره ولكن ينظر أمامه ولكني كمشاهد أشعر بالاهتمام بتجربة الفنان أحمد السقا مع أول مسلسل يلعب بطولته وهو صديقي وكان أول من قدم لي التحية أثناء عرض مسلسل الملك فاروق، كما أعتقد أن تجربة كريم عبد العزيز سوف تكون مثيرة خاصة في وجود كاتب سيناريو متميز مثل بلال فضل ومخرج مثل محمد علي فقد شاهدت لهما أهل كايرو وعجبني جدا من حيث الموضوع والصورة وأعتقد أنهما سيقدمان معا حاجه حلوة إن شاء الله.

آخر ساعة المصرية في

17/04/2012

 

»الرعب من البلطجية«

استمرار ظاهرة ابتزاز اللصوص لطــــــــــــواقـم تصوير الأفـلام والمسلسلات

محمد إسماعيل 

هل أصبح تصوير مشهد للسينما أو التليفزيون مشكلة كبيرة تحتاج لتوفير ترسانة من الأسلحة والحراسات الأمنية المشددة، منذ ثورة يناير والهجوم علي الممثلين وطواقم التصوير يتكرر لأسباب مختلفة ومبررات متنوعة، لن يكون الحادث الذي تعرض له أبطال مسلسل الأمام  الغزالي الحلقة الأخيرة في مسلسل الرعب الذي يطارد تصوير الأعمال الفنية في الأماكن العامة، ربما يؤدي اقتراح نقابة السينمائيين لتوفير حماية أمنية للمشاهد التي يتم تصويرها خارج الاستديوهات إلي تقليص جرائم البلطجية ،لكنه بالتأكيد لن يؤدي لاختفاء ظاهرة البلطجة التي تؤدي لزيادة الأعباء المالية علي منتجي الأعمال الفنية ، مما  يؤدي إلي تهديد حقيقي لحجم ما يمكن إنتاجه سنويا من أعمال سينمائية وتليفزيونية.  

يستعد فريق عمل المسلسل الجديد لنور الشريف  لتصوير باقي المشاهد الخارجية بالإسكندرية والتي ستكون ما بين الشوارع العامة وشواطئ المنتزه وأبوقير والمنشية، وييحث القائمون علي الإنتاج كيفية تطوير الحماية الأمنية أثناء التصوير، حتي لا يتكرر ما حدث في منطقة الماكس.

عندما فوجئ فريق عمل المسلسل خلال تصويرهم لمشهد خارجي بين نور الشريف وأحمد بدير علي الشاطئ، بعدد من الأشخاص يحاولون افتعال مشاجرة مع فريق العمل وعندما حاولوا التفاهم معهم فوجئوا أنهم يريدون مبلغا من المال مقابل ترك موقع التصوير وتهدئة الوضع
وبالفعل رضخ فريق العمل لطلبهم وأعطاهم مبلغا من المال لاستئناف التصوير خاصة أن الأوضاع خرجت عن حد السيطرة مما قد ينتج عنه إصابة أشخاص من فريق العمل بالمسلسل إخراج أحمد مدحت وبطولة نور الشريف وهالة صدقي ومي نور الشريف وسعيد طرابيك وشعبان حسين وإنعام سالوسة.

منتجو المسلسلات يبحثون عن  حلول بديلة وآمنة ولكنها مكلفة في ذات الوقت ومنها مسلسل "عيش وملح" حيث قام المنتج ببناء ديكور لحي شعبي داخل ستوديو الأهرام يتكلف 3 ملايين جنيه وذلك لأنهم لن يستطيعوا التصوير بأي منطقة شعبية حقيقية في هذه الأجواء الأمنية غير المستقرة  ففضلوا التصوير في ديكور خوفا من هجوم البلطجية فاضطروا إلي بناء الحي الشعبي بالكامل من أجل بدء التصوير.

مسلسل "عيش وملح" بطولة زينة ومحمود عبد المغني وهيثم أحمد زكي وسعد الصغير ومن تأليف أسامة نور الدين وإخراج محمد العدل وتدور أحداثه حول طبيبة مثالية الأخلاق تصطدم بالواقع الذي تعيشه مما يضطرها للتنازل عن مثاليتها لتحقيق أحلامها.

ولم تتعرض الدراما لوحدها لبطش البلطجية فقد تعرض مهرجان "الفن ميدان" في سنته الأولي بميدان عابدين لهجوم بعدما حاول أحد البلطجية اقتحام المهرجان وقام بتحطيم بعض "الترابيزات" ولكن الموقف تم التعامل معه وإنهاؤه لتمر الاحتفالية ببعض الهدوء الذي تخلل إقامة عديد من الفاعليات علي المسرح المكشوف الذي صعد إليه عمرو واكد عضو لجنة تحكيم مسابقة "أجمل تورتة" الذي كان موجودا بصحبة المنتج محمد العدل ليعلن عن اسم الفائزة بالجائزة وهي سيدة فلسطينية قام واكد بتكريمها وهتف "تحيا مصر وفلسطين" وعقب مغادرة واكد يصعد رامي عصام الملقب بمطرب الثورة وهو ما تزامن مع بداية عرض الأفلام التسجيلية في ركن السينما .

 علي الجانب الآخر كان رامي عصام مرتديا تي شيرت الألتراس يغني عديدا من أغنياته ليتفاجأ الجميع بحضور أحد المرشحين  لرئاسة الجمهورية وسط بعض من أنصاره.. ثم قام أحد البلطجية بالصعود إلي خشبة المسرح وفتح مطواة واشتبك مع البعض ليُصاب فردان بإصابات طفيفة لتنتهي وقائع المهرجان دون كوارث حقيقية .

آخر ساعة المصرية في

17/04/2012

 

الحاج عادل إمام (زعيم) سوق الخضار في باريس

في الحي اللاتيني (حســن قمصان) المصــري ينافــــــــس أشهر المكتبات

رســــالــة باريس: نعمــــــة اللــه حســــــــين 

أربعون عاما مضت علي أول زيارة لي هي عمر العشق والهوي لهذه المدينة الساحرة.. التي تجعلك تشتاق لشوارعها وأزقتها ومبانيها الأثرية.. حتي (مجاريها) حولتها إلي مزارات سياحية  تتجول فيها بالقوارب.. تحكي لك عن أسرار العالم السفلي للشوارع الكبيرة والصغيرة.. شخصياتها جسدها أديبها العظيم (فيكتور هوجو) في أشهر رواياته (البؤساء) وحكت كتب ثورتها حكايات أبطالها.. تحت كل شارع فوق الأرض شارع آخر مسكون (بجماجم) (ضحايا) الحرب العالمية الأولي والثانية ومن قبلهم (الثوار) أوائل من هبوا وانتفضوا في وجه (ملك وملكة كانا بعيدين تماما عن الشعب.. ثورة الجياع التي غيرت وجه العالم كله.. لكنها لم تدمر الآثار والتاريخ ولا القصور الملكية.. فرغم الفقر كان هناك الوعي الذي أتمني أن ينتقل إلينا ونحافظ به علي بلدنا من كل تدمير.

المدينة الجميلة شكلا ومضمونا وموضوعا هل تتغير.. هل تفقد خصائصها الجميلة بعد أن باتت تعلو رنة ــ بداية من الانتخابات الرئاسية إلي رجل الشارع العادي ــ بأنه لم يعد هناك مجال للمهاجرين.. خاصة العرب المسلمين فقد ضاقت بهم فرنسا وتعتبرهم الصداع الأزلي في رأسها.. وحتي تكون الصورة واضحة فالعنصرية باتت متبادلة من الطرفين من المهاجرين والفرنسيين علي حد سواء.. والغريب أن البلد الذي كان يفتح ذراعيه للجميع ليعيش الجميع سواسية علي أرضه.. فوجئ بأن المهاجرين إليه ينقلون له خلافاتهم الطائفية والدينية وهو بلد علماني لايناقش فيه الدين ولايؤخد في الاعتبار عند التعامل اليومي.. والغريب أن البعض منا يرحل عن أوطانه.. وبلدانه بحثا عن الأمان ومن أجل حياة أفضل له ولأولاده لكنه عندما يصل إلي البلد الذي يعتبره أمنا وأمانا بالنسبة له.. يخرج لسانه للجميع ويبدأ في زراعة الفتن.. وهذا للأسف حال المهاجرين الجدد الذين يملأون شوارع العاصمة سواء أكانوا في أوروبا الشرقية التي تطاردهم الشرطة في كل مكان لأن معظمهم (لصوص شنطة) أو (شحاذون) أو من الأفارقة الذين هربوا من فقر مدقع في بلادهم أو صينيون باتوا يحتلون أحياء كاملة في العاصمة وأخيرا عرب ومصريون خرجوا تحت عباءة الاضطهاد الديني بحثا عن جنسية جديدة.. خوفا من سيطرة الإسلاميين.. والنتيجة الجيل الأول من المهاجرين المصريين يعيش في وئام لا فرق بين مسلم ومسيحي أما للأسف الشديد فإن الجيل الجديد من المهاجرين الذين وصل عددهم إلي مائة ألف تقريبا ينتظرون جميعا السماح لهم بالإقامة كخطوة أولي في سبيل الحصول علي الجنسية فإنهم بدون مواربة يعيشون خلافات طائفية حادة الله وحده قادر علي حلها.

مدينة العشق والهوي .. الحرية والجمال لديها القدرة علي إغواء (الزائر) أو (السائح) لكي يخرج آخر (سنتيم ) في جيبه .. فتقاليعها لاتنتهي.. ولعل آخرها ماكان يتمشي مع الفيلم الجديد (أسبوع مع مارلين) إخراج سيمون كيرتس الذي يعرض عن (مارلين مونرو) فهذه النجمة رغم وفاتها منذ زمن طويل مازالت تحتل القلوب بجمالها الآخاذ.. هذه الإيقونة الساحرة الجميلة أخذ أحد فنادق العاصمة صورا مجسمة لها ووضعها علي حوائط غرف النوم..  بحيث يشعر النزيل إنه ينام في أحضان (مارلين) وبالمناسبة فإن (مارلين) هي التي تتصدر أفيش مهرجان (كان) هذا العام.. وفي نفس الوقت نجد أن واحدا من أكبر فنادق العالم وليس باريس فقط وأسعار الإقامة فيه ولا في الخيال تحل مشكلة ملايين (الجياع) في العالم وهو فندق (سكريب) الذي يحتفل هذا العام بمرور مائة وخمسين عاما علي إنشائه والذي أقيم به أول عرض سينمائي في فرنسا في إحدي قاعاته الشهيرة.. أصبح مزارا لعدد من المحظوظين لمشاهدة هذه القاعة وآلة العرض القديمة.

الموضة.. والعطور.. والأسواق ملامح تشتهر بها فرنسا خاصة عاصمتها باريس.. وأحدث الأسواق بها هو (سوق) الموضة عمره يقترب من العشر سنوات لذا يعد حديثا بالمقارنة بالأسواق التقليدية القديمة التي اشتهرت بها فرنسا.. مثل سوق الزهور أو الخضار وحتي سوق البراغيث الذي تجد فيه كل (الانتيكات) التي تخطر ولا تخطر علي بالك.. و(سوق الموضة) هو أسلوب للتسوق انتشر في تسع دول أوروبية يقدم أحدث الماركات العالمية لكن بتخفيضات تصل إلي ٠٦٪ وأكثر أثناء الأوكازيونات حيث المحال الكبري والتي تحمل ماركات عالمية.. لا تقدم مثل هذه التنزيلات إلا علي موضة الموسم الماضي فقط وبشروط.. في هذا السوق الذي يبعد عن وسط العاصمة مسيرة ٥٣ دقيقة في منطقة (شامبانيا) يطلق عليه (قرية لافالي) ويستطيع السائح أن يصل إليه بالحافلة أو القطار ناهيك طبعا عن التاكسي وهو قريب من منطقة (يورودزني) وهو يعتبر مكانا جميلا لقضاء يوم ممتع حتي لو كانت ميزانيتك لاتسمح بالشراء.. وهو شيء غير وارد علي الإطلاق نظرا للتخفيضات التي تحرص المحلات علي تقديمها وتغري الزائر بالشراء.

أما في الحي اللاتيني حيث تقع مكتبات (جيلبيرجون) أشهر مكتبات باريس.. وبالتحديد في ٣١ ش سان ميشيل سوف تلتقي بوجه مصري في سمار لون النيل تجلجل ضحكاته عالية ويأتي إليه الطلاب والسائحون الذين يرتادون هذا الحي.. هو المصري حسن قمصان وهو واحد من الجيل القديم الذي أتي إلي فرنسا في بداية الثمانينات.. ولديه كنوز هائلة من الكتب وصور أصلية لأفيشات السينما المصرية والعالمية.. وحكاية نجاحه في العاصمة الفرنسية تستحق التحية وأن تروي لكن في عدد آخر إن شاء الله.

وبفضل صديق كريم وأخ عزيز (أسامة شاهين) المصري الأصيل الذي له شهامة وجدعنة ابن البلد يؤثر مصالح الغير وخدمتهم علي مصالحه الشخصية يقدم يد العون لكل من يأتي للعاصمة الفرنسية سواء كان من عامة الناس البسطاء أو من مشاهير النجوم حيث الجميع أصدقاؤه.. كان لي شرف المعرفة ومعايشة  تجربة رائعة لم أحاول أن اقترب منها من قبل رغم زياراتي المتكررة والعديدة لعاصمة النور .. لقد أدخلني أسامة إلي عالم سوق الخضار الشهير في باريس.. والتقيت بالزعيم الحاج عادل إمام الذي يعد كبير هذا السوق ويتزعمه.. وهو رجل فاضل جاء إلي فرنسا أيضا في بداية الزمن الجميل للهجرة في أوائل الثمانينات .. حيث كان الحلم جميلا والواقع شاقا ومريرا .. لكن التعاون والحب يجمع بين الجميع.. فكان يعمل ويعول من لايعمل من المصريين وما كان أكثرهم في ذلك الوقت.

رحلة طويلة بدأت وهو في السنة الرابعة بكلية التجارة، حيث راوده حلم السفر لأوروبا وبالتحديد لفرنسا بلد الفنون والجنون .. البداية لم تكن سهلة.. التاريخ في بداية الثمانينات.. وكان كل قادم يحاول إثبات وتحقيق ذاته كما يقول الحاج (عادل).. كانت الحدائق والأماكن العامة هي المكان الوحيد للمبيت وفي أحد الأيام تم العثور علي الجنة (بيت قديم مهجور) قريب من منطقة بلفيل سكنه المصريون يوم كانت تسود بينهم روح محبة وتعاون لدرجة أن كان البعض يتطوع للذهاب للحدائق وينادي علي الشباب المصري ويدعونهم للإقامة في البيت المهجور الذي أصبح معمورا بالطلبة المصريين ويصف الحاج عادل (اللي كان بيشتغل.. كان بيشيل اللي مابيشتغلش وما كان أكثرهم).. المهم دخل المصريون أصعب الأعمال.. أعمال سوق الخضار الذي كان يسيطر عليه اليهود.. وسرعان ما تفوقوا علي المعلمين والكبار وأخدوا مكانهم وأصبحت أسواق الخضار يسيطر عليها المصريون بنسبة من ٠٨٪ إلي ٥٨٪ في باريس وضواحيها.. والعمل فيه مرهق للغاية حيث يبدأ في الخامسة صباحا وينتهي في الثالثة عصرا.. والمصريون يسيطرون علي أسواق الأحياء المتوسطة أو الشعبية أما أسواق الاحياء الراقية فقد قرر الفرنسيون الاحتفاظ بها.. حيث يعد السوق واحدا من أبرز ملامح الحياة ومن خلاله تنشأ العديد من العلاقات الاجتماعية.

والحاج عادل كما يناديه الجميع، حيث أكرمه الله وأنشأ جمعية للحج والعمرة.. استطاع أن يصل بأبنائه إلي أرقي درجات التعليم فابنه د.سامح إمام حاصل علي دكتوراه في الرياضة البحتة علم الاحتمالات.. وهو كوالده يرعي العديد من أبناء الجالية المصرية ويساعدهم في تخطي كل العقبات الدراسية من واقع تجربته الذاتية.. أما بناته الأربع فإحداهن حاصلة علي دكتوراه في المحاسبة.. والثانية إعلام.. والثالثة حقوق أما الصغري فمازالت في السنة النهائية بالمدرسة الثانوية.

الحاج عادل يعترف بأن الصورة بين المهاجرين لم تعد حلوة مثل الأول وأن الصورة للمهاجرين تغيرت كثيرا بعد حرب الخليج.. وأن حظ هذا الجيل القادم أفضل بكثير من الجيل القديم حيث حجم المعاناة أقل كما إن الجيل القديم لم يبخل عليه بشيء.. باختصار مهما كانت المتاعب فطريقهم أسهل بكثير.

سوق الخضار الباريسي عالم ثان تحكمه  قوانين وأخلاقيات ويمتد عادة لأكثر من ثلاثة كيلومترات.. وهو عادة جزء من سوق أكبر بياع فيه كل شيء.. وهنا تجد مالا تجده في أسواقنا بمصر.

العمل يبدأ في الخامسة صباحا حيث يتم التجهيز بفرش الطاولات التي يتراوح طول كل واحدة من ٨ إلي ٢١ مترا.. لكل طاولة مكان ثابت ورقم.. وعدد العمال علي كل طاولة يتراوح  مابين مناول وبائع من ثلاثة إلي أربعة.. ومتوسط أجر العامل تقريبا ٠٧ يورو يوميا.. وقد اشتري المصريون أماكنهم في السوق من المعلمين الكبار السابقين.. أما اليوم فالرخصة لاتباع ولا تشتري.

وقديما كان التصريح مجانا أما اليوم فيحتاج إلي مبالغ باهظة.. أما الحاج ناصر إمام الشقيق الأصغر للحاج عادل فقد حضر إلي فرنسا بعده بسنوات كثيرة وكلاهما حريص علي أن يربط أولاده بمصر الوطن الأم.. ولأولاد عادل إمام صور ووقفات كثيرة في التحرير فهم وإن كانوا يعيشون في فرنسا إلا إنهم شاركوا في ثورة غيرت وجه التاريخ ونتمني أن تسير في مسارها الصحيح.

إن الجالية المصرية في فرنسا وبالتحديد في باريس هي من الأقليات العربية التي لاتسبب الصداع الرئيسي في رأس الحكومة الفرنسية.. فحتي أشهر المهاجرين (رشيدة داتي) التي وصلت لمنصب وزيرة العدل الفرنسية وارتبطت بشائعات كثيرة عن علاقاتها بساركوزي.. تصرفاتها الشخصية أربكت الحكومة الفرنسية وسببت لها العديد من المشاكل حتي بعد أن قدمت استقالتها.. لكن مازالت فضائحها كثيرة واتهامات كثيرة توجه إليها.

لكن تظل حكايات المصريين في الغربة هي أقل الحكايات إثارة.. والمشاكل محدودة للغاية وعلاقاتهم الإنسانية بعيدة عن كل عنف ورعونة باقي المهاجرين العرب خاصة من دول المغرب العربي.

آخر ساعة المصرية في

17/04/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)