حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

ماكس فون سيدو.. تاريخ التمثيل في رجل واحد

«أحب التمثيل ولا أستطيع أن أتصور نفسي مكتفياً بما حققته منه»

لوس أنجليس: محمد رُضا

 

جولة في سينما العالم

بين الأفلام الأفضل الآتي من الأمس

* مضى وقت كانت السينما المصرية فيه تعتمد اعتمادا كبيرا على الجوار العربي في تحقيق نسب إيرادات مرتفعة. أيامها (الستينات والسبعينات وحتى مطلع القرن الحالي) كان الفيلم المصري آيلا لتحقيق انتشاره بين المشاهدين خارج مصر كما في داخلها، لكن ذلك الاعتماد على الخارج انحسر بالتدريج حين تم تقوية العرض الداخلي من جهة ليصبح مصدر الإيراد الأول، واستبدال الانحسار الحاصل بالاعتماد على المبيعات التلفزيونية، بالإضافة إلى ما بقي متوفرا من مساحات سوق خارجية. يستعيد المرء كل ذلك وهو يراجع قوائم إيرادات الأفلام المعروضة في بيروت، التي كانت أهم مصادر التوزيع الخارجي للسينما المصرية، ليجد أن حصة «عمر وسلمي 3» من الإيرادات الإجمالية لا تتجاوز 0.75 في المائة. وليجد أيضا أنه الفيلم المصري الوحيد في العروض حاليا، أي أنه بلا منافسة مصرية أخرى. الفيلم اللبناني «تاكسي بلد» أنجز حضورا أفضل بلغ 4.21 في المائة من مجمل الإيرادات، لكني أشك في أن يكون ذلك ترجمة لنجاح تجاري كبير. الفيلم الأول في العروض اللبنانية حاليا هو ذاك الذي نبذه الجمهور الأميركي وعنوانه «ألف كلمة»، من بطولة إيدي مورفي، وسجل 11.26 في المائة من مجمل الإيرادات.

* إذ تم إطلاق «تايتانك» مجسدا بالأبعاد الثلاثة على أمل أن ينجز عشرات أخرى من ملايين الدولارات في نسخة جديدة، انقسم النقاد حول ذلك ما بين من اعتبر أن مشاهدة الفيلم بالبعدين الرئيسيين كان أفضل من مشاهدته نافرا، وبين من بارك الخطوة وأعاد تعداد الحسنات الفنية لمخرجه جيمس كاميرون، وهي حسنات بلا ريب متوفرة وجلية بصرف النظر عن النظام المستخدم للعرض. لكن ما هو لافت أن المناسبة الحالية التي وجدها فيلم كاميرون مواتية للعودة إلى الصالات، وهي مناسبة مرور مائة عام على الحادثة الرهيبة، حدت بفيلم آخر سبق إنتاج فيلم كاميرون ببضعة عقود للتسلل إلى سوق أسطوانات الأفلام بكل ثقة، والأرقام الأولى تفيد بنجاح مثير للاهتمام. إنه «ليلة للذكرى» (A Night to Remember)، أنجزه سنة 1958 روي بايكر (الذي توفي في العام الماضي عن 93 سنة بعدما أنجز في حياته نحو 45 فيلما ما بين الفانتازي والرعب والدراما الحادة، بعضها على درجة لافتة من الإتقان. معالجة بايكر لليلة غرق تايتانك محصورة في عملية رصد ما حدث من دون إدخال قصص مفبركة عليها، على أساس أن ما حدث فعليا فيه ما يكفي ويزيد من الدراما. مع كينيث مور، ورونالد ألن، وروبرت آيريس، وأونور بلاكمان، من بين الممثلين.

* من بين أفلام أخرى قديمة تم إطلاقها مؤخرا على أسطوانات أيضا «شروق»، الذي حققه الألماني ف. و. مورناو في الولايات المتحدة سنة 1927، وسريعا ما دلف كواحد من كلاسيكيات السينما الصامتة منذ ذلك الحين وأكثرها تجاذبا للآراء بسبب منحاه الفني المسيطر على سرد حكاية هي في حقيقتها عاطفية. أيضا «كازابلانكا» الشهير، فيلم مايكل كورتيز (1942)، هو أيضا فيلم عاطفي بالدرجة الأولى، مرتديا ثياب تشويق درامي حول الأميركي «همفري بوغارت» الذي سيبقى في الدار البيضاء خلال الحرب العالمية الثانية، بينما ستستقل حبيبته «إنغريد برغمان» طائرة الهروب مع زوجها. والثالث في هذه الجولة السريعة هو «لقاء موجز»، واحد من كلاسيكيات المخرج الفريد ديفيد لين في فترة ما قبل «لورنس العرب»، إذ أنجزه سنة 1945 عن مسرحية لنوويل كوارد (الذي شارك في إنتاج الفيلم) مع الراحلين تريفور هوارد وسيليا جونسون وستانلي هولواي... كانت أيام!

* للأسف، ليس من بين العروض الجديدة هذا الأسبوع ما يصل إلى مستوى تلك الأعمال الغابرة. الأكثر تهديدا بالانتشار هو «إعادة لقاء أميركي»، وكما يقول عنوانه هو كوميديا حول إعادة لقاء لشخصيات فيلم «أميركان باي» الرئيسية، تلك التي مثلها جاسون بيغز وكريس كلاين وتارا ريب وشون ويليام سكوت بعد سنوات من تخرجهم من الكلية. في المجمل هذه هي الفكرة والقصة معا ولا شيء في طي المفاجأة ولا حتى في سياق حكاية تستحق أن تروى.

ماكس فون سيدو.. تاريخ التمثيل في رجل واحد

«أحب التمثيل ولا أستطيع أن أتصور نفسي مكتفياً بما حققته منه»

كيف تلخص أكثر من ستين سنة من العمل السينمائي في جلسة لن تمتد لأكثر من ثلاثة أرباع الساعة؟ كيف ستختار أسئلتك لكي تشمل كل شيء؟ وحتى لو اخترتها، هل ستستطيع الاكتفاء بما أتاحه الوقت وتمرير أهم ما تريد معرفته؟ أمور مستحيلة، خصوصا مع ممثل نعرفه جميعا: رجل طويل القامة يبلغ من العمر حاليا 82 سنة ولا يزال مطلوبا. المخرجون يعتبرون الحصول عليه قيمة فنية إضافية بحد ذاتها. اسمه لن يخلق حال رواج تجاري لكنه سيكون بمثابة المستوى الأعلى من التمثيل الذي سيجذب الهواة والمحترفين على حد سواء. وجوده مثلا في «جزيرة مغلقة» لمارتن سكورسيزي كان بمثابة تحد لقدرات بطل الفيلم ليوناردو ديكابريو... كيف لا يكون وعلى ديكابريو مساواة قدرات الممثل الكبير في المشاهد القليلة الجامعة بينهما؟

ولد في السويد سنة 1929، وبعد عشرين سنة بدأ التمثيل للسينما ومن حينها لم يتوقف. عرفناه في أفلام انغمار برغمن، أحد الوجوه المتكررة في أعمال ذلك المخرج بجانب ليف أولمان وإنغريد تولين وإرلاند جوزفسون وليف أولمن، لكنه أكثرها نجاحا منذ الستينات خارج السويد. وما بين تلك البدايات وفيلمه الأخير «عال جدا وقريب للغاية» 110 أفلام تشكل تاريخا من الأعمال التي مثلها ما بين السويد وأوروبا والولايات المتحدة.

·     إنه من باب الصدفة أن تمثل دورك في فيلم «Extremely Loud and Incredibly Close»، وهو دور صامت في معظمه، في السنة التي أنجز فيها فيلم صامت بالكامل وهو «الفنان». كيف تجد ذلك؟

- أحب الأفلام الصامتة. هذا شيء مؤكد. وإذا ما سألتني عن رد فعلي حين فاز هذا الفيلم الفرنسي بالأوسكار فهي الغبطة فعلا لعمل جريء بكامله. الآن وسط كل ما يواجهنا من تقنيات وأساليب عمل حديثة، فيلم يقرر أن يذهب مائة سنة إلى الوراء ليقدم حكاية عاطفية تشبه الكيفية التي قدموا بها تلك الحكايات آنذاك.

·         هل هناك فرق بين التمثيل صامتا والتمثيل ناطقا؟

- في الفيلم الصامت لا تستطيع أن تنطق، ما يعني أن عليك الاعتماد على الحركة والتعبير. هذا ما سبب في الماضي الكثير من الأداء المغالى في التعبير عنه. لكن لا أستطيع مقارنة ذلك النمط من التمثيل الذي ساد حتى نطقت السينما بما أقوم به في هذا الفيلم، وهو دور رجل يختار أن لا يتكلم وأن يعمد إلى كتابة ما يريد قوله.

·         ما البديل الذي اعتمدت عليه لتمثيل هذا الدور أو للتعبير عما في داخلك؟ هل يكفي أن لا يكون الدور ناطقا؟

- لا. الشخصية تعبر عن نفسها بالكتابة. إنه يعايش ما يراه وما يسمعه لكنه يؤثر عدم الكلام. لقد أعجبت كثيرا بالدور حين قرأته. هزني السيناريو كثيرا، وهذا لم أشعر به حيال عمل منذ وقت طويل. كان فيلما يختلف عن الأعمال التي تعرض علي عادة... أفلام تاريخية عن الهولوكوست أو عن مآسٍ أخرى.

·     على ذكر التاريخ، لعبت في السينما الأميركية أدوارا تاريخية منذ البداية، أليس كذلك؟ أعتقد أن أحد أوائل أفلامك في هوليوود كان دور المسيح في فيلم «أعظم قصة مروية» (The Greatest Story Ever Told).

- كان الأول فعلا لحساب فيلم من إنتاج أميركي، لكنه لم يكن الأول بالإنجليزية. اتصل بي (المخرج) جورج ستيفنز وقدم لي عرضا سنة 1964، وبما أنني لم أكن مثلت في كثير من الأفلام خارج السويد آنذاك فإن ذلك أثار تعجبي. لكني لم أكن أريد تمثيل هذا الدور، دور المسيح. تمنعت كثيرا واختلقت الأعذار، لكن ستيفنس ووكيل أعمالي كانا مصرّين. ثم تسلمت دعوة من المخرج لزيارته في هوليوود، حيث أطلعني على معالجته وسرد علي خطابات للطريقة التي سيقدم بها الشخصية. وذلك أغراني. هل ترك تمثيلي ذلك الدور أثرا في مهنتي؟ طبعا، لكني أعتقد أن المخرج ستيفنس كان شاهدني في أحد الأفلام التي كنت مثلتها للمخرج إنغمار برغمن، وفي أحدهما لعبت دور محارب صليبي (الفيلم هو «الختم السابع» - م.ر). أعتقد أن تمثيلي بضعة أدوار لها علاقة بالشأن الديني تحت إدارة برغمن جعل كثيرين يعتقدون أنني بالفعل رجل متدين.

·     لا مهرب من سؤالك حول تلك العقود المتوالية من الحياة التي عشتها حتى الآن. كيف تجد العالم اليوم؟ إلى أين تجد العالم متجها بنا؟

- للأسف لا أذكر شيئا مما قلت عن الحرب العالمية الثانية (يضحك)، علاقتي بالتاريخ والسياسة والاقتصاد ليست قوية (يضحك)... لكني بالتأكيد قلق على حال العالم اليوم. قلق من أن بعض الناس يأخذون أكثر من قسطهم في استحواذ مقدرات هذا العالم ويتجهون به إلى حيث لا يمكن إنقاذه. للأسف لست متفائلا بمستقبل العالم.

·         ماذا كنت تفعل حين وقعت كارثة الحادي عشر من سبتمبر (أيلول)... موضوع فيلمك هذا؟

- كنت مع زوجتي في السويد لزيارة عائلتين من أقاربي، كل منها تعيش في منطقة بعيدة عن الأخرى. كنا انتهينا من الزيارة الأولى وفي طريقنا إلى الثانية عندما اتصل بي ابني وأخبرني: «الحرب الثالثة وقعت!». تطلب الأمر بعض الوقت لكي أفهم ما حدث. عدنا إلى الفندق وتابعنا الأخبار... كان يوما صعبا للغاية.

·         هل ما زلت، بعد كل هذه السنوات، تحب التمثيل؟

- (يبتسم ويأخذ وقته قبل الرد) نعم... ما زلت أحب التمثيل ولا أستطيع أن أتصور نفسي وقد توقفت عنه أو اكتفيت بما حققته منه. لا تستطيع أن تكمل مشوارا طويلا كالذي ما زلت أسير فيه إذا لم تكن تحب التمثيل. ولو أنني لم أقف على خشبة المسرح منذ عام 1995 أو ربما 1994.

·         أول فيلم أميركي شاهدته لك لم يكن «أفضل قصة رويت»، هذا شاهدته لاحقا، بل «ثلاثة أيام من الكوندور»... في دور قاتل.

- (يضحك)... دور بعيد جدا عن طبيعتي... لكنه فيلم جيد. أحببت دوري فيه وأحببت الفيلم حين شاهدته بعد ذلك لأول مرة. أعتقد أنه استحق الاستحسان الذي حققه. الآن هو فيلم كلاسيكي.

·         ما الذي يجذبك إلى التمثيل هذه الأيام؟ ما الذي يحققه التمثيل بالنسبة إليك؟

- أعتقد أن سؤالك يهدف إلى أن يبحث في علاقتي الحالية أيضا وليس التاريخية فقط، وما أنا واثق منه أن حبي للتمثيل لم ينتهِ ولم يتوقف في أي وقت. ما زلت أستمتع بمراحله، قراءة الشخصيات، مقابلة المخرجين، تصوري لما سأقوم به... كل ذلك.

·     لقد تركت أثرا كبيرا علي من خلال أعمالك مع انغمار برغمن ثم من خلال أفلامك الأميركية. إلام تعزو نجاح علاقتك المهنية مع برغمن؟

- إلى حقيقة أنه كان مخرجا يعرف الكثير عن المسرح والتمثيل معا. كان فنانا يحسن معالجة المواضيع ويمنح التمثيل دائما حضورا خاصا فيها. كلنا آنذاك اشتغلنا معه مدركين أننا نمثل في أفلام بطريقة التمثيل للمسرح أحيانا. كان ذلك مهما لنا جميعا. الحقيقة هي أنه لا يوجد تمثيل خاص بالسينما وآخر خاص بالمسرح، لكن برغمن أنجز أفلامه وأدار ممثليه كما لو كان ينجز أعمالا مسرحية.

بين الأفلام

* ناصعة كالثلج على عكس الفيلم «Mirror Mirror» إخراج: تارسم سينغ دواندار أدوار أولى: جوليا روبرتس، ليلي كولينز، أرمي هامر، ناتان لاين، جوردان برنتيس.

النوع: فانتازيا تقييم الناقد: 2 (من خمسة).

* آخر مرة شاهدنا فيها فيلما لتارسم سينغ دواندار رأيناه مشغولا بتوجيه الممثل ميكي رورك إلى كيف يقتل أو يبتر أو يقطع الرقاب والأوصال في كل مرة يظهر فيها على شاشة فيلم «خالدون». هذه المرة، نتحول من فيلم غارق في الميثالوجيات اليونانية المزيفة ومشاهد العنف والقتال، إلى استعارة حكاية «سنو وايت والأقزام السبعة» البريئة من كل ما سبق والتوجه بها إلى جمهور من الأولاد الصغار والكبار.

لكن على الرغم من البون الشاسع بين الفيلمين، فإن النتيجة فيهما واحدة. كلاهما إخفاق في جوانب أساسية في كيفية تحويل مادة واعدة إلى مادة استهلاكية سريعة. المخرج المعروف لديه إلمام كبير بما يريد إنجازه وأقل منه في السبيل الصحيح للوصول إليه.

هنا تبدو الغاية تقديم شخصية «سنو وايت» التي عرفناها منذ أن قدمها استوديو ديزني كرسوم متحركة قبل عقود، كبطلة قتال. في السابق لم تكن هذه الأميرة «البيضاء» سوى مثال للطيبة والقلب الذي يشع حبورا والوجه البريء الذي هو جواز سفرها إلى القلوب. إذا ما كان الفيلم الحالي ينجح في إيصال رسالة ما، فهي أن الزمن الذي نعيشه ما عاد يصدق أن «سنو وايت» أو أي فتاة من صنفها يمكن أن ترسم نهاية سعيدة باستخدام طيبتها المتألقة. الأمر لا بد له من سيف وترس واقتحامات للمنطق حتى ولو كان افتراضيا طبعا لكونه فانتازيا في الأساس.

إنها القصة ذاتها التي حفظها المرء من أكثر من مصدر، بينها فيلم ديزني الكرتوني ذاك: أميرة (تؤديها هنا ليلي كولينز) تجد نفسها لاجئة في بيت يسكنه سبعة أقزام بعدما اضطرت إلى ترك قصر أبيها الملك الذي اختفى على حين غرة، تاركا الملك لزوجته الثانية (جوليا روبرتس) وكيف سيحاول الأقزام السبعة مساعدة الأميرة للعودة إلى عالمها السابق. هنا الطريق يختلف. الأميرة لا تمانع في أن تشق طريقها بالقوة. ومن ناحية ثانية، فإن الملكة الصارمة قد تكون مجنونة... أو في أفضل الأوضاع حالة مثيرة لاهتمام فرويد ويونغ، كونها تتحدث إلى نفسها بالنظر إلى المرآة. أعتقد أن هذا الاعتماد على هذه التفعيلة التي تبدأ مسلية ثم ينتهي مفعولها بعد قليل، كانت خلاصة إمعان أحد كاتبي السيناريو بالمرآة أمامه كلما نضبت أفكاره. وهناك ثلاثة كتاب يرجح أن كلا منهم أضاف شيئا لم يمر بخاطر الكاتبين الآخرين، ما يفسر السبب الذي من أجله يبدو العمل جمعا لمشاهد غير مترابطة وبعضها غير ضروري، على طريقة الرسام التجريبي الذي يرسم ما يخطر له ثم يسمي ذلك فنا تعبيريا سواء أكان أو لم يكن.

فيلم تارسم ليس من دون حسنات. إنه يشتغل بصريا بحذق، ولو أن ذلك لا يؤثر في المستوى، بل يزينه إلى حد بعيد. كذلك اعتاد الاستعانة بمصممة الأزياء اليابانية إيشيوكا التي ماتت بعد انتهاء العمل على هذا الفيلم وبعدما أمنت له تصاميم وملابس خلابة. هذا الجانب يكاد أن يلعب دور الفترينة التي تجذب الزبائن إلى داخل المحل. لكن ما إن تصبح في الداخل حتى تطالعك شخصية أخرى يراد منها أن تتمتع بالأضواء، وهي جوليا روبرتس. ربما توخت أن فرصة العمر للعب شخصية امرأة شريرة قد واتتها، وربما أعتقد المخرج أنه بلغ، بوجودها في فيلمه، مأربه من المكانة التي يسمو إليها. بين الاثنين تمت التضحية بالشخصية التي كان من المفترض أن تكون أساسية (سنو وايت) لولا محاولة توازن لاحقة. الأفدح إنه إذا ما كان هذا الفيلم احتفاء بجوليا فإنه احتفاء في غير مكانه.

شباك التذاكر

الجمهور الذي اكتسح الصالات في الأسبوع الماضي ووضع «ألعاب الجوع» على القمة، كرر الموقف ذاته هذا الأسبوع وبذلك بقي هذا الفيلم الفانتازي الجيد باعتدال في المركز ذاته، ولو أن درجة الإقبال عليه خفت قليلا. مجمل ما جمعه من إيرادات خلال أسبوعين وصل إلى نحو 250 مليون دولار أميركي. هذا حد من هجمة فيلمين فانتازيين آخرين هما «غضب التايتنز» الذي حط في المركز الثاني، و«مرآة مرآة» الذي اكتفى بالمركز الثالث. كذلك حافظ «الرحلة 2» على مركزه العاشر للأسبوع الثالث على التوال،ي جامعا حتى الآن نحو مائة مليون دولار.

1 (1) The Hunger Games: $61,223,675 2 (-) Wrath of the Titans: $34,243,547 3 (-) Mirror Mirror: $18,799,200 4 (2) 21 Jump Street: $15,201,608 5 (3) Dr. Seuss› The Lorax: $8,014,844 6 (4) John Carter: $2,843,205 7 (16) Salmon Fishing in Yemen: $2,400,266 8 (5) Act of Valor: $1,606,811 9 (7) A Thousand Words: $1,420,002 10 (10) Journey 2: The Mysterious Island: $1,011,970

سنوات السينما

1920 الحلقة الثانية: التجربة الألمانية

* أميركيا في ذلك العام قام المخرج كليرنس ل. براون بتحقيق أول اقتباس سينمائي لرواية روبرت ديلون «آخر الموهيكانز»، الرواية التي تتحدث عن الصراع الدامي بين المستوطنين الأميركيين والمواطنين الأصليين للبلاد مع والاس بيري وباربرا بدفورد من نجوم تلك الفترة. الرواية ذاتها عادت فظهرت في عدة اقتباسات، من بينها نسخة ثانية سنة 1932 وثالثة سنة 1936 ثم فيلم في عام 1977 وصولا إلى فيلم حديث أخرجه مايكل مان سنة 1992. وفي العام ذاته انطلقت سلسلة أخرى متمثلة في نسخة المخرج جون روبرتسون من رواية «دكتور جايكل ومستر هايد» التي عرفت بعد ذلك عدة اقتباسات تروي حكاية ذلك الطبيب الذي سيطرت عليه فكرة استخراج الجانب الشرير الذي يسكن داخله.

من ناحيته حقق الممثل والمخرج الكوميدي باستر كيتون اثنين من أفلامه الرائعة، هما «جيران» و«الفزاعة» في حين غاب تشارلز تشابلن عن العمل في ذلك الحين ليعود في العام المقبل بتحفته «الفتى».

الشرق الأوسط في

06/04/2012

 

السينما تناقش موضوع العدالة بكل أبعادها

فيلم «تحقيق العدالة»: حينما يمثل نيكولاس كيج

عبدالستار ناجي 

رغم انه ينتمي الى أسرة فنية عريقة المخرج الاسطورة فرانسيس فورد كابولا «العراب» وابنة عمه المخرجة المتميزة صوفيا كابولا الا ان نيكولاس اختار اسما فنيا يبعده عن دائرة الاعتماد على تاريخ أسرته، فكان ان اختار نيكولاس كيج حتى يعتمد على نفسه، ومنذ ذلك الحين وهو يحقق النجاحات السينمائية الجماهيرية الكبرى ومنها على صعيد الاشارة نورد أفلام «فيس اوف» 1997، «د. كون اير» 1997، «سيد الحرب» 2005، «الصخرة» 1996، وكم آخر من النتاجات التي أكدت حضوره كنجم لافلام المغامرات.

وهو في تجربته الجديدة حتى وان ذهب للمغامرة الا انه يقدم مساحة من التمثيل عالية المستوى تذكرنا بأسلوب ومنهجية الراحل تشارلز برونسون.

حيث فيلم «تحقيق العدالة» يذهب الى النهج ذاته الذي سار عليه برونسون مع اعتماد بعد نفسي وفلسفي في تقديم الشخصيات وتحليلها.

فيلم «تحقيق العدالة» يعتمد على قصة بسيطة نيك جيرارد (نيكولاس كيج) رجل يعيش حياة أسرية هادئة، متزوج يقضي وقته بين عمله في التدريس في مدرسة للمنحرفين في سن المراهقة ولعب الشطرنج مع صديقه جيمي (هارولد بيريز) وذات مساء تتغير حياته عندما تتعرض زوجته للاعتداء والاغتصاب وتقوم بدور الزوجة لورا (جينوري جونز).

وهنا تبدأ لحظة المواجهة حيث يقرر نيك ان يحقق العدالة بنفسه انتقاما لزوجته.. وعشرات بل مئات النساء اللواتي يتعرضن للاغتصاب.

في تلك الفترة الصعبة يشعر ان ثمة رجلاً يراقبه يقترب منه وهو سيمون (غاي بيرس) يدعوه دائما الى اتباع النظام والاعتماد على القانون من اجل العدالة انها دعوة لخدمة العدالة بشكل مستقيم، فأين تسير الامور؟

هكذا هو المحور، اما الاحداث فتذهب بنا الى متاهات تقرن المغامرة بكل أبعادها مع تمثيل عالي المستوى يقدمه نيكولاس كيج بعد سنوات من اللهاث والركض والضرب والمغامرة.

خلف هذا الفيلم يقف المخرج روجر دونالدسون الذي قدم عددا بارزا من الاعمال السينمائية ومنها «السفينة باونتي» و«رجل الكاديلاس» و«الهندي السريع»، «وظيفة بنكية» وغيرها.

وهو دائما يذهب الى فضاء المغامرة، وهنا يقرن المغامرة بالبعد النفسي والتحليلي، معتمدا على رواية بالاسم ذاته من توقيع الروائي تودهيكي، أما السيناريو فقام بكتابته ومعالجته السيناريست روبرت تانيين في ثاني تجاربه بعد فيلم «وحتى المال».

في الفيلم عدد بارز من النجوم من بينهم بالاضافة الى نيكولاس كيج كل من جنيفر كارنتر وجنيوري جونز وغال بيرس وعدد آخر من النجوم الذين راحوا يتحلقون حول الشخصية المحورية التي يقدمها نيكولاس كيج التي تحركه في اتجاهات يحضها بدعوة لان يحقق العدالة بأسلوبه وبطريقته.. والبعض الاخر يعتمد القانون بطريقة حقيقية لتحقيق العدالة حيث يظل السؤال يحاصرنا: هل يحقق لنا تحقيق العدالة بأنفسنا وبطريقتنا، خصوصا حينما يعرف نيك (نيكولاس) ان ثمة قوانين يتم الاحتيال عليها بعدم القبض على هكذا جرائم غير معروفة الفاعل.

عندها تتطور العلاقة بين نيك وتلك الشخصية التي تتابعه ولكل شخصية عندها أهدافها في تحقيق العدالة بأسلوبها الخاص.

فيلم يذهب الى التحليل المنطقي والتبرير العقلاني لكل الحيثيات التي ينطلق منها لاحق «نيك» من اجل اقرار العدالة وبأسلوبه.

فيلم يذهب أيضا الى المغامرة، لكن في اجواء من الفكر الفلسفي وعمق في النظر الى كل حادثة وقضية من زوايا مختلفة، لكن يظل السؤال يطارنا حتى ونحن نخرج من الصالة: هل يحق لنا ان نحقق العدالة بأيدينا؟!!

anaji_kuwait@hotmail.com

النهار الكويتية في

06/04/2012

 

بيير ريشارد: الأدب الروسي من فصيلة دمي 

الياس توما من براغ

بدأ الممثل والمخرج والكوميدي الفرنسي الشهير بيير ريشارد تقديم عروض مسرحية له في براغ ومدينة برنو ثاني اكبر المدن التشيكية قبل أن ينتقل في وقت لاحق إلى سلوفاكيا لتقديم عروض مماثلة.

ويقدم بيير هذه العروض بشكل فردي تحت عنوان "لبييير ريشارد" أما مضمونها فهو عبارة عن ذكريات تعتمد كما قال على الرسائل الكثيرة التي تصله من مختلف دول العالم والتي تدخل السرور إلى قلبه كونه يشعر فيها بان الرسالة التي يقدمها وهي إضحاك الناس قد وصلت إليهم بطريقة صحيحة.

ويضيف بان ممارسة الضحك هو بمثابة الإدمان على المخدرات غير انه على خلافها أمر مفيد للصحة إلى درجة أن الأطباء يوصون بممارسته ولهذا يشعر شخصيا بأنه من خلال أعماله الكوميدية يساهم في تحسين صحة المشاهدين.

بيير ريتشارد الذي اشتهر بالكثير من الأفلام الكوميدية ولاسيما "المشتت" وفيلم "أنا خجول غير أنني قيد العلاج" قطع شوطا كبيرا في حياته الفنية منذ بداياته في الخمسينيات إلى الآن ولذلك ترك بصمات قوية في السينما الفرنسية كممثل كوميدي وكمخرج وككاتب للسيناريو

اختياره للنوع الكوميدي تم حسب ما يقول بشكل عفوي لان هذا النوع قد ناسبه لكنه لم يقتصر عليه لأنه أراد تجريب ألوان أخرى وأن يعيش أشياء أخرى ولان ممارسة التمثيل الكوميدي هو أمر يستنفذ الطاقة خاصة وان الإنسان غير قادر يوميا وبناء على الطلبات التي تصله أن يكون مرحا على الدوام.

ويضيف أنا من النوع المتشائم ولا أرى سببا للنظر إلى العالم بنظارات وردية غير أنني لا اشتكي من ذلك فقد تعلمت في النهاية بأن الضحك يمكن استخدامه كنوع من الحماية والوقاية.

وردا على سؤال حول احد أخر أفلامه وهو " سعادة بيير" و نوعية السعادة التي يشعر بها قال أن الأمر على الأرجح هو المقدرة على إتقان استخلاص النتائج بشكل صحيح أي ما الذي يتوفر لدي وما الذي أنا قادر على القيام به وإتقان الفرح من الأشياء الصغيرة والتمتع بكوني موجود في هذا العالم والشعور بالذهول كما يشعر الأطفال

وأضاف أن البعض قد فقد المقدرة على الشعور بالذهول في حين يظل البعض الأخر بمثابة الأطفال طوال أعمارهم مشيرا إلى أن بيير السينمائي مثلا يفرح حتى من المشاكل وأنا لم اصل إلى هذا المستوى ولا اعرف إذا كانت لدي المقدرة على ذلك غير أن فكرة أن الجميع في العالم يبدون ضاحكين وفرحين وخالين من الهموم تعجبني

وحول أسباب تردده إلى روسيا بشكل مستمر قال انه يحب الثقافة الروسية وانه أحب على الدوام دوستوفسكي وتشيخوف وتولستوي وبولغاكوف معتبرا أن أعمال هؤلاء من الأدباء الكبار الروس هي من فصيلة دمه ولذلك فهو على استعداد للتوجه إلى أي مكان في العالم لتمثيل ادوار من أعمال هؤلاء الكتاب الروس.

وأعاد سبب ولعه بروسيا إلى اللحظة التي علم فيها بان الاهتمام به كبير بروسيا مشيرا إلى انه لم يكن يعلم ولفترة طويلة بان أفلامه تحظى بالشعبية في روسيا.

وأضاف لقد كنت اعلم أن أفلامي تعرض في روسيا غير أن ما شاهدته في روسا خلال زيارتي الأولى لها فاق كل توقعاتي فالناس كانوا يستوقفوني في الشارع وكان حبهم لي جنونيا ولهذا أتردد باستمرار إلى روسيا

إيلاف في

06/04/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)