حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

يشارك في رمضان بـ "خطوط حمراء" أمام 8 مسلسلات عن دراما الصعيد

أحمد السقا: علاقتي بأحمد عز جيدة في "المصلحة"

القاهرة - رحاب محسن

 

يعيش الفنان أحمد السقا حالة من النشاط الفني، حيث يشارك في موسم أفلام الصيف بعملين سينمائيين، الأول اجتماعي أكشن وهو المصلحة الذي يشاركه في بطولته أحمد عز وحنان ترك وزينة وصلاح عبدالله وكنده علوش وأحمد السعدني وأحمد منير ونهال عنبر.

ويتطرق الفيلم إلى المخاطر التي يتعرض لها رجال الشرطة في سبيل تحقيق أمن واستقرار الوطن، ويساهم في إعادة الثقة المفقودة حاليا بين الشرطة والمواطن المصري.

وتدور أحداثه حول الصراع بين مافيا تجار المخدرات ورجال الشرطة الذين ينجحون في القضاء على عدد كبير منهم.

شائعات لا صحة لها

وقد نفى أحمد السقا كل ما تردد حول نشوب خلافات مع أحمد عز أثناء تصوير الفيلم وعند تصوير الأفيش الدعائي له، وذلك حول أسبقية وضع صورة واسم بطل الفيلم، مؤكدا أن هذا لم يحدث نهائيا وأن علاقته بأحمد عز على خير ما يرام، و أن المنافسة بينهما جاءت في الأداء لكي يقدم كل منهم أفضل ما لديه، فكل منهم بطل في مكانه.

وأضاف أحمد السقا أنه يوميا يستمع لشائعات حول خلافاته مع زملائه من نجوم الوسط الفني بسبب غيرة العمل، مؤكدا أنه ليست له أي عداوات وكل ما يتردد ليس له أي أساس من الصحة، وأن علاقته بزملائه طيبة ولا يمكن أن يؤثر عليها أي شيء، مشيرا إلى أنه كثيرا ما يقضي معهم ساعات طويلة لمناقشة كيفية تطوير السينما للارتقاء بها للأفضل.

وأضاف السقا أنه كان من أوائل النجوم الشباب المطالبين والمؤيدين لتجمع نجوم الصف الأول في عمل واحد للخروج بأعمال ترتقي إلى العالمية

كما يشارك أحمد السقا في موسم الصيف المقبل بفيلم سينمائي آخر بعنوان "بابا"، وهو فيلم كوميدي رومانسي تدور أحداثه حول شاب يلتقي بفتاة فيقع في غرامها من أول لقاء بينهما في زفاف صديق له بإحدى الكنائس بالقاهرة.

ومن المقرر أن ينتهي أحمد السقا من تصوير المشاهد الأخيرة في الفيلم خلال 15 يوما، ويشارك في بطولة الفيلم صلاح عبد الله، ودرة التونسية، ونيكول سابا وإدوارد، وهو من تأليف زينب عزيز وإخراج علي إدريس الذي اشتهر بإخراج الأعمال الكوميدية.

منافسة صعيدية في خطوط حمراء

ويشارك الفنان أحمد السقا في الماراتون الرمضاني المقبل بمسلسل صعيدي بعنوان "خطوط حمراء"، والذي تدور أحداثه حول شخص تخطى الخطوط الحمراء المقررة له لتنقلب حياته‏‏ ويواجه العديد من المخاطر‏،‏ وذلك في قالب أكشن اجتماعي‏،‏ ويشارك السقا في البطولة كل من أحمد رزق‏،‏ ورانيا يوسف‏،‏ والفنان الأردني منذر ريحانة‏،‏ وعبد العزيز مخيون‏،‏ ويسرا اللوزي‏,، وأحمد فهمي‏،‏ ومحمد إمام‏،‏ ودينا فؤاد‏،‏ وأروى جودة‏،‏ وحجاج عبد العظيم‏،‏ وفادية عبد الغني،‏ ورحاب الجمل.

وبهذا يدخل الفنان أحمد السقا في منافسة شرسة في ظل مشاركة أكثر من 8 مسلسلات صعيدية في نفس الموسم، وهي: "الخواجة عبد القادر" بطولة يحيى الفخراني، "سلسال الدم" بطولة عبلة كامل، "سيدنا السيد" بطولة جمال سليمان، "الأبعدية" بطولة محمد سعد، "الصقر شاهين" بطولة تيم الحسن، "في غمضة عين" بطولة أنغام، في أول مشاركة لها في الدراما التليفزيونية،"ابن ليل" بطولة مجدي كامل.

يذكر أن مسلسل خطوط حمراء هو من تأليف أحمد أبو زيد، وإخراج أحمد شفيق.

الـ mbc.net في

01/04/2012

قرر تجسيد شخصية جمال مبارك في فيلم سينمائي

هاني رمزي لرئيس مصر القادم: "أبوس إيدك انزل الشارع

هاني رمزي يقدم نصائح رآها مهمة جدًّا لرئيس مصر المرتقب، ويكشف عن موافقته على تجسيد شخصية جمال مبارك في فيلم سينمائي.

(دبي - mbc.net) كشف الفنان المصري هاني رمزي، أنه وافق على تجسيد شخصية جمال مبارك نجل الرئيس المصري السابق في فيلم سينمائي يُعَدُّ له حاليًّا، معتبرًا أن مسلسله الجديد "ابن النظامالذي يُصوَّر للعرض في شهر رمضان المقبل يُعتبَر رسالة إلى الرئيس الجديد؛ لأنه يكشف عما كان يحدث في كواليس النظام السابق، داعيًا الرئيس المقبل لمصر إلى الحرص على نزول الشارع دائمًا.

وقال هاني رمزي، في تصريحات لصحيفة "المصري اليوم"، الأحد 1 إبريل/نيسان الجاري؛ إنه يتمنى أن يأتيَ رئيس جمهورية لا يجلس في مكتبه؛ لأن الأسلوب واحد، قبل أن يضيف: "(كفاية مكاتب وتكييفات وقصور ومراسم)، وصناعة هذا الشكل التاريخي، لكن للأسف كثير من المرشحين للرئاسة ينظرون إلى هذا الشكل، وأن يقال في تاريخهم إن فلانًا كان مرشحًا للرئاسة أو إنه كان رئيسًا للجمهورية. أنا لا أريد هؤلاء الأشخاص، ولا أريد رئيسًا يجلس في مكتبه أكثر من ساعتين".

واستطرد الفنان المصري: "أتمنى أن يأتي الحلم الذي يسعد فيه الناس ويحقق رغباتهم ويقضي على الجهل والبطالة والفقر والمرض. وأقول للرئيس الجديد: انزل لف أبوس إيدك واذهب إلى القرى والنجوع، واركب سيارة ميكروباص وجرب شوف الدنيا هتبقى عاملة إزاي ومتخفش. لو أنت قادم من قلب الناس متخفش، ولو أتيت بدعم من جهة ما ومسنود لأن وراك سلاح يبقى هتخاف تنزل".

وأعرب رمزي عن سعادته بتجربته في مسلسل "ابن النظام"، فقال: "أنا سعيد بهذه التجربة؛ لأنني لأول مرة أقدم السياسة على شاشة التليفزيون، خاصةً أنني قدَّمتها في السينما، لكن لأول مرة سيشاهد الناس مسلسلاً فيه ضحك وسياسة؛ فقد عشنا 30 سنة عرفنا فيها النظام السابق عبر مانشيتات الصحف والبرامج التلفزيونية والمقابلات وتصريحات الوزراء، لكن لم نر الكواليس وكيفية إتمام الصفقات وما يحدث خلف المكاتب".

وعن القصة التي يقدمها مسلسله، قال: "نحن في المسلسل لم نسمِّ شخصًا باسمه، لكن المشاهد وهو يتابع المسلسل سيعرف الجميع. ومحمود بطل المسلسل هو ابن وزير ظل والده في منصبه سنوات طويلة، وعبر هذا الشخص عُقدت كثير من الصفقات، وسنرى كيف بدأ وكيف صار ابن النظام المدلل لدرجة أنه قد يتحكم في اختيار الوزراء".

ولفت الفنان المصري إلى أنه من الممكن أن يقدم شخصية جمال مبارك، مؤكدًا أنه وافق على فكرة بهذا الشأن عرضها عليه المؤلف طارق عبد الجليل الذي يشرع في كتابتها.

الـ mbc.net في

01/04/2012

 

جمهور السينما يخاصم.."المرأة الحديدية"

تقدمها: خيرية البشلاوي 

هذه هي المرة الثانية في أسابيع قليلة التي يخذل فيها الجمهور السينمائي المصري أحد الأفلام الفائزة بجائزة الأوسكار هذا العام.

المرة الأولي مع فيلم "الأحفاد" The Decendents بطولة جورج كلوني الذي انتهي عرضه دون أن يشعر به أحد. والثانية مع فيلم "المرأة الحديدية" The Iron Lady الذي يعرض حاليا في القاهرة وسط قاعات قليلة جداً شبه خاوية.. الفيلم الأخير بطولة ميريل ستريب التي فازت بأوسكار أحسن ممثلة رئيسية عن أدائها لشخصية مارجريت تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا التي حملت لقب المرأة الحديدية.

حصلت ستريب علي جوائز جميع الجمعيات السينمائية في الغرب إلي جانب جوائز أهم المؤسسات المعنية بالفيلم مثل جائزة البافتا BAFTA البريطانية وجائزة الجولدن جلوب الأمريكية. وجائزة أكاديمية علوم وفنون السينما "الأوسكار". وستريب كما أجمع النقاد تعتبر أعظم ممثلة علي قيد الحياة الآن. وأنها ضمن أعظم الممثلات في تاريخ السينما علي الإطلاق. وفي هذا الفيلم تقدم صورة مذهلة عن المرأة الأولي والأخيرة ربما التي احتلت منصب رئيس الوزراء في المملكة المتحدة والمرأة الأكثر شهرة ونفوذاً في القرن العشرين. والمرأة التي سحقت الحواجز أمام  النساء في بريطانيا وجلست وسط حشد من الرجال بمفردها في مجلس العموم. ووسط عتاولة السياسة الانجليز كما سحقت الحواجز الطبقية فقد زحفت من سلالة "البقالين" أصحاب المحلات الصغيرة إلي سلالة النبلاء ومن تجري في عروقهم الدماء الزرقاء وبقيت أطول سنين في عالم ظل ومازال يحكمه الرجال.. مارجريت تاتشر من مواليد 13 أكتوبر .1925

إذن الفيلم يستحق الفرجة بامتياز حتي لو كان عنصر التمثيل فقط هو من ذهب إليه الجائزة. ولا ننسي عنصر المكياج وقد فاز بالأوسكار أيضا وهو وحده يستحق التأمل بقوة وبالذات حين نعترف بأن صناعة السينما في مصر تعاني من فقر هذا العنصر شديد الأهمية في مجال الإبداع والخلق السينمائي.. في فيلم "أسماء" 2011 اضطر المخرج عمرو سلامة إلي  الاستعانة بماكيير من إيران حتي يمكن لهند صبري أن تقنع الجمهور.

لماذا خلت القاعات من الجمهور أمام فيلم "المرأة الحديدية" في اعتقادي أن السيناريو المرتبك صعوداً وهبوطاً والذي يتأرجح بين ماضي تاتشر في صباها وبين شيخوختها. ثم بينها وهي طاعنة في السن وبين هلاوسها وخيالاتها التي تستدعيها حين تثقل عليها الوحدة ويغلبها الحنين إلي حوار مع الزوج الراحل الذي يقول الفيلم إنها تعاملت معه بفظاظة شديدة حتي أنه غادرها حافي القدمين!

أيضا الإيقاع المتمهل أو المحروم من الحيوية وعناصر الجذب العاطفية القوية. ومن ثم عجز المتلقي عن أن يتوحد مع الشخصية الرئيسية ويتفاعل مع محنتها ويفكر فيها كحالة إ نسانية شهدت ذروة الصعود ووصلت إلي قمة الشهرة ومنتهي النفوذ ثم سقطت في بئر النسيان.

عامل آخر أن كثيراً من الأحداث السياسية البارزة في المشوار السياسي لهذه المرأة الحديدية مثل انتصارها المدوي في حزب المحافظين البريطاني وتصديها الشرس الذي لا يعرف المساومة لنفوذ الرجال بسبب سياستها الاقتصادية داخل الحزب. ثم إضرابات عمال المناجم والاتحادات العمالية. والانفجارات الإرهابية في الفترة التي شهدت صعودها وصداقتها مع الرئيس الأمريكي رونالد ريجان وأوجه التشابه بينهما. بالاضافة إلي حرب فوكلاند في الأرجنتين التي أصرت علي خوضها وتحقيق انتصار  عسكري من خلالها الخ....الخ.. هذا الغليان السياسي الذي ميز مشوار صعود وهبوط تاتشر يحتاج إلي معرفة بهذه المرحلة حتي يمكن للعمل أن يحرك فضول المتفرج ويثير رغبته في متابعة الأحداث التي احتلت عناوين الأخبار في مرحلة الثمانينيات خاصة وان ا لفيلم يضم شخصيات ثانوية كان لها دور بارز في هذه السنوات مثل جيفري هاو نائب رئيس الوزراء ودوجلاس هيرد وإدوارد هيث.

يبدأ الفيلم بتاتشر وهي سيدة عجوز ترتدي بالطو وإيشارب ويبدو عليها وهن الشيخوخة فضلا عن عروق يديها التي بدت بارزة بينما تمدها إلي من جلس علي الخزينة في محل البقالة وهي تمسك بزجاجة لبن. تسألها عن سعرها.. ثم تبدو ردود فعل سريعة علي ملامحها عندما تسمع الثمن.. وعلي الفور تستدعي الذاكرة لقب آخر كان يطلق علي هذه السيدة نفسها عندما كانت تجلس علي سدة الحكم وهو "سارق اللبن" لأنها منعت زجاجات اللبن التي كانت تصرف للأطفال مجاناً.

بعد ذلك تخرج إلي الشارع فلا أحد يتعرف عليها. كما لم يتعرف عليها أحد داخل محل البقالة الذي كانت تتسوق بداخله.

وفي داخل منزلها في المشهد التالي تنتقل القصة إلي زمن آخر وهي تجلس داخل المطبخ تتناول إفطارها مع زوجها "دنيس" الذي يلعب دوره ممثل انجليزي كبير "جيم برودنت" اشتهر كثيراً بدوره في أفلام "هاري بوتر".

وفي هذا المشهد يسوق السيناريست "آبي مورجان" مجموعة من التفاصيل الصغيرة التي ترسم بعض ملامح هذه الشخصية الاستثنائية والأغلب أنه هنا يستعين بخياله فهي تتلصص من شق الباب. وتحاول ان تنصت لكلام يدور في الردهة مع الخادمة ربما وشخص آخر.. وفي موقع آخر يعود إلي شباب تاتشر الذي تقوم بأداء دورها ممثلة رائعة. لعبت هذه الفترة من حياة تاتشر بامتيار "ألكسندرا روش" حين كانت تعمل في محل البقالة الذي يمتلكه والدها. ووالدها نفسه كان ناشطاً سياسياً في منطقته. وقد أظهرت ابنته طموحا وتفرداً وإصراراً علي شق طريق يؤهلها لمكانة متميزة.

إن حكاية الفيلم الذي يتابع اجزاء من حياة تاتشر تعتمد علي كم غير قليل من الفلاش باك أي مشاهد العودة للوراء. ونلاحظ ان المخرجة حريصة علي إبراز التفاصيل المرئية التي تستحضر صوراً من حياة الأسرة. ومن العلاقة العاطفية التي ربطت مارجريت روبرت بالشاب دنيس تاتشر. واللقاء بينهما يكشف عن صلابة تكوين هذه الفتاة كأنثي ترفض بقوة أن تقتصر حياتها علي مكانتها داخل البيت. وتقسم ان حياتها ابداً لن تنتهي وهي تغسل فنجان الشاي أمام الحوض. والمفارقة المقصودة والكاشفة أن الفيلم ينتهي وتاتشر العجوز الواهنة الغارقة في وحدة وفراغ هائلين. وهي تغسل فنجان الشاي الذي انتهت من احتسائه في التو. وكأنما يريد ان يقول "إننا لا نرسم نهايات حياتنا. ولا نسيطر بالكامل علي تفاصيلها وقد تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.

يلفت النظر جدا في هذا الفيلم الذي أخرجته امرأة متمكنة جداً ورائعة هي فايليدا لويد الذي سبق ان أمتعت جمهور السينما هنا في القاهرة بفيلم مدهش هو "ماما ميا" الذي قامت ببطولته أيضا ميريل ستريب.. أقول يلفت النظر ان معظم المشاهد التي ازدحمت برجال السياسة وحزب المحافظين وأعضاء مجلس العموم لم تكن تضم سوي امرأة واحدة مارجريت تاتشر وقد حرصت المخرجة ان تبرز هذه الحقيقة من خلال التكوين داخل المشهد ومن خلال بناته حيث تضم اللقطات التفصيلية موديل الحذاء الحريمي الذي كانت ترتديه مارجريت تاتشر. والوحيد وسط أقدام الجالسين من الرجال داخل القاعات الأنيقة.

أيضا حرصت المخرجة ان تسلط الضوء ضمناً علي الأجواء المحافظة جدا للمجتمع البريطاني التي استطاعت تاتشر ان تقتحمها ليس كأنثي - وإن لم تفرط في هذا العنصر أو تتخلي عنه - وإنما كإنسانة ذات تكوين قوي لا يقبل المساومة ولا يقايض علي المبادئ ولا ينهزم أمام المشاعر ولا تنحني في مواجهة الثورات التي حاصرتها وكان دافعها ان تعيد للاقتصاد الانجليزي المريض عافيته.. وظلت كما هي طوال حياتها مثيرة جداً للخلاف والجدل ومع ذلك تعتبر رئيسة الوزراء الأكثر صموداً وبقاء في هذا المنصب "حكمت تاتشر في الفترة من 1979 - 1990".

وفي أحد المشاهد التي جمعت بينها وبين واحد من صناع السياسة في بريطانيا يقول هذا الأخير "إن أردت ان تغيري الحزب عليك أن تقوديه" و"إن أردت أن تغيري المجتمع عليك أن تقوديه" وقد استطاعت بالفعل أن تغير وأن تقود وأن يعلو صوتها في مجتمع لا يتحدث فيه النساء عن السياسة في حضرة الرجال وبالذات سنوات التكوين الأولي في حياة تاتشر.

وقدمت ميريل ستريب في هذا الفيلم أداء فذا. متعدد الوجوه. مركباً وصعباً لامرأة لا تستطيع ان تكرهها أو ان تحبها تلقائيا ولكنك لا يمكن ان تقف محايداً إزاءها واعتقد أن أداء هذه المبدعة أنصفها وقدم لها بورتريه يثير الإعجاب ويوفيها حقها وقيمتها ولكن الفيلم بإجماع النقاد ظلمها أو لم يوفيها هذا الحق. فهو كسيرة حياة لامرأة لم يعد لديها قدرة علي التمييز أو الفصل بين الماضي والحاضر. تعاني من مرض العتة "Dementia" ولا بين الحي والميت تتطلع إلي حياتها التي مضت وإلي الحياة المهنية التي عاشتها بقدر من الحزن والمرارة تستعيد شريط حياتها حين كانت أماً لطفلين ولم يكن لديها الوقت الكافي لرعايتهما.. الولد لا يظهر سوي أثناء طفولته في فيلم سعيد يجمعها بهما وزوجها. الزوج الذي يهجرها - حسب الفيلم - بعد ان تطرده تقريباً. ثم تستميت لإبقائه ولكنه يخرج من حياتها حافياً بدون حذاء. وفي مشهد يفترض أن يثير التعاطف ثم علاقتها مع أمها - حسب الفيلم أيضا - ليست حميمة ولا مع ابنها الذي يعيش في جنوب افريقيا حاليا ولم يتصل بها سوي مرة واحدة بعد ان أصابتها الشيخوخة بالضعف والاستكانة.

صورة تاتشر كما رسمها الفيلم وحسب ما نشر لم ترض أبناءها مارك وكارول تاتشر. اللذين قالا ان الفيلم "يبدو وكأنه من صنع خيال الجناح اليساري" وكذلك لم يرض النقاد فقد تحفظ كثيرون عليه مرة لعدم دقته تاريخياً. وأخري بسبب ان الفيلم تجاهل ما فعلته تاتشر لبريطانيا اقتصاديا ومن خلال الحرب التي أصرت علي الدخول فيها لاسترداد جزر فوكلاند.. بعض النقاد أشاد بالتركيز الحصري علي شخصية تاتشر كامرأة  حققت انتصاراً ضد كل الصعاب التي اعترضت طريقها.

وقد حصل الفيلم علي نسبة قبول 53% من قبل النقاد وعلي موقع روتن توماتو Rotten Tomato علي الإنترنت. وإنها نسبة ليست كبيرة بالمقارنة بالإجماع الذي حظيت به ميريل ستريت.. شارك في كتابة هذا الموقع 189 ناقداً قدموا آراءهم حول الفيلم.

الجميع أشاد بأداء الممثلة العميق علي عكس القصة التي تميزت بعدم العمق.

أيضا حظي الممثلة الكسندرا روش التي لعبت دور تاتشر وهي شابة باستحسان كبير من قبل النقاد الذين تناولوا الفيلم فالجانب التمثيلي عموماً تميز بالقوة والحضور والتشخيص المقنع.

السؤال الذي يطرحه البعض: هل دفعت تاتشر ثمنا باهظا من حياتها الشخصية مقابل النفوذ السياسي؟!!

أيا كان فالمؤكد أنها قدوة وبرهان لا يمكن دحضه عن الإمكانيات الهائلة للمرأة لو توفرت لها ظروف الحياة علي مستوي الأسرة والتعليم وقبل ذلك الإرادة والوعي والطموح.

المساء المصرية في

01/04/2012

مهرجانات ضخمة وإنتاج محلي متواضع!!

تقدمها: خيرية البشلاوي 

حين نتحدث عن السينما في دول مجلس التعاون الخليجي "مصاعب وآفاق المستقبل" فإن أكثر ما يلفت النظر هو أن دول هذه المنطقة من العالم لم تؤسس حتي الان لصناعة سينمائية تنشغل بالواقع الثقافي المحلي وتخلق مناخا فنيا وسينمائيا وفكريا متحررا يفتح مجالا للفيلم يتجاوز دوره الترفيهي الضيق الي دور تنويري يؤثر ويتأثر بهذا الواقع.

وحين نقول صناعة. فنحن نتحدث عن بنية تحتية ضرورية وبنية بشرية بدونها لا يتحقق انتاج ولا يكون هناك ما يسمي بسينما الخليجية تأخذ مكانها علي خريطة سينما العالم.. فحتي الان وبعد مائة وأكثر من عمر السينما "1895" لانسمع الا عن تجارب متواضعة وعن عدد نادر من تجارب روائية طويلة لم تأخذ حظها من الحضور ولم يوفق مانعوها في انتزاع فرص اخري تؤكد امكانية الاستمرار وكذلك لم تترك علامة بارزة في محيطها الاقليميفضاعت دون أثر.

تقضي البنية التحتية لصناعة السينما وجود بلاتوهات ومعامل تحميض والات للمونتاج والات تصوير.. والخ الأدوات الضرورية للصناعة ولكنها تتطلب ما هو أهم حتي تستقيم ويكون هناك عجلة انتاج لا تتوقف وتحديدا علي خلق اجيال من المخرجين والممثلين وكتاب السيناريو والمنتجين القادرين علي الانتاج السينمائي ويؤمنون بالدور الحيوي لوسيط الفيلم ليس كاداة للتسلية وقتل الوقت وانما كسلعة ثقافية يتم تبادلها وتكون علي المستوي اللائق بدول ثرية وطموحة علميا وتتطلع الي القيام بدور سياسي واقتصادي واجتماعي في محيطها الاقليمي.

ويلفت النظر انه برغم غياب السينما كصناعة وانتاج منتظم وجود كيانات سينمائية اقتصادية كبيرة في مجال توزيع الفيلم داخل دول الخليج.. هناك شركات توزيع تأسست منذ اكثر من نصف قرن مثل شركة السينما الكويتية الوطنية "تأسست عام 1945" والشركة القطرية ومن المؤكد ان هناك شركات خليجية تمارس نفس النشاط في باقي دول المجلس وبالذات في دبي وأبوظبي.

ويلفت النظر كذلك بالنسبة لاي زائر من خارج هذه البلدان انتشار دور العرض السينمائي المجهزة بأحدث الات العرض المتطورة تكنولوجيا وبأحدث ما وصلت اليه تقنيات الشاشة العريضة "IMAX" والبعد الثلاثي "3D" وهذه الدور تجدها داخل المولات التجارية الفخمة التي تحاكي مثيلتها في الدول الغربية ولكن يظل هناك من دول المجلس من لايملك دار سينما للعرض العام حتي الان ونحن نعيش العام .2012
وفي هذه المنطقة من العالم العربي ثلاث مهرجانات سينمائية كبيرة في دبي وابوظبي وقطر تتكلف عشرات  الملايين من الدولارات وتتضمن مسابقات للفيلم العربي الذي يحظي بحفاوة ودعم مادي من خلال بعض المبادرات والمنح السينمائية التي ينظمها القائمون علي هذه المناسبات والتي تدعو اليها النجوم العالميين والمخرجين الكبار من الغرب والشرق وأيضا كتاب السيناريو والصحفيين في صحف العالم الكبري ولكنها حتي الان مسابقات متواضعة لو حكمنا علي الافلام المشاركة من دول الخليج.

اين السينما الخليجية من هذه المظاهرات الفنية الضخمة والفخمة التي تدعو اليها اخر انتاجات السينما العالمية؟

ان مدن مجلس التعاون تزدان بأبراج تناطح السحاب بتصميمات شديدة الحداثة وفي الشوارع لاتلمح سوي احداث ماركات السيارات الامريكية واليابانية وفي المراكز التجارية تجد نفس البضائع التي يمكن ان تجدها في المدن الكبري. لندن وباريس وطوكيو وبومباي.. الخ وفي دور العرض لاتجد بأي حال فيلم من انتاج هذه الدول.

ستجد علي المستوي الثقافي متاحف للحضارة وللتراث العربي. وقري ثقافية تم تشييدها بحيث تحاكي بعض سمات من الماضي العتيق.. وستجد احتفاء واسعا بنجوم العالم فضلا عن مظاهر من البذخ والكرم المفرط يتحاكون بها ويكتب عنها الصحفيون الاجانب في صحفهم ولكنهم يشيرون في نفس الوقت الي غياب السينما الوطنية وتواضعها.

من المفارقة المشيرة أن بعض المسئولين العرب في هذه المنطقة يتعاملون مع الفيلم السينمائي كنوع من اللهو الفارغ وكمنتج تجاري للاستهلاك وتضييع الوقت بينما ها هم يتعاملون مع افلام العالم ونجومه الكبار بانحناء واجلال وأحيانا بوله وتزلف. ويشترون منهم خبرات من يملكون الخبرة في هذا المجال بأثمان رهيبة ولكن مقابل عائد قليل واعني علي المستوي العلمي الاكاديمي الحقيقي وعلي مستوي الانتاج والتعليم الذي يتبلور في عائد ملموس ينعكس علي الانتاج المحلي فالواقع السينمائي كما اشرت مازال متواضعا ووجود تطور للفيلم في دول الخليج مرهون بتأسيس اكاديميات لدراسة السينما وفق مناهج علمية وبمعايير عالمية او منتج مدارس للفيلم ملحقة بالجامعات خصوصا ان هناك اهتمام من قبل هذه الدول بالعملية التعليمية ونعرف ان هناك فروعا لجامعات غربية في بعض دول المجلس مثل قطر.. وذلك حتي لايضطر الابناء الي الذهاب اليها في بلادها.

انها البنية الاساسية البشرية تعني تطوير فنون وعلوم السينما محليا وخلق بيئة اضافية مواتية لدراسة الفيلم وتساعد في اعادة النظر في مفهوم الدور الذي تلعبه السينما اجتماعيا وثقافيا وحضاريا وفكريا هذا اذا اردنا ان يكون للانتاج السينمائي في دول المجلس دور فاعل ومؤثر فالنشاطات السينمائية بما فيها اقامة المهرجانات واستضافة النجوم والشخصيات البارزة في حفل السينما العالمي لن تكون ذات جدوي اذا لم تسهم في تحرير هذا المفهوم من أسر النظرة الجامدة المتدنية لفن السينما. والتي تتعامل مع الفيلم كنوع من الاكسسوارات للزينة تضيف لمسة حضارية مظهرية علي عالم مغلق ومحافظ ومازال لديه نظرة متدنية للسينما ويري في الممثل السينمائي والممثلة مجرد ديكور لاستكمال الصورة.

ان صناعة الفيلم كيان حي وقائم بذاته لايعرف الثبات ولا الجمود لان الجمود يعني التوقف. ويعني غياب الانتاج السينمائي وموت الامل في إمكانية وجوده. والذي يضمن وجود سينما هو خلق أجيال دراسة لفنون السينما في كل فروعها: الاخراج. التمثيل. الكتابة. التصوير النقد.. الخ خصوصا وأن التطور التكنولوجي في هذا المجال الفني تحديدا يتم بايقاع سريع جدا والاجيال الجديدة صارت مفتونة بلغة الصورة وشديدة المهارة في التعامل معها تكنولوجيا. خصوصا في دول الخليج الثرية.

ان الاستثمار في العلم والدراسة الاكاديمية وفي البشر "صناعة" حيوية لضمان المستقبل ولن يتم ذلك الا بالعلم وبالمعرفة الاكاديمية بالخبرة والتجربة وبالدراسات العليا المنهجية.

ان الكيانات الاقتصادية الكبيرة في مجال توزيع دور العرض السينمائي لاتخدم في الحقيقة سوي الفيلم الاجنبي وصناعة السينما الغربية الامريكية بصفة رئيسية وما تحقق من ربح لملاك هذه الكيانات الكبيرة يدخلفقط في مجال التجارة ويهضع بصفة اساسية لقوانين الربح والخسارة واعتقد ان دول مجلس التعاون الخليجي تطمح لامتلاك ما هو أكثر من التجارة ومن النشاطات المظهرية التي تستهلك ميزانيات كبيرة ومن المؤكد ان الشباب في دول المجلس لديهم امكانيات ابداعية وتجارب وليدة تحتاج الي دعم ومن المهم ان يكون لديهم حضور بارز وملموس في هذه النشاطات التي تتم فوق اراضيهم وبأموالهم ولذلك فإنهم في حاجة الي مرافئ للفن علي أساس علمي ممنهج والي اكاديميات ومعاهد عليا لدراسة السينما وتأصيلها بإنتاج فني.

في مصر تأسس المعهد العالي للسينما عام 1959 وتخرج فيه عدد لابأس به من أبناء الدول الخليجية وقد لعب هذا الصرح العلمي دورا بالتأكيد في محيطه العربي والحاجة تزداد الي معاهد في الخليج أكثر تطورا وبإمكانيات أفضل تتيح للطالب فرصة أكبر للابداع.

وحتي لاتبدو الصورة متشائمة. هناك جوانب مضيئة تعطي الامل في إمكانية الاهتمام بالدراسات والتعليم والتدريب واكتساب الخبرات في مجال السينما ومن خلال مؤسسة علي غرار معهد الفيلم بالدوحة "DFI" ومن خلال النشاطات الجانبية العملية التي تتم علي هامش مهرجانات ترابيكا. وفي نفس الشئ يمكن ان يقال بالنسبة للمشاريع والمنح والمؤسسات السينمائية المهتمة بالانتاج العربي عموما وبدعم الافلام المتعثرة انتاجيا وكذلك من خلال المسابقات التي تشجع المواهب في مجال كتابة السيناريو ومن الاهتمام بفتح فروع لاكاديميات الفيلم مثل اكاديمية نيويورك في دبي فهذه كأنها "بؤر" مضيئة لتشجيع الانتاج وتخفيف حالة الاحباط التي تصيب احيانا شباب السينمائيين في دول المنطقة.

هذه كلها نشاطات جيدة ولكنها لاتغني عن اقامة ولو اكاديمية كبيرة واحدة تغذي الحاجة الي هذا النوع من الدراسة وتوفر الفرصة لدراسة منتظمة ومتواصلة تؤهل الخريجين للعمل في حقل السينما وتكون دعما لصناعة لم تولد بعد.

ان وجود تيار متواصل للانتاج السينمائي في دول الخليج مرهون بإدارة سياسية فنية مدركة بأهمية الاستثمار في مجال تعليم الفنون وعلي رأسها السينما والغريب ان معظم القنوات السينمائية الفضائية العربية تنتمي لدول مجلس التعاون والأكثر غرابة أنها تخلو من أفلام خليجية.

المساء المصرية في

01/04/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)