حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

من يعيد السينما العراقية الى سكتها؟

بغداد - من عبد العليم البناء

اخطر مرحلة مرت بها السينما العراقية هي تحويل دائرة السينما والمسرح الى شركة بشمولها بقانون الشركات وخضوعها لنظام التمويل الذاتي.

لقد كانت السينما ومازالت افضل ناقل للعادات والتقاليد، فضلاً عن تأثيرها الثقافي المتنوع مجتمعياً. واذا كانت السينما هي فن وثقافة وصناعة، فانها تقتضي اليات تحوز، في الاقل على الشروط الدنيا للانتاج الذي يستدعي التوزيع، وهذا يستدعي البحث عن المستهلك.

واذا كان هناك من يعتقد ان الفنون، وفي المقدمة منها السينما، هي ترف زائد ، بل و"رجس من عمل الشيطان" ، فأن هذا الاعتقاد هو محض ادعاء زائف الهدف منه تكريس التخلف والنكوص الحضاري.

وبالنسبة للسينما العراقية التي شهدت انطلاقتها الاولى على ايدي القطاع الخاص عام 1946 بأنتاج فيلم "ابن الشرق" فأنها شهدت تحولات مختلفة وعلى مراحل عدة تمخضت عن انتاج سلسلة من الافلام الروائية والوثائقية المتباينة في مضامينها ومستوياتها وتأثيراتها وحتى في اشكال دعمها وانتاجها.

مراحل تطور العمل السينمائي

وكان من بين هذه التحولات ضمور وانحسار دورالقطاع الخاص واستحداث "مصلحة السينما والمسرح" في مطلع ستينيات القرن الماضي وصولا الى عام 1975 بتشريع القانون رقم (146) الخاص بالمؤسسة العامة للسينما والمسرح التي شهدت هي الاخرى تحولات ادارية اخرى انعطفت بها نحو مسارات الضعف والوهن بسبب توجهات النظام السابق المعروفة والتي انعكست على مجمل الاوضاع الثقافية والفنية ناهيك عن السياسية والاجتماعية والاقتصادية فتحولت المؤسسة - بحجة الترشيق الاداري - الى دائرة لتتقلص المديريات الى اقسام والاقسام الى شعب والشعب الى وحدات ادارية مما انعكس سلبا على مستوى ونوعية الانتاج السينمائي بشكل خاص.

ولعل اخطر واصعب مرحلة مرت بها السينما العراقية هي تحويل دائرة السينما والمسرح الى شركة بشمولها بقانون الشركات وخضوعها لنظام التمويل الذاتي في النصف الثاني من تسعينيات القرن الماضي الامر الذي ادى الى انتكاسة حقيقية وشاملة للسينما العراقية لم تشهدها من قبل وقد فاقم هذه الانتكاسة ظروف الحصار الشامل المفروض على العراق انذاك فكان ان توقفت عجلة الانتاج السينمائي المحدودة جداً بانتهاء انتاج الفيلم الروائي الطويل "الملك غازي" للمخرج محمد شكري جميل الذي بقي منذ تلك اللحظة يحاول ويحاول الشروع برائعة جديدة ولكنه لم يفلح وقد لايفلح ابداً حتى وان حصلت الموافقة على انتاج فيلمه الروائي الجديد (المسرات والاوجاع) الذي كتب السيناريو له الكاتب ثامر مهدي عن رواية بالاسم ذاته للاديب الراحل فؤاد التكرلي ضمن مشروع بغداد عاصمة للثقافة العربية لعام 2013 لاسباب سنأتي على ذكرها لاحقاً.

وجاءت عمليات السلب والنهب والدماروالخراب الشامل الذي طال معظم مؤسسات ودوائر الدولة بعد احتلال بغداد عام 2003 لتجهزعلى البنى التحتية للسينما العراقية التي عرفت بأمتلاكها لأفضل الاستوديوهات والاجهزة والمعدات السينمائية بما فيها اجهزة العرض السينمائي ومختبرات الطبع والتحميض والصوت والاضاءة والمونتاج والتصوير والمؤثرات الصورية فضلاً عن عشرات الكفاءات والاختصاصات السينمائية التي تميزت بحضورها الفاعل وقدرتها على العطاء والابداع في وقت كانت فيه معظم دول المنطقة تفتقر الى مثل او معظم هذه الامكانات والقدرات البشرية والمادية.

واقع حال دائرة السينما والمسرح

وبالرغم من ان النظام السابق حاول تعويض الدائرة ببعض الاجهزة والمعدات السينمائية في اعوامه الاخيرة عبر استغلال مشروع الغذاء والدواء مقابل النفط وتحسن علاقاته من خلال النظام السوري اذ تمت عمليات شراء واستيراد لبعض الاجهزة والمعدات السينمائية لغرض تحديث وتطوير امكاناتها.

حيث تم الاتفاق على استيراد مختبر متكامل للطبع والتحميض لكن لم ير النور حتى هذه اللحظة. اما بخصوص الكاميرات السينمائية فقد تم استيراد كاميرا "آر فلكس 535" وهي من احدث الكاميرات ولها قابلية التصويرالسينمائي والفديوي، اضافة الى اربع كاميرات 250 ديجتال حديثة تمت سرقتها بعد سقوط النظام السابق فضلاً عن ستوديوهات تلفزيونية متكاملة تم استغلالها مع بلاتوهات الدائرة من قبل قناة الحضارة التابعة لوزارة الثقافة في المبنى المدمر للدائرة في الصالحية بعد اعادة بناء جزء من البلاتوهات ونصب هذه الأستوديوهات فيها.

وما تمتلكه الدائرة الان من اجهزة ومعدات اضافة الى الكاميرا السينمائية الوحيدة "535 R1 فلكس" اربع كاميرات ديجتال، اثنتان كاميرات غير سينمائية اضافة الى منظومة صوت واضاءة وطقم مونتاج وكلها لاتضاهي ما موجود لدى القطاع الخاص من اجهزة فضلاًعن تقادم اجهزة العرض السينمائي في المسرح الوطني ومسرح المنصور ومسرح الاحتفالات التي لم تعد صالحة لعرض الافلام السينمائية ذات الطبيعية والمواصفات التقنية والانتاجية الحديثة مما يتطلب شراء اجهزة عرض حديثة وفق نظام "دولبي" وتبلغ كلفة الواحد منها اكثر من (30) الف دولار وتمتاز بوجود خاصية العرض للشريط السينمائي 35 ملم وللشريط الكاسيت الفديوي.

وقد برزت هذه المشكلة عند محاولة عرض افلام "احلام" "وابن بابل" لمحمد الدراجي و"كرنتينة" لعدي رشيد اذ لم يتم التمكن اصحابها من عرضها بما يتفق واسلوب ونوعية تصويرها، الامرالذي ادى الى تشويه وعدم وضوح الصورة اوستظل هذه المشكلة قائمة لحين استيراد اجهزة العرض الحديثة التي ستقضي عليها بشكل نهائي وتوفر الفرصة لعرض جميع الافلام العراقية الحديثة على الشاشة العريضة.

وحسب معلوماتنا فأن الدائرة تسعى الى تحقيق ذلك في المبنى الجديد الملحق بمبنى المسرح الوطني الذي تجري عملية بنائه حالياً.

ومن المؤمل ان يتم نصب جهاز مماثل في المسرح الوطني بديلاً لاجهزة العرض السينمائي القديمة في حين أن مسرحي الدائرة "المنصور والاحتفالات" سيتم تزويدها بأجهزة عرض ثلاثية الابعاد عند اكتمال عملية استلامها والشروع بأعادة اعمارها وتأهيلها.

ان جميع ما انتج من قبل هذه الدائرة وباقي الجهات المعنية بالانتاج السينمائي داخل العراق من افلام كانت جميعها بكاميرات الديجتال بأستثناء الفيلم الروائي الطويل "كرنتينة" للمخرج عدي رشيد الذي انتجه وفق بالتعاون مع دائرة السينما والمسرح وتم تصويره بالكاميرا السينمائية الوحيدة لها "R1 فلكس 535" التي اشرنا لها آنفا.

وهذا مايشير الى حقيقة اخرى مفادها أن التصوير بهذه الكاميرا وحده ليس بكاف وانما لابد من اجراء واتمام عملية المونتاج والطبع والتحميض والمكس والمؤثرات الصورية والصوتية خارج العراق لعدم وجود اية استوديوهات سينمائية داخل العراق كما ذكرنا. وهذا ما سيعانيه السينمائيون العراقيون الذين سيشرعون بأنتاج افلامهم ضمن مشروع بغداد عاصمة للثقافة العربية لعام 2013 وهي مجموعة جيدة من الافلام الروائية الطويلة والقصيرة فضلا عن الوثائقية.

الانتاجات السينمائية المقبلة

لقد جاء مشروع بغداد عاصمة للثقافة العربية لعام 2013 ليكون بادرة امل نحو استكمال الانطلاقة الجديدة للسينما العراقية اذ تمت المصادقة على اجازة وانتاج مجموعة من الافلام السينمائية الجديدة التي توفر لرواد وشباب السينما العراقية فرصة خوض غمار تجربة جديدة بآفاق ابداعية جديدة بعيدة عن قيود الادلجة وكبت الحريات وفي مقدمتها حرية التعبير التي لايمكن بدونها خلق نهضة سينمائية حقيقية لاسيما ان المبلغ المخصص هو خمسة مليارات دينارعراقي وهو ما لم يحصل في تأريخ السينما العراقية.

وعلى هذا الاساس تشكلت لجنة فحص واجازة للنصوص المقدمة

تمخضت حتى الان عن اجازة مجموعة من الافلام الرواية والوثائقية الآتية:

الافلام الروائية الطويلة

1- المسرات والاوجاع – للمخرج محمد شكري جميل

2- وداعاً نينوى – للمخرج عمانوئيل متي

3- الكعكة الصفراء – للمخرج طارق الجبوري

4- صمت الراعي – للمخرج رعد مشتت

5- الحصان – للمخرج ثائر محمد يوسف

الافلام الروائية القصيرة

1- دمعة رجل – للمخرجة دنيا حافظ القباني

2- في قاع المدينة – للمخرج جمال عبد جاسم

3- سجال الكلمات – للمخرج علي هاشم الجميلي

4- اغتيال مع وقف التنفيذ – للمخرج فاروق القيسي

5- باسطو الامن – للمخرج هاشم ابو عراق

6- الحياة الشائكة – للمخرج سالم شدهان

7- مهرجان البلور – للمخرج عمار العرادي

8- بغداد – للمخرج محمد حماد

9- اضافة الى الفيلم الروائي القصير "العربانة" لهادي ماهود الذي انتج بشكل مباشر.

الافلام الوثائقية

1- الواسطي – للمخرج طارق الجبوري

2- الجدران العازلة – للمخرجة ايمان خضر

3- الاستاذ – للمخرج نصرت مردان

وفي هذا السياق فأن المبالغ المخصصة من قبل الوزارة التي بلغت خمسة مليارات دينارعراقي لم يصرف منها سوى مبلغ قدره (178) مليون دينار بموجب عقد خاص بين وزارة الثقافة التي تمتلك المبلغ المذكور وبين دائرة السينما والمسرح التي اصبحت بموجبه منتجاً منفذاً لاربعة افلام من جميع الافلام المشار اليها انفاً وهي :

1- فيلم (سجال الكلمات) – (41) مليون دينار

2- فيلم (بغداد) – (40) مليون دينار

3- فيلم (الواسطي) – (48) مليون دينار

4- فيلم (الجدران العازلة)- (50)مليون دينار

ومجموعها (178) مليون دينار تعادل النصف الاول من الميزانيات المقررة لهذه الافلام على أمل ان يتم صرف وتسليم النصف الثاني بعد الانتهاء من انجاز هذه الافلام.

ولكن ظهرت عقبة لم تكن بالحسبان وهي تتعلق بالاجراءات الادارية الروتينية التي ربما ستقضي على المشروع بأكمله "مشروع انتاج هذا الكم من الافلام"، هي ان وزارة الثقافة مع انتهاء السنة المالية 2011 اعادت مبلغ (الخمسة مليارات دينار) الى وزارة المالية باستثناءال (178) مليون المصروفة كنصف ميزانية للافلام الاربعة المشار اليها وكانت الاجراءات الادارية الروتينية سببا في ذلك خشية من تسرب الفساد الاداري والمالي اليها اذ لم تقم بأتخاذ اجراء اداري ومالي حاسم بكيفية صرف هذه المبالغ والذي ربما لو تم من خلال لجنة صرف خاصة داخل السينما والمسرح وتمثل فيها اطراف من الوزارة وديوان الرقابة المالية وهيئة النزاهة ومكتب المفتش العام وبرقابة صارمة ودقيقة لامكن الحفاظ على هذه المبالغ الطائلة من الدخول في متاهة الاعادة الى وزارة المالية.

الامر الذي قد يجهض المشروع اذا ما قامت وزارة المالية بعدم تدوير صرف مبلغ الدعم الكبيرهذا الذي انتظره السينمائيون العراقيون على احر من الجمر وبنوا عليه امالاً كبيرة ومعهم جميع المهتمين بالسينما العراقية..

الخلاصة

وخلاصة الامر ان السينما العراقية عامة ودائرة السينما والمسرح خاصة لايمكن ان تحقق القفزة النوعية المطلوبة وتغيير المسارعلى اسس علمية صحيحة الا وفق خيارات وخطط اجرائية نوعية وجذرية شاملة تأخذ بنظرالاعتبارالمشهد السينمائي برمته سواء في جانبه الرسمي وشبه الرسمي ام في جانبه المتعلق بالمنظمات والجمعيات والمراكز السينمائية المستقلة داخل العراق والذي نرى انه لابد ان يتركز على الاجراءت والعوامل والمقترحات والتوصيات الاتية:

1- العمل على الغاء شمول دائرة السينما والمسرح بنظام التمويل الذاتي واعادتها الى نظام التمويل المركزي الذي يوفرلها العمل وفق خطة سنوية متكاملة.

2- العمل على اعادة تعمير وتأهيل جميع البنى التحتية للسينما العراقية وادخال جميع اشكال وانواع التحديث الحاصل في العالم الى جميع المرافق السينمائية في الدائرة وغيرها.

3- الاخذ بمقترح الفصل بين السينما والمسرح الى دائرتين منفصلتين تماما وباسرع وقت ممكن وبما يتماشى مع التطورات السينمائية الميدانية ومناقشة المسودة المقدمة في هذا الشأن من لدن مجموعة من السينمائيين العراقيين وعدم اهمال هذا المقترح بأي شكل من الاشكال.

4- دعم جميع المراكز والهيئات والجمعيات والمنظمات السينمائية وفق اساليب بعيدة عن الوصاية او التدخل في صياغة منجزها الابداعي الهادف لخدمة السينما العراقية.

5- العمل على تفعيل جميع الاتفاقيات الثنائية الثقافية مع البلدان الشقيقة والصديقة على غرار ما تم في الاتفاق السينمائي العراقي الايراني الذي شمل الانتاجات السينمائية المشتركة واعادة اعمار وتأهيل مجموعة من دور العرض السينمائي في بغداد واقامة ورش تدريبية مختلفة لجميع الاختصاصات السينمائية العراقية.

6- العمل على اعادة النظر بجميع الانظمة والقوانين التي تحد من تطور ونهضة السينما العراقية وباقي فنون الابداع لتأخذ طريقها في النهوض الثقافي والحضاري الشامل.

7- العمل الجدي على اعادة اعمار مبنى دائرة السينما والمسرح لانه يتيح للدائرة اعادة العمل بستوديوهاتها ومنظوماتها على صعيد المونتاج والمؤثرات والصوت والاضاءة والمكساج وغيرها.

8- الاستفادة من الخبرات والطاقات والكفاءات العراقية العاملة خارج العراق في توسيع دائرة التطور النوعي للسينما العراقية بكل مفاصلها.

9- المشاركة الفاعلة في جميع المهرجانات السينمائية العربية والدولية وتوسيع دائرة المهرجانات المحلية والعربية والدولية داخل العراق واشاعة الثقافة السينمائية بكل اشكالها.

ان مسيرة السينما العراقية المتواترة والمتباينة وارتباطها بواقع حال دائرة السينما والمسرح التي عاشت تداعيات المشهد السياسي العراقي بكل ايجابياته وسلبياته تكشف عن انها كانت ومازالت مسيرة متعثرة بكل معنى الكلمة. ولهذا فهي ينتظرها الكثير من اجل عودة الروح للسينما العراقية.

ميدل إيست أنلاين في

20/03/2012

 

اليوم ذكرى ميلاد زينات صدقى..

بسمة السينما تبيع أثاث بيتها حتى تأكل

كتبت هنا موسى 

تحل اليوم الثلاثاء ذكرى ميلاد الفنانة الكبيرة الراحلة زينات صدقى، حيث ولدت زينب محمد مسعد الشهيرة بـ "زينات صدقى" فى 20 مارس 1913 فى حى الجمرك بالإسكندرية، ودرست فى "معهد أنصار التمثيل والخيالة" الذى تأسس من قبل الفنان زكى طليمات فى الإسكندرية، لكن والدها منعها من إكمال دراستها وقام بتزويجها، ولم يستمر الزواج لأكثر من عام، وعملت فى بداية حياتها منولوجست، وراقصة، واعترضت أسرتها على العمل فى الفن، فهربت من أسرتها مع صديقتها خيرية صدقى إلى الشام، وحملت اسمها، ثم التقت بنجيب الريحانى الذى ضمها إلى فرقته وسماها زينات حتى لا تحمل نفس اسم زينب صدقى، كما مد لها سليمان نجيب يد العون، واشتهرت بأدوار العانس التى لا تتزوج.

تزوجت "زينات" ثلاث مرات وآخر من تزوجتهم كان ضابط شرطة، وعاشت بلا أسرة وعملت فى العديد من المسرحيات منها "الدنيا جرى فيها إيه"، كما عملت مع إسماعيل ياسين فى عدد كبير من الأفلام والمسرحيات، وقل نشاطها السينمائى فى أواخر حياتها، وفى عام 1976 حصلت على شهادة جدارة ومعاش استثنائى من الرئيس الراحل أنور السادات.

زينات صدقى حالة خاصة فى الكوميديا منذ بداية ظهورها، لم تتخل قط عن العانس، الباحثة عن فرصه زواج، هى صاحبة أجمل تعليقات كوميدية، فلا أحد ينسى أكثر مشاهدها مع النابلسى فى "شارع الحب"، ومع إسماعيل ياسين فى "ابن حميدو".

عملت مع معظم الممثلين الكبار فى تلك الفترة أمثال يوسف وهبى، إسماعيل ياسين، شادية، عبد الحليم حافظ وأنور وجدى، وتجاوز عدد الأفلام التى شاركت فى بطولتها 400 فيلم، كما تم تكريمها بدرع "عيد الفن" من قبل الرئيس أنور السادات فى 1976.

حياتها كانت سلسلة طويلة من العمل والفشل والنجاح والثروة والفقر، ولم يبق من ذلك سوى حقيقة لا يختلف عليها اثنان، أن زينات صدقى أفضل من قدمت الكوميديا على شاشة السينما، وكان أول عمل لها دورها فى مسرحية "الدنيا جرى فيها إيه"، واشتهرت فى هذه الفترة بدور الخادمة سليطة اللسان، ونقلت نفس الشخصية إلى السينما

كان أول أعمالها السينمائية فيلم "وراء الستار" عام 1937، ثم قامت بتقديم أفلام عديدة وصلت إلى 150 فيلما، ومن بين أعمالها التى علقت بأذهان الجمهور "الآنسة حنفى"، "ابن حميدو"، "إسماعيل ياسين فى الأسطول"، "حلاق السيدات"، والذى يعد الفيلم الوحيد الذى لعبت بطولته، مع نهاية الستينيات

بدأت زينات صدقى فى الاختفاء التدريجى، ولم تظهر إلا فى أعمال قليلة أشهرها فيلم "معبودة الجماهير"، وكان آخر أعمالها "بنت اسمها محمود"، وتوفيت فى 2 مارس 1978، لتنطفئ أجمل ضحكة، لكن صداها لا يزال يتردد داخلنا، وقبل وفاتها جلست 16 عاما فى بيتها من دون عمل.

وكانت قصة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر مع زينات صدقى شاهداً على غياب أهل الفن عنها، فقد رُوى أن الرئيس عبد الناصر قرر أن يكرم نخبة من الفنانين ومن بينهم زينات صدقى، إلا أن المعنيين لم يستطيعوا العثور عليها، فما كان من الرئيس المصرى إلا أن طلب من جهة أمنية إيجادها، ونجحت بالفعل فى العثور عليها فى بيت متهالك فى أحد القرى الريفية، وبدت فى حالة يرثى لها، فكرمها الرئيس عبد الناصر وأمن لها مسكنا، ومعاشا حتى توفيت

كما روى أن سأل الرئيس المصرى الراحل أنور السادات الدكتور رشاد رشدى عن أسباب عدم إدراج اسم زينات صدقى بين الفنانين المقرر تكريمهم فى العيد الأول للفن العام 1976، وكان الدكتور رشاد فى هذا الوقت مدير أكاديمية الفنون المنظمة للحفل، ولم يجد ما يبرر به هذا السهو غير المقصود فى حق فنانة ونجمة كبيرة انزوت داخل دائرة النسيان والتجاهل، ولم يعد أحد يسأل عنها، ومنتجو السينما ومخرجو التلفزيون لا يرشحونها للعمل، لدرجة أنها لجأت للقضاء تشكو مخرجا استبعدها فى آخر لحظة من تسجيل دورها فى أوبريت لزكريا أحمد، بعد ذلك قررت أن تعيش على هامش الأضواء والنجومية، أدركت أن الزمان لم يعد زمانها، عاشت عزيزة النفس وكانت تمتلك إرادة كافية وعزة نفس كبيرة، تمنعها من مجرد التفكير فى تسول تمثيل دور، مهما كان عائده المادى، تدهورت ظروفها المادية بسرعة منذ منتصف الستينات من القرن الماضى، لكنها رفضت أن تتسول للعمل، كانت تبيع أثاث منزلها كى تأكل، وسمع بمأساتها الناقد الفنى لجريدة الأخبار جليل البندارى، ونشر مقالا عنها وكتب "لم أصدق أن فنانة عظيمة من تلميذات الريحانى يحدث لها هذا، إن أخف الممثلات دما تبيع أثاث بيتها قطعة قطعة من أجل الطعام". 

بعد 10 سنوات من نشر هذه المأساة... كرمها السادات، ودعاها لحضور حفل تكريمها، واستلام شيك بألف جنيه من الرئيس، ولم تجد فى دولاب ملابسها فستانا مناسبا، لكنها حضرت الحفل بعد تدبير جيب وبلوزة، ومنحها السادات معاشا استثنائيا مدى الحياة، ورقم هاتفه الخاص للاتصال به إذا كانت فى حاجة لمساعدة، عادت إلى منزلها الذى يقع فى شارع جانبى متفرع من عماد الدين بوسط القاهرة، وقلبها يرقص من الفرحة والسعادة، أخيرا سوف تسدد ما تراكم عليها من ديون وتعيش بقية أيامها مستورة، وتذكرها المخرجون ومنتجو السينما ورشحوها لأعمال فنية، لكنها قالت بكبرياء: "آسفة أرفض الشفقة"، وبعد شهور من تكريمها تدهورت حالتها الصحية، وظلت 3 أشهر تصارع الآلام بسبب متاعب فى الرئة وهبوط فى القلب، ونصحها البعض بالاتصال بهاتف الرئيس لعلاجها على نفقة الدولة، إلا أنها رفضت بعناد وإصرار، ولفظت آخر أنفاسها يوم 2 مارس 1978 عن 66 عاما.

اليوم السابع المصرية في

20/03/2012

 

فيلم متهم بالإساءة للجزائريين في مهرجان بالمغرب

مواقع التواصل الاجتماعي وصفته بـ"الإباحي" لاحتوائه على مشاهد مخجلة

الرباط - منال وهبي 

أثار اختيار الفيلم الجزائري الطويل "نورمال" (طبيعي) للمخرج مرزاق علواش، لخوض غمار المنافسة على الجائزة الكبرى للمهرجان الدولي للسينما المتوسطية، الذي سيقام في مدينة تطوان المغربية ما بين 24 إلى 31 مارس/آذار؛ جدلاً واسعاً، إذ إن البعض اعتبره مسيئاً لصورة الجزائريين.

وسبق لفيلم "نورمال" أن خلق الكثير من اللغط حوله، وانتقادات متباينة بين إعجاب بإخراجه، واستياء من تركيزه على مشاهد تظهر الشباب الجزائري غارقاً في دهاليز الخمور والجنس، ما أثار حفيظة الشعب الجزائري.

"نورمال" تأريخ لثورة الزيت والسكر

وأتى اختيار فيلم "نورمال" للمشاركة في فئة الأفلام الطويلة بمهرجان تطوان على خلفية مناقشته للحراك الذي تعرفه الجزائر في ظل موجة الربيع العربي، وبعد تتويج الفيلم بالجائزة الأولى في مهرجان "ترابيكا" في الدوحة.

ويطرح الفيلم أزمة مخرج شاب وزوجته يحاولان إنجاز فيلم يتناول أوضاعهما، لكن الثورات العربية تدفعهما لإعادة تصوير بعض المشاهد بناء على ما يحدث.

ومن خلال مغامرات الزوجين، يسلط الفيلم الضوء على واقع حياة الشعب الجزائري وعلى مظاهر الفساد والبيروقراطية وسوء التسيير في الإدارات والمرافق العمومية بالجزائر، ما يخلق خيبات أمل في وسط الشباب.

وصرح مرزاق علواش مخرج الفيلم لوكالة "فرانس بريس" قائلاً: "صورت بحرية تامة وعملت مع ممثلين شباب ساعدوني لفهم ما يحدث في الجزائر"، موضحاً أن الفيلم مؤلف من جزأين: واحد عن المرحلة الراهنة التي تعيشها الجزائر وجزء من المرحلة السابقة.

حملات إلكترونية للمقاطعة

وشن الجزائريون على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك وتويتر" هجوماً عنيفاً على مخرج الفيلم وطالبوا الجمهور بمقاطعته، مُنددين بمشاهد الفيلم التي وصفوها بالإباحية والمخلة بحياء المجتمع الجزائري المحافظ.

وعلق أحد الجزائريين على الفيلم واصفا إياه بـ"العار الذي وصم جبين الجزائريين" لاحتوائه مشاهد ساخنة إباحية، في حين أكد بعض النقاد أن الفيلم لا يمثل المجتمع الجزائري على الإطلاق، حيث بالغ المخرج في مشاهده مما أعطى انطباعاً أن الفيلم يحمل اللمسة الغربية وليس الجزائرية.

وفي معرض رده عن سؤال لـ"العربية.نت" دان مواطن جزائري على فيسبوك اختيار المغرب لهذا الفيلم بالذات للمشاركة في المهرجان، معتبراً هذا التصرف من إدارة المهرجان مساساً بكرامة الشعب الجزائري وسيأزم الهوة أكثر بين الشعبين.

تجدر الإشارة إلى أن 12 فيلماً متوسطياً أنتجوا بين 2010 و2012 سيتنافسون بالدورة الحالية لمهرجان تطوان، وغالبية الأعمال تحاكي الثورات العربية والحراك السياسي والاجتماعي الذي خلفته.

ومن بين هذه الأفلام فيلم "موت للبيع" لفوزي بن سعيدي من المغرب، و"تنورة ماكسي" لجو بو عيد من لبنان، و"إكسيت كار" لعصمان عيساوي من مصر، و"حبيبي راسك خربان" ليوسف سوزان المشترك بين فلسطين والولايات المتحدة الأمريكية وهولندا، و"لا سومبرا ديل سول" لدافيد بلانكو من إسبانيا.

العربية نت في

20/03/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)