حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

حوار مع مخرج فيلم "دمشق مع حبى"

سميرة المزاحى - الاسكندرية

سوريا تلك الدولة العربية الجميلة والتي يراها العالم الآن من خلال نوافذ الإعلام المختلفة ضحية تأبى أن تستكين تحت مخالب الطغيان بعد أن عصفت بشعبها رياح الحرية وقام بثورته لينال حقه في الحياة. وفي هذه اللحظة الحاسمة يكتسب الفن والسينما خاصة أهمية قصوى وفاعلة في توثيق اللحظة وآفاقها.

فيلم "دمشق مع حبى" للمخرج السوري محمد عبد العزيز، والذى أثار جدلا واسعا عند عرضه بسبب غوص المخرج في أعماق المجتمع السوري في محاولة لإظهار التعايش والسلم الاجتماعي والحريات بمنأى عن أية حساسية طائفية، من خلال قصة حب قديمة بين شاب مسيحى وفتاة يهودية تتجدد بعد عشرين عاما حين تعلم أنه مازال على قيد الحياة وتبدأ رحلة البحث عنه.

وعلى الرغم من تأكيد المخرج محمد عبد العزيز على أنه مواطن قبل أن يكون سينمائيا، إلا أنه خلال حواري معه رفض الحديث عن الإسقاطات السياسية على الكثير من الأوضاع التي يعانى منها الوطن العربي أو الحديث عن الأحداث التي تمر بها سوريا..

·         فلنبدأ من اسم الفيلم ألا يوحى العنوان بأنه يحمل رسالة تحمل مضمونا ما تريد إبلاغه؟

الفيلم يناقش مشاكل الأقليات في المجتمع العربي، وأن المواطن اليهودي أو المسيحي أو الكردي.. وغيرهم من الأقليات العربية لا يمكن فصلهم عن الثقافة العربية، فهم جزء أصيل من ثقافة المنطقة وجغرافيتها، فمنذ اندلاع الثورة العربية الكبرى في عام 1916، لم تجد تلك الأقليات لها مكانا ضمن المشروع النهضوي العربي الذى كان مطروحا، وعانوا لسنوات عديدة من الأنظمة الحاكمة.

وأما اليوم مع قدوم الربيع العربي والثورات العربية التي نجحت في بعض البلدان، فإني أرى أن تلك الثورات أمام تحدٍّ يكمن في إعادة النظر في ثقافة المنطقة العربية، خاصة وأن أحد أهداف الثورات العربية بشكل عام هو البحث عن حقوق الأقليات من مساواة وعدالة وشريعة قانونية.

·         على الرغم من انتشار ظاهرة التخوين فإن الفيلم كان جريئا في تقديم صورة إيجابية ليهود سوريا الذين ظهروا منتمين إلى الوطن أكثر من انتمائهم إلى الديانة، ألم تضع في حسبانك أن يتهمك البعض بالترويج للتطبيع مع إسرائيل؟

الجمهور العربي له طبيعة خاصة تعتمد على القصة البسيطة وكل ما هو خارج عن المألوف قد يسبب قلقا لدى الجمهور، ولكني أراها سينما جديدة راقية سيعتاد عليها بعد فترة، وشخصية العمل تفصل تماما بين ديانتها كعربية يهودية وبين الصراع العربى الإسرائيلي، ولم تربط أي من شخصيات الفيلم بين شخصية البطلة وبين أبناء دينها الرابضين فوق هضبة الجولان وعلى أرض فلسطين.

كسينمائي ومثقف أرفض التعامل مع أي شكل من أشكال التطبيع، ولكنني أؤكد دائما أنه يجب أن نفصل ما بين اليهودي الذى يحمل حق المواطنة في أي وطن عربي إذا كان يحمل أي جنسية عربية، ولم يتورط لاأخلاقيا ولاقانونيا مع دولة إسرائيل، وما بين صراعنا مع العدو الإسرائيلي الصهيوني. إلا أنّ تراجع البنية الثقافية في المجتمعات العربية بسبب أنظمتها الفاسدة، جعلتنا لا نفرّق بين عدائنا لإسرائيل، وعدائنا لمن يخالفنا معتقداتنا.

·         رأى البعض أن الإيجابية التي ظهرت بها شخصيات الفيلم وقدرتهم على التسامح والحوار مع الآخر هو نوع من تزييف الواقع، ومحاولة لتنقيته من شوائبه؟

أعتبر فيلم"دمشق مع حبى" نوعا من السياحة الثقافية العربية، وأننا من الممكن أن نستقطب تلك الأقليات في عالمنا العربي حيث أنهم يواجهون مشاكل في البحث عن الهوية خاصة وأن الفيلم قام باستعراض كثير من معالم دمشق القديمة التي زارتها بطلة الفيلم خلال رحلة بحثها عن حبيبها، كما أنه يقدم صورة إيجابية عن المجتمعات العربية موجهة للغرب الذى يرى إسرائيل ضحية تجمعت النسور العربية للقضاء عليها .

رغم توجهات الفيلم إلا أن السيناريو تعامل مع وجهة النظر المختلفة بحرفية ابتعدتَ فيها عن المباشرة؟؟

*فيلم "دمشق مع حبى" هو التجربة الروائية الثانية لي كمؤلف فقد سبق أن قمت بكتابة سيناريو وإخراج فيلم "نصف مليجرام نيكوتين" عام 2007، وقد حصل على جوائز عديدة من مهرجان بارى بإيطاليا، ومهرجان جنيف، ومهرجان سينما القارات الثلاث بميلانو. فأنا أميل إلى سينما المؤلف ومن جهة أخرى فإن أغلب كتاب السيناريو في سوريا يتجهون إلى كتابة الأعمال الدرامية بسبب سعر العمل الدرامي حيث أن سيناريو الفيلم السينمائي في سوريا سعره ثلاثة آلاف دولار.

·         لا يخفى على أحد تراجع الإنتاج السينمائي السوري الذى لا يزيد عن فيلمين أو ثلاثة سنويا، فكيف استطعت تقديم تجربتك؟

لا توجد لدينا صناعة متطورة حتى الآن ووقد ذهب الكثيرون إلى أن فيلم "دمشق مع حبى" يعتبر من أفضل الأفلام الروائية التي تم إنتاجها في سوريا خلال العشر سنوات الأخيرة فقد تم بذل جهد كبير فيه من حيث اختيار أبطال الفيلم أو التقنيين في الإضاءة والتصوير، وأنا أرى أنه استطاع أن يحقق معادلة الفيلم الجماهيري والمؤهل للمشاركة في المهرجانات في الوقت نفسه.

هذا الفيلم هو التجربة الثانية لي مع نفس المنتج الدكتور نبيل طعمة، الذى أعتبره شريكا لي أكثر من كونه منتجا يمتك المال فهو له أبحاث فلسفية ويكتب الشعر، وعلى درجة كبيرة من الوعى الثقافي والفني.

وفى لهجة لا تخلو من الإصرار قال عبد العزيز :"يجب أن يسعى صناع السينما السورية إلى مواصلة الإنتاج الخاص بمنأى عن المؤسسة العامة للسينما الرسمية، وأن يعملوا على إعادة فتح دور العرض لتساهم السينما بدورها التنويري .

·         ما هو مشروعك القادم؟

فيلم بعنوان (الكائنات التي أحرقت الجنة)،حيث تدور أحداثه في إطار المثلث الحدودي بين سوريا والعراق وليبيا، أنا لا أريد أن أكون رومانسيا ولكنى أتمنى أن تزول الحدود ولكن من الصعب تغيير جغرافيا الواقع، وأعلم تماما أن الأفلام لا تغير الواقع، فاليوم وفى هذا العصر الذى نعيشه توجد صراعات اقتصادية وصراعات عرقية ...ويضيف قائلا:" للأسف أرى أن الفن السينمائي لا يزال هشا ولن يستطيع أن يواجه إلا إذا تكاتف السينمائيين لتحقيق هدف واحد والعمل على الوعى الجماهيري بشكل أفضل،وقتها فقط سوف أؤمن أن السينما قادرة أن تغير أو حتى تدفع إلى التغيير

الجزيرة الوثائقية في

01/03/2012

 

نفط ودخان ومرايا وقصص اخرى

طاهر علوان 

"نحن في عالم تنضب موارد الطاقة فيه وسيعيش ازمات حقيقية في المستقبل المنظور " بهذه السطور يبدأ خبير الطاقة العالمي جوليان دارلي قراءته للواقع والمستقبل الذي ينتظر البشرية في ظل تفاقم معضلات الطاقة فمن جهة ازدياد الطلب العالمي مع زيادة مستويات التلوث والأحتباس الحراري المترتبة على ذلك  ومن جهة اخرى تفاقم الصراعات حول منابع النفط .

قلق يمتد بامتداد الحقيقة الواقعية التي يجري تداولها تارة والتعتيم عليها تارة اخرى وهي التي يتصدى لها الفيلم الوثائقي "نفط ودخان ومرايا " للمخرج " رونان دويل " ومسبقا يؤكد المخرج اننا امام موضوع اشكالي وقابل للجدل بل انه في الحقيقة يقع في قلب منطقة الجدل العالمي حول شكل المستقبل الذي ينتظر البشرية في ظل تصاعد مشكلة استنفاد موارد الطاقة .

وثائق ومقابلات ومادة فيلمية غزيرة تقدم وفرة من المعلومات وخاصة تلك الخلاصات التي يقدمها عدد من كبار الخبراء والمتخصصين ومن هؤلاء الخبير الدولي "ريستشارد هينبرج" الذي الف العديد من الكتب في هذا المجال الذي يذهب الى القول :"لقد نشأنا معتمدين على موارد الطاقة الرخيصة وان الأزمات المعقدة القادمة ترتبت على سياسات تتعلق بموارد الطاقة واستهلاكها ". فيما يذهب الخبير والوزير البريطاني السابق "مايكل مينشر" الى القول :" اننا نعتمد اعتمادا كليا وكاملا على النفط في كل نواحي الحياة ، نحن نعيش عصرا نفطيا خالصا سواء في الصناعة او الزراعة او النقل وحركة النقل من طائرات وبواخر وسيارات فضلا عن ان الجيوش في انحاء العالم هي الأخرى مرتبطة ارتباطا وثيقا بالنفط  والحقيقة المهمة المرتبطة بذلك ان اكتشاف حقول جديدة للأستجابة للطلب المتزايد على النفط تتضائل بشكل كبير ذلك ان ثلاثة ارباع ما مكتشف من حقول نفط عملاقة قد تم اكتشافها في السبعينيات من القرن الماضي ونحن باختصار نستهلك ثلاثة ارباع مانكتشفه وهذه الفجوة المخيفة تتسع باضطراد ".

هذه الحقيقة خلاصتها  : وجود العجز في توفير موارد نفط كافية لتلبية الحاجات المتزايدة والطلب عليه ، هذه الحقيقة قائمة وواقعة برأي اولئك الخبراء وان كثيرا من الأزمات القائمة اليوم والمرتبطة بالأقتصاد والسياسة والأزمات المقبلة ماهي الا رجع صدى لهذه الحقيقة المهمة التي يجري التعتيم عليها من طرف الأعلام العالمي بصفة عامة .

اذا هل نتصور انفسنا ونحن نعيش في عالم بلا نفط ؟ انها فرضية ترتبط بوجود الأزمة وتفاقمها وهي التي يتصدى لها الفيلم متنقلا بين العديد من الحقب التاريخية المرتبطة بتفاقم المشكلة عارضا بيانات واحصائيات تثبت ابعاد المشكلة العالمية الكبيرة التي تنتظر البشرية .

اعتمدت المعالجة الفيلمية على ذلك الخط التصاعدي غير المرئي في تسليط الضوء على تلك " الدراما " المتصاعدة ، دراما الواقع الدولي وحياة المجتمعات في عالم بلا نفط او عالم يعيش هلعا غير معلن من جراء تناقص مصادر الطاقة التي هي عصب الحياة .

هذه المعالجة الفيلمية عززتها اراء خبراء ذوي اتجاهات ووجهات نظر مختلفة ولكنها جميعا تلتقي في مقاربات تحاول اسيتجلاء هذه القضية الأشكالية.

يقول الخبير بول روبرتس  مؤلف كتاب نهاية النفط :" عندما نقول ان نهاية النفط تقترب فأن ذلك يعني ان نهاية العالم تقترب ، والزعم ان الحكومات والدول لاتعلم بالأزمة هو كلام غير صحيح فهي تعلم جيدا وتعلم ان موارد النفط تتناقص بمعدل مقدارة ستة من المئة في كل عام وان الجهة الأكثر اهتماما بالموضوع هي الولايات المتحدة صاحبة اضخم اقتصاد في العالم وهي لاتريد مناقشة الموضوع لأن مناقشته ستحيل الى سؤال وماذا سنفعل ؟ وهي لاتريد مناقشة الأمر مع الأخرين بل ان تقوم خي بنفسها باجراءات تخدمها ومن ذلك الأقتراب من منابع النفط الغزيرة وهما نفط الشرق الأوسط والمنطقة العربية من خلال احتلال العراق ونفط بحر قزوين باحتلال افغانستان ..الحاصل انهم يريدون تأمين النفط لأنفسهم لأن من يمتلك النفط يمتلك القوة".

ترتبط هذه الأشكالية ارتباطا وثيقا بدور وسائل الأعلام في مناقشة الموضوع بصوت عال وذلك غير متحقق ، وهو محور آخر ينتقل اليه الفيلم في مقاربة قصة ازمة الطاقة وازمة الأعلام والمصالح التي تحكم حركة وسائل الأعلام وتوجهاتها  بل ان الخبير "ريتشارد هينبرج" يذهب الى ماهو ابعد من ذلك بقوله :" ان الناس تعاني من عملية تجهيل حول هذا الموضوع فهم يعرفون تفاصيل عن الحياة الشخصية للممثل براد بيت من دون ان يعلموا شيئا عن ازمة النفط والتداعيات المستقبلية المترتبة على ازمات الغذاء والبطالة المرتبطة بها وبدل ان ينشغل الناس بهذا التحدي فقد انغمسوا في قصة الأرهاب وقتا طويلا لصرف الأنتباه عن قضية هي اخطر واهم ".

ويثير " اندرياس فون بيلو " وزير العلوم والتكنولوجيا الألماني السابق قضية اخرى تتعلق يالأستراتيجيات الأمريكية في تغليب حقيقة الجغرافيا على اي شيء آخر من خلال الاقتراب من المنابع في الشرق الأوسط وبحرقزوين ويلفت النظر الى ماقامت به ادارة بوش من ادارة عملية اعلامية – دعائية – سياسية لغرض الوصول الى الهدفين معا تحت غطاء مكافحة ماسمي  الأرهاب في افغانستان  واسلحة الدمار الشامل في العراق.

ويعرض الفيلم محاور اخرى مثيرة للجدل تتعلق بدور جماعات الضغط والمصالح كشركة هاليبرتون وغيرها المقربة من مراكز اتخاذ القرار في الولايات المتحدة خلال حقبة حكم الرئيس السابق جورج بوش وحيث الحقيقة المؤكدة ان العالم بعد العام 2010 سيحتاج الى 50 مليون برميل اضافية تتصاعد بشكل مضطرد مع ازدياد معدلات الأستهلاك وهذه لن تأتي الا من الشرق الأوسط الذي يؤمن 2 من 3 من موارد الطاقة في العالم وهناك في تلك البقعة يكمن الكنز .

يناقش الفيلم نظرية المؤامرة المرتبطة بواقعة الحادي عشر من سبتمر باستفاضة كبيرة من طرف خبراء مرموقين ومدى كونها خاضعة للتشكيك في السيناريو الذي ظهرت عليه وعلاقتها بالخطط الأستراتجية للسياسة الأمريكية خاصة في منطقة الشرق الأوسط وايجاد ارضية لأتخاذ اجراءات على الأرض لغرض منها السيطرة الجيو- سياسية اكثر منها استجابة للتهديدات بل ان هنالك من بين المتحدثين من يرى وجود ارتباط وثيق مابين ازمة موارد النفط وبين احداث الحادي عشر من سبتمبر .

يمضي الفيلم في اعادة العديد من النقاط المتفجرة والمهمة التي يشكل كل منها حدثا مهما في اعادة صياغة الواقع والوجود الكوني المهدد بالأزمات وهي محصلة مهمة تحيلنا الى مستويات واتجاهات القراءة المتعددة لتلك الوقائع تذهب بعيدا الى القول ان الوصول الى منابع النفط كان يتطلب محاربة 60 دولة لكن قصة محاربة الأرهاب جعلت الوصول الى تلك المنابع مباحا وسهلا على اعتبار ان ارهاب طالبان ونظام صدام مثلا تهديدا للسلم العالمي مما روجته الماكنة الدعائية الأمريكية ورسخته السياسة الخارجية باستقطاب التحالفات متعددة الأطراف والمؤمنة طوعا او كرها بتك النظرية .

الجزيرة الوثائقية في

01/03/2012

 

فيلم "جسد" : الحرص على ارضاء الممول الغربي

غزة - أسماء الغول 

راودني سؤال وأنا أحضر فيلم "جسد" للمخرجة الفلسطينية ريتا اسحق: هل إذا كان تمويل الفيلم أجنبيا خاصة في منطقة صراع مثل قطاع غزة، فعلينا أن نقدم له ما يراه فينا هذا الأجنبي، لا بل نجتهد في إرضائه ونضخم من عقدنا، ونعزف على أحد تابوهات مثلث المحرمات "الجنس والدين والسياسىة"؟ لنقدم له الفيلم الاكزوتيكي المثالي في عين الغرب عن "العالم الثالث" دون أن تحكم بذلك الضرورة الابداعية والاخراجية ولا حتى الدرامية.

فيلم "جسد" الذي مولته القنصلية البريطانية يحكي قصة طالبة مدرسية بخط سير فنتازي واقعي، ترتدي زي المدرسة، وتمشي بملامح الفجيعة في صحراء تجر خلفها حقيبتها بحبل مربوط، وينتقل المشهد إلى آخر بمونتاج غير متقن لترتدي هذه الطالبة فستان زفاف، ومن ثم تقف وعريسها من خلفها لايظهر منه سوى فمه وهو يضغط على شفتيه بأسنانه دليل على أنه يريد التهام جسدها.

 وترجع المخرجة إلى مشهد الرابط الرئيسي في الفيلم ألا وهو مشيها حائرة على الرمال، ليتكاثر عدد الأشياء التي تجرها من خلفها في الصحراء -من الصعب ان نقول عنها صحراء، فهي بضع كثبان رملية لذلك غاب أفقها عن المشاهد-، ومن ثم تنتقل المخرجة إلى الفتاة في حياتها الواقعية الأمر الذي ذكرني إلى حد ما بلعبة المخرجة ايناس الدغيدي التخيلية في فيلم "مذكرات مراهقة" مع مراعاة الفرق في نضج التجارب الإخراجية.

وهذه اللقطات من واقع الطالبة تتمدد زمنيا بعد أن تحمل وتنجب دون تطور واضح في الحركة أو الخط الدرامي فهو خط استاتيكي كما ملامح الممثلة العابسة طوال الفيلم حتى  مع ابنها الذي مجرد أن يدخل المنزل يلقي بحقيبته على الارض أثناء غسيلها للملابس بيديها في باحة منزل بائس، لتضم المخرجة الإبن والفقر إلى أدوات القمع التي تتعدد وتصل إلى مشهد لهذه الطالبة والمتزوجة والحامل وهي كبيرة في السن تحمل باكية صورة إبنها الذي يبدو أنه أصبح أسيرا أو مهاجراً.

 طبعا من الجميل الانحياز للمرأة ولكن أن نمثلها في اجتهاداتنا أنها أسمال إمرأة قضت على نفسها وقضى عليها المجتمع ونصورها بأنها خاضعة للواقع بكُليتها دون حتى أن تقدم المخرجة رؤيتها الخاصة لنموذج المرأة القوية أو حتى العادية التي تعرف سبيل الشكوى والاعتراض سواء على مستوى الشخصيات أو على مستوى المعادل الموضوعي في رمزية الصورة التي يبقى فيها الحبل ملتصقا يلاحق الطالبة دون أن تفلت منه حتى تسقط على الأرض في تشاؤم لا يسيطر على الواقع المعاش كما في الفيلم، إذن فما فائدة الفن إذا لم يقدم جديدا للواقع كما يقول كونديرا.

إن هذه المبالغة المستفزة لمصير المرأة التي تعيش في قطاع غزة غير مقبولة حين تعالج  بطريقة ساذجة تراكم كل ما قد تعانية المرأة في العالم من اضطهاد واجبار على زواج مبكر وترك للتعليم والفقر في إمرأة واحدة، فالدلالة التي أرادت المخرجة تقديمها لنموذج المرأة في غزة ينفيه واقع المخرجة ذاتها التي تمارس عملها بحرية وبدعم مجتمعها وأسرتها، وكذلك كاتبة هذه السطور، وكثيرات في القطاع، وأخريات ممن اعترضن أثناء عرض الفيلم في قاعة المركز القومي للدراسات والتوثيق في غزة، ومن بينهن أسيرة محررة، إذ أكدن أن المرأة في غزة تعتبر من أكثر نسبة النساء حملة الشهادات العليا في الدول العربية، وكن طوال عمر القضية نموذج للنضال السياسي.

وليس المقصود هنا القول أن معاناة المرأة في غزة من الفقر استثناء ومن الزواج المبكر استثناء ومن ظاهرة القتل على حلفية ما يسمى بالشرف استثناء، بل هي مكونات موجودة في المجتمع الفلسطيني وعالجتها أفلام رائعة كفيلم "مغارة ماريا" للمخرجة الفلسطينية بثينة خوري، لكن دون تضخيم أو إرضاء لاجندات معينة وفي تجارب ناضجة لا تلهث وراء الانجاز السريع والجرأة المصطنعة.

إن هذا النوع من الأفلام والأدب الذي يقول عنه عبده وازن : "إعادة الاستشراق ولكن على أيدي عربية"، مهمته إثارة الفضول عند القارئ أو المشاهد حين يغازل الممنوع بعناوين براقة كما عنوان "جسد" ليجذب الغربي قبل مواطنه وذلك على حساب رؤية المخرج أو الكاتب ذاته الحقيقية للثيمة والموضوع ما يقدم تجربة خالية من هارمونية الهوية والفكر والدراما.

إن الخلط بين فانتازية مشهد الرمال وجر الحبل وقسوة الواقع وبين الرمزية والمباشرة، عادة ما يقدم تنوعاً في الفكرة وإثراء لها وتخفيف من سواد القضية المعروضة، كما فيلم "يد إلهية" التي شفع لسورياليته المفرطة، دينماكية حبكته وعمق فكرته وقضيته التي جاءت بالحب وفتاة النينجا إلى جانب الحاجز والاحتلال، فلم يضيع ويضيعنا بين تعدد مستويات سرده السينمائي لمجرد الاستعراض أو عدم فهمه لأهدافه.

المخرجة تقول أن فيلمها صامت ولكن ليكون كذلك ألا يجب أن يتوفر فيه بديلاً معادلاً لهذا الصمت من حرفية التمثيل وتعابير صادقة وقوية لملامح الممثلين، فنقبل صمته كما قبلنا رمزيته التي تصر مخرجته أيضاً أن تصفه بها، رغم أن هذه الرمزية تتعلق ببعض عناصر الصورة في الفيلم كالأشياء المجرورة خلفها على الرمال، ولا تتعلق أبدا برمزية الفكرة فهي مباشرة إلى درجة ذكرتني بأفلام ومجلات نتاج المشاريع التي يمولها الغرب في غزة، فيدعمون حقوق المرأة التي تعاد وتكرر ذاتها في مشاريع وورش عمل كل عام إلى درجة أصبح لها نمطية غير صادقة لمجرد تقديم تقارير للممول وأصبحت مكونات مجتمعية يتقبلها المواطن بحكم العادة وليس التغيير.

الجزيرة الوثائقية في

01/03/2012

 

ضريبة هوليوود

الباحث والناقد السوري أحمد دعدوش :

هل شوه الممثلون العرب صورة الإسلام والمسلمين في هوليوود؟

سعيد أبو معلا/ رام الله 

في الفيلم لفلسطيني – الأمريكي "القيادة إلى زغزغلاند" والذي يتسيد بطولته الممثل الفلسطيني بشار القدومي وتخرجه الأميركية "نيكول باليفيان" نرى مشهدا يظهر البطل رافضا لدور عرض عليه في فيلم أمريكي، يخرج إلى الصالة قائلا للممثلين العرب المنتظرين الفرصة "أنه دور يشوه العرب والمسلمين". ينهض البعض فيما يبقى أخرين مصرين على الحصول على فرصة التمثيل في هوليوود.. حتى لو شوهت العرب والمسلمين!

 جوهر هذا المشهد هو مضمون كتاب الإعلامي والناقد السوري أحمد دعدوش والصادر عن دار الفكر في دمشق في عام 2011 والذي يحمل عنوان "ضريبة هوليود/ ماذا يدفع العرب والمسلمون للظهور في الشاشات العالمية؟" ويقع في 203 صفحات من القطع الكبير.

هذا الكتاب يمتاز بأمور قيمة كثيرة منها أنه يعمل على الكشف عن طبيعة الأدوار التي يشارك بها الممثلين العرب في سينما هوليوود.. وهو ما يجعله كتابا يستحق أكثر من إشادة.. كما أن مضمونه لا يغرق بالنقد الأكاديمي وهو ما يجعله صالحا للناقد والقاريء معا.. وهو إلى جانب ذلك يتمتع بلغة صحفية شيقة ورشيقة، وقدرة كبيرة على التقاط التفاصيل بكل ما تحمل من جدل ووجهات نظر.

يأت الكتاب بعد أكثر من 11 سنة من أحداث 11 سبتمبر، حيث شكلت الأخيرة الانعطافة الأكبر في اقبال هوليوود على الممثلين المسلمين والعرب.. إقبال انعكس علينا سلبا وتشويها، والكتاب مجرد دليل سيغضب البعض وهو ما لا يهمنا في هذا المقام، والمهم من وجهة نظرنا أنه سيشكل جزء من حالة وعي يستحقها المشاهد الذي يجلس أمام التلفاز متلقفا كل ما يعرض عليه باستسلام منقطع النظير.

تلك الانعطافة الهوليوودية الجديدة بعد ذذ سبتمبر تجاه الممثلين العرب والمسلمين وبالضرورة تجاه القضايا العربية والغربية التي تتقاطع معنا لا تستحق كتبا بل وأفلام سينمائية أيضا.. وما محاولة المؤلف هنا إلا إحساسا عميقا بهذه الحاجة الماسة في ظل أن الأفلام السينمائية اليوم لا تطلب منك أن تزور السينما بل ترجوك أن تبقى متسمرا بالبيت جالسا على أريكتك المريحة مسترخيا لتفعل افاعيلها فينا، ونحن مبتسمين فاغري أفواهنا من هول الدهشة.

البدايات غير موفقة

يعود الكتاب إلى البدايات في حضور الشرق الإسلامي في هوليوود ويصفها بأنه بداية غير موفقة معتمدا على الأرقام ومؤكدا "أن 25% من الأفلام التي انتجتها هوليوود في تاريخها تحقر العرب بشكل أو بأخر، إلى جانب أن حوالي ألف فيلم انتجت بين عامي 1896 – 2000 لم يظهر فيها أكثر من 12 حالة إيجابية فقد للعرب والمسلمين".

فقد امتلئت تلك الافلام بالصورة النمطية التقليدية مثل: الشرق الغامض المليء بقصص الجان والسحر والصحاري الواسعة المليئة بالعصابات وقطاع الطرق وكذلك الباشوات والأمراء المحاطين بالجواري والخدم والمليئة بالمجون والمراقص وموائد الشرب وهي صورة لا تكتمل إلا بأقبية التعذيب. ومع الربع الأول من القرن العشرين تغيرت الصورة قليلا لتكون عبارة عن ملوك نفط متخمين.

يرد الباحث السبب في تلك تكريس الصورة المشوهة إلى النفود الصهيوني حيث صورت عشرات الافلام التي تكرس فكرة الهجرة إلى أرض الميعاد أو تجسد الأساطير اليهودية حيث انتحت أفلام مثل: "الوعد الكبير"، "ملك الملوك"، و"بيت أبي والشيخ" و"سيف في الصحراء" و"جوديث" و"البرعم" وكلها أفلام على اختلاف سنوات انتاجها حاولت تشويه صورة العرب، وهو ما ترافق مع مجموعة من التطورات والتغييرات السياسية والدولية مثل انهيار الاتحاد السوفيتي وصولا إلى تنميط صورة "الإسلام والارهابي" باعتباره العدو الجديد لأمريكا وللعالم المتحضر.

الباحث هنا يعتقد أن هوليوود بعد 11 سبتمبر استأنفت مرحلة جديدة من الدعاية الممنهجة فبعد شهرين من وقوع الهجمات بدأ الإعداد لمجموعة كبيرة من الافلام التي تطلب انتاجها الاعتماد على ممثلين عرب ومسلمين بعد أن كانت هوليوود تستعين بممثلين يهود لتقديم الأدوار العربية وهو ما يؤكده الممثلين العرب الذين يعيشون في الولايات المتحدة الأمريكية.

النجاح أولا

يعود الباحث بعد مقدمته تلك إلى الحديث عن بدايات الحضور العربي في الولايات المتحدة الأمريكية ويقر بأن هذه البدايات كانت تمتلك حظوظا من النجاح، حيث يسرد في فصله المعنون "عرب ومسلمون أمريكيون في هوليود.. النجاح أولاً" اسماء ممثلين شقوا طريقهم ومن هؤلاء اللبناني داني توماس، وللبناني جورج نادر، والسوري مايكل عنصره، ومايكل نوري، والايرانية سارة شاهي، إضافة إلى إميل كوري، ورونالد شويري، وكالي خوري، وموراي ابرهام، وطوني شلهوب..الخ من الممثلين العرب والمسلمين الذين نشأوا في أمريكا ومثلوا أو عملوا في سينما هوليوود وحصدوا جوائز أيضا.

وفي فصل أخر يتحدث "دعدوش" عن العرب والمسلمين الذين هاجروا من بلدانهم إلى هوليود ومنهم محمد يقطين المعروف بـ "فرانك لاكتين"، الذي يعتبر من أول من هاجر إلى هوليوود وقدم مجموعة من الأعمال السينمائية فيها. كما ويذكر المؤلف قصة الممثل السوري "جميل حسونة" ويفرد حيزا كبيرا للممثل "عمر الشريف" من حيث تجربته وتحولات مواقفه، وكذلك الممثل المصري "سيد بدرية" الذي يعتبر ثاني ممثل مصري ينضم إلى نقابة الممثلين الأمريكيين.

ولا يتوقف المؤلف في حدود المشرق العربي وهوليوود يل يتجاوز وصولا إلى المغرب العربي وتحديدا في أدوار الممثلين المغاربة المقيميين في فرنسا وطريقهم التي شقوها نحو العالمية مثل: الممثل "رشيد زم" و"سامي أبو عجيلة"، و"طاهر رحيم"، و"سامي ناصري" و"سعيد طغماوي" و"جاد المالح"...الخ، والمخرج الجزائري "رشيد أبو شارب".

وهنا لا يتوقف المؤلف على الصعوبات التي واجهها الممثلين بل يتحدث أيضا عن المخرجين والمصاعب في هوليوود حيث يتحدث عن تجربة المخرج المصري "أسعد قلادة" والمخرج اللبناني "عمر نعيم" والمخرج "علي سليم" وهم مخرجون تمكنوا من شق طريقهم بصعوبة لكن الحظ لم يحالف مخرجين مثل: المصري "هشام عيساوي"، والمغربي "حسان بن شيخة" والتونسي "رضا الباهي".

وفي معرض حديث الكتاب عن تجارب المنتجين العرب في هوليوود أفرد مساحة خاصة للمخرج والمنتج الراحل "مصطفى العقاد" الذي عده صاحب تجربة ناجحة يتيمة إلى حين ظهور تجربة المنتج الباكستاني "شيراز حسن".

استئناف بدايات غير موفقة

وفي فصل خاص معنون بـ"حلقة الإرهاب المغقلة" يشير إلى قائمة الصفات التي الصقت بالعرب والمسلمين ومنها: التخلف والبداوة والجهل والقذارة والشهوانية والطمع والخيانة والميل الفطري للعنف والقتل والتدمير والارهاب..الخ كما ربطت الافلام بين الفلسطينيين والنازية مثل أفلام "الأحد الأسود" و"الخروج" في السبعينيات.

ويعتبر المؤلف أن فيلم "أكاذيب حقيقية" 1994 كان بمثابة القفزة الأكبر في حضور الممثلين العرب في هوليوود ويحكي الفيلم قصة عصابة عربية تريد تفجير قنابل نووية في مدن أمريكية مختلفة، إضافة "إلى فيلم "الحصار" عام 1998 وفيه تقوم خلية عربية بسلسة تفجيرات في شوارع مدينة نيويورك انتقاما لاستهداف قائد تنظيمها.

أما بعد أحداث 11 سبتمبر، زاد الطلب على العرب، فغالبية الأفلام كان لها طابع يخص الشرق الأوسط وغالبا ما كان بشكل سلبي والقليل منها حمل تصورات إيجابية، حيث ظهرت أفلام مثل: "سيريانا"، ومسلسلات مثل: "الخلية النائمة" الذي يظهر المسلمين بأنهم عملاء محليون للإرهاب العالمي، و"خلية هامبورج".

ويرى المؤلف أنه "بالمجمل زاد الطلب على الممثلين العرب لكن بطابع سلبي لإرضاء وزارة الخارجية الأمريكية، كل مخرج أمريكي كان يريد أن يثبت أنه "وطني أمريكي" بغض النظر عن الإساءة للعرب المسلمين، والأدوار تلخصت إما في جنود عراقيين منظور لهم بنظرة دونية، أو أن يظهر الرجل الأبيض قائداً وبقية الممثلين يدورون في فلكه".

ويفرد الكتاب فصلا بعنوان "الإنصاف على طريقة هوليود.. المسلمون والعرب الأخيار" كما تريدهم هوليوود حيث ظهرت مجموعة من الافلام التي تقدم العربي الطيب والعربي الخير وكانت تلك الأدوار تنحصر بالعربي المتحالف مع "الغربي المتحضر" للقضاء على الإرهاب، فالمسلم الجيد هو الذي يساعد الحكومة الأمريكية في حربها ضد العرب الأشرار.

غير أن تلك الصورة لا تنطلق من قناعة ما بأهمية وجود صورة إيجابية بعيدا عن التعميم المخل إنما تنطلق من رغبة عامة في تقديم "صورة تزويقية" ليس أكثر، وهي صورة حضرت في مجموعة كبيرة من الافلام مثل فيلم "سقوط النسر الأسود" 2001 و"سريانا" عام 2005 وفيلم "خائن" عام 2008، "وجسد من الأكاذيب" عام 2008 و"المنطقة الخضراء" عام 2010 من قبلها في فيلم "الحصار".

وتبدو تلك الأعمال (أفلام/ مسلسلات) تقدم شروطها الخاصة للقبول بالعربي والمسلم لاندماج المسلمين في المجتمع الأمريكي ومنها ذوبانهم التام في هذه المجتمع دون أن يكون هناك ما يميزهم على صعيد الهوية والشخصية أو السلوك العربي، وكذا اعترافهم بالكيان الإسرائيلي مسالم ينبغي تقبل السلام معه.

الكتاب هنا يتناول عشرات الممثلين العرب والمسلمين الذين تورطوا وقدموا أعمال سينمائية تسيء لبلدانهم ولهويتهم وتكرس الصور النمطية عن الشرق بصفة عامة وعن المسلمين بصفة خاصة.

هوليوود بالشرق

والكتاب لا يكتفي بالعرض المتداخل في سبيل تقديم رؤيته المتكاملة والسلسة في الوقت نفسه لكنه يقدم تحليلا لمجموعة من الأفلام المهمة حيث أفرد فصلا لكل من فيلم "وادي الذئاب عنونه "المقاومة على طريقة الدراويش"، وفصلا عن فيلم "الجنة الان" عنونه "عندما تدفع المقاومة الإسلامية الضريبة"، وفيلم "سيريانا" عنونه: "تعاطفٌ معنا أم ترسيخ لعجزنا؟"، وفيلم "بابل" حمل عنوان: "أين حظ العرب والمسلمين من العولمة؟"، وفيلم "مملكة السماء" حمل عنوان: "عندما تكرمت هوليود بإنصافنا"، وفصلا عن فيلم "المملكة"  حمل عنوان: "من لم يكن معنا فهو ضدنا".

كما قدم دعدوش محاولات الكوميديين المسلمين في أمريكا.. متسائلا أهي: سخرية منا أم لأجلنا؟

وفي نهاية الكتاب قدم الكاتب فصلا بعنوان "عندما تنتقل هوليود إلى الشرق" وفيه تحدث عن تجارب التصوير في الدول العربية بدءا بالمغرب من مدينة ورزازت التي صور فيها أفلام مثل: "باتون"، و"المصارع" و"سلسلة المومياء"، "وقواعد الاشتباك"..الخ ومن ثم تونس ودبي والأردن والكويت وحالة التنافس على جذب استثمارات التصوير في الدول العربية بغض النظر عن طبيعة الافلام التي يتم تصويرها عنا ولا عن الصورة التي تحملها وتنقلها لنا تلك الأفلام.

وفي النهاية يخلص المؤلف إلى أن الصورة في مجمل الأفلام الهوليوودية هي ذاتها مع فارق بسيط هذه المرة وهي أنها أصبحت أكثر ذكاءة في تقديم حمولاتها الفكرية ونظرتها العنصرية والدونية للشخصية العربية وبإمضاء ممثلين عرب أيضا.

وقبل أن تنتهي صفحات الكتاب المثير والمليء بالتواريخ والأسماء والأرقام يختم الباحث بفصل يطرح فيه سؤالا شائكا: "هوليوود ترفيه أم سياسية؟" ويخلص فيه إلى أن "هوليوود وواشنطن بصفتها مركز صنع القرار السياسي تحمل الجينات نفسها".

أخيرا تعتبر هوليوود بحسب المؤلف ليست مجرد ضاحية من ضواحي لوس أنجلوس، ولا حتى مركز صناعة السينما والإعلام في الولايات المتحدة، بل هي عاصمة هذه الصناعة في العالم كله، والتي تصدر منتجاتها إلى أكثر من مائة وخمسين دولة، فهوليوود هي القادرة على تصدير جميع منتجاتها –وبغض النظر عن قيمتها ومضمونها- إلى معظم دول العالم، لذا فإن كل من يعمل فيها أو ينتقل إليها وكل ما ينتَج في استوديوهاتها أو يتمكن من الوصول إليها من الخارج فإنه يعطى صفة العالمية والكتاب وقفة مع ما يتعلق بنا عرب ومسلمين بإمضاء ممثلين عرب ومسلمين أيضا، فهل اختلف الأمر أو تغير.

الكتاب يخبرنا أنه لم يتغير شيء يحمل معنى حقيقي لنا، فهل كان علينا أن ننتظر أكثر من 11 سنة بعد أحداث 11 سبتمبر ليرى هذا الكتاب النور فعلا؟ ليخبرنا أنه خلف قصص النجومية والشهرة تختبيء الشياطين بتفاصيلها الكاملة والتي يجود الكتاب بفضحها.

الجزيرة الوثائقية في

01/03/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)