حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

أم كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم واجهوا الاتهام نفسه

عادل إمام.. وازدراء الدين الإسلامي

القاهرة: طارق الشناوي

غالبا سوف يسقط الحكم الصادر ضد عادل إمام بالحبس ثلاثة أشهر في مرحلة الاستئناف؛ إلا أن القضية نفسها وبتنويعات متعددة ستصبح هي الطابع السائد في الحياة الفنية خلال الأعوام المقبلة، خاصة مع تنامي سطوة التيار الديني بجناحيه الإخواني والسلفي في مصر.

القضية ليست جديدة في الوسط الفني؛ بل هي ضاربة في العمق؛ حيث إن هناك دائما مسافة بين الرؤية الفنية التي تستند إلى علم الجمال الفني حيث تتعدد المستويات بين الجمال والقبح من جهة، والرؤية الدينية التي تستند إلى الأحكام المطلقة في الحلال والحرام من جهة ثانية. كثيرا ما يثير التيار الديني العديد من تلك القضايا التي تتم فيها قراءة العمل الفني من منظور ديني لا يستند سوى للإباحة أو التحريم.

نصيب المطربين كان هو الهدف الذي طارده العديد من المتشددين دينيا مثل محمد عبد الوهاب في أغنية «من غير ليه» حيث تعرض لاتهام من الأزهر الشريف، بأنه يقدم دعوة للكفر من خلال هذه الأغنية التي يقول في مطلعها «جايين الدنيا ما نعرف ليه» وتحديدا المقطع «ولا عايشين ليه»، وبعد عدة جلسات تم حفظ القضية.. أم كلثوم تعرضت لاتهام مماثل أكثر من مرة في أغنية «الحب كله» وتحديدا في المقطع الذي تقول فيه «يا أرق من نسمة وأجمل من ملك» قالوا: كيف تعتبر أن هناك إنسانا أجمل من ملك؟.. وعبد الحليم حافظ في قصيدة «لست قلبي» المقطع الذي يقول: فيه «قدرٌ أحمق الخطى» تعرض لنفس الاتهام وهذا ما دفع دار الأوبرا المصرية في الحفلات الغنائية التراثية إلى تغيير المقطع إلى «قدر واثق الخطى»، ليصبح المعنى عكس ما قصده الشاعر تماما.

مدحت صالح في أغنية «كوكب تاني» اعترض الأزهر على فكرة الأغنية وهي تدعو للهجرة بعيدا عن كوكب الأرض، حيث اعتبروا أنها تحمل دعوة للانتحار المحرم شرعا في كل الأديان.

تعددت في الحقيقة القضايا الغنائية؛ ولكن لم يخل الفن السابع من قضايا مماثلة، وكان نصيب المخرج يوسف شاهين هو الأكثر بين كل مخرجي السينما المصرية، مثلما حدث في فيلمي «المهاجر» و«المصير».

في الماضي كان نادرا ما يتضامن الفنانون دفاعا عن زميل لهم، بينما أعلن أكثر من تجمع ورابطة وجبهة فنية هذه المرة عن الوقوف مع عادل إمام الذي يمثل أمام القضاء في مطلع أبريل (نيسان) المقبل مستأنفا الحكم الصادر ضده بالحبس ثلاثة أشهر وكفالة ألف جنيه. هذا التحرك الإيجابي الذي تشهده الساحة الفنية لمؤازرة «عادل» يعبر في الحقيقة عن إحساس بالخوف القادم مع تنامي هذا التيار الذي سيجد أن ساحة القضاء ستصبح هي أرض المعركة في القادم من السنوات.

بالتأكيد لا يمكن لأحد أن يدافع عمن يحض على ازدراء الأديان؛ ولكن هل حقا عادل إمام في أفلامه ومسرحياته التي بني عليها الحكم الصادر في حقه يزدري الدين الإسلامي؟ استند القاضي إلى أن أفلامه مثل «الإرهابي» و«مرجان أحمد مرجان» ومسرحية «الزعيم» وغيرها، تنطوي من وجهة نظر المحكمة على تجاوزات في حق الدين الإسلامي.

الحقيقة أن أفلام «عادل» تحمل بلا شك نقدا ليس للأديان وتحديدا الدين الإسلامي؛ ولكن لبعض ممارسات رجال الدين. كثير مما يقدمه «عادل» لدي ملاحظات سلبية عليه، وكثيرا ما انتقدته بسبب تلك المباشرة التي يقدمها في أفلامه، ومقالاتي المتعددة التي تناولت فيها قسطا وافرا من أفلام عادل إمام تشهد على ذلك؛ ولكن أن نختلف فنيا مع أسلوب فنان لا يعني أن يدان بازدراء الأديان، الأمر هنا مختلف تماما.

«عادل» لا يقدم في الحقيقة أفكاره؛ ولكن وراءه كاتبا ومخرجا سوف تجد أن قسطا وافرا من هذه الأفلام سواء تلك التي استند إليها الحكم القضائي أو التي لم يتطرق لها الحكم، تحمل وجهة نظر كاتب مثل وحيد حامد أو لينين الرملي أو يوسف معاطي، ومخرجين مثل شريف عرفة أو علي إدريس أو نادر جلال. والغريب أن الحكم لم يتطرق إلى أن صانع الفيلم طبقا للقانون، هو المخرج والمؤلف بالدرجة الأولى، وهذا لا يعني تبرئة ساحة المؤدي؛ ولكن الفاعل الأصلي هو الكاتب والمخرج، ثم إن هذه الأعمال الفنية حظيت بموافقة الرقابة على المصنفات الفنية والمفروض أن الحكم يحمل إدانة لمن وافق على العرض أي وزارة الثقافة المصرية، والمسؤول عن الرقابة ينبغي أن توجه إليه الإدانة كذلك، لأن الفيلم السينمائي في مصر يخضع قبل تصويره لرقابة وقبل تصويره أيضا تتم الموافقة أولا على السيناريو ثم بعد ذلك تتم الموافقة على الشريط السينمائي، لتصبح الدولة أمام القانون هي المسؤول الأول عن العرض؛ ولكن من الواضح أن «عادل» كان هو المستهدف في الإدانة.

«عادل» يتحمل ولا شك مسؤولية نشر الفكر الذي طرحته هذه الأفلام وغيرها، وهو لم يكن مجرد مردد لما يأتيه من أفكار؛ إلا أنني أرى أن ما يقدمه «عادل» يدخل في إطار النقد لرجل الدين وليس للدين، والفارق كبير.

«عادل» مثلا له رحلة شهيرة إلى أسيوط تم توثيقها في فيلم حمل عنوان «القطار» أخرجه أحمد يحيى، عرض «عادل» فيها مسرحية «الواد سيد الشغال» وذلك ردا على قيام بعض المتطرفين بمنع فرقة أهلية من عرض مسرحية هناك وتهديد أعضاء الفرقة بالضرب بالجنازير.

الحقيقة أن عادل إمام كان يحظى في هذه الرحلة برعاية خاصة من وزارة الداخلية، وبالطبع ظل التيار الإسلامي المتشدد لديه تحفظات على عادل إمام، واعتبر أنه يلعب لصالح النظام السابق الذي كان يطلق على جماعة الإخوان «الجماعة المحظورة»؛ إلا أن «عادل» كان دائما ما يحرص على إثبات أن هذه هي قناعاته ومواقفه الشخصية.

هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض خلالها عادل إمام لهذا الاتهام بازدراء الأديان، كما أنها ليست أيضا الأولى التي يصدر فيها بحقه حكم بالسجن، فلقد أدين في عام 82 بالسجن لمدة عام بسبب إهانة القضاء في فيلم «الأفوكاتو» وأخذ العقوبة نفسها مؤلف ومخرج الفيلم رأفت الميهي، وسقط الحكم في الاستئناف بعد أن تصالح عادل إمام مع مقيم الدعوى مرتضى منصور وكتب له اعتذارا في كل الصحف القومية على صفحاتها الأولى.

ربما لو صدر هذا الحكم في توقيت سابق قبل ثورة «25 يناير» ما كان من الممكن أن يثير أي مخاوف، لأن الكل كان سيتوقع تدخل النظام السابق لحماية عادل أمام؛ إلا أن أهم ما في هذا الحكم أنه سوف يلقي بظلال عديدة على الحياة الإبداعية في مصر، وليس بعيدا في ظل تنامي اعتلاء التيارات الدينية في الدول العربية لأغلب المقاعد البرلمانية، أن يمتد الأمر إلى أكثر من دولة تمارس فيها قيود جديدة على الفنون والآداب، ومن الممكن أن يقرأ البعض الحكم الصادر ضد «عادل» من منظور سياسي في ظل الإحساس الذي يعلو الآن، بأن كل شيء لا يمكن أن تعزله عن سيطرة الفصيل الإسلامي على الحكم، لأنهم يستحوذون على أكثر من 70 في المائة من المقاعد النيابية في مصر.

هذا هو التفسير الذي يتم تداوله؛ ولكن لا أتصور أن الحكم يحمل في بعده رؤية سياسية؛ إلا أن المؤكد أو الوجه الآخر للصورة هو أن عادل إمام أيام مبارك كان يضمن ألا يمسه شيء مما يجري، فهو في مأمن في نهاية الأمر، لأن مؤسسة الرئاسة كانت تعتبره صوتها، وكان لا يقترب منه أحد، لا الضرائب تستطيع أن تسأل عن شيء يمس ذمته المالية ولا أي إدانة قانونية من الممكن أن تلحقه أو تلاحقه.. الأمر تغير بالطبع بعد الثورة، ولهذا مثلا دفع عادل إمام للضرائب في العام الماضي ثلاثة أضعاف ما كان يدفعه أثناء حكم مبارك.

كانت الدولة فيما يختص بالقضاء تملك الكثير من الأوراق مما يضمن لها السيطرة على كل شيء. أتذكر في عام 87 كانت نيابة الآداب قد أحالت كلا من يحيى الفخراني ومعالي زايد ورأفت الميهي للمحاكمة بسبب لقطة في فيلم «للحب قصة أخيرة» لم تكن في الحقيقة لقطة سينمائية، وهي 24 كادرا في الثانية؛ ولكنها كانت لقطة واحدة كادرا ثابتا تم التقاطه لإدانة فريق العمل كله وتدخلت السلطة السياسية وأوقفت التقاضي وانتهت القضية.

هذه المرة الأمر مختلف تماما، لن يمارس أحد ضغوطا على القضاء؛ ولكن هناك ثقوبا عديدة في الحكم من الممكن أن يستند إليها محامي عادل إمام، منها أن الدولة ممثلة في جهاز الرقابة التابع لوزارة الثقافة هي التي تتحمل مسؤولية العرض.

القضاء ينبغي أن يتحلى بقدرة على قراءة الأعمال الفنية؛ وإلا أصبح كل فنان مطاردا. لا نريد من سلطة سياسية أن تقف ضد القضاء لحماية فنان يتعرض لحكم، لأنها من المؤكد سوف تلجأ في هذه الحالة إلى الانتقاء، فهي على حسب توجهها ترفض هذا أو توافق على ذلك، من باب ما الذي سوف تحققه من هذا الفنان؟ وهل هو في فريقها أم لا؟ ليس هذا هو المطلوب؛ ولكن ينبغي أن يصبح الهدف الدفاع عن حرية التعبير وأن ندرك أن انتقاد ممارسات بعض رجال الدين، لا يعني أن الفنان ضد الأديان لأن هؤلاء في النهاية بشر.

لم أكن أرتاح إلى مبالغات عادل إمام ولا إلى تلك المباشرة التي يقدمها في أغلب أفلامه عندما ينتقد التطرف الديني، حيث كان يتبنى دائما وجهة نظر النظام البائد، ورغم ذلك فإن هناك فارقا بين انتقاد عمل فني نختلف أو نتفق عليه وإدانة جنائية تتوجه مباشرة لتصيب الحياة الفنية في مقتل.

القضية ولا شك تثير الرعب في الحياة الثقافية والفنية في مصر والعالم العربي، لأن القضاء قد يسارع بالإدانة؛ بينما العمل الفني لا يتناول شيئا يمس الأديان. شاهدنا فصلا واحدا من تلك المعركة وأتصور أن الفصول القادمة هي الأسوأ..

الشرق الأوسط في

10/02/2012

 

توتر المشهد السياسي بمصر يلقي بظلاله على أفلام منتصف العام ويوقف أعمالا جديدة

صناع السينما والتلفزيون يشكون من ضعف الإيرادات

القاهرة: محمود عبد الهادي ومروة عبد الفضيل 

حالة من الركود تسيطر حاليا على دور العرض السينمائية في مصر، خاصة تلك التي تقع في منطقة «وسط البلد» التي تتميز بوجود الكثير من السينمات الشهيرة، وذلك في ظل الأحداث المشتعلة حاليا في الشوارع المحيطة بوزارة الداخلية واعتصام الثوار في ميدان التحرير، وعقب أحداث مجزرة بورسعيد التي لقي فيها 74 فردا مصرعهم، وهو ما أثر أيضا على توقف تصوير بعض الأعمال السينمائية والتلفزيونية.

وتراجعت إيرادات الكثير من الأفلام المعروضة في موسم منتصف العام الدراسي ولم تحقق الإيرادات المتوقعة منها. وبحسب مدير سينما كوزموس، أحمد حسنين، يشهد شباك التذاكر في الوقت الحالي حالة من عدم الاستقرار لم تشهدها من قبل، مبينا لـ«الشرق الأوسط» أنه «رغم حدوث انتعاشة مع منتصف شهر يناير (كانون الثاني) الماضي في الإيرادات، وذلك مع طرح أفلام جماهيرية ومواكبة ذلك لعطلة منتصف العام الدراسية، فإنه مع التطورات الأخيرة باتت دور العرض مشلولة تماما، وأثرت أحداث التحرير على إيرادات الأفلام التي تعرض حاليا».

ويعد الفنان هاني سلامة أكثر المتضررين من عرض فيلمه «واحد صحيح» في موسم إجازة منتصف العام، الذي لم يحقق سوى 4 ملايين جنيه ونصف المليون، حقق نصفها في أسبوعين فقط منذ بدء عرضه وتراجعت إيراداته يوما تلو الآخر.

ويؤكد المنتج أحمد السبكي لـ«الشرق الأوسط» أن شباك التذاكر تأثر سلبيا باشتعال الأحداث في ميدان التحرير، ولم تفلح الضجة التي أثيرت حول الفيلم والتي تتعلق بتضمنه ألفاظا خادشة للحياء والدعاية المكثفة له في جذب الجمهور، الذي انشغل بمتابعة جلسات مجلس الشعب، ومتابعة تطورات المشهد السياسي.

ولم يحقق الثنائي تامر حسني ومي عز الدين النجاح المتوقع منهما في فيلمهما السينمائي «عمر وسلمى 3»، حيث حقق نحو 10 ملايين جنيه إيرادات، وهو أقل من الرقم الذي حققه الجزآن السابقان من الفيلم نفسه، اللذان عرضا منذ عدة سنوات في دور العرض، حيث وصلت إيراداتهما نحو 25 مليون جنيه، بل نال الفيلم انتقادات شديدة، وكان معظم جمهوره من المراهقين والمعجبين بالجزأين السابقين.

ورغم تميز فيلم «بنات العم»، بطولة الثلاثي أحمد فهمي وشيكو وهشام ماجد، وتضمنه وجبة كوميدية ساخرة، فإن الأحداث الأخيرة في مصر أثرت على إيرادات الفيلم التي لم تتجاوز بعد أسبوعين من عرضه المليون جنيه.

من جهة أخرى، ألقت الأحداث السياسية بظلالها على الأعمال التي يجرى تصويرها، مما أدى إلى توقفها بشكل مؤقت حتى هدوء الأحداث. كان أول هذه الأعمال فيلم «المصلحة» الذي يقوم ببطولته كل من أحمد السقا وأحمد عز، حيث أشارت مخرجته ساندرا نشأت لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «العمل في الظروف القاسية التي تمر بها مصر هذه الأيام غير مُجد، حيث فقد الجميع القدرة على التركيز بسبب الحالة النفسية السيئة التي يعيشها الجميع».

نفس الحال تكرر مع فيلم «جيم أوفر»، الذي تقرر وقف تصويره، وهو من بطولة الفنانة يسرا، إلى جانب مي عز الدين، التي توضح أنها منذ أن وقعت أحداث بورسعيد وهي تعيش في حالة من الاكتئاب، هي وكل فريق عمل الفيلم. كذلك أعلن الحداد الفنان مصطفى قمر، الذي أوقف تصوير فيلمه «لحظة ضعف».

المسلسلات الدرامية لم تكن ببعيد عن سخونة الأحداث، حيث توقف تصوير عدد من الأعمال، من بينها مسلسل «خطوط حمراء» بطولة أحمد السقا ورانيا يوسف، التي تشير إلى أنها وفريق العمل أعلنوا الحداد وتوقف تصوير المسلسل حزنا على شهداء بورسعيد ووزارة الداخلية.

وتواجه الفنانة غادة عبد الرازق أيضا توقف تصوير مسلسلها «مع سبق الإصرار» الذي يشاركها بطولته الفنان ماجد المصري، وكذلك مسلسل «كاريوكا» الذي تقوم ببطولته الفنانة وفاء عامر والذي يجسد قصة حياة الراقصة المصرية الراحلة تحية كاريوكا، وقد تأجل البدء في تصوير مسلسل «الهروب» الذي يعد أولى البطولات المطلقة للفنان كريم عبد العزيز، بعدما تم الإعلان عن انعقاد مؤتمر صحافي للحديث عن تفاصيله، إلا أن وقوع مجزرة بورسعيد دفع صنّاعه للبدء في تأجيل أول مشاهده.

كما توقف أيضا مسلسل «النار والطين» للفنانة الأردنية ميس حمدان، تماما مثلما حدث مع مسلسل «ورد وشوك» بطولة صابرين وأحمد خليل وداليا مصطفى، حيث إن الساعات التي تم تصويرها منه لم تتجاوز الثلاث ساعات فقط.

وقد تأجل كذلك البدء في تصوير مسلسل «ويأتي النهار» للفنانين عزت العلايلي وعمرو واكد وفردوس عبد الحميد، ومن تأليف مجدي صابر وإخراج محمد فاضل، حيث كان من المزمع البدء في تصويره أوائل الأسبوع الماضي، إلا أنه توقف حتى تهدأ الأوضاع، وهو نفس القرار الذي اتخذته أسرة مسلسل «أشجار النار» الذي يقوم ببطولته فتحي عبد الوهاب وعلا غانم وعبير صبري.

وعلى الرغم من بدء جلسات العمل بين الفنانة فيفي عبده والمؤلف حسين مصطفى محرم استعدادا للبدء في تصوير الجزء الثاني من مسلسل «كيد النسا»؛ فإن بدء التصوير قد تأجل لأجل غير مسمى، وهو نفس مع حدث في مسلسل «مولد وصاحبه غايب» الذي تشارك فيه فيفي أيضا، لكن هذه المرة مع المطربة اللبنانية هيفاء وهبي، في أولى التجارب التلفزيونية لها.

ومع قيام الفنانة شريهان بتوقيع عقد مسلسل «دموع السندريلا»، إلا أن وقوع أحداث بورسعيد حالت دون بدء العمل. كما توقف مؤقتا العمل على مسلسل «ابن موت» للفنان خالد النبوي، كما لم يتم الإعلان أيضا حتى الآن عن موعد البدء في تصوير مسلسل «باب الخلق» للفنان محمود عبد العزيز رغم اكتمال فريق العمل.

الشرق الأوسط في

10/02/2012

 

كلينت إيستوود: مواطن فوق كل الشبهات

ليس من النوع المعتذر ولا من ذلك الذي يبكي متراجعا عن مواقفه

محمد رُضا  

جولة في سينما العالم

* تدفعني عروقي التركية التي تنتشر في جسدي ممتزجة مع عروقي العربية، لمتابعة أحوال السينما التركية من مهرجان لآخر. ليس من الضروري أن يكون ذلك من خلال فيلم معروض في المسابقة (كما هي الحال عادة منذ بضع سنوات)، بل ربما كان الفيلم معروضا في قسم جانبي أو، إذا ما سنحت لي الفرصة، في السوق السينمائية ذاتها. كذلك أهتم بالسينما اليابانية كثيرا وتجدني منجذبا لمدارس «الفيلم نوار» وأفلام «الوسترن» القديمة و«الأفلام الصامتة» وأفلام الستينات والسبعينات.

هذا إلى جانب أن متابعة أي سينما أخرى، لجانب السينما المحبذة، أمر واجب على الناقد، إلا أن اهتمامه بسينما معينة أكثر بقليل من سواها أمر منتشر. من بين النقاد مثلا من بات أكثر معرفة بالسينما الصينية من الصينيين أنفسهم. وهناك ذلك الناقد الفرنسي الذي يعرف كل شيء عن السينما الكوميدية من أي منشأ أتت، وذلك الناقد العربي الذي يعرف أكثر من سواه عن السينما التجريبية والتكعيبية والرمزية لجانب اهتمامه غير المسبوق بالسينما الهندية. وهناك من هو خبير بالسينما الصامتة، وآخر متخصص بالميوزيكالز، أو بالسينما المستقلة أو سواها.

هذا طبيعي تماما. شيء ما يجذب كل ناقد إلى ناحية تحدث صدى في داخله أكثر من سواها. ربما نقطة الجذب هي إعجابه الثقافي بالبلد، أو تحبيذه الفني لنوعية معينة من الأفلام، أو إعجابه المطلق بأشخاص يستحقون الاهتمام فعلا.

الاهتمام بسينما معينة يجب أن لا تكون على حساب السينمات الأخرى. نعم تستطيع أن تتابع بكثير من الاهتمام السينما اليابانية أو الإسكندنافية أو التركية أو العربية، لكن ليس على حساب متابعتك بالاهتمام ذاته السينمات الأخرى، وذلك ما دام أنك تكتب لجمهور عريض ليس مسؤولا عن تحبيذاتك الخاصة، بل يطلبك لما قد تستطيع أن تضيفه من معرفة ووجهة نظر في كل شؤون السينما.

في الوقت ذاته، فإن الإعجاب بسينما كمال الشيخ لا يعني إلغاء حسن الإمام، والتحيز لسينما ألفرد هيتشكوك أو لسينما أندريه تاركوفسكي أو أكيرا كوروساوا، لا يعني أن أحد هؤلاء هو أفضل من الآخر، أو أنهم الوحيدون الذين يملكون سر الفيلم الجيد، والباقون لا اعتبار لهم.

إنه خيط رفيع فعلا بين التخصص وواجب البقاء على القدر ذاته من الاهتمام بكل ما هو سينما. والنقاط تتوزع على الجانبين على نحو سريع، خصوصا في المهرجانات؛ إذ كثيرا ما يصادف أن هناك فيلما من تلك التي تحبذها معروض في برنامج خارج المسابقة في الوقت نفسه الذي يعرض فيه فيلم آخر من بلد أو نوع آخر، فتجد نفسك مهتما بالأول، خصوصا إذا كنت لا تعرف شيئا يذكر عن أي من هذين الفيلمين أو مخرجيهما.

في المقابل، لو أن فيلما تركيا معروضا خارج المسابقة وفيلما تايلانديا معروضا داخل المسابقة، فإن الترجيحات والموجبات غالبا ما ستميد لصالح الفيلم التايلاندي. هذا بالطبع إذا كانت الميول تركية وليست تايلاندية.

ذات مرة في مهرجان تورنتو، كان هناك فيلم بعنوان «تانغو الشيطان» من سبع ساعات و45 دقيقة للمجري بيلا تار الذي لم أكن، وكثير سواي، أعرف عنه شيئا يذكر. بعد بداية الفيلم بساعة ونصف كان هناك فيلم فرنسي في المجمع نفسه، وبعد ساعتين من الفيلم الفرنسي فيلم هندي. حضرت الفيلم المجري على أساس أنني سأخرج منه لأشاهد الفيلمين التاليين في موعديهما. لكن حال بدء الفيلم المجري وضح أنني سأضحي بفرنسا والهند معا. بقيت مسمرا في مكاني طوال تلك الفترة مع أحد عشر مشاهدا صامدا من أصل الخمسين الذين كانوا في الصالة حين بدأ العرض.

كلينت إيستوود: مواطن فوق كل الشبهات

ليس من النوع المعتذر ولا من ذلك الذي يبكي متراجعا عن مواقفه

* يوم الاثنين الماضي استضاف برنامج «The O›Reilly Factor» على قناة «فوكس» الأميركية الممثل والمخرج كلينت إيستوود ليواجهه بتحفظات اليمين الأميركي حيال سياساته المبثوثة حديثا من خلال إعلانات ومواقف وأفلام.

بالنسبة للمحافظين، فإن كلينت إيستوود ترك الخدمة التي كان يؤديها ولم يعد ممثلا لها. وهو تركها منذ سنوات، لكنه في الآونة الأخيرة انتقل، حسب هؤلاء، إلى الموقف المناهض. فيلمه الجديد «ج. إدغار» اعتبر مسمارا في نعش شخصية تنتمي إلى اليمين الأميركي بصلابة، والإعلان الذي علق عليه بصوته طالبا من الأميركيين التحالف والحرب ضد الوضع الاقتصادي، وهو الإعلان الذي بث في مباريات «السوبر باول» الأميركية قبل يوم من استضافته، كان بمثابة تأييد لخطوات الرئيس الأميركي باراك أوباما. فإذا أضفنا لذلك مواقفه السابقة التي انتقد فيها حكم آرنولد شوارزنيغر لولاية كاليفورنيا أو تلك التي عبر فيها عن نقده للبوليس وللمؤسسات الصحافية والعسكرية، فإن لدى اليمين الكثير من التساؤلات حول هوية إيستوود السياسية.

لكن إيستوود ليس من النوع المعتذر ولا من ذلك الذي يبكي متراجعا عن مواقفه (فلاشباك: مارلون براندو أو ميل غيبسون) في لحظة المواجهة. قال في حديثه ردا على اتهامات «أو رايلي»: «طبعا أنا لست من معسكر أوباما. لكني أعبر عن فكري الخاص»، وكان صرح سابقا: «بالتأكيد بعض الخطوات التي تقوم بها الحكومة لحل الأزمات في مكانها الصحيح.. غير كافية، لكن علينا تأييدها».

ما، تبعا لذلك، حقيقة الهوية السياسية لهذا الممثل والمخرج العملاق؟ ما الذي حدث بين «هاري القذر» الذي يؤمن بالقتل قبل الاستجواب وبين «ج. إدغار» الفيلم الذي ينتقد شخصية كانت تؤمن بالمبدأ ذاته إذا ما لم يكن هناك خيار آخر؟

في عام 2008 أنجز إيستوود فيلمه السادس والستين كممثل (والأخير له علما بأنه سيقف أمام الكاميرا هذا العام في فيلم بعنوان «متاعب مع الانعطاف»). الفيلم هو «غران تورينو» الذي تحدث فيه عن رجل اسمه وولت في سن مشابهة لسن إيستوود في ذلك الحين (إيستوود حاليا في الحادية والثمانين من العمر) عاش حياته متزمتا حيال الأقليات ومفضلا عنصره الأبيض على باقي الشعوب والعناصر، ومتألما وهو يجد أن الحي الراقي الذي كان اختاره لسكناه حين اشترى بيته ذاك، تحول فهاجر جيرانه السابقون واحتله المهاجرون الجدد (صينيون وآسيويون آخرون) أو بات مسرحا لعصابات طرق تغتال مواطنيه. لكن الجيران الجدد يجذبونه إلى ثقافتهم وحياتهم. إنهم أناس مسالمون كما يكتشف.. متحدون ومترابطون على عكس العائلة البيضاء التي ينتمي إليها، تلك التي تنتظر رحيله ممنية النفس بوراثة البيت وسيارة «غران تورينو» الستيناتية. إيستوود يكتشف أن «الآخر» له الحق ذاته وأن عليه، وعلى من يمثلهم من المواطنين، معرفة ذلك.

إلى جانب أنه فيلم آخر جيد من مخرج هو آخر الكلاسيكيين في السينما الأميركية من دون ريب، هو فيلم تكفير عن موقف، وهو ليس الوحيد. السنوات السابقة عرفت هذا التكفير عن مواقف مثلها وساعد في انتشارها حينما لعب شخصية البطل الذي لا يبالي بالآخرين. في «هاري القذر» (1971) الفيلم الذي قدمه في شخصية التحري الشهير، نسمع أحد رفاقه يقول لتحر مكسيكي الأصل: «لا عليك. هاري لا يحب أحدا». وإيستوود كان سعيدا بذلك الصيت. الفيلم أنجز نجاحات كبيرة في الوقت الذي كانت فيه أفلام بوليسية أخرى تنتقد البوليس. ما أراد إيستوود نقده في ذلك الفيلم هو ترخي البوليس وليبراليته ومنحه المتهمين حق النقض وإتاحة الفرصة أمامهم للخروج من القضاء أبرياء رغم جرمهم. في الفيلم نفسه، نسمعه يواجه المحافظ الذي يسأله كيف عرف أن الرجل الذي أطلق عليه النار كان يريد اغتصاب المرأة الهاربة منه، فيرد عليه قائلا: «حين يكون المطارِد عاريا لا يوجد داع للشك».

* نقطة الانطلاق

* مواقفه تلك مكررة في أفلامه البوليسية مع انحرافات وتعديلات طفيفة. حتى فيلم «ماغنوم فورس» (1973) حيث أعداؤه هم رجال بوليس من صنفه يسمحون لأنفسهم بتكوين قوة فوق القانون، فإن مجابهتم تتم بالطريقة ذاتها، ووجودهم لا يتطلب أكثر من عملية استئصال بمسدسه الكبير. يمينية الرجل من خلال أفلام تمجد البطولة الفردية (لا غبار على ذلك في حد ذاته) سبقت ذلك في «خديعة كوغان» و«اشنقهم عاليا» و«حيث تجرؤ النسور» في الستينات و«أبطال كيلي» و«جو كِد» و«تصديق إيغر» في السبعينات، تتمحور حول هذا الموقف على نحو أو آخر. لكن مع التشديد على أنه لم يكن موقفا متعصبا أو رخيصا. إيستوود ربما وجد نفسه أفضل شأنا من ذلك المكسيكي (جون ساكسون) في الوسترن «جو كِد»، لكنه أفضل بكثير من الشرذمة البيضاء (يقودها روبرت دوفال) التي تطارده. رجل حرب في «أبطال كيلي»، لكنه ضد العنصري تيلي سافالاس وشره.

البادرة الأولى لكلينت إيستوود بوصفه مفكرا مختلفا عن الممثلين النموذجيين من صفه المحافظ، كانت في فيلم «الخارج عن القانون جوزيه وَلز» (1976). في ذلك «الوسترن» وقف على الحدود بين اليميني واليميني الليبرالي.. فيه نجده يصادق الهنود الحمر في اعتراف بأن الأرض لهم، لكنه يدفعهم إلى الاعتراف بأن الأبيض بات حقيقة لا غبار عليها. من ناحية أخرى، هو مطارد من قبل جنرال من قوات الشمال الاتحادية (في أحداث تقع عقب الحرب الأهلية) كونه حارب في الجيش الجنوبي الانفصالي.

بعده بعامين، نجده في «التحدي» يواجه مؤسسة البوليس التي يديرها فاسدون، ولو من دون تحديد هوياتهم السياسية (قد يكونون من اليمين أو من الليبراليين اليساريين). التحول الحقيقي ورد سنة 1992 حين أخرج الوسترن الآخر «غير المُسامَح» وفيه شخص الرجل الذي تجاوز سن الشباب منذ حين ومطلوب منه الآن العودة إلى ميدان القتال دفاعا عن عاهرة قام راعي بقر بتشويهها، ثم انتقاما من «شريف البلدة» (جين هاكمان) الذي قتل أقرب الأصدقاء إليه «نَد» (مورغان فريمان) لمجرد أنه أسود (ولو أن هذا الدافع مغلف). شريف البلدة شخص يميني متشدد يفعل ما يريد، ويفعله على نحو سادي وعنيف. تلك الصورة التي واجهها إيستوود في الفيلم كانت محكا فاصلا بين أفلامه الوسترن السابقة وأدواره فيها، وطروحات هذا الفيلم.. ليس فقط أن الشريف معتد بنفسه لدرجة أن الصحافي الذي جاء يجري معه مقابلة (سول روبينك) يخشى رد فعله حين يشير له أن البيت الذي يتباهى الشريف بأنه بناه يخر ماء حين المطر.. ينهره الشريف على ذلك، ويكتفي بترقيع الوضع. الموقف الأقصى لكل ذلك، يتجلى في عبارة إيستوود الكاشفة عن خلفيته السينمائية: «نعم، قتلت نساء وأطفالا. قتلت تقريبا كل شيء يدب أو يمشي، وأنا هنا لقتلك لما فعلته بـ(نَد)». قبل ذلك، يفصح عن نفسه: «لم أعد كما كنت من قبل. وحقيقة أنني ذاهب للقتل لا تعني أنني عائد لما كنت عليه».

بعد ذلك، منحنا المخرج أفلاما راجع فيها ما هو مسلم به في نقد ذاتي شمل «مليون دولار بايبي» و«ميستيك ريفر» وفيلميه الرائعين: «رايات أبائنا» (2006) الذي انتقد فيها الإعلام الحكومي، و«رسائل من إيوو جيما» (العام نفسه) الذي عبر فيه عن البطولات اليابانية خلال الحرب العالمية الثانية ضد الجيش الأميركي.

«ج. إدغار» (فيلمه الأخير ومن إخراجه وإنتاجه فقط) يدور حول الرجل الذي خشيته أميركا أكثر من سواه في الأربعينات وما بعد. تحاشى المخرج الحديث مطولا عن عداء رئيس الـ«إف بي آي» للشيوعيين، وركز على هرطقته النفسية وازدواجية معاييره وشذوذه الجنسي. بذلك، أثار اليمين عليه الذي كان يتوقع، إن لم يكن تمجيدا كاملا، فعلى الأقل إلقاء ضوء عادل.

بين الأفلام

The Grey الولايات المتحدة - 2011 إخراج: جون كارناهان ممثلون: ليام نيسون، درموت مولروني، فرانك غريللو.

النوع: مغامرات.

* المسافة بين النجاة من تحطم طائرة فوق صقيع الجزء البعيد من ألاسكا، وبين الموت بين أنياب الذئاب، هي نحو ثلاثة أيام كان على الناجين خلالها الانتقال من موقع الطائرة حيث حطت فوق بساط أبيض يلفحه الريح، إلى أي موقع آخر بعيدا عن تلك الحيوانات الرمادية الكاسرة التي لا تكترث إلا لتناول وجباتها الغذائية في أي وقت من النهار والليل.

هذه الفكرة التي يجسدها فيلم «الرمادي» لمخرج «الفريق أ» قبل عام واحد، هي سياق قصصي لا التواءات وانعطافات فيه. أوتواي (ليام نيسون الذي قاد بطولة «الفريق أ») يتذكر زوجته التي خسرها ويغازل فكرة انتحاره قبل أن يستقل في اليوم التالي طائرة ستنقله وعمالا وموظفين تابعين لشركة نفطية إلى موقع قطبي بعيد. وظيفته في تلك الشركة هي قنص الذئاب أو أي حيوانات مفترسة تهدد سلامة موظفي الموقع. الآن، يفترض المرء، تريد الشركة نقله إلى موقع جديد. يركب والآخرون الطائرة التي منذ مطلع تحليقها تهتز بعنف. العواصف عاتية. الجميع يريد أن ينام. فجأة يستيقظ الركاب والطائرة تهتز بشدة، وما هي إلا لحظات، حتى تصطدم بالأرض بعدما لفظت أوتواي بعيدا عنها. حين ينهض من سقطته ينظر إلى الموقع الذي انتهت الطائرة إليه، ثم يهرع ليجد بعض الأحياء. منذ الليلة الأولى يدرك الناجون (نحو عشرة) أنهم سقطوا في وادي الذئاب، فهذه لن تمنحهم سوى بعض الوقت قبل أن تبدأ بالانقضاض عليهم. في اليوم التالي، ينطلق من بقي حيا من الصدام الأول مع الحيوانات الكاسرة، وهم ستة، بعيدا عن الطائرة لعلهم بذلك يبتعدون أكثر عن ما بدا موطن الذئاب. لكن هذه تلاحقهم من مكان لآخر، وفي كل مرة تقتنص واحدا منهم.

في النصف الساعة الأخير يتمحور الفيلم حول آخر أربعة، ثم ثلاثة، ثم اثنان، فواحد. وهذا الواحد هو أوتواي. هل ستنجده طائرة استكشاف؟ هل سيجد نفسه فجأة أمام منطقة مأهولة بالسكان؟ هل سيلتقي بقوة عسكرية كانت في مهمة سرية فوق تلك الجبال الثلجية؟ لا. من دون أن أزيح الستار عن الكيفية، فإن نهاية أوتواي وخيمة.

لا مزاح في هذا الفيلم ولا مفاجآت فانتازية. تضطر للهبوط فوق برية لا حياة مدنية فيها تقع في أقصى الشمال بعيدا عن الأمان وقريبا من الموت؛ إذن، لا بد أن تنتهي على هذا النحو الذي لا أمل فيه. الذئاب ستأكل ما تبقى فيك من أمل وألم.

حسنة الفيلم الرئيسية تقابلها سيئة من المستوى ذاته. ففي الوقت الذي تعامل فيه المخرج مع الجانب البشري بكل واقعية، ومن دون آمال وتمنيات بمفاجأة تبقي أيَّا من رجاله على قيد الحياة، زاول قدرا ملحوظا من الفانتازيا حين أمَّ الجانب الآخر من الأزمة، فتلك الذئاب الكاسرة هي بلاء في حد ذاته، لكن ما فعله المخرج (أو ما وافق عليه على الأقل) هو تضخيمها ثم منحها بعض القدرة على التخطيط والمراوغة وصولا إلى مشهد يعوي فيه الذئب رئيس القبيلة في جنسه، فتتراجع كل الذئاب الأخرى، وغايته من ذلك القول إن ليام نيسون هو من نصيبه. طبعا في الواقع، ستهجم الذئاب من دون أولوية أو ترتيب، وتأتي على الشخصية في لحظات، لكن الفيلم أراد تطويل النهاية ومنحها تلك الوقفة الخاسرة على أي حال.

يبقى، رغم ذلك، أنه فيلم جاد في منحاه، ولا يترك مشاهديه من بين مخالبه للحظة. كل ممثليه على كفاءة واحدة، لكن الفيلم معقود بالطبع لليام نيسون الذي تدل نجاحاته الأخيرة على أنه بطل أفلام الأكشن رقم «1» حاليا.

شباك التذاكر

1 (-) Chronicle: $22,004,089 جديد/ ثلاثة أصدقاء يتمتعون بخرافة يحاول الفيلم بناء حكايته عليها.

2 (-) The Woman in Black: $20, 804,735 جديد/ دانيال ردكليف يترك هاري بوتر ويدخل قصرا مسكونا بالأشباح.

3 (1) The Grey: $9,811,052 تراجُع| ليام نيسون يجد نفسه وحيدا وسط قطيع الذئاب.

4 (-) Big Miracle: $8,662,006 جديد/ ..وحيوانات البحر تحتاج لمن ينقذها في هذه الدراما.

5 (2) Underworld: Awakening: $5,392,604 تراجع| معركة بقاء بين مصاصي الدماء والوحوش جمعت 54 مليونا في 3 أسابيع.

6 (3) One For Money: $5,314,073 جديد/ كاثرين هيغل تسعى لمغامرة بوليسية تعيدها إلى صديقها الأول.

7 (4) Red Tails: $5,100,591 تراجع/ حتى جورج لوكاس وجد صعوبة لتمويل هذا الفيلم.

8 (8) The Descendants: $4,818,202 ثبات/ جورج كلوني في هذه الكوميديا الواثبة للصدارة بسبب الترشيحات.

9 (5) Man on a Ledge: $8,866,472 سقوط/ تشويق متواضع النتيجة بطلها رجل (سام وورثنغتون) يهدد بالانتحار.

10 (6) Extremely Loud and Incredibly Close:

$3,925,440 سقوط/ توم هانكس واحد من ضحايا كارثة سبتمبر (أيلول) وابنه يتذكره.

* قريبا على الشاشة

* سنوات السينما 1915

* الفيلم الذي تحدى العصور في ذلك العام أكثر من سواه هو «مولد أمة» للأميركي د. و. غريفيث، الذي كان أول ملحمة فعلية عن الحرب الأهلية الأميركية. لكنه، على جودته، فيلم عنصري أيد إبادة الجنس الأفرو- أميركي على أيدي منظمة «كوكلس كلان»، قبل أن يعتذر المخرج في فيلم لاحق. أفلام أخرى مهمة من ذلك العام:

* «Les Vampires» مسلسل من 10 حلقات (في 8 ساعات) للفرنسي لويس فيولاد.

* «The Tramp» شخصية شارلو «الصعلوك» كما أداها تشارلي تشابلن وُلدت في هذا الفيلم.

* «The Cheat:» دور سيسيل ب. دميل ليلعب الورقة العنصرية، هذه المرة ضد «الجنس الأصفر».

* «Regeneration» راوول وولش في واحد من أوائل أفلام العصابات.

الشرق الأوسط في

10/02/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)