حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

نايلة الخاجة:

ما ينقصنا اليوم كمخرجين وصناع أفلام هو محفظة مادية لدعم صناعة السينما

شربل كبرو - دبي

هي واحدة من المخرجين الإماراتيين الذين أثبتوا أنفسهم على الساحة المحلية والإقليمية، وتم تصنيفها كواحدة من أقوى 50 شخصية سينمائية عربية، وهي أول مخرجة ومنتجة أفلام إماراتية تفوز بالجائزة الدولية لرواد الأعمال الشباب من المجلس الثقافي البريطاني، إضافة إلى غيرها من الجوائز في مهرجانات محلية وعالمية من ضمنها الجائزة الأولى لمسابقة المهر الإماراتي عن فيلمها "ملل".

"فارايتي أرابيا" التقت الخاجة وتحدثت معها عن دور المهرجانات الخليجية في دعم السينمائيين الشباب وتحضيراتها لفيلمها الطويل الأول.

·     هل ترين أن المهرجانات المتعددة في منطقة الخليج تحديدا تتناسب مع حقيقة عدم وجود صناعة سينما في المنطقة حتى الآن، وهل برأيك نجحت هذه المهرجانات في دعم المخرجين الشباب والمستقلين؟

نعم أكيد فقد كانت هذه المهرجانات سبباً للحركة السينمائية الرئيسية في دولة الإمارات، فلولاها لما استطعنا مشاهدة الأفلام المستقلة من كافة أنحاء العالم، ومن خلالها تمكنا نحن المخرجين من التواصل مع المحترفين وخلق فرص تعاون معهم في كافة مراحل الإنتاج السينمائي، بالإضافة إلى الدور الترويجي والثقافي المهم الذي تقوم به، فدخول فيلم إماراتي إلى أحد المهرجانات السينمائية المحلية هو فرصة لتسويقه والحصول على التغطية الإعلامية الجيدة له.

وقد ساعدت إقامة مهرجانات دولية كبيرة في دبي وأبو ظبي ومن ثم كل المنطقة إلى ظهور المؤسسات الداعمة لصناعة الأفلام كلجنة أبوظبي لصناعة الأفلام وشركة "إيمج نيشن أبوظبي" التي دعمت فيلم نواف الجناحي "ظل البحر"، فالنتيجة إن هذا الحراك السينمائي الذي نشاهده اليوم كانت نتيجة لتلك المهرجانات بنسبة ألف في المئة فهذه المهرجانات هي التي بدأت الحركة السينمائية في الخليج وهي التي نشرت الوعي السينمائي الذي ننشده كلنا كصانعي أفلام.

·         لكن ألست تعتقدين أن حجم المهرجانات وعددها لا يتناسب مع وجود صناعة سينمائية حقيقية في المنطقة

أعتقد أنك أشرت إلى نقطة مهمة جداً فالصناعة السينمائية وخلق اقتصاد سينمائي كالذي نشاهده في مصر أو في دول أخرى في العالم استغرق وقتاً طويلاً، فقد تم افتتاح ستوديو مصر على سبيل المثال سنة 1935 وعمر صناعة السينما في هوليود وبوليود قد تجاوز المئة عام، وأنا أذكر لحد اليوم تلك الأفلام الهندية الجيدة التي كانت تعرض حين كان عمري خمس سنوات.

ما أريد قوله هو أننا في حاجة إلى الدعم الحكومي فما ينقصنا اليوم كمخرجين وصناع أفلام هنا في المنطقة هو محفظة مادية لدعم الصناعة، فكلفة إنتاج الأفلام عالية جداً ويترواح إنتاج فيلم واحد بين الـنصف مليون إلى المليون درهم إماراتي، بسبب العدد الكبير لفريق الإنتاج وكثرة التنقل بين مواقع التصوير، فكيف لمنتج الأفلام أن يشق طريقة وينتج فيلمه الأول وهو لا يملك أي فيلم في رصيده، ومن سيثق بهذا المنتج ويمنحه الفرصة الأولى.

·         ما المطلوب إذن؟

لابد للجهات الحكومية ومن خلال لجنة تحكيم محترفة أن تقوم باختيار مجموعة من النصوص الجيدة لمنتجين إماراتيين أو غيرهم من المقيمين في الدولة وتساندهم وتدعمهم في تنفيذ هذه الأفلام بطريقة جيدة واحترافية وأنا متأكدة من خروج فيلم جيد واحد على الأقل للنور ليكون بالتالي سفيراً ثقافياً لنا في العالم عبر مشاركته في المهرجانات الدولية المهمة، هذا من الناحية الثقافية أما من الناحية التجارية فهناك الكثير من الأفكار التي نستطيع تطبيقها للحصول على الأموال اللازمة للصناعة وأحب هنا أن أذكر أحدها فقد كان الأستاذ مسعود أمر الله يقترح دائماً تخصيص 10 بالمئة من عائدات بيع بطاقات السينما في الدولة لدعم الصناعة، وبالتالي لو حصلنا على واحد أو 2 بالمئة من الفوائد لنودعها في صندوق الدعم سنستطيع النهوض بصناعة أفلام إماراتية، بالإضافة إلى ضرورة قيام الدولة بمنح حوافز مناسبة للفت انتباه المنتجين إلى إمكانية الإنتاج هنا كالتخفيضات على تكاليف الإقامة في الفنادق وبطاقات الطيران، مما يجعل الدولة مكاناً مناسباً للإنتاج مقارنة بالمغرب مثلاً، فلدينا الكثير من العوامل التي تساعد في عملية الإنتاج السينمائي، فالجو هنا مشمس وغير ماطر على مدار السنة تقريباً ولدينا بنايات شاهقة وجميلة وصحراء واسعة وجبال ووديان ً لكننا في الوقت نفسه نفتقر إلى البنية التحتية من حيث كادر الإنتاج المؤهل لتغطية كافة مراحل الإنتاج والذي تستطيع الدولة تحسينه من خلال إحضار المختصين لتدريب الكوادر الإماراتية لتكون قادرة على متابعة مراحل الإنتاج كافة. وكمثال لنجاح الإمارات في هذا السياق أذكر قدوم ممثل من أمثال توم كروز لإنتاج فيلمه في الإمارات لذلك لا بد من تحفيز موضع الجذب إلى المنطقة .

·         ما هي خططك للعام القادم وهل ستشاركين بأية أفلام في المهرجانات العربية القادمة؟

أنا الآن في مرحلة البحث عن كتاب سيناريو عرب في إطار الاستعدادات لتصوير فيلمي الطويل الأول الذي تدور أحداثه حول قصة واقعية لفتاة تتوه في الصحراء وتصادف أحد المجرمين الذين هربوا من جريمة قتل كان قد قام بها، وإخراج فيلم طويل هو حلمي الكبير الذي كنت في انتظار تحقيقه منذ زمن بعيد، وقد تم ذلك بعد وصولي إلى المنتج المنفذ الذي سينجر كامل العملية فأنا لا أرغب أبداً القيام بدور المنتج لأني أفضل التركيز على موضوع الإخراج لذلك كنت راغبة بالتعاون مع منتج مؤهل قام بأعمال ناجحة سابقة، والحمد لله فقد تحقق ذلك اليوم.

·         هل توافقين أن هناك "تعطش" لدى المخرجين الإمارتيين والخليجيين بشكل عام من أجل إيجاد أنفسهم وهويتهم ثقافيا؟

نعم أكيد، فنحن بحاجة كبيرة إلى دعم كبير لم يتحقق لغاية اليوم وأنا اعتقد أنه على الرغم من قيام المهرجانات بدورها كاملاً لكننا لازلنا في حاجة إلى منح مالية حقيقية للوصول للنتيجة المرجوة في إنتاج أفلام حقيقة جيدة تجسد اسم الإمارات في المهرجانات الدولية، فانظر على سبيل المثال إلى المخرجة نادين لبكي التي وضعت اسم لبنان في مكانة مرموقة من خلال فيلم واحد واليوم نحن نشاهد ترشح فيلمها (وهلأ لوين) للحصول على جائزة الأوسكار الذي أعتقد أنه الفيلم اللبناني الأول الذي يترشح للحصول على جائزة الأوسكار والذي سبقه الفيلم الفلسطيني "الجنة الآن" لذا لا بد من إنتاج فيلم إماراتي جيد بها المستوى.

·         ما هي الأفلام التي شاهدتيها مؤخرا وتركت أثرها عليك ولماذا؟

آخر الأفلام التي شاهدتها وتركت أثراً عميقاً في نفسي كان فيلم The Whistleblower للممثلة البريطانية الرائعة رايتشل وايز والتي قامت بدور رائع، حيث تناول الفيلم موضوع الاتجار بالبشر وبيع النساء في البوسنة وقد أبهرني أسلوب الإخراج الذي قدم القصة والأحداث بطريقة واقعية وطبيعة جداً بعيدة عن التصنع والتكلف.

·         ما هي أكثر القضايا التي تهمك شخصيا وتودين إلقاء الضوء عليها في أفلامك

أحب تناول العلاقات الإنسانية في أفلامي وأحب التركيز على موضوع العنصرية لأني أكرهها جداً وخاصة العنصرية الدينية، وأعتقد أني محظوظة كوني إماراتية أعيش في دولة الإمارات التي تضم أكثر من 220 جنسية وأعتقد أنه يمكنني إنتاج هكذا نوع من الأفلام بطريقة تجارية عبر طرحها من خلال جريمة قتل مثلاً لتسويقها بشكل تجاري، وكمثال جيد على هذه الأفلام أذكر فيلم "كراش" الذي يشكل فيلماً جيداً بهذا الخصوص وكذلك فيلم "دار الحياة" لعلي مصطفى.

فارييتي العربية في

24/01/2012

 

فرقة "بندا بيليلي".. أَبعدُ مما تَراه!

قيس قاسم ـ السويد 

مُشاهدة الوثائقي "بندا بيليلي" تبعث على الفَرَح، وتُوَّلد إحساساً قوياً بوجود آخرين بيننا، على كل فقرهم وبؤسهم، ما زالوا يطمحون بوجود سَوّي، يُعطي لحيواتهم معنى ولنا فسحة الأمل. أحلى ما فيه عفوية وصدق مُنَجحيه، فلولا إنسيابية حركة أعضاء الفرقة الموسيقية "بندا بيليلي" (معناها التقريبي، أَبعدُ مما تَراه) ما كان لصانِعيّه رونو باريه وفلوران دو لا تولاي، تحقيق فيلم بهذا المستوى من المتانة والتماسك، على كل ما بذلاه من تعب حقيقي ومشاركة شخصية في تحقيق حلم الفرقة بإصدار ألبومها الأول وتوثيق تجربتها. حكاية نجاح الفرقة والفيلم واحدة تقريبا، فحين جاءا المخرجان الفرنسيان الى كينشاسا، عاصمة جمهورية الكونغو الديمقراطية، عام 2004 لم يكن ضمن برنامجهما ولا في ذهنيهما شيء إسمه فرقة موسيقية قوامها عازفين مَعَوقيّن جسدياً.

كانا في الأصل يُعدان برنامجا عن موسيقى الأحياء الأفريقية البائسة، وبمحض الصدفة شاهد أحدهم مجموعة من الرجال المُشردين يُغنون أمام أحد المطاعم الراقية أغنيات كتبوا كلماتها بأنفسهم، فبدأ بتصويرهم، بعدها أتخذ قرارا بمساعدتهم شخصياً على إصدار ألبوم غنائي لهم. لقد وقع المخرج رونو باريه بحُبهم وكان من الصعب عليه تركهم على ما هم عليه من بؤس دون مساعدة ودون توثيق، فكان قراره النهائي صنع فيلم عن فرقة، أُغانيها تَحكي عن حياتهم وفقرهم، عن إتخاذهم ورق مقوى الصناديق سريرا والشارع منزلاً. عن الحب في زمن الحرمان وعن الحياة ومرارتها في كينشاسا، وعن اليوم الآتي ومعه الخلاص. عن الغد القريب، الذي يصرون على وجوده في كل ما يكتبون ويُغنون!. كانوا يغنون جلوساً على دراجاتهم المُحَوَرة يدوياً الى وسائط نقل وكراسي تُخفف من شدة العَوَّق وتمنع غلبته الكاملة.

بابا ريكي

يسبق ظهور عَراب الفرقة ومؤسسها ريكي، بدقائق قليلة، مشهد صِبية مشردين في شوارع عاصمة الكونغو يلتَفون حول نار أوقدوها تفادياً لبرد ليل البلاد، وهم  يىحدثون عن المصوريّن الفرنسيين، المتواجدين على مقربة منهم، بوصفهم غنيمة جيدة، غير متظرة، تستحق المغامرة وبخاصة كاميراتهم "الثمينة". بعدها يظهر على الشاشة إسم ريكي، وصورته محاط بأطفال يحاورهم بلطف ويقدم لهم النصيحة والعون، يلحقها ظهور لأعضاء فرقته بدراجاتهم وآلاتهم البسيطة، فهؤلاء يحولون كل ما تقع أياديهم عليه الى آلة عزف حتى الأحذية و"القباقيب".

إنهم صناع لحن بدائي، يوزعه بابا ريكي ويَسمَعه أبناء شوارعهم الخطيرة، فهم وحدهم من يفهم ماذا تعني كلماتها بدقة: "أنا أنام على ورق المقوى، ربما سأشتري حصيرة، لكن السعادة مازالت في نفسي، فلا شيء متأخر في الحياة! أنا متأكد من أني سأنجح يوما ما". إنها موسيقى تذهب دون حواجز الى القلب مباشرة، وتستحق التسجيل ليسمعها الناس. من هنا نبعت حماسة صُناع الفيلم وقد نقلوها الى "بابا ريكي" بعد أن وجدوا فيه فناناً حقيقياً وإنساناً يقدم يد العون الى آخرين، هو اليها أشد حاجة منهم. يتخذ ريكي ولعائلته من مركز مهجور  للتأهيل الإجتماعي منزلاً، يتركه كل صباح بحثا عن مُتَعه الموسيقى وحكمتها فهي بالنسبة اليه كل ما يمكن تقديمه الى أبنائه وأقرانهم. أما حديقة الحيوان فهي ساحة نشاطهم وتدريباتهم النهارية، وملتقى كل من يريد سماعهم. من هذة الساحة ينطلقون ليلا الى  حانات ونوادي المدينة الليلة، يقفون أمام بواباتها ويغنون للخارجين منها. كانت دوافع رونو باريه وفلوران دو لا تولاي للعمل معهم نبيلة ولكنهما لم يتصورا أن الأمر سيأخذ منهم خمس سنوات عمل، تقريبا، ليظهر "بندا بيليلي" على ما هو عليه كفيلم وثائثقي صاحب صعود فرقة شعبية بسيطة الى العالمية وقدم من خلالها واقع الكونغو السياسي والإجتماعي، وأن ظلا مركزين على مادتهم الأساس متجنبين الإنجرار الى تفاصيل مغرية لكنها قد تضيع بوصلتهم وتفقدهم الإتجاه الصحيح للوصول الى "جوهرتهم" الثمينة.

روجيه لاندو

شَكَل تَعريف الصبي روجيه (13 سنة) على ريكي خطوة مهمة وحاسمة في نجاح الفرقة، بعد تأكد الفرنسيان من إمتلاكه موهبة موسيقية نادرة، ستفيد الفرقة كثيرا، بخاصة آلته الجديدة المبتكرة التي صنعها بنفسه وقوامها: علبة معدنية فارغة مربوطة بغصن شجرة طري وسلك نحاسي قوي. منها كان يُخرج الحاناً رائعة أقنعت الفرقة بضِم مبدعها اليها عضوا رئيساً.  في سبتمبر من عام 2005 دعيت الفرقة للعزف والغناء لأول مرة في إذاعة العاصمة وبعد سنتين خَرج ألبومهم الموعود من فرنسا، فصارت أغانيه تبث عبر المذياع بإنتظام  مع كيلٍ الكثير من المديح لهم عند تقديمها.

بعد نجاحهم المحلي بسنوات وَصَل اليهم  عرض من الخارج  يدعوهم للمشاركة في مهرجان الروك الأوربي في مدينة بلفورت. منها أنطلقت سمعتهم العالمية وترسخت  أكثر في الرحلة الأوربية الطويلة، التي وَثَقها الفيلم بتفاصيل كرست صورتهم كبشر راهنوا بصدق على أحساسيهم بقرب يوم نجاحهم وبقوة الأمل الذي في داخلهم. تسجيلات الرحلة الأوربية عَرفت المُشاهد على أرواح تواقة للمعرفة ولفهم العالم الآخر. لقد وجدت "بندا بيليلي" في محبة الجمهور الغربي لها دعوة للتكامل البشري وعند الطرف الثاني كان فنها بالنسبة اليهم مثل ريح رفعت أرواحهم نحن آفاق بعيدة، لتتسامى  مع عالم جميل بناة روعته بشر عانوا من الفقر، خرجوا أصلاً من البؤس، ولم يستسلموا له، هيئتهم قد تشي بشيء مختلف، أقل  ربما من حقيقتهم، ولكن كما اسمها فيها معاني وقيَّم عميقة هي حقاً أَبعدُ مما تراه.

الجزيرة الوثائقية في

24/01/2012

 

"بيت شعر" .. عن حياة المرأة البدوية ومعاناتها

المخرجة ايمان كامل : تعمدت ان انقل ملل تلك الحياة للمشاهد

القاهرة محمد حسن 

على مدار 61 دقيقة – هي مدة عرض الفيلم التسجيلي الطويل "بيت شعر" – حاولت المخرجة الشابة ايمان كامل توضيح ملامح الحياة البدوية في سيناء , ومدى المعاناة التي تعانيها المرأة البدوية من اجل الحصول على حقها في التعليم والعمل , وكيف تكون محل انتقاد من قبل المجتمع التقليدي الذي يميل اكثر لمكوث المرأة في بيتها دون تعليم او عمل .

"بيت شعر" من انتاج سنة 2010 وفاز بجائزة مهرجان دبي السينمائي الدولي خلال العام نفسه , وشارك بعد ذلك بالعديد من المهرجانات الدولية , كان اخرها مهرجان نامور لسينما الفرانكفون ببلجيكا .

"الجزيرة الوثائقية" حاورت المخرجة ايمان كامل حول فيلمها الجديد الذي كان بمثابة مغامرة لها بمجيئها من القاهرة للدخول الى عالم البدو , فقالت :"بمجرد وصولي الى سيناء بحثت عن فتاة تقاربني من حيث السن , ووجدت بالصدفة فتاة متفتحة تدعى "سليمة" , اتفقت معها على ان تروي امام الكاميرا رحلة كفاحها في هذه البيئة البدائية من اجل ان تصبح متعلمة وعاملة تفيد مجتمعها .

وتضيف ايمان : لاحظت في كلمات "سليمة" قوة ارادة لا نظير لها , لقد حققت ما تريد وكسرت تابوه ظل مغلقا لفترة طويلة , ففي الماضي كانت المرأة البدوية ترعى الاغنام ثم تتزوج وتواصل العمل نفسه , لكن "سليمة" تعلمت , واجادت اللغة الانجليزية .

وتقول المخرجة : تحدثت معي "سليمة" عن الصعوبات التي واجهتها من اجل ان تتعلم ومن اجل ان تعمل وتحدثت ايضا عن الهجوم الشديد والانتقادات اللاذعة التي تعرضت لها من قبل المجتمع البدائي الذي تعيش فيه والهجوم الذي تعرض له والدها بعد ان سمح لها بالخروج للتعليم  ثم العمل .

الجدير بالذكر ان فيلم "بيت شعر" يتطرق الى لحظات انسانية عاشتها "سليمة" حين كانت طفلة ونسيت دميتها "عروستها" في مكان بعيد بالصحراء ثم اجبرت شقيقتها الكبرى على العودة لهذا المكان من اجل احضار "العروسة" رغم ان هذا المشوار يزيد عن ساعة , وتمزج المخرجة هذه المشاهد الانسانية بموسيقى حانية لتعبر من خلال مشاهد بسيطة عن حياة صعبة تعيشها المرأة البدوية منذ مهدها وحتى حصولها على حقها في التعليم ثم ايجاد وظيفة تناسبها .

احداث الفيلم تبدأ بمشهد اتوبيس يقل المخرجة ايمان كامل الى سيناء لتبدأ جولتها بزيارة "جبل البنات" وسانت كاترين ثم الطور , وتقابل سليمة وتتحرك معها بالكاميرا بين مكان عملها وبين منزلها وتستعرض قصة زواجها غير التقليدية , ثم تنتهي احداث الفيلم بركوب المخرجة اتوبيس العودة الى القاهرة .

وتسترسل المخرجة في توضيح تفاصيل دقيقة جدا عن المجتمع البدوي , قد لا يراها المشاهد مفيدة او ذات صلة بالمحور الرئيسي للاحداث , لكن المخرجة ترى ان الثقافة البدوية جزء مهم ونسيج اصيل من الثقافة المصرية وينبغي الاهتمام بها .

افضل ما في هذا الفيلم هو التكنيك والروح الحيوية التي تبثها المخرجة في تفاصيل مشاهد الفيلم على الرغم من جفاف البيئة الصحراوية التي تتسم بالجمود , لكن اسوأ ما في هذا الفيلم هو التطويل , فهناك 10 دقائق على الاقل كان ينبغي حذفها لعدم اهميتها , وربما لهذا السبب لم يفز الفيلم باي جائزة خلال عرضه مؤخرا ضمن مسابقة الافلام التسجيلية – احدى الافرع الرئيسية لمهرجان نامور لسينما الفرانكفون ببلجيكا .

التطويل في "بيت شعر" تراه ايمان كامل امرا طبيعيا , وتقول :"اخترت هذا الريتم ليناسب الحياة البدوية وتعمدت تثبيت الكاميرا على كادر واحد في كثير من الاحيان لاكثر من عدة دقائق , وهذا تكرر اكثر من مرة عن عمد , كنت اريد ان انقل ملل تلك الحياة وبطء تطورها الى المشاهد ليشعر بالمعاناة التي يشعر بها البدو في سيناء .

من سلبيات هذا الفيلم ايضا احتواءه على مشاهد تتعلق باستعدادات المخرجة للسفر وذهابها للكوافير من اجل ان تقص شعرها ومشاهد اخرى تتعلق بنمط حياتها في القاهرة , وهي مشاهد لا تمت لحياة البدو موضوع الفيلم – بأي صلة .

ايا كان .. فقد ابدعت ايمان كامل في استخدام لغة الصورة وصورت فيلما يفند ويسرد نمط مهم من الحياة المصرية هي حياة البدو الذين يعيشون في صحراء سيناء التي تمثل ثلثي مساحة مصر .

الجزيرة الوثائقية في

24/01/2012

 

الجمهور الأميركي يشاهد الوثائقي ½ ثورة  

يشهد مهرجان ساندانس السينمائي ستة عروض للفيلم الوثائقي ½ ثورة في أول عرض للفيلم داخل الولايات المتحدة الأميريكية، وهو المهرجان الذي بدأت فعالياته يوم الخميس الماضي وتستمر حتى التاسع والعشرين من الشهر نفسه ليكون أول فيلم مصري يشارك رسمياً في المهرجان منذ تأسيسه، وأول فيلم وثائقي عربي في المسابقة الرسمية منذ عام 2008 عندما شارك الفيلم الأردني إعادة خلق للمخرج محمود المسَّاد. الوثائقي ½ ثورة من إخراج المخرج الفلسطيني الدنماركي المعروف عمر شرقاوي ويشاركه في الإخراج مدير التصوير والمخرج المصري الأميركي كريم الحكيم، وكان الفيلم قد عُرض في الدورة الثامنة لمهرجان دبي السينمائي الدولي في شهر ديسمبر - كانون الأول من العام الماضي.

 يعد ½ ثورة هو أول فيلم اعتبر أن ثورة 25 يناير التي قامت في مصر لم تكن ثورة "كاملة"، وهو ما أثبتته الأحداث الأخيرة في مصر.  وقد تقرر اسم الفيلم منذ الأيام الأولى بعد تصويره، حيث اعتبر عمر وكريم في عام 2011  أن العنوان يعبر تماماً عما حدث للثورة المصرية التي ما زالت مستمرة حتى الآن. وأطلق فريق الفيلم موقع إنترنت يعد الأول من نوعه لفيلم وثائقي عن الثورة.

 ½ ثورة يمثل تجربة عاطفية تعكس تجربة شخصية من الربيع العربي حيث تحاول مجموعة من الأصدقاء من سكان وسط المدينة البقاء معاً على مدار اليوم الأول من أيام الفوضى العارمة التي حلت بمصر مع بدء الثورة. فبمجرد أن بدأت حشود المتظاهرين في الزحف على وسط المدينة بالقرب من الحي الذي تقطن به هذه المجموعة متجهةً بجوار ميدان التحرير، نزل المخرجان عمر الشرقاوي وكريم الحكيم ليسجلا بكاميراتهما تلك اللحظات التي يسطرها التاريخ في سجله أمام أعينهما. ولكن بعد ساعات قليلة، بدأ العنف والريبة في طرق الأبواب بعنف لتتحول شقة كريم وعائلته الصغيرة إلى خلية نحل يملؤها النشاط والحركة بسبب توافد المزيد من الأصدقاء إليها للصمود أمام القبضة المضادة للثورة التي كانت تضرب بعنف من خلال ذراعيها القويين الشرطة والعصابات المسلحة من بلطجية نظام مبارك الذين سيطروا على الشارع الذي تطل عليه شرفة الشقة التي يقيم بها كريم.

الوثائقي ½ ثورة هو تجربة شخصية للمخرجين حيث كانا يصوران على نحو يومي لمدة 11 يوماً منذ بدء الثورة، ما كان يحدث في وسط القاهرة خلال ثورة 25 يناير - كانون الثاني، بحكم أنهما يعيشان هناك. وقد تعرضا للاعتقال من قبل الشرطة العسكرية لعدة ساعات قبل أن يطلق سراحهما بسبب جواز سفرهما الأجنبي. ويرصد الفيلم جوانب جديدة مما حدث في وسط القاهرة تصور يوميات نضال الشعب المصري خلال الثورة. ويحوي الفيلم لقطات نادرة عما حدث من جرائم ومؤامرات، منها توزيع حقائب سيوف وسكاكين على البلطجية من قبل عناصر الأمن، كما يرصد الفيلم مختلف أطياف الشعب التي شاركت في الثورة.

 وعن الفيلم، نشر موقع فارايتي أن: "هذا الفيلم عبارة عن تجميع لمشاهد تم التقاطها بكاميرات عادية، وكاميرات الهواتف الجوالة وسط مستويات وظروف مختلفة من الإضاءة مما جعل مستويات جودة الصوت والصورة متنوعة. فالأسلوب العصبي وزوايا الكاميرا وسرعة تتابع الأحداث جعل الفيلم يتناسب أكثر مع جمهور الشباب الذين اعتادوا على الحصول على المعلومات عبر الإنترنت".

 ½ ثورة هو إنتاج مشترك ما بين دانيش جلوباس فيلم وبروفيسي فيلم التي أسسها عمر وكريم عام  2010، تم العمل في هذا الفيلم بدعم من معهد الدنمارك للسينما وأنتجته كارستن هولست من شركة جلوباس وتشرف على مبيعاته شركة ليفل كيه.  تعمل بروفيسي فيلم حالياً مع شركة ماد سولوشنز في إطار مشروع جديد لبناء جسر من التواصل بين السينما العربية والأوروبية.

عروض ½ ثورة في مهرجان ساندانس السينمائي

الجمعة 20 يناير - كانون الثاني | الساعة التاسعة صباحا | المسرح المصري | مدينة بارك

السبت 21 يناير - كانون الثاني | الساعة الثانية عشر و45 دقيقة مساء | مركز برودواي سينما 3 | مدينة سالت لايك

السبت 21 يناير - كانون الثاني | الساعة التاسعة مساء | مسرح فندق يارو | مدينة بارك

الأحد 22  يناير - كانون الثاني | الساعة الثالثة مساء | غرفة عرض المهرجان | منتجع صن دانس

الأربعاء 25 يناير - كانون الثاني | الساعة الثالثة مساء | المسرح المصري | مدينة بارك

الجمعة 25 يناير - كانون الثاني | الساعة السادسة ونصف مساء | ريدستون سينما 8 | مدينة بارك

الجزيرة الوثائقية في

24/01/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)