حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مشغول بتصوير فيلمي «المصلحة» و«حلم عزيز»

أحمد عز : أحلم بالزواج من فتاة تشبه أمي

القاهرة - أميرة رشاد

الفنان الشاب أحمد عز من النجوم الذين استطاعوا أن يتركوا بصمة مهمة على شاشة السينما من خلال أفلام ناجحة مثل «ملاكي إسكندرية» و«الشبح» و«الرهينة» وفي ذروة نجاحه قرر أن يخوض تجربتين مهمتين الأولى في فيلم «المصلحة» مع احمد السقا والثانية في فيلم «حلم عزيز» مع شريف منير الذي يقوم بتصويرهما حاليا.

ويكشف أحمد عز في هذا الحوار عن تفاصيل أعماله الجديدة ومشروعه التلفزيوني الجديد ومواصفات فتاة أحلامه ورأيه فيما يحدث على الساحة السياسية حاليا.

·         ماذا عن تجربتك في فيلم «حلم عزيز» الذي تقوم بتصويره في الوقت الحالي؟

هذا الفيلم بمثابة تجربة مهمة بالنسبة لي فهو يجمعني بالفنان الرائع شريف منير الذي أعتبره من أهم الممثلين في مصر والمفاجأة في الفيلم أنه يقدم دور والدي كما يشارك في البطولة توليفة من النجوم مثل صلاح عبدالله ومحمد عادل إمام ومي كساب، لذلك سيشاهد الجمهور عملا مختلفاً يدور في إطار كوميدي، والفيلم تأليف نادر صلاح الدين وإخراج عمرو عرفة.

·         وما دورك في الفيلم؟

أجسد شخصية شاب من حي شعبي اسمه عزيز، حيث تدور الأحداث حول علاقة أب بابنه، وطوال أحداث الفيلم تحدث مفارقات كوميدية بيني وبين الفنان شريف منير.

·         ألم يشعر شريف منير بالقلق من تقديم دور والدك؟

بالعكس، فهو سعيد جدا بالتجربة لأنه فنان حقيقي ويرحب بالمغامرة الفنية، وأعتقد أن دور شريف منير في «حلم عزيز» سيكون مختلفا جدا عن بقية تجاربه الأخيرة في السينما المصرية، كما أننا أصدقاء جدا على المستوى الشخصي لذلك ينعكس ذلك على أجواء التصوير.

·         لماذا بدأت تصوير «حلم عزيز» رغم عدم انتهائك من تصوير فيلم «المصلحة»؟

أنا بدأت في تصوير فيلم «المصلحة» قبل حوالي سنة وبسبب الظروف التي مرت بها مصر في الشهور الماضية توقف التصوير أكثر من مرة وكان من المفترض أن ننتهي من تصويره منذ فترة طويلة ولكن قدر الله وما شاء فعل وجاءت الظروف عكس رغباتنا، لذلك لم يكن من المنطقي أن أرفض كل الأعمال التي تعرض عليّ حتى أنتهي من تصويره رغم أنني في الأساس لا أحب تصوير عملين في وقت واحد.

·         وهل من الممكن أن يؤثر تعطيل تصوير فيلم «المصلحة» على استقبال الجمهور له؟

لا أعتقد أن ذلك سيحدث لأن الجمهور ليس له علاقة بما يحدث أثناء التصوير وما يهمه هو المنتج النهائي الذي يراه على الشاشة وفيلم «المصلحة» من التجارب المهمة جدا بالنسبة لي فهو يدور في إطار من التشويق والأكشن حول صراع بين رجال الشرطة وتجار المخدرات ويجمعني للمرة الأولى بصديقي الفنان أحمد السقا كما أن هذا الفيلم بمثابة تعاون جديد لي مع المخرجة المتميزة جدا ساندرا نشأت.

·         وما سر حماسك الشديد لفيلم «المصلحة» رغم الظروف الصعبة التي تحيط به؟

أولا دوري في هذا الفيلم مختلف تماما عن كل تجاربي في السينما منذ أن دخلت عالم التمثيل، فلأول مرة أقدم شخصية تاجر مخدرات يظل طوال أحداث الفيلم في صراع مثير مع ضابط الشرطة الذي يقدم دوره الفنان أحمد السقا، وأي ممثل يحب أن يغير جلده ويجسد شخصيات لم يجسدها من قبل، فخلال السنوات الماضية قدمت أدواراً رومانسية ومثالية ووجدت أن شخصية تاجر المخدرات فرصة للتجديد، كما أن من أسباب تحمسي الشديد للفيلم أنه يضم نخبة من النجوم مثل حنان ترك وزينة وصلاح عبدالله وبالتأكيد أحمد السقا الذي استمتعت بالعمل معه جدا.

·         لكن وجود عدد كبير من النجوم في فيلم واحد قد يؤثر سلبا على العمل ويخلق نوعاً من الصراعات في التصوير؟

هناك من يظن ذلك لكن الحمد لله هذا لم يحدث أبدا في فيلم «المصلحة» حيث تسود بيننا حالة من الحب والتفاهم ولا يوجد بيننا أي صراع من أي نوع وهذا يرجع إلى أن جميع الفنانين المشاركين في هذا الفيلم ناضجون ولديهم خبرة كبيرة فهم محترفون بكل معنى الكلمة وكل منهم يركز في عمله ودوره فقط، وأعتقد أن وجود هذه الكوكبة من الفنانين سيجذب الجمهور لمشاهدة الفيلم أي سيكون التأثير إيجابياً وليس سلبياً.

·         أليس من الممكن أن تحدث مشاكل حول ترتيب الأسماء على الأفيشات أو تيترات الفيلم؟

لن تكون هناك أي مشاكل لأن الشركة المنتجة من البداية حسمت كل شيء وأثناء كتابة العقود عرف كل فنان مشارك في الفيلم أين سيتم وضع اسمه سواء في التيترات أو على الأفيشات، وأنا لا أستطيع الكشف عن هذه التفاصيل حاليا حسب الاتفاق مع الشركة المنتجة، كما أنني كممثل يهمني في الأساس الدور وجودة العمل الذي أقدمه أكثر من ترتيب اسمي على الأفيش، فربما يتصدر اسمي أفيش فيلم فاشل، فماذا أفعل وقتها؟.. وبالتأكيد الفيلم الناجح والدور الجيد هو الذي يبقى في ذاكرة الجمهور وليس ترتيب اسم الممثل.

·         هل لديك مشروعات سينمائية أخرى في الوقت الحالي؟

لدي أكثر من مشروع سينمائي منهم فيلم كوميدي لكن قررت تأجيل كل هذه المشروعات حتى انتهي من تصوير «حلم عزيز» و«المصلحة» خاصة أنه ليس هناك ما يدعوني للتعجل.

·         ما تفسيرك لعدم نجاح فيلمك الأخير «365 يوم سعادة»؟

لا أعتبر أن فيلم «365 يوم سعادة» قد فشل لكن هذا العمل واجه ظروفاً غاية في الصعوبة حيث بدأ عرضه قبل ثورة 25 يناير بأيام قليلة وفي هذه الفترة توقفت الحياة الفنية تماما في جميع أنحاء مصر فالجمهور لم يكن يفكر في الذهاب إلى السينما بل كان مشغولاً بما يجري في ميدان التحرير، ولم يكن «365 يوم سعادة» فقط ضحية هذه الظروف الصعبة بل كانت هناك أفلام أخرى في قائمة الضحايا منها فيلم «فاصل ونعود» لكريم عبدالعزيز وربما لو عرضت هذه الأفلام في ظروف أفضل لحققت أرقاماً قياسية في الإيرادات.

·         كيف ترى المنافسة مع أبناء جيلك في السينما المصرية؟

إنها منافسة شريفة لأن كل فنان من جيلنا يسعى لتقديم أفضل ما لديه من أجل النجاح وتحقيق الإيرادات وهذا حق مشروع للجميع وفي نفس الوقت كل منا يفرح لنجاح الآخر، فمثلا نجاح كريم عبدالعزيز أو أحمد السقا أو هاني سلامة يدفعني لتقديم أعمال جيدة وليس العكس لذلك أعتبر نجاحهم بمثابة قوة دفع لي للأمام.

·         هل انشغالك بالسينما جعلك تهجر الدراما التلفزيونية؟

بالعكس فأنا من عشاق الدراما التلفزيونية وأعتبرها صاحبة فضل كبير في انتشاري كممثل عندما شاركت في بطولة مسلسل «ملك روحي» مع النجمة يسرا وقبل حوالي عامين قدمت مسلسل «الأدهم» وحقق نجاحا لافتا وتمنيت تكرار التجربة لكنني لم أجد في الفترة الماضية السيناريو الذي أتحمس له خاصة أن المسلسلات عكس الأفلام فهي تدخل كل البيوت والعمل غير الجيد سيخصم من رصيدي، ولكنني مؤخرا تحمست لمسلسل عن حياة رجل الأعمال والسياسي المعروف أشرف مروان زوج الدكتورة منى عبدالناصر ابنة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر.

·         وما مصير هذا المسلسل؟

هذا المسلسل بعنوان «الرحلة» ومن المنتظر أن يكتب له السيناريو المؤلف حازم الحديدي ويخرجه عمرو عرفة وينتجه جمال مروان لكنه معطل حاليا بسبب انتظار الحصول على بعض الموافقات من بعض الجهات السيادية لأن أحداث المسلسل تتعرض لعمل أشرف مروان كعميل مزدوج لمصر ضد إسرائيل كما يكشف عن أسرار كثيرة في حياة هذا الرجل الذي أقدم دوره.

·         ما الذي دفعك لتقديم الإعلانات في الفترة الماضية؟

لا أجد أي مشكلة في تقديم الإعلانات لأن كل نجوم العالم يقدمون الإعلانات وهذا يدل على أنهم محبوبون والجمهور يتفاعل معهم وأنا شخصيا لم أحترف تقديم الإعلانات ولكن بعض الأفكار جذبتني وقدمت خلال عامين إعلانين فقط، وكان لكل منهما فكرة جيدة وبراقة وشاركني في أحدهما باقة من أكبر النجوم كما أن تقديم إعلان أفضل من تقديم عمل فني رديء.

·         ما رأيك في الظروف السياسية التي تعيشها مصر حاليا؟

من وجهة نظري أن مصر تعيش مرحلة ميلاد جديدة، فنحن تخلصنا من نظام تبين أن كل رموزه فاسدون ونتطلع إلى مستقبل أفضل بعد أن أسقطنا النظام وأتمنى أن نعبر هذه المرحلة بسلام وأن تأتي الانتخابات الرئاسية سريعا حتى تستقر الأمور.

·         ومن هو مرشحك للرئاسة؟

لم احسم اختياري لأن هناك أكثر من مرشح لهم قبول كبير وتاريخ مشرف، فمثلا الدكتور محمد البرادعي كان أول من فجّر الثورة ووقف في وجه النظام السابق في عز قوته، وعمرو موسى رجل له كاريزما وصاحب خبرة كبيرة ومواقف مشرفة وبقية المرشحين أغلبهم أصحاب تاريخ مشرف، ومن الصعب أن أحدد حاليا من الذي سأختاره فمازلت أشعر بالحيرة.

·         كيف ترى سيطرة التيار الديني على مجلس الشعب؟

لا أحب أن أسبق الأحداث، فحتى الآن نسمع اجتهادات ولم نر شيئاً على أرض الواقع، وأعتقد أن هذه التيارات ستحاول إرضاء الشعب لأنهم سيخوضون معركة انتخابية جديدة بعد الانتهاء من وضع الدستور وبالتأكيد يرغبون في كسب الشارع المصري الذي يكره التطرف، فالمصريون متدينون بطبعهم.

·         وماذا ستفعل لو تراجع دور الفن في ظل صعود هذه التيارات؟

بالتأكيد لن أضع يدي على «خدي» وأبكي على اللبن المسكوب، بل سأبحث عن عمل آخر غير الفن طالما الشعب سيقبل أن يكون بلا هوية، وإن كنت لا أعتقد ذلك خاصة أن الفن جزء من حضارة المجتمع والشعب المصري صاحب حضارة عريقة.

·         ومتى ستعلن إضرابك عن الزواج؟

أنا لست مضرباً عن الزواج ولكن نصيبي لم يأت بعد، وحتى الآن لم أجد الفتاة التي تجعلني أتمرد على حياة العزوبية، فلا يمكن أن أتزوج بدون حب، وعندما أقع في الحب بالتأكيد سأتزوج بمن أحبها.

·         وما مواصفات زوجة المستقبل؟

أتمنى أن تكون قريبة الشبه من أمي رحمها الله، وأن تحمل نفس صفاتها وأن تجيد الطهي مثلها.

النهار الكويتية في

18/01/2012

 

تكلف 30 مليون دولار ويعاني من خلل في الأسلوب

«الساعة السوداء».. حينما يسيطر الغرباء على العالم

عبدالستار ناجي  

تذهب سينما خيال المغامرات، الى فضاءات بعيدة، معتمدة على افكار تدهش المشاهدين في كل مكان من انحاء العالم، ولعل التجربة الجديدة التي تقدمها السينما العالمية، تحت عنوان الساعة السوداء للمخرج كريس كوراك.

الحكاية المحورية للفيلم، تعتمد على قصة رجلين من الشباب الاميركي، يقومان بالسفر الى موسكو من اجل بيع برامج خاصة بالشبكات الاجتماعية، وحين وصلاها يجدان ان برامجهما الخاصة تباع في موسكو من طرف الشخص الذي حضر من اجل الاتفاق معهما، وهي متاحة، ويقرران ان يمضيا ايامهما بشيء من المرح، وفجأة تتحول تلك الرحلة الى كارثة، حينما يشاهدان ظهور اضواء في السماء تهبط على الارض.. وتبدأ تلك الاضواء تواصل سقوطها على الارض، وبغزارة.. حتى يتم السيطرة على الارض.. بكاملها؟

عندها يضطر الشابان وصديقاتهما الى الاختباء، ولكن عند خروجهما، يشاهدون كلباً يعوي دون ان يكون هناك احد امامه.. ويعرف الشباب ان الغزاة الذين يسيطرون على الارض لا يمكن رؤيتهم.. وهنا تزداد الازمة.. والمواجهة.. حيث عليهم ان يواجهوا مخلوقات غير مرئية.

كما يلاحظون ان الاجهزة الكهربائية، تنشط وتعمل حينما تمر بجانبها تلك المخلوقات غير المرئية، والتي تهبط على الارض على شكل كتل ضوئية.

عندها يبدأ الشباب بمعرفة ان تلك المخلوقات سيطرت على الارض بكاملها، وتبدأ المهمة في المواجهة، وتوحيد فرق العمل، من الاميركان والروس، خصوصاً بعد ان يسقط الكثير من الابرياء، ويتم البحث عن اجهزة قادرة على شل حركة وكشف تلك المخلوقات الغريبة.

حيث يصلون إلى ابتكار ما يسمى بالبندقية الميكرويفية التي تعتمد على نفس فعل «الميكرويف» من حرارة واشعاعات، وبهذه البندقية يتمكنون من قتل احد الغرباء من الغزاة.

عندها يبدأ التحرك لتطوير ذلك السلاح وتحسينه.. وتبادل المعلومات مع جميع دول العالم، لتبدأ المواجهة الشاملة.

فيلم يعتمد على التقنيات العالية الجودة، سواء في هجوم الغرباء، أو الاساليب المبتكرة في الهجوم. وأيضاً الاساليب الحديثة في المواجهة..

الفيلم يبدأ منذ بداية سقوط كرات اللهب في السماء على الارض.. لتبدأ المغامرة وتأخذ ابعادها، وينسى الشباب الاسباب وراء رحلتهم وبحثهم عن برامجهم.. الى مغامرة من اجل انقاذ.. روسيا.. والعالم.

وبعد لجوئهما مع صديقاتهما الى ملجأ تحت الارض، يضطرون بعد نفاد اغذيتهم الى الخروج لمواجهة الاعداء.

الشيء الذي يدهشنا ان تلك الشخصيات الاعتيادية.. تتحول الى ابطال.. يريد منا الفيلم ان تؤمن بأنها قادرة على تخليص العالم وانقاذه من الاسرار.

كريس كوراك، المخرج، عرف عالمياً خلال ادارته للاخراج، فهو محترف في مجال الاخراج الفني، ومن ابرز اعماله في هذا المجال «نادي القتال».

وهو يعتمد على السينارسيت جون سابيهتس وليسلي لوهوم، وكلاهما قدم العديد من الاعمال التي تعتمد على الخيال العلمي، والمواجهة مع الغرباء، بل اننا نستطيع ان نقول ان في الفيلم كماً من القص وأخرى من الاعمال السينمائية السابقة، تم تجميعها، ولكن النتيجة تأتي بلا ابهار.. او دهشة.. او انجاز.

لهذا مر الفيلم ومنذ عرضه في الاسواق العالمية دون ان يحقق مساحات اكبر من الانجازات.. حتى على صعيد اهتمام النقاد.

من ابرز نجوم العمل النجم الاميركي ايميل هيرش الذي شاهدنا في عدد من الاعمال امام شون بين، وفتاة في الباب الاخر، وايضاً دوره الرائع في فيلم «في الارض المتوحشة» مع النجم والمخرج شون بين.

ومع المجموعة الممثلة الشابة اوليفيا ثيربلي، التي عرفت عالمياً من خلال فيلم «جونو».

صورت مشاهد الفيلم بين الولايات المتحدة وروسيا، ضمن ميزانية بلغت 30 مليون دولار، وفي الاسبوع الاول لعرضه جمع 3 ملايين دولار، وحتى الاسبوع الاول من يناير جمع من الاسواق الاميركية 14 مليون دولار، وهذا يعني انه لن يستطيع ان يغطي الكلفة الخاصة بالانتاج.. رغم كل المغامرات التي يقدمها.. وهذا يعني الخسارة المالية.. والفنية.

anaji_kuwait@hotmail.com

النهار الكويتية في

18/01/2012

 

السينما العربية تعود من جديد إلى بروكسل

صلاح سرميني ـ باريس 

سنة بعد أخرى، يزداد عدد مهرجانات السينما العربية في العواصم، والمدن الأجنبية، ولكن، في نفس الوقت، تتقلص أيام بعضها لمُواجهة الأزمة الاقتصادية التي تجتاح أوروبا، وغالباً تتصدّر المؤسّسات الثقافية قائمة المُتضررين، ورُبما يكون مهرجان السينما العربية في بروكسل واحداً من أكثرها تضرراً بسبب غياب الدعم الحكوميّ .

وخلال مسيرته، تلقى ضرباتٍ عنيفة كادت أن تقضي عليه نهائياً، وعاش في غيبوبةٍ يبدو بأنه يصحو منها تدريجياً بفضل إصرار الناشطة السينمائية المغربية "رشيدة شباني" التي ترغب اليوم في إنعاش المبادرة التي بدأتها في عام 2006، ومحاولة وضعها من جديدٍ في خارطة المهرجانات السينمائية الأوروبية المهتمّة بالسينما العربية، ومع غياب كلّ أشكال الدعم الرسميّ، فقد تحتمّ عليها مواصلة خطواتها بالتعاون شخصين آخرين يشاركانها نفس الأهداف، وهما "غويدو كونفنتس"، و"غويدو هايسمانس" اللذان يُنظمان مهرجان الفيلم الأفريقي في بروكسل.

وبعد مخاض عسير، انعقد المهرجان في دورةٍ أولى (وليست سادسة كما تُشير بعض الوسائل الإعلامية العربية) خلال الفترة من 11 وحتى 15 يناير 2012 في صالاتٍ عدة من المدينة من خلال هيكلية تنظيمية جديدة، ولكن مع الاحتفاظ بأهدافه القديمة المُتمثلة في تطوير التبادلات بين الثقافات المختلفة، وفتح أبوابه أمام عالم جديد، وثريّ بالإبداع السمعيّ/البصريّ، والعمل على تحقيق هذه الأهداف بعرض أفلام نوعية من العالم العربي في الصالات السينمائية، قنوات التلفزيون، والمهرجانات في بلجيكا، أفلام فرضت نفسها عن طريق نضجها، حساسيتها، وصحوتها الفنية الجديدة.

كما يسعى المهرجان إلى التأكيد على النوعية الفنية للأفلام، ويمتلك الطموح بتجميع معظمها، وعرضها على جمهور واسع.

ويجد المُنظمون، بأنه مع التطور المُتلاحق لأفلام الجنوب، سوف يحصد تعاطفاً جوهرياً، ويُضاعف من شراكاته مع مؤسّساتٍ أخرى.

وبحسب البيان الإعلامي الذي وصلتني منه نسخة أولية قبل أسابيع من كتابة هذه القراءة، لا يوجد أفلام عربية كثيرة في الوسائل الإعلامية البلجيكية، لأنّ الموزعين لا يهتمون كثيراً بتوزيعها، وهي شبه غائبة عن شاشات التلفزيون المحلية، ولهذه الأسباب تبقى المعلومات عن العالم العربي محدودة تماماً.

وقد توزعت العروض في أربعة أماكن:

قصر الفنون الجميلة، صالة سينما فاندوم، المعهد الأوروبي للثقافة العربية، و"بيانو فابريك"، وخلال خمسة أيام قدم المهرجان تشكيلة من الأفلام الطويلة، والقصيرة، والتسجيلية من عموم الدول العربية، وأفلاماً لمخرجين أجانب تتطرق موضوعاتها لقضايا عربية، أفلاماً رُبما وجدت موزعاً بلجيكياً، ولكنها لم تجد جمهوراً كبيراً، وأخرى تُعرض في بلجيكا للمرة الأولى :

الخروج من القاهرة (هشام عيساوي)، حاوي (إبراهيم البطوط)، عاشقة من الريف (نرجس النجار)، الوتر الخامس (سلمى برقاش)، رحلة إلى الجزائر(عبد الكريم بهلول)، ثوب الشمس(سعيد سالمين)، هل تتذكر عادل؟(محمد زين الدين)، )، الشوق (خالد الحجر)، ابن بابل (محمد الدراجي)، الاختفاءات الثلاثة لسعاد حسني(رانيا استيفان)، نصف ثورة(كريم الحكيم/عمر شرقاوي)، 18 يوم (إخراج جماعي)،......

إدارةً، وتمويلاً، يرتكز المهرجان على تظاهرةٍ كبرى كان  BOZAR (قصر الفنون الجميلة) ينوي تنظيمها تحت عنوان "مصر في الأفلام" بمناسبة مرور سنة بعد الثورة المصرية في 25 يناير، وخلال ثلاثة أيام (من مجموع خمسة) قدم اختياراتٍ من الأفلام المصرية الجديدة يُعرض معظمها للمرة الأولى في بلجيكا، وبحضور مخرجيها، تسمح بفهم أفضل لأسباب الاحتجاجات الشعبية التي أدت إلى سقوط الرئيس السابق، وتسليط الأضواء على المجتمع المصري .

وقد رافق هذا الحدث طاولة مستديرة جمعت بعض الوجوه السينمائية الدالة، مثل : رانيا استيفان، هشام عيساوي، إبراهيم البطوط، خالد الحجر، دانييل زيسكيند، ووائل عمر مؤسّس (Middlewest Films) شركة جديدة مستقلة لإنتاج الأفلام التسجيلية.

في الحقيقة، المُتابع لاختيارات مهرجانات السينما العربية، أو المُهتمة بها داخل الوطن العربي، وخارجه، سوف يلاحظ بدون عناءٍ، بأنها تعرض نفس الأفلام تقريباً، وبينما يمكن اعتبار هذا التكرار إيجابياً، ومن مصلحة المخرجين، والمنتجين، إلا أنه يعكس أوضاعاً سلبية تتعلق بالإبداع السينمائي العربي بشكلٍ عام بغضّ النظر عن الحالة الإنتاجية، والتوزيعية التي تتزايد فرصها بفضل التقنيات الجديدة، وكلّ أشكال الدعم التي ظهرت في أكثر من بلدٍ عربي، وأجنبي، ومهما تضاعف عدد الأفلام المُنجزة من طرف سينمائيين عرب، وآخرين من أصولٍ عربية، يبقى محدوداً مقارنة مع نسبة تعداد السكان في عموم البلدان العربية، والمهجر.

الأكثر لفتاً للانتباه، بأنه لو تفحصنا هذا الكمّ المحدود أصلاً، سوف نستخلص منه، وفي أحسن الأحوال، حصيلةً تكفي لمهرجانٍ واحد متخصص بالسينما العربية، ولهذا السبب، لا تجد المهرجانات حلولاً أخرى غير التسامح في اختياراتها، وعرض نفس الأفلام، مع الإشارة بأنّ المهرجانات الخليجية (الدوحة، أبو ظبي، دبي) أصبحت الانطلاقة الأولى لمعظمها، والمصدر الأساسي الذي تنهل منه كلّ المهرجانات اللاحقة في تاريخ انعقادها.

وبدون أن يكون الأمر سلبياً في حدّ ذاته، إذا أحصينا اليوم عدد المهرجانات المُهتمة بالسينما العربية في الداخل، والخارج (وقد أصبح من الضروري حصرها في دليلٍ خاصّ)، سوف نجدها أكثر عدداً من عموم الأفلام الجيدة، والمتوسطة القابلة للعرض في مهرجانٍ واحد (25 فيلماً روائياً طويلاً، 25 فيلماً تسجيلياً، 25 فيلماً روائياً قصيراً، 5 أفلام تجريبية، فيلم تحريك واحد).

مع التأكيد أيضاً، بأنّ بعض هذه الأفلام ليست بالضرورة جيدة، ولكن، تجد لها مكاناً وُفق خطةٍ برمجية خاصة بهذا المهرجان، أو غيره : التيمة، تشجيع الإنتاج الوطني، ذوق المُبرمج، أو الإدارة الفنية للمهرجان...

الجزيرة الوثائقية في

18/01/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)