حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

لقاء قررت منافسة نجمات تركيا

درة: ارتباطاتي الفنية أجلت زواجي

القاهرة ــ عمر محمد

رغم ان نجمات كثيرات عانين من قلة الحضور الفني في الفترة الأخيرة، فإن الفنانة التونسية درة عاشت حالة من النشاط الفني بعد أن شاركت في فيلم ومسلسلين، كما أنها تُحضّ.ر حالياً لفيلم ومسلسل جديدين تتحدث عنهما وعن تفاصيل دورها في كل منهما، وأسباب حماسها لهما، كما تتحدث عن حقيقة خلافها مع مي عز الدين، وقرارها منافسة الدراما التركية، كما تتحدث عن خطيبها وقرارها بتأجيل الزواج قليلاً حتى تنتهي من ارتباطاتها الفنية، واعترافات أخرى في الحوار التالي:

• ما الذي حمسك لبطولة فيلم «مصور قتيل»؟

- أكثر ما حمسني للمشاركة في هذا الفيلم هو السيناريو، فهو مختلف تماماً عن الأعمال التي شاركت فيها من قبل، سواء في السينما أو في التلفزيون، وهو من نوعية أفلام التشويق والإثارة، وبصراحة هذه النوعية من الأفلام نفتقدها كثيرا، حيث نجد أن التركيز يكون على الأفلام الكوميدية والاجتماعية، وأتوقع أن يحقق هذا العمل نجاحاً ضخماً لاختلافه عن الأفلام الموجودة على الساحة السينمائية في الوقت الحالي.

جريمة قتل غامضة

• ما دورك فيه؟

- أجسد في الفيلم ولأول مرة دور طبيبة أمراض نفسية تدعى خديجة، تتوصل إلى معلومات مهمة وخطيرة خاصة بجريمة قتل غامضة، وتحاول من خلال تلك المعلومات التي توصلت إليها، بمساعدة صديقها الصحفي، كشف غموض تلك الجريمة والبحث عن القاتل، ويشاركني في البطولة الفنانان إياد نصار وأحمد فهمي، والفيلم من إخراج كريم العدل.

• وكيف كان التعاون مع فريق العمل؟

- سعيدة للغاية بوجودي مع الفنان إياد نصار، فهو ممثل موهوب للغاية، استطاع أن يثبت موهبته في فترة قصيرة، وقد استمتعت بمسلسله الأخير «المواطن اكس»، وأتمنى أن يجمعنا أكثر من عمل خلال الفترة المقبلة، أما احمد فهمي فأنا سعيدة بكل تأكيد بالعمل معه فهو مطرب موهوب وممثل يمتلك موهبة خاصة.

سوب أوبرا

• هل استقررت على المسلسل الذي تخوضين به سباق رمضان المقبل؟

- بالفعل استقررت على عمل سيكون مفاجأة كبيرة لأنه عمل درامي غير عادي وسيختلف عن اي عمل قُدّ.م من قبل.

• وماذا تقصدين بأنه عمل غير عادي ومختلف؟

- لأنه سيكون من نوعية أفلام «سوب أوبرا»، وهو من نوعية الأعمال الطويلة، حيث انه مكون من ستين حلقة، وهو عمل رومانسي اجتماعي بعنوان «زي الورد»، نستطيع أن نقول انه يتشابه مع المسلسلات التركية التي حققت نجاحاً ضخماً.

• معنى هذا انك تنوين منافسة نجمات تركيا؟

- أرى أننا كفنانين عرب قادرون على صنع أعمال لا يقل نجاحها عن الأعمال التركية، وأتمنى أن يكون مسلسلي هو بداية لتلك المنافسة.

أعمال جريئة

• بمناسبة الحديث عن المسلسلات التركية ما سر نجاحها من وجهة نظرك؟

- كلما شاهدت هذه الأعمال ينتابني شعور بالغيرة والحزن، فلماذا تنال هذه الأعمال نجاحاً ضخماً للغاية، وتحقق نسبة مشاهدة عالية مقارنة بالأعمال المصرية، وبصراحة أدركت السبب، فالدراما التركية تعكس الواقع وتقدم أعمالاً جريئة للغاية وبشكل محترم وجيد، أما نحن فنخشى التطرق إلى هذه الموضوعات والقضايا بالرغم من أن مجتمعنا المصري والعربي يعاني منها.

زي الورد

• حدثينا عن تفاصيل مسلسل «زي الورد»؟

- المسلسل رومانسي اجتماعي، ولكنه لا يخلو أيضاً من الأحداث السياسية، لأن أحداثه تدور في الفترة التي سبقت الثورة المصرية بعام كامل، وتنتهي بتنحي الرئيس السابق حسني مبارك، والمسلسل من تأليف فداء الشندويلي وإخراج سعد هنداوي ويشاركني بطولته الفنانون يوسف الشريف وصلاح عبدالله ومحمد نجاتي والمطربة اليمنية اروى وهاني عادل وسيمون.

• وماذا عن دورك؟

- لا أريد الكشف عن تفاصيل دوري في الوقت الحالي، لكنني أؤكد أن دوري مؤثر، وهو محور للأحداث، وأجسد دور مدرسة أطفال تقرر العمل في شركة كبيرة.

لا خلافات

• ما حقيقة خلافك مع الفنانة مي عز الدين؟

- هذه إشاعات لا أساس لها من الصحة، ترددت عندما عملنا معاً في مسلسل «آدم» مع تامر حسني، وهدفها الإيقاع بيني وبين زملائي في الوسط الفني، فقد قيل بأنني لم أحضر حفل إطلاق ألبوم تامر حسني الأخير بسبب وجود مي وهذا الكلام غير صحيح، والحقيقة انني لم احضر لانشغالي بتصوير مسلسل «الريان» وقتها، وقد عادت الإشاعات من جديد عندما تغيبت مي عن حضور الاحتفال الخاص بنجاح مسلسل «آدم» ووجودي في هذا الاحتفال، إلا أن الحقيقة أن مي كانت مشغولة بتصوير عمل سينمائي جديد.

أنا محظوظة

• هل ترين انك كنت محظوظة في عام 2011 لوجودك في أكثر من عمل في حين أن نجمات كثيرات عانين من الكساد؟

- هذا صحيح، فبالنسبة لي هذا العام كان ممتلئاً بالأحداث السعيدة والإنجازات الفنية التي أضافت إلى مشواري الفني، فقد شاركت في مسلسلين هما: «الريان»، وحققت من خلاله نجاحاً مهماً للغاية، وقد تفاعل الجمهور مع شخصية سميحة. كذلك مشاركتي في مسلسل «آدم»، وكانت بمنزلة إضافة قوية لمشواري الفني. أما على المستوى السينمائي فقد شاركت محمد سعد في بطولة فيلم «تك تك بوم»، وأنا أشعر بالرضا الكبير لما حققته هذا العام، وأتمنى أن احقق مزيداً من النجاح فى عام 2012.

• ومتى سنسمع خبر زواج درة؟

- في أقرب وقت، ولكنني أجّلت هذه الخطوة بسبب انشغالي في بعض الأعمال الجديدة، سينمائياً وتلفزيونياً.

• وهل من الممكن أن يؤثر زواجك على مشوارك الفني؟

- لا، وذلك لسبب بسيط وهو أن خطيبي متفهم لطبيعة عملي فهو يدعمني ويشجعني، وبالتالي لا أشعر بقلق تجاه هذا الأمر.

القبس الكويتية في

14/01/2012

 

تجارب محدودة بعضها تعثر

الرواية الأردنية خارج مشهد المسرح والسينما والدراما

عمّان - ماهر عريف:  

باستثناء تجارب محدودة ظلت الرواية الأردنية خارج مشهد المسرح والدراما التلفزيونية والسينما، ولم يستند القائمون على الأعمال المرئية إلى إصدارات أدبية على غرار أوساط عربية محيطة، وبقي الجدل مستمراً حول جانب الخلل في هذا النطاق: هل هو افتقاد “الحبكة” الصالحة للتحويل أم وجود تخوّف وتجاهل وسوء في التعامل؟

ورغم ظهور مسلسل “سلطانة” قبل نحو ثلاث سنوات وفق أحداث مأخوذة عن رواية للأديب الراحل غالب هلسا تحمل العنوان نفسه ووجود تجارب محدودة في القرن الماضي، فإن محاولات أخرى مواكبة وسابقة وتالية راوحت مكانها ولازمتها عثرات ومعضلات منها عدم عرض عمل مرتكز على رواية جمال ناجي “مخلفات الزوابع الأخيرة”، وتأخير بث آخر معتمد على رواية سميحة خريس “دفاتر الطوفان” وانفراط مشروع مواز كان مرتكزاً على رواية إبراهيم نصر الله “زمن الخيول البيضاء”، ولم ير خامس مستوحى من رواية إلياس فركوح “أرض اليمبوس” النور .

يقول الروائي جمال ناجي: هناك روايات أردنية كثيرة تستحق تحويلها إلى أعمال فنية استناداً على ثرائها وقدرتها على ملامسة قضايا مهمة وفق قالب شائق ومتميز، لكن المعضلة إنتاجية بالدرجة الأولى وتنسحب نتائجها على تراجع حال الدراما ومعاناتها .

ويضيف: عندما اقترحت جهة إنتاجية تحويل روايتي “مخلفات الزوابع الأخيرة” إلى مسلسل وافقت قاصداً نقلها إلى صورة مرئية تصل إلى شرائح متفاوتة في المجتمع، ورغم إنجاز ذلك قبل نحو أربع سنوات، إلا أن التجربة لم تعرض على الشاشات حتى الآن وعلمت أن السبب يعود إلى بيع العمل لمصلحة قناة تلفزيونية مختلف عليها وعدم إمكانية تسويقه بعيداً عنها، ما يجعله رهن قراراتها وحدها .

إجمالاً لست راضياً بدرجة كبيرة عن هذه التجربة سواء ما يتعلق بمستوى الاهتمام بالمسلسل أو ما يتعلق بملاحظات وقضايا لازمت أسلوب ومعطيات تنفيذ السيناريو الذي توليت كتابته بنفسي، وإزاء ذلك ليس من السهل قبولي تكرار تجارب مشابهة إلا ضمن شروط يلتزم المنتج تطبيقها واقعياً وإلا فلست بحاجة إلى الموافقة مجدداً .

ويتابع: ثمة تخوّف مشروع لدى أصحاب الروايات من سوء تعامل الإنتاج مع مضامينها واعتبارها مجرد عمل درامي معتاد ينجز بالطريقة الدارجة من دون منحها حقها واللجوء إلى اختصار تفاصيل مؤثرة تفقدها قيمتها، وشخصياً رفضت تحويل روايتي “عندما تشيخ الذئاب” إلى فيلم سينمائي بعدما اطلعت على ميزانيته المتواضعة وخشيت انعكاسها سلباً على الرؤية المتكاملة والعناصر الضرورية، وأدعو إلى مواقف مشابهة حال عدم توفير التمويل الكافي للتنفيذ .

ووصف ناجي تجارب “مسرحة” الرواية الأردنية بأنها “محاولات لم تنضج” وعلق: لم تتحول بعد إلى فن قائم بذاته قادر على الإقناع ويمكنه جلب الحضور كما في دول عربية وأوروبية انتهجت ذلك منذ عقود، ونحن لا توجد لدينا تقاليد واضحة ومتراكمة في ما يسعى البعض إلى “اجتراح” أشكال مسرحية من عمل روائي .

وذكر ناجي وجوب حصد الرواية وصاحبها والعمل الفني مكاسب فكرية ومهنية تعود بنفع معنوي على الجمهور، مستدركاً بأن واقع الحال يشير إلى خسارة الأطراف كافة ارتكازاً على طرائق التنفيذ المتبعة آنيا والتي وجدها ناجي لن تقدم خطوات مفيدة طالما استمرت على حالها .

ويحمّل الناقد والروائي هاشم غرايبة المنتجين وأهل الفن مسؤولية عدم التنقيب عن روايات ثرية في أحداثها الدرامية ويقول: ليست هناك متابعة جادة وانتقائية للإصدارات وثمة اتجاه صوب السائد والسهل من الكتابات السطحية والخفيفة والمفتقدة للقيمة وفق موضوعات مستهلكة يفرضها من يملكون المال وجهات العرض .

ويرى غرايبة أن الأعمال الفنية حال استنادها على روايات متميزة ستنحاز إلى اهتمام المشاهدين شكلاً ومضموناً وعقب: أثبتت تجربة محلية سابقة نجاحها حين قادت إدارة الإذاعة الأردنية في مرحلة سابقة مشروعاً بارزاً في تحويل بعض القصص والروايات إلى تمثيليات مسموعة كان ينتظرها المتابعون وحققت أصداءً واسعة بين الناس، في ما نال الأدباء وقتها إنصافاً لائقاً حفزهم ناحية المواصلة . وتابع: ليست مهمة الروائي حمل إصداره وطرق أبواب شركات الإنتاج والجهات الإعلامية المرئية راجياً تحويلها إلى عمل فني لأنه لا يروّج سلعة تجارية محضة تقصد الربح المادي ويحتفظ بمكانة تنطلق من معايير مهنته، في وقت نجد الموضوعات الداعمة للارتقاء بذائقة الجمهور مفقودة .

ولفتت الروائية سميحة خريس إلى تفضيلها كتابة سيناريو مسلسل “دفاتر الطوفان” المأخوذ عن روايتها وفق العنوان ذاته وعلقت: رأيت في ذلك اطمئناناً أكبر جهة المحافظة على مضمون الأحداث وتبقى لكل مخرج رؤيته الخاصة عند التنفيذ ولست مع تدخل الروائي أثناء التصوير، ولا أعتقد أن مخاوف إنتاجية من الخلافات الموضوعية اللاحقة يقود إلى تجنب الأمر، وإنما حاجة التحويل إلى مراحل عدة وبحث دقيق، وربما خشية طرق جوانب اجتماعية وغيرها ذات شأن والارتكاز على مادة جاهزة وسريعة أحياناً .

ويعتقد الفنان محمد العبّادي صاحب الرصيد الكبير من الأعمال الدرامية أن العلة تكمن في افتقاد الساحة الفنية أساساً للمسلسلات التي تناقش قضايا اجتماعية مدنية وفق صيغة عميقة تفتح المجال أمام الاستعانة بالروايات، ويقول: امتثالاً لمقتضيات العرض والطلب أصبحت الفضائيات تستدعي التجارب البدوية والتاريخية من الأردن وابتعدت عن سواها ما وضع أفكاراً وتطلعات معتمدة على إصدارات أدبية فوق الأرفف أو داخل الأدراج .

ويستطرد: الرواية مظلومة في هذا النطاق ولم نستطع حتى الآن تحويل تجارب ناجحة ومهمة على الورق إلى رؤى بصرية، وعندما فعلت إحدى جهات الإنتاج ذلك وفق محاولة أو اثنتين واجهت ظروفاً صعبة في الوقت ذاته إثر معيقات أخرى، ما أبقى التطلعات في مهدها ناحية المواصلة .

ويكمل: في المقابل تعاني توجهات “مسرحة” الرواية من مشكلة ارتباط العروض بمهرجانات موسمية وعدم جرأة المعد أو تفضيله اللجوء إلى “مختصرات” وقوالب جاهزة من الأدب العالمي، ولا يمكننا التعويل كثيراً على السينما حالياً في هذا المجال، لأن تجاربها الأردنية أساساً معدودة ونأمل توسيع نطاقها وارتكازها على إصدارات أدبية داعمة .

الخليج الإماراتية في

14/01/2012

 

عودة إلى كلاسيك السينما (12):

"مدافع نافارون"

حميد مشهداني من برشلونة:  

في بداية الستينات، وبعد عرض الفيلم في بغداد صار هذا ايقونة عشاق السينما في تلك المدينة الجميلة والمسالمة انذاك، فعرضه كان شبه مستمر في كل دور السينما العديدة، من شارع السعدون الى علاوي الحلة مرورا بحي الشواكة. وحتى عنوان الفيلم صار مصدرا للعديد من الامثال الشعبية.

في ذاكرتي طريفة تتعلق بهذا الفيلم، حينها كنت اعاني من وعكة صحية بسبب برد ذالك الشتاء الستيني وكنت مردتديا "روب" فوق ملابسي العادية حينما فاجأني بعض الاصدقاء بزيارة دون سابق انذار، وهم في طريقهم الى دار "سينما زبيدة" وهذه كانت قريبة من البيت نسبيا، الفكرة كانت ان ارافقهم لمشاهدة فيلم "مدافع نافارون" وهذا كنت قد شاهدته سابقا في سينما "ريجينت" وبعد الملحة، والاخذ والرد وجدتني في واحدة من عربات النقل الشعبية السريعة التي تغطي الطريق بين "علاوي الحلة" وحي "الكاظمية" وبيتي كان في شارع موسى الكاظم الذي يربط كل الاحياء المحاذية لنهر "دجلة" العظيم، لم تنفع حججي أني شاهدت الفيلم، بجانب علتي الصحية ذالك المساء، اقتنعت اخيرا بينما كانت عربة النقل تقترب بسرعة اسوار مقبرة "الشيخ معروف"، كان سعر السفرة 10 فلوس، وبطاقة السينما كان سعرها 40 فلسا.

شاهدنا الفيلم، و خرجنا من "سينما زبيدة" التي كانت مشيدة حديثا، و كانت دار عرض انيقة في حي شعبي، و في البهو كان من العادة ان يتجمع المشاهدين لتبادل الانطباعات عن الفيلم و شرب قناني "بيبسي كولا"، في هذا الحال كنت مع اصدقائي حين اثار انتباهي نظرات وهمس بين فتاتين، انا كنت هدف الهمس هذا و كنت فخورا به لمدة عشرة ثوان، لم يكن ذالك أعجابا بي و حالا اكتشفت انني مازلت مرتديا "الروب" فوق ملابسي كما بهلوان في سيرك، و شعرت باحباط، و خجل ضاعف قلة مناعتي الصحية، و عاتبت نفسي نسيان هذا الروب اللعين فسارعت الاختفاء خلف احدى الستائر لاانزع هذا الرداء السخيف كي اظهر بعد لحظة في صورة اكثر سخافة، ففي ذالك الشتاء البارد كنت ارتدي ملابس خفيفة، في هذا المظهر المضحك لبعضهم، و المبكي لي، و الروب الملفوف تحت ابطي لم اجد حلا غير الاسراع في الخروج من الصالة كي ارتمي في المقاعد الاخيرة في واحدة من العربات التي تمر منزلي، لاعنا طريقة اصدقائي هذه الدعوة.

 في فترة المراهقة اكثر ما كان يثيرنا من الافلام كانت "طرزان"و "هرقل" و افلام "الكاوبوي" حيث لا قنابل و لا متفجرات هائلة، هذا كان تحولا في طريقة المشاهدة للسينما، و بدا اهتمامنا بما يسمى اليوم افلام "الاكشن".

بجانب العنف والمغامرة يطرح الفيلم قضايا انسانية و عاطفية، و مواقف اخلاقية حاسمة، فحربية الشريط لم تترك جانبا طراوة المشاعر الانسانية السامي منها والساذج، و حتى الشكيك الوجودي في جدوى الحرب، و نرى في نسبة متعادلة الشرط الانساني في اطار مثير ملئ بالمغامرة والتوقع.

فيلم "مدافع نافارون" الذي انتج في عام 1961 بتعاون بريطاني –اميركي من قبل شركة "كولومبيا" يعيد الى الذاكرة وسائل صناعة السينما قبل 5 عقود، أقصد أفلام الحرب و المغامرات، ففي ذالك الحين كان الابداع في هذا المجال يبدو حرفيا، و يدويا، لو نقارنه بافلام الاكشن المعاصرة. حيث تبنت صناعة السينما الان اداة "الكومبيوتر" لخلق أكثر اللقطات اثارة بالنسبة للمشاهد، فاليوم شركات الانتاج السينمائي ليست بظرورة ان تعاقد الاف من "اكسترا" كما في فيلم "سبارتاكوس" ل"كوبريك" او "لورنس العرب"ل "ديفيد لين" مثلا. نأخذ فيام "المصارع"ل "ردلي سكوت"وهو شريط رائع بدون شك، ولكن المخرج صنع اكثر من نصفه مستخدما "ديجيتال"الكومبيوتر المتطور، وهذا صار عاديا في يومنا هذا، الجميل في هذا الفيلم الذي نحن بصدده الان هو ان الحكومة اليونانية قدمت للمخرج كل وسائل وامكانيات وزارة الدفاع من عربات، و مدرعات حربية، و الافا من الجنود كي تمنح نوعا من الواقعية للشريط.

قصة الفيلم تختصر في محاولة قوات الحلفاء تدمير حصنا مطلا على بحر "ايجة"كانت القوات النازية قد استولت عليه في بداية الحرب العالمية الثانية، حيث نصبت اقوى الاتها الحربية في مرتفع حيث تقع قرية "نافارون" وهذه كانت المدافع المدمرة و الرهيبة، و البعيدة المدى و التي كانت لا تسمح لاأساطيل الحلفاء في التحرك بحرية في هذه النقطة من البحر المتوسط، و هذا أقلق الحلفاء و الحكومة البريطانية بشكل خاص، و تدمير هذه المدافع صار امرا مصيريا، و لكن وعورة موقعه، و الدفاع الجوي الالماني المحكم كان يجعل مستحيلا تنفيذ هذه المهمة. و هنا تلجاء وزارة الحرب البريطانية الى محترفين من مقاومي النازية مثل "كيث مالوري"الذي يؤدي دوره بقناعة رائعة "غريغوري بيك"1916-2003 وهو خبير في تسلق الجبال، هذا كان الشرط الرئيسي، وخبيرا في المتفجرات، و بسبب تعاونه السابق مع المقاومة ضد النازية في اليونان تختاره المخابرات البريطانية ليعود الى اليونان مع فريق خاص من الجنود، خلف خطوط العدو، و بعد الهبوط في مظلات، تبدأالرحلة القاسية الى "نافارون" بجانب أفراد المقاومة اليونانية، رحلة مليئة بالمغامرة و التوقع الذي يأخذ الانفاس، حيث يظهر الحقد الضغين السابق بين "مالروي"و "اندريه ستارفروس"الذي يؤدي دوره "انتوني كوين"1915-2001 في أجمل اعماله السينمائية، و بأعتقادي ان المخرج الاميركي "ج. لي تومبسون"1914-2002 اللاجئ في بريطانيا بسبب عدم تعاونه مع لجنة مكافحة الشيوعية التي قادها السيناتور السكير"ماكارثي"، أراد ان يخلق جزا من الاسطورة الاغريقية باضافة "اوليسيس"المشهور في الالياذة بذكائه وشجاعته، و هذا ما يحصل مع "انتوني كوين" فهو احيانا "داهية" جبانا امام الالمان، و شجاعا احيانا أخرى حسب شروط المغامرة. ثم تتفجر المشاعر الانسانية في حالات عالية في الحدة بين المجموعة حينما يتركوه أسيرا جريحا بيد الالمان و بعلومات غير صحيحة حول الخطة، و هم على يقين بأن رفيقهم هذا سيعذب حتى الموت، هنا واحدة من قمم الفيلم حيث يبدأ نقاش حاد حول جدوى الحرب بين قائد المهمة و "ديفيد نيفين"1910-1983 الذي يلعب دور ضابط احتياط أجبر على المشاركة في هذه المهمة، وهنا لا يترك المخرج فرصة طرح الفكاهة الانكليزية الشهيرة على لسان هذا الضابط ليعطي للفيلم نوعا من المرح بين لحظة وأخرى، هنا اقصد الفكاهة الانكليزية الذكية،

عنوان الفيلم هو "مدافع نافارون" ولكننا لا نرى الا الدقائق الاخيرة منه، حيث تنتهي العملية بنجاح، ولكن القصة التي كتبها الكاتب الاسكتلندي "اليستر ماكلين" 1922 – 1987 الشهير برواياته الحربية، هنا يركز على الشرط الانساني و يطرح غرابة هذا في ظروف الحرب. النزاع بين الضمير و الواجب الوطني والعسكري و نتائجه، من سيحسم هذا امام وضع محدد و حرج في حالة مصيرية؟ ففي سفرة المغامرة المصيرية هذه نرى كل الانفعالات الانسانية.  من الحب الى الحقد و الخيانة.

في هذا الفيلم تدخل الممثلة اليونانية "ايرين باباس"1926. ابواب هوليوود في أفلام لاحقة، تؤدي دورا عالي الانفعال كعضوة في المقاومة اليونانية ضد النازية، في الفيلم تتخلى عن اصلها المسرحي لتواجه الكاميرا السينمائية بحرية تثير الاعجاب.

موسيقى الفيلم يضعها واحدا من اشهر مؤلفي الموسيقى التصويرية على مدى العقود السبعة الاخيرة "ديمتري تومكين" هذا يجهد في البحث الموسيقي اليوناني الشعبي بالحانه و ادواته الموسيقية الشرقية،، مثل "العود" و أجمل المقاطع هي تلك التي تعزف و تغنى في حفل زفاف.

اما التصوير كان على عاتق المحترف "اوزوالد مورس" كان رائعا ولو كان تصويره عاديا لما فاز بجائزة الاوسكار اثنين من خبراء المؤثرات التصويرية "بل وارنغنتون"و "كرس غرينهام". كان الفيلم قد رشح الى 7 جوائز اوسكار في 1962.

أهدي هذا المقال الى السينمائي –جمال السامرائي-

إيلاف في

13/01/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)