حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

د. وليد سيف يكتب:

نجيب محفوظ وفن السيناريو

كان معروفا لدى الكثيرين أن لنجيب محفوظ عددا من الأعمال فى مجال التأليف السينمائى. ولكن كانت شهرته الطاغية فى مجال الأدب وإنتاجه الغزير فى مجال القصة والرواية يجعلنا نتعامل مع دوره فى السينما بدرجة أقل من الإهتمام.

فى الدورة العشرين من مهرجان القاهرة السينمائى فى عام 1996 قامت إدارة المهرجان  بإجراء إستفتاء بين مجموعة من  النقاد والفنانين، بمناسبة مئوية السينما، لاختيار أفضل مائة فيلم فى تاريخنا السينمائي.

وكانت المفاجأة المثيرة للدهشة أن نجيب محفوظ احتل المركز الثانى بين كتاب السيناريو فى الإستفتاء برصيد 9 أفلام بعد على الزرقانى برصيد 11 فيلما.

والقائمة تضم علاوة على هذه الأفلام التسعة، ستة أفلام شارك فيها محفوظ ككاتب أو معد للقصة السينمائية بالإضافة إلى عشرة أفلام بالتمام والكمال، أعدتها السينما عن رواياته وقصصه الأدبية القصيرة . أى أن بصمة نجيب محفوظ وتوقيعه مسجل على أشرطة السلولويد لخمسة وعشرين فيلما ضمن 100 عمل رائع فى تاريخ السينما المصرية.

نسبة بارزة

كان من المتوقع أن تحظى الأفلام المعدة عن رواياته بنصيب كبير. ولكن لم يتوقع أحد أن تمثل وحدها نسبة عشرة فى المائة من أفضل الأعمال عبر قرن من السينما.

وكان فى مرحلة ما منذ نهاية الخمسينيات تقريبا قد ارتبط إسمه أكثر بكتابة القصة السينمائية وإعدادها فقط مكتفيا بهذا الدور فى مرحلة إنشغاله بمناصب حساسة وقيادية فى مجال السينما والتى لجأ صناعها إليه بعد أن لمع إسمه وثبتت مكانته العالية فى مجال الأدب بالإضافة إلى خبرة معقولة حققها فى مجال السيناريو.

ولكن الأمر الذى لم يتوقعه كثيرون أن يحظى بهذه المكانة الكبيرة فى مجال السيناريو تحديدا رغم قلة أعماله به. وكان محفوظ قد إقتحم هذا المجال فى النصف الثانى من الأربعينيات وبدأ الكتابة كمحترف  وهو مازال يتعلم أصوله كفن. وقدم فى بداياته أعمالا محدودة القيمة متوسطة المستوى، كما ساهم فى أعمال إعتبرها البعض تنتمى لسينما التجارة أكثر من إنتمائها لفن الفيلم.

سؤال

لهذا يفرض السؤال نفسه بقوة عن كيف أمكنه تحقيق هذه الطفرة فى المستوى الفنى فى معظم سيناريوهاته خلال ما لا يتجاوز العقد الواحد إلا بقليل، تلك الفترة التى أنجز فيها معظم سيناريوهاته من 1947 وحتى 1959.. وكيف أمكن لهذا الإنجاز أن يتحقق لكاتب سيناريو لم يتفرغ مطلقا لهذا الفن الصعب الذى يستحوذ على كل وقت وطاقة من يعمل به. وهو لا يتطلب فقط مقدرة إبداعية وموهبة فنية وطاقة ذهنية ولكنه يتطلب علاوة على كل هذا، قدرة على الإقناع بوجهة نظره فى مختلف تفاصيل العمل وشجاعة فى الاختيار بين الفرص المتاحة له والفنانين والمنتجين الذين يجدر به أن يتعامل معهم. وأيضا قدرة على الحسم فى المواقف أثناء المناقشات والمفاوضات حول إجراء التعديلات.. وكذلك مهارة فى المناورة والمحاورة من أجل تحقيق عمله بالصورة الأكمل طبقا لرؤيته التى يؤمن بها.

وكل هذا فى ظل ظروف عمل جماعى أو ثنائى غالبا يشاركه فيه زميل ويتدخل فيه الكثيرون ممن قد يكونوا أقل فى الفكر و الموهبة والثقافة ولكنهم فى الغالب أقدر على فهم السوق ومتطلباته بمفهومه التقليدى، بحكم خبرتهم السابقة عليه أو سابقة أعمالهم الكبيرة.

أعتقد أن هذه التساءلات شغلت الكثيرون. ولكنها شغلتنى بشكل خاص بحكم تجربتى القصيرة فى مجال كتابة السيناريو والتى وجدت فيها مشقة ما بعدها مشقة وأزمات وخلافات فى وجهات النظر، وأعمالا ترى النور بعد أن تتجرد من أى قيمة أو محتوى فكرى أو خيال أو طموح سينمائى.

هذا فضلا عن معاناة المواجهة الدائمة مع التدخلات الحادة والسافرة فى شؤون التأليف، التى يعانيها كل من يعمل فى هذا المجال، بوسائل وحجج ما أنزل الله بها من سلطان.

لكل هذا وقفت مشدوها أمام كاتبنا الكبير الذى استطاع أن يروض هذه الآلة الجهنمية الجبارة ويخضعها له فى جانب من وقته الذى إقتطعه من مشروعه الروائى الكبير.  لهذا كان كل ما يكتب حول هذا الجانب الإبداعى لدى نجيب محفوظ  يثير إهتمامى و يزيد من فضولى و يضيف إلى حجم حيرتى و كم تساءلاتى.

شراكة مع أبو سيف

بدأت علاقة نجيب محفوظ بالكتابة المباشرة للسينما، كشريك فى كتابة السيناريو لعدة أعمال مع المخرج صلاح أبو سيف قبل أن يتوسع فى أعماله مع مخرجين آخرين.

كان هذا قبل أن تتجه السينما إلى الإعتماد على نصوصه الروائية والأدبية كمصادر نهلت منها العديد من روائعها إعتبارا من عام 1960 (تاريخ عرض فيلم بداية و نهاية عن روايته الشهيرة بنفس الاسم). وكان هذا أيضا قبل أن يكتفى محفوظ غالبا لفترة إمتدت من 1963 حتى 1976 بممارسة مهنا محددة فى مجال الكتابة السينمائية كتأليف القصة السينمائية أو إعدادها.

ومن المعروف طبقا لتصريحاته وصلاح أبو سيف أن أول سيناريو عمل فيه كان بعنوان (مغامرات عنتر و عبلة)، إلا أن أول أول ظهور لإسمه على تيترات فيلم روائى طويل كان فى (المنتقم) الذى شهد أول عرض تجارى فى عام 1947. فقد تأجل عرض "مغامرات عنتر وعبلة" لظروف إنتاجية. وفى فترة التعثر الإنتاجى طلب أبو سيف من محفوظ أن يكتب له (المنتقم). وتوالت سيناريوهات نجيب محفوظ ومساهماته فى الكتابة السينمائية تحت مسميات وتخصصات مختلفة (إشتراك فى السيناريو – إنفراد بالسيناريو– قصة و سيناريو– معالجة قصة– قصة سينمائية).

والحقيقة أن إسهاماته المتنوعة فى مجالات الكتابة هى تعبير عن موهبته العالية. كما عبرت أيضا عن تقدير السينمائيين له وحرصهم على الإستفادة من جهوده.

ومن الجدير بالذكر أن السينما المصرية كانت أيضا فى سنوات مجدها فى الخمسينيات والستينيات تحقق على الأقل الحد الأدنى من التماسك الفنى والدرامى فى كثير من أعمالها. وكانت تظهر بها أجيال جديدة من الفنانين المثقفين. وتتراكم كوادر من المخضرمين أصحاب الوعى والتجربة فتتزايد قيمة نجيب محفوظ لديهم ويدركوا عمق فكرة وجهودة للنهوض بمستوى السيناريو وتصاعد تمكنه من اللغة السينمائية وقدرته التعبيرية بأدواته الدرامية من شخصيات ومواقف وأفكار وتفاصيل موحية ومؤثرة.

وكان فن السيناريو فى مصر أيضا فى طريقه لأن ينتهج الأساليب العلمية بعد أن كان يعتمد على الموهبة البحتة وعلى خبرات كتاب المسرح القدامى أمثال بديع خيرى وأبو السعود الإبيارى الذين تشكلت ثقافتهم وتطورت خبراتهم أساسا فى مجال المسرح. فجاءوا إلى السينما بالتراث و التقاليد المسرحية. ولم يكن بإمكانهم أن يتطوروا كثيرا لظروف السن و النشأة.

وكانت اللغة السينمائية قد تجمدت عند حدود معينة.  وكانت الموضوعات قد أصبحت متكررة بحكم الإرتباط بالإقتباس من الأفلام والنصوص المتاحة بحدودها الضيقة. وكانت السينما المصرية قد بدأت تعى بضرورة تنويع موضوعاتها والإعتماد على مصادر محلية لأفكارها أو بالتوسع فى القتباس من مصادر أرقى من كوميديات الفودفيل الغالبة أو ميلودرامات التسلية الباكية السائدة.

وكان جيل جديد من شباب المثقفين من الأدباء و المهتمين بالفن قد بدأ يتسلل إلى السينما ويسعى إلى عرض مواهبة و ثقافته وخبراته. وفى ظل هذه الاجواء كان وجود نجيب محفوظ وسط كوكبة من الكتاب الجدد يتنافسون ويتعاونون ويتواصلون ويتجادلون، فيثمر كل هذا عن نهضة فنية سينمائية وتطور فى فن الكتابة، وعن إبداع خلاق قد يضم فى عمل واحد عدة أسماء من كبار الادباء كتاب السيناريو و الحوار. وهو ما نراه فى إشتراكه مع على الزرقانى وعبد الرحمن الشرقاوى ووجيه نجيب فى سيناريو فيلم (جميلة) عن قصة يوسف السباعى.. أو فى اعتماده على قصة تيريز راكان لإميل زولا ليشاركه صلاح أبو سيف السيناريو ويتركا مهمة كتابة الحوار للسيد بدير.. أو فى إشتراكه مع أمين يوسف غراب فى كتابة قصته "شباب إمرأة" ليتركا الحوار أيضا للمتخصص السيد بدير.. أو فى إنفراده بكتابة السيناريو ولكن عن قصة مشتركة بين توفيق صالح وكامل يوسف ويكتب لها الحوار محمد أبو يوسف فى (إحنا التلامذة) أو فى كتابته لسيناريوهات عن روايات لزميله الأديب إحسان عبد القدوس ومنها (انا حرة والطريق المسدود) لا يشترك زميله بها كما لا يشترك هو كعاته فيما سيكتبه زملائه لاحقا عن نصوصه الأدبية بوعى الجراح عن صعوبة إستخدام مشرطه مع فلذة كبده.

ذلك الزمن الجميل

وتتوالى الأعمال التى تثير قراءة أسماء من شاركوا فى كتابتها التأمل فى ذلك الزمن الجميل وهذا التجمع العظيم لأسماء كانت ومازالت لامعة فى سماء الفن والأدب والسينما. وكانوا جميعا على إستعداد ايضا لتعلم أصول هذا الفن بلا تكبرأو إستعلاء، كعلم له قوانين وقواعده وكوسيط تعبيرى له أدواته.

من هنا كان تلاقى نجيب محفوظ مع السينما فى أفضل ظروفها فى فترة توازت مع نضجه الفنى والثقافى وإرتفاع مكانته الأدبية وتلاقى فيها مع مجموعة من زملائه المتميزين.

كان إنجاز نجيب محفوظ فى مجال السيناريو هو التعبير الحقيقى عن عبقرية هذا الزمن الذى إحتواه هو وزملاءه. وكانت عبقرية نجيب محفوظ فى أنه إستطاع أن يكون قاسما مشتركا فى أكبر كم من الروائع.. ولكن إنجاز محفوظ  كان من الممكن أن يتحقق بشكل أكبر وبصورة أفضل لو كانت السينما أكثر وعيا وقدرة على إستيعاب هذه الطاقة الذهنية  المتوقدة وهذه الموهبة المتفردة. فهو رغما عما حققه من نجاح إلا أنه لم يكن راضيا كل الرضا عن عمله فى السينما. ولكنه على أى حال حقق أفضل الممكن فى ظل وجوده فى أفضل ازمنة السينما المصرية وفى ظل ظروفها الخاصة وثقافة جمهورها وطابعها التجارى والإستهلاكى الذى تفرضه عليها طبيعة وضعها وموقعها وسوقها الكبير بمتطلباته المختلفة وأذواقه التى يصعب إرضائها إلا بكثير من التنازل وهو ما لم تسقط فيه سيناريوهات نجيب محفوظ إلا قليلا.

عين على السينما في

30/12/2011

 

السينما المصرية وعام الثورة:

ترتيب أوراق فى انتظار وضوح الرؤية

محمود عبد الشكور 

آخر ما كان يتخيله صنّاع وموزعو السينما المصرية أن يكون عام 2011 لحظة فارقة فى تاريخ مصر الطويل لأنه العام الذى شهد لأول مرة فى التاريخ عملية خلع أحد الفراعنة (التافهين) الذى التصق بمقعده لمدة 30 عاماً متصلة.

الحق أن أحداً لم يتوقع أن يراكم تأثير الغضب المجتمعى والتوتر المتصاعد ثورة شاملة، رغم أن أفلاماً سينمائية فى مواسم سابقة تواترت فيها مشاهد الإنفجار المدمر من ثورة الجياع المباشرة فى فيلم خالد يوسف "دكان شحاتة"، الى انفجار المرجل البخارى العملاق فى أحد أهم أفلام موسم 2010، وهو فيلم "بنتين من مصر" تأليف وإخراج محمد أمين.

فاجأت ثورة يناير صالات العرض وصنّاع الأفلام فى بداية الموسم السينمائى الجديد. كانت دور العرض قد استقبلت لتوّها ثلاثة أفلام روائية طويلة فقط أولها فيلم "الشوق" الفائز بجائزتى الهرم الذهبى لأفضل فيلم في مهرجان القاهرة السينمائي، وجائزة أفضل ممثلة لسوسن بدر من نفس المهرجان فى نهاية 2010، وفيلم "فاصل ونعود"، بطولة كريم عبد العزيز وإخراج أحمد نادر جلال، ثم أحد أفضل وأنضج أفلام السينما المستقلة وهو"ميكروفون" الذى كتبه وأخرجه أحمد عبدالله.

ومن المفارقات أنه إذا كان"فاصل ونعود" مجرد فيلم تقليدى مُتقن الصنع يقوم على التشويق والحركة، فإن "الشوق" و"ميكروفون" كانا من الأفلام الفنية التى تحتمل بسهولة ودون جهد تفسيراً سياسياً ، فقد بدا بوضوح أن الشوق فى الفيلم الأول ينسحب الى التوق الى الحرية والخروج من الإنسحاق والمهانة وإهدار الكرامة الإنسانية، وظهر أيضاً بوضوح أن مشكلة الجيل الشاب فى فيلم "ميكروفون" ليست فى أن يغنى فقط ، وإنما أن "يفرض صوته" على تلك الأجيال التى احتكرت الغناء. وكان التفسير السياسى للفيلم أن الجيل الشاب قرر أن يخطف الميكروفون بنفسه، ودون طلب أو رجاء.

مفارقة غير مقصودة

واستمراراً للمفارقة غير المقصودة بالطبع فقد اندلعت الثورة مع بداية العرض التجارى لفيلم جديد خفيف بعنوان "365 يوم سعادة" من بطولة أحد أكثر النجوم ابتعاداً عن السياسة فى أفلامه وهو أحمد عز، ثم تجمّدت الصورة تماماّ حتى سقط مبارك، مات موسم إجازة نصف العام الدراسى الذى جاء فى قلب الثمانية عشر يوماً العاصفة، وبعد فترة سكون عُرض أول أفلام ما بعد الثورة  بعنوان ""euc، الذى صوّر قبل الثورة، والذى يتعرّض رغم ركاكته الفنية ورغم اقتباسه من فيلم أمريكى، لما يقترب من ثورة شبابية لكى يدرس الطلاب ما يريدون هم أن يدرسوه، لا ما يريد الآباء تلقينه لهم.

كان واضحاً أن كل خطط الموزعين والمنتجين(بافتراض وجودها) قد ارتبكت، كانت المشكلة أيضاً فى تأثير الإنفلات الأمنى وسوء إدارة المرحلة الإنتقالية على إقبال الجمهور على السينما، ونتيجة لذلك تخبطت الأفلام ما بين إضافات قسرية للأفلام من أجل "تثوير" أعمال سبق تصويرها (كما حدث مع فيلمى الفاجومى وصرخة نملة)، أو تصوير وعرض أفلام صنعت بعد الثورة مستلهمة بعض موضوعاتها  بتفاوت واضح فى المستوى الفنى (من تك تك بوم الى أمن دولت وصولاً الى الفيلم الوثائقى تحرير 2011)، أو تطعيم بعض الأفلام بإفيهات كوميدية من وحى الثورة (كما فى أفلام مثل سامى أكسيد الكربون وأنا باضيع ياوديع وشارع الهرم)، بل إن الموسم استوعب إخراج كل ما فى العلب لعرضه لجس نبض الجمهور على اختلاف أذواقه، فعّرض فيلم هزيل الإنتاج مثل "فوكك منى" مع فيلم ضخم الإنتاج من إنتاج وزارة الثقافة مثل "المسافر" مع فيلم مستقل مثل "حاوى" من إخراج وكتابة ابراهيم البطوط.

فرفشة وتيارات معادية

ربما كان موسم عيد الفطر هو الذى جعل الموزعين يستقرون على أن سينما الفرفشة مازالت "شغاّلة"  بسبب رغبة الجمهور فى الهروب من أحداث ما بعد الثورة الكئيبة، وكان مؤشر ذلك النجاح التجارى المدوّى للفيلم المتواضع "شارع الهرم" المصنوع على الطريقة السُبكية المعتادة، ثم تأكدت هذه الفكرة مع النجاح الجماهيرى الأكبر لفيلم كوميدى جيد الصنع مع بعض الملاحظات الأساسية على السيناريو وهو فيلم "إكس لارج".

لو ابتعدنا فى لقطة بعيدة لمشهد الموسم سنقول إن هناك فيما يبدو محاولة لترتيب الأوراق، ولاكتشاف ذوق وميول جمهور مابعد الثورة، بل وانتظار وترقب ما ستسفر عنه الإنتخابات البرلمانية بصعود تيارات كانت دوماً موضع سخرية الأفلام، وكانت هذه التيارات ومازالت تنظر نظرة تحريمية لفن السينما.

أما لو لجأنا الى النظرة القريبة جداً، فسنحاول معاً أن نرى الصورة بشكل أعمق مستخدمين منهجاً مزدوجاً لا يغفل التحليل الرقمى ولا التحليل الكيفى معاً.

منهج الأرقام

عدد الأفلام  المصرية الطويلة التى عُرضت فى موسم 2011 السينمائى حتى لحظة كتابة هذا التقرير 27 فيلماً، وهى تقلّ بمعدل فيلمين فقط عما عُرض فى موسم 2010 الذى استقبل 29 فيلماً طويلاً بدأت بفيلم "كلمنى شكرا" وانتهت بفيلم"الوتر".

أفلام موسم 2011 هى: (1) الشوق (2) فاصل ونعود (3) 365 يوم سعادة (4)ميكروفون (5) euc(6) سفارى (7) الفاجومى (8) صرخة نملة (9)سامى أكسيد الكربون (10) حاوى (11)الفيل فى المنديل .. سعيد حركات (12) المركب (13)إذاعة حب (14) فوكك منى (15) تك تك بوم (16) شارع الهرم (17) أنا باضيع ياوديع (18) بيبو وبشير (19) يا أنا يا هوّة (19) المسافر (20) كفّ القمر (21) سيما على بابا (23) إكس لارج (24) أمن دولت (25) أسماء (26) تحرير 2011 .. الطيب والشرس والسياسى (27) "وهلّأ لوين" .. وهو إنتاج فرنسى لبنانى مصرى مشترك.

من أبرز ملامح هذه الخريطة أنها تجمع كما قلنا بين كل الأنواع فى سلة واحدة وكأنها بالونات اختبار لذوق الجمهور بعد الثورة، وكأنها أيضاً إنعكاس لتخبّط مرحلة ما بعد الإطاحة بمبارك، ومن الملامح اللافتة أيضاً عرض فيلم مصرى وثائقى طويل لأول مرة فى عرض تجارى، وهو فيلم "تحرير 2011" الذى عرض فى فينسيا وفى مهرجانات أخرى مُحققاً بعض الجوائز، والكثير من التقدير الجماهيرى المستحق.

يلفت النظر أيضاً أن الفيلم الكوميدى مازال حاضراً بجوار الأنواع الأخرى بعد أن ظل لسنوات محتكراً لمعظم أفلام الموسم، غاب محمد هنيدى وعادل إمام المشغول بمسلسل فرقة ناجى عطا الله، ولكن حضر محمد سعد (تك تك بوم)، وهانى رمزى (سامى أكسيد الكربون)، وأحمد حلمى (إكس لارج)، وطلعت زكريا (الفيل فى المنديل)، وأحمد مكى (سيما على بابا)، وحتى المغنى حمادة هلال قدم فيلما كوميدياً (أمن دولت).

من المؤشرات الإيجابية بالنسبة للفيلم الكوميدى تقديم ثلاثة أفلام جيدة تندرج تحت النوع المنقرض وهو "الكوميديا الرومانسية" التى تعتمد على السيناريو المتماسك ولأبطال لا يُصنّفون عادة كنجوم للكوميديا، أتحدث تحديداً عن ثلاثة أفلام هى:"365 يوم سعادة" من تأليف يوسف معاطى، و"إذاعة حب" من تأليف محمد ناير، و"بيبو وبشير" من تأليف كريم فهمى وهشام ماجد.

تشير الخريطة كذلك الى استمرار السينما المصرية فى تفريخ أسماء جديدة فى كل عناصر الفيلم السينمائى تقريباً، وهو أمر رائع ومدهش.

لدينا ستة مخرجين قدموا أنفسهم لأول مرة كمخرجين لأفلام طويلة هم:

(1)المخرج اللبنانى سعيد الماروق "365 يوم سعادة" (2)محمد شورى "شارع الهرم" (3) مريم أبو عوف "بيبو وبشير" (4) تامر بسيونى "يا أنا ياهوّه" (5)أحمد ماهر "المسافر" (6) آيتن أمين المشاركة فى إخراج الفيلم التسجيلى 2011 .

لدينا أيضاً قائمة من الأسماء الجديدة فى عالم الكتابة للسينما بصرف النظر عن تفاوت المستوى والقدرات مثل سيد رجب (قصة وسيناريو وحوار فيلم الشوق)، وهيثم الدهان وأحمد الدهان (فيلم المركب)، وكريم فهمى (اشترك فى كتابة فيلم بيبو وبشير)، وأحمد حجازى (مؤلف فيلم يا أنا يا هوّة)، وأحمد ماهر

شهد الموسم أيضاً قيام بعض الممثلين بكتابة أفلامهم، وتسجيل ذلك فى العناوين بعد أن كانوا يكتفون بالتدخل فى السيناريو فى الكواليس. لدينا هنا تجربتان فى منتهى الركاكة حيث كتب طلعت زكريا فيلم "الفيل فى المنديل"، وكتب محمد سعد قصة وسيناريو وحوار فيلم "تك تك بوم" عن فكرة لإسعاد يونس، وكان سعد قد اكتفى من قبل بكتابة قصة فيلم سابق بعنوان "اللمبى 8 جيجا".

اتسعت ساحة الكتاب لمعظم الأجيال من يوسف معاطى (365 يوم حب) وخالد يوسف وناصر عبد الرحمن (كف القمر) الى ابراهيم البطوط وأحمد عبد الله وعمرو سلامة (حاوى وميكروفون وأسماء على التوالى)، ومن الثنائى أحمد فهمى وهشام ماجد (فاصل ونعود) الى الثلاثى سامح سر الختم ومحمد نبوى وعلاء حسن (سامى أكسيد الكربون)، ومن عصام الشماع (الفاجومى) الى عمرجمال  مؤلف فيلم أوقات فراغ (euc).

فى التمثيل أيضاً شاهدنا تنوعاً كبيراً من مختلف الأجيال، فمن عمر الشريف فى "المسافر" الى حمدى أحمد ومحمد أبو الحسن فى "صرخة نملة"، ومن ابراهيم نصر فى "إكس لارج" الى أحمد بدير فى فيلمى "سفارى" و"شارع الهرم"، ومن رغدة فى فيلم "المركب" بعد طول غياب الى يوسف شعبان فى فيلم "الفيل فى المنديل"، وصفية العمرى فى فيلم "بيبو وبشير"، بل إننا رأينا الممثل التليفزيونى إيهاب فهمى فى فيلم "سفارى".

وفى حين أُسندت أول بطولة لشريف سلامة فى فيلم "إذاعة حب" أمام منّة شلبى، أسندت ثانى بطولة لنضال الشافعى فى فيلم "يا أنا ياهوّة" بعد بطولته الأولى فى فيلم "الطريق الدائرى"، كما عاد هيثم زكى للمشاركة فى البطولة فى فيلم "كفّ القمر"، وأسندت بطولة جديدة لعمرو عبد الجليل فى "صرخة نملة" بعد فيلم "كلمنى شكرا"، واستمرت بطولات آسر ياسين وكان أيضاً هذه المرة فى دور مختلف ومميز (بيبو وبشير).

وجوه جديدة

أما الوجوه السينمائية الجديدة فهى كثيرة فمن أحمد مجدى ومحمد صالح وياسين قبطان فى فيلم ميكروفون الى حنان يوسف ومحمد السيد فى فيلم حاوى، ومن أيمن قنديل وأمجد عابد فى فيلم أنا باضيع يا وديع الى ملك قورة فى فيلم "euc"، ومن الأردنى ياسر المصرى فى فيلم كفّ القمر الى رامز أمير فى فيلمى المركب وسافارى، ومن الكوميديان أحمد سعد فى فيلم المركب الى الكوميديان الظريف محمد ممدوح فى فيلم بيبو وبشير، ومن أطفال فيلم أمن دولت الى الطفلة جنا فى فيلم ثانى أكسيد الكربون، ولاننسى ميرهان شقيقة روبى التى اشتركت معها فى فيلم الشوق.

أحد ملامح الموسم السينمائى أيضاً تصنيف عدّة أفلام على انها أفلام سياسية صريحة مثل "الفاجومى" الذى يروى محطات فى حياة أشهر شعراء السياسة، و"صرخة نملة" الذى يرصد انهيار الأوضاع فى نهاية عصر المخلوع، و"تحرير 2011" الذى يسجل من خلال ثلاث وجهات للنظر قصة الثورة المصرية.

يُضاف الى ذلك وجود أبعاد سياسية غير مباشرة فى أفلام مثل كفّ القمر والشوق وميكروفون، وأعتقد أن فيلم مثل ميكروفون أكثر تعبيراً عن فكرة الثورة مثلاً من فيلم مترهّل ومدرسى مثل الفاجومى أو فيلم مشوّش مثل صرخة نملة أضيفت إلى نهايته قسراً مشاهد الثورة مع أن الفيلم يقول بمنتهى الوضوح أن الشعب قد مات بالفعل.

من ملامح الإنتاج فى موسم 2011 هذا التنوع الغريب بين أفلام مستقلة مثل حاوى وميكروفون وفيلم بأكمله من تمويل وزارة الثقافة بعد طول انقطاع عن طريق صندوق التنمية الثقافية هو المسافر، ورغم استمرار أفلام السبكية من خلال أعمال مثل سعيد حركات وفوكك منى وشارع الهرم، إلا أن الموسم شهد أسماءً لمنتجين جدد مثل حسين ماهر منتج الفاجومى، كما واصل محمد حفظى نشاطه الإنتاجى فى أفلام ثلاثة شديدة التميّز هى ميكروفون (بالمشاركة مع خالد ابو النجا)، وأسماء (منتج منفذ)، وتحرير2011 (إنتاج).

حتى بُشرى الممثلة المعروفة قرأنا اسمها كمنتج منفذ على عدة أفلام مثل eucوسامى أكسيد الكربون وبيبو بشير وأمن دولت!

قائمة الأفضل

شاهدتُ بعون الله كل أفلام الموسم السينمائى سالفة الذكر باستثناء فيلم "فوكّك منى" عملاً بنصحية عنوان الفيلم نفسه الذى يدعوك بالعامية المصرية الشبابية أن تتجاهله، ولا أظننى خسرت شيئاً من عدم مشاهدته، وقد لجأت الى تصفية لاختيار أفضل الأفلام بناء على معيار واحد هو مدى تكامل العناصر الفنية، واخترتُ قائمة قصيرة أراها "الأقرب نسبياً" لتحقيق هذا الشرط أذكر أفلامها "بترتيب العرض" وليس الأفضلية على النحو التالى:

(1)الشوق.. وهوالفيلم المختار لتمثيل مصر فى مسابقة الآوسكارالقادمة (2) ميكروفون (3) حاوى (4) المسافر (5) كف القمر (6) أسماء (7) تحرير2011.

وقد أعددتُ قائمة كاملة لاختيار الأفضل فى فروع الفيلم السينمائى على النحو التالى:

أفضل فيلم: أسماء .. لتكامل عناصره الفنية فى تقديم قصة إنسانية مؤثرة تنتقل ببراعة من الخاص الى العام وتمترج بها رائحة الخصوصية المصرية مع النظرة الإنسانية التى تخاطب المشاهد فى كل مكان.

أفضل سيناريو: عمرو سلامة عن فيلم أسماء، لنجاحه فى صياغة شخصيات حية نابضة، ولتقديمه نموذجاً نسائياً فريداً، ولنجاحه فى التأثير بفكرته الناضجة التى تحارب الخوف مثلما تحارب الإيدز، والتى تعرض أمراض المجتمع مثلما تنقل مرض الفرد.

أفضل إخراج: أحمد عبد الله عن فيلم ميكروفون، لنجاحه فى تقديم معادل بصرى شديد الحيوية والجاذبية لعالم الفرق الموسيقة المستقلة بالإسكندرية، مع تقديم صورة مختلفة تماما للعاصمة الثانية كعاصمة للفن والحرية بل والثورة، ولنجاحه فى تقديم تجربة فنية قوية وناضجة بأقل الإمكانيات المتاحة.

أفضل إخراج (عمل أول): أحمد ماهر عن فيلم المسافر. هذا مخرج جيد وواعد بشرط أن يبتعد عن كتابة السيناريو. مشكلة المسافر أن صورته وعناصره الفنية أفضل بمراحل من فكرته والسيناريو المشوش الذى كتبه أيضا أحمد ماهر. لدى هذا المخرج ثقافة بصرية واضحة وأشياء هامة يريد أن يقولها عن بلده والإنسانية، ولذلك أراه جديراً بالتشجيع رغم ملاحظاتنا عن فيلمه الأول.

أفضل ممثل :مناصفة بين القدير عمر الشريف عن فيلم المسافر، والرائع ماجد الكدوانى عن فيلم أسماء. الإثنان نجحا بمنتهى البراعة وفى مشاهد محدودة فى التعبير عن مشاعر وصراعات شخصيتين مختلفتين عن المألوف. صعوبة دور عمر الشريف فى تعبيره عن شخصية تعانى من تناقضات متراكمة وتحاول مع ذلك أن تولد من جديد، وصعوبة دور الكدوانى فى أنها رمادية تماماً، لاتكره الناس ولاترفض مساعدتهم ولكنها تريد أيضاً أن تستفيد منهم.

لابد من التنويه بأدوار أولى مميزة جداً مثل دور خالد صالح فى فيلم كفّ القمر ودورخالد الصاوى فى الفاجومى ودور أحمد حلمى فى إكس لارج.

أفضل ممثل مساعد: سيد رجب عن دورىّ الأب فى فيلمي الشوق وأسماء. كشف الفيلمان عن موهبة ممثل كبير حقاً كان يقدم مشاهد سريعة عابرة فى أفلام سابقة. أدى سيد رجب الدورين بطريقة مؤثرة معبراً عن شخصيات مسحوقة تذكّرك بأبطال تشيكوف.

وادوار مساعدة كثيرة جيدة مثل دور ابراهيم نصر المميز فى إكس لارج ودور تنويه بأد هانى عادل فى أسماء ودور محمد لطفى فى فاصل ونعود ودورا صبرى فواز وهيثم أحمد زكى فى فيلم كفّ القمر.

أفضل ممثلة أولى: مناصفة بين سوسن بدر فى فيلم الشوق وهند صبرى فى فيلم أسماء، الإثنتان قدمتا أفضل أدوارهما حتى الآن، والإثنتان نجحتا ببراعة فى تقديم شخصيتين نسائيتين نادرتين فى رسم ملامحهما بهذه الدرجة من الحيوية والتأثير.والإثنتان بذلتا جهداً واضحاً فى استخدام أدوات الممثلة ولولاهما لانهار الفيلمان لأن الشخصيتين هما عصب الدراما ومحورها.

* تنويه خاص بأدوار أخرى مميزة مثل دور غادة عبد الرازق فى كفّ القمر، وجيهان فاضل فى فيلم الفاجومى، وسيرين عبد النور فى المسافر ، وروبى فى الشوق.

أفضل ممثلة مساعدة: منحة زيتون عن دور الصديقة الفقيرة البدينة التى تمتلك تاريخاً مأساوياً فى فيلم الشوق. شخصية مفعمة بالإنسانية والبساطة لعبتها هذه الممثلة المجتهدة ببراعة واقتدار.

* تنويه خاص بدور جُمانة مراد فى فيلم كف القمر.

أفضل وجه جديد (رجال) : الممثل الأردنى ياسر المصرى عن دور ضاحى فى فيلم كفّ القمر. ممثل راسخ تشرّب بسلاسة الشخصية الصعيدية ولاشك أنه أحد أجمل اكتشافات الفيلم.

تنويه خاص بالإمكانيات الكوميدية لدى الممثل أيمن قنديل الذى لعب دور المنتج الإنتهازى السوقى تهامى فى فيلم أنا باضيع ياوديع.

* أفضل وجه جديد (نساء): ميرهان عن فيلم الشوق. وجه مصرى معبّر يستحق فرصا أخرى خاصة أنها يمكن أن تؤدى أدوار مرحلة عمرية صغيرة ونادرة فى السينما المصرية.

أفضل تصوير: نستور كالفور عن فيلم الشوق، لنجاحه فى تحقيق صورة ملائمة تشعرك بالوحشة وتؤطر الشخصيات باللون الاسود بحيث تقع خارج النور، بالإضافة الى نجاحه فى نقل شخصية المكان ورائحته سواء فى المشاهد الداخلية أو الخارجية.

* تنويه خاص بصورة مميزة جداً لدى رمسيس مرزوق فى كفّ القمر وتجربة طارق حفنى فى تصوير فيلم ميكروفون بكاميرا بدائية وبجودة مدهشة وصورة ماركو انوراتو فى المسافر وأحمد جبر فى أسماء ووائل درويش فى 365 يوم سعادة، ولكن نستور كالفور كان الأكثر تميزاً وإبداعاً.

أفضل ديكور: بدون منازع القدير أنسى أبو سيف عن ديكور فيلم المسافر وخاصة بناء السفينة العملاقة التى ستظل طويلاً فى الذاكرة رغم مشاهدها القليلة.

تنويه خاص بديكورات على حسام على المُدهشة لفيلم سيما على بابا، فرغم محدودية الإمكانيات إلا أنه قدّم ديكورات مقنعة لعالم خيالى سواء فى الفضاء أو على الأرض.

أفضل مونتاج: مناصفة بين هشام صقر عن فيلم ميكروفون ، وعمرو صلاح عن فيلم أسماء، لنجاحهما فى ضبط السرد والإيقاع رغم تعدد الخيوط والمستويات والأزمنة.

تنويه خاص ببراعة مونتاج الجزء الأول من فيلم تحرير2011 الذى أخرجه تامر عزت وعنوانه "الطيب".

أفضل موسيقى تصويرية: هشام جبر عن فيلم الشوق، لنجاح موسيقاه فى التعبير عن المأساة والإنسحاق مع الشوق للحرية.

تنويه بالموسيقى التصويرية لفيلم كفّ القمر التى وضعها الثنائى أحمد سعد وخالد نبيل.

أفضل ملابس: مناصفة بين دينا نديم عن المسافر، وبسمة الغامرى عن سيما على بابا.

* تنويه خاص بجهد ولمسات: منية فتح الباب فى كف القمر وداليا يوسف فى يا أنا ياهوة ومى جلال فى إكس لارج ومايا حداد فى 365 يوم سعادة ورؤى مجدى فى سفارى.

أفضل فيلم كوميدى: بيبو وبشير، لتقديمه كوميديا رومانسية متماسكة وجيدة لاتعتمد على النجوم ولكن على قوة المواقف وجودة السيناريو.

أفضل ممثل كوميدى: أحمد حلمى عن دوره فى فيلم إكس لارج لنجاحه فى أداء دور صعب لايستخدم فيه وجهه ولاجسده الأصلى ، ومع ذلك نجح فى التواصل مع المتفرج وإضحاكه.

أفضل أغنية: جميع أغنيات فيلم كفّ القمر المؤثرة التى كتبها فؤاد حداد وجمال بخيت وغناها أحمد اسماعيل وأحمد سعد وكارمن.

أفضل أفيش: فيلم ميكروفون، الذى يجسد ميكروفونا ممتد الجذور داخل باطن الأرض ، وكأنه يرفض مغادرتها، وسط مساحة واسعة من النجيل الأخضر. جيل جديد يفرض صوته برسوخ التحدى. هذا هو الفيلم.

تنويه خاص بتميز أفيشات تحرير2011 وإكس لارج وحاوى.

أفضل تريلر:مناصفة بين تريلر فيلم ميكروفون وتريلر فيلم أسماء.

تنويه خاص بتريلر فيلم حاوى.

أفضل أخبار عام 2011 : الإصرار على استمرار مهرجان الفيلم الأوربى فى دورته الرابعة رغم ظروف مابعد الثورة. المهرجان أحد أفضل الأنشطة السينمائية السنوية خاصة من حيث مستوى الأفلام المعروضة.

أسوأ الأخبار السينمائية : إلغاء مهرجان القاهرة السينمائى، وتغييب الموت لعدد من أشهر نجوم السينما المصرية فى عصرها الذهبى مثل هند رستم وكمال الشناوى وعمر الحريرى.

كل عام والسينما المصرية وجمهورها فى مصر والعالم العربى بألف خير.

عين على السينما في

30/12/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)