حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

غادة عادل:

أنا «ست» مشغولة بـ«عيالى» ولا أفهم فى السياسة

حوار   نجلاء أبوالنجا

تستعد غادة عادل لتصوير مسلسل بعنوان «مملكة إبليس» تدخل من خلاله المنافسة الدرامية فى شهر رمضان المقبل، موضحة أن دورها فى هذا العمل سيكون مفاجأة للجمهور.

وقالت غادة عادل لـ«المصرى اليوم»: إنها متحمسة جداً لتجربتها فى فيلم ومسلسل «ألف ليلة وليلة»، الذى يقدم عبر تقنية الـ «٣D» مؤكدة أنها ستعود للسينما بفيلم من تأليف وإخراج زوجها مجدى الهوارى.

ما سبب غيابك عن الساحة الفنية حوالى عام؟

- غيابى كان مرتبطا بما عاشته مصر مؤخراً من اضطرابات سياسية وأمنية، ربما استطاع فنانين آخرين التوافق مع تلك الأحداث لكن الموضوع بالنسبة لى كان مختلف، حيث كنت شديدة القلق على أولادى، فحالة الانفلات الأمنى أصابتنى بالرعب على الجميع، وأتمنى أن يعود الاستقرار حتى نجتاز أى أزمات اقتصادية، وأعتقد أن الأوضاع ستهدأ بعد إنتهاء الانتخابات البرلمانية.

ماذا عن تجربتك الجديدة فى مسلسل «مملكة إبليس»؟

- وقعت بالفعل عقدا مع المنتج جمال العدل على تقديم مسلسل «مملكة إبليس»، تأليف محمد ناير، وإخراج غادة سليم، ويشارك فى البطولة إياد نصار، وتم كتابة جزء كبير من السيناريو، وبمجرد انتهاء الكتابة سنبدأ فى التصوير حتى نلحق بالعرض فى شهر رمضان، وجذبتنى فكرة العمل ودورى فيه مفاجأة.

ما هى القضية التى يطرحها المسلسل؟

- لا أستطيع الكشف عن تفاصيل وأحداث العمل، لكنه مسلسل اجتماعى يدور حول أستاذة جامعية اسمها أمينة تتبنى بعض القضايا وترتبط بقصة حب مع أحد الأشخاص، فتحدث مفارقات كثيرة بينهما بسبب طبيعة عملها ودورى مختلف تماما عن كل ما قدمته من قبل وأعتقد أنه سيكون نقلة مهمة فى الدراما المصرية.

كيف ترين تجربتك فى مسلسل وفيلم «ألف ليلة وليلة» الذى عرض «البرومو» الخاص به مؤخرا وأحدث ضجة لأنه يعتمد على تقنية الـ ٣D؟

- أنا متحمسة لهذا العمل الضخم وأتنبأ له بنجاح كبير، وعندما عرض علىّ المنتج عادل عبدالله السيناريو وافقت على الفور، خاصة أنه يحمل رؤية جديدة ومتميزة للمؤلف الشاب محمد أمين راضى، بالإضافة إلى أن طريقة تقديمه الجديدة. كما أن حجم الإبهار سيجعله علامة مهمة فى تاريخ أى ممثل، وسعدت كثيرا بردود الأفعال المذهلة بعد عرض «البرومو»، ولا أنكر أنى متشوقة جداً لإتمام هذه التجربة سواء فى الفيلم أو المسلسل، وأعتبرها فى مقدمة أولوياتى الفنية، وربما يظهر العمل للنور عام ٢٠١٣، وأتمنى أن يتكاتف كل فريق العمل من أجل إنجاز هذا المشروع.

هل أصبح تركيزك على الدراما التليفزيونية فى ظل تراجع السينما بسبب الظروف التى تشهدها مصر حاليا؟

- بالعكس، فأنا أحضر لفيلم جديد بعنوان «روكسى» إنتاج وإخراج زوجى مجدى الهوارى فى ثالث تعاون بيننا بعد «خليج نعمة» و«الوتر»، والمفاجأة أن مجدى هو الذى يكتب سيناريو الفيلم وأقدم من خلاله شخصية «نادية روكسى» التى ستكون مفاجأة، وسنبدأ التحضير بعد انتهاء مجدى من الكتابة وأتمنى أن يكون حظ هذا الفيلم أفضل من تجربتى فى «الوتر» الذى حقق نجاحا فنيا عاليا لكن ظروفه كانت سيئة حيث تزامن عرضه مع أحداث صعبة بدأت بتفجير كنيسة القديسين، لكن صناعة السينما يجب أن تستمر رغم كل الظروف، وليس معنى قلة الإيرادات أو وجود مغامرة فى عرض الأفلام أن نتوقف عن الإنتاج، ونترك صناعة السينما تموت، خاصة أن هناك آلاف الأسر تعيش على هذه الصناعة المهمة جدا بالنسبة للاقتصاد المصرى، فالسينما ليست مجرد فن وترفيه، لذلك يجب أن نساندها حتى تنتعش.

عدد من الفنانين بعد الثورة أصبحوا يمارسون العمل السياسى فأين أنت من ذلك؟

- مشاركة الفنان فى أنشطة المجتمع سواء فى دور اجتماعى أو سياسى ظاهرة صحية تستحق التحية، وبعد الثورة أصبح هناك تفاعل بين جميع فئات الشعب ومنهم الفنانون فكلنا نحب بلدنا ونتمنى له الخير، وأنا كأى مصرية بسيطة تفاعلت مع الأحداث لكنى لا أفهم فى السياسة بالشكل الذى يجعلنى أنتمى لأحزاب، فأنا أولا وأخيرا امرأة مصرية عادية جدا و«ست مشغولة بعيالها»، وتهتم بهم مثل أى أم مصرية.

ما هى مواصفات رئيس الجمهورية الذى ستختارينه؟

- النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية تشير إلى ارتفاع وعى الناس، فإقبال المواطنين وحرصهم على حقهم الانتخابى أفضل ما خرجنا به من هذه التجربة، وهذا يعنى أننا فى طريقنا للأفضل ولو بشكل تدريجى، والانتخابات البرلمانية تعتبر بروفة للانتخابات الرئاسية، ومواصفات رئيس الجمهورية القادم سيحددها برنامجه الانتخابى، وما يمكن أن يقدمه لمصر ولشعبها المطحون.

المصري اليوم في

24/12/2011

 

مسألة الحرية والإبداع في السينما التونسية

د. أنور المبروكي 

إن كل شيء مرده الفهم الخاطئ للحرية لا بد من إعادة التثبت منه بإعتبار أن تلك الحرية التي وجد بدافعها يمكن أن تكون مطلقة كما يمكن أن تكون مقيدة، فالحرية المطلقة مثلاً قد تتعدى أحياناً حدود العقل والأخلاق كقيمة إنسانية تنظم المجتمعات .بل وقد تتمادى -انسياقاً لا شعورياً - إلى ما يمكن أن نسميه بالانفلات الحر للحريات فيصبح بذلك إنعدام وجود حدود للحرية مجازفة قد تهمش العديد من المسائل . ففي الفن السينمائي مثلاً وهو أقرب الفنون اليوم إلى المجتمعات بإعتباره نمط حياتي مشهدي داخل الحياة ، يخيل للعديد من الفنانين أو المخرجين السينمائيين اليوم أن كل إستغلال حر لحرية معينة سوى بالصورة أو بالكلمة هو إبداع فني . هكذا تعاد هذه الكلمة عديد المرات على شاشات التلفزات التونسية كما الصحف لتزيد من ضبابية العلاقة بين التونسيين وسينمائهم .إن العلاقة الحقيقية بين الحرية والإبداع السينمائي هي في الحقيقة مسألة يتهرب منها العديد من المخرجين كما الفنانين السينمائيين التونسيين إذ غالباً ما يتهربون من الإجابات عن اسئلة محددة واضحة يطرحها المتفرج التونسي بكل تلقائية، ثم سرعان ما يلحقون كل ذلك إلى مفهوم الإبداع بتعلة أن الجمهور التونسي مازال سجين أفكار مسبقة ...

طبعاً لا بد في هذه الحالة من إعادة النظر في العمل بمقتضى قوانين العقد الإجتماعي الذي تكون الأسئلة والإجابات فيه متوازنة ومتساوية بطريقة عادلة متناغمة كي لا تزيد هذه الهوة عمقاً بين الفن السينمائي والجمهور . فمسألة الأسئلة اللامجاب عنها من طرف السينمائيين هي في حد ذاتها إعادة نظر كلي في مفهوم الإبداع السينمائي ، ففي الحقيقة ليس الفنان هو المبدع بل الحقيقة هي المبدعة وتبدع أثناء انكشافها كما يقول الفيلسوف الألماني مارتن هيدجر إذ أن الحقيقة هي التي تؤسس للفن والفن هو الذي يستجيب لندائها . الحقيقة كما يقول نفس الفيلسوف هي عهدة في يد الفنان والفنان مرتهن لها . فالفنان هو مجرد عامل على نظم وتركيب ما هو قابل للنظم والتركيب لا أدلجته .

لو نعيد النظر جيداً في هذه الجملة الأخيرة (نظم وتركيب ماهو قابل للنظم) نفهم جيداً أن النظم والتركيب لا يمكن أن يشملا كل شيء ، يعني اننا نتحدث عن حدود في النظم والتركيب ومنها عن حدود في إخراج الصورة أو المشهد سينمائياً لنعود إلى نقطة أولى أشرنا لها في مستهل حديثنا وهي الحرية في الإبداع السينمائي .

قبل كل شيء لا بد من تناول هذين المفهومين كل على حدى خاصة عندما يتعلق الأمر بالسينما التونسية ، فالحرية هي جملة من الحقوق والواجبات حقوق لنا وواجبات علينا داخل نمط حياتي إجتماعي معين .

فعلى السينمائي التونسي اليوم أن يدرس جيداً حدود هذا المفهوم قبل أن يفكر في كتابة السيناريو أصلاً، ثم أن يفهم أيضاً أن حرية الصورة تقابلها دائماً حرية النظر لتلك الصورة أي حرية بعث أو إرسال الصورة يقابلها حرية تقبل تلك الصورة، فإذا اختلت الموازين بين ذلك النوعين من الحريات أصبحت الصورة السينمائية شكلاً من أشكال التعسف على الحرية في حد ذاتها والعكس.

إن مفهوم الإبداع في السينما هو قبل كل شيء مفهوم لا بد من إعادة النظر فيه حيث أن ضبابية تحديد بنود دستور هذه الكلمة قد تؤدي يوماً ما إلى دكتاتورية جديدة يمكن أن تسمى بدكتاتورية الفن بإسم الإبداع أو ما يسمى بأديولوجيا السينما المسماة شكلياً "بالإبداع" وهو في الحقيقة ما يندس وراءه جملة من السينمائيين التونسيين لحظة الأسئلة الحرجة اللامجاب عنها غالباً . فإنتاج أفلام تونسية يقول عنها السينمائي الفرنسي كلود شابرول أنها "وجدت نظراً لنجاحات أولية " لا يمكن أن تكون إبداعاً البتة.فليس كل تخيل مجسد سينمائياً إبداع وهو ما يعيدنا إلى مراجعة أفكار الفيلسوف الفرنسي جيل دولوز القائل بأن وجود السينما ذهنياً يسبق وجودها واقعياً كفن بإعتبار السينما نوعاً من أنواع الخيال.

وبناءً على ما تقدم فإننا نحتار حقيقة من هذا الإفراط المفرط فيه في إستعمال هذا المفهوم (الإبداع) كلما تطرقنا إلى حوارات مع سنيمائيينا على شاشات تلفزاتنا التونسية كما بقية وسائل الإعلام الأخرى . فلا يمكن أن يكون إستعمال الفنان السينمائي لكلمة "إبداع" بمثابة ذر رماد على عيون المتفرج لتحميله دائماً المسؤولية بأنه مازال لم يفهم العلاقة بين الواقع والسينما. بل وحتى الوصول أحياناً إلى الحديث عن الإبداع في السينما ككلمة أو مفهوم لفئة معينة يفهمها سوى أصحاب المهنة لا غير . إن البحث عن إيجاد مفهوم واضح ودقيق لكلمة إبداع سينمائي في تونس اليوم أصبح كسؤال ما الفلسفة ؟ أو ما التفلسف ؟ "سؤال منتهي قبل أن يبدأ" لا محدود المعاني كما الحدود ، بل يمكن أن نسميه بأب الأسئلة الفنية اليوم في تونس .صحيح أن المجتمع التونسي هو أيضاً مسؤول عن هذا الإضطراب المفاهيمي كما بينت في مقالات سابقة إذ أنه مازال هو الأخر يعاني من إضطراب بين جدلية تقبل الصورة كفن ومعايشتها كواقع في نفس الوقت ، لكن ليست كل الصور وليدة واقع أو وقائع معينة ، فإمتناع بعض السينمائيين عن الإدلاء بآرائهم حول أفلام معينة مثل "الدواحة" أو كظاهرة الحمام أو العراء ...هو في الحقيقة كشف واضح لذلك الإستغلال الأحادي لمفهوم الإبداع أو الحرية في الإبداع السينمائي ، أو أن يتجاهل بعض السينمائيين عن قصد وبطريقة ذكية الحديث عن ذلك النوع من الأفلام قصد التهرب من الإجابات المحرجة "لإبداع" ذلك السينمائي في حد ذاته. هنا يعود بنا التفكير حقيقة إلى النظر في عمق آراء بعض الشخصيات السينمائية التونسية التي تعمل في نطاق محمي بطريقة مفهوماتية، فهي تنطلق من فكرة الحرية كلفظ مطلق ثم تربطها بالإبداع كمفهوم زئبقي أكثر إتساعاً من مفهوم الحرية لتؤسس كلها لولادة نوع من أنواع الضبابية في إستيعاب المفاهيم لدى بعض السينمائيين الذين نجحوا في إيجاد الحماية لها في زمن الحريات كما الإستبداد سوى بالتودد الظاهر أو الخفي بطريقة أو بأخرى .

هذه الفئة من السينمائيين إجاباتها دائماً واحدة ومعهودة تقتات من كلمات فضفاضة كالحرية و الإبداع والواقع ...لتحقق التملص من اسئلة أغلبها إجتماعية مطالب بها كالخبز والكرامة في مجتمع يعيش اليوم زمن إعادة تأسيس دساتيره من جديد . إن الإفراط في الحرية لا يحل مشكلة الإبداع بواسطة استبطانه، فالإبداع نوعان : إبداع من فرط الحرية وإبداع مدين للحرية .فالإبداع المؤسس على أسس منطقية وجغرافيا حدودها واضحة باعث على النشوة الثقافية لا محالة أما الإبداع المبني على فوضى بين الأنا والأنت فهو بدون شك باعث على الفتور .

يقول الفيلسوف الألماني نيتشه "إن من يبدع في الفن ليس الفنان بل هو الحياة نفسها ولكن ليست الحياة المنحطة المتقهقرة بل الحياة القوية ..." كلما نأي الفنان عن ذاتيته وذاب في فوران الحياة وإندفاع إرادة القوة صار أقرب إلى المفهوم الحقيقي للفن ، هكذا وجب أن ترتقي السينما التونسية على لسان بعض سينمائييها بهذا النوع من الإجابات صورة وصوتاً كي تتضح الرؤية للمتفرج أكثر ، وإلا ما معنى أن تغيب عدة أفلام عن شاشات تلفزاتنا اليوم؟ أكيد فالأمر يستدعي مراجعة وقص وتركيب وإخاطة ورتق وترقيع من جديد كي ترتقي تلك الأفلام إلى مرتبة الفيلم العائلي لمجتمع عربي مسلم يسيطر فيه الحياء كأرقى قيم الإبداع القيمي .

إن من مسؤوليات المبدع السينمائي التونسي اليوم هو أن يفكر من داخل رحم المجتمع لا من خارجه كي لا يقودنا الإنفلات في إطلاق الحرية إلى نسيان وجودنا أصلاً وماهيتنا، فالفن السينمائي كما الفنان لا بد أن يكون راع وجودنا وحارسه ، ففي الحقيقة ليس الفنان السينمائي هو المبدع بل الحقيقة هي المبدعة . لكن أين الحقيقة من بعض تلك الأفلام ؟ أهي دائماً تجسيد لصورة مرأة مهمشة جسداً أو فكرةً منذ عقود؟

أهي مجرد أفكار حول العلاقات الجنسية ... لنخبة معينة ؟ هل نحن في ثورة جنس أم ثورة كرامة؟ لا بد من النظر اليوم إلى واقع المجتمع التونسي بواقع الناقد البناء لا الناقد المحكوم فيه وفقاً لأفكار مستوردة تأثر بها بعض سينمائيينا لكن لا تتماشى وطبيعة المجتمع التونسي الذي يعيش اليوم مشاكل بطالة وفقر ... أبعد من تلك الشطحات المسماة "بالإبداع" المتخفية وراء شساعة المفاهيم المتضلعة بلا منطقية المتفرج التونسي .إن الحقيقة والواقع الذي يعيشه المجتمع التونسي اليوم هو الذي يجب أن يؤسس للفن ولا بد على الفن أن يستجب لندائها ، فالحقيقة كما يقول الفيلسوف الألماني هدجير "عهدة في يد الفنان" الذي يجب عليه الإبداع في اخراجها وفق حدود معينة .

إن السينمائي التونسي اليوم مطالب بتجسيد المعاني والرموز والحقائق كما هي سوى بالمعنى الواضح أو الرمز الخفي قولاً وصورةً ، حيث أن إتساع هذا المفهوم خاصةً عند ارتباطه بالحرية الفنية في السينما قد يجعل من الخطأ نوعاً من أنواع الفنون السينمائية، فيتحول الخطأ من الخطأ الفني إلى فن الخطأ وهو ما يمكن التنبيه إليه اليوم في السينما التونسية.

إن تعبير سينمائيينا التونسيين اليوم على أن كل مشهد هو إبداع وكل حركة هي فن ...تجعلنا نعود بالضرورة إلى تحديد المعنى الحقيقي لهذا الفن بصفة عامة.

هذه الأفكار هي في الحقيقة الملجأ الذي يتخفى وراءه السينمائيين ليصبح بذلك الحديث عن الفن لدى العديد منهم حديثاً عن المطلق في فوضى الخيال المتحدث بإسم الواقع الكائن أو المرغوب فيه نظريا أو المهروب منه واقعياً .

إن تجسيد السينما لصورة تريدها السياسة أو تريدها طبقة أو يريدها حزب أو تريدها مجموعة أو تريدها طائفة ...هو في الحقيقة إعلان عن إنتحار فني منظم لتلك الأديولوجيات التي دعمت تلك الصورة واعطتها الترخيص لتصبح فناً.وهي بذلك تتحول من فن يعمل تحت إرادة الشعوب مطلبياً محلوم به إلى فن يشتغل فوق إرادة الشعوب بعدما تسللت إلى المنطق القائل بأن تحقيق إرادة الشعوب أمر لا يدرك كما بينت ذلك كتب التاريخ القديمة.

إن تاريخ العلم كتاريخ الفن وتاريخ الفن كتاريخ الإبداع وتاريخ الإبداع كتاريخ الفهم الخاطئ للحرية ... كلها مفاهيم مدعوة إلى الإستفادة من تواريخ اخطائها وإلا تصبح فوضى الإبداع في السينما "إبداعاً" فوضوياً في حد ذاته .   

خاص "أدب فن"

موقع "أدب فن" في

23/12/2011

 

"اسبوعي مع مارلين" حينما تتذكر السينما اسطورتها

أحمد فاضل 

مارلين مونرو اسطورة هوليوود التي قدمتها منذ نهاية الأربعينيات وحتى الخمسينيات من القرن المنصرم لتلهب بها مشاهدي الشاشة الكبيرة بأفلام ظلت عالقة في أذهانهم ، وصورها زينت جدران منازلهم وبات مراهقيهم يتنهدون كلما عصفت بهم ضحكاتها حتى وهم يتخطون سن الرجولة الى الكهولة .

مونرو التي عرفت المجد والشهرة سرعان ما تبين مقدار المرارة التي كانت تشعر بها ، ففي رسالة لها كتبتها عام 1960 أي قبل وفاتها بعامين تقول فيها : ( لديّ إحساس عميق بأنني لست حقيقة تماما ، بل إنني زيف مفتعل ومصنوع بمهارة ، وكل إنسان يحس في هذا العالم بهذا الاحساس بين وقت وآخر ، ولكني أعيش هذا الاحساس طيلة الوقت ، بل اظن احيانا أنني لست إلا إنتاجا سينمائيا فنيا أتقنوا صنعه ) ، هذه الصنعة التي تحدثت عنها مونرو اصبحت حقيقة فقد شهد هذا العام وبمناسبة مرور 49 عاما على رحيلها صدور عدة كتب تناول بعضها أهم مراحل حياتها ، مجدها ، أفولها ، بينما تناول القسم الاخر منها أدق أسرارها وصورها مع الساسة والأدباء والفنانين ، واقاموا لها تمثالا كبيرا جسد لها لقطة شهيرة من احد أفلامها وهي تحاول تغطية جسدها بعد ان لعب الهواء بثوبها ، لكن الحدث الأهم في هذه الذكرى هو الفيلم الإنكليزي " اسبوعي مع مارلين " الذي سيشاهده الجمهور يوم 4 نوفمبر / تشرين الثاني من هذا العام الذي سبق وتم تصويره في لندن العاصمة استطاع مخرجه سيمون كورتيس ان يجعل من زيارتها الى لندن عام 1956 صحبة زوجها الكاتب المسرحي المعروف آرثر ميلر الذي رحل عن دنيانا مؤخرا لتمثيلها فيلم " الأمير وفتاة الاستعراض " الذي وقفت أمام النجم الإنكليزي الشهير لورنس اوليفييه ، قصة اخرى إفتراضية استقى أحداثها من الفيلم المذكورآنفا معتمدا على ادريان هودجز الذي كتب السيناريو له والذي يبدأ من وصول مونرو لندن مع زوجها ميلر لتصوير بعض مشاهد فيلمها مع اوليفييه وقضاء شهر عسلهما الذي اختاراه ليكون في بلاد الضباب ، لكن الأمور جرت عكس ما أرادوا فقد أخذ تصوير الفيلم وقتا أطول مما كانت تتصوره ونتيجة لذلك فقد أحست بتعب وارهاق يمنعانها من تصوير بقية مشاهده، والذي زاد على ذلك سفر زوجها المفاجئ الى فرنسا في رحلة عمل قد تستغرق منه وقتا طويلا فكان ان غادرت مواقع التصوير الى مكان آخر ترتاح فيه، هذا المكان أخذها اليه كولن كلارك الذي يعمل مساعدا للإنتاج حيث قاما بجولة سياحية في مناطق عديدة من العاصمة لندن دون ان تعلم انه قد وقع في حبها مما تطلب منها في آخر الأمر ان تشكر له صنيعه هذا لأنه استطاع ان يعيد اليها حيويتها ويساعدها على التخلص من ضغط العمل، هذه الرحلة التي تخفت فيها مارلين مونرو عن الصحافة وأعين الناس وأحداث طريفة اخرى جسدتها بكل براعة النجمة الشابة ميشيل وليامز البالغة من العمر 30 عاما والحاصلة على ترشيح الأوسكار عن دورها في فيلمي "جبل بروكباك" عام 2005 و"الجزيرة المغلقة" فهي ممثلة موهوبة بكل المقاييس وقد استطاعت مع بعض التغييرات ان تكون قريبة الشبه بمونرو، قالت متحدثة عن دورها هذا مع مجلة تايم الأمريكية: ( انها مهمة صعبة أن أجسد حياة إمرأة شهيرة كمونرو حققت الشيئ الكثير من الإنتصارات الفنية واصبحت اسطورة لازال الناس يتحدثون عنها ، ولا أنسى دورها الرائع في فيلم " البعض يفضلونها ساخنة " أوحى لي الشيئ الكثير من دوري هذا ) .

سيمون كورتيس ولأجل ضمان نجاح الفيلم دعم النجمة الشابة وليامز بطاقم فني بريطاني يتمتع بخبرة ودراية ضم كينيث براناج الذي أدى دور اوليفييه وجوليا ارموند في دور الممثلة فيفيان لي وجودي دنيش في دور الممثلة البريطانية المخضرمة ديم ثورندايك ، متوقعا ان يتصدر الفيلم شباك التذاكر في الأيام الثلاثة الأولى من عرضه ، وهناك فيلم آخر هو ثاني عمل عن مونرو التي لاتزال واحدة من أفضل رموز الإثارة رغم مرور كل تلك السنوات على وفاتها ، فمن المقرر أن تجسد الممثلة الاسترالية ناعومي واتس شخصيتها في فيلم أمريكي بعنوان " الشقراء plonde " مأخوذ عن كتاب للمؤلف الأمريكي جوس كارول يحكي فيه المآسي والهزات التي تعرضت لها مونرو من المتوقع البدء في تصويره مطلع العام الجديد .

مارلين مونرو في كل عام تخرج علينا صفحات مجهولة من قمقمها السحري ، هذا العام سوف يكون لنا معها موعد أسبوع سوف نراه قريبا لنعيش معها لحظات قد لاتتكرر أبدا .

موقع "أدب فن" في

23/12/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)