حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

هند صبري:

أسماء مختلفة تماماً عن أدواري السابقة

كتب: القاهرة – فايزة هنداوي

منذ حضورها إلى مصر تؤكد هند صبري يوماً تلو آخر أنها ممثلة من «العيار الثقيل»، وهو ما يمكن أن تلمسه في فيلمها الأخير «أسماء»، حيث تطرقت إلى قضية خطيرة ومسكوت عنها، وهي نظرة المجتمع إلى مرضى الإيدز، والظلم الذي يتعرضون له.

عن اختيارها لشخصية «أسماء»، وكيفية استعدادها لهذا الدور الصعب كان اللقاء التالي.

·         حدثينا عن سبب موافقتك على فيلم «أسماء» على رغم صعوبة الموضوع الذي يتطرق إليه؟

وقعت في أسر شخصية أسماء التي جسدتها في الفيلم منذ القراءة الأولى للسيناريو الذي كتبه المخرج عمرو سلامة، وزادت حماستي عندما علمت أن الفيلم مأخوذ عن قصة واقعية لشخصية حقيقية، إضافة إلى أن أحداً لم يتعرض لموضوع مرضى الإيدز سابقاً في السينما العربية، على رغم أهميته الشديدة. إضافة إلى ذلك أني أبحث دائماً عن تقديم نماذج مختلفة من الشخصيات، و{أسماء» مختلفة تماماً عن كل ما قدمته سينمائياً، والسيناريو ثري بتفاصيل مدهشة تعيد الشخصيات الرومنسية إلى السينما بطريقة تحترم عقل الجمهور.

·         ألم تقلقي من تحمل بطولة فيلم بمفردك، خصوصاً مع عدم الإقبال على البطولات النسائية؟

إطلاقاً. يتطلب الفيلم بطولة نسائية، وقد جسَّدت شخصية صعبة أعطتني فرصة للاستمتاع بمهنتي كممثلة، والأهم في العمل الموضوع وطريقة تناوله وليس جنس البطل.

·         كيف كان الإعداد للدور؟

استمرت تحضيرات الفيلم أربع سنوات، جمعتني فيها جلسات طويلة مع المخرج عمرو سلامة لوضع تفاصيل الشخصية قبل بدء التصوير، كذلك جلست وفريق العمل مع مرضى بالفيروس، وحرصت على مقابلة الشخصية الحقيقية التي جسدتها في الفيلم، تحدثت معها عمَّا تعرضت له من مآس، وكان اهتمامي بمرضى الإيدز قد سبق الفيلم بسنوات من خلال المشاركة في حملة توعية بالمرض تحت رعاية منظمة «الصحة العالمية» والأمم المتحدة، في الفترة بين عامي 2004 و2009.

·         كيف كان اختيارك لشكل الشخصية والملابس التي ظهرت بها في الفيلم؟

الملابس القديمة والمهلهلة التي ظهرت بها في فيلم «أسماء» كانت مناسبة تماماً للدور، خصوصاً أنها تقوم بدور الأم الشعبية الفلاحة التي تعاني من مرض الإيدز، علماً أن مصممة أزياء ساعدتني في اختيار الملابس والأكسسوارات، وحاولنا من خلال الماكياج أن نعكس الواقع الذي شاهدناه مع مصابي الفيروس.

·         لكن اللهجة الريفية غابت كثيراً عن الحوار فيما غلبت اللهجة القاهرية، هل السبب عدم إتقانك اللهجة الريفية؟

كان هذا الأمر مقصوداً تماماً، لأن الشخصية عاشت فترة كبيرة في القاهرة، فكان من الطبيعي أن تتأثر بلهجتها.

·         تحدثت أسماء طيلة الفيلم بفلسفة لا تتفق مع نشأتها الريفية وتعليمها المتواضع!

شخصيات كثيرة تبدو بسيطة، لكنها تتسم بالوعي وعمق التفكير، وقد ظهرت أسماء من البداية كشخصية مختلفة قوية وعلى وعي بحقوقها.

·         توفيت الشخضية الحقيقية، فلماذا لم تمت في نهاية الفيلم؟

حاولنا أن تحتوي نهاية الفيلم على بعض الأمل، كي لا يكون الفيلم قاتماً وسوداوياً.

·         هل يمكن أن تجسدي شخصية ليلى بن علي زوجة الرئيس التونسي المخلوع؟

أتمنى تجسيد شخصية ليلي بن علي، لأنها ظلت محورية لسنوات طويلة في الحياة التونسية، وهي غنية من الناحية الدرامية، إذ تتضمن قصة صعود وهبوط لسيدة كانت تتحكم في أمور البلاد لسنوات وارتبطت بقضايا فساد.

·     بعد انتهاء مرحلتين من انتخابات مجلس الشعب في مصر وتأكد سيطرة التيار الإسلامي، دعا فنانون كثر إلى الهجرة من مصر، هل توافقين هذا الرأي؟

لا يمكني مغادرة مصر، كذلك أرفض حالة الهلع والفزع من الإسلاميين بعد صعودهم في مصر أو تونس. من المبكر أن نحكم على هذه الأنظمة والتيارات ونطالب بالهجرة.

·         ألا ترين أن الفن قد يتأثر بعد صعود هذه التيارات إلى الحكم؟

مشكلة الفن ليست مع النظم التي تحكم، فالفن في إيران مثلاً قوي على رغم أنها تحكم بنظام إسلامي. المشكلة التي يواجهها الفن في أي مجتمع أو أي نظام سياسي سواء كان إسلامياً أم ليبرالياً أم يسارياً هي عدم قبول فكرة الآخر، أو مصادرة رأيه، فالتنوع هو روح مجتمعاتنا وهو ثروتنا الحقيقية، وسنفهم هذا قريباً.

·         حصد الفيلم جوائز كثيرة وتكريمات، أخبرينا عنها.

أهم تكريم لي وللفيلم ولمجمل فريق العمل هو تكريم منظمة الأمم المتحدة، التي لاحظت أننا احترمنا القضية التي تعرضنا لها وتحدثنا وناقشنا موضوعاً شائكاً ومهماً في العالم العربي، كذلك كسبنا احترام الجمهور الذي كان يجهل أموراً كثيرة عن الإيدز، ونرجو أن تكون الرسالة وصلت إلى الناس المتعايشين مع هذا الفيروس، والذين أشعرونا وكأنهم يسلموننا أمانة وعلينا توصيلها بكل مصداقية.

·         ما تعليقك على القرصنة التي تعرض لها الفيلم بعد ثلاثة أيام من عرضه وتحميله على مواقع الإنترنت؟

حزنت للغاية، فذلك يؤدي إلى تراجع صناعة السينما في العالم العربي عموماً، ومصر خصوصاً، ولو استمرت الظاهرة من المؤكد أن جهات إنتاجية كثيرة ستتخوف من المجازفة بأموالها، وأتمنى أن يستطيع صناع السينما التصدي لها.

الجريدة الكويتية في

23/12/2011

 

هالة صدقي في مهرجان وهران للفيلم العربي .. رغم الحملة الكبيرة ضدها والتهديدات

كتب: وهران - مصطفى ياسين  

انتهت فعاليات الدورة الخامسة من مهرجان وهران السينمائي، بعدما غيَّرت إدارته اسمه من «المهرجان الدولي للفيلم العربي بوهران» إلى «مهرجان وهران للفيلم العربي». أبرز الأحداث التي شهدها المهرجان كان الجدل الواسع حول اختيار النجمة المصرية هالة صدقي للمشاركة في لجنة التحكيم في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة.

شنَّ الجزائريون حملة ضد هالة صدقي على موقع الـ «فيسبوك»،  واعتبرت الصحف الجزائرية أنها لا تستحق المشاركة في لجنة تحكيم «مهرجان وهران للفيلم العربي» بسبب مواقفها المعادية للشعب الجزائري بعد أزمة كرة القدم بين مصر والجزائر، بحسب الصحف.

مع أن صدقي صرحت لوسائل الإعلام بأنها بريئة من هذه الاتهامات وأن هجومها كان على السودانيين ولم تتعرض للشعب الجزائري بألفاظ تسيء إليه، إلا أن الحملة عليها استمرت لمنعها من السفر وتلقت تهديدات واضحة بمهاجمتها عند زيارتها الجزائر.

على رغم ذلك وصلت صدقي إلى الجزائر يوم افتتاح المهرجان، لكن بعد عوائق كثيرة، فجواز سفرها الأميركي لم يكفِ لدخولها البلاد واضطرت إلى التقدم للحصول على تأشيرة دخول. ليس هذا فحسب، ففي طريقها إلى المطار تعرضت لحادث بسيارتها وتأخرت عن موعد إقلاع الطائرة، فما كان منها إلا أن حجزت على متن طائرة أخرى اتجهت بها إلى تونس ومنها إلى الجزائر، فوصلت إلى وهران قبل الافتتاح مباشرة، واستقبلت بحفاوة عوضتها عن المعاناة التي عاشتها.

الغريب أن صحفاً جزائرية، من بينها «الشروق»، نشرت أن هالة لم تُستقبل بشكل لائق، وأنها تعرضت لهجوم أثناء صعودها على خشبة المسرح وتعالت صيحات معادية لها، وهو ما لم يحدث على الإطلاق، الأمر الذي دفع صدقي إلى عقد مؤتمر صحافي على هامش فعاليات المهرجان لتوضح من خلاله حقيقة الاتهامات والإشاعات ضدها، مؤكدة أنها لم تسئ إلى شعب الجزائر وحكومتها بعد مباراة «أم درمان»، وتحدت أي شخص يمكن أن يسوق أي دليل يورطها في هذه الأكاذيب، وأعربت عن حزنها من الحملات ضدها على الـ «فيسبوك».

قبلة السينما العربية

أكدت مديرة المهرجان ربيعة موساوي، في كلمة ألقتها في حفلة الافتتاح، أن المهرجان يسعى إلى أن تكون مدينة وهران قبلة السينما العربية. وقد تميزت حفلة الافتتاح، التي أقيمت في قاعة مركز المؤتمرات في وسط المدينة، بلوحات استعراضية قدمتها فرقة الباليه التابعة لـ «مؤسسة الديوان الوطني للثقافة والإعلام»، وتخللها عرض الفيلم التونسي «الملعب» للمخرج علاء سليم، إنتاج مشترك بين الجزائر وتونس، يروي قصة مشجع رياضي يلتقي في طريق عودته إلى بلده بعد هزيمة فريقه، كلباً كان عاش معه تجربة صعبة في تونس العاصمة.

كذلك حضرها نجوم مصريون من بينهم الفنان محمود عبد المغني الذي استقبله الجمهور بحفاوة بعد نجاحه في مسلسله الأخير «المواطن إكس» الذي عرض في رمضان الماضي.

مشاركة كثيفة

شاركت في دورة هذا العام 18 دولة عربية وعرض فيها 22 فيلماً قصيراً و12 فيلماً روائياً طويلاً.

ضمت المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة التي تغير اسم جائزتها إلى «الوهر الذهبي»: «الأندلس يالحبيبة» (مغربي) للمخرج محمد نظيف، «قديش تحبني» (جزائري) لفاطمة الزهراء، «المغي» (عراقي) لقاسم حول، «ديما براند» (تونسي) لرضا الباهي، «دمشق مع حبي» (سوري) لمحمد عبد العزيز، «مدن الترانزيت» (أردني) لمحمد الحشكة، «ماجد» (مغربي) لنسيم العباسي، «نورمال» (جزائري) لمرزاق علواش، «وهلأ لوين؟» (لبناني) لنادين لبكي، «حبيبي راسك خربان» (فلسطيني) لسوزان يوسف، «كف القمر» (مصر) لخالد يوسف، «أسماء» (مصر) لعمرو سلامة.

كذلك عرضت أفلام روائية طويلة خارج المسابقة، وهي: «وقائع سنوات الجمر» للمخرج محمد لخضر، «حمينة ومسخرة» لإلياس سالم، «الخارجون عن القانون» لرشيد بوشارب، «هنا نغرق الجزائريين»، وثائقي لياسمين عدي، «المر والرمان» (فلسطين) لنجوى النجار، «البراق» (المغرب)  لمحمد مفتكر، «عين شمس» (مصر) لإبراهيم البطوط.

الجريدة الكويتية في

23/12/2011

 

 

وهلأ لوين؟… نادين لبكي وسينما البهجة

محمد بدر الدين 

برزت موهبة نادين لبكي في وقت مبكر، من خلال إخراج الكليبات قبل أن تتجه إلى إخراج الأفلام الروائية الطويلة مع فيلمها الأول «سكر بنات» الذي أظهرت فيه موهبتها، وها هي في فيلمها الثاني «هلأ لوين» تؤكد أصالة هذه الموهبة وتميزها.

سينما نادين هي سينما البهجة والجمال المتدفق في الصورة والإيقاع، في المونتاج والديكور والموسيقى، حتى في المشاهد التي تقطر ألماً. إنها البهجة والجمال اللذان لا يبرحان.

تبدو أصالة نادين في انتمائها إلى واقعها، إنها سينمائية بارة بلبنان، والسينما التي تقدمها سينما بارة بلبنان، جزء لا يتجزأ من روحه وعشق أبنائه للحياة، وتطلعهم الدائم إلى مستقبل مشرق.

وبقدر ما ينخرط «وهلأ لوين؟» (إلى أين؟) في الواقع وتفاصيله، بقدر ما يحلّق بخيال طليق فانتازي في روحه وأسلوبه. يعبر عن الحياة في لبنان من خلال  تصوير واقع إحدى قراه وسكانها بكل ما لهم وما عليهم. كذلك يقدم تحية إلى المرأة اللبنانية، ففي حين نرى رجالاً يتعاركون، تبدو النساء قادرات على رأب الصدع ولمّ الشمل.

يبدأ الفيلم بمسيرة نساء متشحات بالسواد، مسيحيّات في واد ومسلمات في واد ـ أو ناحية من المقابر ـ يلتقين في النهاية، في وداع أحد أبناء القرية المحبوبين الذي يعتبر ابن الجميع، من دون النظر إلى انتماء أو إلى دين.

لعل في هذا المشهد إجابة نادين عن سؤال الفيلم وعنوانه «وهلا لوين؟» لبنان والبشر إلى أين؟!

تبدو ريشة لبكي الساحرة في رسم لوحات الفيلم المشرقة، الحميمة، التي ترافقها  موسيقى عذبة، أو مؤثرات صوتية لصخب أطفال يلعبون، أو ديوك تصيح، ويزداد الفيلم امتاعاً بما نراه فيه من استعراض وغناء، ومن منا لا يستمتع باستعراض النساء الأخاذ، وهن يشتركن في صنع فطائر للرجال، وبالأغنية المرافقة «حشيشة قلبي»، إحدى ذرى البهجة في الفيلم، والحيوية الدافقة التي تشمله، وروح المرح التي تعم!

ولأنها نادين لبكي، فهي تقدم بجسارة، نساء مسلمات يتظاهرن بأنهن صرن مسيحيات، ومسيحيات يتظاهرن بأنهن أصبحن مسلمات، في إطار من البهجة والحيوية والمرح، لكن بعمق ورؤية فلسفية ومجتمعية تؤكد الجوهر المشترك للإنسان، وإمكان الحياة السعيدة المشتركة.

الحقّ أن الحميمية والدفء الإنساني يشعان في مفردات الفيلم وروحه وتفاصيله، من البيوت وطابعها، البشر وطبائعهم، ابتهاج الضيعة بدخول جهاز تلفزيون إليها… لكن ثمة رجال ضاق أفقهم، يريدون، بحمقهم، أن يفسدوا الحياة، فنرى غلياناً طائفياً يتصاعد، لكن لأنه لبنان وجوهر إنسانه، وروحه العذبة التي تجسدها هذه المرأة اللبنانية برحابتها، لا يلبث أن يتغلب الجميع على ضيق الأفق والحمق والغليان المتصاعد.

كما في فيلمها الأول «سكر بنات» تحرص المخرجة على أسلوبية أداء تمثيلي، سلة واقعية أقرب إلى الأداء التلقائي المتقن الذي تصدقه، كأن المؤدين لا يمثلون. كما في فيلمها الأول أيضاً تتأمل المخرجة في حياة المرأة وتسبر أغوارها، لكن من دون اعتبار ذلك اعتداداً بالمرأة، ومن دون أن تدخل في نوعية السينما «النسوية» الضيقة النظرة والأبعاد، إنما تقدم النساء برحابة رؤية، وبالانتباه إليهن ضمن الالتفات إلى جوهر الحياة.

تهتم لكن لا تغالي، لذلك سينما نادين، من زاوية الاهتمام بالمرأة، ليست كما نرى لدى غيرها، سينما عرجاء أو خرقاء لا تنفذ ولا ترى، لا تتجاوز أو تبالغ، بل تلقي أضواء كاشفة، بموهبة عميقة، ورؤية مدققة.

قبل أن تخرج نادين لبكي أول فيلم روائي طويل لها، كنت، كلما أتابع كليب أغنية لها، أقول: «هذه روح وطاقة مخرجة سينمائية متميزة، أرجو أن نرى لها يوماً أفلاماً روائية». لذلك سعادتنا حقيقية بما قدمت حتى الآن، وترقبنا حقيقي أيضاً لما ستقدم من مزيد في سينما البهجة… وهذا العالم الإنساني الخاص، الجميل والحميم».

الجريدة الكويتية في

23/12/2011

 

 

زواج الفنان والفنانة… طموح أم شهرة أم احتكار؟

كتب: القاهرة - هند موسى  

إلى أي مدى يؤثر الزواج بين فنان وفنانة على مستقبلهما الفني، ومتى يكون حافزاً لإبداعهما ومتى يقف عائقاً أمام نجاحهما؟ وهل ثمة ما يمنع من مساعدة الفنان لزوجته الفنانة وما حدود هذه المساعدة؟

هذه الأسئلة وغيرها برزت في الفترة الأخيرة بعد تزايد طلاق الفنانات من أزواجهن بسبب نزعة الاحتكار التي يمارسها هؤلاء عليهن.

انفصلت المطربة ديانا حداد أخيراً عن زوجها المخرج سهيل العبدول، بسبب  إصراره على إخراج كليباتها كافة، وفق ما صرحت للصحافة، ما يحول دون تألقها مع مخرجين آخرين، كذلك انفصلت المطربة نوال الزغبي عن زوجها ومدير أعمالها إيلي ديب بسبب تدخله في تفاصيل العروض التي توقع عليها.

قد تتزوج فنانة من فنان لا يتحمل اشتراكها في أعمال بمعزل عنه، وهو ما حدث مع ليلى مراد وأنور وجدي، إذ كان يضايقها لدى تصويرها فيلماً مع منتج آخر وتزداد الخلافات بينهما بعد نجاح الفيلم باعتباره الأولى بثمار أعمالها، حسب قناعته.

في المقابل ثمة أزواج لم يتأثر زواجهم بنجاحهم الفني، على غرار فاتن حمامة وعمر الشريف، وآخرون استمروا في التعاون مع بعضهم البعض حتى بعد انفصالهم مثل فاروق الفيشاوي وسمية الألفي، المطربة أنغام وزوجها الموزع الموسيقي فهد.

قد يساعد الزوج الفنان زوجته على أن تخطو خطواتها الأولى في الفن، وهو ما فعله المنتج والمخرج مجدي الهواري مع زوجته الفنانة غادة عادل في بداية مشوارها الفني، أو تعزيز مسيرتها الفنية كما يفعل المنتج والمخرج طارق العريان مع زوجته المطربة أصالة، إذ أخرج برنامجها الأخير «صولا» وأنتجه.

موهبة ومهارة

يرى الناقد رفيق الصبان أن نجاح الزوج في مساعدة زوجته أو العكس يتوقف على موهبة الفنان ذاته، وما إذا كان يمتلك مهارات فنية أم لا، «حاولت الفنانة فاتن حمامة إدخال ابنتها نادية ذو الفقار مجال التمثيل، فقدمتها في فيلم من إخراج حسام الدين مصطفى وتأليف إحسان عبد القدوس، لكنها فشلت ولم تكرر فاتن هذه التجربة ونصحت ابنتها  بالابتعاد عن التمثيل لأنها لا تتقنه، ما يعني أنه، مهما كانت واسطة الممثل، لن ينجح إلا من خلال رؤية الجمهور، فهو الحكم الأول والأخير.  ثمة حالات لا ينطبق عليها هذا الأمر منها: ليلى مراد وأنور وجدي، ومنى زكي وأحمد حلمي، لأن لكل من الزوجين شعبيته الخاصة التي حققها من دون مساعدة الآخر… «

يضيف الصبان: «لا مانع من أن يساعد الزوج الفنان زوجته الفنانة في اختيار أعمالها كما يحدث مع مجدي الهواري وزوجته غادة عادل، لكن إذا تعدت هذه المساعدة حدودها كأن يفرض الزوج خيارات معينة على زوجته من شأنها الحد من انتشارها الفني، عندها  يقع الانفصال كما جرى مع ديانا حداد وزوجها المخرج سهيل العبدول».

ظروف مختلفة

ترى الناقدة ماجدة خير الله أنه إذا فشلت تجربة زواج فنانة وفنان لا يجوز التعميم، فلكل تجربة ظروفها، مثلا من الطبيعي أن يضيق أنور وجدي الخناق على زوجته ليلى مراد لأنها عملت في فيلم من انتاج غيره، لأنه منتج ومخرج ومن غير الطبيعي أن تعمل  مع غيره مع أنه قدم، في الوقت نفسه، أفلاماً مع الطفلة فيروز ومع نعيمة عاكف ولم تتصرّف ليلى مراد معه مراد مثلما تصرّف معها.

تضيف خير الله أن ثمة فنانين قدموا أعمالا مشتركة ولم يكونوا متزوجين، على غرار منى زكي وأحمد السقا، وقديماً فاتن حمامة مع عماد حمدي مع أنها كانت متزوجة من عمر الشريف، الذي لم يتضايق من نجاحها بل كان يفرّق بين الزواج والعمل الفني.

تلاحظ خير الله أن ثمة أزواجاً كونوا دويتوهات ناجحة، وخير مثال على ذلك هدى سلطان وفريد شوقي، بوسي ونور الشريف، شويكار وفؤاد المهندس وهذا الأخير  قدم مسرحيتين أيضاً مع شريهان «سك على بناتك» و{علشان خاطر عيونك»، وبعدما انفصل عن زوجته  ظلا صديقين.

حياة مختلفة

«تختلف حياة الفنانين عن حياة أي شخص عادي» برأي الناقدة خيرية البشلاوي لأنهم  يعيشون تفاصيل ويلتزمون بمواعيد متباعدة، لا سيما  الفنانين الناجحين، فهم يمتلكون شبكة علاقات واسعة وينتابهم خوف وتوتر على الدوام حول نجاح أعمالهم واستمرار  شعبيتهم… {لا شك في أن هذه الأمور لا تترك لهم مساحة كبيرة للحب والتفاهم في حياتهم الزوجية ويزداد الأمر تعقيدا وحساسية إذا كان الزوجان يعملان كلاهما في الفن».

تؤكد البشلاوي أنه، في حالات كثيرة، يحدث انفصال بسبب غيرة الزوج من نجاح زوجته أو تعدد علاقاتها أو كثرة الحفلات التي تحييها… لذا لا بد من أن يكون كلا الطرفين على مستوى عالٍ من النضج، وهو ما لا يتوافر في الوسط الفني. وفي حال كان الزوجان يعملان في مجالين مختلفين عن بعضهما تقلّ المنافسة والغيرة.

توضح البشلاوي أن مسألة الاستقرار تمثل مشكلة لدى الفنانين في ظل تعدد القنوات الفضائية، إذ تزداد المنافسة وترتفع نسبة الطلاق، عكس ما كان قديماً، لأن كل طرف  ينتظر أن يلبي الطرف الآخر طلباته ويساند طموحاته، وعندما لا يجد ما كان يريده يحدث الانفصال.

تعاون مثمر

ترى د. سميحة نصر، أستاذة علم النفس، أن نجاح زواج الفنانين من الفنانات يتوقف على ذوبان الزوج في حياة زوجته، فيكون الصديق ويتعاون مع زوجته ويحاول إسعادها بعيداً عن الأنانية التي، إذا ما اقترب منها ولو بنسبة ضعيفة، ستتبدد هذه العلاقة على الفور.

تضيف نصر: «الزوج هنا هو رجل شرقي، في الأساس، قبل أن يكون فناناً لذا نجده يطمح إلى أن يكون متميزاً عن زوجته ويسبقها في النجاح حتى لا يشعر بأنه أقل منها فنياً».

تضيف د. سميحة: «قد تؤثر الثرثرة في الزوجة الفنانة  إذا لم تكن واثقة من نفسها ومن قدرتها على التمثيل أو الغناء، وتؤدي الحساسيات بينها وبين زوجها  إلى الانفصال الشخصي والفني».

الجريدة الكويتية في

23/12/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)