حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

يرى أن ما يحدث أمام الوزراء مسلسل طويل من الظلم

خالد الصاوى : "لو عاوزينها سوريا هنخليها ليبيا"

كتب: محمد فهمى

قام الفنان خالد الصاوى بكتابة عدد من التدوينات القصيرة على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" اعتراضاً منه على ما يحدث بحق المتظاهرين أمام مجلس الوزراء المصري .

وقال خالد على صفحته : التغيير الوحيد الذي طرأ على إعلامنا السياسي أنه صار يعرض لقطات حقيقية أكثر، ولكن باعتبار كل حدث مجرد فيلم قصير قائم بذاته، بينما الحقيقة أنه مسلسل طويل من الظلم، والمماطلة، والتواطؤ مرتبطة فيه كل حلقاته وتؤدي لبعضها بوضوح .. والكل يعرف ذلك الإعلام والمشاهدون.

وأضاف الصاوي : إن فلسفة سيب الحمار وامسك في البردعة هي الامتداد الطبيعي للفلسفة الإعلامية السابقة والتي كان شعارها على مدار ثلاثين سنة: "القصر دائماً على حق" .

وتساءل الصاوي قائلاً : هم السادة النواب اللي تم انتخابهم ناويين يقفوا وقفة رجالة تجاه قتل وسحل المتظاهرين ولا البرلمان له حسابات تانية؟، ولا إحنا سذج ومصدقين إن المشكلة في الثوار مش في الطبقة الحاكمة وديولها وكلابها؟ .. عالعموم الناس قالت شعار مهم النهارده يا ريت كله يحطه حلقة في ودنه قبل فوات الآوان وهو : "لو عاوزينها تبقى سوريا، هنخليها تبقى ليبيا" .

واكد: رسالة العسكرى "لن نتركها إلا وهى أنقاض"

بوابة الوفد – متابعات:

علق الفنان عمرو واكد على حسابه الشخصى على  "تويتر" على الأحداث المؤسفة التى شهدتها مصر فى الأيام الأخيرة انه بعد هذه الأحداث أصبحت رسالة العسكرى "لن نتركها إلا وهى أنقاض" وأصبحت رسالة الثوار لن نتركها لكم إلا ونحن أنقاض".

وأضاف انه اتضح من هذه الأحداث "ان العدالة تحت حكم العسكر مفقودة"، مشيرا الى ان الحل لهذه الأزمات يبدأ بالقصاص وإلا بحر الدماء سيصبح محيطا.

الوفد المصرية في

19/12/2011

 

أفلام الإيدز .. الترفيه .. والتنوير .. والرسالة الاجتماعية

تقدمها: خيرية البشلاوي 

منذ الثمانينات من القرن الماضي عندما بدأ شبح "الايدز" يطل برأسه. ويصيب كثيرين. ومنهم مشاهير. اتجهت بعض الأفلام إلي هذا المرض ليس فقط بهدف الترفيه وانما أيضاً كأداة مهمة للتعليم والإرشاد وايصال رسائل.

مجلة نيويورك تايمز أول من أزاحت النقاب عن المرض في صيف 1981. ومرت سنوات قليلة قبل ان يتحول المرض إلي موضوع لأفلام درامية.

التليفزيون وأفلام السينما المستقلة كانت أسرع في تناول هذه الأزمة ذلك لان الموضوع يشكل أهمية كبيرة بالنسبة لهم ولمشاهديهم.

العديد من المخرجين الذين لا يعملون في هوليود ممن تناولوا الموضوع ماتوا بمرض الايدز بعد فترة قليلة من الانتهاء من أفلامهم.

مات المؤلف فيتو روسو قبل ان يصدر كتابه بعنوان "خزانة السبليويد" الذي تحول إلي فيلم بنفس الأسم "the celluloid closet). أيضاً من الأوائل الذين رحلوا مبكراً بمرض الايدز ثلاثة من الأسماء البارزة في طاقم فيلم "أولاد الفرقة" the boysin the band وكانوا من الشواذ وهم كنيث نلسون وليونارد فراي وفردريك كومبس.

وعندما مات النجم الهولندي الوسيم روك هدسون عام 1985. ظلت استوديوهات هوليود دون استجابة سريعة ولم تندفع لتناول المرض حتي تتبين امكانيات القيام بعمل هكذا يتناول الشذوذ إلي أن تم إنتاج فيلم "فيلادلفيا" عام 1993. وحقق نجاحاً تجارياً كبيراً وحصل بطلاه علي جائزة الأوسكار وهما توم هانكس وبروس برنجستين وظل الفيلم يعرض في دور العرض في المجمعات التجارية فترة طويلة ورغم ذلك خشي المخرجون من اظهار الممثل توم هانكس وانطونيو باندراس الا وهما يرقصان معاً. فلم يكن من الممكن ان تخرج هوليود عن تحفظها وتعبر عن العلاقة المثلية بأكثر من هذه الاشارة.

الممثل برسنان مات بالايدز مباشرة بعد عرض فيلمه "أصدقاء" "Buddies) والفيلم نفسه اختفي بسرعة. وظهر فيلم آخر كان حظه أكبر جماهيرياً وهو فيلم "الجليد المبكر" "Easly frosh) الذي عالج قصصا مؤثرة جداً حول الايدز حققت نجاحاً كبيراً لابطاله وحصل مؤلفه علي جائزة إيمي. وبعد ذلك شهدت هذه النوعية من الأفلام رواجاً وأصبح هناك تيار منها.

لعبت الأفلام المستقلة دوراً مهماً في مجال أفلام انتاج تتناول مرض الأيدز ومنها ما أصبح من الكلاسيكيات وهو فيلم "نظرات الفراق" "1986" الذي كتبه وأخرجه بيل شيروود وهو من الأعمال ذات الميزانية المنخفضة الذي مازال ينظر إليه كأحد أكثر الأفلام الترفيهية وكأحسن فيلم تم إنتاجه عن هذا الموضوع ذلك لانه يتسم بالحيوية والفطنة والخفة في رسمه للعلاقة بين اثنين من الشواذ في مدينة نيويورك يواجهان ضغوطاً وآلاماً نفسية ولم يتمكن المخرج الذي تعاقد بعد نجاح الفيلم مع استوديوهات "ديزني" ان ينتهي من عمل آخر فقد مات بالمرض نفسه عام 1990 وكذلك زميله ستيف بوسكين الذي لعب في الفيلم دوراً مؤثراً جداً.

تداعيات المرض. والأزمة الاجتماعية التي بدأ يحدثها أجبرت المشاهير علي الظهور وأصبح من الممكن معرفة من يمارسون العلاقات المثلية. واسهمت الأفلام التليفزيونية في الكشف عن الأزمات التي تعرض لها ممثلون علي شاكلة روك هدسون. وكريج لوجاتيس. ومنها أعمال حققت نجاحاً مثل "قصة رايان وايت" 1989 بطولة لوكاس هاس وهو ممثل عمره 13 سنة أصيب بالمرض بسبب نقل الدم داخل المستشفي الذي يعالج به.

وقدمت بريطانيا أعمالاً تتناول محنة الإيدز مثل فيلم "تواصل حميم" للمخرج واريس حسين وهو عمل طموح يمتد لثلاث ساعات تم إنتاجه عام 1987 ويتناول أيضاً حكاية صبي في الثالثة عشرة من عمره مصاب بسيولة الدم ويصاب بمرض الايدز أثناء علاجه.

في نفس السنة انتجت بريطانيا فيلماً آخر كتبه وليام نيكلسون بعنوان "حلو كما أنت" وهو فيلم تليفزيوني بطولة ميراندا ريتشارد سون ووليام نيسون اللذين لعبا دور زوجين يصابان بصدمة كبيرة عندما يعلمان ان الزوج اصيب بالمرض.

أول أفلام الايدز التي حصلت علي الأوسكار فيلم بعنوان "خيوط مشتركة.. حكايات من الكلت" الذي نسجت حكاياته حول اناس تم تقديمهم من خلال مؤسسة "ايدز موموريال كويلت".

حصل الفيلم علي جائزة أحسن فيلم تسجيلي عام 1989 الذي قام بإخراجه روبرت الشتين الذي سبق له الحصول علي جائزة الأوسكار عن فيلم "زمان هاردي ميلك" "1984".

ومن أفلام الايدز التي حصلت علي الأوسكار أيضاً فيلم "رفيق العمر long rime compan "1990" الذي يتناول حكاية شاب مصاب بالايدز ظل يراقب حبيبه الذي يضيع عقلياً وبدنياً إليان يواجه الموت.

لعبت بعض هذه الأفلام دوراً في تسليط الضوء علي عدم مبالاة الجهات الحكومية بهذه المحنة. الأمر الذي يضفي عليها أهمية فضلاً عن قدرتها علي اثارة الحماس في مواجهة المرض والفيلم "رفيق العمر" أخرجه نورمان رينيه الذي مات بمرض الايدز عام ..1996 ومن أكثر الأفلام تأثيراً. أعمال تسجيلية حول الايدز ومنها فيلم "ايجابي لاقصي حد" للمخرج بيتي ادير "1991" الذي يعتمد علي لقاءات عديدة مع اناس مصابين بالمرض.

والملاحظ ان الإنتاج التليفزيوني لعب دوراً حيوياً في صناعة أفلام الايدز. ومنها الفيلم البريطاني "أولادنا" بطولة جولي اندروز وهيوجرافت.

الآن صارت هذه النوعية من الأفلام تشكل تياراً. نظراً لأهمية المرض وتأثيره.. ويشارك في انتاجها الاستوديوهات الكبري في هوليود ومحطات التليفزيون وقنوات الكابل الخاصة في أمريكا.

وفي مصر أخرج أحمد فؤاد فيلم "الحب في طابا" ثم "اسماء" الذي يقدم أفضل معادلة ممكنة للعمل الترفيهي والتعليمي من منظور انساني ومن خلال اطار فني محترم. اخرجه عمرو سلامة.. وبطولة هند صبري وماجد كدواني.

المساء المصرية في

18/12/2011

 

"شجرة الحياة" التأمل الفلسفي يفسد متعة التلقي

تقدمها: خيرية البشلاوي 

"شجرة الحياة" للمخرج الأمريكي تينسي ماليك عمل يبدو مثل قطعة فنية فريدة. أو كمعرض صوري مذهل لتجليات الوجود. وللطبيعة. لأصل الكون!!..عمل يمكن أن يشدك إلي ما لا نهاية. ولكنك في النهاية يشعرك بالإحباط.. حاولت أن أتأمله من جديد بحثاً عن امتاع ينبع من الاندماج المريح فلا يكفي الاحترام البالغ لقدرة المخرج علي الابداع البصري ولا الأداء التمثيلي الكامل للممثل براد بيت وشين بين..

هناك بالقطع أشياء كثيرة يريد أن يخلص إليها صانع الفيلم الحاصل علي جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان الأخير.. والمعروض في عدة مهرجانات دولية أخري والذي يلاقي حفاوة نقدية من الجمهور في الغرب.

وعلي عكس ما توحي به بداية المقال فإن الفيلم يرتكز علي قصة بسيطة تتناول حياة أسرة أمريكية تعيش في ولاية تكساس إبان الخمسينيات من القرن  الماضي.

الأب: مستر أوبراين "براد بيت" وزوجته "جيسكا كاستين" وثلاثة أبناء ذكور. نعلم بعد فترة وجيزة بموت  أحدهم من خلال تلجراف تتسلمه الأم.. الصدمة قاسية وتداعياتها تنعكس علي مجريات أمور الأسرة. جاك الابن الاكبر.. يتجاوز مرحلة الصبا. أنه الآن مهندس "شين بين" مدير في شركة حديثة مبناها من الصلب والزجاج. تحيطه ناطحات سحاب. يستعيد طفولته في ذلك الزمان وفي ذلك المكان الرائق. الأخضر وسط الأعشاب. مع أقرانه أبناء الجيران.. يستعيد العلاقة المضطربة مع والده. ارتباطه العاطفي الدافئ مع أمه.. يتذكر لحظات قسوة. ولحظات تقارب وتباعد.. الأب والأم علي طرفي نفيض الحيرة والحزم. في مقابل النعومة والطيبة والتسامح علاقة الأب ــ الأم ليست طبقة. ولا تبدو حميمة..

الصوت الخارجي للراوي المتأمل يطرح أسئلة تبحث عن إجابات. فكرة الموت المبكر للأخ. الذي يموت دون أن نعرف سبب الوفاة. تجعله يفكر في الأبدية. في جوهر  الإيمان.. في الموت.

هذه التأملات الممتدة بدت وكأنها رحلة بصرية لميلاد الكون.. وأسرة "أوبريان" في مركزه. حركة الكواكب. وانفجار البراكين. النجوم والمجرات. والزلازل. الديناصورات فترة تمر والمتفرج وجاك نمارق في تجليات الطبيعة في مظاهر الكون والكواكب والخليقة.

ووسط هذه الرحلة العصرية المذهلة لتأملات "جاك" حول الخليقة وعملية النشوء والتطور وأحوال الكواكب. والمجرات تلاحظ المستوي اللافت للتصوير الرائع لإمكانيات الصورة وسط هذا  كله تطل من في زيارة سريعة صورة الأم "مسز اوبراين" التجسيد الطيب للمحبة. وتظهر صورة الأب السيد اوبراين بهيئة الكلاسيكية وإحباطه أحياناً وابتهاجه لحظة ميلاد الابن الأكبر الذي تبدو قدمه الصغيرة محاطة بكفي الأب في لقطة فترة أنها لحظة الميلاد.

الأب هنا مزيج من القسوة والحب. وأحياناً التقلب المزاجي الكاشف عن طبيعته..

جاك الابن الأكبر الذي يلعبه شين بن. الشخصية التي مازالت مؤرقة فكرة موت الأخ. مشغولاً بالأسئلة التي لن تجد لها اجابة.. انه اشبه بروح ضائعة. هائمة قلقة.

الفيلم مزيج من التأملات الفلسفية والتجربة الإنسانية. وهو في النهاية عمل خاص جداً ومختلف تماماً لمخرج متفرد لا تستطيع أن تختلف حول أهمية أفلامه. كل أفلامه دون استثناء.. وقد أخرج ــ تيرنس مالك ــ خمسة أفلام في 38 سنة ومنها فيلم ممتع جداً. بعنوان "خيط أحمر رفيع" 1998 وفيلمه الأول "باولاندلز" "1973"  اعتبره النقاد كبداية قوية جداً تشبه بداية أدرسون ويلز "المواطن كين"..

تيرنس مالك يعتبر من صناع الفيلم المفكر صاحب رؤية تعبر عنها أفلامه. وقد نشأ كمزارع يعمل بيديه قبل أن يدرس الفلسفة في جامعة هارفارد. وبعد تخرجه التحق بكلية "ماجدلين كولدج" في اكسفورد ولكنه تركها قبل أن يكمل دراسته.. سيرة حياته تفسر بعض توجهات وثراء خلفيته الثقافية.

جده هاجر إلي الولايات المتحدة من قرية جوتابا في شمال غرب إيران  أي أنه من أصل إيراني وقد عاش فترة في فرنسا.

يقول عن أول أعماله في مجال الاخراج: لقد حاولت أن أبقي علي فترة الخمسينيات في الحدود الدنيا. من مشاعر الحنين إلي الماضي "النوستالجيا" قوية ويمكن أن تجرف المرء بعيداً عن أي شيء.. لقد أردت أن أتعامل مع الفيلم كقصة خرافية. خارج الزمن مثل "جزيرة الكنز". آملاً ضمن أشياء أخري أن ابتعد عن حدة العنف وأن أبقي علي المشاعر الحالمة.. الفيلم إلي مرتبة الفن الإبداعي الخالص وذلك لأنه مخرج مفكر. يكتب بالسينما ويتأمل الفلسفة والحياة. والتاريخ والقضايا الكبري من خلال الفيلم..

المساء المصرية في

18/12/2011

 

فتاة مجهولة تقف أمام النجم دانييل كريج

الفتاة ذات وشم التنين: «السينما حينما تحبس أنفاسنا»

عبدالستار ناجي  

شاهدت في عام 2009 فيلمها سويديا بعنوان «الفتاة ذات وشم التنين» مقتبسا عن رواية بالاسم نفسه للكاتب السويدي تيج لارسون تصدى لاخراجها نيلز أردن اوبليف، وكما حققت الرواية الانتشار وتجاوزت مبيعاتها كل التوقعات وترجمت للغات عدة، هكذا كان شأن الفيلم وأعترف انني طيلة فترة مشاهدة الفيلم بقيت محبوس الانفاس للحرفية العالية في كتابة النص وايضا ادارة هذه المجموعة من الممثلين السويديين وغير المعروفين عالميا.

ومنذ ايام، وضمن عرض خاص شاهدت النسخة الانكليزية الجديدة من الفيلم والرواية والفيلم الجديد يحمل الاسم ذاته «الفتاة ذات وشم التنين» من توقيع المخرج دايفيد فينشر وبطولة عدد بارز من نجوم السينما العالمية، يتقدمهم البريطاني دانييل كريج بطل أفلام جيمس بوند، لكن المفاجأة ان كريج يقف هذه المرة امام ممثلة غير معروفة هي روني مارا.

وقبل ان نذهب الى الفيلم نتوقف قليلا عن اسم المخرج دايفيد فينشر الذي تعود ان يدهشنا عن نتاجات سينمائية تتعدد في أنماطها واتجاهاتها فمن الشبكة الاجتماعية فيسبوك (2010) الى غرفة الرعب (2002) و7 نادي القتال (1999) و7 الغرب 3 (1992) وغيرها من الاعمال السينمائية، هو هنا يحط رحاله في فيلم يعتمد على فك الرموز والالغاز والتعامل مع شخصيات مركبة متداخلة تبطن عكس ما تظهر، لكل منها افكارها وحساباتها وايضا اشكالياتها، ولهذا نحن امام عمل سينمائي، كل مشهد يورطنا في حكاية ولغز جديد، قد يذهب بنا الى فضاءات كم من الحكايات التي لا تكاد تنتهي، ومن هنا قوة العمل الروائي وبالتالي العمل السينمائي الاصلي او المقتبس ولست هنا بمعرض المقارنة لان كل من العملين له خصوصيته وتفرده وايضا حرفياته ولغته السينمائية.

وحينما يختار فينشر الصبية الشابة روني مارا فانه يجد بها وفي ملامحها شيئاً من تلك الشخصية المحورية، الفتاة النحيلة الغامضة، شريرة الملامح قاسية بعينيها الزوقاوتين تذهبان بك الى عوالم لا تعرف نهايتها، من هنا تأتي اهمية اختيار فينشر لشخصية غير معروفة يورطنا بها كما يورطنا في مشاهد وأحداث هذا الفيلم الذي حتى وانت تنتهي من مشاهدته تظل تعتقد ان هناك كماً من الاشرار والحكايات التي لم تنته بعد.

الحكاية الاساسية تتحدث عن اختفاء فتاة منذ أربعين عاما وهي تنتمي الى اسرة ثرية قوية ولم يتم العثور على جثتها ويتم تكليف صحافي بمهمة البحث والتقصي عن ظروف اختفاء تلك الفتاة، وفي الحين ذاته يتم تكليف فتاة شابة نتعاون مع ادارة المباحث في تقصي الحقائق حول ذلك الصحافي وتتداخل مهمات البحث حيث تصل الى مراحل نتعرف من خلالها على الماضي الاجرامي لتلك العائلة.

واذا كنت من محبي هكذا نوعية من الافلام فانك ستجد نفسك في صالة العرض، مزروعاً على كرسيك، ترصد كل المشاهد، وتتابع أدق التفاصيل، بالذات، فيما يخص أداء هذه الممثلة الشابة «روني مارا» وهي تقدم شخصية اليزابيث سالاندر. مشيرين إلى أن هذه الشخصية، تمثل المحور الأساسي للأعمال الروائية الثلاثة التي كتبها السويدي لارسون... شخصية فتاة قوية... ملتوية.. غير عادية.. ترسانة من الأحاسيس والعواطف، حينما تعصف.. لا تتوقف.

الفيلم يظل يمثل نسيجاً رائعاً، حول تلك الشخصيات التي تظل هي المحور الذي تدور حوله الأحداث، في ذلك الفيلم الذي يجمع الكبار.

ورغم الاعجاب الكبير بالفيلم، فانني (فجعت) بالبوستر الكبير الذي راح يوزع في العديد من العواصم الأوروبية، ومن بينها لندن وباريس للترويج للفيلم، وهو يظهر الصبية «روني مارا» وهي شبه عارية وخلفها النجم الكبير دانييل كريج.. وتسألت هل يحتاج هكذا فيلم وهكذا رواية لكهذا إعلان، به الكثير من العري، رغم ان الفيلم بعيد عن كل ذلك... وحتى اللحظة لا أعرف السبب المباشر، وراء هكذا اعلان.. وهكذا صورة!

حكاية الصحافي ميكائيل بلومكينست (كريج)، يكلف بمهمة للبحث عن اختفاء فتاة تنتمي لأسرة ثرية قوية، وتتقاطع خطوط بحثه، مع حبيبه شابة (مارا) وهي احدى الهاكرز الذين يقتحمون كل شيء، ويتعاونون مع المباحث... باحتراف تدهشنا (روني مارا) التي شاهدناه من قبل في «الشبكة الاجتماعية» وعدد من الشخصيات الهامشية، وفجأة تكشف عن موهبة جبارة، وأمامها النجم القدير دانييل كريج، الذي يتخلص من أسلوبه في التمثيل في شخصية «جيمس بوند» الى عمق أكبر، وفي الفيلم كم آخر من النجوم، بينهم روبين رايت وكريستوفر بلومر والسويدي المقتدر ستيلان سكارسجارد. وكم آخر من الشخصيات، التي يأخذنا كل منها إلى عوالم ومتاهات وحكايات تعمق عناصر الغموض في ذلك الفيلم المصنوع بعناية وحرفية عالية المستوى.

بدليل ان كلفة الانتاج تجاوزت 100 مليون دولار، نصفهم تقريباً كان للنجوم... أما البقية فمن أجل الحرفيات التي نفذت بها المشاهد.

وهي دعوة للمشاهدة... ومن قبلها التأمل في مقدرة الرواية، مهما كانت لغتها.. للوصول الى العالم.

anaji_kuwait@hotmail.com

النهار الكويتية في

19/12/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)