حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مصر تدخل نادى الـ (3D) بـ ألف ليلة وليلة

كتب حسام عبد الهادى

فى سابقة هى الأولى من نوعها وبتكلفة تصل إلى 100 مليون جنيه قررت مصر الدخول إلى نادى التقنية السينمائية العالمية بنظام (3D) أو (البعد الثلاثى) من خلال إنتاج الفيلم الضخم (ألف ليلة وليلة) والذى يعتبر - إذا ما تم إنجازه والمقرر عرضه عام 2013 - إنجازا سينمائيا بكل المقاييس ويعد طفرة سينمائية هائلة ولدت من رحم ثورة 25 يناير 2011 والذى تقرر بدء تصويره فى يوم الاحتفال بالذكرى السنوية الأولى للثورة 2012 على أن يستغرق التصوير - كما هو مقرر - عاما كاملا بحيث يتم عرضه يوم الاحتفال بالذكرى السنوية الثانية للثورة 2013 ليكون أول إنجاز سينمائى ضخم يخرج من تحت عباءتها .

الفيلم كتبه (محمد أمين راضى) ويخرجه (تامر مرتضى) ومن إنتاج «ماب بكتشرز» ويشارك فى بطولته (عمرو واكد) فى دور شهريار، و(غادة عادل) فى دور (شهرزاد)، (غادة عبدالرازق) فى دور (النوامة)، (آسر ياسين) فى دور (السندباد)، (عمرو سعد) فى دور (علاء الدين)، (فتحى عبدالوهاب) فى دور (على بابا)، (سوسن بدر) فى دور (شمايل) الشريرة والتى تقترب شخصيتها من أسطورة (ميدوزة) الإغريقية برأسها التى تخرج منها الثعابين، (عزت أبو عوف) فى دور (كهلان) و(أحمد بدير) ومن المتوقع أن يحقق الفيلم إيرادا يصل إلى مليار جنيه.

الفيلم يحكى عن الأسطورة الشهيرة (ألف ليلة وليلة) والذى بدأ تصوير (البرومو) الخاص به ليكون نواة يكشف بها عن تقنيات إخراجية عالية ساعدتها الإمكانيات المادية الأعلى، «البرومو» كشف أيضا عن حلم طال تحقيقه بدخولنا إلى عالم التقنية السينمائية العالمية (3D) والتى سبقنا إليها العالم بعشرات السنين ولعل أشهر الأفلام العالمية التى صنعت بتلك التقنية (ملك الخواتم) و(الملك الأسد) و(أفاتار) وتحقيق الحلم يعد عهدا سينمائيا جديدا فى استخدام أحدث وسائل التقنية الرقمية فى المؤثرات والخدع السينمائية التى تؤدى فى النهاية إلى الإبهار البصرى والصوتى، رغم أن البعض شكك فى قدرتنا حتى على مجرد الاقتراب وليس تنفيذ مثل هذه التقنية قبل 20 سنة قادمة .

الفيلم الذى يحكى قصة الأسطورة الشهيرة (ألف ليلة وليلة) وبطلاها (شهريار) و(شهرزاد) وثالثهما (مسرور) السياف يؤكد من خلال (البرومو) الصراع الأزلى بين الرجل والمرأة فى الحكايات والأساطير وخاصة الصراع الدائم والمستمر بين (شهريار) و(شهرزاد) الذى استمر على مدى (ألف ليلة وليلة) - هى مدة ليالى الصراع بينهما دون وضوح رؤية لمن منهما سيكون الانتصار؟! (شهرزاد) بحكاياتها المثيرة المشوقة التى كان ينتظرها كل يوم (شهريار) بفارغ الصبر إلى أن تصمت عن الكلام مع طلوع الفجر ؟! أم (شهريار) بسيف (مسرور) الذى كانت تخشاه (شهر زاد) كل ليلة وتحاول أن تطيل فى حكاياتها للإفلات من قطع رقبتها؟!

ويستمر الصراع!! هكذا كان يحدث فى عصور كانت الكلمة فيها للسيف والسطوة فيها للقوة، واللعب على هذا الصراع سواء فى الأسطورة الأدبية أو الفيلم الذى يترجم الأسطورة هو صراع حركى مثير يشد انتباه المشاهد أو القارئ ليعرف ما هو القادم فى أحداث تلك الحكايات، خاصة بين رجل كان النصر حليفه وهو (شهريار) وامرأة كان الجمال سرها والذكاء سلاحها ولم تكن لديها قوة سوى الحكايات والأساطير، وهى (شهرزاد) فكانت تذيب (شهريار) عشقا وولعا كلما نطق لسانها (بلغنى أيها الملك السعيد ذو الرأى الرشيد)، وهذه المقولة الاستهلالية التى يستخدمها الفيلم تربت عليها مسامعنا من قبل سواء فى الإذاعة أو التليفزيون عندما استمعنا إليها من (خلال المسلسلات الرمضانية).

التقنيات السينمائية التى ستكون هى الإنجاز الحقيقى للفيلم تظهر فى أحداث ومشاهد كثيرة أهمها مشاهد الحروب وكثافة الجيوش والمراكب والبحار التى يلعب فيها الجرافيك دورا مهما، كذلك الطيور الخرافية والحيوانات والثعابين التى ستظهر فى الفيلم والهياكل العظمية التى تدخل فى صراع وحروب مع البشر من أبطال الفيلم، كلها تم التعامل معها - من خلال (البرومو) بجودة عالية، وهو ما نتمنى أن ينسحب على كل أحداث الفيلم لتكتمل صناعته بشكل يفوق التصور ويستحق فعلا أن يضعنا على أعتاب السينما العالمية، فمثل هذا الفيلم بتقنياته العالية وإنتاجه الضخم حتما سيصل إلى العالمية سواء من خلال شاشات العرض أو المهرجانات، كما أن تحول السينما المصرية إلى صورة ثلاثية الأبعاد سيجعلنا ننافس الأفلام الأجنبية ويكون لنا مكان على خريطة السينما العالمية، مما قد يكون له كبير الأثر فى عبور الفيلم المصرى إلى جوائز الأوسكار أو كان أو غيرهما من المهرجانات والجوائز العالمية.

فيلم (ألف ليلة وليلة) هو بداية الطريق إلى الأفلام ثلاثية الأبعاد، حيث إنه سيفتح الطريق فيما بعد أمام هذه الظاهرة السينمائية الحديثة والتى ينتظرها فى قائمة الأفلام فيلما (التمساح) و(الدجال) ولكن يبدو أن أصحاب هذين الفيلمين لن يقدما على خوض التجربة قبل استبيان المؤشر الحقيقى لنتيجة فيلم (ألف ليلة وليلة) ورد الفعل الذى سيحققه سواء على المستوى الجماهيرى المرتبط بالطبع بمستوى الإيرادات أو على المستوى الفنى لمعرفة: هل سيكون السير على نفس النهج التقنى أم أنه سيكون هناك تحديث - سواء من باب التميز أو من باب تلافى الأخطاء التى قد يقع فيها فيلم (ألف ليلة وليلة)، ولكن السؤال هنا: هل لدينا الإمكانيات المادية فى ظل الظروف الاقتصادية الطاحنة التى يمر بها المجتمع والتى تتعطل بسببها مشاريع سينمائية كثيرة، وليست فى حجم ولا ضخامة فيلم (ألف ليلة وليلة) أو أشباهه من الأفلام المقرر إنتاجها بنظام 3D أن ننتج مثل هذه الأفلام ؟! أم أن هناك جهات ممولة لديها القدرة المادية على ذلك ؟!

أتمنى أن ينجح مثل هذا المشروع وغيره، خاصة بعد أن أصبحت السينما ثلاثية الأبعاد هى إحدى لغات العصر والدخول إليها أصبح أمرا حتميا لنواكب التقدم السينمائى الحاصل فى العالم خاصة أن لنا تجارب - صحيح صغيرة وليست كبيرة - لكن المهم أنها تجارب قربتنا من هذا الحلم، وذلك من خلال فيلم قصير لا يتعدى زمنه الـ20 دقيقة للمخرج (أحمد المناويشى) وكانت تكلفته عالية جدا مما يعجز أى أحد عن مجرد حتى التفكير فى تكرارها وليس الدخول فى مشاريع كبيرة تصل إلى أفلام روائية ضخمة!! ولكنى أعتبر الدخول بـ«ألف ليلة وليلة» إلى عالم الـ "3D" هو جرأة ومغامرة وفى نفس الوقت إنجاز أتمنى أن يكتمل بسلام.

مجلة روز اليوسف في

10/12/2011

 

صبغة شعر مبارك وسر الديكتاتور!!

كتب طارق الشناوي 

هل يقبل الجمهور المصرى على مشاهدة فيلم تسجيلى طويل وهو لم يسبق له أن تعود على مشاهدة هذا النوع؟

قبل يومين افتتح مهرجان دبى دورته الثامنة بفيلم «مهمة مستحيلة» الجزء الرابع الذى يلعب بطولته «توم كروز» ورغم ذلك فلقد كنت أتابع عبر النت أصداء عرض الفيلم التسجيلى «الطيب والشرس والسياسى» فى القاهرة حيث إنها من الحالات الاستثنائية التى تشهد دور العرض فيلما تسجيليا يقطع من أجله الجمهور تذكرة الدخول لمشاهدته.

فيلم «الطيب والشرس والسياسى» تنضح تفاصيله بحالة إبداعية حقيقية لعمل فنى يرصد ويحلل ويمنح المتلقى أيضاً مساحة لكى يرصد ويحلل فهو فى أجزائه الثلاثة يترك للمتفرج الكثير للإضافة والتحليل.. الفيلم استوحى عنوانه من الفيلم الإيطالى الشهير «الطيب والشرس والقبيح» 1966 إخراج «سيرجيو ليون».. يقع فى إطار ما أطلق عليه الويسترن الإيطالى «الاسباجيتى» وهى أفلام تسخر من أفلام الويسترن «الغرب الأمريكى» «الفيلم المصرى حافظ على الطيب واعتبره الشعب و«الشرس» جهاز الشرطة ،أما القبيح فلقد تم تغييره إلى السياسى وهو «حسنى مبارك».. تغيير المقطع الثالث جاء فى اللحظات الأخيرة خوفاً من أن يصدر المخرج حكماً قاطعاً من البداية على «مبارك» رغم أنه قدم حكماً مسبقاً على الشعب «الطيب» والشرطة «الشرس» هذا الجزء بالمناسبة يدين المخلوع منذ اللقطة الأولى ولكنه أراد ألا يكون مباشراً فى العنوان ولا أدرى كيف تستقيم الأمور بين الإدانة المباشرة للشرطة بوصفها الشرس ثم الحياد فى العنوان لمن أمر الشرطة بالشراسة؟!

فى الجزء الأول يقدم المخرج «تامر عزت» الشعب «الطيب» الذى تحمل الكثير اختار عناصر من الشباب الذين كانوا من علامات الثورة كل منهم يروى حكايته تستطيع أن تقول وأنت مطمئن أن لا أحد توقع رحيل النظام فى اليوم الأول بل لا أحد اقتنع أن يوم 25 يناير سوف يصبح هو فجر الثورة إلا أن من حضره أيقن أن فجراً جديداً يطل على مصر.. 28 يناير جمعة الغضب يوماً لا ينسى فى تاريخ الثورة عندما تأكد الجميع أن لا عودة لما قبل 25 يناير.. الخطب التى كان يرددها المخلوع خلال تلك الأيام كانت تقابل برفع الأحذية فى مواجهة صورته خاصة خطبة 10 فبراير التى انتظر الناس أن يقول لهم فيها إنه سيتنحى نهائياً فوجئوا به يتحدث باعتباره لا يزال صاحب قرار.. الجزء الثانى الذى أخرجته «آيتن أمين» أراه وثيقة إدانة ضد «مبارك» و«العادلى» تؤكد ضلوعهما فى جريمة قتل المتظاهرين.. سجلت آيتن» العديد من الحوارات مع رجال شرطة ورجال أمن دولة تحدثوا مباشرة عن تعليمات جاءت إليهم بالضرب فى المليان.. شهود العيان من الضباط سجلوا شهادتهم صوتاً وصورة!!

الجزء الثالث أخرجه «عمرو سلامة» باسم السياسى فمن هو السياسى هل كان «مبارك» رجلا سياسيا؟! الفيلم ينفى عنه ذلك تماما فلقد كان مغيباً حيناً وغائباً حيناً.. استعان الفيلم بروشتة كيف تصبح ديكتاتوراً المكونة من عشرة مقاطع أطرفها الصبغة السوداء وهى التى حللها «د.أحمد عكاشة» باعتبارها نوعا من التحايل على الزمن وخداعا للناس.. الإذاعى «وجدى الحكيم» أكد أن الجميع كانوا ينافقون «مبارك» مثل «صفوت الشريف» و«فتحى سرور» ويضعون على رؤوسهم نفس النوع من الصبغة. ملحوظة قبل أن يترك د.الجنزورى رئاسة الوزراء ببضعة أشهر أثناء زمن المخلوع أتذكر أنه فعلها مرة واحدة وصبغ شعر رأسه ورغم ذلك لم يطل به الأمد على الكرسى.

الفيلم خاصة فى جزئه الثالث يذكرنا بما كان يقدمه المخرج التسجيلى الأمريكى «مايكل مور» فى أفلامه من نقد لاذع يصل إلى حد اتهام «بوش» بالغباء.. إنه حتى الآن هو أهم عمل فنى استلهم روح الثورة ،الأهم أنه وثيقة إدانة قانونية فهل من أمر بقتل شعبه من الممكن أن يفلت من العقاب؟.. أتمنى أن تصبح الإجابة لا.

هل يقبل الجمهور المصرى على مشاهدة فيلم تسجيلى طويل وهو لم يسبق له أن تعود على مشاهدة هذا النوع؟.. أتمنى أن تصبح الإجابة هى نعم!!

مجلة روز اليوسف في

10/12/2011

 

الثورة في عيون شرطي ومواطن ومسئول سابق

كتب محمد عادل 

قد تبدو للوهلة الأولي صِناعة فيلم عما يحدث في التحرير أمراً مفروغاً مِن محتواه الآن، فالكثير مِن المواقع والقنوات الفضائية بل وصناع الأفلام استطاعوا أن يمشطوا بآلاتهم - وهي هنا الكاميرا - كل ركن في الميدان، بل يأتون بما يحدث إلينا أولاً بأول، مِمَا يجعل المشاهد مشبعة تماماً مِن التحرير، بل ويشعر في بعض الأحيان بالـ«تخمة» مِنه ! .

إلا أن فيلم «التحرير 2011 - الطيب والشرس والسياسي»، والذي هو عِبارة عن ثلاثة أفلام قصيرة، يخرج مِن مأزق تكرار المشاهدة، خاصةً إذا علمت أن مخرجيه الثلاثة «تامر عزت» بفيلمه «الطيب»، و«آيتن أمين» بفيلمها «الشرس»، و«عمرو سلامة» بفيلمه «السياسي» يتصدرون المشهد بالتحرير، خاصة «عمرو سلامة» بسبب مواقفه الداعمة لثورة 25 يناير في بدايتها.

بجانب تدعيم الفيلم مِن قِبل منتج مثل «محمد حفظي»، بمشاركة مهرجان «أبو ظبي» السينمائي، فيبدو المشروع مكتملاً، وأصبحت الفكرة للوهلة الأولي ليست أمراً مفروغاً مِن محتواه - كما ذكرنا - بل هي أكثر تميزاً، إلا أن النتيجة النهائية بعد المشاهدة تأتي مُرضية في مناطق وغير مرضية في مناطق أخري.

يأتي فيلم «الطيب» في بداية العرض، حيث الميدان، نُتابع فيه كُل شئ، مِن خلال وجهات نظر مختلفة، لشخصيات تعمد مخرجه «تامر عزت» تهميش أسمائها، لنجد فتاة تلف الميدان، شاب يعود من مِنحة للتصوير الفوتوغرافي بالخارج لتصوير الميدان، طبيبة في مستشفي الميدان، بجانب شخصيات أخري تظهر في ومضات سريعة، تنير لك منطقة ما بتعليق أو حتي بـ«إيفيه»!. لهذا تأتي التجربة في البداية ممتعة بصرياً، خاصةً لمن عاشوا داخل الأحداث، حيث إعادة التذكر «النوستالجيا» بشكل من الأشكال، رغم أن الأحداث هنا قريبة، لكنها تبدو أبعد، خاصةً بعدما حدث مؤخراً في الميدان.

يقف المُصور الشاب، يشرح بكلماتٍ بسيطة كيف قام بالتقاط صورة هنا وصورة هناك، ومع أن التعليقات تبدو هُنا عفوية، إلا أنها تُثير الضحك، فيكفي أن تسمع طبيبة الميدان وهي تُخبرك بأن قسم الأمراض النفسية امتلأ عن آخره بسبب خطابات «مُبارك» قبل تنحيه!.. قد يبدو التعليق عادياً، لكنه يُثير الضحك، ربما لأن الأحداث مرت أو رُبما لأن المُستقبل غامض لا أحد يعلم عنه شيئاً.

هنا الكاميرا تخلق الإيقاع الحيوي، تتجول في الميدان، تلتقط ما يحدث في أطرافه وبداخله، إلا أن المُدة الزمنية لا تُسعف الفيلم في ذكر كافة التفاصيل، لهذا يأتي الفيلم أشبه بالتوثيق البسيط لما حدث، واقعي بأبطاله الحقيقيين، وهذا أجمل ما فيه.

تأتي تجربة «الشرس» هي الأكثر جرأة مِن بين الثلاثة أفلام لـ«آيتن أمين»، تطالعك في البداية لقطات لعددٍ مِن ضباط الشرطة، تحاول مخرجته التحدث معهم، الجميع يرفض بطرق مختلفة، هناك من يرفض بشكل قاطع، هناك من يرفض بشكل متسائل: «عاوزة تكلميني في إيه ؟»، وهناك من يهرب بعيداً عن الكاميرا لأنه لا يريد منها أن تفضحه.

تتلخص الخيوط في ثلاث شخصيات، الأول ضابط أمن دولة مستمر في الخِدمة، الآخر أمين شرطة يخفي ملامحه، أما الثالث فهو ضابط أمن دولة ترك الخدمة بعد أربعة أشهر فقط!.. تحاورهم المخرجة بأسئلة بسيطة جداً، هناك من يتعنت ويدافع بأقوال: «إحنا بنأدي شغلنا.. إزاي أضرب الناس بالرصاص وأنا مِش مُسلح ؟!»، محاولات لتبرئة الساحة، في حين يرد ضابط أمن الدولة الذي ترك الخدمة بما يعارض ما سبق: «الشرطة بتتسلح بأسلحة كثيرة خصوصاً أمن الدولة.. آه طبعاً فيه قناصة»، في الوقت نفسه يدور حديث داخلي للمخرجة، تضع الكثير مِن علامات الاستفهام علي الصفحة البيضاء، تنهي فيلمها بسؤال لأمين الشرطة عن سبب عادة الصفع علي أوجه المواطنين البسطاء، يتهته الأمين، لا يجد ما يقول سوي: «مش عارف»!

جرأة الفيلم تنبع مِن كونه أسئلة تدور في أذهاننا جميعاً عن الشرطة ودورها في الثورة، إلا أن الأسلوب النسوي هو الغالب علي الفيلم، تشعر به أكثر في أحاديث المخرجة الداخلية، مِمَا جعله فيلماً خاصاً أكثر.

أما فيلم «الشرس» فهو الأقرب لروح السخرية، حيث وضع مُخرجه «عمرو سلامة» 10 شروط لكي يُصبح أي رئيس دولة ديكتاتوراً، مدعومة بشهادات الكثير مِن السياسيين مثل «د.محمد البرادعي»، «د.مصطفي الفقي»، «د. حسام بدراوي»، وفي إطار السخرية تأتي إجابات هولاء السياسيين عن «مُبارك»، تبدأ دائماً - بدون أن تُطرح - بـ«كيف ؟».

«د. مصطفي الفقي» يؤكد أن الفترة الأولي لحُكمه هي الأفضل، خاصةً حينما أتي «مبارك» مع جملته الشهيرة «الكفن مالوش جيوب»، يؤكدها بإضافة أنه أتي وهو في حاجة لكل يدٍ لتساعده لأنه لا يفهم في كل شئ في أمور الدولة علي حد قوله.

إلا أن الجزء الأخير و رغم شهادات الكثيرين هو الأضعف، ربما لأن جرعة السخرية تم تناولها مِن قبل، ربما لأن الشهادات مجروحة، خاصةً ممن يحسبون علي النظام القديم، لدرجة أنه بعد العرض سأل أحد المُشاهدين «عمرو سلامة»: كيف يصدق شهادات هؤلاء وهم محسوبون علي النظام ؟، فما كان مِن «عمرو سلامة» سوي أن يرد بأنه كان يرغب بالفعل في أن يتحدث هؤلاء عن فترة قربهم مِن «مبارك» بشكل مختلف، إلا أنه صدِمَ مِن تبرئة ساحة هؤلاء لأنفسهم داخل الفيلم، بل أنه أضاف بأن «د.مصطفي الفقي» ذكر في فيلمه العديد مِن أحاديث النميمة - علي حد قوله - مِمَا جعل «عمرو سلامة» يحذفها مِن فيلمه.

إلا أن ما يُميز هذا الجزء هو محاولته طرح سؤال ليُجيب عليه في 10 نقاط، مُستعرضاً التاريخ القديم والحديث، وهي خطوة أياً كانت تُحسب له.

كما يحسب علي الفيلم أن القاعة امتلأت عن آخرها بالمُشاهدين مِن مختلف الأعمار والأفكار ليشاهدوا فيلماً توثيقيا عن الثورة بثلاثة أساليب مُختلفة، وهو ما يعيد إلي الأذهان ضجة فيلم «مايكل مور» المعروف باسم «فهرنهايت 11 - 9»، والذي حقق إقبالاً كبيراً، رغم أنه تسجيلي!

مجلة روز اليوسف في

10/12/2011

 

عمرو سلامة:

ظهور مرضى الإيدز الحقيقيين فى «أسماء» ضرورى لمواجهة المجتمع

رضوي الشاذلي  

تجد نفسك تتابع بعض المشاهد المظلمة فى «تريلر» فيلم «أسماء».. البطلة مصابة بالإيدز، فقيرة، مكسورة الجناح، الظروف ضدها، والمجتمع يرفضها. ربما تتراجع عن مشاهدة الفيلم ولكن الفضول سيقودك إلى شباك التذاكر لتجد نفسك فى مواجهة أسماء حسنى عاملة المطار، ثم تبدأ قصة الأمل والإحباط والوجع، والصمود، والقوة، والضعف. مخرج الفيلم ومؤلفه عمرو سلامة صنع تلك القصة بشاعرية لافتة، واختار نهاية مفرحة ولم يجعل الجمهور يبكى بل قالوا: «كلنا أسماء حسنى». هو يعلق: «قوة أسماء استوحيتها من صاحبة القصة الحقيقية، وأسماء أرادت أن تتحدى الجميع لتحصل على حقها، وحتى لو كانت الشخصية الحقيقية بها بعض الضعف، إلا أننى تعمدت إظهارها قوية لأن القضية لم تكن تخص أسماء فقط أو الشخصية التى توفيت فى الحقيقة، بل هى أعمق من ذلك، لأنها تتعلق بأشخاص يعيشون بيننا يحملون مرض الإيدز». عمرو سلامة «يعرض له حاليا أيضا فيلم (تحرير 2011)، وقدم فيلمه الروائى الأول (زى النهارده) عام 2008» يقول إنه بدأ العمل على الفيلم منذ خمس سنوات كاملة، ويضيف «بالطبع كنت أتمنى إنجازه وقتها ولكن هناك عوامل كثيرة تتحكم فى المشروع، منها كتابة السيناريو والإنتاج فلم أجد شركة إنتاج بسهولة تتحمس للفيلم، فأنا أريد أن أقدم فيلما كل عام ولكن الأمر ليس بيدى، وقد أخذت وقتا فى التحضير حيث قدمت فيلما وثائقيا عن المتعايشين مع مرض الإيدز وتحدث معى أشخاص منهم وتعرفت على تفاصيل حياتهم»، يرى المخرج الذى ظهر بدور صغير فى فيلم «السلم والثعبان» منذ عشر سنوات أن ظهور عدد من مرضى الإيدز الحقيقيين فى فيلمه خطوة مهمة لمواجهة المجتمع حتى لو كانوا غير معروفين. مشيرا إلى أنه أقنعهم بظهورهم إعلاميا فى الفترة المقبلة، وهذا يؤكد أن نهاية الفيلم ليست خيالية. يدافع عمرو سلامة عن شخصية الإعلامى التى قدمها ماجد الكداونى بالفيلم خصوصا أنه بدا متناقضا حيث إنه إعلامى مستغل يهتم بالفرقعة ومصلحته الخاصة ثم يتبرع لأسماء فى النهاية بمبلغ كبير قائلًا: «دور الكدوانى منسوج من الواقع تماما، وفى ما يخص أنه تبرع بمبلغ مالى كبير لتجرى العملية فهذا هو الجزء الخاص بى كمخرج، فقد تمنيت أن يحدث هذا فى الحقيقة».

التحرير المصرية في

10/12/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)