حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

المنتج وائل عمر:

أتجنَّب تقديم عمل عن الثورة المصريَّة

كتب: القاهرة - هيثم عسران

يوشك المنتج والمخرج السينمائي وائل عمر على الانتهاء من فيلمه الوثائقي الجديد «النفط والرمال»، الذي استغرق نحو ثلاثة أعوام في التحضير له.

في لقاء مع «الجريدة» يتحدث عمر عن شركته لإنتاج الأفلام الوثائقية، والفيلم الجديد، ورأيه في تناول الأفلام الوثائقية الثورة المصرية.

·         أخبرنا عن فيلمك الوثائقي الجديد «النفط والرمال».

أوشكت على الانتهاء منه، وبدأت مرحلة المونتاج. مدة الفيلم 90 دقيقة واستغرق التحضير له نحو ثلاثة أعوام، وهو يتناول الأشهر الست الأخيرة في حياة العائلة المالكة في مصر عام 1952، والظروف السياسية والاجتماعية التي أدت إلى قيام ثورة 1952.

سيشعر المشاهد أن الفيلم يتحدث عمَّا يدور في الشارع المصري اليوم، وهو ليس شريطاً وثائقياً بالمعنى التقليدي، بل من خلاله أحاول إعادة النظر في التاريخ على أساس سياسي وأطرح فيه سيناريوهات الآراء السياسية المختلفة الموجودة في مصر. كذلك يوضح العمل أن طبقة كاملة وكفاءات كثيرة ضاعت بعد هذه الثورة.

·         هل تفكر في طرحه في دور العرض السينمائية على غرار تجربة «التحرير 2011» التي قدمها المنتج محمد حفظي؟

فعلاً سنطرح الفيلم في دور العرض، وتجربة حفظي مفيدة جداً للصناعة السينمائية. أتوقع أن يحقق الفيلم نجاحاً كبيراً، نظراً إلى طبيعته ونفكر راهناً كصناع سينما مستقلة أن تتوافر دور عرض سينمائية مخصصة لهذه النوعية من الأعمال.

·         لماذا اخترت أن تؤسس شركة «ميدل ويست» لإنتاج الأفلام الوثائقية؟

أسست شركة متخصصة في إنتاج الأفلام الوثائقية لأننا كمنتجين عرب لهذه النوعية من الأفلام لا نجد من يمولها، إضافة إلى أن هذه الأفلام الوثائقية عندما تتناول العالم العربي تقدمه من وجهة النظر الغربية وبحسب المستشرقين. فكان قراري بإنشاء الشركة لتقديم الأعمال من وجهة نظر عربية خالصة.

·         هل تحقق هذه الأفلام العائد المرجو منها في التسويق؟

لا تحقق الأفلام الوثائقية عائداً من إنتاجها، بل خسائر في الغالب. لكن ثمة جوانب تقوم بدفع إنتاج الفيلم مثل البيع إلى القنوات الفضائية، على رغم أننا لم نصل بعد إلى مرحلة أن تساهم قناة فضائية في تمويل فيلم. كذلك ثمة صناديق تقدمها الدول الأوروبية لدعم الأفلام الوثائقية في دول جنوب البحر المتوسط، وهي تشمل دول المغرب الغربي ومصر وسورية ولبنان، بالإضافة إلى صناديق الدعم الموجودة في الدول الخليجية والتي تساهم في تمويل هذه الأعمال. كذلك اختلف مستوى التسويق للأفلام الوثائقية، فالمهرجانات سابقاً كانت تخصص 10% من فعاليتها للأفلام الوثائقية، والآن وصلت النسبة إلى أكثر من 50% في بعضها، فضلاً عن أن كل نوعية من الأفلام لها المهرجانات التي تناسبها وتبحث عنها.

·         هل اختلفت طبيعة الأفلام الوثاقية نفسها عمّا كانت عليه سابقاً؟

نعم، حدث اختلاف في طبيعة الأفلام الوثائقية جعلها أكثر حيوية وديناميكية. لم يعد الفيلم الوثائقي كما كان، حيث صوت المذيع يقوم بالتعليق على الصورة، بل دخلت إليه القصة والبناء عليها وأشخاص وصورة حية تظهر على الشاشة. حتى إن جودة الصوت والصورة بهذه الأعمال تنافس الأفلام الروائية الطويلة. لذلك كله، زاد الاهتمام بهذه الأفلام، والدول الأوروبية مثلاً تقدم دعماً يصل إلى 200 ألف يورو للفيلم الواحد.

·         هل تدخل وزارة الثقافة المصرية ضمن الجهات التي توفر تمويلاً للأفلام الوثائقية؟

تسود وزارة الثقافة المصرية حالة كبيرة من الارتباك. قبل الثورة، وافقت الوزارة على دعم الأفلام، لكنها طلبت عرض سيناريوهات الأفلام لعرضها على الرقابة أولاً، فرفضت لأني اعتبرت ذلك أحد أنواع الرقابة، والأفلام الوثائقية لا تحصل على موافقة الرقابة، بل على تصاريح تصوير في المناطق الخارجية، لذا لم أتحمس للتعاون معها، وهو موقف عدد كبير من المنتجين.

بعد الثورة، عادت الوزارة لتؤكد أنها ستدعم هذه الأفلام مجدداً بحد أقصى يبلغ 200 ألف جنيه للفيلم، ووافقنا على ذلك وبعد تشكيل لجنة في الوزارة قدمنا لها عدداً كبيراً من المشاريع ولم يتم تنفيذ أي منها حتى الآن، على رغم مرور أربعة أشهر. بالنسبة إلي، قدمت مشروعين وما زلت في انتظار رد الوزارة.

·         هل ترى أن السينما الوثائقية لديها القدرة على تقديم أعمال تخص الثورة المصرية؟

لا بد من التفريق بين نوعين من الأعمال، الأول يوثق فترة الثمانية عشر يوماً التي أمضاها المصريون في ميدان التحرير لإسقاط الرئيس السابق مبارك، أما الثاني فيتعلق بالأحداث التي جاءت بعد التظاهرات، وهو أمر يصعب القيام به، فثمة معلومات كثيرة غير صحيحة وأمور غير مفهومة. بالتالي، الأفضل تقديم هذه الأفلام بعد انتهاء الأحداث، لأن وجهة النظر ستختلف وسيكون التوثيق للحدث وليس للتعليق عليه أو شرحه، لذا أتفادى تقديم أي عمل بشكل مباشر عن الثورة المصرية بانتظار أن تستقر الأوضاع.

·         ألم تفكر في الاتجاه إلى تقديم الأعمال الروائية الطويلة من خلال شركتك؟

أحضِّر لمشروع سينمائي جديد مع المخرجة الشابة إيتن أمين بعنوان «9 ميدان المساحة»، ونبدأ تصويره في شهر مايو (أيار) المقبل، لكننا لم نستقر بعد على أي تفاصيل خاصة به.

الجريدة الكويتية في

09/12/2011

 

تأجيل تصوير الأفلام مستمر… والأسباب ماليَّة ورقابيَّة

كتب: القاهرة - فايزة هنداوي  

«أسوار القمر»، «الدفاع عن النفس»، «المشير والرئيس» وغيرها من أفلام مصرية تأجل تصويرها لأسباب مختلفة رغم تأكيد أصحابها مراراً استئناف تصويرها قريباً، وهو ما لم يحدث.

تعطل تصوير «أسوار القمر» مراراً لأسباب إنتاجية. الفيلم من بطولة منى زكي بدور فتاة عمياء، وشريف منير وأحمد فهمي، وإخراج طارق العريان.

كذلك تأجل فيلم «الدفاع عن النفس» أكثر من مرة، وهو التعاون الثالث بين أحمد عز وساندرا بعد فيلمي «الرهينة» و{ملاكي الإسكندرية». تدور الأحداث في إطار من الإثارة والحركة، ويجسد عز شخصية شاب يدفع عمره ثمناً لخطأ ارتكبه من دون قصد في مرحلة من حياته، ويقع في حب فتاة أرستقراطية.

كذلك أعلن أكثر من مرة الشروع في تصوير «برج التجارة العالمي» تأليف ناصر عبد الرحمن وإخراج يسري نصر الله، إلا أن الفيلم لم ينفذ لغاية اليوم. يعزو ناصر عبد الرحمن التأجيل إلى انشغاله ويسري نصر الله في أكثر من عمل، آخرها «سره الباتع» الذي يكتبه ناصر حالياً ويتوقع أن يخرجه خالد يوسف. أما يسري نصر الله فيتولى إخراج فيلم «ريم ومحمود وفاطمة».

المشير والرئيس

مع أن خالد يوسف يحضّر له منذ فترة طويلة، إلا أن فيلم «المشير والرئيس» تأجل أيضاً، على رغم حصول منتجه ممدوح الليثي على حكم قضائي يعطيه الحق في تنفيذه من دون انتظار موافقات من أي جهة، ما أثار غضب أسرة المشير عبد الحكيم عامر.

في هذا الإطار، يؤكد عمرو، ابن المشير عامر، رفضه القاطع لتقديم أي عمل تاريخي عن والده من دون الاستناد إلى وثائق ومن دون الرجوع إلى الأسرة، موضحاً أنه يملك وثائق ودلائل على أن والده مات مقتولاً، بتقرير الطبيب الشرعي الذي أثبت أن المشير قُتل بسم «الأكونتين» مع سبق الإصرار والترصد، ولم تكن الوفاة انتحاراً بل جريمة جنائية مكتملة الشروط.

يضيف عمرو أن الأفلام أظهرت والده المشير كأنه لص، ويتوقع أن يكون فيلم  «المشير والرئيس» على النحو نفسه، لأن حماة النظام الناصري ما زالوا موجودين، كاشفاً أنه سيلجأ إلى القضاء، كقناة شرعية لمنع تنفيذ الفيلم، أو إلى المؤسسة العسكرية للدفاع عن المشير كونه ابنها.

يتناول فيلم «المشير والرئيس» علاقة الرئيس جمال عبد الناصر بالمشير عبد الحكيم عامر قائد الجيش المصري ووزير الحربية في فترة الستينيات بتفاصيلها كافة، خصوصاً حادثة وفاة عبد الحكيم عامر التي ستطرح من خلال وجهات نظر مختلفة في الفيلم وسيترك الحكم في النهاية للجمهور.

يذكر أن سيناريو «المشير والرئيس» اصطدم بالرقابة منذ الإعلان عنه لتناوله مشاهد متعلقة بصلاح نصر، مدير جهاز المخابرات العامة آنذاك، وحادثة وفاة المشير.

يوم للستات

منذ الإعلان عن إنتاجه أثار «يوم للستات» من بطولة إلهام شاهين، جدلاً وتأجل تصويره أكثر من مرة بسبب مشاكل إنتاجية جعلته يعود إلى نقطة الصفر، إذ اتهمت مخرجته كاملة أبو ذكري جهاز السينما برئاسة يوسف شريف رزق الله بتعطيل تصوير الفيلم، والمنتج ممدوح الليثي بأنه يحول دون تصويره، مضيفة على صفحتها الرئيسة على موقع الـ «فيسبوك» أن الجهاز يحاول ابتزاز النجمة إلهام شاهين، المنتجة للفيلم، فيما صرحت الأخيرة أن سبب وقف التصوير مجرد إجراءات روتينية.

أوضحت شاهين أنها طلبت من جهاز السينما أن يدخل معها شريكاً في الإنتاج، إلا أنه تمنّع لعدم توافر المال لديه حالياً. بالتالي، لا بد من أن تنتج الفيلم كاملاً بنفسها.

من جهة أخرى، يرفض الموظفون في جهاز السينما التوقيع على الأوراق الخاصة بشراء الفيلم وتحمّل تكاليف إنتاجه، إذ يجب أن يوقع  كل موظف بمفرده، كما تقول إلهام، لأن المسائل المتعلقة بالأموال يسودها قلق شديد ويريدون التوقيع على الورق مجتمعين كي لا يتحمّل أحد المسؤولية بمفرده.

بدوره، صرح ممدوح الليثي بألا علاقة له بوقف تصوير الفيلم وبأنه لم يتدخل  بأي شكل من الأشكال في هذا الموضوع، لأن المشكلة تخص إلهام شاهين ومدينة الإنتاج الإعلامي وجهاز السينما. أضاف الليثي أن اتهامات المخرجة كاملة أبو ذكري لا أساس لها من الصحة ولا مصلحة له في وقف هذا المشروع، بل يسعده إتمام هذا العمل. في الوقت نفسه، رفض رئيس جهاز السينما يوسف شريف رزق الله التعليق على الأزمة واتهامات كاملة أبو ذكري.

لحظة ضعف

توقف تصوير فيلم «لحظة ضعف» للمطرب مصطفى قمر بسبب تعرضه لأزمة مالية، فقد تعاقدت «روتانا» مع وليد صبري على شراء ثلاثة أفلام من توزيعه وعرضها خارج مصر: «إكس لارج» لأحمد حلمي، «مؤنث سالم» لرامز جلال، و{لحظة ضعف»، إلا أن الشركة لم تف بالتزاماتها ولم تدفع الأموال التي كانت مقررة في أي من العقود الثلاثة، ولأن «إكس لارج» كان مقرراً عرضه في عيد الأضحى لم يتمكن وليد صبري من وقف تصويره، كذلك استكمل تصوير «مؤنث سالم» على أمل بأن تفي «روتانا» بالتزاماتها، إلا أن هذا الأمر لم يحدث فقرر وقف تصوير «لحظة ضعف» حتى إشعار آخر.

الجريدة الكويتية في

09/12/2011

 

لا وجود لـ الجمهور… بل أكثر من جمهور!

محمد بدر الدين 

يحلو للبعض أن يشير بسخرية إلى هذا الموسم السينمائي المصري، الذي يوشك على الانقضاء، بكونه موسم «شارع الهرم»، ويقصد الإقبال الذي حققه الفيلم ما يجعله في الصدارة من حيث الإيرادات، لكن ذلك في تقديرنا ظلم للموسم ولجمهور السينما المصرية.

فمن ناحية ليس جديداً، لا في السينما المصرية ولا غيرها، أن يحقق فيلم تجاري مثل هذا الإقبال وتلك الإيرادات، لأن جمهور السينما التجارية أكبر من جمهور السينما الفنية في بلدان الدنيا كافة، ومن ناحية أخرى ليس ثمة ما يسمى «الجمهور» بألف ولام التعريف، لكن ثمة أكثر من «جمهور» دائماً.

كما يقبل «جمهور» على السينما التجارية، بتوابلها المزعجة وسذاجتها المفرطة من نوع إنتاج «السبكي» في مصر، يقبل «جمهور» آخر، على السينما المستقلة المجددة، التي عرض منها فيلمان: «ميكروفون» في بداية العام (قبيل ثورة 25 يناير مباشرة) تأليف أحمد عبد الله السيد وإخراجه، بطولة وإنتاج خالد أبو النجا، «الحاوي» في منتصف العام (ضمن عروض الصيف) تأليف إبراهيم البطوط وإخراجه، بجرأته البالغة فكرياً وفنياً في آن .

أما «جمهور» محاولات التجديد في السينما فاستمتع بـ «المسافر» (تأليف أحمد ماهر وإخراجه، بطولة: عمر الشريف، خالد النبوي، سيرين عبد النور، أحمد شومان) وناقش وفكّر في الفيلم الذي يدعو إلى التأمل، من خلال دراما أجيال وعصور ونفس بشرية يتجاذبها «الفجور» و{التقوى»، فانجرفت أو انحرفت إلى الفجور أكثر، وفي الشيخوخة يراجع البطل (أو اللابطل) كشف الحساب والأحوال، ورحلته الطويلة، المضطربة المضطرمة بين الممتع والمروع.

كذلك تابع «جمهور» باهتمام استكمال الثنائي السينمائي المخرج خالد يوسف -الكاتب ناصر عبد الرحمن لسلسلة جادة حول واقع المجتمع المصري المعاصر، بين المعاناة والمأساة والأمل والرجاء من خلال «كف القمر»، أحدث أفلام تلك السلسلة وربما خاتمتها.

كذلك ذهب «جمهور» إلى نجم الكوميديا محمد سعد، وكان على استعداد للتجاوب معه كما فعل مع «اللمبي»، أول فيلم من بطولته، شرط أن يتحقق حدّ أدنى من العناية الحرفية أو حتى عدم  الإفراط في الاستخفاف، لكنه وجد أن سعد تجاوز في فيلمه الجديد «تك. تاك بوم» بالاستخفاف، فضلاً عن الإسفاف، المُتصوَر أو المُحتمل من حدود. بل يستخفّ بوقائع مهمة أثناء ثورة الشعب في 25 يناير، على غرار اللجان الشعبية التي بادر إليها المواطنون بشجاعة ووعي لحماية بيوتهم ومتاجرهم في مواجهة البلطجية والمجرمين الذين أطلق نظام الحكم، وهو يترنح، سراحهم من السجون، انتقاماً من الشعب لأنه ثار عليه. حتى الجمهور الذي قبل بـ{اللمبي» أو «اللي بالي بالك» لسعد لم يقبل منه التدنّي إلى هذه الدرجة في فيلمه الأحدث.

كذلك شاهدنا «اللفظ التام» لـ «الفيل في المنديل» لطلعت زكريا إلى حدّ مقاطعته الواضحة، من ناحية لأنه كحرفة ودراما أدنى من أي مواصفات أو معايير يقبل بها أيٌّ من قطاعات الجمهور، ومن ناحية أخرى لموقف هذا الكوميديان ضد ثورة يناير الشعبية، الذي بلغ من الانحطاط والهذيان ما لا يقبله أي مواطن، حتى لو كان باحثاً عن الضحك للضحك أو نوع من التهريج.

في حديثنا عن الكوميديا، لا من بد من أن نشير إلى الإقبال الجماهيري على «إكس لارج» لفنان الكوميديا الواعي أحمد حلمي الذي رافقه تقدير نقدي ملحوظ.

يحسب للفيلم وبطله ومخرجه شريف عرفة وكاتبه أيمن بهجت قمر والمساهمين فيه مدى عنايتهم فنياً ودرامياً وعدم الاستسهال في تقديم الكوميديا، إنما تعاملوا معها بجدية، فبرعوا في تنفيذ ماكياج غير مسبوق في الفيلم المصري من حيث إتقانه، خصوصاً لبطله المفرط في البدانة التي تعيقه وتعذبه في رحلة بحثه عن الحب.

«أكس لارج» ليس كوميديا سوداء، بل كوميديا إنسانية تحترم المشاهد ولا تستخفّ به ولا بفن الكوميديا الصعب الجميل، فمنحها المشاهد احترامه وإقباله.

قال هتشكوك: «الجمهور هذا الكائن الضخم الخرافي متعدد الأذرع… إن أحداً لا يمكن التنبؤ به أو يتوقعه!».

نعم، هذه الأذرع المتعددة تعني أيضاً، ما ذهبنا إليه من أنه لا يوجد «جمهور واحد»، إنما قطاعات متعددة من الجمهور، لكل منها ذائقته ومستوى تلقيه، لكل منها ما يجذبه وما يضجر منه… لا وجود لكلمة «الجمهور» بألف ولام التعريف، إنما ثمة أكثر من قطاع أو شريحة من الجمهور.

الجريدة الكويتية في

09/12/2011

 

الرقابة اللبنانيّة لا تتسع لـ «صوت جريء»

باسم الحكيم  

مطلع العام المقبل، تنطلق عروض فيلم Out Loud للمخرج اللبناني سامر دعبول، لكن العمل لن يعرض بصيغته الأصلية بل بأخرى معدّلة فرضها مقصّ الرقيب

الرقابة على الأفلام السينمائية تضرب من جديد، لا لتعدّل نصّاً «يثير النعرات الطائفيّة»، بل لتحذف مشاهد عاطفيّة أساسيّة في فيلم «صوت جريء ـــــOut Loud» للمخرج سامر دعبول (1968). كان على هذا الأخير الرضوخ لتوجيهات الرقابة في باكورة أعماله اللبنانيّة، بعد فيلم يتيم في أميركا بعنوانFinding Interest. يضيء الشريط الذي صوّر في خريف عام 2009 في زحلة (البقاع)،

على ارتباط فتاة بثلاثة شبان في وقت واحد، إضافة إلى قصّة حب «محرّمة» بين شابين بأسلوب تراجيكوميدي.

وكان الفيلم قد شارك هذا العام في إحدى التظاهرات ضمن «مهرجان كان السينمائي»، وفي «مهرجان هامبورغ» في ألمانيا، وفي «واشنطن دي سي» حيث حصد جائزتين. ومن المتوقّع أن تنطلق عروضه في الصالات اللبنانيّة مطلع 2012.

تبدأ الأحداث مع جايسن الذي يسعى إلى التأقلم مع حياته الجديدة، بعدما فقد والدَيه، فيجد ضالّته مع أربعة شبّان وفتاة، من بينهم رامي الذي نبذته عائلته عند اكتشافها ميوله الجنسيّة المثليّة. ويعيش هذا الأخير قصّة حب مع زياد الذي فقد والده أمام عينيه. كذلك نتعرّف في الفيلم إلى لوي الشاب الحالم الذي لا يزال أسير ماضيه وقصّة حبّه مع فتاة تخلّت عنه. إلى جانب إلفيس الذي يحلم بالتحوّل إلى عازف غيتار شهير. وعند دخول ناتالي على المجموعة، تنقلب حياتهم تماماً، ويتنافس ثلاثة منهم على الفوز بقلبها. وتتوزع البطولة بين رودي معربس، وعلي رحيّم، وجاد حديد، وميشال سركيس، وإليان كردي وجان قبرصلي، بمشاركة ميشال الجميّل في دور الجد.

يؤمن دعبول بأن «السينما والفن وحدهما قادران على إحداث التغيير في مجتمعاتنا». غير أن حماسة الشاب القادم من أميركا، حيث أمضى 21 عاماً (1988 ــ 2009)، اصطدمت بحائط الرقابة التي أجبرته على حذف مشهدين أساسيين من السيناريو، هما مشهد القبلة بين شابَّين مثليَّي الجنس، وآخر حيث يعقد قران فتاة على ثلاثة شبّان في وقت واحد. كما طُلب منه حذف عبارات مستخدمة من الإنجيل والقرآن، بحجة أنها «تسيء إلى الدين». ويشرح المخرج اللبناني أن «الفيلم يشيد بحرية المرأة، ويسأل لماذا يسمح للرجل بأن يتزوج بأربع نساء، ولا يحق للمرأة الزواج بأكثر من رجل؟». ويعرب دعبول عن استيائه من طريقة تعامل الرقابة مع نصّه، و«خصوصاً أننا نرى أكثر من ذلك بكثير في أفلام أميركيّة تعرض في صالاتنا من دون حذف». ورغم أن الفيلم سيعرض في الصالات الأميركيّة، يبدو أن النسخة اللبنانيّة المراقبة هي نفسها التي سيشاهدها الجمهور الغربي.

لم يتعامل دعبول في فيلمه مع أي ممثل معروف «لأنني أريد استثمار طاقات جديدة، لتقديم شيء لا يشبه التمثيل اللبناني السائد حاليّاً». ويخلص إلى أنّ الجمهور سيخرج برسالة معيّنة من العمل هي أننا قادرون على أن نعيش ببساطة. وفور انطلاق عروض الفيلم، سيتفرّغ دعبول لتنفيذ فيلمه التالي «حرب رامي».

الأخبار اللبنانية في

09/12/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)