حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

سيرة الرجل الذي خشيه الجميع في أمريكا

"ج . إدغار" فيلم يؤكد خبرة إيستوود

محمد رُضا

سيناريو فيلم كلينت إيستوود الجديد كتبه دستن لاين بلاك الذي فاز بالأوسكار قبل عامين عن سيناريو فيلم “ميلك” الذي أرّخ لحياة أوّل حاكم ولاية كشف عن مثليّته على نحو صريح - فيلم قام بإخراجه غسان سانت وببطولته شون بن . الممثل مغامر عنيد يقبل على الأدوار الصعبة بما في ذلك هذا الدور الذي نص على أن يتصرّف سلوكياً كشاذ، حال حاكم ولاية كاليفورنيا في السبعينات من القرن الماضي، لكن كلاً من الكاتب والمخرج مثليان ما جعل بعض النقّاد يميلون إلى الاعتقاد بأن التفافهما على الموضوع هو الذي منح هذا العمل قوّته الأساسية .

في “ج . إدغار” الكاتب نفسه وضع عمله بين يدي محافظ يميني غير متطرّف هو كلينت إيستوود، لكن العمل أكثر قوّة من “ميلك” وأكثر صعوبة وأهمية . لأن شخصية هارفي ميلك (يهودي) على عُقدها لم تدخل الحياة السياسية، إلا من باب الدفاع عن المثليين وتحصينهم ضد سواهم من أبناء المجتمع، أما جون إدغار هوفر فهو شخصية يمينية متشددة أسهم في تأسيس وكالة التحقيقات الفيدرالية (الأف بي آي)، ونصب نفسه رئيساً عليها لنحو خمسين سنة تعاقب خلالها عدّة رؤساء جمهورية، بينهم فرانكلين روزفلت ولم يرحل عنها الا حين مات سنة 1972 خلال حكم الرئيس رتشارد نيكسون .

خلال تلك الفترة أظهر هوفر ضراوة في إدارته ومواجهته المجرمين من عتاة رجال العصابات أمثال بوني وكلايد، جون دلنجر، بايبي فايس نلسون، بريتي بوي فلويد وكثيرين سواهم . هؤلاء كانوا من أصول أمريكية بحتة في حين أن المافيا كانت من أصل إيطالي (صقلّي)، لكن ما أثار استغراب المؤرخين إمعان هوفر في أنها عصابات منظّمة ما جعل البعض منهم يميل إلى الاعتقاد بأن المافيا اشترت سكوت رئيس أقوى جهاز بوليسي في العالم الحر .

هذا قد يكون صحيحاً وقد لا يكون، لكن فيلم إيستوود يمر عليه متناولاً في الوقت ذاته شذوذ الرجل المستتر . في الواجهة لدينا ذلك الشخص القوي الذي يُخيف ولا يخاف، وفي العمق هو إنسان مُعقد الميول يعلّق شخصيته الأولى عند باب الحفلات المشينة ويدخلها . كل ذلك يؤلّف في فيلم إيستوود مادّة قويّة بحد ذاتها . لكن ما يصنعه المخرج من هذه المادّة هو أكثر قوّة . ففي انتقاله بين مراحل زمنية مختلفة تغطّي أكثر من خمسين عاماً من حياة الرجل، وفي دخوله وخروجه بين جوانب الرجل النفسية والعاطفية تكمن قدرة مخرج على توفير سلاسة عرض تكاد لا تُجارى . فيلم إيستوود، بذلك، هو تصوير روح  تعكس بؤساً وكبتاً وإرهاباً . شخصية اعتقدت بصرامة أنها تستطيع توفير الأمان للنظام بأسره بما في ذلك الشعب، لكنها مارست قناعتها هذه على نحو جعل حتى الأبرياء يرهبونه وهو ما كان يريده تماماً .

تمثيل ليوناردو ديكابريو له يجعله يحتضن الوجهين الأكثر تضاداً: القوّة والضعف، السطوة التي مارستها أمّه (البريطانية جودي دنش) عليه، وتلك التي مارسها هو على الآخرين . تماماً كما كان حال شخصية جان- لوي تريتنيان في فيلم برناردو برتولوتشي “الملتزم” سنة 1970 .

هذه الأبعاد مجتمعة لم ينقلها فيلم “ديلنجر” لجون ميليوس الذي تمحور  تحت إدارة المخرج جون ميليوس، على رجل العصابات الشرس جون دلنجر، لكنه قدّم في المقابل شخصية هوفر (كما لعبها بن جونسون) كرجل عنيد همّه الوحيد في الفيلم هو النيل من دلنجر، حيث كان له ما أراد . كذلك حال “أعداء الشعب” لمايكل مان (2009) الذي لعب شخصية هوفر فيه بيلي كرودوب في دور مساند .

ثم هناك “الملفّات الخاصّة ل ج . إدغار هوفر” لمخرجه لاري كوهن وهو الروائي الوحيد الذي خاض الطريق نفسها التي خاضها إيستوود في فيلمه مانحاً الممثل العتيق برودريك كروفورد فرصة لعب الشخصية، لكن إيستوود هو أكثر فنيّة ليس من كل الأفلام التي تناولت هوفر، لكن من العديد من الأفلام البيوغرافية الحديثة على الأقل . كذلك هو الأكثر شمولية بين تلك الأفلام التي تناولت الشخصية متحدّثاً عما اعتبره هوفر خطراً يهدد الحياة الأمريكية، ما دفعه إلى مساندة حملة مكارثي التي طالت هوليوود والمثقّفين بكل ما أوتي من أجهزة وقوّة .

بالنسبة إلى إيستوود، فإن خبرته تتيح له معرفة الكيفية المثلى لمعالجة موضوعه فنيّاً . لذا فالفيلم داكن، والشخصيات مظللّة بفعل نصف إضاءة والمعالجة لا تستعجل، إذ يعرض المخرج مشهداً يبقى فيه متأنّياً وفاحصاً لسيرة تمر على نحو ستين سنة من حياة هوفر في ساعتين و17 دقيقة .

السينما الروسية تُعاني من الهجمة الهوليوودية

قبل أيام توجّه رئيس الحكومة الروسية فلاديمير بوتين باهتمامه إلى موضوع ما كان يتطلب منه الاهتمام لولا جدّيته: السينما الروسية، تلك التي أسهمت في تأسيس فن السينما منذ مطلع القرن الماضي، تمر بوضع اقتصادي خطر . قبل عامين هبط إنتاجها السنوي لأقل من مئة فيلم، وفي هذه الأيام فإن ما تنتجه لا يتجاوز العشرين فيلماً في العام .

في حديثه ذكر بوتين أنه يعرف العلّة، فهي تكمن في الإنتشار المنظّم للأفلام الأمريكية . تلك التي تسود السوق في أنحاء روسيا ويقبل عليها الشبّان لما فيها من مستحدثات تقنية ومواضيع مثيرة ولما تتمتع به من ميزانيات كبيرة .

في المقابل، يعاني الفيلم الروسي من شحّ موارده ومحدودية قدرته على جذب الجمهور الشاسع وندرة الأفلام الجيّدة أو المهمّة . وللإيضاح، فإن الأشهر العشرة الأولى من هذا العام  اكتفت الأفلام الروسية بنصيب قدره 7 .9 في المئة من إيرادات السوق الكبيرة التي تشمل روسيا والجمهوريات الملحقة بها . وهذه هي المرّة الأولى التي يهبط فيها إيراد الأفلام الروسية لما هو دون العشرة في المئة . في المقابل فإن الأشهر العشرة الأولى من العام 2009 سجلت الأفلام الروسية نسبة 21 في المئة من إيرادات السوق الكليّة .

بترجمة هذه النسب إلى أرقام فإن حصاد الأفلام الروسية في تلك الفترة لهذا العام بلغ نحو 849 مليون دولار . الرقم يبدو جيّداً تتمنّاه لنفسها معظم الصناعات حول العالم، لكن لا أحد في روسيا يقول إن الرقم صغير أو يُستهان به، لكن ما يُقال هو إن الإيرادات المسجّلة هي أقل بكثير مما كانت عليه قبل عشر سنوات . وحين يكون نصيب الأفلام الأمريكية من السوق الروسية 6 .27 بليون روبل، فإن ما تبقّى للسينما الروسية أقل بكثير مما تتمنّاه وتسعى إليه .

هذا كلّه على الرغم من أن السوق ذاتها سجّلت ثمانية في المئة تقدّماً في الحصيلة الكليّة عن العام الماضي، والمزيد من صالات السينما تنتشر في كل أنحاء البلاد .

أحد أسباب التردّي هو أن وزارة الثقافة لم تنتج أي فيلم هذا العام، ما جعل الإنتاج عموماً أقل قدرة على المنافسة مما كان عليه وضعه في السنوات الماضية . هذا على الرغم من أن الأفلام ذات المنحى الفني التي خرجت من استديوهات موسكو وبطرسبورغ وسواهما في السنوات الأخيرة أعادت إلى الأذهان قدرات السينما الروسية عموماً . من هذه الأفلام “حرقتهم الشمس - 2” لنيكيتا ميخالكوف، “الجزيرة المسكونة” لفيدور بوندارتشوك (ابن المخرج السوفييتي صانع الملاحم سيرغي بوندارتشوك)، “ألكسندرا” لألكسندر زوخوروف، “النفي” لأندريه زفاجينتزف وهو مخرج الفيلم الحديث “إلينا” الذي عرضه مهرجان أبوظبي مؤخراً وأحد القلائل الذي يواظب على تحقيق الأفلام الفنية في روسيا اليوم .

والأمل معقود على بضعة أفلام تصوّر حالياً من دون أن يكون معلوماً لدينا ما إذا كانت من تلك التي تسعى لإرضاء الجمهور العريض، كما كان الحال مؤخراً مع “تاراس بولبا” لفلاديمير بورتكو و”قيصر” لبافل لونغين و”عودة الفرسان” لجيورجي خيلكفيتش وكلّها وجدت في الحكايات التاريخية وشخصياتها خلاصاً، أو هي من النوع الذي سيتوجّه إلى المهرجانات السينمائية الكبرى كما الحال في السنوات الثلاث الأخيرة التي سجّلت بعض مظاهر العودة إلى تلك المحافل .

أحد الأفلام المنتظرة “فيسوتسكي” عن حياة الفنّان والكاتب الراحل فلاديمير فيسوتسكي الذي شملت موهبته الغناء والتمثيل والتأليف الموسيقي والشعر وتوفي سنة 1980 و”شادوبوكسنغ 3” وهو جزء ثالث من سلسلة رياضية بطلها ملاكم روسي يواجه، كما في أفلام “روكي” من هم أكثر قوّة منه وينتصر . الجزء الأول خرج سنة 2007 تحت عنوان “انتقام” وأخرجه أنطون ميغردشيف وصوّر بعضه في الولايات المتحدة ذاتها .

أوراق ومَشاهد

أيديولوجيا في مياه الشرب

في العام 1964 قام المخرج ستانلي كوبريك بتحقيق فيلم بعنوان طويل هو: “دكتور سترانغلوف أو: كيف توقّفت عن القلق وأحببت القنبلة” . كوميديا سوداء ساخرة عن اليمين الأمريكي والقنبلة النووية والقوّة العسكرية وما قد تؤدي إليه من دمار للعالم .

كان المخرج أنجز بصمته المتميّزة في أربعة أفلام متوالية قبل هذا الفيلم هي “القتل” و”ممرات المجد” و”سبارتاكوس” و”لوليتا”، لكن متابعيه لم يحضّروا أنفسهم ما فيه الكفاية لمشاهدة هذه الكوميديا القاسية عن جنرال يميني يطلق الأمر لطائرة محمّلة بالسلاح النووي يقودها ميجور اسمه كينغ كونغ (سلِم بيكنز) صوب موسكو للخلاص من خطرها الشيوعي . الجنرال (سترلينغ هايدن) يقول للضابط البريطاني الذي جاء يزوره، إن الشيوعيين يسممون الأمريكيين عبر مياه الشرب: “لقد وضعوا أفكارهم في مياه الشرب”، وهو يأمر حاميته المسلّحة بالتصدّي لحامية أمريكية مسلّحة جاءت لإلقاء القبض عليه على أساس أنها قوّة شيوعية مستترة . في الوقت ذاته يتّصل رئيس الجمهورية الأمريكي بنظيره السوفييتي لمحاولة تفادي ردّ الفعل: “أخشى أن لديّ أخباراً غير سارّة”، ثم يقول له إن طائرة محمّلة بالقنبلة النووية لديها أوامر بإلقاء القنبلة فوق موسكو وإنه لا يستطيع استرجاعها .

بيتر سلرز هو الرئيس الأمريكي، لكنه وبعد الماكياج المناسب هو أيضاً الكابتن الذي يحاول فهم ما يحدث من الجنرال الأمريكي وهو أيضاً دكتور سترانغلوف العبقري المقعد . جورج س . سكوت هو أيضاً جنرال حرب آخر متهوّر ويؤيد تدمير موسكو .

المشهد الذي يلخّص كل ذلك الجنون والتطرّف هو قيام الميجور كينغ كونغ بركوب الصاروخ النووي الذي ينطلق مغادراً الطائرة وهو يلوّح بقبّعته الكاوبوي ويمتطي الصاروخ كما لو كان حصاناً ويطلق صرخة مدوّية . ليتركنا الفيلم بعد ذلك، أو يترك مشاهديه في ذلك الحين بالأحرى، أمام السؤال الكبير حول ما يمكن أن يحدث بعد ذلك .

سترلينغ هايدن نفسه عانى المكارثية، إذ اتهم بأنه شيوعي الميول وأنه سيُقاضى تبعاً لذلك، وحين وجد أن العقاب سيشمل منعه من العمل بوضعه على القائمة السوداء وربما سجنه، وشى بآخرين لقاء نجاته .

م .ر

merci4404@earthlink.net

الخليج الإماراتية في

27/11/2011

 

 

كريم أبو شقرا أضرب عن الفرح

تشييعه غداً في مسقط رأسه

باسم الحكيم  

تحت دويّ القذائف، خرج علينا باسكتشاته الساخرة من وضع البلد. وقبل ذلك، عرفناه رفيق صباح في «أيام اللولو» و«كنز الأسطورة» وغيرهما من الأفلام والمسرحيات. الطفل الذي حلم بالفن، لم يعد قادراً على التحمّل، فرحل أمس بعد أيام على الاحتفال بعيد ميلاده الـ 67

تقاعد كريم أبو شقرا باكراً، وابتعد عن الفن قسراً منذ سنوات. وأمس لم يعد قادراً على مواجهة المرض أكثر، فاستسلم ورحل عن 67 عاماً. كأن القدر شاء أن يجعل محبّيه يتذكرونه مرّة واحدة في العام بابتسامة ودمعة؛ إذ إنّ كريم أبو شقرا ولد في 21 تشرين الثاني (نوفمبر) 1944 في «كفر عمي» في منطقة عاليه، ورحل أمس في 25 من الشهر نفسه 2011. وفي الأشهر الأخيرة، لم يعد يشعر بأي رغبة عند وجوده في المستشفى حيث أمضى معظم وقته مع عائلته المؤلفة من زوجته نورما (تزوجا عام 1977) وبناته الثلاث جولييت، ونورا ونوركا وشقيقته طونيا. وبسبب تدهور حالته الصحيّة، اضطر الأطباء إلى بتر قدمه بسبب مرض السكري الذي كان يعاني منه.

رفيق الفنانة صباح في «أيام اللولو» (سينمائيّاً)، وفي «كنز الأسطورة» و«نوسي نوسي» (مسرحيّاً) وعاشقها في الحياة، أغمض عينيه أمس للمرّة الأخيرة. لم يعد قادراً على الصبر والتحمّل، ولم يتمكن من أن يقف على خشبة المسرح الصغير في «أوتيل كومفورت» في منطقة الحازميّة، ليكون جار «الصبوحة» حيث تقيم. هناك قرّر قبل خمس سنوات أن يطلّ مع ممثلين شباب ومعه الياس الياس من الزمن الجميل في اسكتشات انتقاديّة ساخرة في مسرحيّة «بقّوسي»، غير أن العمل لم يكتب له الاستمرار والنجاح، وخصوصاً أن أبو شقرا كان وقتها يعاني ظروفاً صحيّة دقيقة، منعته من الاستمرار في تقديم برامجه الإذاعيّة في الإذاعة اللبنانيّة.

قبل هذا الزمن الرديء، حلم الطفل كريم بالفن منذ أيام المدرسة. الابن الوحيد للعائلة دخل في السادسة من عمره «جمعية الكشاف اللبناني»، حيث ظهرت موهبته في مسرحيّات مقتبسة لموليير مع مجموعة من الأصدقاء. إلّا أنه أدرك أن الحلم لن يطعمه خبزاً ولن يتمكن من أن يقدّم له وحده عيشة كريمة مع عائلة في المستقبل. لذا استنجد بالوظيفة الرسميّة وفرغ وقته الثاني لممارسة الحلم. وفي سن العشرين، أسس فرقة «وشاح الأرز» في عاليه التي كانت باكورة عروضها مسرحيّة «الآباء والبنون» لميخائيل نعيمة. وفي أواخر الستينيات، اختاره «محترف بيروت للمسرح» لتجسيد ست شخصيات مختلفة في مسرحية «إضراب الحرامية» للمخرج روجيه عسّاف. وشارك أيضاً في مسرحيات مع جلال خوري ويعقوب الشدراوي وميشال نبعة. ومن بين هذه المسرحيّات «مرجان وياقوت والتفاحة»، و«ايزا»، و«جحا في القرى الأماميّة»، و«رفيق سجعان»، و«قبضاي»، و«الستارة».

في زمن الحرب، وتحت أصوات القذائف، قرّر أبو شقرا أن يتجه إلى الشانسونييه، عله يتمكن من رسم ابتسامة على وجوه شعب ينتظره المجهول. هكذا، انتقد السياسيين وسخر من المتحكمين بمقدرات البلد في مسرحيّات دعاهم فيها إلى إيجاد حلول تنقذ لبنان من مأزقه، ومعظمها وجد إقبالاً كثيفاً. ومن هذه الأعمال: «الصلح سيد الحكام»، و«خلوا للصلح مطرح»، و«خوازيق»، و«ماكو بارود»، و«أوفريرا»، و«جرجي درس الموضوع»، و«جندرما يا شباب»، و«ما بعرف»، و«أبونا أيوب»، و«نوسي نوسي» مع صباح، و«صولو»، و«تعا ننسى»، و«طبش الباب وفل». أما في التلفزيون، فسجل مشاركتين مع الراحلة هند أبي اللمع في «عازف الليل» و«حول غرفتي»، إضافة إلى استمراره لسنوات في محطات انتقاديّة على تلفزيون لبنان في 170 حلقة من «كاريكاتور كريم أبو شقرا». وإذا كان عمره في التلفزيون قصيراً نسبيّاً، فإن إصراره على تقديم أفلام سينمائيّة دفعته إلى أن ينتج بنفسه ولنفسه فيلم «المرمورة» (1985) مع ملحم بركات وهلا عون والمخرج وئام الصعيدي، ثم الفيلم الشهير «أيّام اللولو» (1986)، و«أنا الرادار» (1988)، إضافة إلى فيلم «فدعوس وفتاة الأتوستوب» للمخرج سمير الغصيني، و«كريم أبو شقرا في خدمة العلم» من إخراج فؤاد الجوجو (1994). وشارك أيضاً في أفلام أخرى منها: «سمك بلا حسك»، و«شيطان الجزيرة»، و«ساعي البريد»، و«قطط شارع الحمراء»، و«غزلان»، و«سارق الملايين».

ورغم أن اسم كريم أبو شقرا انضم إلى قافلة الراحلين رسميّاً أمس فقط، غابت صورته كممثل عن الشاشة الصغيرة منذ سنوات. لم تشفع له سنوات العطاء على المسرح وفي التلفزيون، بأن يظلّ في ذاكرة منتجي ومخرجي اليوم، حتى أولئك الذين أتيح لهم التعامل معه في بداياتهم خلف الكاميرا، يوم كان أحد النجوم اللافتين في الثمانينيّات. ولم يرشّح اسمه مرّة كضيف على أحد الأعمال الدراميّة أو ليحل ضيفاً على سيتكوم أو برنامج طريف. غير أن «المكرِّمين» يلتفتون أحياناً إلى من كرّس حياته لخدمة الفن ولإضفاء الضحكة على الوجوه في زمن الحرب. هكذا، وجد التفاتة إيجابيّة من «موركس دور» قبل عامين. وقبل ذلك، كرّمه تلفزيون لبنان في برنامج «ساعة وفا»، يوم استقبله ميشال حوراني في حلقة جال فيها على حياته العائليّة والمهنيّة.

zoom

النقابة «قامت بواجبها»!

قدر الممثل اللبناني أن يعيش رحلة الآلام والمرض طوال حياته. عليه الانتظار على أعتاب المستشفيات، آملاً أن يسمح له بالدخول، لأن من لا يملك المال في هذا البلد لا يحقّ له المطالبة بالاستشفاء. هذا ما حدث سابقاً مع عشرات الفنانين، منهم كمال الحلو الذي رحل بعدما رفضت استقباله مستشفيّات عدّة، وقبله ماجد أفيوني وليلى كرم. وإذا كان هؤلاء الفنانون قد رحلوا وفرض عليهم تكريم رسمي، رفضته ليلى كرم، «من بلد لا يعطي للفنان حقّه»، فإن الأمر كاد ينسحب على الممثل والأستاذ الجامعي زياد أبو عبسي الذي توسّط له نقيب الممثلين جان قسيس لدخول أحد مستشفيات بيروت لتلقي العلاج، قبل عودته أخيراً لممارسة نشاطه.

في كل مرّة، يرحل فيها ممثل كرّس حياته لخدمة الفن، تعلو صرخة تطالب بضرورة تطبيق قانون تنظيم المهن الفنيّة. وتمر السنوات، ولا شيء يتغيّر على الأرض، فما فائدة إقرار القانون إذا لم تصدر آلية تنفيذه في «بلد الإشعاع والثقافة، في بيروت التي كانت تفاخر بالسينما والمسرح وهما اليوم في غياب تام، وهي مقفلة على عتمتها؟»، كما علّق نقيب الممثلين السابق رفيق علي أحمد.

النقابات أراحت ضميرها، باختصار، «قامت نقابة الفنانين المحترفين بواجبها مع زميل عزيز»، وأرسلت نقابة الممثلين رسالة قصيرة sms أبلغت فيها الزملاء بوفاة كريم أبو شقرا. ونعته وزارة الثقافة في بيان وجهت فيه تعازيها إلى عائلته ونقابتي «ممثلي المسرح والإذاعة والسينما والتلفزيون» و«الفنانين المحترفين». ورأت أن «برحيل الممثل كريم ابو شقرا، تفقد الكوميديا اللبنانية ممثلاً عرف منذ عقود بصاحب الشخصية «الظريفة والمحببة» إلى قلوب اللبنانيين، الشخصية التي رسمت البسمة على مُحَيّا الجمهور الذي كان يتابعه، سواء على المسرح والتلفزيون أو في السينما».

يذكر أن مراسم الدفن تقام غداً الأحد عند الثالثة عصراً في مسقط رأسه في كفرعمي ــ قضاء عاليه، وتقبل التعازي في كنيسة مار زخيا في عجلتون الاثنين 28 والثلاثاء 29 تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي.

الأخبار اللببنانية في

26/11/2011

 

نجوم القائمة السوداء تعلّموا الدرس

محمد عبد الرحمن / القاهرة 

سبعة أيام مرّت على اندلاع «الثورة المصرية الثانية» وعودة الروح إلى ميدان التحرير. لكن نجوم القائمة السوداء لم يظهروا هذه المرة على الشاشات بعدما تعلّموا الدرس جيداً. الفنانون الذين هاجموا الثورة ودافعوا عن حسني مبارك على الفضائيات والقنوات العربية، اختفوا تماماً عن الصورة، ولم يدلوا بأي تصريح. إذ إنّهم ما زالوا متأثرين حتى اليوم بالمطبّ الذي وقعوا فيه، وبالمقاطعة التي واجهتهم بسبب مواقفهم، حتى أولئك الذين يدّعون أنّ نشاطاتهم الفنية لم تتأثر. هكذا اختفت عن الساحة غادة عبد الرازق، وطلعت زكريا، وعفاف شعيب، وحسن يوسف وغيرهم كثيرون.

حتى الملحّن عمرو مصطفى، الذي اشتهر بتحليلاته الغريبة عن الثورة، لم يمارس نشاطه كالمعتاد، بل اكتفى بدعم المجلس العسكري، وخصوصاً أنّ الموجة الثانية من الثورة اندلعت من دون موعد وبعد عنف ثابت ومؤكد ودامغ من الشرطة تجاه المعتصمين في الميدان منذ يوم السبت الماضي. كذلك، ساهم عدم قطع الاتصالات ونقل قنوات مصرية عديدة الأحداث على الهواء مباشرة في سدّ الثغر أمام نجوم القائمة السوداء، فلم يعد في إمكانهم أن يتهموا قناة «الجزيرة» مثلاً بالمبالغة. حتى إنّ معظم الإعلاميين المحسوبين على النظام السابق، تعلّموا الدرس وحاولوا تمثيل دور الحياد، وإن كان مؤشر الجمهور يعرف الفارق جيداً. وتبقى المفارقة أنّ تصريحات عفاف شعيب وحدها في الثورة الأولى هي من تذكّرها المعتصمون في الثورة الثانية. وكانت الممثلة المصرية قد اشتكت على الهواء من إغلاق محالّ البيتزا والكباب وعدم تمكن أطفال العائلة من تناول وجباتهم المفضلة، فطالبها المشاركون في الثورة الجديدة بشراء كميات كبيرة من البيتزا والكباب تحسباً لإغلاق المحال من جديد. وسط هذا، أشارت جريدة «التحرير» إلى أن نجوم لبنان تعلّموا أيضاً الدرس ولم يقفوا على الحياد. ونقلت تصريحات لكل من: إليسا، هيفا وهبي ورامي عياش يؤيدون فيها الشعب المصري في ثورته الثانية. مثلاً، كتبت إليسا على صفحتها على تويتر: «لكل المصريين، قلبي وعقلي معكم وأساندكم، أتمنى أن تستقر الأحوال قريباً، وستجد مصر السلام والازدهار مرة أخرى». ويأتي ذلك بعدما تعرّضت النجمة اللبنانية لهجوم ودعوات إلى منعها من دخول مصر بعدما صرّحت في وقت سابق بأنّ «ثورة 25 يناير» أفقدت مصر ثباتها وحكمتها. وتابعت إنّ «جموداً أصاب البلد ككل. هذا ليس في مصر فحسب، بل في كلّ الدول العربية التي تعيش الظروف ذاتها تقريباً». إلا أنّ صاحبة «أواخر الشتا» أعلنت دعمها للثورة السورية. أما هيفا، فقد كتبت على تويتر أيضاً أنّها «الآن في الدوحة، لكن مصر دائماً في قلبي وعقلي. إنّها بيتي، والله يحفظ شعبها».

الأخبار اللببنانية في

26/11/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)