حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

تطل قريباً في حلقات جديدة من "اسمها لا"

ندى أبوفرحات: أجمع بين الكتابة والتمثيل والإخراج

بيروت - محمد حجازي

منذ أسابيع عدة والممثلة ندى أبوفرحات تصور بطولة حلقات الجزء الثاني من مسلسل “اسمها لا”، حيث حلّت بديلة عن زميلتها كارول سماحة إثر اعتذارها عن إكمال السلسلة لانشغالاتها . . وخلال فترة وجيزة تبث الحلقات المصوّرة بإدارة المخرج ألبير كيلو عن سيناريو ل شكري أني فاخوري، بعد أن تكون برمجة تلفزيون لبنان أنهت بث الجزء الأول بكامله .

ندى التي استعادت حضورها التمثيلي على الساحة بعد استراحة طويلة، بدا أنها لم تكن غائبة عن الوسط الفني، بل كانت في صلبه، لكن في قطاع آخر أكثر شمولية، وهو ما تحدثنا به إليها في هذا الحوار:

·         أنهيت تصوير “اسمها لا” لكنك قبله كنت في شبه إجازة؟

من التمثيل نعم، لكن ليس من الفن، والدليل على عملي المتعمق والجدي أنني حزت مؤخراً جائزة أفضل إدارة فنية من مهرجان قبرص السينمائي الدولي عن فيلم “آخر فالنتين في بيروت”، للمخرج سليم الترك .

·         وما دخلك بالإدارة الفنية؟

هذا هو سبب انقطاعي لفترة عن التمثيل، لقد أسست مع صديقة لي شركة تعنى بهذا الجانب، وكانت أولى خطواتنا مع شريط الترك وكانت النتيجة جيدة .

·         هل من سبب لمثل هذا العمل إلى جانب التمثيل، أهي الرغبة في الاستقرار المادي مثلاً؟

ليس الأمر كذلك فقط . في جانب منه نعم، لكن في الجانب الآخر هناك قدرة على التعامل مع هذا الاختصاص، فلماذا لا نعيره اهتماماً ونمضي به إلى الأمام؟

·         هل متابعة هذا المسار متاحة؟

إلى الآن الأمور تبدو جيدة، ومع الجائزة شعرنا بثقة أكبر في عملنا .

·         يبدو أن دورك في اسمها “لا” انعكس أيضاً على طريقة تعاملك مع الأدوار؟

أنا معتادة على الاعتذار إذا لم أعثر على دور جيد يستفزني لكي أعبر عنه، وحصل أنني أكثرت من الاعتذارات مؤخراً نظراً لارتباطي بالشركة وغير ذلك لا يجذبني إلا الدور المميز .

·         الواقع أنك مقلّة تلفزيونياً؟

الأمر ليس بيدنا كممثلين كما تعرف . فالعروض علينا محدودة لذا فعندما يقول الممثل أعتذر فهذه قوة حقيقية في مثل هذه الحالة .

·         لكن هذا ضد مزاجك . فهل تضعين التلفزيون في آخر الأولويات؟

الدور هو الذي يحكم وليس المنبر، وأنا فعلياً أحب شخصية ما وعندها لا أفرق أين أقدمها، على أي منبر أهو المسرح أم السينما أم التلفزيون .

·         ماذا عن استخدامك “لا”؟

أنا أعتذر . ولا أقول لا أريد؟ ودائماً السبب مهني فقط .

·         هل صحيح أنك تخوضين الكتابة وتريدين الإخراج؟

صحيح .

·         والموضوع؟

لن أفصح عنه . لكنني أنهي مع زميل لي كتابة سيناريو سينمائي وأنوي أغلب الظن التعاون وإياه كديو على إخراجه .

·         هل هذا جزء من اختصاصك؟

نعم، والأفكار تراودني من زمان، وأنا غير قادرة على ضبط هذا الجانب، لذا كان قرار الكتابة .

·         كأنك من ضمن موجة الممثلات الكاتبات اللاتي سبقتهن منى طايع ثم لمعت كلوديا مرشيليان وصولاً إلى ريتا برصونا ولورا خباز؟

الحقيقة أن الأمر لم يكن هكذا، هي ليست غيرة، الفكرة عندي منذ سنوات، وأحاول منذ فترة توسيعها في نص يريحني، هذا كل ما في الأمر فأنا لست مع الموجات والتقليد والعمل إلى جانب أو مع أحد كتابع له .

·         هل تمتد الكتابة إلى الإخراج؟

نعم الزميل الذي أتعاون وإياه ربما أكمل معه المشروع إخراجياً .

·         وهل تقولين شيئاً عن موضوعه؟

هو اجتماعي فقط .

·         أنت بطلته؟

ربما

·         والإنتاج هل تم الاستقرار عليه؟

أرجو ذلك .

·         والتنفيذ؟

مازال الوقت مبكراً وكل شيء في وقته .

·         أيعني هذا انسحاباً تكتيكياً من التمثيل؟

أبداً . . أبداً . . إنه جهد فني أقوم به، من منطلق العلم والمعرفة والخبرة، وإذا ما وجدت نفسي أكمل، أو أنني أعود أدراجي إلى موقعي كممثلة .

·         سمعنا عن فيلم يجمعك بالمخرج فيليب عرقتنجي قيد الإعداد بعد نجاحكما في “تحت القصف”؟

فعلياً لا شيء على الأرض . وفيليب مازال يتحرك لضمان إنتاج لعمله .

·         وكم تحبين الشريط؟

أحمل فيه ذكرى طيبة جداً . لقد نجح بقوة، وحاز جوائز، وعرفني إلى جمهور عربي واسع، وقدمني بشكل مختلف عما أنا عليه فعلياً في أدواري السابقة .

·         إذن هو التغيير؟

طبعاً . هذا أساسي في حياتي، ولا أحيد عنه أبداً، أريد بكل طاقتي أن أغير، على الأقل لجعل أحاسيسي كلها تتجدد وتتنشط بالقدر المعقول .

·         هل هناك شريط سمعت قصته وأحببتها وتريدين تصويرها؟

أيضاً هذا قيد التحضير . ولا أريد إيراد تفاصيل عما لم ينجز بعد .

·         مثلت باللغتين العربية والفرنسية؟

نعم .

·         أتجيدينهما بالقدر نفسه؟

تقريباً نعم .

·         كنت جيدة في “حكي نسوان” لكن الحوار جريء جداً فما قولك؟

الموضوع اقتضى ذلك، وعلينا العمل على هذا المبدأ .

·         في “ثلاث نسوان” طوال، تعرفت إلى المخرجة نضال الأشقر؟

إنها واحدة من أجمل الفرص في حياتي على الإطلاق، هذه فنانة كبيرة، راقية، داعمة، تعطي كل فنان حقه .

·         استعانت بك لاحقاً في مسرحية “تصطفل ميريل ستريب” من أجل الدور النسائي؟

نعم وكان مع المخرج والممثل ناجي صوراتي وقد أعددنا ورشة وفرضنا نمطاً خاصاً من العطاء على الخشبة تأثر به اللبنانيون كما تأثروا به في باريس، وعرفنا نجاحاً منقطع النظير .

·         يومها أحببت أوروبا؟

(ضاحكة) نعم، وبشكل استثنائي لأننا قدمنا عدة أشهر في باريس .

·         إجادتك الفرنسية ستفيدك في أعمال فركوفونية أيضاً وليس فرنسية فقط؟

يعني من ضمن المجموعة، عندها أُمثل، أكتب، أُخرج وأتولى الإدارة الفنية .

·         كم ترين ندى في صورة العمل الدرامي اللبناني إمكانية للحضور عربياً، والمنافسة؟

يجب أن يكون المرء واضحاً ومتصالحاً مع نفسه، إننا في لبنان نقوم بمحاولات عديدة، بعضها القليل يوفق بامتياز والبعض الآخر يحاول، لكننا نتطور ولا أعتقد أننا بلغنا درجة المنافسة، ما فعلنا أننا قلنا للجميع نحن هنا فقط .

·         وهل تعرفين مكمن المشكلة التي نحتاج لحلها؟

لا مشكلة وإنما هي قناعة بأن العمل الفني له مستلزمات ولن يكون كاملاً مع وجود أي نقص مهما كانت الآراء فيه سلبية .

·         ما الذي تتوقعينه ل “اسمها لا”؟

نحن في رعاية موهبتين كبيرتين وخبرتين رائعتين المخرج والكاتب .

الخليج الإماراتية في

22/11/2011

 

أفلام العيد:

حلمـى يهــزم مكـى.. وكف القمـر فيلـم اســتثنائى

كتب جيهان الجوهري 

لابد أن تحمل أفلام أى موسم سينمائى عنصر المفاجأة مهما بلغت دقة تقديرات وحسابات صُناعها وكانت المفاجأة هذا الموسم من نصيب فيلمين الأول فيلم «إكس لارج» لأحمد حلمى والمخرج شريف عرفة أما عنصر المفاجأة فتمثل فى الشخصية التى قدمها أحمد حلمى فهو مبدئياً اعتاد على تقديم أدوار مُختلفة بها مساحة جيدة من التمثيل ترضى طموحه الفنى وفى ذات الوقت يقدمها فى إطار كوميدى يعنى باختصار يحقق المُعادلة الصعبة التى فشل فيها غيره من النجوم.، حتى أفلامه التى حملت أفكارا بسيطة لابد أنك تشعر بعدم استسهاله فيما يقدمه لجمهوره من جميع الأعمار.

نرجع للشخصية التى قدمها مجدى «أحمد حلمى» وهى لشخص بدين يعمل رساما كاريكاتيريا لايتوقف عن الأكل وعلاقاته بأصدقائه جيدة فهو بمثابة كاتم أسرارهم ومستشارهم العاطفى فى ذات الوقت خاصة الجنس الناعم، ومن خلال الفيس بوك يعثر مجدى«أحمد حلمى» على زميلة الطفولة «دنياسمير غانم» التى تعيش بإحدى الدول العربية ومن خلال تواصلهما تنشأ علاقة عاطفية بينهما وتخبره أنها ستنزل للقاهرة لاستكمال دراستها وطبعاً يصبح مجدى «أحمد حلمى» فى مأزق بسبب ضخامة جسده ويقرر أثناء انتظاره لها بالمطار إنكار شخصيته الحقيقية، وادعاء أنه «عادل» ابن خال مجدى وطبعا شخصية بهذا الشكل عندما يقدمها ممثل نحيف لابد أن تستوقفك لترى كيف سيقدمها وهل سيقتنع المتفرج بمعاناته أم سيكون تحقيق الضحك هو الهدف أولا وأخيراً لصُناع الفيلم، أنت أثناء مشاهدتك للفيلم لابد أن تضبط نفسك متوحداً مع معاناة البطل فهو يرتدى ملابسه بمنتهى الصعوبة ولايقوى على بذل أى مجهود والشئ الوحيد الذى يفعله بسهولة هو التهامه للطعام وقد شبه السيناريست أيمن بهجت قمر هذه العلاقة فى الحوار الذى كتبه وقاله بطل الفيلم لأصدقائه أن علاقته بالطعام تشبه العلاقة الزوجية لايستطيع التخلى عنها.

فيلم «إكس لارج» ملىء بالمشاهد الرائعة سواء فى المشاهد الإنسانية التى جمعت أحمد حلمى بخاله إبراهيم نصر ومشهد تلقيه صدمة وفاة خاله أو بمشهده مع بواب العمارة حينما طلب منه الذهاب لإحضار طعام له بمجرد رؤيته تعليق زينة شهر رمضان فجأة أو مشاهده مع خالد سرحان.

المشهد العبقرى الذى عبر فيه بطل الفيلم عن حبه بالرسوم الكاريكاتيرية فى منزل حبيبته دنيا سمير غانم وتلقيه صدمة رد فعلها.

مشاهد عديدة برع فيها المخرج شريف عرفة ولم يكن سيخرج الفيلم بهذا الشكل المبهر إذا حمل توقيع مخرج آخر.. بمناسبة شريف عرفة هو صانع فيلم «الناظر» لعلاء ولى الدين الذى ظهر فيه بأكثر من شخصية وكان الشكل الخارجى للشخصيات العديدة التى جسدها علاء ولى الدين أحد عناصر نجاح الفيلم ونفس الشىء تكرر مع فيلم «إكس لارج» مع الاختلاف طبعا لأن أحمد حلمى أساساً نحيف، واداءه جعل المتفرج لاينتبه لعدم اتقان القناع «الماسك» بمنطقة الذقن المتابع لأفلام أحمد حلمى سيجد أن فيلمه «أكس لارج» من أكثر أفلامه التى ضم إليها وجوها نسائية وطبعا سيناريو أيمن بهجت قمر هو الذى فرض ذلك لكن اختيار المخرج والبطل للعناصر النسائية كان فى غاية التوفيق بداية من دنيا سمير غانم وحتى ناهد السباعى التى ظهرت فى مشهدين فقط لاتستطيع أغفالهما وأيضاً إيمى سمير غانم التى سبق لها مشاركة أحمد حلمى فى فيلم «عسل أسود» بمشاهد أقل من اليد الواحدة نجدها فى «إكس لارج» بمساحة أكبر قليلا وأعتقد أن تواجدها وسط كوكبة تضم مخرجاً بحجم شريف عرفة وأحمد حلمى كأهم نجم كوميدى حالياً على الساحة وسيناريست متميز مثل أيمن بهجت بخلاف فرصة لقائها الفنى بشقيقتها «دنيا» والتى قد لاتتكرر كثيرا قد عوضها عن فيلمها مع أحمد مكى وأيضا يُحسب للمخرج شريف عرفة إسناده دور خال البطل لإبراهيم نصر.. صحيح هناك ممثلون كثيرون تكوينهم الجسمانى يسمح لأداء هذا الدور لكن طريقة أداء إبرهيم نصر أعطى بريقا خاصا لهذه الشخصية المحورية

* «حزلئوم» و«الديك»

أما المفاجأة غير السارة بأفلام العيد فكانت فى فيلم «سيما على بابا» لأحمد مكى وإيمى سمير غانم ومن افيشات الفيلم يعلم المُتفرج مُسبقا أنه سيشاهد فيلمين بسعر تذكرة واحدة على غرار ما كان يحدث فى سينمات الدرجة الثالثة وأشهرها سينما على بابا التى كانت موجودة فى «بولاق»، طبعا فكرة تقديم أكثر من قصة مُنفصلة فى فيلم واحد سبق تقديمها فى أفلام عديدة وهذه النوعية حملت أسماء نجوم كبار سواء فى الإخراج أو التمثيل أو كاتبى السيناريو وكان لكل قصة بالفيلم مخرج ونجوم مختلفون عن القصص الأخرى بنفس الفيلم وأشهر الأفلام التى تنتمى لهذه النوعية فيلم «البنات والصيف» وضم الفيلم 3 قصص.

وبما أن الأفلام السينمائية هى فى النهاية سلعة تقدمها للجمهور... طبيعى أن المتفرج يندم على مادفعه فى شباك التذاكر إذا لم تتحقق له متعة الفرجة، فيلم «سيما على بابا» ذكرنى بالعروض التى تكون عادة فى محلات السوبر ماركت الكبيرة التى يقبل عليها الجمهور لكنه يصدم بسوء المنتج وأنه تم الضحك عليه، فهو ينتمى لنوعية أفلام الفانتازيا التى تبتعد كثيرا عن المنطق.

فيلم «سيما على بابا» الذى كتبه شريف نجيب وأخرجه أحمد الجندى وهو مكون من قصتين منفصلتين الأولى هى «حزلئوم فى الفضاء» وحزلئوم هنا هى الشخصية التى قدمها مكى من قبل فى فيلم «لاتراجع ولا استسلام» لكننا فى فيلمه الجديد نشاهده فى الفضاء ''مُحاكاة لسلسلة أفلام حرب الكواكب الامريكية، و يعتبر هذا الفيلم أفضل لحد ما من الفيلم الأخر وساعدت فكرة إطلاق أسماء الأدوية الشهيرة على رجال كوكب الفضاء مثل «أوجمانتين» و«فولتارين» و«انتوسيد» و«فلاجيل» وغيرها على تفجير بعض الضحكات.

أما القصة الثانية بالفيلم وتحمل اسم «الديك فى المزرعة» فأبطالها جسدوا شخصيات حيوانات مختلفة اضطروا إلى الرضوخ لعصابة من الحيوانات تحت قيادة «ضبع» يمارس البلطجة عليهم ويستولى على منتجاتهم من بيض وأرانب صغيرة وخلافه الى أن يظهر الديك «أحمد مكى» ليخلصهم من بطش «الضبع» وأعوانه ليتزوج فى النهاية من الدجاجة «إيمى سمير غانم».

طبعا لايستطيع أحد أن يجبر الممثل على تقديم مايريده الجمهور ولايستطيع الممثل أن يجبر الجمهور أو شركات الإنتاج على تقبل شطحاته الفنية تحت مُسمى «طموح الفنان».

الفن فى النهاية اختيار من جميع الاطراف لذلك ليس غريباً إن أسعاد يونس لاتتحمس لإنتاج هذه التجربة بمفردها ويكون أحمد مكى شريكاً فى إنتاج هذه المغامرة الفنية غير المحسوبة خاصة فى ظل هذه الظروف والمؤكد أيضا لأحمد مكى أنه لن يكون سعيداً عندما يرى الجمهور ينصرف من فيلمه نادماً على الوقت الذى أهدره فى عمل فنى دون المستوى.

أنا هنا أتحدث فقط عن فكرة حق الفنان فى أن يكون له طموح فنى بعيداً عن شباك التذاكر.

كف القمر» دعوة للم الشمل

كعادة المخرج خالد يوسف فهو دائما يراهن على سيناريوهات أفلامه دون أن يضع فى حساباته الاعتماد على أسماء نجوم الملايين فهو لايتحمس للعمل بشروطهم لذلك هم خارج حساباته وأعتقد أن هؤلاء النجوم لايفضلون التعامل مع مخرج لايقبل أن يكتب اسم أى نجم قبل اسمه على التيترات وأعتقد أن هذا حقه وقائمة أفلامه تؤكد ذلك. نأتى إلى فيلمه الجديد «كف القمر» وتأمل أسماء الممثلين به لن تجد أيا منهم ممن يطلق عليهم نجوم الشباك لكن الشخصيات التى صاغها السيناريست ناصر عبد الرحمن وبحرفية خالد يوسف كمخرج قادر على توجيه أبطاله وإعادة اكتشافهم ستقف مندهشا أمام مباراة فى التمثيل بين أبطال الفيلم حتى إذا كان يوجد بينهم ممثل لايوجد برصيده الفنى سوى تجربة سينمائية أو اثنتين على الاكثر.

الشخصيات الرئيسية بالفيلم هى «خالد صالح» ذكرى الذى يستطيع إيجاد مكان له فى عالم المقاولات وتجارة الأسلحة وهو الابن الأكبرالذى حملته الأم وفاء عامر «قمر» مسئولية تفرق أشقائه الأربعة بعد تركهم موطنهم الأصلى بالصعيد ليبحثون عن لقمة العيش بالقاهرة وهم صبرى فواز «جودة» الذى احترف تجارة المخدرات والممثل الأردنى ياسر المصرى الذى جسد شخصيتين الأولى للأب الذى قتل على يد إحدى العصابات بالجبل بعد عثوره على الذهب والثانية لأحد الأشقاء الخمسة «ضاحى» الذى يورطه شقيقه الأكبر خالد صالح فى قضية أسلحة ليخرج منها ويختار البعد عن عالم ضجيج القاهرة ليعمل بالفلاحة فى إحدى الأراضى الزراعية وحسن الرداد «بكرى» الذى عمل فى محل عصير قصب ووقع فى غرام جومانا مراد لكنه يكتشف أنها تقيم علاقة محرمة مع شقيقه الأكبر مما يجعله يصاب بصدمه ويقرر السفر لليبيا وهيثم زكى «يوسف» الابن الأصغر الذى عمل فى محل لبيع شرائط الكاسيت ويقع فى غرام راقصة «حورية فرغلى» ويترك مهنته ليعمل كراقص تنوره بجوار حبيبته لكن شقيقه الأكبر يفسد فرحه عليها مما يجعله يدخل عالم الدراويش بعد اختفاء حبيبته.. هؤلاء الأشقاء الخمسة بمثابة كف اليد للأم وفاء عامر«قمر».

ناصر عبد الرحمن بنى فكرة فيلمه على ابتعاد أفراد الاسرة الواحدة عن بعضهم البعض دون الاحساس بأهمية الترابط فيما بينهم وهذا واقع نعيشه بالفعل وقد اتخذ عالم الصعيد ليصيغ فكرته خاصة أن أهل الصعيد يتخذون من السفر وسيلة للبحث عن لقمة العيش لتأخذهم الحياة ويقل ترابطهم الأسرى ببعض، وطبعا هذه الفكرة شديدة الإنسانية وتستطيع أن تستقبل الفيلم كحدوتة بسيطة ملخصها أن الأم تريد تجميع ابنائها بعد أن أخذتهم الحياة وفى ذات الوقت تستطيع استقبال الفيلم من منظور له بُعد سياسى أنت عندما تشاهد الفيلم لابد أن يقفز فى ذهنك الوضع الراهن وأن «قمر» وفاء عامر ترمز الى مصر وأبنائها الخمسة هم أبناء هذا الوطن الحريصون على بنائه بعد سقوط النظام من خلال عملهم بشكل جماعى لبناء مصر جديدة وقوية بأبنائها.

مايميز فيلم «كف القمر» الاختيار الموفق والصادم للممثلين جميعا وطبعا تأتى وفاء عامر فى مقدمة اختيار المخرج لها لأداء دور لايتوقعه منها الجمهور فهى أم لخمسة رجال أخذتهم الدنيا منها، كم من نجمات أصبحن فى سن لايسمح لهن بالإنجاب ويشترطن ألا يتعدى عمر أبنائهما بالأعمال الفنية العشر سنوات.

أما المفاجأة الثانية فكانت فى شخصية الابن الأصغر «يوسف» التى جسدها هيثم زكى فهى بالفعل من أجمل الشخصيات التى صاغها السيناريست ناصر عبد الرحمن.. الشخصية مليئة بالتفاصيل وتحمل فى مضمونها الكثير من الشجن وتنقل بين مراحل التحول فى الشخصية بعفوية.

وهذا يؤكد أن المخرج الشاطر هو من يوجه أبطاله جيدا ويكتشف مناطق جديدة فى أدائهم.. كم من نجوم كبار تورطوا مع مخرجين يتركون العنان للممثل نفسه والنتيجة خصم الكثير من رصيد الممثل.

حسن الرداد ممثل لابأس به وجسد شخصية العاشق المصدوم فى حبيبته التى تخونه مع شقيقه بصدق لكنه سيكون فى حاجة دائما لمخرج مُتمكن من أدواته ليستطيع توظيفه فى مناطق بعيدة عن أدوار الفتى الوسيم التى دائما يجسدها فى الدراما التليفزيونية، حورية فرغلى ممثلة تؤكد موهبتها مع كل دور تقدمه، أما غادة عبد الرازق فلعبت دورالفتاة الصعيدية التى تتزوج خالد صالح رغما عن أهلها فى مستشفى للعلاج النفسى وتظل فى الصعيد مع ابنتها بعد الضغوط التى مارسها أهلها على زوجها لكى يتركها، دورها أساسا لايتعدى المشاهد القليلة لأن البطولة النسائية لوفاء عامر «قمر» التى تدور حولها الأحداث حتى اسم الفيلم «كف القمر» يدل على ذلك، وبعيدا عن الفيلم لماذا تثير ضجة مفتعلة لن تكون فى صالحها فهى على رأس القائمة السوداء للفنانين الذين كانوا ضد الثورة والطريف أننى سمعت أنها اتفقت مع مخرج الفيلم ان يكون اسمها قبل خالد صالح طيب بالذمة بأمارة ايه إذا كانت هى خارجة من فشل ذريع فى مسلسل «سمارة» على عكس خالد صالح فهو خارج من نجاح كبير فى مسلسل «الريان» بخلاف تألقه فى دور الابن الأكبر لقمر الذى يسعى لتجميع أشقائه.

صبرى فواز لعب دور جودة أحد الأشقاء الذى يحترف تجارة المخدرات بخفة ظل وهو بالمناسبة أحد اكتشافات خالد يوسف فى فيلم «دكان شحاتة» ثم «كلمنى شكرا» و«كف القمر» ورغم أنه متواجد على الساحة منذ سنوات إلا أن أدواره السينمائية الأخيرة سلطت عليه الضوء بشكل جيد، أما الأردنى ياسر المصرى «ضاحى» أحد الأشقاء فأعتقد أن دوره بهذا الفيلم سيكون بداية لانطلاقة فنية جديدة له.

جومانة مراد لعبت دور الفتاة الشعبية من قبل والمؤكد أنها وافقت على هذا الدور من منطلق أنه يحمل اسم مخرج كانت تحلم بالعمل معه.

رغم المستوي الفنى الجيد لفيلم «كف القمر» إلا أن إيراداته أقل كثيرا من إيرادات أفلام خالد يوسف الأخيرة وذلك لغياب العنصر التجارى الذى كان يعتمد عليه فى أفلامه السابقة.

صباح الخير المصرية في

22/11/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)