حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

من مايك لي إلى مايوان: ما جديدك سيّدتي الأزمة؟

يزن الأشقر

أوروبا التي تضيق بمهاجريها، الانسان المعاصر في مهبّ الأزمات الوجودية، ولبنان الممزّق بتركته الثقيلة من الحروب... هذا بعض مما تقترحه الدورة 18 من المهرجان الذي بات موعداً ثابتاً في روزنامة الحياة الثقافيّة

«مهرجان السينما الأوروبية» الذي ينطلق يوم الخميس في بيروت، هو بلا شكّ أحد أهمّ المواعيد السينمائيّة المحلية، إذ يمثّل فرصة ثمينة أمام هواة السينما للاطلاع على بعض أهمّ التجارب الأوروبيّة الحديثة التي تضيق بها صالات العرض التجاريّة اللبنانيّة، وسط لامبالاة رسميّة من الحكومات المتعاقبة منذ «انتهاء» الحرب الأهليّة.

التظاهرة التي تنظمها «مفوضية الاتحاد الأوروبي» بالتعاون مع السفارات والمراكز الثقافية للدول الأعضاء في الاتحاد، وبالاشتراك مع «متروبوليس أمبير صوفيل»، تقدّم في الدورة الثامنة عشرة (٢٤/١١ ـــ ٤/ ١٢)، برنامجاً حافلاً: 33 فيلماً تعرض في «متروبوليس أمبير صوفيل»، إضافة إلى برنامج للأفلام الطلابية القصيرة اللبنانية (راجع الصفحة المقابلة)، وتحية خاصة الى الكوميدي الراحل محمود مبسوط/ فهمان (راجع الصفحة المقابلة)، ضمن عروض تتنوع ثيماتها وتضيء على الهموم والمشاغل الأوروبية.

يفتتح المهرجان بالفيلم البولوني «الرابح» (24 26و / 11) لفيسلو سانيفسكي بحضور المخرج والمنتج. يحكي الشريط قصة موسيقي شاب يغيّر مسار حياته نحو الفن والحرية الشخصية بمساعدة صديقه فرانك. وستتاح للجمهور مشاهدة بعض أهم الأعمال التي عرضت في «مهرجان كان» الأخير. على قائمة «مهرجان السينما الأوروبية»، نشاهد أيضاً الشريط الفرنسي «الفنان» (12 / 1) الذي أخرجه ميشال هازانافيسيوس، من بطولة كل من بيرينيس بوجو، وجان دوجاردان الذي حصل على جائزة أفضل ممثل في «كان». في هذا الشريط الميلودرامي الخالي من الحوار الذي صوِّر بالأبيض والأسود ليحاكي هوليوود بين العامين 1927 و1932 حين بدأت شعبية السينما الصامتة بالهبوط مقابل صعود الأفلام الناطقة، نتابع قصة جورج فالانتان نجم الأفلام الصامتة الذي يخشى زوال نجوميته مع صعود شعبية السينما الناطقة.

الجمهور أيضاً على موعد مع «صبي الدراجة» (راجع المقال أدناه) الذي يتابع فيه الأخوان داردين أسلوبهما في تصوير الناس البسطاء، مع استخدامهما للموسيقى على غير العادة. ومن العروض المميزة فيلم الفرنسية مايوان «بوليس» (25 و29/11). الشريط دراما عن عملية توثيق للحياة اليومية داخل قسم شرطة حماية الأطفال في باريس، تقوم بها الصحافية ميليسا. في الفيلم نظرة متفحّصة للشخصيات في حياتهم اليومية، من اعتقال واستجواب ونقاشات في علاقاتهم العاطفية. ورغم أن العمل لقي تفاوتاً نقدياً إزاء بنيته الدرامية، فقد حصل في النهاية على جائزة لجنة التحكيم في «كان».

من الأفلام الآتية من «كان» أيضاً «عام آخر» (25 و30 /11) للبريطاني المخضرم مايك لي. يقوم صاحب «أسرار وأكاذيب» بدراسة شخصيات من نوع آخر، حيث الحبكة تعرض قصة الزوجين السعيدين توم (جيم برودبينت) وجيري (روث شين) اللذين يعيشان في دائرة أصدقائهما الملأى بالإحباط والحزن. يقسم مايك لي شريطه إلى أربعة أجزاء وفق فصول السنة، ليتناول كل جزء مشكلة من مشاكل مقربي العائلة.

يعرض أيضاً «إذا أردتُ أن أصفّر، فسأصفّر» (28/11 و2 /12). يقدّم فلوران سيرباني، أحد مخرجي الموجة الرومانية الجديدة، قصة الشاب سيلفيو الذي يمضي فترة محكومية في سجن الأحداث، ليأتي أخوه الصغير قبل أيام من إطلاق سراحه ويخبره أنه مسافر مع أمه إلى إيطاليا للعمل، ما يغضب سيلفيو الذي يلقي اللوم على أمه لكثرة غيابها وهربها الدائم منه ومن أخيه الصغير.

يعرض أيضاً «ألمانيا» (28/11 و2/ 12) للتركية ياسمين سامديريلي وسيناريو شقيقتها نسرين. سينك يلماز ذو السادسة يعاني من أزمة هوية خصوصاً عندما يرفض رفاقه انضمامه إلى كل من فريقي كرة القدم، التركي والألماني. تخبره قريبته حكاية جده حسين «الضيف العامل» رقم مليون وواحد الذي هاجر إلى المانيا مستقراً هو وعائلته في الستينيات، إلى أن فاجأهم برغبته في العودة إلى تركيا.

أزمة الهوية التي يواجهها مهاجرو أوروبا، والتخبط الوجودي للانسان المعاصر، وتلك الفجوة الأبدية بين الواقع وتطلّعات الانسان، هي أبرز التيمات التي تخيّم على «مهرجان الفيلم الأوروبي»، عند لحظة اعادات نظر وتحوّلات صعبة تعيشها القارة العجوز، في مواجهة عاصفة اقتصاديّة واجتماعيّة لم يسبق لها مثيل منذ عقود. في هذا السياق يأخذ الموعد الخاص مع السينما التعبيريّة الالمانيّة في العشرينيات بعداً خاصاً: فيلم مورنو الشهير «نوسفيراتو» (27 / 11 ـــ راجع يسار الصفحة) يعيدنا إلى حالة القلق والخوف الجماعي التي طبعت السينما الالمانيّة عشيّة الانهيار الكبير، بين شبح الأزمة الاقتصاديّة والحرب الذي سينتهي بكابوس النازيّة.

«مهرجان السينما الأوروبية»: من 24 ت2 (نوفمبر) حتى 4 ك1 (ديسمبر) ــــ «متروبوليس أمبير صوفيل» (بيروت) ــــ للاستعلام: 01/204080

حرب لبنان

من الأفلام التي ستعرض ضمن «مهرجان السينما الأوروبية»، شريط «طيب خلص يلا» (93 د ـــ 4 /12) الذي نال جائزة «اللؤلؤة السوداء» في «مهرجان أبوظبي 2010». تعود المخرجة رانيا عطية وزميلها الأميركي دانيال غارسيا إلى انعكاسات الحرب الأهلية اللبنانية على جيل الشباب من خلال مدينة طرابلس.

المهرجان يحتضن أفلام الطلاب

بالنسبة إلى طلاب كليّات السينما في لبنان، يعدّ «مهرجان السينما الأوروبيّة» الموعد السنوي الأبرز لعرض أعمالهم. من خلال إقامته«مسابقة أفلام الطلاب اللبنانيين القصيرة»، يساعد المهرجان على تقديم صورة واضحة عن هواجس جيل صاعد من السينمائيين، فهل سنكتشف أصواتاً واعدة هذا العام؟ في مسابقة العام الماضي مثلاً، طغت على الأعمال المشاركة نبرة نرجسيّة ـــــ وعظيّة أحياناً ـــــ مع سيطرة تقنيات الإعلان والفيديو كليب. لكنّ ذلك لم يحل دون بروز تجارب جديّة وخلّاقة، منها «طوم» لكريم غريّب من «جامعة القديس يوسف» (IESAV)، و«الإبر» لجيسي مسلّم «الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة» (alba)... تتصدّر الكليتان المذكورتان عادةً لائحة الأعمال المتوّجة في المسابقة، وستشارك كلّ منهما هذه السنة بعملين: «سيّد الدمى» لبشير حاج، و«بعدني هون» لجوزف أبي حنّا من «جامعة القديس يوسف»، و«يقظة» لمحمد صباح وSmall Fish للوسيان شكر من الـ alba.

يرتفع عدد الكليات المشاركة في المسابقة هذا العام إلى عشر، الثابت منها قسم السينما في «معهد الفنون الجميلة» في «الجامعة اللبنانية». رغم إمكاناتهم الإنتاجية الضئيلة، يدخل طلاب المعهد الرسمي المنافسة كما في الدورات السابقة، هذه المرّة مع وسيم جعجع بفيلم «صورة جدّي»، وفريد نصر مع شريطه Coup D’oeil. مشاركة تعيد طرح السؤال القديم نفسه، عن ضرورة تجهيز المعهد بما يتناسب مع متطلبات العصر. الفائزون في المسابقة سيحصلون على فرص للمشاركة في «مهرجان كراكوف» في بولونيا، و«مهرجان أوبرهاوزن للأفلام القصيرة» في ألمانيا.

17:30 مساء 26 و27 ت2 (نوفمبر) و22:30 مساء 1 ك1 (ديسمبر) المقبل

من البرنامج

ثلاثة: توم تايكوير ــ 25/11 و4/12

السينمائي الألماني صاحب «اركضي لولا اركضي»، يقدّم هنا قصة حبّ ثلاثية الأضلع، من خلال الزوجين هانا وسيمون، اللذين يبلغان الأربعين من العمر، مصادفةً، يتعرّف كل واحد منهما إلى آدم، فتنشأ علاقة حبّ بين آدم وهانا من جهة، وآدم وسيمون من جهة أخرى، من دون أن يعرف العشيق الجديد أنّهما متزوجان.

الشاب غوته عاشقاً: فيليب ستولزل ــ 26 29/11

«أكثر من الحقيقة. إنّه الشعر» هكذا تقول بطلة رواية «أحزان الفتى فرته» (1774). وهذا ما ينطبق أيضاً على «الشاب غوته عاشقاً»، الذي يتناول التجارب الأولى التي دفعت يوهان فولفغانغ غوته إلى كتابة روايته الشهيرة، التي كرّسته نجماً أدبياً على الساحة العالمية.

العاشقان : كريستوف أونوريه ــ 28/11 و3/12

من باريس الستينيات إلى لندن القرن الحادي والعشرين، مروراً بربيع براغ، نتابع قصص الحبّ التي عاشتها مادلين (كاترين دونوف) وابنتها فيرا (شيارا ماستروياني ـــــ ابنة دونوف). يقدّم إلينا المخرج الفرنسي دراما رومانسية عن علاقات الحبّ والزمن الذي يلتهم الدهشة وأعمق مشاعرنا.

Fish'n Chips : الياس ديميتريو ــ 30/11 و3/12

بعد سنوات من العمل في لندن، يقرّر المهاجر القبرصي أندي العودة إلى موطنه. هناك، يفتتح دكانه الخاص لبيع البطاطا المقلية، لكنّ حلمه يستحيل كابوساً عندما ينتبه إلى أنه غفل عن تفصيل في غاية الأهمية: قبرص ليست لندن! يعالج الشريط فكرة الوطن الرومانسية في مخيّلات المهاجرين، وأزمة الهوية وغيرهما.

صُنع في داغنهام : نيجيل كول ــ 2و3/12

فيلم المخرج البريطاني الذي طرح في الصالات الفرنسية بعنوان «نريد المساواة الجندرية» (2010)، يضيء على الإضراب الذي نفّذته العاملات في مصنع «فورد» عام 1968، والذي كان وراء إقرار قانون المساواة في بريطانيا عام 1970، واضعاً حداً للتمييز الجندري في أماكن العمل.

مرحباً كيف حالك؟ : الكسندرو مافتي ــ 3 و4/12

يتعقّب الفيلم الروماني حياة زوجين عتيقين يعيشان بسعادة منذ 20 عاماً، لكنّ شهيتهما الجنسية تنطفئ تجاه بعضهما بعضاً. وعندما يخرجان من هذا الروتين عبر الشبكة العنكبوتية، حيث يتعرّف كل واحد منهما إلى شريك، نتابع أحاسيس الذنب والخيانة، وغيرها من تعقيدات وإشكاليات الحبّ والزواج.

الأخبار اللبنانية في

21/11/2011

 

Ciné-Concert | دراكولا في بيروت

بيار أبي صعب 

يعرض «مهرجان السينما الأوروبية» فيلم فريدريش ويلهالم مورنو «نوسفيراتو ـــ سيمفونيّة رعب» (1921)، في نسخة كاملة ومرمّمة من 94 دقيقة، بمرافقة حيّة لـMORE DUST UNDER THE CARPET (مازن كرباج، ستيفان ريفز، بايد كونكا، شريف صحناوي، فادي طبال). تحفة صامتة بالأبيض والأسود أسّست لما عرف لاحقاً بسينما «مصاصي الدماء»، نشاهدها بفضل «غوته» و«متروبوليس». يستوحي الفيلم رواية «دراكولا» (1897) للبريطاني برام ستوكر (1847 ـــ 1912) التي نقلت إلى الشاشة ما لا يقلّ عن 30 مرّة.

سيناريو فيلم مورنو تضمّن عدداً من الإضافات والتحويرات، تهرّباً من شراء حقوق الرواية، لكن ذلك لم يضعه في منأى عن أحكام قضائية حجبته طويلاً عن الجمهور. توماس هاتر الساذج يقع في فخّ الكونت أورلوك الذي ليس سوى نوسفيراتو. يسجن مصّاص الدماء ضحيّته في القصر القاتم، ويمضي لسرقة زوجته إيلين، قارئة الغيب التي ستضحّي بنفسها لتنقذ المدينة من الطاعون. من خلال هذه الحبكة البسيطة، يمعن مورنو في خلق المناخات الغرائبيّة، معتمداً لعبة الظلال والإضاءة والتضخيم، وجماليّة التنافر، واستعمال الصورة السالبة NEGATIVE لتحديد المسافة، وفصل اللاوعي والمخيّلة عن الواقع. يتفاعل العمل مع التيارات الجماليّة والفكريّة لعصره من الغوطيّة المستقاة من الأدب البريطاني، إلى الرومنسيّة الألمانيّة الطالعة من لوحات كاسبار دايفيد فريدريش، مروراً بالنظريّات الفرويديّة. حين عرض الفيلم في باريس عام 1928، وجد فيه السرياليون قرابة أكيدة مع فنّهم. هذا الشغل على بناء عالم غير واقعي على حدود التجريد، ينضح بالغرابة والخوف والقلق، ويرشح بالألغاز والغموض، من خلال الصورة والأداء والتصوير والبنية الدراميّة، جعل من مورنو، صاحب «الرجل الأخير» (1924) و«فاوست» (1926)، أحد معلّمي التعبيريّة الألمانيّة.

«نوسفيراتو ـــ سيمفونيّة رعب»: 20:00 مساء 27 ت2 (نوفمبر)

الأخبار اللبنانية في

21/11/2011

 

«صبيّ» الأخوين داردين... يعيد الاعتبار إلى الواقع

سناء الخوري 

سيريل طفل عنيد. يحاول الهرب مراراً وتكراراً من دار رعاية للأطفال. رغم محاولات ردعه، يبدو غضبه غير قابل للجم: يقفز فوق السياج، يسرق المفاتيح، لا شيء يمكن إيقافه. هدفه الوحيد: العودة إلى شقّة والده (جيريمي رونييه) لاسترجاع درّاجته الهوائية. تلك الدراجة هي الخيط الذي يحكم علاقته بالشخصيات الأخرى في فيلم «صبيّ الدرّاجة» للأخوين جان بيار ولوك داردين. إنّها رابطه الأخير مع أب تخلّى عنه، ومفتاح علاقته بسامنتا (سيسيل دو فرانس) التي تقرّر تبنيه، والطعم لدخوله في عالم الجريمة.

عُرِض الشريط البلجيكي في «مهرجان كان» الأخير، وسيحلّ ضيفاً على بيروت ضمن برنامج «مهرجان السينما الأوروبية». فرصة نادرة ليتابع الجمهور فيلماً أجمع النقّاد على اعتباره أحد أفضل ما أنجزه الشقيقان ـــــ اللذان خطفا «السعفة الذهبيّة» ذات مرّة من طريق «كلّ شيء عن أمي» لبيدرو ألمودوفار عام 1999. يومها منحا بطولة فيلمهما «روزيتا» لشابة تطرد من عملها، فتخوض بحثاً مستميتاً لإيجاد آخر. عناد نجده عند سيريل، ابن الثانية عشرة، المهووس باسترجاع درّاجته المسروقة. في شريطهما هذا، لا يتخليّان عن تيمتهما، أي علاقات الآباء/ الأبناء. نتذكّر هنا عملهما الآخر الحائز «السعفة الذهبيّة» «الطفل» (2005)، وفيه يبيع برونو (جيريمي رونييه أيضاً) طفله الرضيع، هرباً من الفقر.

في «صبي الدراجة»، يتقمّص الفتى الأصهب توما دوري شخصيّة مراهق غاضب. أراد الأخوان داردين صناعة قصّة واقعيّة، مع استعارة عنصر قصص الخيال كلّها: طفل يعيش في أزمة، فتأتي الساحرة لتنقذه، من دون أي مبررات مقنعة، إلا طيبتها. هكذا تماماً تدخل سامنتا الحلاقة إلى حياة سيريل، فتستعيد له درّاجته المفقودة، وتأخذه إلى منزلها لتربّيه، رغم نزعاته العنفيّة. يستعيران من قصص الخيال أيضاً رمزيّة الغابة، وهي هنا مكان للشرّ، حيث سيجري تجنيد سيريل في عصابة.

لا يغوص الشريط في دوافع الشخصيات النفسيّة: ما الذي يدفع سامنتا إلى التعلّق بطفل غريب؟ وما الذي جعل والده يتخلّى عنه؟ لا مكان لماضي الشخصيات في عمل داردين، الحاضر وحده يحتلّ الشاشة. يتخفف السينمائيان من التحليلات، فيخرجان بصورة تُغرِق في واقعيّتها من دون ادّعاءات جماليّة. وحدها المشاعر المضمرة تعطي الفيلم زخمه، مع الحفاظ على قدر من الصرامة يمنعه من الانحدار إلى بكائية قد تفترضها دراما اجتماعية مماثلة. ينجح المعلّمان البلجيكيان في التقاط الأحاسيس من الفراغ، كما في أحد مشاهد الشريط الأكثر تأثيراً: سيريل يفتح بإصرار عقيم كلّ أبواب شقّة والده الفارغة، بحثاً عنه، من دون جدوى.

«صبيّ الدراجة»: 20:00 مساء 26 ت2 (نوفمبر)، و17:30 مساء 29 ت2 (نوفمبر)

الأخبار اللبنانية في

21/11/2011

 

هاني طمبا: تحيّة إلى الزمن الجميل

سناء الخوري 

يجلس الحلاق على طاولة المطبخ المتواضعة مع زوجته، وورقة الخمسين دولاراً أمامهما: يتأمل العملة، يدلّعها، ويتغزّل بعينيها الخضراوين... من يستطيع استدراج سيل الضحكات أمام مشهد مماثل غير فهمان؟ فارقنا محمود مبسوط (1941 ــ 2011) وهو يؤدي آخر أدواره على الخشبة في تموز (يوليو) الماضي. وها هو «مهرجان السينما الأوروبيّة» يخصص له أمسية تكريمية عبر عرض شريط «بيروت بعد الحلاقة» (27 د. ـــ 2005) للمخرج اللبناني هاني طمبا.

عرضه الآن تحيّة مزدوجة إلى الممثل الكوميدي الذي حجز مكانةً متقدّمة له في ثقافتنا الشعبيّة، وللمخرج الواعد الذي أنجز قبل عامين أوّل أعماله الروائية الطويلة «ميلودراما حبيبي». في «بيروت بعد الحلاقة»، يخطّ طمبا سرديّة لأثر الحرب على المدينة وساكنيها بطريقة مبطّنة. بخفّته وعفويته المعتادتين، يؤدّي مبسوط دور حلاق أطاحت الحرب متجره، فصار يعمل بين المقاهي والبيوت. يستدلّ يوماً على «السيّد ريمون» (رفيق علي أحمد) المعتكف في بيته القديم منذ رحيل زوجته (جوليا قصّار) مع نهاية الحرب. طيف الزوجة لم يفارق المنزل. يحتفظ الزوج المكلوم بأشياء حبيبته الراحلة: سلحفاة اسمها إيزابيل، كاسيت، وبورتريه غير مكتمل رسمه لها. يصير الحلاق صلة وصله الوحيدة مع العالم الخارجي... فهل سيخرج السيّد المتعلّق ببيروت الماضي، إلى بيروت الحاضر؟ وهل سيستطيع تمييز مدينته، وسط عوالمها المتغيّرة، بعدما مسحت شوارعها وأبنيتها القديمة؟

تحضر ذاكرة الحرب بقوّة في خلفيّة العمل: ريمون الذي يرفض التخلّي عن أطياف الماضي، لم يدرك أنّ عالمه القديم لم يعد له أيّ وجود في الراهن. مع الأداء الاحترافي لمحمود مبسوط، ورفيق علي أحمد، وجوليا قصار، وفادي رعيدي، ينسج هاني طمبا بذكاء حبكة تحكي الحرب وما بعدها من خلال ومضات. في أحد المشاهد، يمرّ عامل تنظيف، وهو يكنس الغبار عن حجارة أزقة وسط المدينة، الخالية من الزوّار.

تكريم محمود مبسوط: 19:30 مساء 4 ك1 (ديسمبر) المقبل

مدن وحلّاقون

بدأ هاني طمبا (1961) مسيرته بوثائقي «بيروت... حلاّقو المدينة» (1997)، تبعه روائيان قصيران «مبروك مجدّداً» (1999)، و«بيروت... بعد الحلاقة» (2005 ـــ «سيزار» أفضل روائي قصير)، وصولاً إلى باكورته الطويلة «ميلودراما حبيبي» (2008)

الأخبار اللبنانية في

21/11/2011

 

خيرية أحمد... أمّ الشاشة المصرية

محمد عبد الرحمن  

بعد مشاركتها في عشرات الأعمال الدرامية والسينمائية والمسرحية، تنضمّ الفنانة الشهيرة إلى 25 نجماً مصرياً رحلوا في عام 2011. وقد شيّعت أول من أمس بينما كانت القاهرة تشهد أحداثاً سياسية دموية

رغم أنها رحلت في يوم سياسيٍّ عصيب ودموي، شعر المصريون بحزن كبير على خيرية أحمد التي فارقت الحياة أول من أمس عن عمر يناهز 74 عاماً بعد صراع مع المرض. الفنانة المصرية الكبيرة من الممثلات اللواتي دخلن قلوب الجمهور من بوابة... الأمومة، رغم أنها أساساً ممثلة كوميدية. كان ظهورها الأول في فيلم «حماتي ملاك» (1959) الذي لعبت فيه دور الخادمة التي تحبّ إسماعيل ياسين، وكان عمرها وقتها لا يزيد على 20 عاماً. لكن تجربتها السينمائية لم تطل، عكس شقيقتها الكبرى سميرة أحمد، بل اتجهت إلى المسرح ثم التلفزيون. وقدمت عشرات الأدوار الكوميدية. ولعلّ ما ساعدها على النجاح في هذه الشخصيات ملامحها البسيطة و«البلدية»، فانضمت إلى قائمة «أمهات الفن المصري» إلى جانب أمينة رزق، وفردوس محمد، وعزيزة حلمي، وكريمة مختار. ولعل المفارقة البارزة في مسيرتها أنها لم تظهر مع شقيقتها سميرة في أي عمل باستثناء مسلسل وحيد هو «ماما في القسم» الذي عرضته الفضائيات في رمضان 2010. ونعى نقيب الممثلين المصريين أشرف عبد الغفور الفنانة الكبيرة التي شيّعت أول من أمس، مؤكداً أن الوسط الفني يمر بعام حزين «شهد رحيل 25 فناناً وفنانة»، مضيفاً أنّ خيرية أحمد كانت بمثابة «نموذج للقيم الفنية والأداء البسيط والمدهش في آن واحد».

إذاً ركّزت أحمد على تقديم شخصيات قريبة من الجمهور من دون أن تبحث عن الأدوار الكبيرة، لكنها في الوقت نفسه ابتعدت عن سينما الجيل الحالي بعدما شعرت بأنّها تطل فقط من أجل دعم التترات بأسماء كبار الممثلين. بعدما ظهرت في فيلمَي «بحبك وأنا كمان» مع مصطفى قمر، و«صايع بحر» مع أحمد حلمي فضلت الابتعاد عن الشاشة الكبيرة في انتظار أدوار أفضل، خصوصاً أنها مطلوبة بقوة في التلفزيون. وقد اعتادت المشاركة في مسلسلات عدة دفعة واحدة كل رمضان.

لكن سرعان ما عادت إلى السينما مرة أخرى في دور والدة الرئيس سعيد ظاظا في فيلم «ظاظا» مع هاني رمزي. كذلك أطلت مع أشرف عبد الباقي في فيلم «على جنب يا أسطى» مجسدة شخصية الأم التي تعاني من هجران ولدها الأصغر وتمارس ضغوطاً على الأكبر من أجل استرداده. أما على جبهة المسلسلات، فيصعب إحصاء الأعمال التي ساهمت فيها، وأدت إلى ارتفاع شعبيتها في الشارع المصري. لكن طبعاً يأتي في مقدمة المسلسلات التي اشتهرت بها «ساكن قصادي» الذي قامت ببطولته مع الراحلين محمد رضا، وسناء جميل وعمر الحريري الذي توفِّي قبل أسابيع. كما قدمت دوراً بارزاً في مسلسل «عفاريت السيالة» لأسامة أنور عكاشة والمخرج إسماعيل عبد الحافظ. وأطلت في شخصية والدة الجاسوس المصري في مسلسل «العميل 1001» إخراج شيرين عادل، بالإضافة إلى مسلسلات «الحقيقة والسراب» مع فيفي عبده والمخرج مجدي أبو عميرة، و«حدائق الشيطان» مع إسماعيل عبد الحافظ. أما على خشبة المسرح، فقدّمت مسرحيات «المغناطيس»، و«العبيط»، و«نمرة 2 يكسب»... كما كانت إحدى بطلات المسلسل الإذاعي الشهير «ساعة لقلبك» مع فؤاد المهندس، وعبد المنعم مدبولي.

وكان خيرية أحمد قد صوّرت مسلسل «فرح العمدة» قبل عامين، لكنه لم يعرض بعد، مع غادة عادل والمخرج أحمد صقر. وقبل مرضها، كانت الراحلة تصوّر مشاهدها في مسلسل «إبن موت» بطولة خالد النبوي وتأليف مجدي صابر وإخراج سمير سيف، والمقرر عرضه في رمضان المقبل. كذلك كانت تشارك في «لسه متجوزين» من بطولة درة، ومصطفى شعبان، وأحمد رزق، وتأليف عمر طاهر، وإخراج معتز التوني.

الأخبار اللبنانية في

21/11/2011

 

شيريهان تعود إلى الميدان؟

محمد عبد الرحمن  

متى تعود شيريهان إلى الوسط الفني؟ السؤال يتكرّر في كل مرة تنتشر فيها أخبار عن تفاوض إحدى شركات الإنتاج مع النجمة الشهيرة، لإقناعها بالعودة إلى الشاشة، أو خشبة المسرح. وكانت الفنانة الشهيرة قد امتنعت (تقريباً) عن الظهور في أي عمل فني أو مقابلة منذ اكتشاف إصابتها بمرض السرطان. ولم تعد إلى الأضواء إلا بعد نزولها إلى ميدان التحرير خلال «ثورة 25 يناير». يومها قالت جملتها الشهيرة، إنها كانت ستتبرّع بدمها لمصابي الثورة لو لم تكن مريضة، فتحوّلت من وقتها إلى إحدى أكثر النجمات شعبيةً بين الثوّار، حتى إنّ المصريين طالبوا فناني القائمة السوداء بالسير على خطى هذه النجمة، وبالنزول إلى الميدان للتعويض عن مواقفهم الداعمة للنظام.

وما إن شوهدت شيريهان في الميدان حتى انتشرت حكايات عدة عن الظلم الذي تعرّضت له طيلة فترة حكم حسني مبارك. وتردّد أيضاً أن الحادث الذي تعرّضت له بداية التسعينيات، وكاد يودي بحياتها، كان من تدبير علاء مبارك، لأنها رفضت الدخول في علاقة عاطفية معه، لكن اللافت هو أن شيريهان لم تتكلّم عن أيّ من تلك الأخبار، بل التزمت الصمت، من دون أن تنفي أو تؤكّد كل ما قيل عنها، وعن علاقتها المتوترة بعائلة الرئيس المخلوع. غير أن نجمة الفوازير تعرّضت لاعتداء أثناء مشاركتها في إحدى التظاهرات شنّه البلطجية، فما كان منها إلا أن عادت إلى الظل مرة أخرى.

لكن في الأسابيع الأخيرة، انتشرت أخبار تقول إن «كينغ توت للإنتاج» حصلت على موافقة مبدئية من شيريهان على أداء دور البطولة في مسلسل من إنتاج الشركة. وفي اتصال مع مدير الشركة حسام شعبان أفاد أنه لم يَجرِ الاستقرار على النص المناسب، مؤكداً أن التفاصيل غير واضحة بعد، وأن المهم هو اختيار النص والظروف الفنية التي تناسب عودة فنانة بحجم شيريهان «إلى جمهورها العربي من المحيط إلى الخليج». من جهة أخرى، أكد لنا مصدر مقرب من النجمة أن نية هذه الأخيرة في العودة إلى الأضواء موجودة فعلاً، «لكن الاتفاق على التفاصيل مع أي شركة يحتاج إلى وقت»، أو بمعنى أدق يحتاج إلى فكرة لامعة تجبر شيريهان على العودة إلى البلاتوهات سريعاً. وأضاف المصدر إن الممثلة الغائبة منذ عام 2001 لا يمكن أن تعود إلا بعد ضمان أن ما ستقدمه سيضيف الكثير إلى مسيرتها الفنية، ولن يحسم من رصيدها الذي لا يزال محفوراً في ذاكرة الجمهور، لكنه في الوقت نفسه أشار إلى أن شيريهان لا ترغب في العودة من خلال عمل سياسي، رغم مساندتها لثورة المصريين في كانون الثاني (يناير) الماضي. وكانت السنوات الثلاث الأخيرة قد شهدت ترشيح شيريهان لبطولة عدد من الأعمال الفنية، أبرزها مسلسل «رابعة العدوية»، الذي يروي قصة الناسكة الصوفية الشهيرة، التي سبق أن قدمتها نبيلة عبيد في فيلم سينمائي قبل عقود، وكذلك مسرحية «الخنساء» عن الشاعرة العربية الشهيرة.

الأخبار اللبنانية في

21/11/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)