حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

"أمن دولت"..العنوان ظلم الفيلم والأطفال أنصفوه

المطرب.. الممثل.. الكوميدي آخر من يصلح للشخصية!

تقدمها: خيرية البشلاوي

عنوان الفيلم  "أمن دولت" قلل كثيرا من حجم التوقعات بالنسبة للناقد والمقدمات الدعائية علي شاشة التليفزيون كرست الاحساس بأنه مجرد عمل ترفيهي يقتصر في تحقيق مهمة الاضحاك علي استخدام  أشكال التهريج عديم التوقير. وعلي الإفيهات واللوازم المحرومة من الذوق والفاقدة للقيمة فنيا وموضوعيا.. فضلا عن أن قراءة بعض مما كتب عنه يجعلنا نتصور أنه إحد الأعمال الموجهة عمدا لتجميل صورة رجل الشرطة المنتمي لجهاز أمن الدولة سيء السمعة الذي تم حله بعد ثورة 25 يناير.

المفارقة الطريفة أن الفيلم يتضمن كل  هذه الحيل التقليدية العتيقة لنوعية من الفيلم الكوميدي. مثل استخدام "التورتة" في تشويه الوجه. والضرب من غير سبب علي صفحة الوجه أو القفا والمزاح اللفظي المثير للضحك والأطفال ذوي السمات والمهارات السلوكية الغريبة الخ الخ.

قدم المخرج أكرم  فريد كل هذه الحيل ولكن بطريقة تجعلها "فرز أول" أعني بضاعة غير معيوبة بقول آخر فكاهة من دون إسفاف مستفز. وبرسالة مغلفة تساق ضمنيا وتدين ممارسات بعض افراد هذا الجهاز علي نحو خفيف وتصور جانباً دالاً من طبيعة القائمين علي أمره ومن دون أن تسبب أي نوع من الإزعاج.

ويقدم الفيلم في البداية مشاهد تدل علي القسوة وأساليب التعذيب وعالجها بصخب وتهريج لا يمحو دلالتها الواقعية.

عنصر التشخيص

استحضر المؤلف نموذجين لرجل الأمن: الأول "سامي مغاوري" المسئول الكبير الصارم في هذا الجهاز والحقيقة انه رجل فارغ العقل عاجز ومخدوع في طبيعته ضابط الشرطة الشاب "حمادة هلال" الطيب الذي دخل كلية الشرطة فقط لإرضاء والده الفلاح عضو مجلس الشعب الذي سعي إلي مزيد من الوجاهة والنفوذ بدخول ابنه جهاز أمن الدولة.

ويعود مؤلف الفيلم إلي الانماط الاستهلاكية النمطية لاستحضار صورة الفلاح من البوم السينما القديم وصورة الفلاحة الدميمة ابنة الفلاح الثري الذي اراد الأب أن يزوجها لابنه لتحقيق قدرمن الثراء.

ولكن بقدر الاستخفاف والنمطية في رسم الشخصيات"الكبيرة" سناً حالفه التوفيق في اختيار مجموعة الأطفال الصغار الذي كانوا "فاكهة" الفيلم ومصدر جاذبيته في  الحقيقة.

المصادفات.. لعبت الدور الأكبر في الايهام بأن الشخصية الرئيسية بخلفيتها الريفية وتكوينه النفسي الرقيق. شخصية شجاعة ويعتمد عليها كنموذج لرجل الأمن والصالح لانجاز المهام الصعبة.

والمفارقة بين البطولة الوهمية  والصورة الحقيقية "للبطل" شكلت إحدي حيل الفيلم لإثارة الضحك ولكن في إطار سيناريو ضعيف وعمل فكاهي تقليدي لم تكن كلها مثيرة لا للاعجاب ولا للضحك.

يبدأ الفعل الكوميدي المثير للمرح والتفاعل  الفعلي مع الشاشة عندما يدخل ضابط أمن الدولة إلي بيت "دولت" المسافرة في مهمة لحراسة أبنائها الذين يواجهون خطرا محدقا بسبب قرار إتخذته الأم في الأمم المتحدة.

الاطفال المدللون باختلاف أعمارهم يشتبكون مع الضابط الطفيلي كل علي طريقته. الطفل المهووس بشخصية السوبر مان. والصبية الظريفة ناقلة الأخبار التي تجيد  التلصص والفتاة المودرن المراهقة والصبي وصديقه وجهاز الكمبيوتر الذي يحقق لهم التواصل مع شباب مثلهم يستعدون ليوم 25 يناير اي يوم الشرطة حيث يتجه الجميع إلي ميدان  التحرير.

كل شخصية من أبناء "دولت" عزة بهاء الأربعة تمثل حالة والتعامل مع كل حالة علي حدة بشكل مغامرة واللقاء مع مدرسة الأطفال الجميلة "شيرين عادل" يرسم الطريقة لقصة رومانسية مع الضابط المكلف بحراسة الأطفال.. تضيف إلي عناصر التسلية الحبكة سريعة وفضفاضة. والخيال حركي سارح علي حسب الريح مع أحداث مصطنعة تناسب توجه الفيلم الساعي أساسا إلي الترفيه اللحظي دون حسابات لأي اعتبارات غير إثارة الضحك وخلق مواقف لغناء المطرب ومشاهد رومانسية شيقه وأيضا مشاهد من "التحرير" أيام الثورة حيث يشارك فيها الابن الأكبر "لدولت" التي تأتي من رحلتها قبل نهاية الفيلم وتستعيد أولادها ومعهم "الدرس" الخصوصي  الذي تركه ضابط الأمن"

إختيار الأطفال كما أشرت كان موفقا جدا وإدارتهم تمثيليا من قبل المخرج حققت جرعة الترفيه الرئيسية والخيط الذي شده المؤلف وربطه بالثورة لم يكن نشاذا وإنما إشارة إلي جيل تشكل وعيه من خلال العلاقة مع وسائل الاتصال الحديثة.

النشاذ في هذه الخلطة الفنية شخصية حمادة هلال كما رسمها الفيلم. المطرب الممثل الضابط في جهاز أمن الدولة الذي يشترط فيمن يتم اختيارهم الحنكة والتكتم والرصانة والدماغ المغسولة بمسحوق يغسل اكثر بياضا والمعبأة بأصول ومهام وطبيعة ودور وعلوم ومعني الأمن عموما وأمن الدولة بصفة خاصة. فالشخصية ان لن تكن تحسيناً للصورة فهي بالتأكيد تزييفاً لها.

اللعب بالاطفال وتوظيفهم في عمل كوميدي وتوليد الفكاهة من طبائعهم التي يرسمها لهم سيناريو بحيث ويوفر السمات المستفزة لكل شخصية ويعطيها الطابع السلوكي الفريد والطريف أحد أهم العوامل التي وفرت للفيلم حظه من النجاح.

وحمادة هلال فيما يبدو لديه جمهور يتفاعل مع أفلامه وصوت غنائي مقبول يستغله في هذه الأفلام ويجعل الأقبال علي أمن دولت أفضل من الإقبال علي فيلم اكثر جدية واكثر قيمة فنية مثل فيلم "كف  القمر" المعروض في نفس  المجمع السينمائي في نفس التوقيت وفي موسم العيد.

المساء المصرية في

20/11/2011

 

"حزلئوم".. يغزو الفضاء تجربة جديدة وطموح يستحق التشجيع

خيرية البشلاوي  

إيرادات الأفلام في العادة تعتبر مؤشراً لحجم النجاح التجاري ولكن هبوطها ليس دليلاً علي الفشل الفني.. أحياناً تفشل أفلام جيدة فنياً حيث تكتسح الإيرادات أفلام رديئة ومتدنية المستوي.. وفي كل الأحوال تمثل انعكاساً للحالة المزاجية للجمهور في مرحلة معينة.

ولو طبقنا مؤشر الإيرادات المتباينة علي أفلام العيد الكبير والتي مازالت معروضة. نجد أنها حققت توازناً بين النجاح والعائد المادي ونقلت بصورة إيجابية المزاج العام للجمهور الذي ظهر كعادته تواقا للضحك مقبلاً علي الأعمال التي ترمه. مدبراً عن النكد الذي يتعاطاه رغماً عنه في حياته اليومية.

هناك عناصر في هذه المعادلة تؤثر علي الإيرادات سلباً مثل أن يكون العمل مختلفاً. وغير مألوف ولا متوقع من صايغه الذي تعود أن يقدم خلطة فنية مرضية وعلي مزاج الزبون.. علي سبيل المثال فيلم "سينما علي بابا" للممثل الكوميدي المتميز أحمد مكي والذي يقدم من خلاله محاكاة لطقس من طقوس الفرحة الشعبية الممتدة أو  المكثفة في بروجرام واحد وقد تفتق ذهن "مكي" علي بعث الفكرة من خلال فيلم واحد وليس فيلمين. فيلم يضم عملين من تأليفه وبطولته و إخراج أحمد الجندي. مخرج أفلامه السابقة.

و"سينما علي بابا" اسم حقيقي لدار عرض موجودة في أحد الأحياء الشعبية "بولاق علي ما أذكر" ومازالت قائمة بنفس الاسم وتقدم أكثر من فيلم في بروجرام واحد.. يضم فيلم سينما علي بابا عملين قصيرين يعرضان تباعاً وينتميان إلي نوعية الفيلم الفانتازي. الأول تحت عنوان "حزلئوم" وهو اسم الشخصية المبتكرة التي قدمها في أفلام سابقة يلعبها أمام زميله المفضل. الممثل الظريف هشام إسماعيل والفيلم الثاني بعنوان "الديك في العشة".

كما نري تختلف التجربة عن العملين السابقين لأحمد مكي: "طير انت" و"لا تراجع ولا استسلام" الأول حقق نجاحاً مدهشاً علي المستويين التجاري والفني ووضع اسم الممثلة الشابة دنيا سمير غانم علي القمة كممثلة موهوبة مصرية الروح والشخصية والفيلم الثاني نجح وإن لم يصل لحجم النجاح الذي حققه الأول.

و"سينما علي بابا" يتكون من تجربتين سينمائيتين مختلفتين تماماً الأولي "حزلئوم" تفتح الباب الذي ظل موصداً طوال تاريخ السينما المصرية الذي تجاوز مائة عام أمام فيلم الفانتازيا وغزو الفضاء. بقول آخر يشق الطريق أمام المنتجين لتقديم عوالم مختلفة. وابتكار أدوات تشكل بيئة لم يعتدها صناع السينما هنا. علماً بأن هذه النوعية من الخيال بدأت مع بداية اختراع الصور المتحركة. عندما قدم المخرج الفرنسي جورج ميليس فيلم "رحلة إلي القمر" عام 1902. ومن ذلك الحين لم يتوقف خيال السينما عن ابتكار عوالم وبيئات وغزوات خيالية للكواكب بعيدة عن كوكب الأرض. وساعد التطور التكولوجي المبدعين علي تجسيد شطحاتهم وجموحهم الخيالي حتي وصلت تكنولوجيا المؤثرات البعدية والمؤثرات الخاصة إلي المستوي الذي يمكن صناع الفيلم من جعل ما هو غير معقول أو محتمل الحدوث. معقولاً وممكناً.

رغم غرام المتفرج في العالم كله بهذه النوعية التي برعت فيها السينما الهوليودية وانتجت روائع مدهشة مثل سلسلة "حروب الكواكب" وغزو "الغرباء" لسكان الأرض "Aliens) وحتي "آفاتار" رغم هذا التقدم المذهل لهذه النوعية لا يوجد في السينما المصرية تجربة واحدة يمكن الإشارة إليها.

ذهب أحمد مكي في هذه التجربة "حزلئوم" إلي منطقة من الخيال لم يذهب إليها ممثل علي الشاشة المصرية. وغامر بجسارة لفتح آفاق الفضاء التي لم نعتد المغامرة فيها.

لا أقول إن ما قدمه مبهراً بالمعايير التي وصلت إليها هذه النوعية في السينما العالمية. ولكنه فتح الباب أمام الصناعة الوطنية للتجريب. وتحمل كما اعتقد نفقات المغامرة وتبعاتها الفنية التي استدعت تصنيع ديكور واستخدام إمكانيات الديجيتال في إنتاج صور ومؤثرات توحي بأجواء "الكواكب".

لم يكن الضحك فياضاً في تجربة "حزلئو" ولا صخاباً مثلما اعتاد الجمهور من "مكي" ولم يكن الإبداع البصري لافتاً بعد تمروس علي الفرجة عبر أفلام السينما الأمريكية الشيء الذي قلل من جماهيرية الفيلم.

إن الجمهور المصري يعشق الكوميديا الحريفة. وتوابلها التي ترضي ذوقه. ولا يقبل بأقل من القهقهة والصوت العالي والتفاعل الفوري مع معطيات العمل الأمر الذي تحقق مع أحمد مكي في "إكس لارج" وجعله يتفوق جداً علي مستوي الإيرادات ولكن الحساب النهائي لتجربة "سينما علي بابا" في رأي لا يقاس بالإيرادات المادية المجردة وحدها وإنما يضاف قيمة التجربة الجديدة وأثرها في المدري القريب أو البعيد عكس صناعة الفيلم وأحمد مكي سوف يدخل تاريخ السينما المصرية كفنان حاول أن يختلف عن الدراج والمألوف والتقليدي في مجال الكوميديا والفانتازيا.

وعن الفيلم الثاني "الديك في العشة" حيث العنوان عادي ويعتبر تحصيل حاصل ولا يضيف شيئاً. وظني أن هذا مقصود ولكن الديك "برابر" ليس عادياً وغرام الفرخة "إيمي" به محاكاة رومانسية لعلاقات البشر. ومغامرات الديك في العشة تنطوي علي رسالة وقيمة أخلاقية وإنسانية حيث يتصادم الشر المطلق للحيوانات المغيرة علي العشة مع الطيبة وقلة الحيلة وغياب الإرادة لدي جماعة الفراخ والطيور في العشة.

الفيلم يصلح للصغار ولم ينجح في تحقيق التأثير المطلوب عند الكبار إلا إذا انتقل تأثير الأبناء إلي الآباء بالتبعية.. فالتجربة في محصلتها الأخيرة متواضعة وبالذات فيما يتعلق بعنصر تصميم "الملابس" الخاصة بالطيور وبالفأر والحيوانات الأخري.

الإبداع البعدي والقدرة علي التصميم وتحقيق الخيال بالدقة التي تجعله حقيقة تجسده ويمكن تصديقها ليس علي المستوي الذي يضاهي طموح الفنان أحمد مكي أو المخرج صانع التجربة.

أيضاً يفتقد عنصر الأداء الصوتي للطيور وللحيوانات إلي الإقناع "فالإيهام" في هذه الحالة مطلوب وتميز الصوت عن أصوات الممثلين كبشر عاديين مطلوب ويساعد علي خلق هذا الإيهام بشرط توفر باقي العناصر التي تعمق المصداقية.

"الديك في العشة" أقرب إلي تمثلية للأطفال في سن "5 إلي 10 سنوات" ولذا لم يحقق النجاح ولا الإيرادات المتوقعة.

مرة أخري يحسب للممثل "مكي" ولصناع الفيلم الطموح الفني ومحاولات الابتكار والوعي بضرورة التواصل مع ما يجري في سينما العالم من تقدم فكري وتكنولوجي. فلم يعد خافياً إتساع الفجوة بين فنوننا السينمائية وفنون الدول المتقدمة أو حتي الدول التي يفترض أنها قريبة منا مثل إيران وتركيا.

المساء المصرية في

20/11/2011

 

«كف القمر» فيلم يستعيد شعار «الكل فى واحد»

محمود عبدالشكور 

يُقدّم الثنائى «خالد يوسف» و«ناصر عبد الرحمن» فى فيلمهما الجديد «كف القمر» أحد أهم أفلام الموسم السينمائى لعام 2011، ورغم أن الفيلم لا يخلو من بعض المشكلات الفنية إلاّ أننا أمام سيناريو متماسك عموماً، يعرف كيف يمتلك فكرته الجميلة التى تنتصر فى النهاية لشعار «الكل فى واحد»، ويطالبْ فى الوقت نفسه بأن نبدأ البناء من جديد على أساس المساواة دون تسلّط أو ديكتاتورية، ولو حتى بمنطق الأخ الأكبر الذى يقوم بدور بديل الأب.

الفكرة بسيطة وعميقة فى الوقت نفسه، فالأم قمر «وفاء عامر» تطلب ساعة مرضها الأخير أن ترى أولادها الخمسة الذين ذهبوا إلى القاهرة بحثاً عن الرزق والعمل، نسوا المنزل الذى تقيم فيه، فاقتحمه اللصوص بعد أن هَدَمُوا جدرانه، بسبب مضاعفات مرض السكر تنتظر كفّ الأم البترْ، تاه الأولاد الخمسة فى العاصمة: الأخ الأكبر «زكرى» (خالد صالح) شغله البحث عن المال لكى يتزوج من جميلة (غادة عبد الرازق)، عمل قاتلاً أجيراً، وامتهن صناعة السلاح، وأصبح مقاولاً، ولكنه تحوّل إلى ديكتاتور يريد أن يتحكم فى حياة إخوته، تصادم مع أخيه الصارم المستقيم «ضاحى» (ياسر المصرى)، ومع أخيه تاجر المخدرات «جودة» (صبرى فوّاز)، ومع أخيه العامل فى أحد محلات العصير «بكر» (حسن الرّداد)، ومع أخيه الأصغر، البائع فى أحد محلات شرائط الكاسيت، ثم راقص التنّورة «ياسين» (هيثم أحمد زكى). كان الإخوة الذين يمثلّون أصابع كفّ قمر يزورون أمهم معاً، ثم أصبحوا يزورونها منفردين، ثم انقطعوا عن زيارتها، ورفضت هى أن يقوم واحد فقط ببناء البيت، أرادتهم معاً مثل كفّ اليد، عندما يعرف «زكرى» بأن الأم فى مرض الاحتضار يبدأ رحلة البحث عن أخوته الذين اختلفوا معه لأسباب مختلفة، يطوف مُدناً مختلفة وكأنه يجمع أشلاءً متفرقه مثل «إيزيس»، عندما يعود سيجد الأم وقد بُترت يدها، توّدعه وتموت، ولكن الأخوة يتشاركون فى بناء البيت بالخرسانة المسّلحة، يعودون من جديد للتعاون فى معنى له أبعاد السياسة الاجتماعية والأنسانية، وبطريقة قوية ومؤثرة.

وقع الكثير من الاضطراب فى السرد خاصة فى النصف الثانى من الفيلم لعدم ضبط مشاهد العودة إلى الماضى على مستوى البناء بأكمله، وأفلتت أيضاً بعض الثغرات والمواقف الغامضة كأنْ تبدو شخصية مثل «لبنى» (جومانة مراد) حائرة بين زكرى وبكر والمفلوس، وكأنْ يكون والد الأخوة باحثاً عن الآثار، ويفقد حياته بسببها ثم يثأرْ «زكرى» لمقتله فى تداعيات أثقلت البناء ولم تخدم الخط الأساسى، ولكن أداء الممثلين المتميز واجتهادهم، باستثناء «وفاء عامر» التى أدت دور الأم بطريقة غير مُقنعة، ثم براعة كتابة بعض المشاهد المؤثرة، وصورة «رمسيس مرزوق» وديكور عادل المغربى، كلها عناصر ساهمت فى تقديم فيلم يستحق المشاهدة والمنافسة.

أكتوبر المصرية في

20/11/2011

 

فنانون وفنانات.. فى سباق الانتخابات

شيماء مكاوي 

أعلن عدد من نجوم ونجمات الفن خوض سباق الانتخابات البرلمانية المقبلة، ومنهم تيسير فهمى، وهند عاكف وسميرة أحمد، فهل يمكن أن يحققوا المعادلة الصعبة بالنجاح فى الفن والسياسة،وهل سيتجاوب معهم الناس ويضعون فيهم ثقتهم، وخاصة بعد الدور الذى لعبه بعض الفنانين أثناء ثورة 25 يناير وحرص الكثيرين منهم على التواجد فى ميدان التحرير؟.هذا ما نحاول الإجابة عليه من خلال هذا التحقيق...

? فى البداية يقول الناقد السينمائى نادر عدلى : الفنان مثله مثل أى مواطن من حقه ان يشارك فى الانتخابات، ولكن معظم الفنانين مشغولون بالفن عن المشاركة فى أية فعاليات يمكن من خلالها أن يساعد فى تنمية المجتمع، والفن رسالة اهم بكثير من المشاركة فى الانتخابات، ومن خلال الفن يمكن تغيير مجتمع بأكمله.

وأضاف عدلى انه لا يصدق أى فنان مصرى يقول ان له دوراً اجتماعياً، ولكنه قد يكون ادى رسالته الفنية، ويشعر انه لن يعطى فنه اكثر من ذلك، فيتجه للاشتراك فى الحياة السياسية حتى يظل فى الصورة دائما، مثل الفنانة القديرة سميرة احمد، التى يرى ان دورها كفنانة انتهى منذ فترة طويلة ومشاركتها الآن قليلة، كما ان مسلسلاتها جميعها تقدم من خلالها رسالة لدرجة انها اعجبت بهذا الدور ورأت انه من الافضل تجسيد ذلك فى الحقيقة برسالة مشابهة، فأحيانا الفنان يتقمص دوره فى التمثيل لدرجة تدفعه لتقديم نفس الدور فى الحياة الطبيعية.

? ويقول الفنان أحمد رزق: لا ارى فى ذلك عيبا، فمن حق كل إنسان وكل مواطن مصرى ان يترشح للانتخابات مادام قادراً على ذلك، والفنان مثله مثل المواطن العادى من حقه ان يخوض التجربة الانتخابية بكل شجاعة وبدون اى قيود، وانا اتساءل دائما لماذا يصنّف الفنان على انه من كوكب آخر وليس من حقه ان يفعل اى شى فى حياته، فعندما يتزوج الناس يتساءلون لماذا تزوج؟ وعندما يطلق يقولون لماذا طلق زوجته؟

? وتشير الفنانة نهال عنبر إلى أنها مع خوض الفنان الحياة السياسية، فالفنان ليس بمعزل عن الحياة السياسية والفن والحياة اصبحا متلاحمين وخاصة بعد ثورة 25 يناير، ومن حق الفنانتين تيسير فهمى وهند عاكف وغيرهما ترشيح أنفسهم فى الانتخابات بكل حرية، وليس من حق اى شخص ان يحجر على هذا الحق الممنوح للجميع على اختلاف وظيفة كل شخص .

? من جانبه يرى الناقد محمود قاسم أنه لابد أن يفهم اى فنان قيمة ترشحه فى الانتخابات جيدا، وان يقيّم نفسه، فإذا رأى انه سيستطيع ان يقدم دور السياسى ودور الفنان، دون ان يخل بأحدهما او يقصر فى الفن على حساب السياسة، أوالسياسة على حساب الفن يقوم بترشيح نفسه دون ان يتردد ، وإن كان يؤكد أن الفنان لديه دور عظيم جدا ورسالة يقدمها مثله مثل السياسى، والفن يحتاج الى تفرغ، والسياسة كذلك تحتاج الى تركيز، الا اذا كان سيترك فنه، ويتجه الى السياسة، ففى هذه الحالة من الممكن ان ينجح، ولذلك يجب ان يفهم ذلك جيدا قبل ان يخوض اية تجربة، لأنه اذا فشل فسيفشل على المستويين الفنى والسياسى معا!

? وتقول الفنانة تيسير فهمى:لا أشارك فى الانتخابات كفنانة، ولكن كمواطنة مصرية، من حقى ان ارشح نفسى، ومن حقى ايضا إنشاء حزب، مثل اى مواطن آخر، وأنا ضد تصنيفى كفنانه فنحن تحت مظلة كلنا مصريون ولابد ان تكون اعيننا على مصر وان ننهض بها فكل من يستطيع ان يقدم شيئاً من قلبه لمصر فلا يتردد، وانا لا انصت لمن يحاول إحباطى أو التثبيط من عزيمتى، وسأقاوم وأواصل حتى استطيع ان نصل جميعا بمصر الى بر الامان.

وعن ما اذا كانت ستعتزل الفن تواصل قائلة : فنى هو حياتى ولن أعتزل أبدا، واستطيع ان اقدم دورى كفنانة ودورى كناشطة سياسية بمنتهى الكفاءة.

أكتوبر المصرية في

20/11/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)