حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

قناة الـ M.B.C مارست الحرية ثم اعتذرت!

كتب سمر فتحى

في عصر السموات المفتوحة.. يمكن أن يظهر الكثير من الإشكاليات.. شيء من هذا مرت به قناة (M.B.C Max) حين عرضت فيلم into the wide للمخرج الأمريكي شون بن.. الفيلم يحتوي علي العديد من اللمحات الإنسانية والشاعرية والدرامية.

M.B.C Max  كانت تعرض نسخة منقحة من الفيلم.. لكن القناة فاجأت جمهورها بعرض نسخة عادية من الفيلم.. وهو ما شكل صدمة لبعض المشاهدين. هذه الصدمة استوجبت اعتذار إدارة القناة وتأكيدها علي فتح تحقيق إداري حول الواقعة. هذا الخطأ الذي وقعت فيه M.B.C فتح بابًا كبيرًا للجدل حول واقعة إذاعة الفيلم.. وهل علي القنوات التليفزيونية أن تحذف أجزاء من الأفلام عند إذاعتها تليفزيونيا، أم أن هذا النوع من الرقابة لم يعد له مبرر في عصر السماوات المفتوحة.. روزاليوسف استطلعت آراء عدد من النقاد وخبراء علم الاجتماع.

وكانت قناة «mbc2» قد عرضت أيضا فيلم «the Specialist» الذي احتوي علي مشاهد جنسية محظورة تخللت فقرات الفيلم واستمرت أكثر من10 دقائق.

وقد أوضحت دراسة بأحد المراكز الإعلامية أن ارتفاع نسبة المشاهد الجنسية علي «mbc 4» وصلت إلي 21% بينما وصلت علي «mbc2» 13%.

ولم تكن قنوات «mbc» صاحبة الانفراد الأول بعرضها لمثل هذه المشاهد بل سبقتها قناة «o.tv» لعرضها للفيلم الأمريكي «الفطيرة الأمريكية» الذي حمل في أحد مشاهده مشهدا كاملا دون حذف ولم يكن هذا هو الفيلم الوحيد الذي حمل ذلك بل عرضت القناة أكثر منئ؟10 أفلام أجنبية دون رقابة.

--

الناقدة «حُسن شاة» رفضت حالة الاستقطاب التي تتناولها بعض القنوات الفضائية وأيضا القنوات الأرضية المصرية بحذف المشاهد الإباحية.

وأكدت أن هذه الأفلام تعرض في السينما ويشاهدها كم كبير من الجمهور قائلة: صحيح جمهور السينما يختلف عن جمهور التليفزيون ولكن ليس من الصعب عرضها علي شاشات التليفزيون سواء عبر القنوات الأرضية أو الفضائية علي أن يترك للمشاهد أحقية الرفض أوالقبول وفي النهاية معه «ريموت كونترول» يستطيع به التحكم فيما يريد أن يراه وما لا يريده.

وتضيف «حسن شاه»: أما حالة التحجيم التي نريد أن نفرضها علي المشاهد فستولد شعورا لديه بأن كل ما هو ممنوع مرغوب وبالتالي ستحول نسبة المشاهدة، وخاصة من الأطفال والمراهقين إلي شاشات الإنترنت.

«كمال رمزي» استنكر الاعتذار الذي تقدمت به قناة «إم بي سي ماكس» قائلا: لم الاعتذار فهي لم تعرض فيلم «بورنو»، ووصف حذف المشاهد من الأفلام وتصنيفها بأنها مشاهد إباحية يجعلنا نقع في دائرة الحرام والحلال وهذا بعيد عن الفن.

مشيراً إلي أن هناك العديد من الأفلام المصرية تم قطع مشاهد منها مثل فيلم «الحفيد» قائلاً: لا أري أن مشهد ليلة الدخلة الذي جسده «نور الشريف» و«ميرفت أمين» في الفيلم إباحي فهو يتكرر في حياتنا اليومية بشكل دائم والشباب من سن 10 سنوات فيما فوق يدركون ما يحدث تماماً تجاه العلاقات الزوجية.

د.عزة كريم - أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث - أشارت إلي أن المجتمعات الغربية تحاول اختراق المجتمعات الشرقية طوال الوقت بداية من تدخلها في مشاكل حقوق المرأة ثم حقوق الطفل مروراً ببث الأفلام الأجنبية دون رقيب وهذا يعد اختراقا مباشرا داخل البيوت المصرية ويستهدف شرائح بعينها من الشباب لما تمثله هذه المشاهد الغريزية الطبيعية من إثارة الغرائز لدي الشباب المكبوت مجتمعياً.

وأكدت أن الوقوف أمام هذا الاختراق صعب للغاية لعدم وجود رقابة علي هذه القنوات خاصة الفضائية، أما بالنسبة للقنوات المصرية فالكارثة تكون أكبر إذا ما فكرت في عرض مشاهد إباحية تخترق ثقافة المجتمع المصري الشرقي.

لافتة إلي أن هناك العديد من المسلسلات والأفلام علي الرغم من أنها تنقل عملا دراميا يرسخ قيما أخلاقية إلا أنها تحمل في الجانب الآخر نوعا من التجاوز اللفظي والمرئي.

وتساءلت: أين الرقابة المصرية؟! هل غابت عن دور الرقيب.. أم تريد انفلاتا مجتمعيا تحت مسمي التحرر؟

د.سامية خضر - أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس - أكدت أن هناك نوعا من التجاوز في بعض الأفلام الأجنبية وأيضاً العربية سواء كان هذا التجاوز في اتجاه العنف الشديد أو اتجاه المشاهد الإباحية مما يسلط الضوء علي ضرورة وجود ضوابط في اختيار الأفلام بعيدا عن الاستعانة بالنسخ الممنتجة.

وذكرت أنه رغم أن فرنسا دولة متحررة إلا أنها رفضت في مهرجان «كان» أحد الأفلام الأمريكية الذي يحمل في محتواه العديد من المشاهد الإباحية فهل بعد هذا يوافق المجتمع المصري علي عرضها؟!

صلاح الدين مصطفي رئيس التليفزيون أكد أن هناك فلتر أخلاقيا مهما جدا داخل ماسبيرو واسمه «الرقابة» هذا الفلتر يقوم بتنقية الأعمال - خاصة الأجنبية - سواء أفلام أو مسلسلات من أي مشهد إباحي خادش للحياء من أجل الحفاظ علي أخلاقيات المجتمع ومبادئه وقيمه خاصة أن التليفزيون يختلف عن السينما بأنه يدخل كل بيت وهو الذي يذهب للجمهور علي خلاف السينما التي يذهب الجمهور إليها بمحض اختياره الشخصي، وعما إذا كان حذف المشاهد الجنسية الخادشة للحياء من هذه الأعمال قد يخل بالسياق الدرامي أكد «مصطفي» أن الإخلال بالسياق الدرامي أهون بكثير من الإخلال بأخلاقيات وقيم المجتمع، وأضاف لن أسمح مطلقا طوال فترة جلوسي علي كرسي رئاسة التليفزيون أن يمر عبر قنواتي ما يخدش حياء المشاهد مهما كانت درجة التطلع إلي التحرر، فالتحرر الفكري الذي نؤيده جميعا وننادي به يختلف ألف مرة عن التحرر الأخلاقي الذي لن نسمح به أبدا كمجتمع شرقي له عاداته وتقاليده.

مجلة روز اليوسف في

19/11/2011

 

حمادة «فان ديزل» هلال.. وهـاريســون فـورد «مكي»!

كتب حسام عبد الهادى 

توارد الأفكار صفة بشرية،ترتبط أكثر بالأعمال الإبداعية، خاصة فيما يتعلق بمجال الدراما التي منذ أن عرفها الإنسان وهي تقوم علي 36 عقدة أو «تيمة».

هذه العقد أو التيمات هي التي تحرك الأحداث الدرامية في جميع الأعمال الفنية، ويدور في فلكها المبدعون من المؤلفين والكتاب، ولا تخرج هذه «التيمات» الـ 36 عن أطر الزوج والزوجة والعشيق أو العشيقة، والخير والشر، والظلم والعدل، والقبح والجمال، وهناك فرق كبير بين توارد الأفكار والاقتباس، فتوارد الأفكار يحدث بطريق المصادفة في تشابه بعض الأحداث أو المشاهد في أي عملين أو أكثر، أما الاقتباس فهو نوعان: نوع يتم عن عمد مع سبق الإصرار والترصد وبطريقة نقل المسطرة وبالحرف الواحد صوتا وصورة - أي سيناريو وحوار - وهذا لا يسمي اقتباسا بقدر ما يسمي سرقة وسطوا مسلحا علي أفكار الغير الذين بذلوا فيها مجهودا كبيرا ليأتي غيرهم وهم يتكئون علي أرائك الترفيه والنعيم لـ «يلطشوا» مجهودهم ويستبيحوه لأنفسهم دون الإشارة إلي أصحاب الإبداع الأصليين، وهو أمر غير مقبول. أما النوع الثاني فهو الممنطق الذي يقف عند حد اختلاف وجهات النظر وطريقة التناول حتي لو كان متشابها في الفكرة وبعض الأحداث والشخصيات، وهو ما يجتهد فيه أصحابه من أجل تحويله بشكل ممصر يتناسب مع طبيعة المجتمع الذي يعيشه المبدع ويعبر عنه برؤيته الخاصة التي تضفي علي العمل طابعا واقعيا مرتبطا بمحيط دائرته الإنسانية المجتمعية. الاقتباس كان - للأسف - هو السمة الغالبة علي أفلام العيد، فمن ضمن أربعة أفلام تم عرضها في موسم عيد الأضحي المبارك رأينا ثلاثة مقتبسة، واحد مقتبس بشكل محترم وهو «X لارج» وينطبق عليه النوع الثاني الذي بذل فيه أصحابه وخاصة مؤلفه «أيمن بهجت قمر» مجهودا واضحا من أجل تمصير الفكرة، والاثنان الآخران «سيما علي بابا» و«أمن دولت» وهما للأسف ينطبق عليهما النوع الأول حيث تم التعامل فيها بنظام نقل المسطرة الحرفي صوتا وصورة، حيث استسهل أصحابه نقل الكادرات - صورة طبق الأصل - من الفيلمين الأمريكيين المقتبسين منهما، نحن أمام ظاهرة تشير إلي نضوب الأفكار، واتجاه المؤلفين إلي طريق الاستسهال باللجوء للأفلام الأجنبية للنقل منها حرفيا، صحيح أنها ليست المرة الأولي ولن تكون الأخيرة، ولكن مشاكلنا لابد أن ننقلها بإبداعنا الخاص الذي نشعر فيه بنكهة سينما بلدنا، وليس بنكهة سينما الغرب، خاصة إن كان الاقتباس مجرد سرقة بالكربون وسطوا علي إبداع الغير بما لا يحق لنا أن نفعله، مهما كانت درجة إعجابنا بالروايات الأجنبية السينمائية التي نقتبس منها، فنحن قادرون علي أن نقدم أفضل منها، وإن كان لابد من الاقتباس فيما يتعلق بما نعجب به، فأضعف الأمور أن نضيف إلي ما يعجبنا رؤيتنا الخاصة التي تمنح العمل نكهة مصرية من خلال تغيير الملامح الأصلية للعمل المقتبس، وهو ما راعاه صناع فيلم «X لارج» المأخوذ عن الفيلم الأمريكي The Nutty porfessor بطولة «إيدي ميرفي» من إنتاج عام 1996 في الفيلمين البطلان «ميرفي» و«حلمي» يعانيان من نفس المشكلة وهي البدانة بصورة مفرطة، «البدانة» والحب في الفيلمين هما بطلا الأحداث، اللذان بسببهما يحاول كل من البطلين أن يغيرا اتجاههما بإصرار وعزيمة نحو إنقاص الوزن لينال كل واحد منهما إعجاب حبيبته التي رفضته لبدانته!

صحيح أن فكرة الفيلمين واحدة، ومنطقية الأحداث واحدة، لكن تسلسلها اختلف بما يتوافق مع الرؤية المصرية التي يحرص عليها تحديدا «أحمد حلمي» في معظم أفلامه إن لم يكن كلها، ولذلك تجده «يشتغل» علي الفيلم حتي لو كان مقتبسا، سنتين وأكثر حتي يطمئن إلي أنه وصل للمعدل المعقول ليكون فيلما مصريا جاهزاً علي التنفيذ.

فعل ذلك في «آسف علي الإزعاج» المأخوذ من الفيلم الأمريكي Beautiful Mind و«ألف مبروك» المأخوذ من الفيلم الأمريكي Ground hog day لـ «بيل موراي» و«زكي شان» المأخوذ عن الفيلم الأمريكي Win Adate with Tad Hamilton، ولذلك تخرج أعمال «أحمد حلمي» رغم اقتباسها جيدة وتضيف إلي رصيده لا تنتقص منه.

في «x لارج» نجح أيضا صناع الفيلم «حلمي وعرفة وبهجت» في جذب المشاهد إليهم منذ اللحظة الأولي رغم أن هناك أحداثا غير منطقية ومشاهد الوقت الزمني فيها أسرع من إمكانية حدوثها ولكن مع سرعة إيقاع الفيلم انشغلنا بالإيجابيات الأكثر عن السلبيات الأقل، كما كانت اللقطات المصورة DC Comic  التي استخدمها شريف عرفة من البداية وهي الطريقة التي تم استخدامها في أفلام Spiderman وSuperman  هي نوع من التميز الإخراجي، وإن كان يؤخذ علي الفيلم أنه يرسخ داخل المجتمع فكرة رفض البدناء علي اعتبار أنهم صورة مشوهة قد تمثل عبئا علي المجتمع يستوجب فرض الانطواء والعزلة عليهم وكأن ليس من حقهم العيش في الحياة بشكل طبيعي مثلهم مثل بقية أفراد المجتمع، وهو ما فرض صراعا داخليا علي «مجدي» من أجل السعي وراء الرشاقة ليفوز بالقلوب والصداقات بعد أن نفروا منه وهو بدين، الشيء المشترك أيضا بين «حلمي» و«ميرفي» منطقة الإبداع، فـ «حلمي» الرسام و«ميرفي» صاحب المواهب العديدة كان إبداعهما هو المحقق لصدماتهما وأهدافهما الشخصية والمجتمعية معاً.

أما الأفلام المقتبسة التي تنتقص من أصحابها ولا تضيف، بل إنها لا تحقق نجاحا من الأساس، نجد فيلم «سيما علي بابا» فهو فعلا اسم علي مسمي، ففي سينما علي بابا التي سمعنا عنها ونحن صغار أيام سينما الترسو التي كانت تعاني من الفوضي والعشوائية بلا ضابط ولا رابط، بل بلا ملامح أيضا، هذا بالضبــط مـا ينطـبــق علي «سيمــا علي بابا» لـ «أحمد مكي»، فالفيلم عبارة عن قص ولزق من ستة أجزاء للفيلم الأمريكي Star Wars تأليف وإخراج «جورج لوكاس»، وهذه الأجزاء هي «تهديد الشبح» و«هجوم المستنسخين» و«انتقام السيس» و«أمل جديد» و«الإمبراطورية تعيد الضربات» و«عودة الجيداي»، ولأن النقل كان بالكربون فلم يفلح أن يصنع منها قماشة سينمائية جيدة وتاه في مشاهدها التي اقتبسها منها بالحرف الواحد وخاصة الجزء الأول «حزلقوم في الفضاء»، ويبدو أن «مكي» استمرأ اقتباس أفلام لا يحسن تقديمها وتهوي به إلي الحضيض الجماهيري مثلما حدث معه من قبل في فيلم «طير إنت»، المقتبس من الفيلم الأمريكي Bedazzied، ومع عملية الاقتباس الصريحة لأفلام «مكي»، فإن بعض أفلامه تدخل ضمن تصنيف عالمي جديد يطلق عليه اسم Parody وهي كلمة فرنسية تعني - أيضا - الاقتباس ولكن بطريقة أخري، فهي مدرسة سينمائية استحدثت بغرض السخرية من الفيلم الأصلي وقد انتشرت مؤخرا في السينما العالمية واستخدمها «مكي» في فيلمه الأخير «سيمـا علي بابا» الذي سخر فيه من فيلم Star Wars - حرب الكواكب - بطولة «هاريسون فورد» وأيضا في فيلم «لا تراجع ولا استسلام».

يبقي فيلم «أمن دولت» المأخوذ عن الفيلم الأمريكي The paci fier بطولة «فان ديزل» أقل ما يوصف به هذا الفيلم أنه ساذج، وأصحابه لم يحسنوا حتي إجادة السرقة وفشلوا في الاقتباس، ظهر ذلك في الخلل الدرامي الواضح في الأحداث وسماجة ملامح شخصية البطل حسام الفرشوطي - حمادة هلال - التي ظهرت مهتزة وغير واضحة المعالم رغم أنه يمثل دور ضابط شرطة من المفترض أنه يمتلك ولو قدرا قليلا من الثقة والرصانة إلا أنه يفتقر إليهما ليبدو في صورة ماسخة وهو ما لم نتعوده من حمادة هلال في أفلامه السابقة التي كانت تجد - ببساطتها - استحسانا عند الجمهور.

الفيلم صورة طبق الأصل من الفيلم الأمريكي، حتي في عدد أولاد الأسرتين الأمريكية والمصرية واختيار نفس المهنة للبطل، وهي ضابط أمن دولة مع اختلاف أن «ديزل» في الفيلم الأمريكي كان يحمي رجلاً مسئولا في منصب مهم لديه شريحة عليها معلومات خطيرة يريد حمايتها لحين تنفيذ المهمة المسئول عنها ويتم تهديده هو وأولاده الخمسة بالقتل، وحمادة هلال في «أمن دولت» كان يحمي سيدة مصرية مسئولة تعمل سفيرة لدي الأمم المتحدة بسبب تقرير كتبته وتضمن معلومات خطيرة ضد إسرائيل ويتم تهديدها هي وأولادها الخمسة أيضاً بالقتل، وتتطابق أحداث الفيلمين «كادر كادر» حتي نصل إلي كلمة النهاية!

مجلة روز اليوسف في

19/11/2011

 

اللمبي .. ساقط سنة "تانية" فنون مسرحية!

كتب أحمد شوقي 

حالة من الدهشة وعدم التصديق انتابت طلاب وأساتذة المعهد العالي للفنون المسرحية قسم التمثيل والإخراج عندما شاهدوا ثلاثة طلاب جدد ينضمون إلي قائمة الدارسين بالمعهد هذه الأيام.. الطلاب الثلاثة ليسوا طلاباً عاديين.. ولكنهم نجوم من نجوم الصف الأول في الوسط الفني وهم «محمد سعد» و«أحمد رزق» و«محمود عبد المغني».. هؤلاء النجوم الثلاثة لم تبدأ علاقتهم بالمعهد هذه الأيام فقط.. ولكنها علاقة قديمة ترجع إلي أكثر من 10 سنوات مرت بالعديد من الأحداث الصاخبة .. فالثلاثة كانوا بالفعل طلاباً بالمعهد العالي للفنون المسرحية وتم فصلهم لأسباب مختلفة، وها هم يعودون إليه الآن رغم أن أعمارهم تتراوح ما بين 50 - 40 عاما. «محمد سعد» أو «اللمبي» كان ضمن طلاب إحدي الدفعات الذهبية في تاريخ المعهد، حيث التحق بالمعهد عام 1989ضمن دفعة ضمت كلاً من «أحمد السقا» و«وفاء عامر» في قسم التمثيل، بالإضافة إلي «أحمد حلمي» بقسم الديكور وكذلك «أحمد عيد» في قسم الدراما.

«محمد سعد» الذي جاء إلي المعهد بمؤهله المتوسط دبلوم الصنايع اختار شقة صغيرة قريبة من أكاديمية الفنون للإقامة فيها بصحبة زميله من قسم الديكور «أحمد حلمي»، «سعد» الذي قضي في المعهد ثلاث سنوات وصل فيها للسنة الدراسية الثالثة إلا أن إدارة المعهد اكتشفت وجود بعض التجاوزات في أوراقه الرسمية التي تقدم بها فقامت بفصله عام 1992 وبعدها بحوالي ست سنوات أصبح «سعد» أحد نجوم المقدمة في السينما المصرية، مما جعل الكثيرين من خريجي وأساتذة المعهد ينتقدون ما حدث لـ«سعد» من فصل واستبعاد علي اعتبار أن الفن يجب ألا يكون بقيود وشروط يفرضها المعهد علي دارسيه خاصة عندما أظهر مواهبه الحقيقية كممثل جيد في فيلم «الطريق إلي إيلات» قبل أن يخطئ الطريق إلي الهلس وأكدوا أن المعهد خسر ممثلاً يمتلك أدوات جيدة بخروج «سعد» من قائمة طلابه.

الوضع بالنسبة لـ«أحمد رزق» و«محمود عبد المغني» كان مختلفاً عن موقف «سعد» فـ«رزق» و«عبد المغني» انضما إلي المعهد عام 1995 وكانا في نفس الدفعة بقسم التمثيل والإخراج وكانا من أفضل الممثلين الموجودين بالمعهد في تلك الفترة إلا أن استنفادهما لمرات الرسوب بعد وصولهما للعام الدراسي الثاني الذي ظلوا علي قائمة طلابه ثلاث سنوات متتالية أدي إلي فصلهما من المعهد خاصة أنهما سبق لهما الرسوب أيضاً في العام الدراسي الأول الذي صعدا منه للعام الدراسي الثاني بصعوبة شديدة جداً.

الجدير بالذكر أن بعض المواد النظرية دون غيرها من المواد العلمية الخاصة بالتمثيل والتي حصلا فيها علي مقدرات عالية كانت هي السبب وراء فصلهما وضياع حلمهما بالحصول علي بكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية قسم تمثيل، وهو الأمل الذي دخلا من أجله المعهد بعد أن تكرر رسوبهما فيها وبسبب تعنت إدارة الأكاديمية في التعامل مع الطالبين الموهوبين، وعدم محاولة تذليل العقبات أمامهما.

تم استبعاد «رزق» و«عبد المغني» من المعهد ليصبحا نجمين متألقين في الوسط الفني بعدها بأعوام قليلة لتخسر الأكاديمية من جديد اثنين من نجوم الصف الأول شديدي الموهبة كان الكثيرون يراهنون عليهما.

البعض كان يبرر فصل «أحمد رزق» من المعهد بسبب خلافه مع المخرج «جلال الشرقاوي» أحد كبار أساتذة المعهد والذي استعان بـ«رزق» للمشاركة في بطولة مسرحية (الجميلة والوحشين) بدلاً من «علاء ولي الدين» الذي انسحب من المسرحية بسبب حدوث خلاف بينه وبين «جلال الشرقاوي».

عودة النجوم الثلاثة للمعهد كان وراءها د «أشرف زكي» الذي عين مؤخراً رئيساً لقسم التمثيل والإخراج، حيث استطاع إقناع الثلاثي بالعودة للدراسة من جديد علي أن يبدأوا مشوارهم الدراسي من السنة الثانية بالمعهد وبالفعل استجاب ثلاثتهم للدعوة.

وفوجئ الجميع «بمحمد سعد» واقفاً أمام شباك غرفة شئون الطلاب ليدفع مصروفات العام الدراسي الجديد .

هذه الخطوة والمبادرة من النجوم الثلاثة تعد من أبرز ما حدث داخل الوسط خلال الفترة الماضية فعودتهم معناها حرصهم الشديد علي أن يكملوا تعليمهم ليحصلوا علي شهادة باعتبارها مؤهلا عاليا أولاً رغم ما يتمتعون به من موهبة ثم رخصة رسمية للاعتراف بهم كممثلين وإن كنت أري أن هذه الرخصة ليس معناها أن كل من يحصل عليها موهوب أو لديه إمكانيات وقدرات تمثيلية عالية، فكم من خريجي المعهد لا يفقهون شيئاً في التمثيل وعلاقتهم بالتمثيل مجرد الشهادة فقط بعيداً عن الإحساس وصدق الأداء والعكس صحيح، كم من ممثلين موهوبين وجيدين وليسوا من خريجي المعهد!

المشكلة التي تواجه الثلاثة الآن «سعد» و«رزق» و«عبد المغني» هل سيتمكنون من المواظبة والانتظام في حضور المحاضرات و«السكاشن» وهل سيسمح وقتهم بهذا؟ وهم في هذه المكانة من النجومية؟ ولديهم ارتباطات فنية كثيرة؟ أم أن الأمر لن يختلف عن سيرتهم الأولي وعهدهم الأول مع المعهد ويسجلون غياباً كثيراً في دفاتر الحضور من الممكن أن يعرضهم إلي الفصل مرة أخري، أم أن التعامل معهم سيختلف باعتبار أنهم نجوم وسيتم التغاضي من إدارة المعهد علي مخالفاتهم الدراسية بالنسبة للحضور والغياب، وأن «أشرف زكي» رئيس قسم التمثيل بالمعهد سيكون لهم بمثابة حائط الصد الذي يحميهم من مخاطر العواصف والرياح الدراسية ؟!

مجلة روز اليوسف في

19/11/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)