حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

اليوم الذي تحولت فيه إلى رجل أعمال!

فصل في حياة مارلين مونرو على الشاشة

لوس أنجليس: محمد رُضا

* ماتت مارلين مونرو بعد 36 سنة من الحياة (وُلدت عام 1926 وغادرت سنة 1962) و33 فيلما من تمثيلها لجانب كتابتها موسيقى وغناء ألحان في 40 فيلما من بينها الكثير مما مثّلته. أول فيلم لها كان من النوع الغنائي/ الموسيقي المرح عنوانه «الآنسة بيلغريم الصادمة» (إخراج جورج سيتون - 1947) لكنه لم يكن من بطولتها. في الحقيقة لم يكن لها دور يُذكر فيه وإذا ما شاهدناه اليوم وتابعنا أسماء ممثليه (التي كانت تسبق الفيلم ولا تلحق به كما هي العادة اليوم) لافتقدنا اسمها، لكنها كانت موجودة في مشهد لـ«بدّالة» هاتف تأخذ اتصالا وتحوّله، حسب أدوات ذلك الحين، إلى الرقم المطلوب.

آخر فيلم لها كان «غير المتجانسين» The Outfits (جون هيوستون - 1961) الذي كان أيضا آخر فيلم للممثل كلارك غايبل. يومها كانت أصبحت، ومنذ سنوات، نجمة كبيرة معروفة حول العالم أجمع مع أن هوليوود لم تبخل على الجمهور المحلي أو العالمي بالجميلات والقديرات على حد سواء. بالإضافة إلى أن مارلين مونرو كانت جميلة وجذّابة وذات طبيعة أنثوية صارخة، فإنها كانت تستطيع التمثيل بصرف النظر عما كان منتشرا آنذاك من اعتقاد مفاده أنها لم تكن سوى شقراء جميلة، أو شقراء غبية كما كان الرأي السائد بالنسبة لمعظم الشقراوات. لكن مارلين لم تكن مجرد شقراء جميلة، بل كانت أيضا موهوبة تستطيع أن تشغل اللقطة حتى في أدوارها الثانوية. تتابعها مثلا في فيلم آخر لجون هيوستون هو «الغابة الأسفلتية» (1950) لاعبة في ثلاثة مشاهد فقط شخصية امرأة تعيش على حساب رجل متزوّج (لويس كولهرن) وتستطيع أن تلحظ كيف أنها تنسجم تماما مع الدور في حدوده الجغرافية المحدودة وعلى النحو الصحيح. في المقابل، وحيال أفلام من بطولتها مثل «نهر بلا عودة» (أوتو برمنجر - 1954) و«صدام في الليل» (فريتز لانغ - 1952) هي من لا بد منها لتصوغ النوع أو النمط الذي تجسّده. وفي أفلام أخرى، مثل «لسنا متزوّجين» (إدموند غولدينغ - 1952) و«موقف أوتوبيس» (وولتر لانغ - 1956) هي أفضل ما في الفيلم باستنثاء عناصر قليلة موزّعة.

لكن من بين كل ما مثّلته من أفلام، هناك فيلم واحد قامت بمهمّة إنتاجه التنفيذي وهو فيلمها البريطاني الوحيد. المنتج التنفيذي هو رجل الأعمال بالنسبة للفيلم. المنتج الذي يعمل على الأرض وهي كانت في هذا الموقع من خلال شركتها «مارلين مونرو برودكشنز». الفيلم هو «الأمير وفتاة الاستعراض» The Prince and the Showgirl الذي قام بتحقيقه الممثل والمخرج لورنس أوليفييه سنة 1957 وهو لم يكن مجرّد فيلم وضعها في مستهل حياة كان يمكن أن تكون أكثر ثراء فنيا فقط بل مشروع حفل بقصص خلفية أعاد رصفها كولين كلارك في كتابه تحت العنوان ذاته وقام بتحقيقه سايمون كورتيس.

* عند الكتف

* في عام 1956 كانت مارلين مونرو تقف على مفترق طريق. كانت من ناحية قررت أن تنتقل للعيش في نيويورك تاركة هوليوود. والسبب ليس إعجابها بالمدينة بحد ذاتها، بل لإدراكها أنها بحاجة إلى بيئة أكثر ثقافة وفنا من مدينة الصناعة السينمائية المعروفة بكونها مؤسسة من الاستوديوهات والعلاقات المالية. في عمق هذا القرار كمنت رغبتها في تعلّم التمثيل حسب «المنهج»، تلك المدرسة من التمثيل التي استند إليها وأمّها مارلون براندو وكارل مالدن ومونتغمري كليفت وسواهم. هذا وحده نقلة نوعية مهمّة لممثلة أسست نفسها على نطاق السينما الجماهيرية وحدها. الآن هي تريد أن تتعلّم وأن تنمو وتزداد إلماما. لكن هذا ليس كل ما يسترعي الانتباه بالنسبة لمسيرتها. في العام ذاته قررت تأسيس شركة إنتاج وقررت أن يكون فيلمها الأول دراما تحت عنوان «الأمير وفتاة الاستعراض».

خلال ذلك، عملت مونرو على تجديد عقدها مع شركة «فوكس»، لكنها ارتبطت أيضا، وفي لفتة تعكس جدّية محاولتها، مع شركة «وورنر» التي وافقت على تمويل فيلمها الأول كمنتجة وتركت لها حريّة التعاون مع من تريد من المواهب. كل ذلك حدث بينما كانت، في المقابل، على وشك الزواج من الكاتب المسرحي آرثر ميلر الذي كان مطلوبا في العام نفسه للجلوس أمام لجنة التحقيقات في النشاطات المعادية لأميركا، تلك التي أسسها جوزف مكارثي وعرفت باسمه. لذلك، فإن خبر الزواج من ناحية، ومتابعة الصحافة للمواجهة بين ميلر ولجنة التحقيقات اختلط بأنباء أعلنتها مارلين مونرو علنا في مؤتمر صحافي في فندق بلازا في نيويورك حول عزمها إنتاج وتمثيل فيلم «الأمير وفتاة الاستعراض». إنه ذات المؤتمر الصحافي الذي انقطع فيه حامل فستانها عند الكتف قليلا أمام نحو مائة وخمسين مصوّرا مما نتج عنه تسارع كل هؤلاء لتصويرها وهي تسارع بوضع يدها على كتفها قبل أن يسقط فستانها على الأرض.

هذا الحدث الصغير الذي كانت له تداعيات إعلامية كبيرة تم نسخه في الفيلم. فمارلين لعبت شخصية فتاة كورس أميركية تزور أوروبا وتلتقي بأمير دولة بلقانية (خيالية) اسمها كارباثيا. في أحد مشاهد الفيلم تنقطع الوصلة عند أعلى الكتف فتسارع الفتاة الواقعة في حب أمير الدولة، لإمساك الرداء قبل سقوطه. هل استوحت الممثلة من حادثة فندق بلازا ذلك المشهد أم أنها في الأساس دبّرت المشهد السابق وخططت له لأجل الإثارة الإعلامية؟ لا أحد يعلم.

* وضع صعب

* الفيلم المعنون «أسبوعي مع مارلين» يتحدّث إذن عن أسبوع عمل أمضته مارلين مونرو في لندن، بصحبة زوجها ميلر، حين قامت بإنتاج هذا الفيلم وجولاتها في بريطانيا ولقاءاتها. ليس وثائقيا بل روائي مع ميشيل وليامز في البطولة إلى جانب دوغراي سكوت (في دور آرثر ميلر) كينيث براناه (في دور لورنس أوليفييه)، جودي دنش وإيما واتسون وجوليا أورموند من بين آخرين.

ميشيل وليامز لم تكن الأولى التي تم اختيارها لتمثيل شخصية مارلين مونرو، فقد تبنّى الإنتاج أولا دعوة سكارلت جوهانسن لذلك، ثم كايت هدسون وأمي أدامز وهي كانت محظوظة من حيث أنها، وبعد نحو ثلاثين فيلما في حياتها المهنية من بينها «بروباك ماونتن» و«أنا لست هناك» و«جزيرة مغلقة»، تجد دورها الأهم حتى اليوم.

وهي درست مارلين وحركاتها وتاريخها وأفلامها ستّة أشهر كاملة قبل تصوير اللقطة الأولى، لذلك نجدها على الشاشة نسخة منها. ليست نسخة متطابقة مائة في المائة لأن هناك جزءا مهمّا من عملية التشخيص يجب أن تكون ذاتية هو ذلك الجزء المتعلّق بفهم المادّة ذاتها والتصرّف على أساس البعد السلوكي وليس السلوك وحده فقط.

الفيلم، كما كتبه أدريان هودجز، نقلا عن كتابات كولين كلارك (الذي كان مساعد مخرج ثالثا للورنس أوليفييه على ذلك الفيلم) يقدّم لنا مارلين مونرو في وضع نفسي صعب وذلك حسب سيناريو اختار أن يدلف إلى الموضوع تقليديا فيطرح مارلين المتوتّرة وغير الواثقة من نفسها في البداية ويتابع تحوّلات معيّنة وصولا إلى كم أفادتها الفترة التي قضتها في رحاب الإنجليز وكيف تغيّرت نظرة الممثل والمخرج أوليفييه (كما يقوم به كنيث برانا) لها من التذمّر إلى الإعجاب. اليوم الأول من التصوير كان كوارثيا إذ تصل الممثلة متأخرة ساعتين عن الموعد المحدد في «الأوردر» لتجد الجميع بانتظارها وقد نفد صبر معظمهم. إنها نقطة انطلاق تفسّر الكثير مما يبنيه الفيلم، لكن سيناريو هودجز يبقى تقليديا لموضوع يقترح أنه أكثر أهميّة مما ينجلي عنه العمل. هناك بناء متوقّع لمسألة الفوارق المهنية بين بطلته وبين أولئك الممثلين البريطانيين وبين أسلوبي عمل وفهمين مختلفين للحياة بأسرها. لكن ذلك محسوب من ناحية ولا يكفي لملء الفيلم الماثل لوقت طويل.

لكن الفيلم ليس عن مارلين فقط، وهذا يحسب للعمل، بل أيضا عن كولين (يمثّله إيدي ردماين) الذي وقع أسير جاذبيّتها. تعرّف عليها في لندن ثم تبعها حين عودتها إلى نيويورك كمستشار وصديق فإذا به في الشق الفاصل بين الحب الأعمى والمرشد العاطفي خصوصا مع تكرار حالات التوتّر العاطفي والنفسي في حياة الممثلة.

هناك مشاهد جيّدة عدّة بين مارلين كما تؤديها ميشيل وليامز والشخصيات الأخرى بما فيها شخصية كولن، لكن قلّة خبرة المخرج كيرتيس من ناحية وتعدد الشخصيات الحقيقية التي يود الفيلم دفعها تحت الضوء من ناحية أخرى يجعلان الفيلم أكثر انشغالا مما يستطيع العمل أن يحمله من متاع. يصل إلى الشاشة متعبا من رحلة بدأت للتو.

لكنه في النهاية فيلم عن مارلين مونرو التي شغلت الناس ولا تزال والتي صدرت عنها عشرات الكتب وبضعة أفلام وأكثر من ذلك من المقالات التي حاولت أن تبحث في حياتها الخاصّة والمهنية. لذلك، حين تغيب عن الشاشة في هذا الفيلم، هناك فراغ غير مقصود كون ميشيل أجادت التشخيص في الوقت الذي لم يجد السيناريو نقطة قوّة مضادّة تخلق للفيلم توازنا مطلوبا.

جولة في سينما العالم

* أول لقطة

* أنجلينا جولي على أهبة القيام بدور الملكة كليوباترا في فيلم من إخراج ديفيد فينشر. وهي كانت غازلت هذا الدور منذ سنتين حالمة بلعب الشخصية التي ما زالت تثير خيال الفنان الباحث عن شخصيات حياتها من الغرابة بحيث تتجاوز الخيال.

وهي كانت فكرت في المخرج فينشر وأوعزت إليه برغبتها، لكنه وبعد إنجاز «شبكة اجتماعية» دخل تصوير «الفتاة ذات الوشم التنين». أما وقد انتهى منه وبات الفيلم جاهزا للعروض، فإن الوقت حان لفينشر للاهتمام بالفيلم التاريخي الكبير.

هذا ما جعلني أفكر في السبب الذي من أجله لم تكترث السينما المصرية ذاتها لتحقيق فيلم عن كليوباترا. لا يعود السبب إلى عدم اكتراث بالفطرة لأن المصريين يحبون تاريخهم، بل إلى حقيقة إدراك العديدين أن تحقيق مثل هذا الفيلم يتطلّب مهارات لم تكن متوفّرة إلا في فترة من الفترات. لكن إذا لم تكترث السينما المصرية لتحقيق مثل هذا الفيلم في تلك الفترة الزاهية من حياة السينما المصرية، كيف لها أن تحققها اليوم وهي تفتقر إلى أي من مهارات الأمس؟

قبل عشرين سنة تقريبا قال المخرج علي بدرخان معلقا على قيامه بتحقيق فيلم «الجوع» قبل سنوات من ذلك الحين أنه بحث طويلا لكي يجد النجّار المتخصص بديكور الأفلام، فإذا كان النجار لم يكن متوفّرا في ذلك الحين، فما البال به وبسواه اليوم؟

المشكلة بالنسبة للإنتاجات التاريخية تحديدا هو أنها تحتاج إلى أضعاف ما يحتاجه الفيلم العادي من استعدادات، على ذلك وإذا لم يكن هناك رؤية فنية للموضوع فإن العمل، حتى ولو توفّرت له الإمكانات، سيخفق في إحداث النجاح الذي ربما كان يستحقّه خصوصا في عصرنا هذا حيث تختلط الأعمال بنصيب كبير من مؤثرات الكومبيوتر غرافيكس لكي تحقق أقصى غايات التأثير أو تخلق من التاريخ نحوا أسطوريا حتى ولو كان أكبر من الحقيقة.

على ذلك، مستقبل السينما المصرية ليس في «أنا بضيع يا وديع» أو في «إكس لارج» أو «سيما علي بابا». ليس بالضرورة في نسخة مصرية خالصة من «كليوباترا» لكن بالتأكيد عبر أفلام تؤدي أغراضا متعددة. الفكرة ليست الامتناع عن الأفلام الجماهيرية إنما التنويع لكي تستطيع هذه السينما الوصول إلى كل قطاعات وفئات الجمهور في الداخل والخارج.

أليس من العجيب أنه بعد وفاة يوسف شاهين، لم يعد هناك اسم مصري عالمي فعلي؟ ربما ليس عجيبا على الإطلاق على أساس أن يوسف شاهين عرف لغة التواصل مع الغرب وأم هذه اللغة وصنع سينما مصرية قادرة على الحضور بصرف النظر عن تفاوت أفلامه على صعيد الجودة والأهمية. صحيح أن بعض الأفلام المصرية سافرت لمهرجانات أجنبية في السنوات القليلة الماضية، لكن هل صنع أي منها اسما ثابتا وحاضرا لمخرجه؟ لا. والسبب أن الرؤية الفنية والطابع الخاص ليسا موجودين، لجانب غياب الموضوع المنفّذ إثر تفكير وإمعان. ومع أن مهرجانات عدّة تراكضت لعرض أفلام «ثورة الربيع» أو ما تم إنجازه حولها، إلا أن هذا سعي سياسي وليس فنيا. وإظهار لاهتمام ناتج عن الحدث وليس تأسيسا لسينما أو لمخرجيها.

بين الأفلام

* إنه وول ستريت مرة أخرى الفيلم: In Time في الزمن إخراج: أندرو نيكول أدوار أولى: جستين تمبرلايك، أماندا سايفرايد، سيليان مورفي، أوليفيا وايلد فانتازيا | الولايات المتحدة - 2011 تقييم الناقد: *** (من خمسة).

فيلمان آخران يتعاملان والوضع الاقتصادي الأميركي وما جلبه من آثار بالغة الضرر على قطاعات متعددة من الشعب الأميركي ما تسبب في خروج الأميركيين منادين بمعاقبة وول ستريت ومدّمري الحلم الأميركي. «سرقة برج» و«في الزمن»، لكن في حين أن فيلم برت راتنر الأول يقرر البقاء على الهامش العريض في موضوعه المكتفي بالتشويق، يصب «في الزمن» لمخرجه أندرو نيكول، صاحب «غاتاغا» (1997) و«سيمون» (2002) و«سيد الحرب» (2006)، في صلب الوضع الاقتصادي وطبيعته.

أفلام نيكول المذكورة تلك، كانت دائما ضد حالات وأوضاع كالعلم غير المطوّع لخدمة الإنسان والوله بالنجومية وتجارة السلاح، لكن «في الزمن» هو ضد شيء آخر. شيء أكبر مهم وآني على الرغم من أن أندرو وضع الأحداث في مستقبل ما موفّرا حكاية تصب في الوضع القلق وتسحبه إلى غد غير مستقر قائم على علاقة غير إنسانية بين من يملك الزمن ومن لا يملكه. هنا يعيش الأحياء في مجتمع يحتّم على كل منهم أن يتاجر بسنوات عمره. الحد الأقصى للعيش هو 25 سنة، إذا لم تكن تملك ما يكفي لشراء سنوات عمر إضافية.

كل فرد يملك ساعة بشرية يتعامل معها الناس في كل شيء. مزروعة في اليد وتعمل كحاسبة إلكترونية. بها يدفع الناس من أعمارهم كل ما يشترونه، وبها يقبضون ساعات يضيفونها إلى أعمارهم إذا ما استطاعوا. وِل (جستين تبرلايك) يعيش في منطقة فقيرة من المدينة مع والدته (أوليفيا وايلد) التي تقترب ساعتها من نهايتها. إذا لم تملأ الساعة بشرائها زمنا ما، أو لم يستطع ابنها وِل شراء ذلك الوقت ماتت. وهي بالفعل تموت بين يديه مما يشعل فيه الرغبة في الانتقام من بنية اجتماعية قاسية. الفصل التالي من الأحداث يتعاطى ورجلا يتوق للموت اسمه هاملتون (مات بومر) الذي تطارده عصابة تسطو على أعمار الناس (تجبرهم على التخلي عن أعمارهم لحساب أعضائها) لسلبه. وهو عاش نحو مائة سنة ولا يمانع لو فرّط في كل هذه السنوات مقابل أن يموت. حين ينقذه ول من العصابة، يهبه كل عمره منتحرا. الآن لدى ول أكثر من مائة عام وهو سينتقل إلى المنطقة التي يعيش فيها أثرياء الحياة وبينهم مستر وايز (فنسنت كارثيسر) الذي يملك ملايين الساعات مودعة في خزنته. إنه من أثرى المعمّرين في عالم من النخبة، وهو ثري بحيث لم يعد يرى أحدا سواه. ول يصل إلى هذا المجتمع وفي باله سرقته وفي أعقابه «شرطة الزمن» بقيادة رايموند (سيليان مورفي) ويتعرّف على ابنة مستر وايز واسمها سيلفيا (أماندا سيفرايد) وحين انكشاف أمره يجبرها على الهرب معه عائدين إلى قاع المدينة. من هنا وصاعدا، هما شخصان خارجان على القانون يسرقان من مصارف والدها لتوزيع الأعمار على الناس والمعوزين. في أعقابهما العصابة من ناحية والبوليس من ناحية وبانتظارهما، والمشاهدين، نهاية مع قدر من المفاجآت.

في الحقيقة النهاية مبتورة لا تمثل موقفا ذا بعد بل خلاصا يعتمد الاحتمال وحده (شرطي الزمن ليون يموت بعدما نفد عمره فجأة وبذلك ينجو بوني وكلايد العصر). من ناحية أخرى، للفيلم تقشّفه الإنتاجي الذي يتلاءم مع عدم حاجة المخرج للاستعانة بعناصر مغامراتية ومفرطة في الخيال. الزمن مستقبلي، لكن المدن ما زالت كما هي والملابس ذاتها والديكورات ليست متقدّمة. هذا ليس «تقرير الأقلية» (ستيفن سبيلبرغ - 2002) ولو أن ميزانية أكبر كانت ستجعله عملا من هذا النوع. ما ينجزه نيكول في ذلك هو فيلم ذو علامة فكرية أكثر منها فنيّة، خصوصا وأن الكتابة لا تساعده كثيرا على ابتداع مواقف جديدة من نوعها (نبقى في إطار مكاني وحدثي محدود). صوّره روجر ديكنز بالدجيتال تصويرا يخدم المواقف لكنه لا يبقى في البال، مشهديا، طويلا.

موسم الجوائز

* أوسكار السينما التسجيلية يعيل صانعو الأفلام التسجيلية في الولايات المتحدة، وحول العالم، الكثير على مسابقات الأوسكار كونها دعما معنويا وإعلاميا كبيرا لأفلام قليلا ما تجد بين الجمهور الإقبال الذي تتوخّاه. لكن هذا العام، الصورة ليست واضحة حيال الأفلام المحتمل ترشيحها.

فأحد أكثر الأفلام الوثائقية نيلا لإعجاب النقاد، وعنوانه «المشروع نيم» لا يبدو كما لو كان من بين الأفلام المتردد صداها في هذه الأسابيع الحاسمة. كذلك الحال بالنسبة لفيلم تسجيلي آخر نال إعجاب النقاد وغاب عن الشاشات هو «المقاطعون».

من ناحية أخرى، فإن الفيلم الأكثر شعبية، وهو فيلم الكونسرت «جوستن بايبر» لم يثر إعجاب الكثيرين من أعضاء الأكاديمية ما سيجعله خارج اللائحة الرسمية. وثمة فيلم كونسرت آخر هذا العام يبدو أنه سينتهي إلى المصير نفسه هو «جورج هاريسون: العيش في عالم مادي» على الرغم من أن مخرجه هو مارتن سكورسيزي.

* شباك التذاكر إيستوود للراشدين فيلم كلينت ايستوود المتوقّع «ج. إدغار» توجّه مباشرة إلى المركز الخامس حيث أمّه الراشدون أكثر من سواه، وسيحاول البقاء في العرض حتى الشهر الأول من العام عندما يتم ترشيح الأفلام رسميا للأوسكار مما قد يرفع من عائداته بعض الشيء. في المركز الأول فيلم حرب يونانية على غرار «300» إنما من دون الأبعاد السياسية.

* الأفلام 1 (-) Immortals: $37,265,249 (3*) مغامرات تاريخية مستوحاة من الميثالوجيا اليونانية هنري كافيل، ميكي رورك، ستيفن دورف 2 (-) Jack and Jill: $27,309,3432 (1*) كوميديا حول رجل يستقبل شقيقته.. كلاهما من تمثيل أدام ساندلر. آل باتشينو يلعب نفسه 3 (1) Puss in Boots: $24,533,101 (3*) أنيماشن حول هر طيّب يتصدى لهر شرير. أصوات أنطونيو بانديراس وسلمى حايك 4 (2) Tower Heist: $13,810,226 (2*) أكشن كوميدي مع إيدي مورفي وبن ستيلر وكايسي أفلك 5 (-) J. Edgar: $12,733,606 (4*) دراما عن رئيس كتب المخابرات الأميركي ج. إدغار هوفر من المخرج كلينت إيستوود 6 (3) A Very Harold & Kumar Christmas: $ 6,023,540 (2*) كوميديا من مواقف ساخرة بطلاها جون شو، كال بن 7 (5) In Time: $4,155,604 (3*) تشويق مستقبلي مع سيليان مورفي، جوستين تمبرلايك، أماندا سيفرايد 8 (4) Paranormal activity 3: $3,625,305 (1*) رعب أشباح في سلسلة من الظواهر غير الطبيعية مع كريستوفر سميث، لورين بتنر 9 (6) Footloose: $2,744,234 (2*) موسيقي هو إعادة لفيلم سابق ناجح مع كني وورمولد، جوليان هوف، أندي مكدووَل 10 (7) Real Steel: $2,117,828 (2*) أكشن مع هيو جاكمان الذي يُدير ملاكما مصنوعا كروبوت

الشرق الأوسط في

18/11/2011

 

تاجر مخدرات يلتزم فيتوجه بالوعظ لأطفال السودان

فيلم «رشاش الواعظ» يمزج المغامرة بالتبشير!

عبدالستار ناجي  

هنالك نوعية من الاعمال السينمائية، التي تدس السم بالعسل، والتي تذهب في طروحاتها ومضامينها، عبر حكايات مشبعة بالمغامرات، والتي تذهب اليها هوليوود، من اجل تحقيق كم من الاهداف والابعاد المحورية، بالذات، تلك التي تتعلق بموضوعات، التبشير!

وفي فيلم «رشاش الواعظ «machine gum prea cher» نحن امام فيلم مغامرات عادي جداً، وفجأة يتم الاهتمام به، ويتم اعتماده ضمن الاختيارات الرئيسة، لعدد هام من المهرجانات السينمائية ومنها مهرجان مونتريال السينمائي الدولي.

وحينما تشاهد الفيلم، تتكشف تلك المضامين ذات البعد التبشيري البحت.

تريدون الحكاية، لا بأس، تدور احداث الفيلم حول واعظ «قديس- قسيس- مبشر) والفيلم مقتبس من رواية حقيقية لجيسون كيلر، تصدى لاخراجها مارك فورستر، مستعينا بكم من النجوم ومنهم جيرارد بتلر وميشيل موناغان ومايتل شانون وكاتي بيكر ومادلين كارول وكم اخر من الاسماء.

الفيلم يسرد حكاية تاجر مخدرات يركب الدراجات ويقرر ان يتوب ويترك عمله، ويصبح ملتزماً دينيا، بعد تلك التوبة، ويصبح واعظا مبشراً، ويتوجه نحو الاطفال في السودان على وجه الخصوص، ويقوم بوعظهم.. والاهتمام بهم، خصوصاً، الذين اجبروا ان يصبحوا جنودا، وتذهب الحكاية في مجموعة من الخطوط التي تمزح المغامرات.. والاثارة.. والبنادق والتصفيات وايضا الدراما الانسانية لهؤلاء الجنود الصغار.. وايضاً تلك المساحات التبشيرية الصريحة، من قراءات وحمل واشارات دينية تأتي على لسان «سام شلدرن» «سام الاطفال» الذي يتحول الى واعظ، يتجاوز جرائمه وتجاربه بالمخدرات الى قسيس ينصح.. ويعظ.. ويستحضر القراءات الانجلية، في متاهات السودان.. ويتجه الى الاطفال على وجه الخصوص.

المخرج مارك فورستر، قادم من عالم افلام المغامرات ومن اعماله «مونستر بيل 2001، وله ايضاً عمل سينمائي رائع بعنوان «الطائرة الورقية the kite runner».

اما الكاتب جيسون كيلر، فله عدة اعمال، رسخت حضوره ككاتب سيناريو، وقد بدأ مشواره في التلفزيون من خلال الفيلم التلفزيوني «بيج شوت».

بدور «سام شلدرن» يأتي النجم جيرارد بتلر الذي شاهدناه في العديد من افلام المغامرات، واخرها «كورلوينس» و«كيف تدرب التنين» و«الحقيقة البشعة» و«300» حيث جسد بتلر دور الملك ليونداس ورحلته الشهيرة في مواجهة الفرس.

وهنا يذهب بتلر الى السودان ليقدم الوعظ.. ومواجهة كل شيء هناك، الاديان.. والعنف.. والجريمة.. ضمن مظلة التبشير الديني الصريح.

وفي الفيلم كم من المشهديات المقرونة بالديانة المسيحية، من تعميد وغيرها في الكنيسة.. ثم الانتقال الى جحيم السودان، من اجل بقاء الكنيسة هناك، يتم حرقها من قبل الارهابين والمتطرفين والجنود، وتبدأ المواجهة، ليكشف ذلك الواعظ عن مخالبه، ويضرب بقوة، حاملاً رشاشه.. وقاذفاته.. من اجل تحقيق السلام بالنصح تارة.. وبالقوة تارات عدة.

وفي الفيلم جوانب فنية عالية الجودة، قد تمنحه دفعة بشكل او باخر، صوب الترشيحات لعدد من الجوائز، على صعيد الموسيقى.. والسيناريو.. والتصوير.. والمؤثرات.

وقد تكون تلك الترشيحات جزءاً من ارضاء المؤسسة الدينية التي تدعم هكذا نتاجات سينمائية تمزح الجوانب التبشيرية بجوانب الحرفة السينمائية ومن بينها المغامرات.

ويبقى ان نقول..

فيلم «رشاش الواعظ» حيث التبشير في اقصى درجاته.

anaji_kuwait@hotmail.com

النهار الكويتية في

18/11/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)