حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

فانيسا هادجنز:

عمر الشريف فارس أحلامي

باريس - نبيل مسعد

بدأت النجمة الأميركية فانيسا هادجنز ممارسة التمثيل وهي في الرابعة عشرة من عمرها مشاركة في عدد من المسلسلات التلفزيونية الناجحة ثم في الفيلم السينمائي ذي الرواج العالمي «13».

وعلى عكس العديد من النجوم المراهقين الذين ينتهون فنياً قبل سن البلوغ، ازدادت شعبية هادجنز وهي في الثامنة عشرة حينما أدت الدور الرئيس في الجزء الأول من العمل التلفزيوني الاستعراضي «هاي سكول ميوزيكال» الذي صور له تكملة في ما بعد غير الجزء الثالث الذي أنتج للسينما وحقق إيرادات خيالية جاذباً إليه الجمهور الذي كان قد أعجب بالحلقتين التلفزيونيتين أصلاً.

وظهرت هادجنز (22 سنة) أخيراً في فيلم من نوع المغامرات الخيالية عنوانه «ساكر بانش»، وها هي الآن بطلة الفيلم الرومانسي المخيف «وحشي» الذي يروي حكاية شاب وسيم لكنه شرير تنزل عليه لعنة على شكل تحد يجبره على العثور في خلال سنة على الأكثر، على من تحبه بصدق وإلا تحول إلى كائن بشع المظهر على غرار نفسه السوداء.

وغير ذلك سجلت هادجنز أسطوانتين كتكملة لدورها الغنائي في «هاي سكول ميوزيكال».

وفي مناسبة الحفلة الباريسية المخصصة لنزول فيلم «وحشي» على شكل أسطوانة DVD إثر رواجه السينمائي العريض، التقت «الحياة» هادجنز وحاورتها.

·         ما هي جذورك التي قد تفسر بشرتك السمراء هذه؟

- أنا عبارة عن خليط هندي أحمر وفيليبيني وإرلندي ولاتيني أميركي. ولا شك في أن كل هذه الصفات تلعب دورها بصورة قوية في ملامحي وفي اللون الأسمر لبشرتي.

·     يأتي سحر فيلمك الجديد «وحشي» من كونه يختلف جذرياً عن الأعمال التي ظهرت فيها سابقاً، فهل لهذا السبب وافقت على المشاركة فيه؟

- نعم، فقد وقعت في غرام السيناريو فور أن قرأته إذ تخيلت نفسي أقرأ حكاية خيالية رومانسية بحتة من نوع «الجميلة والوحش»، لكن الشيء الذي دفع بي فعلاً إلى قبول الدور هو اللقاء الذي جمعني بالمخرج دانيال بارنز إذ أنه عرف كيف يجذبني عندما شرح لي نظرته إلى طريقة تصوير الحبكة والمواقف المخيفة فيها والممزوجة بناحية عاطفية بحتة. وعندما شاهدت الفيلم في ما بعد، تأكدت من أنني أحسنت الخيار، وأود إضافة نقطة في شأن شريكي في بطولة الفيلم، أليكس بيتيفير، فهو ممثل درامي من الدرجة الأولى وهذا ما سيكتشفه الجمهور المعتاد على رؤيته في أفلام خفيفة أساساً.

·     يتضمن فيلم «ساكر بانش» المستقبلي الخيالي والذي توليت بطولته حديثاً إلى جوار شلة من الممثلات المبتدئات، لقطات كثيرة مبنية على الحركات الرياضية الأسيوية. فهل تدربت عليها طويلاً أم أنك رياضية أساساً؟

-إنني رياضية أصلاً وأتدرب في شكل دوري على ممارسة الكثير من الألعاب مثلما أتدرب على الرقص. فالراقصة مثل البطلة الرياضية تحتاج إلى الحفاظ على ليونتها الجسمانية، وبما أنني أحب أفلام الكاراتيه الصينية منذ صباي أضفت الألعاب الأسيوية إلى قائمة نشاطاتي. والأمر لم يمنعني من التدريب الطويل قبل بدء تصوير الفيلم، وذلك على يد أخصائي هوليوودي، ولكن استعدادي الطبيعي جعلني ألبي طلباته بسرعة كبيرة.

·         ما هو لونك المفضل في السينما؟

- أنا كمتفرجة مولعة بأفلام الحب الدرامية التي تنتهي بطريقة مأسوية مسيلة للدموع، بينما كممثلة أهوى العمل في أغلب الألوان السينمائية الموجودة لأبرز كل وجوه طاقتي الفنية. فأنا شاركت في حكايات مرحة وكوميدية واستعراضية سمحت لي بإظهار طاقتي الفكاهية كمثل ما فعلته في كل أجزاء «هاي سكول ميوزيكال»، كما سبق لي الظهور في أعمال جادة من نوع المغامرات العنيفة لعل أهمها «ساكر بانش». وأعتقد أن فيلمي الجديد «وحشي» يحتل مكانة بين الإثنين.

اتزان

·     كيف تفسرين استمرار وجودك في الساحة الفنية علماً أن معظم النجوم المراهقين، وأنت منهم بما أنك بدأت في الرابعة عشرة من عمرك، يختفون بعد بلوغهم الثامنة عشرة؟

-الفضل في بقائي يعود إلى حد كبير إلى عائلتي والى الاتزان الكبير الذي يسودها، فأنا أتممت تعليمي المدرسي في ظروف عادية،على رغم شهرتي كمراهقة، ولم أستطع فرض نزواتي في المنزل لأن العقاب القاسي كان بانتظاري. لقد تلقيت المعاملة نفسها لأي فتاة عادية علماً أن المراهق النجم غالباً ما يدلل أكثر من غيره، فمن ناحيتي لم أعرف معنى التمادي في التصرفات أو تبذير المال أو البقاء خارج المنزل مع الأصدقاء حتى ساعة متأخرة من الليل. ووجدت نفسي في بعض الحالات محرومة من مزايا استفادت منها صديقاتي لمجرد إنني معروفة وهن لا. لقد شعرت بالظلم في أحيان كثيرة وأدركت مع مرور الوقت ومع تقدمي في العمر أن تصرفات أهلي كانت تهدف إلى حمايتي من السقوط في فخ أصدقاء السوء وتعاطي الكحول والمخدرات مثلما يحدث مع النجوم الصغار حال ماكولي كالكين ودرو باريمور، علماً أن الأخيرة ذاقت العذاب المر قبل أن تكسر الإطار المحيط بها وتصبح شابة متزنة، فأنا أقدرها وأحييها على شجاعتها وقوة إرادتها.

·         هل ستوافقين على احتراف ابنتك أو ابنك الفن منذ سن المراهقة مثلك عندما تصبحين أماً؟

- هذا سؤال حساس لا أعرف كيف أرد عليه فهو يسبب لي اضطراباً أكثر من أي شيء أخر كلما فكرت فيه، على رغم أنني لم أنجب بعد.

·         لماذا؟

-لأنني لست متأكدة من قدرتي على نقل التربية الصالحة التي تلقيتها إلى أولادي وبالتالي لا أعرف كيف سأواجه موضوع نجومية ابنتي مثلاً إذا أنجبت صبية وإذا حدث أن اختارت احتراف الفن ونجحت.

أتحدى أي متفرج

·         كيف واجهت عائلتك الصور الإباحية التي نشرت لك على شبكة الأنترنت ؟

- أؤكد لك إنني من الممثلات النادرات اللاتي يرفضن في شكل شبه دوري الظهور في لقطات جريئة أو فوق صفحات المجلات مجردة من ثيابي. وأتحدى أي متفرج يستطيع ذكر عنوان فيلم سطحي أو رخيص مثلت فيه.

·         لم أتكلم عن أفلام سطحية أو رخيصة بل عن صور محددة؟

-كل ما فعلته هو الوقوف أمام عدسة مصور معروف وفعلاً بلا ثيابي لكن مغلفة في إضاءة فنية خافتة أعطت النتيجة النهائية جمالاً كبيراً ومجرداً من أي إباحية. ولا أتذكر أن الموضوع سبب ضجة في البيت العائلي إطلاقاً مثلما أثار القيل والقال فوق صفحات المجلات الفضائحية التي تطارد الفنانين والتي عثرت هنا على فرصة لتحطيم شخصيتي وزيادة مبيعاتها على حسابي.

·         من هم نجومك المفضلون في هوليوود غير زاك إيفرون شريكك في «هاي سكول ميوزيكال» بطبيعة الحال؟

-أنا مولعة بمشاهير أيام زمان، وفي قائمة الرجال أشعر بحنان خاص جداً تجاه عمر الشريف لأنني قرأت عنه العديد من المقالات الجادة وبالتالي صرت ملمة بمشواره مع السينما منذ بدايته في مصر إلى إقامته هنا في باريس مروراً بنجوميته الهوليوودية والعالمية المرموقة. فها هو رجل لا يعشق السينما ولا التمثيل ويفضل صحبة الخيل على أهل الفن لكن شهرته تلاحقه عبر الأعوام وأينما تردد حتى إذا كان لا يظهر في أفلام جديدة بشكل مستمر. لقد ترك بصماته فوق عاصمة السينما العالمية وتحول أسطورة حية رغماً عن أنفه مثلما أن النساء يعشقن صحبته ويحلمن بحكاية عاطفية معه. وأنا شخصيا أجده في قمة الجاذبية مع أنه شارف على الثمانين من عمره.

·         أنت لا تتكلمين عنه وكأنه من مشاهير أيام زمان؟

- أقصد أنه بدأ مشواره الفني في منتصف القرن الماضي حتى لو كانت نجوميته لا تزال في محلها تقريباً.

·         ألا يعجبك روبرت باتينسون بطل مجموعة أفلام «توايلايت» مثلاً؟

-أسفة فهو لا يناسب ذوقي.

·         ومن هن نجماتك المفضلات؟

-ميريل ستريب وجيسيكا لانغ ثم نجمات القرن العشرين أيضاً مثل أفا غاردنر وديبورا كير وريتا هيوارث.

·         أنت في النهاية معجبة بالممثلات اللاتي لا يشكلن أي منافسة بالنسبة إليك، أليس كذلك؟

-أنها الصدفة التي تجعلني أفضل في الحقيقة فنانات من جيل غير جيلي وبالتالي لا يقدرن على منافستي لأنهن رحلن أو لأن الأدوار المطروحة عليهن لا أستطيع تمثيلها بسبب عمري. إن إجابتي غير مقصودة هكذا ولكنها صريحة جداً وهذا كل ما في الأمر.

·         هل تنوين الاستمرار في الغناء؟

-نعم، خصوصاً فوق المسرح في أعمال استعراضية مثلما سبق وفعلت في مسرحية «رنت» قبل عامين. وطموحي هو المشاركة في مسرحيات غنائية راقصة تعرض في نيويورك ولندن. أما في السينما فأنوي الاتجاه أكثر وأكثر نحو الأدوار غير الاستعراضية من فكاهية رومانسية وجادة حسب الحالة وطبقاً لنوعية السيناريوات التي سأتسلمها، والسبب في ذلك هو رغبتي في تغيير صورتي بعض الشيء لدى جمهوري وتقديم الدليل على أنني لست مغنية وراقصة فحسب بل فنانة متكاملة وممثلة جيدة.

الحياة اللندنية في

18/11/2011

 

لفتة الى سينما الحب والعرب

غوتنبرغ (السويد) - قيس قاسم 

«يومان آخران ويختتم مهرجان استوكهولم دورته الثانية والعشرين، وكانت مديرة المهرجان لخّصت في مؤتمر صحافي قصير اهم السينمات التي تطبع الدورة الجديدة وتميزها عن سابقاتهتا، مشيرة ان في الأرقام التي حرصت على ذكرها يكمن الكثير من توجهاتها، فعلى مستوى الأفلام المشاركة قالت إنها وصلت الى 173 فيلماً وهي وإن كانت أقل عدداً من أفلام الدورة السابقة، فإن السبب يكمن في توجه المهرجان لتأمين مشاهدة أكثر راحة لجمهوره: «في هذة السنة راهنّا كثيراً على إعطاء زوارنا تجربة مشاهدة إستثنائية، فقدمنا له أكثر من 17 قاعة عرض جديدة، توفر له متعة الإستمتاع بالعروض العالمية وبمقابلة المشاهير من الضيوف في جو إحتفالي ونادر». راحة على حساب الكم!

ربما هذا التوجه لوحده يعكس الدرجة العالية من الإطمئنان التي وصلها المهرجان، فيما غيره يتسابق لحشد أكبر عدد من الأفلام، ويتباهى بعضها بكثرتها، فيما يعتبرها البعض وبخاصة في منطقتنا العربية، مقياساً على أهميته وعالميته.

بقية الأرقام تشي برغبة المهرجان في الإحتفاظ ببعض خصوصياته وأن بدرجة أخف. فالتحدي الذي كان عنواناً بل وعاملاً من عوامل تفرد المهرجان، وبخاصة رهانه على سينما المرأة أو كل ما هو جديد في هذا العالم وغير المألوف من قبل، مثل أفلام التلفونات المحمولة، أو أفلام شبكة الإنترنيت، نجدها اليوم أقل ضغطاً على توجهاته، وربما اختياره «سينما الحب» كثيمة لدورته الحالية يعبر وبطريقة ما عن ليونة وأريَّحية تنظيمية انعكستا في حديث مديرته جيت شينيوس: «لقد أصبح مهرجاننا وبشكل واضح ملتقى للأجيال القادمة والواعدة من صناع الأفلام، وبرنامج الدورة الجديدة يمكن وصف مستواه وعن حق بالكلاسيكي العالمي، حيث تجتمع فيه؛ إضافة الى أسماء كبيرة، أخرى شابة، قادمة حديثاً، وهو ما زال يحرص على تقديم المخرجات الموهوبات، حيث بلغت نسبة مشاركتهن 26 في المئة بالمقارنة بعدد المخرجين الإجمالي فيه، وهي النسبة الأكبر منذ تأسيسه.

«هلأ لوين؟» في المسابقة

في هذا المسعى يكمن ربما حرص المهرجان على اشتراك اللبنانية نادين لبكي، والتي سبق لها أن فازت فيه عام 2007 مناصفة بجائزة اتحاد النقاد السينمائيين العالمي (فيبرسي) عن فيلمها «كراميل» وها هي اليوم تدخل كمنافسة في المسابقة العالمية بفيلمها الثاني «هلأ لوين؟» الى جانب عشرين مخرجاً من بينهم ستيف ماكوين ومنجزه «عار» والهولندي مايكل روسكام وشريطه المثير للجدل «رأس الثور» ويتناول فيه ظاهرة حقن العجول بالمنشطات المُضَخِمة ومدى تأثيرها على صحة الناس، عبر قصة رجل يتحول وبسببها الى كائن عدائي لا تقل قوته وإندفاعه العنيف عن قوة وإندفاع ثور هائج.

وهناك «كوريولانوس» المقتبس عن شكسبير، وقد عصرنه المخرج رالف فينيس. والى جانبه قراءة أندريا أرلوند السينمائية الجديدة لعمل الكاتبة الأنكليزية إيميلي برونتي الشهير «مرتفعات ويذيرينغ» والذي أختير أيضاً ليكون فيلم وسط المهرجان، فيما كان الإفتتاح من نصيب فيلم توماس ألفريدسون «سمكري، خياط، جندي وجاسوس» المأخوذ عن واحدة من روايات جون ليكاريه. على ان يختتم بـ «الجلد الذي أسكنه» لبيدرو المودفار.

أما خانة «منطقة مفتوحة» فضمّت أكبر عدد من أفلام الدورة وربما أهمها، ويكفي للدلالة على ذلك، ذكر: «منهج خطر» لديفيد كروننبرغ (عرض في الدورة الأخيرة لمهرجان أبو ظبي السينمائي) و«الصبي على الدراجة» للأخوين داردين، والفرنسي من إخراج رادو ميهايليانو، «نبع النساء» ذو المناخات والحبكة العربية. وعربياً، أيضاً، وعلى المستوى الوثائقي أُستُضيف الفيلم المصري «التحرير 2011: الطيب والشرس والسياسي» والذي تعاون على إخراجه ثلاثة شباب هم: تامر عزت، وآيتين أمين، وعمرو سلامة.

جوائز ورؤى

من تقاليد المهرجان السنوية منح جائزة «منجز العمر» لسينمائيين متميزين قدموا منجزات مهمة في حقل الإبداع السينمائي، وعلى المستوى المهني حققوا نجاحات بارزة. الاختيار وقع هذا العام على الممثلة الفرنسية إيزابيل هوبرت، والتي رأى فيها المهرجان «ممثلة سينمائية جمعت عبر أدائها كل ألوان التعبير السينمائي وشَكَلت أدوارها حُزمة مُشبعة بأفكار ومشاعر جسدتها في أفلام لن تُنسى مثل: «مدام بوفاري»، «معلمة البيانو» و«8 نساء» ومن بين أخر أعمالها التي شاهدها جمهور المهرجان «مادة بيضاء» عن سيدة أوروبية، صاحبة مزارع للقهوة في أحدى الدول الأفريقية، نلتقيها لحظة مواجهتها صراعاً على أرض أَخلصت لها، فيما استَّغلها رجال بيض، آخرون، ساهموا في إفساد نظام كامل، حَولوا عبره المساعدات الدولية لتنمية الموارد الزراعية في القارة الى مصدر ربح دائم لهم، وطبعاً على حساب فقراء مزارعيها.

ولاستلام جائزتها الثقيلة (تمثال لحصان برونزي يزن 7 كيلوغرام) حضرت إيزابيل هوبرت بنفسها الى استوكهولم لتقابل الجمهور وجهاً لوجه، فيما أُهديت الدورة، التي تمتد أيامها من التاسع حتى العشرين من شهر تشرين الثاني (نوفمبر)، الى المخرج الأميركي سيدني لوميت، الذي توفي العام الفائت، تاركاً وراءه إرثاً سينمائياً غنياً، ومنجزاً امتد لنصف قرن بلغ مجموعة 44 فيلماً، أخرها كان «قبل أن يعلم الشيطان أنك ميت» ويعرض المهرجان له مجموعة مختارة من بينها: «12 رجلاً غاضباً» و«سيربيكو».

أما جائزة «رؤية استوكهولم» فمنحت للمخرج المكسيكي أليخاندرو غونزالس إناريتو، لقناعة مسؤولي الجائزة بأنه واحد من المخرجين العالميين، وربما أكثرهم شاعرية، والذي أخذ على عاتقه لعب دور الوسيط بين الفردانية والكونية. فهو لم يتناول قضايا كبيرة كإنهيار العالم وفناء البشرية قدر إهتمامه بالفرد وعيشه الطبيعي، لهذا كثيراً ما نرى العائلة والطفل مركزاً حيوياً في أفلامه وأنه بهذا الانحياز للفرد الواقعي إنما يجسد العلاقات بينه وبين أحداث يعجز الإنسان لوحده السيطرة عليها، ولكن، وعلى رغم هذا، تقع على عاتقه ككائن بشري مسؤلية التفاعل معها ومع المتأثرين بها.

ولتوضيح رؤيتها اختارت استوكهولم أربعة أفلام من أعماله وهي: «محب الكلاب، 2000»، «21 غرام، 2003»، «بابل، 2006» و«بيوتيفول، 2010». وفي هذا الأطار تميّزت دورة هذا العام ايضاً الى جانب رؤيتها المحلية، بما يمكننا تسميته «رؤية لاتينية» تحاول تقديم أفضل أفلام القارة منها، مرشح المكسيك لأوسكار هذا العام: «ميس بالا» لجيرالدو نارنيو وفيلم ديغو ريغــيرس فـي عرضه العالمي الأول «ملح».

ومن «الخيال الآسيوي يرى السويديون في عاصمتهم: الهندي «غاندو» والكوري «أريرانج» حيث يسجل المخرج كيم كي - دوك بكامرته الديجيتال يومياته الشخصية وهو يعاني أزمة منتصف العمر. فكيم وبعد أعمال ناجحة ومع كل الإهتمام العالمي به وبخاصة في المهرجانات السينمائية الكبيرة يجد نفسه كئيباً معزولاً في مكان نائ يعيش يوماً رتيباً يصنع تفاصيله بنفسه، ويتذكر أفلامه، وفي النهاية ولوضع حد لقلقه وحيرته، يقرر قتل منتجيها في متخيل سينمائي يحتاج الى معرفة ببقية أعماله، مع كل جهده الذي بذله لتعميق نظرة مشاهديه لها ومعرفة أوسع بتفاصيلها. «أريرانج» أغنية منتصف العمر الحزينة، فيها مراجعـــة سيــنمائية للذات ولمهنة مُعَّذِبة.

الحياة اللندنية في

18/11/2011

 

ثلاثية الحياة لبازوليني وحلم الماضي الجميل

نجاح الجبيلي  

أول ما يلاحظ في أفلام بيير باولو بازوليني (الديكاميرون) و (حكايات كنتربري) و (وردة ألف ليلة) المسماة بثلاثية الحياة هو العري. إن كل مشهد تقريباً من كل فيلم يهتم بالمطاردة الليبيدية البسيطة للجنس الطارئ ويبرز غزارة الجسد العاري – الشاب والعجوز، الذكر والأنثى.

فإذا ما كنت معتاداً على أفلام بازوليني فربما لاحظت التفاؤل الجريء للثلاثية. وهذه الأفلام هي أخف أعماله وأجملها وألطفها، إذ تتميز بسعة الخيال المدهش والمفعمة بالأمل. يقدم كل فيلم فردوساً رعوياً ذا أخلاقية مفككة وأحوال داعرة. ثمة القليل من القلق أو النقد الاجتماعي الصريح في هذه الأفلام، وبدلاً من ذلك فإن بازوليني يحتفل بالشهوانية الشديدة للحكايات والابتسامات الملتوية والأجساد العارية المبهجة لأبطاله الريفيين الشباب والمتعة البسيطة للقصة التي تجري حكايتها بشكل جيد. وبسبب أو على الرغم من الطبيعة الجنسية المتماسكة لمقاطع الأفلام هذه فإن النغمة بأكملها هي إحدى الصفات الساذجة الشبيهة بالطفولية.

بالطبع إن جو السذاجة التي يصهر بها بازوليني هذه الثلاثية هو مدروس تماما. إن المخرج وظف هذه النغمة البريئة لمصلحة الثيمات الأكثر نضوجاً (والأقل طفولية) للسياسة والجماليات. وإذا ما أخذنا هذه الأفلام على حدة فإنها تكون تسليات سارة وبذيئة إلى حد ما. لكن بأجمعها تمثل الثلاثية شيئاً أكثر غنىً، رؤية متنوعة (كايدلوسكوبية) لماض قبل صناعي ودور الفن ضمن هذا العالم.

تتضمن (ثلاثية الحياة) لبازوليني إعدادا لثلاثة نصوص من العصور الوسطى كل منها خلاصة وافية لحكايات قصيرة مزدوجة تصور تفاعلات العقيدة والجنس والتجارة في تنويعة من الأصوات المختلفة والأساليب الأدبية. وعلى نحو ذي مغزى فإن موضوعات الأعمال الثلاثة كلها: الديكاميرون لبوكاشيو وحكايات كنتربري لجفري تشوسر، وألف ليلة وليلة التي كتبها عدة مؤلفين هي دنيوية وبروليتارية ولا تهتم حصراً بالنبالة أو تتيح تعليماً دينياً مثل أغلب الأدبيات الأخرى في ذلك الوقت. والنصوص الثلاثة تشترك في هيكلها بالأساليب نفسها: إطار قصة يؤسس لموقف، يكون فيه من الضروري لسلسلة من القصص أن تجري روايتها ( من قبل مجموعة من الشخصيات المختلفة في الديكاميرون وحكايات كنتربري وشخصية واحدة هي شهرزاد في ألف ليلة وليلة). في هذه الكتب يكون القص وسيلة للتخلص من الملل أو حتى تأخير لحظة الموت ولذا تصبح لا مجرد بذخ بل نشاط أو فعالية من الجوهري جزئياً العيش فيها. في هذه العوالم يخدم السرد قصداً ما وللفنان الراوي موقع فريد في مجتمعه. ويستعمل بازوليني جزئياً إعدادات أفلامه كي يحدد موقعه كفنان في عوالم هذه الكتب الثلاثة.

لهذا السبب فمن المهم ملاحظة كيف أن بازوليني يغير بشكل جذري الأعمال الأصلية في إعدادات الفيلم. ولا شك في أن هناك تأكيداً على الجنسانية في كل نص، لكن هذا مجرد مثال لتأويلات المخرج الخاصة لهذه الكتب بدلاَ من كونها تعديلاته أو مراجعاته لها.  إن تغييرات بازوليني كانت مدهشة في بناء هذه الأفلام وبالأخص في معالجته لإطارات القصص الأصلية. وبينما يطابق بشكل واضح بين فكرة تكامل السرد والمجتمع التي يعرّف بها كل كتاب يقوم بترتيب الهيكل السردي للنصوص الأصلية. إن رواة بوكاشيو يذهبون مثل شهرزاد، وعلى الرغم من أن حجاج تشوسر يلمحون بشكل وجيز، إلا أن لا أحد منهم يقص أي حكاية. وبدلاً من ذلك فإن بازوليني يعيد تأطير القصص في الأعمال الثلاثة ويصف علاقة أكثر براعة بين المجتمع والسرود التي تنيره.

بالطبع إن الوسيلة التي يصف بها بازوليني عوالم (الديكاميرون) و(حكايات كنتربري) و (الف ليلة وليلة) تتركه أمام اتهامات بأنها  دخيلة أو غريبة. إن جعل المخرج من كل الأجواء القروسطية والريفية مثالية في "ثلاثية الحياة"، هي نتيجة واضحة لآرائه الاشتراكية حول الفردوس الرومانتيكي ما قبل عصر الصناعة قبل صعود "النزعة الاستهلاكية المثيرة للاشمئزاز". إنه يتجنب بشكل متعمد كل إشارة إلى صعوبة الحياة الريفية وفقرها في العصور الوسطى.

ومع ذلك فإن هذه الأفلام ، مثل رؤية جيوتو عن مريم العذراء والأحلام المجموعة لليالي العربية، من الواضح إنها تمثل عالماً فنتازياً – إن تصوير بازوليني مفعم بالأمل لما يجب أن يكون عليه العالم لا كما كان أو يكون. هذه أحلام بالفردوس والطيبة المتأصلة والبراءة لماض متخيل. بالنسبة لفنان مثل بازوليني مسحور بالعالم الحديث تكون (ثلاثية الحياة) أو (فعالية الشباب في الحرية الجنسية) هو نوع من الأمل الأخير للإنسانية. لكن المخرج كان واعياً بحدود رؤيته وخدعتها ولم يقتنع بهذا الحلم، فهو يرفض شكلياً سلسلة أفلامه هذه في عمود بجريدة إيطالية كتبه بعد سنة من إكمال الثلاثية، لذا فإن تحرر بازوليني من وهمه الأخير وحلمه بذلك العالم نتج عنه كابوسه الأخير المتمثل بفيلم (سالو).

محطات سينمائية

إعداد/ عادل العامل

عودة جيمس بوند 

سيعود دانييل كريغ يتفادى الرصاص، ويهزم أوغاداً من الصين إلى تركيا في القسم الـ 23 من امتياز ( أفلام جيمس بوند ). وكما أُعلن سابقاً، يقوم المخرج سام مينديز بإخراج مغامرته الجيمس بوندية الأولى، التي تحتفي بذكراها الخمسين في عام 2012 عند إطلاق ( Skyfall ). والأشياء القليلة التي أعلن عنها مينديز في لندن هي كادره التمثيلي ومواقع الفيلم، حيث يعود زبونا بوند، كريغ وجودي دينتش مديرة مخابرات M16 الصارمة، إلى دوريهما، ويقوم الممثل الأسباني خافيير باردَم بدور الوغد والممثلة الفرنسية بيرانيس مارلو  ونعومي هاريس من بريطانيا بدور فتاتي بوند. أما ما قاله المنتجون فهو أن الفيلم سيأخذ بوند في بعثة مليئة بالحركة والأحداث إلى أماكن مختلفة من العالم، كلندن، وشنغهاي، واسطنبول، واسكتلندة.

"خمس عرائس" فـي الـعــرض الآن

أطلق للعرض في دور السينما الروسية فيلم جديد من إخراج كارين أوغانيسيان، يحمل عنوان "خمس عرائس". وهو عبارة عن كوميديا ترسم مغامرات مرحة للشباب بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية. ويتميز المخرج أوغانيسيان بقدرته على إيجاد جزء صغير من السعادة والمرح حتى في الأوقات المأساوية، فالحياة ينبغي أن تستمر. وقصة الفيلم حول بعض الأصدقاء الجنود الذين لايستطيعون الرجوع إلى بيوتهم بعد انتهاء الحرب. وحين يذهب أحدهم إلى قريته في مهمة تستغرق 24 ساعة، يطلب كل واحد منه أن يبحث عن عروسٍ له. وقد صرّح المخرج أوغانيسيان قائلا: إنه لا يعرف لماذا اختار هذه المجموعة من الممثلات والممثلين بالذات، لكنه عندما يتخذ قرارا في عمله، فإنه متأكد من أن هذا القرار صحيح، وهكذا كان الأمر هنا تماماً وقد حقق الطاقم النجاح لدى الجمهور.

ناديتا في منتدى النساء العالميّات

أصبحت الممثلة والمخرجة الهندية ناديتا داس أول امرأة هندية تُعيَّن في منتدى النساء العالميات International Women's Forum. وبحضور نسوة قياديات من 70 دولة، راحت الممثلة التي غالباً ما سلكت مساراً منعزلاً في الصناعة المسكونة بالفتنة، تسير في صحبة على قدم المساواة. ويساعد منتدى النساء العالميات على الربط بين نساء العالم البارزات بحيث يكون في استطاعتهن تبادل الأفكار وتصعيد قيادة أفضل لعالم متغير. وقد اختيرت ناديتا  لمساهماتها المعزَّزة للفنون وللعالم كواحدة من القياديات الأكثر جاذبيةً في الفنون السينمائية في وقتنا هذا، والتي أظهرت لنا كيف تكون الأصالة في الواقع، وكيف يمكن للحفاظ على القيَم واستخدام الموهبة أن يدفعا بالنساء والعالم إلى الأمام، كما تقول مجلة The Hindu.

المدى العراقية في

17/11/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)