حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

الحياة بقي لونها «ثـــــــوري»!!

كتب طارق الشناوي

وتبدد تماماً الخط الفاصل بين ما هو سياسي وما هو ثقافي المهرجانات صارت تلعبها سياسة ويبدو أن رجال السياسة أصبحوا الآن يلعبونها مهرجانات.

والحقيقة أن ثورات الربيع العربي تجاوزت الحدود ليصبح لها مردودها في العالم كله، حتي المهرجات العالمية الكبري مثل «كان» و«فينسيا» لم تعتبر أن الثورة ظرف إقليمي وقضية عربية فقط ولكنها تعاملت معها علي اعتبار أنها تهم كل العالم.. في المهرجانات العالمية الكبري تواجدت علي خريطتها وفي مساحات خاصة أفلام مصرية وتونسية وسورية تتناول الثورة ويجب ألا نفرط في الإعجاب بمستوي هذه الأفلام والتي أراها في جانب منها تقدم الثورة لكنها لا تتعمق فيها، وهذه قضية أخري سوف نتناولها قريباً بشيء من التفصيل لأن البعض اعتبر أن الأفلام التي عرضت في تلك المهرجانات الكبري شهادة للسينما العربية علي إنجازها وبأنهم قدموا أفلاماً عظيمة رغم أن الواقع يؤكد أنها كانت شهادة للثورات العربية وأن الاختيار جاء للثورة قبل السينما!!

كان أسبق مهرجان عربي كبير وضع علي أجندته الثورة العربية هو «أبو ظبي».. تاريخياً سبقه ببضعة أيام مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي ولكنه أصبح بمثابة فضيحة مدوية حتي العنوان الذي رفعه في ندوته الرئيسية وهو «السينما وثورات الربيع» لم يزد عن كونه تضييعا للوقت فلم نر في الحقيقة لا سينما ولا ثورة، بينما الندوة التي تناولت العلاقة بين الثورة والسينما هي تلك التي شاهدتها في «أبوظبي» حيث كان عدد من فنانين لديهم مواقف واضحة متواجدين علي المنصة مثل «عمرو واكد» و«خالد أبوالنجا» من مصر والكاتبة «هالة العبدالله» والمخرج «نبيل المالح» من سوريا والمنتج «الحبيب عطية» من تونس.

تستطيع أن تري مثلا رئاسة نبيل المالح المخرج السوري المعارض للجنة تحكيم مهرجان «أبوظبي» ثم رئاسة محمد ملص المخرج السوري المعارض للجنة تحكيم مهرجان» الدوحة هو بمثابة موقف مسبق من تلك المهرجانات للوقوف إلي جانب الثورة السورية ضد بشار ولهذا مثلا سوف تكتشف أن النجوم - البشاريين - من سوريا أحجموا عن الذهاب للمهرجانيين كنوع من التعبير عن وقوفهم إلي جانب بشار!!

الثورات العربية عنوان رئيسي في المهرجانات ولكن السينما أيضاً ينبغي أن تجد مكانتها لنسأل بالضبط ما هي السينما القادمة بعد أن تغير المزاج النفسي للجمهور.. قد يعتقد البعض بالمناسبة أن الأفلام التي تناولت مباشرة الثورة هي التي تعبر عن روحها ولكن الحقيقة أثبتت أن تلك الأفلام، خاصة الروائية منها، كانت تسعي لاستثمار الحدث الثوري والضحك علي الجمهور بينما ما نصبو إليه وننتظره هو أن نشاهد سينما أخري تتعانق فيها الأفكار الشابة التي تحطم المألوف.. لا تحكي بالضرورة عن الثورة ولكنها تمتلك صدقاً في التعبير بات مع الأسف عزيز المنال شحيحاً علي الشاشة.. النمط الإنتاجي علي سبيل المثال في السينما المصرية سوف يشهد تغييراً، وهذا بالطبع سوف يؤدي في جانب منه إلي تقليص سطوة النجوم علي مقدرات الفيلم السينمائي.. السينما المصرية لن تتغير مائة درجة سيظل الخط التجاري التقليدي له جمهوره وتواجده ومساحته ولكن أيضاً هناك خطاً موازياً يسمح بتقديم معادلات إنتاجية أخري تطرح بالضرورة فكراً مغايراً وهذا هو ما أعتقد أننا سوف نراه ليس علي المستوي المصري فقط ولكن عربيا أيضاً.

هذا هو ما أتمني أن أراه قريباً حتي يمحو تلك الصورة من الذاكرة التي رأيتها في مهرجان «أبوظبي» قبل عرض الفيلم المصري «أسماء» عندما هتف كل من مخرج الفيلم «عمرو سلامة» مرددا :تحيا مصر وردت عليه بطلة الفيلم «هند صبري»: تحيا تونس ومصر وقالت المذيعة اللبنانية التي كانت تتولي مهمة تقديم الفيلم: تحيا مصر وتونس وسوريا بدلاً من أن تقول تحيا الثورات العربية.. كم تمنيت أن ثورات الربيع العربي كانت قادرة أيضاً علي تحريرنا من تلك النظرة القطرية الضيقة.. الربيع العربي كان عربياً وليس مصرياً أو تونسياً أو سورياً أوليبيا فقط.. ولكن أغلب نجومنا كانوا يهتفون فقط لبلادهم ولهذا أقول بالنيابة عن الجميع: تحيا الأمة العربية.. الحياة لم يعد لونها «بمبي» كما كانت تعتقد «سعاد حسني» ولكن لونها «ثوري»!!

مجلة روز اليوسف في

05/11/2011

 

ميدان التحرير في أوسكار 2012

كتب محمد عادل 

«في ميدان التحرير: 18 يوم لثورة مصر غير المُكتملة» أو In Tahrir Square : 18 Days Of Egypt's Unfinished Revolution هو الفيلم الوثائقي الذي تم ترشيحه لجوائز الأوسكار أواخر فبراير القادم في فئة «أفضل فيلم وثائقي قصير»، لتُسجل الثورة المصرية حضوراً في أكبر المهرجانات السينمائية في العالم بدون حضور أي فنان أو عمل مصري أصيل ليُمثلها!

الفيلم تم عرضه في 17 أغسطس الماضي، يدور الفيلم - الذي تقع مُدته في 36 دقيقة - كما كُتِبَ عنه في موقع IMDB السينمائي الشهير بلقطات من داخل ميدان التحرير، حيث بدايات الصراع وذروته هناك، فالفيلم يُساعد مُشاهديه علي معرفة تجربة التمرد المُباشر لإسقاط ديكتاتور من قمة عرشه، لتتغير مصر بعدها للأبد، و رغم أن الفيلم أمريكي إلا أنه مُترجم للإنجليزية لأن أحداثه كُلها من واقع المصريين بلغتهم العربية.

الفيلم أخرجه الأمريكيان «جون ألبرت» و«ماثيو أونيل»، الاثنان يعملان أيضاً في مجال الإنتاج والتصوير، ولا يُعتبر هذا هو فيلمهما الأول، بل اشتركا في عِدة أفلام من قبل، مِنها :China Unnatural Disaster: The Tears of Sichuan Province عن الزلزال الكارثي الذي ضرب مقاطعة «سشوان» في الصين في عــام 2008 وأدي إلي مقتل 70 ألــف شــخـص، أمــا فــيلم No Contract, No Cookies: The Stella D Oro Strike وهو عن كفاح 138 عاملا مُعظمهم من المُهاجرين في مخبز شهير في منطقة «برونكس» حيث يُريد المسئولون تخفيض الأجور إلي 30 %، وفيلم Wartorn: 1861-2010 عن ارتفاع مُعدل انتحار المُجندين وقِدامي المُحاربين في الجيش الأمريكي مع تسليط الضوء علي الجراح التي تؤديها الحرب في نفوس هؤلاء.

الجدير بالذِكر أن هذا ليس أول أفلام هذين المُخرجين عن العالم العربي، بل سبقها ثلاثة أفلام وكُلها عن العراق!.. الأول والثاني هما جُزءين لفيلم واحد بعنوان «الجسر إلي بغداد» أو Bridge To Baghdad في عام 2003 ، أما الثالث فهو فيلم Baghdad ER في عام 2006 ، في حين لا يقوم «جون ألبرت» بتحضير أي فيلم جديد حالياً بعد فيلم «في ميدان التحرير»، يقوم رفيقه «ماثيو أونيل» بالتحضير لفيلم جديد بعنوان «الموسم الأول» أو The First Season عن مُحاولة زوجين «بول» و«فيليس» وأطفالهما الأربعة تحقيق الحلم الأمريكي في النهوض بمستواهم مِن خلال دخولهم في مجال الألبان بعد ارتفاع أسعاره لأرقام فلكية.

فيلم «في ميدان التحرير» تم ترشيحه مع ثمانية أفلام أخري لجائزة أوسكار «أفضل فيلم وثائقي قصير» سيتم تقليص القائمة لخمسة أفلام في قائمة الترشيحات يوم الرابع والعشرين من شهر يناير القادم، والأفلام المُرشحة هي: The Barber of Birmingham: Foot Soldier of the Civil Rights Movement للمُخرجين «روبين فرايداي» و«جيل دولجان» الذي كان أيضاً مُديراً لتصوير نفس الفيلم ومات في أكتوبر الماضي بعد صراع طويل مع مرض السرطان، و«الإله هو ألفيس الكبير» أو God Is the Bigger Elvis للمُخرجة «ريبيكا كاميسا»، و«حادث في بغداد الجديدة» أو Incident in New Baghdad للمُخرج «جيمس سبيون»، و«أحلام الأنبوب» أو Pipe Dreams للمُخرجة «ليزلي إيوركس»، و«إنقاذ الوجه» أو Saving Face للمُخرجين «دانيال جانج» و«شارمين عبيد شينوي»، وThe Tsunami and the Cherry Blossom للمُخرجة «لوسي واكر».

إلا أنه من المُتوقع عدم خروج فيلم «ميدان التحرير» مِن قائمة الترشيحات النهائية، خاصةً لما يُمثله من أهمية في توثيق الثورة المصرية ولأن التوقعات بأن حفل الأوسكار لن يخرج خالي الوفاض من فيلم قائم علي «الربيع العربي» كما يصفونه، كما أنه بفضل المستوي الفني المُرتفع للعمل فقد تم ترشيحه لجائزة الأوسكار.

وعن سبب تسمية الفيلم بهذا الاسم، عبر المُخرجان «جون ألبرت» و«ماثيو أونيل» في حوار نشره موقع Global Post عن أن السبب في هذا الاسم هو تعجبهما بعد كُل هذه الأحداث أن يرحل المصريون يوم 11 فبراير عن الميدان هكذا، ليتم تسليم الثورة للمجلس العسكري الذي اختاره «مُبارك» نفسه لإدارة شئون البلاد!.. لهذا شعرا بأن «الثورة منقوصة» علي حد قولهما. هذا وقد وصفت الناقدة «ديبرا يونج» في جريدة Hollywood Reporter الفيلم بكونه عملاً موضوعياً وذكياً، يُلقي نظرة مُقربة عما حدث في «الربيع العربي»، تحديداً في مصر، كما أنه يكشف كيف استطاع شعب كامل أن ينتفض ويُسقط حاكمه خلال 18 يوماً، ثم يبدأ في مُحاكمته قبل مرور ستة أشهر، لذلك هو عمل توثيقي مهم لتلك الفترة.. كما أشاد بالفيلم الناقد «جاي ويسبيرج» من مجلة Variety والناقد «مارك أدامز» من جريدة Screen International .

يشترك مع المُخرجين الأمريكيين «جون ألبرت» و«ماثيو أونيل» في الفيلم المُخرجة والمُصورة والمُنتجة «جاكلين سوهين» والتي قامت بعمل أفلام وثائقية مثل «الحرب العالمية الرابعة» أو The Fourth World War و«أسود وذهبي» أو Black And Gold ، وهي تشترك في فيلم «في ميدان التحرير» بوصفها مُنتجة ومُصورة فقط.

أما الموسيقي «نيكولاس بايك» فهو واضع الموسيقي التصويرية الأساسية لهذا الفيلم قام بالمُشاركة في عِدة أفلام تسجيلية أخري.

المُدهش أن ''نيكولاس بايك'' شارك أيضاً في وضع موسيقي تصويرية مؤخراً عن فيلم عن الثورة المصرية، تسجيلي أيضاً، بعنوان Tahrir ، وهو فيلم «إيطالي فرنسي» للمُخرج «ستيفانو سافونا»، وهو علي عكس من الفيلم الأمريكي «في ميدان التحرير»، حيث يقع في مُدة زمنية أكبر - 90 دقيقة - والفيلم يبدأ من مجموعة صغيرة، مُتماسكين ومُعتصمين داخل ميدان التحرير، علي أمل خروج «حُسني مُبارك» مِن الحُكم، ينتقل الفيلم بعدها لاستعراض حالة البطالة والظروف المعيشية الصعبة، مِمَا يؤدي لتغييرات اجتماعية وازدياد حالة الغضب داخل المصريين، هذه المجموعة الصغيرة تبدأ أعدادها تكبر، حيث يقومون بالتواصــل عــن طريـق الهواتف والـ Facebook و Twitter والمئات أصبحوا آلافا، ثم ملايين، الكل يجتمع علي هدف واحد، إلا أن الفيلم يوضح أن أهداف الثورة السلمية سرعان ما انقلبت إلي صراعات وعُنف لم يكُن متوقعاً مِن قبل، إلا أن الفيلم يبدو ضعيفاً، حيث لم تتعدَ نسبته 8,5 من مجموع 10 كتقييم في موقع IMDB السينمائي الشهير.

مجلة روز اليوسف في

05/11/2011

 

النساء بين العزل السياسي والعــزل الجنســـي!

كتب سمر فتحى 

الإضراب عن الطعام أو الشراب هو صورة من صور التطور الطبيعي للاعتصامات والاحتجاجات التي يشهدها العالم أجمع، ومنذ أن عرف الإنسان كلمة مظاهرة، أما أن يكون هناك إضراب عن الجنس فهذا أمر غريب لم نعتد عليه من قبل في مظاهراتنا أو اعتصاماتنا أو احتجاجاتنا؟! الإضراب عن الجنس إضراب جديد من نوعه أول ما ظهر ظهر علي الورق قبل أن يتحول إلي ظاهرة مجتمعية، وذلك من خلال رواية «أريستوفانس ليسيستراتا» وتحكي عن سيدة إغريقية حثت نساء بلدتها علي الامتناع عن الجنس لوقف الحرب بين أثينا وإسبرطة.

وبعد أكثر من 50 عاما تتوارد الأفكار ليقدم المخرج الفرنسي «رادو ميهاليان» نفس الفكرة من خلال الفيلم المغربي الفرنسي «نبع النساء» بطولة الجزائرية «ليلي بختي» والتونسية «حفيظة حزري» والفلسطينيين صالح بكري وهيام عباس ومن المغرب «محمدمجد» و«بيونة». الفيلم يتناول فكرة الإضراب عن الجنس في صورة تلمس جانبا من معاناة المرأة العربية ممثلة في قرية مغربية صغيرة تقوم فيها النساء بمجهود بدني كبير، حيث يقمن بجلب الحطب كوقود ومياه الشرب من نبع جبلي بعيد ويسرن في طريق صخري وعر في حين يتفرغ الرجال للجلوس في المقاهي للعب الورق والثرثرة، جاءت فكرة الإضراب عن الجنس حلا سلبيا اقترحته بطلة الفيلم «ليلي» علي النساء لكي يجبرن الرجال علي جلب الماء وتحمل المسئولية، ولكن أول من يرفض الفكرة حماتها التي تأمر ابنها بتطليق «الزوجة المتمردة» بحجة أنها عاقر.

وقد ركز الفيلم علي الواقع الذي يعيشه هؤلاء المغاربة المحرومون من التمتع بأبسط الحقوق الإنسانية، حيث تشيع الأمية والجهل والقمع والتمييز باسم الدين حتي إن رجل الدين أصبح وسيلة لاستمرار سطوة الرجال ويطالب النساء بإنهاء الإضراب قائلا: إنه مخالف لقواعد الدين.

وعلي الرغم من معاناة هؤلاء الناس كن يرضين بدورهن في العمل الشاق وكونهن أوعية للجنس وإنجاب الذرية التي يموت منها الكثير بسبب تردي الأوضاع الصحية فإحداهن أنجبت 12 مرة ولم يعش لها سوي أربعة أبناء فقط.

قدوم «ليلي» من مجتمع متحرر وأكثر تفتحا ودخولها علي عالم غريب أكثر تخلفا يجعلها ترفض وتتصدي لعمليات القمع والقهر التي تطارد المرأة وتجعلها مجرد وسيلة للمتعة فقط، وهو ما جعلها أيضا تثور علي الأوضاع غير الإنسانية لنساء القرية ومن هنا يبدأ دورها في التغيير بتوعية النساء بما هن عليه من أمية، وما يجب أن يفعلنه، من جانب آخر وجد الرجال أن الحل الأمثل هو العودة إلي استخدام الخطاب الديني الذي يؤكد أن «النساء شقائق الرجال»، وأن تمنع النساء عن معاشرة أزواجهن حرام شرعا، كما أنه يغضب الله عز وجل.

وفي تحد للرجال تقوم النساء بخطوة تصعيدية بالذهاب إلي مقهي يمارس فيه الرجال البطالة الدائمة ويرفعن لافتة تطالبهم بتحمل مسئولياتهم ثم يشاركن في رقصة غنائية تكشف تناقض الرجال وتخاذلهم.

وينتهي الفيلم بانتصار النساء علي أزواجهن وهو ما يدفع الرجال لاتخاذ قرار بتصحيح الأوضاع بالعودة إلي طبيعتهم كرجال والعمل وتحمل المسئولية.

«رادو ميهاليان» سلط الضوء علي وضع المرأة وقهرها مجتمعيا وجسديا في العالم العربي بدعوي العادات والتقاليد، إلا أنه استطاع أن يقدم عملا دراميا يمس الحياة الاجتماعية، مع استخدام الخطاب الديني في حثهن للبعد عن قرارهن بعزل رجالهن عنهن، وليظهر دور الإسلام في مثل هذه الأحكام حتي لا يتهم بالتشهير بالإسلام بسبب ديانته اليهودية التي من الممكن أن تصبح أداة للتساؤل والرفض والاتهام المسبق بالهجوم العلني علي الإسلام.

الغريب أن الفيلم لامس نفس القضية التي تعاني منها بعض البلاد ونقل صورة واقع يعيشه رجال العديد من تلك الدول، آخر الإضرابات الجنسية كان في الفلبين في قرية «دادو»، حيث اتفقت نساء قريتين علي وقف المعاشرة الزوجية لحين وقف الاقتتال بين القريتين المتجاورتين، وبالفعل نجح الإضراب وتوقف القتال، كما لجأت نساء مدينة «بارباكواس» الكولومبية للإضراب عن الجنس من أجل تمديد طريق أسفلت لبلدتهن المعزولة بسبب غياب المواصلات.

وفعلتها قرية «فلسطينا» بالبرازيل حين شعرت النساء بالقلق بشأن فيروس «الإيدز» فاعتقدن أن أزواجهن معرضون للخطر بالإصابة فقررت النسوة الإضراب عن الجنس لوقف انتشار الفيروس. كمال رمزي أكد أن فيلم «نبع النساء» من الأفكار الجديدة التي نضجت بها المغرب، لما قدمته من عمل درامي معالج بصورة واقعية، فعلي الرغم من تواجد العديد من الأعمال المسرحية اليونانية التي تطرقت لتلك القضية إلا أن الفيلم نقلها من زاوية أخري وهي كيفية احترام عقل المرأة وأيضا جسدها.

«خيرية البشلاوي» وصفت فيلم «نبع النساء» بأنه أكثر من رائع بكل ما فيه سواء التصوير والألوان وأداء الممثلين والإخراج والقصة نفسها.

«خيرية» أكدت أن الفيلم نقل صورة عن القهر والاستعباد لمجموعة من النساء في قرية بسيطة يوجد بها رجال متكاسلون وحين أرادوا التحرر من قيود هؤلاء الرجال لم يملكن أي سلاح غير الإضراب عن الجنس الذي يمثل بالنسبة للرجل الحياة والروح.

وتمنت أن تتناول السينما المصرية مثل هذه النوعية من الأفلام لافتة أن الدين الإسلامي كرم المرأة والإضراب الذي حدث في أحداث الفيلم ليس تمنعا، لكنه الوسيلة الوحيدة لدي النساء فهن لا يملكن غيرها للدفاع عن حقوقهن.

د. محمود عاشور وكيل الأزهر السابق علق قائلا: تفعل النساء ما تشاء فهن الخاسرات، مشيرا إلي أنه ليس من حق الزوجة الامتناع عن رد حقوق زوجها، فهذا مخالف لنصوص الشريعة الإسلامية، كما ترفضه جميع الأديان السماوية.

«عاشور» أضاف أن الفيلم نقل واقعا من الممكن أن يحدث في كثير من البلاد مثل تركيا بعد أن أصبح إسلامها إسلاما غربيا علي عكس مصر التي تتمتع بعقيدة إسلامية وأيضا قبطية تعرف ما عليها وتنفذه، ولذلك أستبعد حدوث مثل هذه القصة في مصر تماما.

«د. آمنة نصير» - أستاذة العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر - أشارت إلي أن هذه العلاقة الحميمية لابد أن يدرك فيها الرجل أنها تحتاج إلي جو نفسي مستقر وجانب أخلاقي يضمن للزوجة كرامتها، لافتة إلي أن هناك أزواجا كثيرين يسيئون معاملة زوجاتهم ثم يطالبون مضاجعتهن، وبالتالي يحدث النفور من قبل الزوجة، ومن ثم تتخذ بعض الزوجات الإضراب كنوع من العقاب لإساءة معاملة الزوج لها.

«آمنة» تري أن الفيلم نقل ثورة إلي حد كبير توجد بمجتمعنا المصري فكثير من النساء يقمن بأعمال شاقة والزوج عاطل بالمنزل لا يقدم أي شيء! «د. إيمان القماح» - أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس - قالت: إن هذا الفيلم يعد ثورة علي عادات وتقاليد المجتمعات العربية، التي تعتبر الحديث في مثل هذه الأمور خطأ كبيرا، وتشير إلي أن انتشار الأمية والجهل في المجتمعات هو السبب وراء انتشار فكرة الجنس بطريقة خاطئة، والتي لابد من معالجتها بطريقة صحيحة.

مجلة روز اليوسف في

05/11/2011

 

«حلمي» و«مكي»من ينتصر في العيد؟!

كتب طارق مرسى 

في منافسة محفوفة بالمخاطر استقر المنتجون علي عرض 3 أفلام جديدة في عيد الأضحي، وهي تمثل أقل معدل في سباق المنافسة لهذا الموسم في تاريخ السينما.

الأخطر أن المنتجين لم يجدوا خيارا سوي المغامرة بأهم النجوم في محاولة أخيرة لجذب الجمهور لشباك التذاكر بعد الخسائر التي تعرضوا لها عام 2011 وهم «أحمد حلمي» الفتي الذهبي بفيلمه «إكس لارج»، و«أحمد مكي» «الحصان الأسود» في الأعوام الثلاثة الأخيرة بفيلم «سيما علي بابا» وبينهما «كف القمر» لوفاء عامر.

حسابات المنتجين في اختيار هذه الأفلام ارتكزت علي فلسفة إبعاد المنافسة عن دائرة «القوائم السوداء» أو النجوم المعادية لثورة يناير التي راح ضحيتها «طلعت زكريا».

أما «تامر حسني» فقد فضل المنتجون رفعه مؤقتا من الخدمة رغم انتهائه من تصوير الجزء الثالث من فيلمه «عمر وسلمي» خوفا عليه من غضب الثوار، أما في فيلم «كف القمر» فلجأ مخرجه خالد يوسف إلي حيلة وقائية بإبعاد إحدي بطلاته غادة عبدالرازق من «الأفيشات» وأيضا المشاهد التي تجيد فيها خوفا من عزوف الجمهور عنها باعتبارها مصنفة في «القوائم السوداء» مكتفيا بوفاء عامر وجومانا مراد!

نظريا وواقعيا تنحصر المنافسة ما بين نجمي الكوميديا «أحمد حلمي» فتي الكوميديا الأول خلال الـ 5 سنوات الأخيرة، و«أحمد مكي» الصاروخ القادم الذي يهدد عرش نجوم الكوميديا.. أما «كف القمر» فإن المشاهدة الأولي له تقول إنه ينافس نفسه، حيث يراهن بتفاصيل مليودرامية كانت غائبة منذ فترة طويلة علي الشاشة ويحاول مخرجه خالد يوسف استرجاع قضايا بدايته الفنية عندما قدم فيلمه «العاصفة».

بين الأحمدين - حلمي ومكي - تار بايت، في موقعة ربما لا تحمد عقباها، حيث تقول كواليس العلاقة بينهما إن «حلمي» رفض مساندة «مكي» في بداية مشواره من خلال شركته الإنتاجية فاعتمد «مكي» علي نفسه حتي أثبت جدارته في منافسة «الكبار» علي شباك التذاكر وتراهن به المنتجة إسعاد يونس الآن بعد أن حقق نجاحا استثنائيا في رمضان الماضي بمسلسله «الكبير أوي»، الجزء الثاني بأداء حظي بإعجاب الجميع وهو مسلسل من فصيلة نادرة تهيأت فيه كل الطقوس الملائمة لميلاد النجوم.

أما «أحمد حلمي» فتقول صحيفة الحالة الكوميدية له أنه صاحب مدرسة جديدة في الكوميديا الراقية والجادة الخالية من الافتعال والابتذال والتي قلب بها كل الأوضاع والموازين، والمفاجأة أن «حلمي» في فيلمه «إكس لارج» كعادته في أعماله الأخيرة يراهن علي قضية مهمة وهي قضية التكيف مع المجتمع وظروفه وأحواله كتبها له المتميز أيمن بهجت قمر.

المفاجأة الأكبر هي أنه سلم كرسي القيادة الفنية للمخرج المتميز «شريف عرفة» فهو نفسه أول من راهن علي موهبة أحمد حلمي في فيلم «عبود علي الحدود» وتنبأ بنجاحه.

الغريب في منافسة «حلمي» و«مكي» أنها تسجل واقعة فريدة من نوعها، حيث تتقاسم في الفيلمين بنتا الكوميديان الكبير «سمير غانم» البطولة، ففي فيلم «إكس لارج» تقف دنيا سمير غانم بجوار أحمد حلمي، رغم أنها تدين بالفضل لأحمد مكي الذي قدمها في أبرز أعماله نحو القمة وآخرها ثنائية «الكبير أوي» الذي قدمت فيه وصلة من الأداء الراقي، بينما تقف «إيمي سمير غانم» كبطلة أمام «أحمد مكي»، بينما كان أول من قدمها هو «أحمد حلمي»!

في المقابل يدخل فيلم «كف القمر» حلبة المنافسة من منظور مختلف بعيدا عن التراك الكوميدي، حيث يراهن خالد يوسف بقضية رمزية وميلودرامية وفلسفية وهي قضية «الأسرة الصغيرة» التي ترمز إلي الوطن الذي نعيش فيه والأمة العربية التي ننتمي إليها.

«خالد» من خلال المشاهدة الأولي يعود لفتح ملفات وطنية وقومية ويسترد فيه ذاكرة فيلمه الأول «العاصفة».

فيلم «كف القمر» الذي تقوم ببطولته وفاء عامر وغادة عبدالرازق لا ينتمي إلي نوعية السينما التجارية التي تراهن علي شباك التذاكر وترفع شعار «الجمهور عايز كده»، بل ترفع لافتة «المخرج عايز كده»! وهي في المجمل محاولة لزرع سينما جادة ضاعت خلال الـ 30 عاما الماضية في فخ الاستسهال والابتذال يستند فيه «خالد» إلي القاعدة الأرسطية الشهيرة ما نحكم به علي الكل «الوطن» نحكم به علي الجزء الذي يندرج تحته «المواطن البسيط» ولنا معه وقفة أخري.

مجلة روز اليوسف في

05/11/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)