حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

أحد الأعمال المنتظرة من مهرجان أبوظبي

"رجال أحرار" قصة منصفة للمسلمين

محمد رُضا

أحد الأفلام المنتظرة التي يحتفل مهرجان أبوظبي السينمائي باحتوائها في دورته الخامسة المقبلة، هو دراما من إنتاج فرنسي/ مغربي لمخرج اسمه اسماعيل فروخي كان قدّم من قبل فيلماً لافتاً في دورة عام 2005 من مهرجان دبي السينمائي الدولي بعنوان “الرحلة الكبيرة” .

الفيلم الأول تحدّث عن رحلة يقوم بها مسلم من الجيل الأول من المهاجرين إلى فرنسا طالباً الحج مع ابنه الشاب الذي سيقود به السيارة من فرنسا إلى مكة لأداء الفريضة، لكن الشاب غير سعيد بتلك الرحلة، لم يتشرّب الإسلام جيّداً ليقدّر ما يحاول والده القيام به، ولو أن ذلك التقدير يتغيّر حين يموت والده أثناء أداء الفريضة ويبدو الابن كما لو وُلد من جديد .

فيلم إسماعيل فروخي الجديد يتناول الإسلام أيضاً، لكنه على نحو مختلف . لقد بحث في تاريخ العلاقة بين المسلمين واليهود وجاء بواقعة كانت مطمورة: خلال الاحتلال النازي لفرنسا في مطلع الأربعينات من القرن العشرين، قام إمام مسجد باريسي بإخفاء نحو مئة يهودي جاؤوا يطلبون حمايته من الاضطهاد العنصري النازي . الإمام منحهم ما يثبت أنهم مسلمون مبعداً عنهم “الغستابو” والبوليس الفرنسي المتعاون إذ لم يكن المسلمون حينها من بين المطضهدين .

الفيلم عنوانه “رجال أحرار” والإمام هو سيدي خضر بنغبرة الذي كان بنى الجامع الكبير في باريس ويؤديه الممثل الفرنسي المخضرم ميشيل لونسدال، والذي لاحقاً أخذ يسعي لإنقاذ من يؤم المسجد من اليهود طالباً المساعدة في إيوائه او منحه ما يثبت أنه ليس يهودياً . ويشير الفيلم إلى التقاليد الجامعة بين المسلمين واليهود في الأكل والملبس والطهور وحتى الأسماء المتشابهة . وبلغ من نجاح إمام الجامع أنه كان استقبل ضبّاطا نازيين وزوجاتهم في مسجده من دون أن يرتاب هؤلاء بما يقوم به خفية لمصلحة الجالية اليهودية .

القصّة ليست ذائعة، بل غطتها غبار المساعي الصهيونية المعتادة لتشويه صورة المسلمين وإظهارهم متعاونين دائمين مع النازيين . لذلك حين يقوم مخرج عربي ومسلم، كاسماعيل فروخي، بإنجاز فيلم كهذا، لا يقدّم عملاً يذكّر بالدور النبيل فقط الذي قام به المسلمون لحماية اليهود في واحدة من أقسى فترات التاريخ، بل يكشف عن رسالة إسلامية ناصعة مبدّداً ما لحقها من تشويه متعمّد في معظم الحالات، وفي الوقت ذاته يحدض التطرّف الموجود حالياً الذي يتغذّى من كراهية معلنة حيال غير المسلمين .

وما يلفت الاهتمام هو أن اسماعيل فروخي في هذا الاتجاه هو ثاني مخرج من أصل عربي يقوم بكشف حقائق كانت طمست حول دور العرب والمسلمين في الحرب العالمية الثانية، فمن بين ما لم يكن يعرفه سوى القلّة حقيقة أن جنوداً مسلمين من شمالي إفريقيا اشتركوا في القتال ضد النازيين وذادوا عن فرنسا وحرروا بدمائهم بعض بلداتها في الأشهر الأخيرة من الحرب . وانبرى المخرج الجزائري الأصل رشيد بوشارب لكشف هذه الوقائع في فيلمه “أيام المجد” مغيّراً في صورة تقليدية وعنصرية أخرى من تلك التي تم تداولها طويلاً .

كذلك، فإن موضوع العلاقة بين المسلمين والمسيحيين كان فحوى بضعة أفلام في السنوات القليلة الماضية .

في عام 2003 قام الممثل عمر الشريف بالاشتراك بواحد من أفضل أعماله في السنوات العشر الأخيرة وهو “مسيو إبراهيم” الذي لعب فيه دور مسلم تركي يتعرّف إلى صبي يهودي يسيء والده معاملته ويتبنّاه، بناء على طلب الصبي . العلاقة بينهما تتبلور نحو وقائع إنسانية تكشف عن تلك المسؤولية التي يشعر بها المسلم حيال الآخرين، على عكس الصورة المنتشرة اليوم بسبب أفعال القلّة وطغيان الإعلام المناهض . وإيضاح الممارسات الإسلامية الحقّة لم يكن وقفاً على العلاقة مع اليهود، فقد أخرج إكزافيير بيوفوا في العام الماضي “عن الله والرجال” الذي صوّر كيف عاش رهبان فرنسيون (يقودهم ميشيل لونسدال نفسه) بأمان وسط المسلمين في بعض القرى الجزائرية إلى أن غزاها المتطرّفون الذين - حسب الفيلم - أساؤوا معاملة المسيحيين كما المسلمين من أهل القرية . الفيلم بني أيضاً على أحداث واقعية .

في المقابل، شهدت السينما الآتية من شمال إفريقيا أعمالاً عمدت إلى التزلّف عوض قراءة الوقائع، من بينها فيلم فريد بوغدير “عصفور السطح” (تونس) وفيلم حسن بن جلّون “فين ماشي يا موشي” (المغرب) . كلاهما اهتم بإظهار كيف هاجر اليهود البلاد المغاربية مكرهين بسبب اضطهاد المسلمين، ولم يأت على ذكر كامل الصورة ومسؤولية الدولة الصهيونية في إثارة هذه المشاعر المعادية باحتلالها فلسطين ثم بالاعتداء على مصر في عام 1956 .

التمثيل مهنة قاتلة أحياناً

في الأسبوع الماضي، سقط الممثل كريستوف وولتز عن صهوة حصانه وكسر بعض عظام وركه . كان الممثل يتدرّب على ركوب الحصان تمهيداً للبدء بتصوير فيلم كونتين تارانتينو الجديد “غير المقيّد”، وهو أول فيلم “وسترن” للمخرج الذي يحب الموديلات القديمة من الأفلام ويسعى لتقليدها بروحه وأسلوبه الخاصّين .

كريستوف وولتز كان من بين اكتشافات تارانتينو قبل ثلاث سنوات حين أسند إليه دور الضابط النازي في “أنذال بلا مجد”، وبعد أن جال الممثل على بضعة أفلام هوليوودية أقل من جيّدة مستفيداً من الهالة التي رسمت من حوله، قبل هذا العرض الثاني من المخرج تارانتينو . الآن على المخرج والمنتجين الذين معه معاينة إذا ما كان وولتز سوف يستطيع استكمال دوره او أن عليهم البحث عن ممثل آخر . وكان تارنتينو استبدل كيفن كوستنر قبل أيام من ذلك الحادث بالممثل كيرت راسل، بعدما اعتذر كوستنر عن قبول الدور في آخر لحظة .

الأحداث خلال التصوير تتّخذ أشكالاً متعددة وبعضها ينتهي بالموت او بإصابة بالغة تدفع بصاحبها إلى حالة شلل تامّة كما حدث مع الممثل الراحل كريستوفر ريف الذي كان طار في فضاء أفلام سوبرمان مطلع الثمانينات من القرن العشرين، لكنه سقط، أيضاً، عن صهوة الحصان مطلع التسعينات خلال تصوير أحد أفلامه فعاش مقعداً (ومثل وأخرج بعض الأفلام على هذا النحو) إلى أن توفّي قبل نحو عامين .

وركوب الفرس مسؤول أيضاً عن وفاة الممثل روي كينير سنة 1988 وذلك خلال تصوير أحد مشاهد فيلم “عودة الفرسان الثلاثة” لريتشارد، إذ سقط الممثل عن فرسه ومات قبل وصول الإسعاف إليه .

وكان بروس لي من بين الذين سقطوا وهو في قمّة عطائه . كان تصوير “أدخل التنين” سنة 1973 قارب نهايته عندما وجدوه ميّتاً بعد تصوير أحد المشاهد . الفحص الطبي قال إن قلبه توقّف، لكن البعض تساءل عن كيف يتوقّف قلب ممثل لا يزال بكامل لياقته الصحية واستنتجوا أنه ربما مات نتيجة عقاقير أو مخدّرات.

وخلال تصوير فيلم “XXX” وهو فيلم مغامرات وأكشن من بطولة ين ديزل، وقع حادث مؤسف ذهب ضحيّته شاب باسم هاري أو كونور كان يؤدي المشاهد الخطرة عوض ديزل . والذي حدث أن هناك مشهداً من المفترض أن يلتقط فيه بطل الفيلم حبلاً مشدوداً فوق جسر وينطلق من نقطة إلى أخرى . ديزل راقب التصوير من مكانه البعيد حينما انطلق أوكونور سريعاً لكنه ارتطم بجدار الجسر ومات على الفور .

ولعل أغرب حوادث الموت هي تلك التي وقعت سنة 1993 خلال تصوير فيلم “الغراب” من بطولة براندون لي (لا علاقة له ببروس لي) .

الذي حدث أنه، وقبل أسبوع من نهاية التصوير، كان على براندون تمثيل المشهد الذي يرد في بداية الفيلم تقريباً: يعود إلى شقّته ليكتشف أن عصابة من المجرمين تعتدي على خطيبته . يتقدّم لمواجهتهم، فيمسك أحدهم بندقية ويطلق النار عليه ليرديه قتيلاً، وسقط الممثل على الأرض فعلاً لكنه سقط ميّتاً .

وإذ سارع الجميع لمعرفة سبب ما حدث، وجلس الممثل- القاتل على الأرض غير مصدّق ما وقع، تبيّن أن البندقية كانت تحتوي على رصاص حقيقي، وحين استبدال الرصاص الحي برصاص فارغ، كما تقتضي الشروط، لم ينتبه الفنيون إلى أن رصاصة حقيقية بقيت عالقة في الماسورة . حين ضغط الممثل الآخر، (واسمه مايكل ماسي على الزناد، انطلقت الرصاصة الفارغة وأخرجت الرصاصة الفعلية التي أصابت الممثل فمات في حينه .

أما أكثر الأفلام تسبباً في عدد القتلى فكان “توايلايت زون- الفيلم” سنة 1983 الذي كانت ضحيّته الممثل فيك مورو وطفلين فيتناميين هم ميكا دينه وريني شين يي شن (سبع وست سنوات على التوالي) . ووقع الحادث حين فقدت طائرة توازنها وحطّت فوق الممثلين الثلاثة خلال تصوير مشهد حربي. الفيلم كان من إنتاج ستيفن سبيلبرغ .

أوراق ومَشاهد

الدكتور المجنون

قبل ثلاثة أعوام من قيام مورناو بإنجاز “نوسفيراتو”، سنة 1922 كما تقدّم معنا، قام ألماني آخر اسمه روبرت واين بإخراج فيلم رعب آخر بعنوان “عيادة دكتور كاليغاري” الذي تم عرضه في بريطانيا سنة 1922 وكتب البعض عنه هناك بأنه “أعظم إسهام أوروبي لفن السينما الحديث” . وإذا كانت الحدود الفاصلة بين الشعب والسُلطة في فيلم “نوسفيراتو” تحتاج إلى بحث ممعن، كون الحكاية ليست قائمة على أدوار رمزية ماثلة، بل تترك للمشاهد سحبها في أكثر من اتجاه، بما فيها اتجاه من عدم الامتثال لقراءة غير فنيّة على الإطلاق، فإن “عيادة الدكتور كاليغاري” يحوي تلك الحدود القائمة بين الشعب والسُلطة كما تصوّرها الكاتبان كارل ماير وهانز يانوفتز . الحكاية تدور حول سيزار الذي يحاول الدفاع عن الحي الذي يعيش فيه في بلدة ألمانية يطبق عليها طبيب نفسي اسمه كاليغاري . يعيش بين الناس الذين يأمنون له باعتباره رمزاً للعلم والمعرفة وملجأ للمرضى، لكنه مجرم خطر يشرف على قتل مرضاه بل ويأمر بخطفهم .

في النهاية، حين خلع القناع عن وجهه، فإن ذلك كان دعوة للشعب (المشاهدون على الأقل) لخلع القناع عن السُلطة الحاكمة . في الأوراق التالية، سأحاول تعريف هذا الفيلم والفترة التي انبثق عنها وتوفير ما يكفي من المعلومات لتحديد جوانبه السينمائية والفكرية .

لم يكن روبرت واين معروفاً قبل هذا الفيلم على نطاق واسع . كان بدأ الإخراج والكتابة للسينما في عام 1913 أي قبل الحرب العالمية الثانية، حينما كانت السينمات الأوروبية (فرنسية، دنماركية، روسية وسواها) تغمر العروض المحلية . مع اندلاع الحرب العالمية الأولى، توقّف استيراد بعض هذه الأفلام تبعاً لمواقع البلدان المنتجة من ألمانيا، ما سمح للسينما الألمانية بالنمو . في عام 1919 كانت الأفلام أصبحت أطول مما كانت عليه مطلع القرن، وبعض المخرجين الألمان، ومن بينهم واين، أخذوا يوفّرون أساليب سرد لا تتوقّف عن سرد الحكاية من الألف إلى الياء بل معالجتها فنيّاً أيضاً . أبرز هؤلاء المخرجين حينها كان فريتز لانغ الذي تقدّم منه منتج “عيادة الدكتور كاليغاري” لإخراج الفيلم ووافق عليه، لكنه كان يعمل في العام ذاته في فيلم آخر بعنوان “العناكب” وتصوير ذلك الفيلم طال، فما كان من الإنتاج إلا أن اتجه إلى المخرج واين .

لماذا واين؟ يُقال إن والده كان ممثلاً مسرحياً وأنه فقد عقله فعلياً وأن واين وجد اللجوء إليه بسبب هذا الوضع غريباً ما دفعه إلى التردد، لكنه في النهاية وافق مع شرط رئيسي .

يتبع . . .

م.ر

merci4404@earthlink.net

http://shadowsandphantoms.blogspot.com

الخليج الإماراتية في

10/10/2011

 

وهلأ لوين؟" لنادين لبكي يغزو الصالات

صدق تعبير واستباحة اللامعقول

نقولا طعمة - بيروت 

"وهلأ لوين؟" فيلم لنادين لبكي. احتل حيزا واسعا من اهتمام السينما، وجمهورها، ونقادها في لبنان، وضربت نسبة حضوره أرقاما قياسية، في الوقت الذي تشهد الكثير من الصالات بطء حركة، وتراجع إقبال.

الدعاية التي رافقت الفيلم لعبت دورا في إقبال المشاهدين عليه، لكن الدعاية وحدها لا تكفي لذلك.
 
عدة عوامل تضافرت جعلت الفيلم اللبناني كفيلم روائي طويل -ساعة ونصف- متقدما في ميدان السينما العالمية، وقد حاز جائزة جمهور مهرجان "تورنتو" العالمي.

ليست مصادفة أن ينال الفيلم جائزة جمهور غربي المذاق، لمخرجة لبنانية مزجت عناصر متعارضة، وأبعادا متناقضة في الفيلم، بروحية، هي أيضا، شرقية المزاج، والحس، والتجربة.

ويمكن القول، بداية، أن لبكي "عرفت الداء فأعطت الدواء" على خط الحصول على جائزة عالمية في العالم الغربي، فاقتحمت آلياته، ودخلت في تحدي التقنية الحديثة، أو ما بعد الحديثة، واعتمدت جموح المخيلة السينمائية الرائجة، متجاوزة المعقول بكل جرأة، فخرقت قلوب الجمهور الغربي الذي تعود على سينما اللامعقول المبنية من عناصر واقعية لكنها محمولة على أجنحة الخيال الأشبه بالميتافيزيقي أو السحري، دون أن تخرج من الصور الواقعية، والحقيقية لما شاءت أن تعالجه.

فالقصة قصة قرية لبنانية افتراضية لا تمت للقرية التقليدية بصلة، لكنها ال"قرية". تجمُع من السكان في مكان معزول،  يفترض أنه يعود لعصر قروي ماض، لكنه حديث في كل أموره، شكلا ومضمونا: الناس، اللغة، التصرفات، البيوت، المعايير.. يعتاش فيها الناس بكل طمأنينة، وهدوء، رغم انتماء السكان إلى بيئات دينية متباينة. يتقاسمون السراء، والضراء، وتدخل عناصر توتير في العلاقات بين الأطراف ليحول القرية من قرية طوباوية جميلة إلى قرية متصارعة طائفيا تعبيرا عن الحالة اللبنانية، تصل إلى حساسية مفرطة كلما تقدم الحراك، وتطورت عقدة الرواية.

وهي القرية التي لا تصلها السيارات لوعورة الطريق، ومن يتنقل من السكان، فعلى "موتور بايك" يجر حمالة متع هي البديل المابعد الحداثي للعربة، أو "الطمبر".

وهي قرية تقليدية محافظة يفترض أن رجالها أسياد المجتمع بكل سطوة، لكن النساء يدرن حركة الصراع، ويوجهن مجريات الأحداث.

ولم تمنع "تقليديتها" استضافتها لمجموعة من الفنانات الروسيات الجميلات، وتوزيع الزوجات لهن على غرف الرجال، ولو كانت الغاية مجرد إيوائهن، والسبب أن حكمة النساء جعلتهن يتعالين على ذواتهن من أجل تخفيف توتر الرجال لصالح وحدة البيئة الاجتماعية.

مخيلة لمخرجة جريئة في طرح أفكار قد لا تكون محبذة في المجتمعات التلقيدية، لكن "الغاية تبرر الوسيلة" لدى لبكي، ولم لا؟ فالسينما حمالة وجوه، وصور، واجتهادات بحسب أسيادها، وما هو غير معقول في الواقع، هو مقبول فيها.

وبساطة معالجة لبعض الأمور، لا تمنع من واقعيتها، فالأم الثكلى تعاقب السيدة العذراء بسبب فقدانها لابنها. تبرير للكفر أمام الهنات الكبيرة في الحياة. ليست أمرا غريبا طالما نعايش أمثاله مع سيدة تعاقب تمثال العذراء بإدارة وجهه إلى الحائط عندما تطلب مساعدتها في صلاة لها، لكن ما ترغبه لا يتحقق. ورغم ذلك، فكل شيء يبدو مقبول الطرح في مجالات الفن، والإبداع، ولا يحتاج إلا لبعض جرأة، ووضوح موقف.

مقامرة أم مغامرة؟ لا فرق.. فقد لعبت لبكي كل أوراقها في الفيلم حتى أقصى درجات التعبيرات المتطرفة، لذلك كانت محطات الانقسام، والكراهية، وفقدان الأم لوحيدها. كانت المشاهد مزعجة، غير مريحة لمشاهد عانى في الحروب وعاد يستذكر المآسي، ولم تتردد لبكي في إزعاجه كأنها تريد أن تقول لنا أنه آن الأوان لأن نتعلم. لكنها تعود للفكاهة، والمزاح، والسخرية لترخي بظلال أقل ثقلا على الجمهور.

إنه شعور الأنثى التي لا تسمح لها طبيعتها بالمهادنة حفاظا على استمرار الحياة. فمنذ الحمل، تلعب الأنثى دور الحامي، والحارس للنوع، وهي المسؤولة عن استمراره، لذلك لا تهادن في الإعلان عما في داخلها حفاظا على بقايا الحياة حولها، وهذا ما ظهر من خلال انفجارها صارخة في الرجال بكل قوة وعنف لتضع حدا للخلافات بينهم، وتوقف انهيار القرية نحو الزوال.

موقف لبكي، وهي تخاطب الرجال بكل قوة لتضع حدا لرعونتهم، تعبير صادق عما عانته الفنانة المخرجة في الحقيقة، وهو ما عانى منه كل الناس. كأنها لم تكن تؤدي دورا تمثيليا بقدر ما كان الدور تعبيرا عما اختلج في ذاتها جراء تكرار الانقسامات، والكراهية، والتباعد في الحياة اللبنانية على مدى حربها الأهلية المدمرة.

"وهلأ لوين؟" يرخي بكل ثقله الفني، والانساني، والتعبيري على أذهاننا، استباحت لبكي الممكن واللاممكن، ومزجت الجميل بالقبيح، والمعقول بغير المعقول، ونخرج منه مختلطي المزاج، بين التسلية والفرح، والترفيه، وبين المأساة، والحزن، والتوتر، لنسأل: لماذا كل ذلك؟ وهلأ لوين؟

الجزيرة الوثائقية في

10/10/2011

 

مشاهدون منحوا الفيلم من 6 إلى 9 درجات

«الفولاذ الحقيقي».. مشاعر تنتــصر على برود الآلة

علا الشيخ - دبي 

يصور فيلم «الفولاذ الحقيقي» (ريل ستيل) عالم الرجل الآلي الذي يحل تدريجيا في تفاصيل الحياة اليومية، ويكشف الفيلم تناقضات الحياة، خصوصاً مع انتشار «الآليين» الذين مهما تفوقت تقنيتهم، الا ان الإنسان بمشاعره ينتصر على برود الآلة، وهي ما يفتقر اليها «الإنسان الآلي» الذي يتحرك ويقوم بمهام عدة، لكن وفق برمجة يعدها البشر.

وتتناول أحداث الفيلم حياة ملاكم لم يعد له دور على حلبة الملاكمة بعد انتشار ملاكمة الرجال الآليين عليها واستمتاع الجمهور بها، فلا يعود أمامه إلا خيار صناعة رجل آلي خاص به ليحل محله، ويساعده في هذه المهمة ابنه الصغير وزوجته.

الفيلم الذي يعرض حاليا في دور السينما المحلية ونال اعجاب مشاهدين، يؤكد انتصار الروح البشرية على الآلة مهما كان صنعها متقناً. والفيلم من اخراج شون ليفي، وبطولة هيو جاكمان وإيفانجلين ليلي وغويا داكوتا.

وتراوحت العلامة التي منحها مشاهدون للفيلم بين ست وتسع درجات.

من بداية الفيلم تظهر المعضلة أمام ملاكم مشهور فقد مشروعيته، لأن يكون على حلبة الملاكمة في يوم من الأيام لأن الحلبة اصبحت لا تستوعب الا الملاكمين الآليين. هذه الفكرة التي تجعله محبطاً ومنزوياً، تبدأ بالزوال حين يقرر صناعة «روبوته» الخاص ويمارس على الحلبة ما كان يفعله كي يحافظ على جزء ولو بسيطاً من تقدير الذات.

فكرة

تأثرت عفراء علي (24 عاماً) بفكرة الفيلم، التي تناقش استبدال البشر بآليين يطلق عليهم اسم الروبوتات. وقالت ان «هذه الفكرة مخيفة، والفيلم تناولها بطريقة جيدة، خصوصاً انها تشير الى ان الآلي مهما كبر حجمه وفعاليته التقنية الا انه لن ينتصر، لأنه ببساطة لا يشعر بالعاطفة تجاه الأشياء»، مانحة الفيلم ست درجات.

وفي المقابل قالت ردينة الشافعي(30 عاماً) ان «الفيلم مهم بفكرته وبطريقة تناول أحداثه، خصوصاً في المشهد الذي يجمع بين الأب المحبط والابن الذي يشجعه على مواكبة العصر». واضافت ان «العقل الباطني للأب يرفض انتصار الآلة على البشر، حتى من خلال صنعه لآلته»، مانحة اياه تسع درجات.

«المستوى السردي للفيلم ضعيف مقارنة مع أحداثه»، هذا ما قاله مصطفى الراشدي (28 عاماً)، مضيفاً «القصة ساذجة، والنص أيضاً، وما انقذ الفيلم هو عنصر الحركة فيه»، مانحاً إياه ست درجات.

الفيلم ينتصر في النهاية، حسب زينب الخيلي (24 عاما)، لقوة الروح البشرية، «الفيلم مخيف بفكرته التي تنبئ باستبدال البشر بالروبوتات، وهذا ما بدأنا نلمسه في مناطق من العالم، مثل استبدال العمال في بعض محطات الوقود، لكن الأهم ان البشر هم الذين يصنعون كل هذا، وهم القادرون على ايقافه اذا ما تفاقمت الأمور»، مانحة الفيلم ثماني درجات.

حركة

ركز الفيلم على عنصر الحركة بصورة أكبر من تركيزه على الحوار بين الأبطال، الذي اقتصر على حوارات بسيطة بين الأب وابنه، تظهر فجوة كبيرة بينهما من خلال التعاطي مع الأمور التكنولوجية، فالطفل متحمس لها على عكس الأب الذي يصر أن البشر أهم. وهذه لفتة من المخرج للجمهور للتنبه الى المواد التي يتعاطاها الأطفال المولعون بالألعاب الإلكترونية. وزاد من شكل الفيلم الواقعي انه مصنوع بتقنية ثلاثية الأبعاد جعلت من المشاهدين الشعور بكل الحركات التي قام بها الملاكمون الآليون.

اعتبر محمد زهير (23 عاماً) نجاح الفيلم مبنياً على رسم الشخصيات الآلية «فهو الذي أنقذ الملل الذي تسببه الحوارات التي أراها سطحية بين البشر في الفيلم»، مؤكدا ان «الفيلم جميل ويستحق المشاهدة، وهو يؤكد ضرورة التوازن في تعاطينا مع التكنولوجيا من حولنا حتى لا تسيطر علينا»، مانحاً الفيلم سبع درجات.

تسيير الملاكمة من خلال جهاز تحكم يعطي الإشارات للملاكم الآلي، لم ينل اعجاب غالب هنيبال (27 عاماً) العاشق لرياضة الملاكمة، حسب ما قال «لم تكن هناك روح على الحلبة، ولم يكن هناك نقطة دم واحدة، ولم يكن فيها الفعل ورد الفعل المبني على المؤشرات الحسية، ما يجعلنا نرفض الفكرة من الأساس»، مانحا الفيلم ست درجات. وقالت (أم محمد) (40 عاماً) التي اصطحبت ابنها الذي يبلغ من العمر 16 عاماً لمشاهدة الفيلم «فكرة الفيلم مخيفة جداً، خصوصاً في عصر العولمة التي نعيشها والتي تحتم علينا ان نقبل بكل شيء حتى لو كان على حساب بشريتنا»، مؤكدة ان «الفيلم اثار فكرة المشاعر التي لا يمكن ان تتوافر في الروبوت، ما يجعل البشري منتصراً دائماً على ما يصنعه»، مانحة الفيلم ثماني درجات.

لحظة حاسمة

كان المشهد الأخير من الفيلم الأكثر اثارة من ناحية التعاطي مع جميع شخصياته، حيث موعد المباراة النهائية التي يتنافس فيها «زوس» رئيس الرجال الآليين في العالم والآلي «أتوم» لنيل بطـولة الحـزام الحـديدي.

قال كرم لطفي (22 عاما) «بصراحة شعرت بدقات قلبي تتسارع وانا أشاهد المباراة، فقد كانت ممتعة للغاية، على الرغم من غياب اللكمات التي تؤدي الى احمرار الوجه أو نزول الدم من الفك». وأضاف «فكرة الفيلم عبقرية، ولا أشك في اننا سنشاهد يوماً ما قتالاً للروبوتات بهذا الحجم»، مانحاً الفيلم تسع درجات.

مروة أيوب (30 عاماً) قالت «منذ الصغر ونحن نتعلق بالآليين، من غريندايزر والرجل الحديدي وغيرهما، واليوم نعيش فكرة ان يكونوا بيننا في يوم من الأيام»، مؤكدة ان «الفيلم ينبه إلى خطر هيمنة التكنولوجيا وأثرها في المستقبل البشري، وهذا جيد، وفي المقابل قدم مباراة جميلة أمتعتنا، انتهت بالتأكيد على أن المشاعر أهم من القوة»، مانحة الفيلم سبع درجات.

المخرج

ينتمي المخرج شون ليفي الى جيل الشباب، ويميل الى صناعة الأعمال الترفيهية والكوميدية للعائلة. بدأ حياته بالتمثيل في ادوار رئيسة في مسلسلات، منها «بيفرلي هيلز»، لكن طموحه الفني كان الوقوف وراء الكاميرا، فقرر الانتقال الى صناعة الأعمال، فقصد جامعة كاليفورنيا وحصل على ماجستير في صناعة الافلام، وحصل بعدها على الدرع الذهبية في مهرجان شيكاغو السينمائي عن فيلم قصير له بعنوان «المكسور». ظل يمارس التمثيل الى ان اصبح رئيس سلسلة «نيكولودين»، حيث انتج اول شخصياته في مسلسل «الأكاذيب والأسرار». وبدأ صيت ليفي يلمع في الوسط الفني حتى جاءته الفرصة في اخراج اول مسلسل عام 1997 حمل عنوان «جاكيت جاكسون»، وبعدها بدأ حياته في الإخراج، ونال فيلم «ليلة في المتحف» تقديراً كبيرا من قبل النقاد والجمهور على طريقة الإخراج ، ومثله «ترويض التنين».

كليك

وصف المخرج شون ليفي العمل بأنه «فيلم رياضي محفز»، موضحاً أن شخصية جاكمان هي شخصية «ملاكم سابق لا يمكنه القيام بالشيء الوحيد الذي يتقنه، وآلي واحد بعينه قد يمثل تذكرة عودته لسابق عهده مع النجومية».

أبطال العمل

هيو جاكمان

ولد في سيدني عام ،1968 وحاز إجازة في الصحافة، ثم التحق بأكاديمية أستراليا الغربية للتمثيل. وفي عام 2000 شارك جاكمان في فيلم «اكس مان» وأصبح نجماً فور عرض الفيلم في الصالات السينمائية. بعدها تابع دوره في الأجزاء التالية من الفيلم، كما شارك عام 2006 في فيلمين للرسوم المتحركة «فلاشد اواي» و«الأقدام السعيدة».

في عام ،2005 أسّس جاكمان مع صديقه ومساعده جون باليرمو شركة إنتاج سمّياها «سيد برودكشن» وكان أول عمل من إنتاجها المسلسل التلفزيوني «فيفا لوجلين» الذي عرض على شبكة «سي بي اس».

جاكمان تزوّج من ديبرا لي فورنيس في ابريل ،1996 بعد أن إلتقيا في تصوير أول أدواره التلفزيونية، وتبنّيا ولدين. ورُشح وفاز بعددٍ من الجوائز، منها: جائزة توني اوورد، عن فئة أفضل ممثل في مسرحية موسيقية لدوره في مسرحية «ذا بوي فروم اوز» وجائزة أيمي عن أدائه التمثيلي وغيرهما.

في عام 2008 أختير جاكمان من قبل مجلة «بيبول» أكثر الرجال إثارةً على وجه الأرض.

إيفانجلين ليلي

ولدت عام ،1979 لأب يعمل مدرس اقتصاد وأم سكرتيرة بمدرسة ابتدائية. درست العلاقات الدولية بجامعة كولومبيا البريطانية في فانكوفر. قبل أن تتجه للتمثيل عملت مضيفة طيران وعارضة أزياء، وبدأت حياتهاأالفنية بأدوار صغيرة في مسلسلات، قبل أن تحصل على فرصتها الكبيرة من خلال المسلسل التلفزيوني «لوست» عام ،2004 وهو الدور الذي رشحت عنه لجائزة «غولدن غلوب» كأفضل ممثلة، وتحمل ليلي الجنسية الكندية.

أنتوني ميكي

ولد عام 1979 وقد برز في الأفلام الروائية مثل «قاع ماريني الأسود» و«الغرق» و«الغراب» وكان له أدوار مميزة في مسرحيات برودواي. وكان قد رشح لجائزة أفضل ممثل مساعد في حفل توزيع جوائز «الروح المستقلة» عام 2009 على دوره في فيلم «ذا هارت لوكر». لديه اعماله الخاصة حيث يملك استوديو لتسجيل وحفظ الأغاني القديمة، اضافة الى أنه عضو في جماعة يطلق عليها «الجماعة المتعاطفة».

الإمارات اليوم في

10/10/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)