حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان الإسكندرية السابع والعشرون

نداء إلي من يهمه الأمـر في حفل الافتتـاح دمشق مع حبي.. دعوة صافية للتسـامح

تقدمها: خيرية البشلاوي

الطريق إلي مقر المهرجان القريب من محطة سيدي جابر استغرق أضعاف الوقت الذي يقطعه التاكسي في الأيام العادية طريق الكورنيش كان مقطوعا بسبب المظاهرات وانعكس ذلك علي باقي المسارات. ومدينة الثغر التي لن تعد هادئة بأي حال لم تعرف مثل هذه الكثافة من الزحام.

فالاسكندرية كما القاهرة. كما باقي مدن المحروسة تعيش شتي المظاهر غير العادية.. القلق.. الترقب. الاحتجاجات المخاوف اليومية. ولا شئ يشق الفيوم والغموض سوي أحاديث النميمة والإشاعات والحوارات التي لا تخرج عن الهموم المشتركة التي تفجرت مع وقائع ما بعد الثورة حيث مصطلح الفلول. وجحافل البلطجية واستعارة "الشبيحة" من الشقيقة سوريا فثورة 25 يناير صنعها الأبناء واستلمها الآباء والفارق بين الأبناء والآباء كالفارق بين سيارة غنية علي الزيرو واخري إنتهي عمرها الافتراضي.

ووسط هذا الواقع الذي يسير في الاتجاه المعاكس يقيم مهرجان الاسكندرية السنمائي لدول البحر المتوسط دورته السابعة والعشريين متحديا كافة الظروف.

إجري.. إجري

في عجلة تم الإعداد للدورة. وجاء المنظمون من اعضاء الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما بالأفلام من البوسنة وفرنسا وايطاليا والمغرب وسلوفينيا واسبانيا وسوريا وتونس وتركيا والجزائر وكرواتيا واليونان ولبنان والمانيا..

وبنفس الهمة والاصرار انتزعوا الدعم المالي من وزارة الثقافة. حيث كل الأوراق المطلوبة جاهزة ولا شئ يعطل مسيرة المهرجان وسوف تحمل الدورة إهداء لروح الشهداء. واسماء المكرمين جاهزة: يحيي الفخراني. وزهرة العلا. وبشير الديك و سمير سيف ومن لبنان الممثلة كارمن لبس.

وعلي خلاف الدورات السابقة اقتصرت هذه الدورة علي خمسة أيام بلياليهما توفيرا للنفقات وربما علي عكس ما كان متوقعا أيضا حضر أعضاء لجنة التحكيم الأجانب ولم يتخلف سوي واحد. حضرت من اسبانبا هيلينا تاجرنا ومن ايطاليا اوزفالدو ديذيديري ومن اليونان كاترينا ديدا سكالو ومن كرواتيا أو جنيين سيفلينش ومن البانيا إنيلد فارتي إلي جانب الممثل خالد الصاوي وجيهان فاضل من مصر.

ومرت وقائع الافتتاح بسلام وبلا بلطجية ولا شبيحة وفي حضور كاميرات القنوات الفضائية والمحافظ الذي جاء متأخراً. ساعة أو أكثر لايهم ربنا ما يقطع للرسميين عادتهم إكتملت إذن أركان المهرجان من دون نقصان وكسب الزميل نادر عدلي الرهان في أول دورة يرأسها وفي سنة 2011 شخصيا التي لم ينعقد فيها أي مهرجان آخر إلي جانب مهرجان الإسكندرية.

ثم.. لا يهم بعد هذا الإنجاز السريع أن تجد أفلاما مشاركة تعرض علي أقراص "دي في دي" لان نسخ الأفلام الـ 35 مسلم  لم تصل في توقيت مناسب. ولا تسأل عن أي مظهر من مظاهر القصور لأن الكمال لله وحده ونحن لم نعرفه أبدا ـ اعني الكمال ـ سوي 18 يوما هي عمر الحياة في الميدان "التحرير" اثناء الثورة.

وسوف نلتمس الأعذار لكل الأخطاء أو القصور طالما لم تصل إلي خطايا. علما بأن عروض الدي في دي في مهرجان يفترض أنه دولي يعتبرمن الخطايا. هذا اذا استطاعت أصلا أن تمرق إلي الشاشة. وثم من قال أننا مثل كل المهرجانات الدولية نحن في مصر.. إرفع رأسك فوق..

إذن والحال كذلك فنحن في أمس الحاجة أن نخروج بعيدا عن الحوارات السياسية التي تلتهم الاحساس بالراحة. وننشغل بأمور أخري تطرحها أفلام السينما.. ولكن من قال إن الأفلام المعروضة خالية من هموم السياسة. ومن كدمات الحروب ومن المصابين..

في فيلم "سيرك كولومبيا" للمخرج دانيس تانوفيتش "مواليد 69" وهو من أفلام البوسنة الجديرة بالاهتمام والاحترام موضوعيا وفنيا. في هذا الفيلم العذب نجد انعكاسات الحرب في البوسنة والهرسك. علي افراد أسرة صغيرة تعيش في مدينة اقليمية. يضطر عائلها إلي الهروب لألمانيا وحين يعود وفي يده عشيقه في عمر إبنه. يطرد زوجته من البيت القديم الذي عاشت فيه. ويتخلي عن الإبن الذي صار شاباً لديه طموح واهتمامات ورغبة قوية في الهروب هو أيضا. ولكن "الدم لا يصبح ماء" كما يقول. والحقيقة التي غيبتها الغربة تنجلي أمامه وعليه أن يختار وأن يدفع ثمن اختياره.. والنهاية السعيدة التي اختارها المخرج "سعيدة" فعلا لأنها مبررة ومقنعة موضوعيا ودراميا قد لعب الجميع أدوارهم ببراعة.

مخرج الفيلم حاصل علي الاوسكار عن أول افلامه الروائية "الأرض المحرمة" واشتراكه في المهرجان هذه الدورة بفيلم قوي يعتبر ضمن المكاسب التي تحققت للمتابع.. والواضح أن المخرج مشغول بالظروف الصعبة التي مرت بها هذه المنطقة من العالم وبالحروب الطاحنة التي دفع ثمنا لها البشر الذين يعيشون فيها.. والسينما خير مرآة لو طوعت امكانياتها صانع الفيلم يمتلك الموهبة والخيال والثقافة والمعايشة وهذا الفيلم نموذج جيد لدور الفيلم في معالجة الواقع الصعب والمركب.

دمشق مع حبي في الفيلم السوري يطرح المخرج محمد عبدالعزيز العربية واعني موضوع الأعراق والديانات في سوريا من خلال قصة عاطفية بين مسيحي ويهودية اليهودية تنتمي إلي اسرة عريقة عاشت في دمشق وغادرتها إلي ايطاليا ومازالت تمتليء بالحنين الجارف للأماكن والذكريات والحب.

لكن الفيلم يتجاوز هذا إلي موضع الأمكنة والذاكرة والارتباط الحميم جدا بين الاثنين. فهما معا يشكلان عمر الانسان وجوهر حياته هكذا روي لنا بطل الفيلم العجوز "مزراحي".

المخرج يطرح الموضوع من عدة زوايا ومن مراحل عمرية مختلفة وأن بقيت البطلة العاشقة اليهودية في مركز الاحداث..

الحبكة تحمله بمواقف إنسانية تنبذ التعصب وتكسر الحواجز بين أبناء الوطن الواحد بغض النظر عن اختلاف العقيدة والأعراق.. ورغم ذلك فقد يطرح اسئلة ويثير جدلا حسب موقف المتلقي ولكنه من وجهة نظري المتواضعة يمثل إحتفاءً بالمشاعر الانسانية وبروح التسامح وبأن "الله محبة".. ولا حظ أن المخرج مسلم وجزء من بلاده يحتله اليهود الصهاينة. والفن إن صدق يقتحم المناطق الصعبة وينير طريقا للفهم.

الفيلم علي اي حال يحتاج إلي تفهم من قبل المتلقي وقراءة لجوهر ما يريد المخرج إيصاله خاصة وانه مشحون بالمشاعر من قبل امرأة عاشت مخلصة لحب شاب مسيحي ثم تفرقت بهما السبل واختفت اخباره عند نشوب الحرب اللبنانية.. فالحرب كما اشرت تطل برأسها في خلفية الاحداث.

ومن المواقف اللافته في الفيلم تلك التي دفع بها المخرج للترويح الكوميدي وإن بدت مفروضة علي التسلسل السردي.

اختار المخرج قالب أفلام الطريق التي ميزت أفلام عباس كيار وستامي المخرج الايراني وتجدها في هذا الفيلم مصحوبة بكاميرا تعمل بعيون شاعر. ومع أشعار توضع في أماكنها من السياق الدارمي لتكريس الدرامية الصورة وتعميق محتواها.

خالد وبلاغ لمن يهمه الأمر

لم يشأ المخرج خالد يوسف أن يمرر وردة مهداة إلي روح الشهداء دون أن يلفت النظر إلي ما فعله "الآباء" الذين يديرون دفة الامور. في بعض الأبناء الذين شاركوا في الثورة علي نحو أو آخر.

صعد خالد علي المنصة قبل عرض فيلمه "كف القمر" لكي يطالب المجلس العسكري بالافراج عن المصور الشاب فادي مصطفي السعيد الذي تم اعتقاله ضمن الذين اعتقلوا في احداث السفارة الاسرائيلية ومازالوا حتي الآن دون جريمة.

"كف القمر" كفيلم يحتاج إلي اعادة رؤية بعيدا عن صخب الافتتاح تتيح فرصة أكبر لتأمل كف السيدة الجنوبية "أمر" "قمر" ذات الابناء الخمسة الذين تفرقوا بعد اغتيال الأب فخابوا وخسروا أنفسهم وضاع منهم الطريق مثلما ضاعت الأم بعد أن بترت كفها..

الصنعة في هذا العمل غالبة. والرسالة ليست خافية والمغزي السياسي واضح. وقيمة الفيلم الأكثر حضورا تكمن في جماليات الصورة والإختيار الجيد للمناظر.

المساء المصرية في

09/10/2011

 

فيلم عن حياة متوارية

«اختطاف».. قصة تبـــــــدأ بكبسة زر

زياد عبدالله 

لا يمكن للحياة أن تكون طبيعية هكذا في فيلم Abduction «اختطاف»، المعروض حالياً في دور العرض المحلية، كما سنقع على بدايته، لا شيء في حياة نثن «تايلر لوتنر» سوى أنه طالب في مدرسة يمضي حياته كما كل طالب في هذا العالم المترامي، معجب بزميلته كارين «ليلي كولينز» بينما الأخيرة على علاقة بشاب آخر، هذا عدا الأوقات التي يمضيها برفقة أصدقائه المحملة بشيء من طيش المراهقة، ربما في كون والده يدربه على الملاكمة ومن ثم فوزه بالمصارعة أمر على اتصال بشيء يمنحه ميزة ما. نثن ينعم بدفء والدته ووالده، كما أن كارين، سرعان ما ستبادله الإعجاب حين يقع عليها الخيار لتكون شريكته في بحث «سوسيولوجي»، وهكذا فإن كل شيء هادئ في حياة نثن.

لكن مهلاً، لا يمكن للأمور أن تمضي هكذا، إنه فيلم تجاري ويحمل صفة «الأكشن»، وعليه أن يجد مخرجاً لما تقدم ويقلب الأمور رأساً على عقب، عليه ايضاً أن يحرك الأدرينالين، وأن يمنحنا تلك التسلية عبر حبكة تدخل الشخصية من غائب علمه في مأزق، وهذا ما سيحدث، لا بل إن الفيلم سينقلب رأساً على عقب بعد استيفائه لـ20 دقيقة تمهيدية لصراع سيخوضه نثن سيبدو عصياً على الحل كما على كل صراع درامي أن يكون، وهذا ما يحدث بمجرد أن تدخل كارين موقعاً إلكترونياً عن اشخاص مفقودين، أثناء مشاركتها نثن البحث الذي كلفا به من قبل مدرسهما في المدرس.

هذا الموقع سيكون نقطة دخول نثن الصراع ونقطة إنطلاق أيضاً للأكشن، فسيجد على هذا الموقع صورة لولد مفقود شبيه به، مع احتواء الموقع على قدرة تحويل صورة الولد إلى ماصار إليه بعد 10 إلى 15 سنة، فإذ بصورة نثن الحالي تظهر، وعليه يكتشف أنه ليس ابناً لأبيه وأمه، وهذا غيض من فيض، إذ إن هذا الموقع لن يكون إلا بمثابة فخ، ما أن يقوم نثن بمراسلته حتى يتم تحديد مكان اقامته، وبالتالي تتحرك جحافل من الجواسيس ورجال العصابات والاستخبارات نحوه، لا بل إن الفيلم سيمسي فيلما مفرط الحركة، وستبدأ الأحداث بالتسارع بوتيرة تصاعدية لا تكل ولا تمل حتى نهاية الفيلم.

في اللحظة التي يصارح فيها نثن أمه بمعرفته بأنها ليست أمه الحقيقة، يدخل رجلان البيت، وتخوض أم نثن التي يفترض أنها امرأة طبيعية قتالاً شرساً معهما، له أن يقول لنا بأنها كان مختبئة بثيابها، لكنها سرعان ما تقتل، وكذلك الأمر بالنسبة لوالد نثن، وإيغالاً بتعقيد الأمور، فإن البيت سينفجر ايضاً، ومع توالي الاكتشافات فإن طبيبة نثن النفسية سيكون لها دور رئيس في الحياة اللغز التي تبدت أمامه، والتي ستساعده على الهرب، بعد أن يقوم نثن بالاتصال بالشرطة فإذا بعميل سي أي ايه يتكلم معه.

هنا عليكم أن تتساءلوا من أين هبط كل ذلك، لكن الأفضل ألا تسألوا، فالأمر لا علاقة له بذلك، كل ما عليكم فعله هو أن تتابعوا نثن ومعه كارين وهما يهربان، وتكشف كل شيء في النهاية بمنتهى السهولة واليسر، طالما أنكم ملتزمون بمتابعة المطاردات اللامتناهية التي تكون لا لشيء إلا لكون نثن ابن أب وأم لهما ماضٍ استخباراتي، وكل من حول نثن طيلة حياته لم يوجدوا إلا لرعايته وحمايته من أجل والده الذي يمتلك معلومات خارقة تهم عدوه اللدود الذي يكون خلف نثن ليأخذه رهينة ويحصل على تلك المعلومات والأسماء. حبكة فيلم «اكشن» مدرسية، ملتزمة بكل ما يجعل المشاهد ينجذب إلى ما له أن يكون قبض الريح في النهاية، كل شيء معاد ومكرر إلى ما لا نهاية، وأنا هنا لم أسرد كامل أحداث الفيلم، التي لا أعرف إن كان من مشاهد قد تحمل إليه النهاية اي مفاجأة أو شيئاً جديداً في هذا السياق، وهنا فإن معرفة المشاهد لما سيحدث أو عدم معرفته لذلك مسبقاً لا يمنع توقعه لكل شيء طالما أن لعبة الفيلم الرئيسة كما مئات الأفلام قائمة على المفاجأة، وعلى تقديمها لأشياء لا يعرفها إلا صناع الفيلم، فوالدا نثن ليسا والديه، وطبيبته النفسية ليست كذلك، ووالده شخصية غامضة لن نتعرف إليها، وكل هذه المواراة ستأتي المشاهد في تتابع وحركية عالية تنقلنا من موقف إلى آخر، لكن كل شيء آمن ولا داعي حتى لاستخدام حزام الأمان.

وفي اتصال مع المفاجأة والحركية العالية، فإن فيلم «اختطاف» الذي أخرجه جون سينغلتون لن يكون أيضاً إلا متسرعاً في كل شيء، تبنى الحبكة وترمى في وجهنا مع حظر تام للتساؤل عن أي منطق، بما في ذلك منطق الفيلـم نفسه الذي به نقاربه، والقصـة تبدأ بكبسة الزر، وهـذا ما يفعله نثن، فما أن يدخل ذلك الموقع الإلكتروني حتى تقوم الدنيا ولا تقعد، ولعل المبدأ الرئيس للفيلم: كل شيء مباح في سبيل التشويق والإثارة.

الإمارات اليوم في

09/10/2011

 

ستيف جوبز.. الدراما والخيال العلمي

زياد عبدالله 

ما الذي كان سيوصف به فيلم صنع منذ أكثر من 54 سنة، يقول لنا إن حياة شخصيات الفيلم أصبحت لا تتعدى رقاقة إلكترونية بحجم عقلة الاصبع، لها أن تحتوي على كل شيء وتحمل كل حياة الشخص وذكرياته ومكتسباته بأنواعها كافة؟ أو أن قطعة صغيرة لا تتعدى حجم الكف لها أن تختزل العالم، الذي سيمسي عالماً افتراضياً، يمسي مع الوقت أشد حضوراً من الواقع نفسه؟

سيكون في ذلك فكرة جريئة لفيلم خيال علمي، له أن يكون على اتصال بتطورات تطرأ على الاختراعات العلمية لكنها تأخذ بها إلى أقصى ما يمكن أن تصله تلك التطورات. لكن إن فيلماً يحكي عن ذلك في أيامنا هذه لن يتعدى كونه فيلماً وثائقياً، يتناول ثورة المعلومات والاتصالات التي يشهدها العالم والتي تضعنا كل يوم أمام تطورات جديدة.

ما يدفعنا إلى إيراد ما تقدم، خبر وفاة ستيف جوبز الذي له أن يكون مفصلياً في كل ما تقدم، ولعل هذه الشخصية التي أسهمت في تشكيل وجه العالم المعاصر ومعها تلك التفاحة المقضومة، ليس لها أن تكون إلا معبراً أكيداً نحو خيال علمي تحقق، كما هي قصة الصعود إلى القمر التي كانت في أربعينيات القرن الماضي وما قبلها ضرباً من الخيال، ولعل ما صنعه جوبز مع تفاحته الشهيرة له أن يكون على اتساق تام مع عصر «الماتركس» بما يجعلنا نمشي في ممرات افتراضية ونلتقي ونحب ونكره ونختلف ونتصارع لكن افتراضياً، مع اتساع هيمنة الافتراضي على حياتنا الواقعية بما يجعله حاضراً أكثر من الواقعي.

لكن قبل المضي خلف ما تقدم، يمكن أيضاً تتبع حياة ستيف جوبز التي تحمل بنية هوليوودية بامتياز، فهو المولود لأب سوري (عبدالفتاح جندلي)، والذي يجري تبنيه من قبل عائلة أميركية، سيكون حمّالاً لدرامية كثيرا ما شاهدناها في الأفلام الأميركية ومعها الحلم الأميركي، الابن المتبنى سرعان ما يحقق نجاحات أسطورية تضعه في مصاف أهم الشخصيات العالمية، لكن دون أن يتواصل لمرة واحدة مع والده، أو العكس صحيح أو أصح، كون والده البيولوجي سيجد مفارقة كبرى أن يهمل ابنه طوال حياته ولا يعود ليتواصل معه إلا بعد أن يحقق ستيف نجاحات كبرى، وكما هو معروف فإنهما لم يتواصلا أبداً.

هذا منطلق لدراما أولية تأتي من الجانب الشخصي من حياة ستيف جوبز، أما الجانب الإبداعي فهناك مساحة مترامية من المكتشفات والمتغيرات التي طرأت على العالم كانت من صنيع هذا الرجل، وهنا المساحة مفتوحة على مصراعيها أمام معالجة سينمائية كثيرة، وهنا نتكلم عن فيلم له أن يكون عن سيرة هذا الرجل، والذي تكفي مظاهر الحزن والاساليب المبتكرة للتعبير عنها حول العالم لتقول كم سيكون فيلم كهذا مصدر ترحيب من قبل المشاهدين حول العالم، خصوصاً أن الحديث جار الآن أن سيرة ستيف جوبز ستصدر قريباً عن دار نشر أميركية.

بالانتقال إلى الخيال العلمي، يبدو الكمبيوتر في ما مضى أمراً خارقاً كما سيبدو عليه الأمر مع فيلم كوبريك «أوديسة الفضاء» 1968 حيث يتحول الكمبيوتر إلى شخصية من لحم ودم دون أن تكون كذلك، ولو حتى على هيئة رجل آلي، لكنه سيكون عبارة عن غرفة هائلة الحجم من المعدات والذاكرة التي يقوم بفصلها وتعطيلها رائد الفضاء حين يمضي الكمبيوتر في تخريب الرحلة المتوجهة إلى المشتري، وفي ذلك الوقت يمكن للحديث المباشر عبر الشاشات أن يكون حديثاً عن خيال علمي، وكل ما يشكل خرقاً على صعيد المسافات والتواصل وغير ذلك، كما أن أورسون ويلز سيضع هذا الشيء المسمى كمبيوتر في فيلمه «المحاكمة» 1962 عن رواية فرانز كافكا، حين نرى «جوزيف ك» يمضي من أمام كتلة هائلة من المعدات المعقدة التي تحتاج لمساحة مبنى.

كمبيوتر كوبريك وويلز تحولا إلى شيء لا يتعدى حجم الكف، وهنا يحضر ستيف جوبز على صعيدين سينمائيين، الأول علمي وهو يجعل من الخيال حقيقة والآخر درامي عن حياته الشخصية، وبينهما هناك فيلم يتحرك في الآفاق، ولي هنا أن أقولها دون أن يمسي ذلك خبراً: ترقبوا فيلماً عن ستيف جوبز.

الإمارات اليوم في

09/10/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)