حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

فازت بجائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان سان بطرسبرغ

فاطمة مشربك: جرأة "جحر الأرنب" ميزته

حوار: دارين شبير

حين تمتزج الموهبة بالعلم لا بد أن تكون النتيجة إبداعاً وتميزاً، وحين يجد الإبداع من يرعاه ويهتم به لا شك أن النتيجة ستكون نجاحاً باهراً، هذا ما أثبتته الطالبة الإماراتية فاطمة إبراهيم مشربك، بكالوريوس إعلام في كليات التقنية العليا في الشارقة، التي فاز فيلمها “جحر الأرنب” بجائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان سان بطرسبرغ الدولي لأفلام الطلاب، الذي عقد في الفترة مابين 10- 16 سبتمبر/أيلول 2011.

التقينا فاطمة لنبارك لها هذا النجاح، وكان لنا معها هذا الحوار .

·         بداية، من رشحك للمشاركة في المسابقة؟

- رشحني أستاذي شاهين يزداني عضو هيئة التدريس في قسم الدراسات الإعلامية في الكلية وأحد صناع الأفلام، لأشارك في المسابقة بعد أن رأى لدي إبداعاً وتميزاً في هذا المجال، فقد كان أول من اكتشف موهبتي من خلال ما قدمت في سنوات الدراسة، ودائماً كان يدفعني للمشاركة في المهرجانات، وهو من جعلني أشارك بفيلمي هذا في مهرجان الخليج السينمائي الماضي، ودائماً يزيد ثقتي بنفسي وبقدرتي على تقديم أعمال متميزة .

·         هل كنت تتوقعين فوزك بالمسابقة؟

- لم أكن أتوقع أن يتم ترشيح فيلمي ليشارك في المسابقة، كما لم أتوقع الفوز حين التقيت بالطلاب المشاركين من الدول الأخرى كألمانيا وفرنسا وبلجيكا وفنلندا وهولندا وأمريكا والمكسيك ورأيت أعمالهم، وخصوصاً أنهم طلاب جامعات متخصصة في الإخراج، وقد كانت أعمالاً متميزة وجميلة، وفي وقت إعلان النتائج فوجئت بخبر فوزي وشعرت بفرحة حقيقية .

·         كيف كان استقبال أهلك لخبر فوزك؟

- شجعني والدي كثيراً للمشاركة في المسابقة والسفر إلى روسيا، ولكن والدتي لم توافق في بداية الأمر خوفاً علي، وحاولت إقناعها بكل الطرق فقد كنت مصرة على أن أخطو هذه الخطوة، إذ شعرت بأنها ستكون إضافة مميزة لي حتى إن لم أفز، فمجرد ترشيحي لها يعتبر شيئاً جيداً لي، ولكنها اقتنعت في النهاية، وبعد عودتي من السفر رأيتها سعيدة جداً لأجلي، وهنا اكتملت فرحتي . 

·         ما الذي ميز فيلمك عن أفلام منافسيك ليفوز بالجائزة ؟

- قدم زملائي أفلاماً متميزة وقوية، ووجدت بعض الشبه بين أفلامهم وفيلمي، ولكن جرأة “جحر الأرنب” وطرحه مشكلات شباب الوطن العربي هو ما ميزته، فلايزال الكثيرون يلفهم الغموض حول المجتمع العربي، والمشكلات التي يعانيها شباب الوطن العربي . كل هذا جعله مثيراً ومختلفاً مقارنة بباقي الأفلام المشاركة .

·         هل ظهرت لديك أية ميول نحو مجال الإخراج قبل المرحلة الجامعية؟

أنا عاشقة للرسم منذ صغري وكانت ميولي فنية، وشعرت بعد فترة بميولي واهتمامي بالأفلام وطريقة عملها، فالتحقت بتخصص الإعلام، وركزت على هذا المجال بمساعدة أستاذي شاهين يزداني الذي كان يراقب خطواتي ويشجعني باستمرار .

·         “جحر الأرنب” هل أنت من اختار هذا الاسم، وماذا تقصدين به؟

- اخترت في البداية اسم “الدخيل” وحين ناقشت أستاذي اقترح علي اسم “جحر الأرنب” وكان هذا تشبيهاً بقصة “أليس في بلاد العجائب” التي تسقط في جحر لتنتقل إلى عالم وهمي، وفي ذلك تعبير بليغ عن فكرة الفيلم التي أناقشها، إذ ناقشت جوانب من الإعلام وشبهتها بجحر الأرنب، الذي ينقل الشباب إلى عالم وهمي، ومثال ذلك الإعلانات التي تصور للشباب حيث يجعلهم اقتناء بعض المنتجات يقتربون من الكمال في حين أن ذلك ليس إلا كمالاً خادعاً، وشرحت كيف يؤثر الإعلام في هوية الشباب ويؤدي إلى اضطرابها، كل ذلك في 22 دقيقة هي مدة الفيلم .

·         ما الصعوبات التي واجهتها في الفيلم؟

- الصعوبات تمثلت في الحصول على إذن للتصوير في عدة أماكن كالمدارس والمراكز التجارية، إذ تخوف الكثيرون من الحديث والتعبير عن مشاعرهم، ووجدوا صعوبة في ذلك، إلى جانب تحفظ البعض على المشاركة، ما أدى إلى تأخير عملي بعض الشيء، وساعدني أستاذي في توفير بعض المصادر وتم الأمر بسلام، وهنا أوجه رسالة لبعض الجهات بأن يقوموا بتسهيل مثل هذه الأمور على الطلاب والطالبات لأن هذه الصعوبات تؤخر عملنا .

·         كم استغرق صنع الفيلم؟

- كان الفيلم جزءاً من دراستي، واستغرق عمله 3 أشهر تقريباً .

·         كان لمعلمك دور كبير في النجاح الذي حققتيه فإلى أي مدى يعد دعم المعلم لطلابه مهماً برأيك؟

- أيادي معلمي البيضاء غيرت حياتي، وصنعت مني إنسانة ناجحة ومبدعة ومنافسة، وقد استطاع أن يكتشف موهبة في داخلي لم كن ألتفت إليها، وأظهر أفضل ما لدي، وما يميز أستاذي شاهين صراحته التامة ونقده البناء، حيث لم يكن يجاملني أبداً، فهدفه هو توصيل رسالته تجاه طلابه، وأرى أنه يؤدي واجبه على أكمل وجه، وبصراحة لا أعرف كيف أشكره، فقد وقف إلى جانبي كثيراً وساعدني، واهتمامه بطلابه كاهتمام أب، لدرجة أنه كان يقضي معنا أوقاتاً أطول من المقرر ليشرح لنا ما يصعب علينا، وخصوصاً إن وجد بوادر موهبة أو إصرار على تحقيق شيء لدى أحدنا .

·         أثبتت ابنة الإمارات نفسها في مجالات عدة، هل أنت فخورة بما حققته؟

- طبعاً، فقد لعبت دوراً مهماً في المجتمع، وتحدت صعوبات كثيرة، وحققت إنجازات كبيرة، ويعود الفضل للدولة التي شجعتها ودعمتها لتصل إلى ما هي عليه اليوم، ومستقبلها يبشر بالخير .

الخليج الإماراتية في

01/10/2011

 

شادى عبد السلام وإخناتون "إيد واحدة" فى فيلم عن قصة حياتهما

كتبت هنا موسى  

يستعد مخرج الأفلام الوثائقية محمد شعبان لإخراج فيلم روائى طويل عن قصة حياة المخرج الراحل شادى عبد السلام، الذى عمل معه شعبان مساعداً لأكثر من عشر سنوات، وفيلمه "إخناتون" الذى لم يكتمل.

وقال شعبان لـ"اليوم السابع"، إن الفيلم يحكى عن شادى ومأساته فى عدم تحقيق حلمه الأخير والكبير فى تنفيذ فيلم "إخناتون"، وأيضا رحلة إخناتون ومأساته هو الآخر، لافتا إلى أن الفيلم، يمزج بين مأساة شخصيتين شادى وفيلمه، وإخناتون ورسالته.

وأضاف شعبان، أنه ليس عيباً أن تساهم جهات خارجية فى إنتاج الفيلم، لأن شادى علامة من علامات السينما المصرية، ولم يكن يتمنى أن يكون صاحب الفيلم الأوحد "المومياء"، مشيراً إلى إيمانه الشديد بأن فيلم "إخناتون" يعد رسالة مهمة على المستوى الحضارى والثقافى والإنسانى، تقدمها مصر إلى العالم.

وأشار شعبان إلى أن شادى عبد السلام تعرض لمرض السرطان، فى وقت عصيب، انسحبت فيه عنه الأضواء، وابتعد عنه الناس، مضيفا أنه عمل مساعدا لعبد السلام، وقت أن بدأ الإعداد لفيلم إخناتون عام 1972 وشاركه كتابة السيناريو وتصميم الملابس والحلى والإكسسوار، وأيضا رسم الشخصيات واختيار أماكن التصوير ونسخة "الديكوباج" الأخيرة حتى إن أجزاء عديدة من الديكور تم تنفيذها بالفعل.

وعن كيفية تفكيره فى إعداد هذا الفيلم، أكد شعبان أن شادى عبد السلام شخصية سينمائية، طواها التاريخ ونسيها الناس، فى الوقت الذى تنعم فيه نماذج أقل أهمية منه باهتمام الناس، لافتا إلى أن عبد السلام قضى أكثر من عشر سنوات يحلم بتنفيذ فيلم عن حياة إخناتون وكانت الدولة تحبط آماله بممارساتها، فى الوقت الذى انهالت عليه العروض الخارجية.

ويقول شعبان: "وجدت أنه من المهم جدا أن يظهر بالفيلم إخناتون مع شادى عبد السلام، ومن هنا جاءتنى فكرة المزج بين الشخصيتين فى فيلم واحد بشكل حديث.

ولفت شعبان إلى صعوبة الجمع بين سيرة فترة محددة، فى عمر شخصيتين، تبدأ من ذروة المنحدر الصحى لشادى عبد السلام، وحتى وفاته، وتنتهى بالهجوم الساحق على الفرعون، لتحطيم كل ما يمت له بصلة ومحو اسمه من التاريخ.

اليوم السابع المصرية في

01/10/2011

 

منير وعادل إمام وعمرو دياب

علا الشافعى 

أكتب هذه السطور لأطرح مجموعة من التساؤلات، وهى ليست دفاعا عن المطرب عمرو دياب، ولكن عن المبدأ، وعن رغبة البعض فى إلقاء التهم، وتنصيب أنفسهم كحاملى لراية العدل، وأصحاب الأحكام القاطعة والتى يجب أن نسير وراءها جميعا، وكل من يختلف مع أصحاب الحقيقة المطلقة هو بالتأكيد مخطئ، ولا يفهم شيئا على الإطلاق، ويحتاج بالضرورة من يأخذ بيده، وينطبق هذا على كل قضايانا الكبيرة والصغيرة فى مناقشتنا سويا، فما الذى يجعل مجموعة تقرر فجأة أن تطلق صفحات على الفيس بوك وتطالب الجمهور بعدم شراء ألبوم عمرو دياب الجديد؟ - بالمناسبة لم أكن يوما من عشاقه وأستمع اليه بالصدفة - وهى حملات المقاطعة التى لم تكتف بسؤال الجمهور بعدم شراء الألبوم بل وصفت عمرو بأقذع الألفاظ، وأخذ بعضهم يسوق الحجة وراء الأخرى، ويكيل الاتهامات للمطرب، وانساق الآخرون وزايدو مؤكدين أنه مطرب وقف ضد الثورة ومنافق ويكفى أنه المطرب الذى غنى فى حفل زفاف جمال مبارك ابن الرئيس السابق، وكان صديقا للأسرة.

وهى اتهامات تجعل أى صاحب عقل وراغبا فى التفكير، أن يتوقف للحظات ويتساءل: ماهو الذنب الذى ارتكبه عمرو دياب ليتم تشويه صورته بهذا الشكل؟ ولماذا أصبحنا نتفنن فى تجريح رموزنا من الفنانين والنيل منهم، عادل إمام، ومحمد منير، وعمرو دياب؟ عادل إمام نختلف معه ومع آرائه وتصريحاته النارية التى يخرج بها من حين إلى آخر، ولكنه فى النهاية فنان قضى عمره فى هذه المهنة، وكان يهدف إلى رفع وإعلاء الفن المصرى، والكثيرون ممن سافروا خارج مصر، يعرفون حجم شعبية وجماهيرية إمام رغم كل التحفظات، وهو يفوق الكثير من السياسيين فى تأثيرهم، أفهم أن ننتقده، ولكن لماذا نهينه ونسبه بالأب والأم؟

محمد منير الذى غنى وتغنى لمصر وبمصر، وصار هو صوت الشعب ومرادفا للنيل ومصر، فجأة لأنه لم ينزل إلى ميدان التحرير، نصفه بأنه كان يغازل الثورة من بعيد، ولم يكن له موقف واضح، رغم أنه الذى أطلق أغنية «إزاى» التى صارت هى أغنية الثورة، كيف نختزل تاريخ فنان حمل الفن المصرى بصوته إلى كل العالم ومازال، بأن موقفه كان مائعا؟ ولماذا أصبحنا نلتفت فقط إلى أصحاب الصوت العالى والذين يجيدون الهتاف بحناجرهم فقط؟ منير هو صوت مصر الذى يجب أن نقدره، وهو واحد من الفنانين المهمومين ببلده طوال مشواره.

أما عمرو دياب والذى يعد واحدا من نجوم الغناء العربى والمصرى، صنع الجمهور شعبيته واستمر هو بذكائه، لا يصح أن يخرج البعض له لسانه ويقول: دا غنى فى فرح جمال مبارك، أى مطرب آخر كان سيتمنى لو كان فى مكانه، وليس الفنانون وحدهم الذين كانوا يسعون لعقد صداقات مع أبناء الرئيس السابق، أو التقاط الصور معهم، بل هناك سياسيون وإعلاميون وناس عاديون، وأعرف من هؤلاء من يحتفظون بهذه الصور فى ألبوماتهم الشخصية.

وأنا لا أضع النجوم الثلاثة فى مكانة واحدة، بل لكل منهم تجربته واختياراته الفنية التى ستبقى طوال التاريخ، ولا أقارن بينهم، بل أرفض مبدأ تجريح منير وعادل وعمرو.

اليوم السابع المصرية في

01/10/2011

 

سبونج بوب…

هل تضرّ الرسوم المتحركة السريعة الإيقاع بتفكير طفلك؟

كتب: ستيفاني باباس  

طلب علماء النفس من أطفال في سن الرابعة مشاهدة تسع دقائق من «رسوم متحركة مشهورة جداً عن اسفنجة متحركة تعيش تحت الماء»، فلاحظوا أن الأطفال قدّموا أداء أسوأ من العادة في اختبارات تتطلب التركيز وضبط النفس… فماذا في التفاصيل؟

لطالما اعتبر الأهالي أن التلفزيون يُفسد دماغ الأطفال، وتشير دراسة حديثة إلى صحة هذا القول، أقله عند مشاهدة رسوم متحركة سريعة الإيقاع. لوحظ أن الأطفال الذين شاهدوا تسع دقائق فقط من الرسوم المتحركة السريعة الإيقاع «سبونج بوب» قدموا أداء أسوأ من غيرهم عندما طُلب منهم تنفيذ مهمات تستلزم التركيز وضبط النفس مقارنةً بالأطفال الذين شاهدوا رسوماً متحركة بطيئة الإيقاع والأطفال الذين استمتعوا بالتلوين.

كانت الدراسة محدودة النطاق، لذا لم يكتشف العلماء المدة التي يدوم فيها تأثير البرامج على الدماغ. لكن لا تشدد هذه الأبحاث حصراً على أهمية الوقت الذي يمضيه الطفل في مشاهدة التلفزيون بل على نوعية البرامج التي يشاهدها أيضاً، بحسب رأي ديمتري كريستاكيس من معهد أبحاث سياتل للأطفال في جامعة واشنطن. لم يشارك كريستاكيس في الدراسة، لكنه كتب افتتاحية ذات صلة ظهرت بتاريخ 12 سبتمبر في مجلة «طب الأطفال» (Pediatrics).

صرّح كريستاكيس لموقع «لايف ساينس» (LiveScience): «لا تؤدي جميع البرامج التلفزيونية إلى تراجع التركيز. بل إن إيقاع البرنامج هو الذي يطرح المشكلة الفعلية».

رسوم متحركة

توصلت دراسات سابقة إلى نتائج مختلطة وغير دقيقة حول تأثير التلفزيون على نمو الطفل، لكن برزت في تلك الدراسات مؤشرات تحذيرية كافية لإثارة قلق الباحثين. مثلاً، وجد كريستاكيس في دراسة نُشرت في عام 2009، في «أرشيف طب الأطفال والمراهقين»، أن مشاهدة التلفزيون لفترة طويلة تُضعف الحوار المباشر بين الأهالي والأطفال، ما يعيق اكتساب اللغة والتطور الاجتماعي عند الأطفال.

سعت الدراسة الجديدة، برئاسة عالمة النفس أنجيلين ليلارد من جامعة فيرجينيا، إلى معرفة ما إذا كان نوع البرامج التلفزيونية التي يشاهدها الأطفال يؤثر على أدائهم. وقد استعان الباحثون بستين طفلاً في سن الرابعة وطلبوا منهم القيام بواحدة من ثلاث مهمات.

في المجموعة الأولى، قام الأطفال ببساطة بالتلوين طوال تسع دقائق. وشاهد أطفال المجموعة الثانية تسع دقائق من «رسوم متحركة مشهورة جداً عن اسفنجة متحركة تعيش تحت الماء». أما أطفال المجموعة الثالثة، فقد شاهدوا رسوماً متحركة واقعية على شبكة «خدمة البث العامة» عن صبي أميركي نموذجي في مرحلة ما قبل المدرسة.

لم تتمكن ليلارد من إجراء مقابلة للتأكيد على أسماء البرامج المستعملة في الاختبار، لكن تتوافق المواصفات المتوافرة مع برنامجَي «سبونج بوب» و{كايو» (Caillou) على شبكة «خدمة البث العامة». تم اختيار هذين البرنامجين بسبب اختلاف الإيقاع في كل واحد منهما. وفق ملاحظات الباحثين، كانت المشاهد تتغير في برنامج «سبونج بوب» كل 11 ثانية، مع عرض لقطات حماسية بوتيرة سريعة بين مختلف المشاهد. أما برنامج «خدمة البث العامة»، فقد كان إيقاعه أبطأ وكانت المشاهد تتغير فيه كل 34 ثانية تقريباً.

بحسب رأي كريستاكيس، زاد إيقاع برامج الأطفال بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة تزامناً مع ارتفاع المدة التي يخصصها الأطفال لمشاهدة التلفزيون. خلال السبعينات، كان الأطفال يبدأون بمشاهدة التلفزيون في سن الرابعة. أما اليوم، فيبدأون بمشاهدته في الشهر الرابع تقريباً. وتشير تقديرات «مؤسسة عائلة كايزر» إلى أن ثلثي الأطفال يمضون ما معدّله ساعتين يومياً في مشاهدة التلفزيون أو أي شاشة أخرى. يكمن القلق الأساسي في واقع أنّ الإفراط في تحفيز الطفل خلال البرامج الحماسية التي تكثر فيها الحركة يضرّ بالدماغ، ما يؤدي إلى نشوء مشكلة في التركيز في مرحلة لاحقة.

اختبار القدرة على ضبط النفس

بعد أن أنهى الأطفال مشاهدة التلفزيون أو التلوين، طلب منهم الباحثون أداء مجموعة متنوعة من مهمات لقياس قدرتهم على التحكم بتصرفاتهم أو قدرتهم الذهنية على التركيز وتجنب الالتهاء وضبط النفس. فخضع الأطفال لاختبار يقضي باتباع اتجاهات مختلفة، وقد شمل نقل أقراص من مكان إلى آخر، فضلاً عن ألعاب التركيز وحفظ ما يُقال تزامناً مع لمس رؤوسهم أو أصابع أقدامهم أو أي جزء آخر من الجسم، كذلك عددوا سلسلة من الأرقام بطريقة عكسية.

خضع الأطفال أيضاً إلى ما يُسمى «اختبار الخطمي» (أو التسرع في تناول السكريات)، وهو عبارة عن تحدٍّ مشترك لاختبار قدرة الأطفال على ضبط النفس. وضع الباحثون حلوى الخطمي أو المقرمشات (بحسب ما يفضله الأطفال) وغادروا الغرفة. لكن قبل مغادرتهم، أخبروا الأطفال بأنهم يستطيعون رن الجرس وتناول قطعتين من الحلوى أو المقرمشات فوراً. لكنهم إذا انتظروا عودة الباحثين، فيمكنهم تناول عشر قطع.

تبين أن اختبار قوة الإرادة يشير إلى مدى قدرة الأطفال على ضبط النفس حين يبلغون سن الرشد. إنه عامل مهم لأن ضبط النفس وتأخير إشباع الذات هما عاملان أساسيان في جميع المجالات، بدءاً من الحفاظ على صحة جيدة ووصولاً إلى بناء مسيرة مهنية ناجحة.

تأثير التلفزيون

تحقق الباحثون من النتائج وصنّفوا علامات الأطفال وفق مقياس موحّد لمقارنة أداء كل مجموعة. فلاحظوا أن الأطفال الذين شاهدوا «سبونج بوب» سجلوا نتائج أسوأ من الآخرين. مثلاً، بلغ متوسط العلامات في «اختبار الخطمي» لدى الأطفال الذين شاهدوا البرنامج على شبكة «خدمة البث العامة» حوالى 0،2. أما الأطفال الذين شاهدوا الرسوم المتحركة السريعة، فتراجع متوسط علاماتهم واقتصر على 0،5 تحت الصفر تقريباً.

في المقابل، قدّم الأطفال الذين شاهدوا الرسوم المتحركة البطيئة الإيقاع أداء بمستوى أداء الذين أمضوا وقتهم بالتلوين، ما يشير إلى أن مشاهدة التلفزيون بحد ذاتها ليست العامل الذي يسبّب المشكلة بل نوع البرامج التلفزيونية التي يشاهدها الطفل. وأضاف كريستاكيس: «من الخطأ أن يعمم الناس هذه الاستنتاجات وأن يعتبروا برنامج «سبونج بوب» سيئاً. إذ لا تتعلق المشكلة ببرامج معينة، بل بالخصائص التي تقدمها».

بحسب رأي كريستاكيس، يكون إيقاع البرامج المشابهة لبرنامج «شارع سمسم» (Sesame Street) طبيعياً. نظرياً، يعني ذلك أن الأخير لن يضرّ بأدمغة الأطفال على الأرجح، لكن لم تخضع تلك النظرية للاختبار بعد. عام 1977، نُشرت دراسة في المجلة الثقافية «الأبحاث التكنولوجية والتنموية» وقارنت الآثار المعرفية المترتبة عن الحلقات السريعة والبطيئة الإيقاع في «شارع سمسم» ولم تجد أي فرق بين النوعين. لكن ذكرت دراسة أخرى نُشرت في عام 2004 في مجلة «المهارات الإدراكية والحركية» أن هذا البرنامج نفسه سرّع إيقاع المشاهد منذ السبعينات، ولم يدرس أحد حتى الآن طبيعة الحلقات الحديثة.

لا يعرف الباحثون بعد مدة الخلل في وظيفة الجسم التنفيذية أو الطريقة التي يتأثر بها الأطفال الأصغر والأكبر سناً من نماذج الأطفال المشاركين في هذه الدراسة. لكن تشير الأبحاث إلى أن مشاهدة وسائل الإعلام عموماً لها آثار عدة على المدى الطويل. لا بد من إجراء دراسات إضافية للإجابة عن هذه الأسئلة، لكن تكفي هذه الأبحاث الراهنة لتحذير الأهالي.

وختم كريستاكيس قائلاً: «كحد أدنى، يجب أن يتعلم الأهالي من هذه الدراسة ضرورة ألا يشاهد صغارهم «سبونج بوب» قبل صدور التقييمات المتعلقة بحالتهم من روضة الأطفال!»

الجريدة الكويتية في

01/10/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)