حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

داليا البحيري:

أختار مرشَّحي للرئاسة بناء على برنامجه لا شخصه

كتب: القاهرة - جمال عبد القادر

مع أنها عبرت إلى الشهرة والأضواء من بوابة الجمال، فإنها أثبتت موهبتها كممثلة بعيداً عن الجمال الذي تربّعت على عرشه يوماً.

إنها الفنانة داليا البحيري التي أطلّت بصوتها على شاشة رمضان في المسلسل الكرتوني «قصص القرآن» مع النجم يحيى الفخراني، بعدما تألقت في السنوات الماضية بحضورها في موسم الدراما الأشهر.

عن تجربتها مع الفخراني وجديدها كان اللقاء التالي معها.

·         ما الذي حمّسك للمشاركة في مسلسل «قصص القرآن»؟

تصدُّر الفخراني للعمل حمّس الجميع وليس أنا فحسب، ثم تمنيت منذ سنوات المشاركة في عمل للأطفال إلا أنني لم أجد نصاً جيداً يحمّسني لخوض التجربة، إلى أن عُرض عليّ «قصص القرآن» فأعجبت به لأنه يقدّم الدِّين للأطفال بشكل بسيط وسهل من دون تزمّت أو تشدّد وبيسر يناسبهم، مثل ثعبان موسى وحوت يونس وعنكبوت وحمامة الغار وناقة صالح وغيرها… وتستقبل كل حلقة نجماً كضيف شرف ليجسّد شخصية الحيوان.

·         ما كان دورك فيه؟

العنكبوت الذي غطى غار حراء عند هجرة الرسول(ص). أتمنى في المستقبل تقديم عمل للأطفال بشكل متكامل وليس كضيفة شرف.

·         ما مصير مسلسل «أحلام مشبوهة»؟

تأجل نظراً إلى الضجة التي رافقته والمشاكل التي واجهها، لكن الموضوع في طريقه إلى حلّ ودّي.

·         وماذا عن جديدك؟

تعاقدت للمشاركة في مسلسل تلفزيوني سيُعرض على شاشة رمضان بعد المقبل، وبالطبع لن أتحدث عنه إلا عندما يقترب موعد تصويره. أما في السينما فلا جديد حتى اليوم، بعد فيلمَي «جوبا» و{أحلام حقيقية».

·         برأيك هل سيستمرّ التغيّر الذي شهدته الدراما في رمضان هذه السنة؟

لا يمكن التكهّن بما ستكون عليه الدراما في الأعوام المقبلة، سواء ما يتعلّق بالكمّ أو بالكيف أو بالشكل، كذلك لا يمكن التكهّن بمزاجية المتفرّج وهل ستكون مختلفة أم لا، لذا أعتقد أنه من الأفضل أن ننتظر ونرى ولا نستبق الأمور.

·         ما تقييمك لمبدأ تخفيض النجوم أجورهم للمساهمة في حلّ مشكلة قلة الإنتاج الدرامي؟

كانت مشكلة الدراما في الموسم الماضي خوف المنتجين من عدم تسويق أعمالهم الجديدة، لكن ما حدث أن معظم الأعمال سُوِّق وعُرض كل مسلسل على أكثر من قناة، بالإضافة إلى أن السوق الخارجي لا علاقة له بما يحدث في مصر، فلماذا إذن تخفيض الأجور؟ من هنا أنا ضد هذا الطرح مع أنني وافقت على تخفيض أجري 35% في المسلسل الذي كنا نعدّه لأطلّ من خلاله مع ذلك لم يُصوَّر.

·         ما تعليقك على مقولة إن الفن سيتغيّر إلى الأفضل بعد الثورة؟

مع أننا نمر بفترة من «اللخبطة» قبل أن تستقيم الأمور في مسارها الصحيح، إلا أنني متفائلة وبالتأكيد ستكون ثمة تغيرات، من أبرزها ازدياد مساحة الحرية التي تسهّل على الناس التلقّي وعلى الفنان الإبداع. قد تؤدي حالة الفوران التي نعيشها اليوم إلى خروج أعمال صاخبة أو رديئة لركوب الموجة لكن في النهاية سينتصر حسّ المسؤولية لدى المبدع.

·         كيف تفسرين إقبال الجمهور على الأفلام الكوميدية حتى وإن كانت دون المستوى؟

تكفي الناس المشاكل التي يصادفونها في حياتهم اليومية وتشعرهم بالإحباط، لذا يقبلون على الأفلام الكوميدية، لأنهم لا يريدون رؤية مشاكلهم مجسّدة أمامهم على الشاشة أيضاً، وأعتقد أن هذا الأمر سيستمر لأن الكوميديا مطلب رئيس للجمهور، لكن مع الأخذ في الاعتبار أن زيادة الوعي والقدرة على التعبير عن الرأي سيكون لهما دور في تقييم الأعمال المقدّمة بدليل مقاطعة أفلام معينة عرضت أخيراً.

·         ما رأيك بالقوائم السوداء للنجوم الذين هاجموا الثورة ومقاطعة أعمالهم؟

أنا ضد مصادرة حرية الرأي والتعبير، وما حدث في 25 يناير كان من أهدافه الديمقراطية وحرية الرأي، فمن غير المنطقي أنني عندما أختلف معك أتهمك بالخيانة، إلا أن ثمة زملاء اخطأوا عندما تطاولوا على الشباب إلى حدّ الشتيمة، فكان طبيعياً أن يغضبوا ويعاقبوا من شتمهم، لأن هؤلاء خرجوا من أجلنا جميعاً، ولنعترف بأن معظم النجوم الذين أطلقوا تصريحات ضد الثورة لم يكن لديهم علم ودراية بما يحدث نتيجة التعتيم وعدم توافر مساحة حرية في النظام السابق تسمح بالتعبير عن الرأي أو نشر ما يحدث من حولنا.

·         ما المعايير التي تتحكم بخياراتك سواء على صعيد السينما أو التلفزيون؟

لا أقبل إلا الفكرة المبهرة، فمسلسل «صرخة أنثى» مثلاً كان موضوعه جديداً لم يتطرّق إليه أحد لذلك تحمّست له، كذلك الأمر بالنسبة إلى مسلسلَي «بنت من الزمن ده» و{ريش نعام»… عندما يُعرض عليّ عمل جديد أقول لمؤلفه: «أبهرني بالفكرة»، فإذا وجدتها جديدة ومبتكرة نشرع في الكتابة فوراً.

·         البعض ينادي بإلغاء الرقابة على الأعمال الفنية، ما رأيك؟

أميل إلى الرأي القائل بتحويل الرقابة إلى جهة تصنيف، أي أن تصنّف الفيلم  للكبار أو للأسرة وهكذا، وهذا النظام معمول به في فرنسا وأميركا… أما إلغاؤها فيؤدي إلى الفوضى وتقديم أعمال غير لائقة.

·         بالنسبة إلى المشهد السياسي وانتخابات الرئاسة، ما رأيك بالشخصيات التي أعلنت ترشيحها؟

أندهش عندما أجد زميلاً يعلن تأييده لمرشّح ما قبل أن يذيع برنامجه، فعلى أي أساس يتم التقييم؟ عن نفسي أنتظر البرامج لأختار مرشحي بناء على برنامجه وليس لشخصه.

الجريدة الكويتية في

12/09/2011

 

بطل شارع الهرم.. سعد الصغير: لا أرى نفسي نجماً

كتب: القاهرة - رولا عسران  

رغم الهجوم الشديد الذي تعرّض له فيلم «شارع الهرم» والمخاوف التي واجهها صناعه بعد انطلاق حملات تدعو الى مقاطعته، فإنه نجح في اجتذاب الجمهور وتحقيق إيرادات تجاوزت السبعة ملايين جنيه، وهي إيرادات غير مسبوقة في تاريخ السينما المصرية.

التقينا سعد الصغير، بطل الفيلم، لنتحدّث معه عن أحدث تجاربه السينمائية.

·         كيف تفسِّر تصدُّر فيلم «شارع الهرم» شباك تذاكر العيد؟

أنا سعيد جداً بالإيرادات وأراها توفيقاً من الله، لأننا نقدّم فيلماً الى الناس «الغلابة» البسطاء الذين يريدون أن يفرحوا في العيد بفيلم يحتوي على قصة وأغنيات وكوميديا.

·         ألا ترى تشابهاً بين «شارع الهرم» وأفلامك السابقة؟

كنت ولا أزال من سكان منطقة شبرا وأرى أنه من الطبيعي أن تكون أفلامي عنها وعن المناطق التي تشبهها، لكن مشاكل الناس في تلك المناطق كثيرة ومتنوعة ولا يمكن مناقشتها كلّها في فيلم واحد، ما يوجد اختلافاً في أعمالي، وإن وُجد تشابه فيكون فحسب من ناحية الشكل أو البيئة التي تدور فيها الأحداث. أما فكرة «شارع الهرم» فجديدة وتناقش حياة الناس الذين يحاولون ادعاء عدم الشرف للتأقلم مع واقعهم لكنهم في النهاية يعودون الى أصلهم الطيّب.

·         ألم تخشَ الانتقادات التي وُجّهت إليك لتعاونك مع دينا في «شارع الهرم» خصوصاً بعدما أعلنت أنك لن تتعامل معها مجدداً؟

المنتج أحمد السبكي هو من اختار دينا، وهي لم تكن الاختيار الأول إذ سبقتها سمية الخشاب التي طالبت إجراء تعديلات في النص رفضها المنتج ما جعلها ترفض الدور، وكذلك جومانا مراد، لكن في النهاية كان الدور من نصيب دينا، وعلى رغم تصريحي السابق بأنني لن أعمل معها ثانيةً إلا أنني عدلت عن رأيي لأن الفيلم جيدٌ.

·         لماذا تم تغيير نهاية الفيلم الأصلية التي كتبها المؤلف؟

لأن دينا أصرّت على ألا تعلن الشخصيّة التي تجسّدها في «شارع الهرم» توبتها عن الرقص لأنها إن فعلت يعدّ ذلك إقراراً منها بأن الرقص حرام شرعاً، وهذا ما ترفضه دينا تماماً، لذلك تعود في نهاية الفيلم الى العمل في إحدى فرق الفنون الشعبية، وهي رؤية لا أتّفق معها لأنني أرى أن الرقص حرام.

·         ما تعليقك على حملات المقاطعة التي سبقت عرض الفيلم؟

لم نقل إننا نقدّم فيلماً لصلاح أبو سيف، بل فيلم عيد، ومع ذلك أكرّر القول بأن «شارع الهرم» يحتوي بالتأكيد على عدد من الأخطاء، لكني عموماً أحاول التعلّم من أخطائي وتصحيحها عن طريق قراءة أي نقد يُكتب عني ومحاولة الاستفادة منه، فمثلاً لفت كثر نظري إلى موضوع الرقص الذي كنت أقدّمه سابقاً فامتنعت الآن عن تقديم هذا النوع من الرقص الذي قد يثير استياء الجمهور، وأتابع راهناً أدوار الممثلين الكبار لكي أتعلّم منهم. أنصح كل من أغضبه إعلان «شارع الهرم» بمشاهدة الفيلم لأنه يحمل قضية ورسالة مهمة وهي ضرورة أن يكسب كل شخص رزقه بالحلال.

·         ألم تقلق من وجود طارق الشيخ ومحمود الليثي في الفيلم لا سيما أن كلاً منهما مطرب شعبي؟

لا طبعاً، لأن الأرزاق بيد الله، وإن كان لي نصيب في عمل ما فسأحصل عليه والأمر نفسه بالنسبة الى الممثلين الآخرين، ثم أنا من أرشِّح المطربين للعمل معي لأني لا أسعى الى البطولة بل الى العمل الجماعي.

·         فيما يحاول النجوم الانفراد بالأفيش نجد أن ملصق «شارع الهرم» يشاركك فيه معظم أبطال الفيلم، ألا يزعجك هذا الامر؟

بالعكس، أنا أطلب ذلك لكي يُظهر الملصق أن في الفيلم شخصيات متعددة وممثلين من العيار الثقيل، وفي النهاية نحن نعمل جميعاً لنجاحه.

·         ألم تفكّر في البطولة المطلقة؟

لا لأني لا أرى نفسي نجماً ولا يمكنني تحمُّل مسؤولية فيلم بالكامل وحدي، لهذا يشاركني في البطولة ممثلون بحجم محمد لطفي ولطفي لبيب لكي يخرج العمل في أفضل إطار ممكن.

·         ابتعدت في الفترة الأخيرة عن الغناء وانتقلت الى التمثيل، فهل قرّرت الاكتفاء بالغناء في الأفلام؟

لم أبتعد عن الغناء لكن سوقه يمر بحالة كساد، ومع ذلك انتهيت أخيراً من تسجيل ألبوم على نفقتي الخاصة، وأنتظر لأطمئن على «شارع الهرم» كي أصدره، كذلك أحضّر لتصوير أغنيتين منه وهما «الحمل بقى تقيل عليا» و{مراتي بقت خانقاني». عموماً أعتبر نفسي مطرباً وضيفاً على السينما فأقدّم فيلماً كل عام وأعود إلى «كاري» الأصلي وهو الغناء.

·         أثارت تصريحاتك في أحد برامج رمضان عن ثورة 25 يناير والرئيس السابق وأبنائه غضب الكثيرين، فما تعليقك؟

أقدّم اعتذاري الى كل من أغضبهم كلامي وأقول لهم جميعاً «حقكم على رأسي»، وقد كنت مخطئاً عندما أهنت الثوار الذين أعادوا إلينا حقنا ورفعوا راية بلدنا عالياً، لكن في النهاية أنا شخص بسيط و{ماليش» في السياسة، وشعرت بالشفقة تجاه الرئيس حسني مبارك بعدما رأيته راقداً على سرير المرض داخل القفص إذ ذكّرني بوالدتي المريضة، لكن بعد أن فهمت الصورة بشكل أوضح صوَّرت فيديو وحمّلته على الإنترنت واعتذرت فيه وشرحت أسباب ما قلته. أرى أن جميعنا يتعلّم من أخطائه، وإن أثبت القضاء أن مبارك أصدر فعلاً الأوامر بقتل الثوار فسأكون أول الواقفين ضده بالتأكيد.

الجريدة الكويتية في

12/09/2011

 

بيبو وبشير…

سينما سائدة في ثياب جديدة

كتب: محمد بدر الدين  

تشعر أن ثمة مواهب طول الوقت، هائمة، قلقة، تبحث عن مجال للعطاء  والإبداع، لكن سعة الإطار لا تتيح وطبيعة التجربة لا تسمح.

أتحدّث عن «بيبو وبشير»، أول فيلم سينمائي روائي طويل للمخرجة الشابة مريم أبو عوف، وهي على رأس الموهوبين في الفيلم، لكن التجربة (بيبو وبشير) ليست على قدر الموهبة، أو لم تأتِ على مستواها.

إلى جانب موهبة المخرجة، ثمة مواهب واضحة في المونتاج (منى ربيع)، التصوير (فيكتور كريدي)، الموسيقى (هاني عادل)، الديكور (محمد أمين)، فضلاً عن التمثيل (منة شلبي وآسر ياسين في الدورين الرئيسين، وغيرهما).

وحتى نقطة الضعف الأولى، التي إن بحثت وجدتها كامنة هناك، رابضة في سيناريو الفيلم ومعالجته الدرامية للثنائي كريم فهمي وهشام ماجد، ومن حين إلى آخر تلمح موهبة نابضة، كامنة بدورها، كانت لتنطلق وتعطي عطاء  أفضل.

ثمة «لحظات» في السيناريو والحوار والمعالجة، فضلاً عن العناصر الأخرى، تؤكد دراية وتنمّ عن إدراك عصري أو معاصر في فن السينما، وثمة لمسات حداثة و{روح شبابية» تتّسم بطزاجة ـ إذا جازت العبارة ـ لكن هذه المقدرة على البزوغ، تضيع في توابل سينما قديمة، بالية.

تتأرجح معالجة وسيناريو «بيبو وبشير» بين «تيمات» ومواقف ومفارقات، سبق أن شاهدتها في أفلام مصرية مثل «غريب في بيتي» و{الشقة من حق الزوجة»… أو أفلام أجنبية، وكانت تلك أولى السمات والدلائل على أننا أولاً أمام تجربة غير ناضجة.

ليس الأمر هو التأثر، المحمود المعقول، وليس بالطبع تقديم «تحيّة» إلى أفلام قديمة، كما قد يحاول صناع الفيلم التبرير، إنما هي الحيرة في تقديم الجديد، والارتباك الذي أدى إلى تجربة ليست على قدر الموهبة، أو لم تأتِ على مستواها.

بيبو اسم دلع لعبير (منة  شلبي)، فتاة ممتلئة حيوية تعمل عازفة «درامز» في فرقة شبابية، تطمح إلى الفوز في مسابقة تستعدّ لها، وقد تمثل نقلة حقيقية في مستقبل أعضاء الفرقة.

وبشير (آسر ياسين) شاب طموح يعمل مترجماً في فرقة كرة سلة يشرف على تدريبها مدربون من تنزانيا، وترجع معرفته بلغتهم إلى أنه ولد لأم من تنزانيا وأب مصري.

يبدأ الفيلم بأن نرى مشاهد متتابعة، وعبر مونتاج متوازٍ، يبحث فيها بيبو وبشير ـ كل على حدة ـ عن شقة في مدينة القاهرة، ونرى خيبة أمل كل منهما في رحلة بحثه، وصدمة كاملة تلو أخرى.

إلى أن يأتي الحلّ، بأن يجد كلّ منهما الشقة المناسبة، لكن شرط أن تتاح في وقت محدّد يومياً (من الساعة كذا إلى الساعة كذا) لأنها نفسها التي تتوافر لهما، باعتبار أن الوقت الذي يحتاج إليه كلّ منهما مختلف عن الآخر. وهنا تبدأ سلسلة من المفارقات، تدور حول خشية ألا يُصادَف وجود كل من المستأجرَين في الشقة في اللحظة نفسها.

الأعجب، أو الأغرب، أن هذا الشاب وهذه الفتاة يتعارفان في ظرف آخر مختلف تماماً، بل وتنشأ بينهما قصة حبّ، من دون أن يعرفا أنهما يسكنان في الشقة نفسها.

بل ويتعرّف كلاهما إلى عائلة الآخر، عائلة بشير أي الأب (عزت أبو عوف) وزوجته الجديدة (صفية العمري)، وعائلة بيبو التي تقيم في بور سعيد أي الأم (سلوى محمد علي)، الأب (المخرج الكبير محمد خان في أول دور يظهر فيه على الشاشة بهذه المساحة الملحوظة، وإن سبق أن جرّب الظهور مراراً، لكن سريعاً، وهي تجربة طريفة لطيفة مقبولة).

أول من انتقد تلك المصادفات غير المعقولة، هو الفيلم نفسه، من خلال حوار بيبو وبشير، إذ تقول له: هذا أشبه بفيلم مصري قديم أبيض وأسود… «وحش». لكن هذا الاعتذار أو التبرير لا يقنع أو يخفّف أو يبرّر، ولا «يمرّر» ذاك الوضع «الثقيل» أو السخيف الذي «أنهك» الفيلم.

أضف أموراً أخرى… مثل تقديم صديق للبطل على الطريقة القديمة، طيّب ومحبّ، يبدو ظريفاً أحياناً ومفتعلاً الظرف أحياناً أخرى، لا يكفّ عن أن يوقع البطل، بغباء تصرفه، في مأزق تلو آخر! أيضاً تحوّل المترجم بشير، بقدرة قادر عند انسحاب المدرّب الأجنبي، إلى مدرّب ماهر يقود فريقه إلى الفوز…

فيلم «بيبو وبشير» باختصار: سينما سائدة في ثياب جديدة.

الجريدة الكويتية في

12/09/2011

 

أفلام العيد وثورة يناير… إيد واحدة

كتب: القاهرة – الجريدة  

«الشعب يريد إسقاط النظام» كلمة ترددت كثيراً في ميدان التحرير ولم يكن هدفها إسقاط النظام السياسي فحسب، بل الأنظمة الفاسدة أيضاً، وتغيير الذوق الفني الذي راهن الجميع على ضرورة أن يتبدل ويتغير بعد الثورة، إلا أن الرياح أتت بما لا نتمناه أو نخطّط له، إذ اختُزلت الثورة في بضعة مشاهد تضمّنتها أفلام العيد، بعضها استخدم شعاراتها كـ{إفيهات» لتحقيق أعلى نسبة ضحك.

حول حضور ثورة 25 يناير في الأفلام المصرية، سواء التي أطلت أخيراً أو تلك التي ظهرت في موسم الصيف، يدور التحقيق التالي.

مع انتهاء شهر رمضان المبارك ازدحمت دور العرض بجمهور عريض قصدها  لمشاهدة الأفلام الجديدة، كالعادة لم تغب الثورة المصرية عن صناعها، بل أبرزتها الحملات الدعائية صراحة، وكأن هؤلاء حرصوا على ألا تذهب الثورة في هذا الموسم هباء منثوراً، لذا طوّعوها بشكل فني واستغلوا عبارات توحي إليها، ما أصاب المتفرّج بخيبة، نظراً إلى سطحية ما قُدّم عن الثورة وكأنها كانت ثورة ضاحكة، ومن اعتصموا في ميدان التحرير مجموعة من المهرّجين خرجوا ليضحكوا العالم لا ليبهروه.

في مقدّمة هذه الأفلام «بوم بوم تك» لمحمد سعد ودرّة، قصة محمد سعد، سيناريو إسعاد يونس منتجة الفيلم، إخراج أشرف فايق.

الفيلم هو الأول الذي بُنيت أحداثه بالكامل على الثورة، لكنه تناولها بشكل سطحي يسيء إليها، إذ أظهر الثوار كأنهم مجموعة من السذّج، ومع أن موعد الثورة كان معلوماً للجميع، إلا أن الفيلم أظهر الثوار في منزل أحدهم وأمامهم تخطيط لميدان التحرير، وعندما يدخل عليهم بطل الفيلم يخفونه وكأنهم في لقاء سري يخططون لشيء ما. كذلك أظهر الفيلم أن مبدأ التخوين كان شعار الجميع مع الأيام الأولى للثورة، بدليل أن ثوار «بوم بوم تك» عندما طالبوا بطلنا الهمام بالنزول معهم إلى ميدان التحرير ورفض اعتبروه خائناً لبلادهم.

كذلك استخدم سعد شعارات بشكل كوميدي سطحي ليضفي على الأحداث أجواء الثورة، أبرزها «الجيش والشعب إيد واحدة»، وصوّر العلاقة بين الشرطة والثوار ليظهر معاناة الشرطة أمامهم وأنها مجموعة من الأبرياء.

أدخل سعد أيضاً الثورة الليبية وكلمات القذافي ضمن أحداث الفيلم من أبرزها «زنغا زنغا»… هذا كلّه وغيره يعرضه سعد في الفيلم الذي يتناول قصة زواجه من درّة في 24 يناير قبل قيام الثورة المصرية بيوم واحد.

شارع الهرم

تناول «شارع الهرم» (بطولة سعد الصغير ومها أحمد والراقصة دينا، سيناريو سيد السبكي، إخراج محمد شورى)، جانباً من الثورة، تحديداً شعاراتها المتداولة على شكل إفيهات، فمثلاً يصف سعد الصغير مها أحمد بالمليونية في إشارة إلى وزنها الزائد، وتبرر الأخيرة رفضها لمن تقدموا للزواج منها بأنهم كانوا من فلول النظام السابق، كذلك يظهر إفيه القذافي الشهير «زنقة زنقة» في مشهدين أحدهما لأحمد بدير والآخر لمها أحمد.

بيبو وبشير

لم يدع «بيبو وبشير»  (بطولة آسر ياسين ومنة شلبي، كتابة كريم فهمي وهشام ماجد، إخراج مريم أبو عوف) الثورة وشأنها، إذ يكتشف بطلاه أنهما يعيشان معاً في شقة واحدة، فتبدأ اللغة الثورية التي جعلت بيبو (منة شلبي) تهدّد بشير (آسر ياسين) بالاعتصام داخل الشقة للحصول عليها، بينما يصرّ هو على البقاء فيها، ويأتي بأصدقائه ثم يهتفون معاً «مش هنمشي… هي تمشي»، وهو الهتاف الذي كان يردّده الثوار مطالبين برحيل الرئيس حسني مبارك، فتردّ عليهم بيبو برشّهم بغاز مسيّل للدموع وهي تضع الكمامة في موقف مشابه لما كانت تفعله الشرطة مع الثوار في بداية الثورة، ثم يأتي الهتاف الشهير الذي ذاع صيته في ميدان التحرير «إيد واحدة» على لسان بشير لحثّ أفراد فريق كرة السلة على أن يكونوا كذلك خلال المباراة.

كوميديا لا إهانة

يرى أحمد السبكي، منتج «شارع الهرم»، أن الفيلم لا يعتمد الإهانة أو التقليل من حجم الثورة المصرية العظيمة، وكل ما هنالك أنه يتناول الأحداث الأخيرة بطريقة كوميدية.

بدورها توضح مها أحمد أن الإفيهات التي ألقتها في الفيلم لم يُقصد بها سوى إضحاك الجمهور وليس السخرية من الثورة العظيمة التي أبهرت العالم.

أخيراً يؤكد أشرف فايق، مخرج «بوم بوم تك»، أن الفيلم لم يسئ إلى الثورة إنما  عبّر عن وجهة نظر البطل الساذج الذي لا يعرف الفرق بين تخطيط ميدان التحرير والتخطيط للدورة الرمضانية، ما سبب خلطاً في المفاهيم بين التقليل من الثورة وتناولها من وجهة نظر بطل شعبي لا يعي المفاهيم بشكلها الصحيح.

الجريدة الكويتية في

12/09/2011

 

بسبب مذابح الأسد…

سينمائيّو مصر يقاطعون مهرجان دمشق السينمائيّ

كتب: فايزة هنداوي  

اتخذ السينمائيون المصريون قراراً بمقاطعة «مهرجان دمشق السينمائي الدولي» الذي دعا إليه السينمائيون السوريون الحريصون على أن يُعقد في موعده غير آبهين بالمذابح التي تحصل في بلدهم وتحصد عشرات الشهداء والجرحى يومياً.

أصدرت نقابة المهن السينمائية المصرية بياناً أعلنت فيه قرار مقاطعة «مهرجان دمشق السينمائي الدولي»، تضامناً مع الشعب السوري «الذي تسيل دماؤه منذ أشهر على يد السفاح بشار الأسد». وشدّد البيان على أن مشاركة أي سينمائي في هذا المهرجان هي بمنزلة المشاركة في جريمة ضد هذا الشعب الحرّ الذي يسعى إلى الحرية، وفي هذا السياق دعا المخرج عمرو عابدين النقابات الفنية إلى أن تحذو حذو نقابة السينمائيين في مقاطعة هذا المهرجان.

خيانة للشعب السوري

يؤكد الممثل عمرو واكد أن المشاركة في هذا المهرجان تُعتبر خيانة للشعب السوري البطل الذي يناضل منذ أشهر لأجل حريته التي يسلبها منه نظام الأسد، خصوصاً أن المهرجان يتم تحت رعايته وفي مسرح يحمل اسمه ما يعني أن حضوره هو إعلان تأييد له.

بدوره، يؤيد عضو مجلس النقابة تامر حبيب القرار، واصفاً إياه بالصائب لأن المهرجان هو مبايعة لبشار الأسد، وسيتحوّل إلى مهرجان سياسي لا فنيّ، حسب تعبيره.

في هذا السياق، يشير الناقد طارق الشناوي إلى أن أي فنان سيشارك في هذا المهرجان  سيتورّط عن عمد أو من دون قصد في مبايعة بشار الأسد والوقوف إلى جانب سياساته وقمعه لشعبه، مضيفاً أن الفنانين السوريين ربما يكونون مضطرين الى ذلك خشية البطش الذي يتعرّض له المعارضون في سورية، أما الفنانون المصريون فليسوا مجبرين وعليهم أن يتخذوا المواقف التي تتوافق مع معتقداتهم.

معاداة مجانيّة

يلفت الناقد وليد سيف إلى أن أقلّ ما يمكن أن يقدّمه الفنانون المصريون للشعب السوري البطل هو مقاطعتهم هذا المهرجان الذي سيتحوّل إلى تظاهرة تأييد ودعم لبشار الأسد ضد شعبه، لذا حضور المهرجان هو معاداة مجانية للشعب السوري.

يتوقّع سيف أن يقاطع معظم الفنانين المصريين المهرجان، فيما قلة ستنتظر أن تتّضح الصورة لتحسم أمرها، وقد يحضر البعض بدافع رد جميل لبشار الأسد.

الجريدة الكويتية في

12/09/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)