حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

ديفيد وارك جريفيث:

رائد السينما الأمريكية

أمير العمري

ديفيد وورك جريفيث هو مؤسس السينما الأمريكية بلا منازع وأحد أهم السينمائيين في تاريخ السينما. وهو من مواليد 22 يناير 1875 وتوفي في 21 يوليو 1948 أي أنه عاش 73 سنة.

* مخرج ومنتج وممثل وكاتب سيناريو ومؤلف موسيقي ومونتير، كما عمل مساعدا للإخراج ومصمما للملابس ومديرا للإنتاج.

* أخرج 550 فيلما وكتب السيناريو لـ 228 فيلما، كما أنتج 53 فيلما ومثل في 45 فيلما، وكتب الموسيقى لأربعة أفلام من بينها "مولد أمة" و"التعصب".

* قام بعمل المونتاج لفيلمي "مولد أمة" و"التعصب"، وصمم ملابس فيلم "التعصب".

والد جريفيث كان فلاحا شارك كمقاتل في الحرب الأهلية الأمريكية وكان أيضا من مغامري "الويسترن"، ولاشك أن صورة والده أثرت على تكوينه الدرامي، كما أثرت أمه الكاثوليكية الإيفنجلية على قيمه ومفاهيمه الأخلاقية المتزمتة. وأثرت شقيقته، وكانت معلمة، على توجهه ودفعته للاهتمام بالأدب.

* توفي والده عندما كان في الرابعة من عمره، واضطر فيما بعد وهو صبي صغير للعمل بائعا للصحف لكي يساعد أسرته الفقيرة. واضطر لقطع دراسته بالمدرسة الثانوية لكي يعمل عامل مصعد، ثم ترك هذا العمل والتحق بالعمل في مكتبة لبيع الكتب. وبدأ اهتمامه المبكر بالمسرح.

وفي عام 1895 عمل كممثل مسرحي وظل في هذا العمل لمدة 12 عاما. وعمل مع فرقة مسرحية متجولة كانت تطوف بلدانا عديدة في الولايات المتحدة. وكان أيضا قد بدأ في كتابة المسرحيات. وبعد زواجه من ممثلة شابة وبدافع من احتياجه للمال قبل وظيفة في صناعة السينما، أولا كممثل لحساب شركة إديسون في نيويورك، ثم انتقل لشركة بيوجراف في نيويورك ايضا حيث كان يكتب القصص السينمائية ويقوم بالتمثيل في الأفلام قبل أن ينتقل للإخراج ليقدم أول أفلامه "مغامرات دوللي" عام 1908

في عصر جريفيث كان زمن عرض الفيلم قد قفز إلى نصف ساعة - ساعة، بعد أن كان لا يزيد عن عشر دقائق ويروي مجموعة من القصص والحكايات. وكانت برامج عروض الأفلام تشمل عرض أفلام قصيرة، الفيلم الواحد منها يتكون من بكر واحدة مع بعض الأغاني الملونة يدويا يتم عرضها بين الأفلام.

* في عام 1910 كانت أسواق السينما الأمريكية أو دور العرض السينمائي تعرض 10 آلاف فيلم تجذب نحو 26 مليون مشاهد أسبوعيا. وقد بلغت حصيلة شباك التذاكر في ذلك العام فقط 91 مليون دولار. وهو رقم فلكي بمقاييس تلك الأيام.

* لم تكن دور العرض تستطيع بعد أن تجذب الطبقة الوسطى والطبقة الثرية لأنها كانت مجرد صالات رقص من النوع الشعبي تمتلئ بالمقاعد الرديئة وتقدم مشروبات رخيصة، أو كانت لاتزال عبارة عن مخازن تحولت إلى قاعات للعرض السينمائي، وكانت تنصب على أحد جدرانها قطعة قماش بيضاء (هي ما عرف بالشاشة). وكانت تجذب جمهور العمال والعاطلين الذين يتكدسون داخلها، وتفوح في أرجائها روائح العرق والملابس القذرة والشراب. وكان أصحاب دور العرض يلجأون إلى نثر العطور القوية بين العروض لمقاومة الروائح الكريهة.

* في عام 1913 لم يكن مسموحا بوجود قاعة عرض سينمائية على مسافة 200 قدم من أي كنيسة. وهو ما يشير إلى أن النظرة العامة في المجتمع إلى السينما لم تكن آنذاك نظرة احترام بل توجس وريبة إن لم يكن إزدراء.

* عندما أخرج جريفيث فيلمه الأول "مغامرات دوللي" عام 1908 كانت التقاليد السائدة في الإخراج تقضي بعدم استخدام وسيلة "القطع" إلا للانتقال من مشهد إلى مشهد آخر. وكان لابد أن يظهر الممثلون في صورة كاملة (أي تظهر أجسادهم كاملة في المشهد).

* كان جريفيث متأثرا بالأدب وخاصة بأعمال تشارلز ديكنز: الأشرار والأبطال، تداخل مصائر الشخصيات، التوازي في الأحداث والتداخل فيما بينها، وأراد أن يحاكي هذا الأسلوب سينمائيا. وكان جريفيث يخرج فيلمين أسبوعيا، ولم يكن قد تعلم تعليما عاليا، ولم يكن لديه وقت للتجريب لكنه استطاع أن يحقق نجاحا كبيرا في أفلامه.

* كان من أوائل من استخدموا عشرات المشاهد (حوالي 47 مشهدا) في فيلم واحد (من نصف ساعة) بدلا من 11 مشهدا كما كان معتادا. وكان من أوائل الذين قاموا بتحريك الكاميرا.

* يعتقد أن جريفيث أول من استخدم لقطات "الكلوز أب" أو ما يعرف باللقطة القريبة: لخطاب، أو يد تقبض على مسدس أو تفتح درجا، أو ساعة، أو وجها ما. وقد قام أيضا باستخدام مصادر الضوء الطبيعية بدلا من الإضاءة المسطحة للصورة كلها. وكان من مصادر الضوء التي اعتمد عليها المدفأة والنوافذ، كما استخدم ديكورات طبيعية أو أكثر واقعية أو صورا من الطبيعة كخلفية للمشهد.

* استخدم ممثلين اكتشفهم خصيصا للسينما بدلا من ممثلي المسرح الكبار الذين كانوا يظهرون في معظم الأفلام، ومن الممثلات اللاتي اكتشفهن ماري بيكفورد وليليان جيش.

* استخدم ما يعرف بالمونتاج المتوازي أي الانتقال بين حدثين يقعان في مكانين مختلفين في وقت واحد.

* أقنع شركة بيوجراف بالسماح له بصنع أفلام أطول مما كان معتادا وصور فيلم "جوديث من بيتوليا" (1914) في أربعة فصول بدلا من فصلين ثم استقال من شركة بيوجراف والتحق بالعمل بشركة أخرى أخرج لها سلسلة من الأفلام (القصيرة) قبل أن يعكف على الإعداد لتصوير فيلمه الشهير "مولد أمة"

Birth of A Nation

مولد أمة

* فيلم "مولد أمة" مأخوذ عن رواية شعبية بعنوان "رجل القبيلة" أو The Clansman صدرت عام 1905 من تأليف توماس ديكسون. ويدور الفيلم حول أسرتين: أسرة ستونمان من الشمال، وكاميرون من الجنوب. الإبن الأكبر لأسرة كاميرون الجنوبية ينضم لعصبة الكوكلوكس كلان المعادية لتحرير السود، والتي تقوم بتصفيتهم من شوارع مدن الجنوب تحت رايات عنصرية ودينية. ويصور الفيلم كيف تتمكن العصابة العنصرية من تخليص فتاة بيضاء اختطفها زنوج بطريقة مثيرة تضفي البطولة على الأمريكي الأبيض. وهذا الموضوع يجب فهمه في ضوء التاريخ الأمريكي وظروف نشأة العصبة الشهيرة نفسها. وكان الفكر العنصري فكر رسمي معترف به في كتابات المفكرين بل وتبنته التشريعات التي صدرت عن الكونجرس إلى أن تم ابطالها فيما بعد.

* ظل هذا الفيلم يمثل مأزقا محرجا أمام النقاد: فهل يمكن لفيلم واضح في عنصريته أن يعتبر عملا فنيا رفيعا بفضل الأسلوب واللغة السينمائية المتطورة التي استخدمها جريفيث؟ المؤكد أن جريفيث تناول الرواية من وجهة نظره كرجل جنوبي يؤمن بأنه يتعين على زنوج أمريكا الالتزام بخط "العم توم" الشهير أي الإخلاص للسيد الأمريكي الأبيض والبقاء في خدمته، أما الزنجي السيء فهو الذي يتمرد على سادته.

* رغم ما فيه من نظرة عنصرية واضحة الفيلم الذي يعد أول فيلم روائي طويل في السينما الأمريكية (3 ساعات) يعتبر تحفة حقيقية غير مسبوقة بمشاهد المعارك خلال الحرب الأهلية الأمريكية التي تقترب من مشاهد الجرائد السينمائية بواقعيتها وتصويرها للتفاصيل، وكذلك بالطابع الميلودرامي للأحداث التي تنتهي بالنهاية السعيدة التي تجعل الذروة تنفك في أول حدث من نوعه في الفيلم الأمريكي بعد أن يصل المتفرج إلى ذروة التوتر.

* تكلف الفيلم 90 ألف دولار وحقق 5 ملايين دولار، وهو ما أثبت للمرة الأولى أن بوسع السينما الأمريكية أن تصبح استثمارا ماليا كبيرا.

* تتوفر حاليا نسخة من الفيلم على اسطوانات دي في دي في 180 دقيقة يروج لها موزعوها باعتبارها النسخة الأصلية بدون أي اختصارات.

التعصب

جاء الفيلم التالي الكبير لجريفيث وهو فيلم "التعصب" (1915) Intolerance ردا على النقاد الذين اتهموه بالعنصرية، وفيه يروي 4 قصص تلخص قصة البشرية، القصة الأولى البابلية (539 قبل الميلاد) قبل سقوط بابل تروي كيف ينتصر التعصب الديني على التسامح المتمثل في الأمير بالتشار البابلي، وكيف يهزم على أيدي سيروس الفارسي وتسقط مملكته. أما القصة اليهودية (عام 27 بعد ميلاد المسيح) فتصور كيف يؤدي التعصب إلى صلب المسيح على أيدي اليهود. ولكن تحت ضغوط من منظمة بناي بريث اليهودية اضطر جريفيث إلى تغيير القتلة وجعلهم من العسكر الرومان (هذا الجانب موثق في كتابي "سينما الهلاك: اتجاهات وأشكال السينما الصهيونية".

وفي القصة الفرنسية من القرن السادس عشر (عصر النهضة) تحديدا عام 1572 يروي كيف ساهم التعصب الديني في القضاء على البروتستانت الفرنسيين في مذبحة عيد القديس بارثلميو، ومقتل العاشقين بطلي الرواية. وفي القصة الحديثة يصور كيف ينتصر الحب ويمكن بفضله انقاذ حياة رجل ظلم وحكم عليه بالإعدام (وهي النهاية السعيدة الوحيدة في الفيلم التي تمنح الناس الأمل).

* المشكلة أن هذا الفيلم الذي قدرت تكاليفه من 386 الف دولار إلى 2 مليون دولار (ميزانية فلكية بمقاييس العصر) فشل في السوق لأنه كان ينادي بالسلام في وقت تصاعدت فيه دقات الطبول للدخول في الحرب العالمية الأولى إلى جانب الحلفاء في أوروبا.

* لم يؤخذ في حساب التكاليف ما أنفق على الدعاية وفرقة الأوركسترا الكاملة التي صاحبت عروض الفيلم (عزف موسيقي حي مباشر في القاعات) خاصة وأن جريفيث استعان أيضا بنحو 3 آلاف ممثل ثانوي (كومبارس) وشيد ديكورات غير مسبوقة تعد أضخم من أي ديكورات مشابهة في تاريخ السينما.
* يرى أحد المؤرخين أن الفيلم إذا أنتج اليوم فقد تصل تكاليفه إلى أكثر من 500 مليون دولار.

* النسخة الأصلية بعد المونتاج بلغت 8 ساعات اضطر جريفيث أمام الضغوط التسويقية لاختصارها إلى 3 ساعات ونصف الساعة هي التي عرضت في دور العرض السينمائي في زمنها.

* تمكن متحف الفن الحديث في نيويورك من استعادة تلك النسخة في زمن عرض مقارب للزمن الأصلي، لكن حظر عرض هذه النسخة تماما وظلت قابعة داخل الأرشيف حتى يومنا هذا.

*أكثر النسخ قربا من النسخة القديمة تبلغ ساعتين و50 دقيقة، لكن هناك نسخة متوفرة على شرائط الفيديو تبلغ ساعتين و3 دقائق فقط.

* تمكن الباحث البريطاني الكبير الراحل كيفن برونلاو عام 1989 من إنتاج نسخة بمصاحبة أوركسترا كاملة للمؤلف الموسيقي كارل ديفيز إلا أنها اختفت من الأسواق حاليا.

* النسخة الشائعة المتوفرة حاليا على شرائط تعرض بمصاحبة موسيقى بيانو وأورج لكنها تظلم الفيلم كثيرا.

* في بعض النسخ يختفي الطفل الصغير تماما ولا نعرف مصيره، وفي نسخة أخرى يموت الطفل، وفي نسخة برونلاو يعود إلى أمه.

* تظهر الممثلة الأسطورية ليليان جيش في لقطة متكررة تربط بين القصص الأربع في الفيلم وتمهد للانتقال فيما بينها، في صورة امرأة تهز طفلا يرقد في مهده دلالة على استمرار الإنسانية.

* ظهرت في الولايات المتحدة أخيرا نسخة على اسطوانات دي في دي في 178 دقيقة تصاحبها موسيقى إلا أن كاتب هذه السطور لم يشاهدها ولا يمكنه بالتالي معرفة مدى دقتها أو نوع الموسيقى المصاحبة لها. 

عين على السينما في

12/09/2011

 

أضواء على تجربة المخرج الأمريكي الأسود سبايك لى

بقلم: روفى جاسون انكينى    ترجمة : ممدوح شلبى 

إذا راجعنا جميع المصادر السينمائية، سنجد أن صناع السينما من الأمريكيين الأفارقة (السود) تواجدوا بشكل دائم منذ العمل الطليعى لأوسكار ميتشو فى عشرينيات القرن العشرين، الا أن أحدا لم يكن له ذلك التأثير الثقافى والفنى الذى حققه سبايك لى Spike Lee، سواء كمؤلف او كمخرج أو ممثل او منتج أو ناشر أو ناشط، فقد قام سبايك لى بتثوير الدور الذى يقوم به السود فى هوليوود، ممزقا عقودا من الكلاشيهات والصور النمطية عن السود ليؤسس لحنا جديدا يصدح به الأمريكيون الأفارقة.

إن أفلامه –  وهى سلسلة من الاحتجاجات السياسية الاجتماعية عالية النبرة والمتحدية - يتم تقديمها بالتزام موضوعى فى تحدٍ للتصورات الثقافية، ليس فقط فيما يتعلق بالعنصرية ولكن أيضا الاشكالية الطبقية واشكالية التفرقة بين الرجل والمرأة. إن افلامه تقوم بتثبيت وجوده كشخصية سينمائية معاصرة واسعة التأثير، كما أنها  تقدم جيلا جديدا من الممثلين، من بينهم دينزل واشنطون  وويسلى سنيبرز وسامول ال جاكسون وانجيلا باسط  ولورانس فيشبارن.

وعلى طول مشواره الفني، مهد سبايك لى الطريق لمزيد من صانعى الافلام السود مثل جون سينجلتون وماتى ريتش ودارنيت مارتن وارنست ديكرسون ( الذى عمل مديرا للتصوير فى أحد افلام سبايك لى) وألبرت هيوز و آلن هيوز.

من الرياضة إلى السينما

اسمه الحقيقى شيلتون جاكسون لى، من مواليد اتلانتا، فى 20 مارس سنة 1957، وقد نشأ فى حي بروكلين بنيويورك.

وهو ابن لأحد عازفي موسيقى الجاز وهو بيل لى، وأول شغف لسبايك لى كان شغفه بالرياضة، فقد كان مشجعا متحمسا لنادى نيكس لكرة السلة بمدينة نيويورك، وكان يخطط لأن يصبح لاعبا محترفا لهذه اللعبة.

لكنه واثناء حضوره احتفالية كلية مورهاوس فى اطلانتا، بدأ شغفه بالسينما يسيطر عليه. واثناء حصوله على الدرجة الجامعية فى تكنولوجيا الاتصالات، عاد الى نيويورك، ليقدم أول أفلامه وهو فيلم "الصخب الاخير فى بروكلين" فى عام 1977. ويصور هذا الفيلم مجتمع السود الذى يختلط به اناس بورتريكو، اثناء ذروة  ماجنة فى احد حفلات الديسكو، وتم تصويره بشرائط فيلم مقاس سوبر 8 مم وهو مقاس افلام كان مخصصا للهواة.

وبمجرد تخرجه من كلية مورهاوس، التحق بمدرسة تيس الجامعية للفنون، لينال درجة ماجستير في الفنون الجميلة فى تخصص الانتاج السينمائى.

كان اول افلامه فى عام 1982 وهو يحمل عنوانJoe's Bed-Stuy Barbershop: We Cut Heads

ويمكن ترجمة هذا العنوان بـ "صالون حلاقة جو، نحن نقطع الرؤوس" وكان أول فيلم يُخرجه طالب ويتم عرضه فى أهم مركز سينمائى فى أمريكا والعالم وهو مركز لينكولن ضمن سلسلة (مخرجون جدد وافلام جديدة) كما حصل هذا الفيلم على جائزة الطالب من أكاديمية فنون وعلوم السينما.

شجعه نجاح هذا الفيلم على أن يسجل نفسه كمخرج لدى وكالة وليام موريس، ولكن عندما فشل في الحصول على عروض للعمل، بدأ يبحث عن وسائل بديلة لتمويل الانتاج السينمائى المستقل. وبعد سلسلة من الاخفاقات استطاع ان يؤمن مبلغ 125 الفا من الدولارات لانتاج فيلم جنسي نموذجي بعنوان "انها ستحصل عليه" فاز بجائزة العمل الاول من مهرجان كان السينمائى، وربح منه ما يقارب التسعة ملايين دولار من شباك التذاكر.

وعلى الفور بدأت شركات هوليوود تتصل به، وفى عام 1988 عرض فيلمه المثير للجدل "حيرة مدرسية"، ولكن فيلمه الثالث "افعل الصواب" فى عام 1989 هو الذى وضعه على قائمة أهم مخرجى السينما الامريكيين. انه فيلم ذو رؤية عميقة وغير مسبوقة تتركز حول التوتر العرقى العنصرى. وكان هذا الفيلم واحدا من اكثر أفلام ذلك العام اثارة للجدل وحظى بكتابات نقدية كثيرة مما رشحه لاوسكار احسن سيناريو (وعلى الرغم من عدم ترشيحه لجائزة أحسن فيلم، فان كثيرا من الجدل دار حول هذا الامر).

كان عالم الجاز هو موضوع فيلمه لعام 1990 والذى حمل عنوان "افضل معزوفات البلوز لمو" الذى استقبلته الصحافة بترحاب، وكذلك فيلمه الذى قدمه فى العام التالى "حمى الادغال"، وللمرة الثانية فان سبايك لى كان  محورا لجدل مثار يتمحور حول موضوع الفيلم المبنى على قصة رومانسية على خلفية الصراع العنصرى بين البيض والسود في امريكا، وبمجرد انتهائه من هذا الفيلم ، شرع فى العمل فى مشروعه السينمائى الذى ظل يحلم به كثيرا، وهو فيلم "مالكولم إكس" فى عام 1992.

مالكولم إكس

 وقد تم تصوير هذا الفيلم فى مواقع عدة حول العالم من بينها مكة المكرمة. ان هذا الفيلم سيرة حياه مدته ثلاثة ساعات يدور حول اغتيال زعيم الحقوق المدنية مالكولم إكس، وقد تم عرض الفيلم على الشاشات الامريكية بعد حذف نحو نصف ساعه ليتوافق مع متطلبات صالات العرض وشركة وارنر الموزعة للفيلم.

بعد ذلك قدم سبيك لى فيلم "كروكلين" وهو كوميديا لاذعة استلهمها سبايك لى من تجربة حياته الشخصية فى بروكلين فى نهاية السبعينات، وكان سيناريو الفيلم من تأليفه بمشاركه شقيقتيه جووى وسينكى.

وفى عام 1995 قدم فيلم "أصحاب مهنة الساعات" وهو من افلام الجريمة، وتم تقديمه برؤية انسانية عميقة. وهذا الفيلم يعتمد على رواية للمؤلف ريتشارد برايس. وفى عام 1996 قدم سبايك لى فيلمين روائيين مختلفين جدا:الأول هو "فتاه الجنس"وهو يدورعن ممثلة شابة تُجبر على العمل كفتاه اثارة جنسية عبر الاتصالات التليفونية. اما الفيلم الثانى فهو "اركب الاتوبيس"وهو احياء لذكرى المسيرة المليونية التاريخية فى مئويتها الاولى.

إلا أن فيلمه عن لاعب البيسبول الشهير جاكى روبنسون الذى ظل سبايك لى يخطط له مدة طويلة قد تم اهماله والتخلى عنه، ففى عام 1997 قدم فيلما تسجيليا بعنوان "اربع بنات صغيرات ) وهو يتناول التفجير المتعمد العنصرى الذى حدث فى كنيسة "برمنجهام . أ . ل" عام 1963 والذى راح ضحيته اربع فتيات.

من كسب اللعبة

وبعد أن وقع سبايك لى عقدا احتكاريا مع شركة كولومبيا، شرع فى تصوير فيلم "لقد كسب اللعبة" وهو دراسة عن سياسة مدرسة عليا لكرة السلة، وقام دينزل واشنطون - الذى صاحب سبايك لى فى معظم افلامه- ببطولة هذا الفيلم.

وقد حظى هذا الفيلم بكتابات نقدية كثيرة، ساهمت فى تقديم سبايك لى الذى اثار الجدل مجددا  بفيلمه التالى والذى يحمل عنوان "صيف سام" وتم تصويره فى بروكلين اثناء الصيف الحار الطويل  لعام 1977، عندما قام السفاح  ديفيد بركويتز - ابن سام - بارهاب المدينة. ويتناول الفيلم هذه الجرائم من خلال عيون سكان المنطقة الكثيرين. وقام بالادوار الرئيسية ادريان برودى وجنيفر ايسبوسيتو وميرا سورفينو وجون ليجويزامو. وقد اثار الفيلم ردود فعل مختلفة، بعضها تشيد بالفيلم  وبعضها الآخر ترفضه، وهى من الأمور التى أصبحت شائعة فى كتابات النقاد عن أفلام سبايك لى.

المشروع التالى للمخرج كان فيلم "بامبوزلد" فى عام 2000، الذى أثار نفس ردود الفعل المتخبطة، حيث يقدم رؤية نقدية شديدة العنف لصورة الزنوج فى ثقافة الأمريكيين التى يسيطر عليها البيض. وقد حظى هذا الفيلم بعديد من الكتابات النقدية بصفته فيلما غير مسبوق ويختلف عما اعتادت عليه السينما، كذلك كان شهادة جديدة لقيمة سبايك لى كواحد من أعظم صانعى الافلام ذو الرؤية المركبة المتعمقة والمثيرة للجدل والذين ظهروا فى العشرين سنه الماضية.

أربعة مشروعات

وفى الأعوام التالية تناول سبايك لى أربعة مشروعات هى "قصة هيوى بى نيوتن، "تعالى فى المطر أو تعالى فى الجو الصحو" والثانى "جيم براون: جميع الامريكيين" قطعة من عشر دقائق "لأقدم عشر دقائق الترومبيت" قبل أن يعود مرة ثانية الى الافلام الروائية بفيلمه "الخمس وعشرين ساعة"، إنه فيلم استثنائي لسبايك لى تخلى فيه عن أطروحته المعتادة فى القضايا العرقية فى اعداده رواية ديفيد بينوف المشهورة للسينما. واظهر هذا الفيلم مقدار تأثير سبايك لى على الرغم من ان هذا الفيلم لم يحقق سبقا فى شباك التذاكر، وبعدها وقف سبايك لى خلف الكاميرا ليُخرج فيلم "مدينة العبيط الحرة" فى عام 2004 وعاد فى عام 2004 أيضا الى الدراما الكوميدية فى فيلم "إنها تكرهنى".

وبالإضافة الى عمله الرئيسى كمخرج سينمائي، فقد ألف عددا من الكتب عن صناعة الافلام مثل كتابه فى عام 1997 "أحسن مقعد فى الدار: ذاكرة كرة السلة" الذى يوثق ولعه الشخصى بفريق نيكس لكرة السلة.

ولكى يدعم سبايك لى عمله فى الاخراج السينمائي فقد اضطر الى التحول الى مصادر اخرى لتحقيق دخل مادي.

وبالإضافة الى ذلك، فانه أخرج عددا من الإعلانات، كان أشهرها سلسلة (نيك) التى ظهر فيها بنفسه، كما ظهر بجوار مايكل جوردان لاعب كرة السلة الشهير، كذلك فقد أنتج فيديوهات موسيقية  لستيف واندر ومايلز ديفيز وبرنس، كما أسس شركة المعهد السينمائى 40 Acres and Mule  فى حرم جامعة لونج ايلاند ببروكلين لكى يساعد صناع الافلام الموهوبين.

مصدر المقالة :

http://movies.nytimes.com/person/99175/Spike-Lee/biography

عين على السينما في

12/09/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)