حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان دمشق السينمائي في مأزق الثورات

النقابات الفنية في مصر والعالم العربي تتأهب للمقاطعة

القاهرة: طارق الشناوي

صارت المهرجانات السينمائية أحد أمضى الأسلحة للتعبير عن الوجه السياسي والوطني الذي تعيشه الدول.. يعرض اليوم في مهرجان فينسيا فيلم «الطيب والشرس والسياسي» المستوحى من عنوان للفيلم العالمي الشهير الذي أخرجه سيرجيو ليون قبل أكثر من 45 عاما «الطيب والشرس والقبيح»، وأتيح لي أن أشاهد الفيلم المصري قبل عرضه في فينسيا.

يروي الفيلم أحداث الثورة المصرية برؤية تسجيلية تتكون من ثلاثة أجزاء، أخرجها تامر عزت وأيتن أمين وعمرو سلامة، من خلال وجوه ثلاثة: «الطيب» هو الشعب المصري و«الشرس» ضباط الشرطة الذين نفذوا التعليمات بضرب وقتل المتظاهرين، أما الجزء الثالث الذي استبدل من خلاله بصفة «القبيح» «السياسي»، فإن المقصود به هو «مبارك» الديكتاتور، ويتميز الجزء الثالث بروح ساخرة تشبه أفلام مايكل مور المخرج الأميركي الشهير.

يعرض أيضا مهرجان فينسيا أفلاما سورية تنتقد ما يجري الآن من قتل للمتظاهرين في ظل نظام قمعي، والأفلام هي «الطلائع»، و«حاضنة الشمس»، و«النهاية»، وبعض المخرجين حذفوا أسماءهم خوفا من بطش النظام! المهرجانات السينمائية صارت حريصة على أن تمنح فعاليتها مذاقا ثوريا.. مهرجان «كان» في دوراته الأخيرة دائما ما يوجه رسائل تضامن مع المخرجين الإيرانيين جعفر باناهي ومحمد رسولوف الممنوعين من ممارسة المهنة وهما الآن قيد الإقامة الجبرية في طهران.. كما أن مهرجان «كان» أول من احتفل بالثورتين المصرية والتونسية في دورته الأخيرة! مهرجان دمشق السينمائي الدولي قرر أيضا أن يلعبها هذه المرة سياسة.. نجوم سوريون يمارسون ضغوطا على النجوم العرب لكي يشاركوا في حضور هذه الدورة.. المؤكد أنه ليس مهرجانا ثقافيا يعقد من 20 إلى 27 نوفمبر (تشرين الثاني) حيث يقام المهرجان تحت رعاية بشار الأسد وفي دار سينما «الأسد»، ومن المنتظر أن يتحول إلى مبايعة للأسد.. كان المهرجان في الدورات الأخيرة يحرص على أن كل الكلمات الافتتاحية تتحول إلى وصلات في مديح بشار الأسد، «هذه المرة من المؤكد سوف تزداد الجرعة ردا على زيادة مساحة الغضب في الشارع السوري». محمد الأحمد مدير مهرجان دمشق أكد أن الدورة التي تحمل رقم «19» لن تتأجل وأن الاتصالات بالنجوم والفنانين العرب والأجانب لم تتوقف، وعلى الرغم من ذلك بدأت في الكواليس خاصة على الساحة العربية بوادر مقاطعة للمهرجان.. كانت البداية من خلال نقابة السينمائيين المصريين التي أصدرت بيانا قبل شهر تضامنت فيه مع الفنانين السوريين الذين يواجهون النظام السوري، وفي الوقت نفسه فإن النقابة أكدت في بيانها أنها تقف مع الشعب السوري وهذا يحدث لأول مرة في تاريخ النقابة، أن تتخذ موقفا سياسيا ينحاز إلى تطلعات شعب شقيق، وسوف تصدر نقابة السينمائيين هذه الأيام بيانا آخر تطالب فيه أعضاءها بمقاطعة مهرجان «دمشق» حتى لا يقفوا ضد تضحيات الشعب السوري من أجل الحرية.

من المنتظر أيضا ألا يقتصر الأمر على النقابة السينمائية، ولكن سوف تصدر خلال أيام أيضا نقابة الممثلين بيانا مشابها وربما يعقب ذلك اتحاد النقابات الفنية، الذي لن يقف هذه المرة مكتوف الأيدي، ولا أستبعد أن نرى مواقف عربية مشابهة من عدد من النقابات الفنية العربية تؤازر فيه الشعوب وتطالب فنانيها بمقاطعة مهرجان «دمشق»! ما أبعد الليلة عن البارحة.. ونتذكر ما حدث قبل عامين فقط بسبب مباراة كرة القدم بين مصر والجزائر، عندما قررت النقابات الفنية الثلاث وغرفة صناعة السينما ودار الأوبرا المصرية أن كل ما له علاقة بالجزائر سوف يتم محوه بـ«أستيكة» وكأنه لم يكن، وألغيت كل الفعاليات الفنية المتعلقة بالجزائر، وكان مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بصدد تكريم المخرج الجزائري المعروف أحمد راشدي في الختام وتقرر وقتها إلغاء تكريمه.

لا يمكن التعامل مع كل تلك الأحداث باعتبارها مجرد مشاعر عبر بها الفنانون عن موقفهم، ولكن الحقيقة هي أن الدولة وقتها أصدرت تعليمات من بيت الرئيس تقضي بفتح النيران ضد كل ما هو جزائري، وأعاد العديد من الفنانين جوائزهم للسفارة الجزائرية في القاهرة أو على أقل تقدير صرحوا بذلك ثم انتقلوا إلى سفح الهرم رافعين الأعلام المصرية، وألقيت خطبة باللغات الثلاث العربية والإنجليزية والفرنسية ضد كل ما هو جزائري، إلى درجة أن البعض طالب بسحب السلام الوطني الجزائري ومنع تداوله لأنه من إبداع الموسيقار المصري الراحل محمد فوزي. كانت النقابات تتلقى تعليمات من النظام السابق وتحول مجرد صراع كروي إلى موقف سياسي.. الآن الدولة المصرية على الصعيد الرسمي لم تتحرك بإصدار بيان سياسي ضد بشار، ولكنها في الوقت نفسه لا تتدخل في توجيه النقابات الفنية.

الفنان العربي هل تغير بعد ثورات الربيع العربي وصار يراهن على نبض وإرادة الشعوب وليس الحكام؟.. لا نستطيع أن نصدر حكما قاطعا. في تونس أصدر الشباب هناك قوائم سوداء كانوا هم أول من رفعوا هذه القوائم ضد الفنانين الذين ناشدوا بن علي الترشح مجددا في 2014، على الرغم من أن الدستور التونسي الذي وضع في عهد بن علي بعد الإطاحة ببورقيبة كان يحول دون ترشحه لأنه تجاوز الـ75 عاما.. الفنانون التوانسة لم يكتفوا بالغناء لابن علي بل إنهم صمتوا أثناء الثورة التونسية - أتحدث بالطبع عن الأغلبية - ولم ينحازوا لمطالب الثوار، فكان عقابهم هو تلك القوائم، حتى إنهم منعوا المطرب لطفي بوشناق من إحياء حفل غنائي للثورة في تونس على الرغم من أن لطفي غنى بعد نجاح الثورة التونسية للثوار، ولكنهم لم يصدقوه، ولهذا استبدلوا به مطربا لم يتورط في الغناء لابن علي أو كان منافقا للحكام! في مصر لا تزال المقاطعة مستمرة لعدد من النجوم، ولا يزالون أيضا يحاولون تبييض وجوههم باتخاذ مواقف تنفي تواطؤهم مع النظام البائد.. المقاطعة ليست مصرية أو تونسية أو سورية ولكنها عربية. مثلا في الجزائر قبل أسابيع قليلة منعوا المطرب السوري نور مهنا من الاشتراك في حفل هناك وكان السبب أنه لم يقف مع الثورة السورية.. في قناة «mbc» احتج السوريون على عرض برنامج «انت تستاهل» من تقديم جورج قرداحي، بينما قناة خاصة سورية وهي «الميادين»، التي يملكها مذيع «الجزيرة» السابق غسان بن جدو، تعاقدت مع جورج وتستطيع أن ترى أصابع بشار وهي ترد الجميل لجورج قرداحي وتدافع عنه.. اختار قرداحي أن يقف إلى جانب بشار واعتبر أن ما يجري هو مجرد أجندة أجنبية وسخر من الثوار ولهذا عاقبوه بالمقاطعة. وهو نفس ما يواجهه الآن المطرب جورج وسوف الذي غنى في حفل لتأييد بشار قائلا: «كلام النت لا بيقدم ولا يأخر»، ساخرا مما يكتبه الثوار على الإنترنت! أغلب الفنانين السوريين لا يزالون في صف بشار وسوف يعتبرون أن مهرجان دمشق السينمائي الدولي هو الوثيقة التي ينتظرها النظام لتأكيد حبهم وولائهم له.. هذا هو مهرجانهم وسوف يجدونه فرصة لإثبات الخضوع المطلق، وخاصة أن الإعلام السوري لا يزال يستخدم سلاح الإنكار.. كل ما تذيعه الفضائيات العربية «الجزيرة» و«العربية» وغيرهما يراه الإعلام السوري يحمل رسالة مغرضة ضد النظام، وأن المظاهرات التي تتناولها يوميا تلك الفضائيات وغيرها مجرد تزييف إعلامي تستخدم فيه تقنية «الفوتوشوب» التي تضاعف عدد المتظاهرين، والرسالة التي تبث هي «بنحبك يا بشار» أو كما يقولون باللهجة الشامية «منحبك يا بشار».

الأغاني لا تتوقف عن التغني به، مثلما حدث تماما في الإعلام الرسمي المصري أثناء الثورة للإطاحة بمبارك، كل شيء يبدو أنه سوف يتكرر، حتى الإطاحة بحسني مبارك التي استغرقت 18 يوما سوف تصل سوريا إلى نفس الهدف ولكن الثورة سوف تمتد هناك ربما إلى شهور، المؤكد أن الطاغية سوف يرحل في نهاية الأمر.

مهرجان دمشق منذ إنشائه عام 1979 وهو يتبنى شعار «السينما البديلة»، كان المقصود وقتها بالسينما هي السينما المصرية، حيث كانت مصر في ظل مقاطعة عربية بعد توقيعها على اتفاقية «كامب ديفيد» وقرروا أن تصبح أيضا في عزلة سياسية لها وجهها الثقافي، ولم يستمر الأمر طويلا، إلا أن مهرجان دمشق ظل محافظا على توجهه السياسي، فهو كان يرفع في بدايته شعار «سينما من أجل التحرر والتقدم» وكان لا يعرض أفلاما أميركية ولا أوروبية غربية وقت أن كانت أوروبا مقسمة بين شرقية وغربية، مكتفيا بالأفلام القادمة مما كان يعرف وقتها بأوروبا الشرقية.. أيضا كان المهرجان يعرض أفلاما فقط من أميركا اللاتينية مقاطعا الأفلام الأميركية والكندية.. تغير ذلك تماما في السنوات الأخيرة لأن سوريا سياسيا أرادت أن تثبت للعالم أنها تتعاون مع الجميع وتفتح قلبها للجميع، وهكذا صار الشعار هو «دمشق تحتضن العالم»! الفنان العربي الذي سوف يلبي الدعوة ويوجد في المهرجان حتى لو لم يصعد على خشبة المسرح مشيدا ببشار، فإن وجوده في تلك الحفلات التي تتحول إلى جلسات نفاق أراه يضع الفنان العربي في مأزق ولن يغفر له الشعب العربي.. المقاطعة التي ترفعها الشعوب لم تعد سورية أو مصرية أو تونسية ولكنها عربية. جزء كبير من الفنانين العرب خذلوا شعوبهم إبان الثورتين التونسية والمصرية، وهذه هي المعركة الفاصلة الثالثة لهم، فهل يواصلون نفاقهم للحكام أم ينحازون هذه المرة إلى الشعب؟.. انتظروا النتيجة أثناء انعقاد الدورة رقم 19 من مهرجان دمشق في شهر نوفمبر، إنها الفرصة الأخيرة للنجوم العرب لتبييض وجوههم أمام الشعب.

الشرق الأوسط في

09/09/2011

 

«قناصو العيدية».. يحصدون أعلى الإيرادات في السينما المصرية

خبراء يرونها مرحلة استراحة مؤقتة بعد ضغوط ثورة 25 يناير.. وآخرون كمقدمة لحقبة «أفلام مقاولات» جديدة

القاهرة: نسرين الزيات 

أثار اعتلاء فيلم «شارع الهرم» لقائمة الإيرادات المصرية في الأسبوع الثاني لـ«موسم عيد الفطر» بدور العرض المصرية، حفيظة الخبراء من عودة ما أطلق عليه في ثمانينات القرن الماضي «حقبة أفلام المقاولات».

وتصدر «شارع الهرم» الإيرادات برقم قياسي محققا نحو 7.5 مليون جنيه (نحو 1.3 مليون دولار) في رابع أيام عرضه، مقابل إيرادات هزيلة لأربعة أفلام أخرى هي: «بيبو وبشير» و«أنا بضيع يا وديع»، و«يا أنا يا هو»، و«تك بوم تك».. وهو ما يعتبره البعض مقدمة سيئة لمستقبل صناعة السينما في مصر بعد ثورة 25 يناير، على عكس ما كان يتوقعه أغلب الخبراء من كون الثورة قد تكون دافعا لرقي هذه الصناعة.

وفي استطلاع أجرته «الشرق الأوسط» بين بعض من صناع السينما في مصر، اعتبر المنتج هشام سليمان أن ما حدث من خلال عرض هذه النوعية من الأفلام وتصدرها قائمة الإيرادات في أيام قليلة من بدء عرضها، ما هي إلا بداية مؤسفة لعودة أفلام المقاولات، والتي تعنى بصناعة فيلم بأقل التكلفة وفي وقت قصير، مشيرا إلى أن انسحاب شركات الإنتاج السينمائي الكبرى من السوق كانت السبب في إعطاء مساحة لعرض هذه النوعية من الأفلام.

ويوضح سليمان أن بعض المنتجين سوف يظلون ينتجون مثل تلك النوعية من الأفلام رغم حدوث الثورة، قائلا إن «الأزمة الحقيقية الآن هي عدم وجود أموال كافية لإنتاج أفلام جيدة، بسبب أجور الممثلين، إلى جانب الارتفاع الملحوظ في أسعار علب الخام والتي وصلت إلى ألف جنيه لعلبة خام أربعة دقائق فقط. وأمام ذلك فيجب علينا كصناع أفلام عمل أفلام بوجوه جديدة، وأفكار مختلفة وكتاب جدد».

وأكد سليمان أن «ذوق الجمهور المصري كما هو، والثورة لم تغيره.. وبعد خمسة سنوات سوف نجد الفيلم الكوميدي والاستعراضي في دور العرض السينمائية، لأن الجمهور هو شعب مهموم بطبعه، ويحتاج دوما للسينما كأداة للتسلية والترفيه».

ويحمل المنتج والمخرج هاني جرجس فوزي مسؤولية تردي مستوى الأفلام للجمهور في المقام الأول، معللا ذلك بأن الجمهور هو من يدفع أمواله في أفلام خاوية ليس بها أي مضمون.. ومؤكدا على ذلك بتكرار نفس الأوضاع في العام السابق حين عرض فيلم «أولاد البلد» لنفس أبطال فيلم «شارع الهرم» (دينا وسعد الصغير) والمنتج (أحمد السبكي)، حيث اعتلى قائمة إيرادات الموسم. وأبدى فوزي تخوفه أيضا من عودة أفلام تقترب من مستوى أفلام المقاولات، قائلا إن ما يبدو حاليا هو أن هم المنتج الأول والأخير هو إجمالية الكسب فقط، بعيدا عن محتوى السلعة التي يقدمها للجمهور.

ويتوقع فوزي أن الجمهور سوف يصاب بالملل لو استمر يشاهد أفلاما من هذه النوعية، وأن ما يحدث حاليا هو «فترة انتقالية ومرحلة مؤقتة» وأن الجمهور بحث عن أفلام تدعو إلى البهجة والهدوء بعيدا عن العمق، بعد ما عاناه من ضغط عصبي طوال الثورة.

ومن جانبه، يرى المخرج إبراهيم البطوط أن تحقيق هذه الأفلام أعلى إيرادات هو أمر طبيعي، لأنه بمثابة امتداد لنفس موجة الأفلام التي بدأت منذ سنوات (قبل الثورة)، موضحا أنه يجب على صناع الأفلام والسينما في مصر العمل وتقديم أفضل ما عندهم من أفكار، وأن يستغلوا ما قاموا بتصويره أثناء الثورة وفي ميدان التحرير، وبالتالي سوف يجد الجمهور فيما بعد أفلام جيدة.

ويراهن البطوط على إيمانه بتغيير ذوق الجمهور خلال العشر سنوات المقبلة «نظرا لأن المجتمع انتهك لسنوات طويلة، والنتيجة كانت في انحدار وتدهور ذوقه». أما منيب شافعي، رئيس غرفة صناعة السينما في مصر، فيرى أن ما أسعده هو عودة الناس إلى دور العرض السينمائية، أيا كانت نوعية الأفلام المعروضة. وهو ما اعتبره مؤشرا جيدا بعد فترة طويلة من عدم الأمان وعدم الاستقرار، لأن الكثير ظل في حالة من الكبت والقهر والخوف منذ بدء الثورة.

بينما أكد الموزع السينمائي أنطوان زند على ضرورة أن يكون هناك توجيه من غرفة صناعة السينما ووزارة الثقافة لشكل الأفلام التي تعرض في دور السينما، ويرى أن هذه النوعية من الأفلام لن تستمر، ولكن هي مجرد مرحلة مؤقتة، لأن هذه الأفلام كان قد بدأ العمل بها وتصويرها قبل أشهر من بدء ثورة 25 يناير، وكان من المهم لدى المنتج والموزع عرضها في هذا التوقيت بعد أن أضاف لها بعض النكهات واللقطات المرتبطة بالثورة.

وألقت الناقد السينمائية ماجدة موريس، المسؤولية على أجهزة الدولة، قائلة إنها تخلت بشكل واضح وكبير عن دعم السينما في مصر، وهو الأمر الذي زاد من مساحة حالة العشوائية في الإنتاج، بحسب موريس، والتي ترى أن دور الدولة هام جدا في صياغة هذه الصناعة عبر عودة الإنتاج السينمائي الحكومي، حيث كانت صناعة السينما تعد مصدر الدخل المصري الثاني بعد القطن في الخمسينات من القرن الماضي.

واعتبرت موريس أن معظم المنتجين ورجال الأعمال، من المسيطرين على حركة الإنتاج السينمائي الآن في مصر، غير مؤهلين ثقافيا ولا سينمائيا لتبني ودعم السينما.. كما أدى غياب المنتج الفرد الذي يعشق العمل السينمائي، على غرار آسيا ورمسيس نجيب، إلى ظهور منتجين يتعاملون مع السينما كسلعة فقط بعيدا عن المحتوى. وهم من وصفتهم موريس بـ«قناصة العيدية»، الذين يغتنمون أموال الجمهور في موسم الأعياد، نظرا لعدم قدرتهم على الحصول على مثل تلك الأموال في غير تلك المواسم.

الشرق الأوسط في

09/09/2011

 

تعرض للبيع في نيويورك في ديسمبر المقبل

مجوهرات وقصص حب أسطورة هوليوود إليزابيث تايلور في المزاد

لندن: عبير مشخص 

تحتل النجمة الراحلة إليزابيث تايلور مكانا مميزا في تاريخ السينما العالمية لم تصل له الكثيرات غيرها ورغم أن تايلور ابتعدت عن التمثيل في سنواتها الأخيرة فإنها ظلت محتفظة بمكانة خاصة لها تدعمها ذكريات مضيئة من سنوات توهجها في هوليوود وظلت حتى وفاتها تلقب بـ«قطة هوليوود المدللة». حياة تايلور المليئة بالأحداث وقصص الحب الفاشلة والمعاناة لا شك ستكون موضع العديد من المعالجات الفنية لسنوات طويلة مقبلة وقد بدأت بالفعل عجلة استعادة الذكريات وأيضا الاستفادة منها في الدوران بعد وفاتها، فمن اكتشاف ابنة لها تعيش في أيرلندا إلى عرض منزلها في لوس أنجليس للبيع عقب وفاتها بنحو 9 ملايين دولار إلى مزادات متفرقة لبيع متعلقات للنجمة كانت قد أهدتها لأصدقائها.

من الجمل الشهيرة التي قالتها النجمة وأرخت لمراحل هامة من حياتها هي أنها عاشت 3 قصص عشق؛ واحدة لزوجها الراحل مايك تود، والثانية قصة الحب الشهيرة التي ربطتها والممثل الراحل ريتشارد بيرتون، أما قصة الحب الأخيرة فهي عشقها للمجوهرات، وهو العشق الذي لازمها طوال حياتها فلم تظهر تايلور في أية مناسبة دون أن تجمل عنقها أو أذنيها بقطع ماسية وأحجار كريمة نادرة الجمال والروعة.

وقد أعلنت بالأمس دار كريستيز للمجوهرات عن قيامها ببيع مجموعة المجوهرات الشهيرة التي امتلكتها تايلور والتي يطلق عليها في هوليوود «المجوهرات الملكية» في عدد من المزادات المزمع إقامتها في نيويورك منتصف شهر ديسمبر (كانون الأول) المقبل وتقدر قيمة المجموعة المكونة من 300 قطعة بـ30 مليون دولار ولكن القيمة المعنوية والمادية والتاريخية أيضا للمجوهرات قد تدفع بالأسعار إلى أبعد من ذلك بكثير.

وستنقل المجوهرات في معرض متجول يتوقف في موسكو ولندن ولوس أنجليس ودبي وجنيف وباريس وهونغ كونغ وهو ما سيسمح للكثيرين بمعاينة المجوهرات الشهيرة عن قرب حتى وإن كانوا لا ينوون أو يقدرون على تحمل ثمنها.

وستقوم الدار بتقديم 80 قطعة من القطع الشهيرة التي امتلكتها تايلور خلال حياتها من خلال مزاد مسائي يقام في 13 ديسمبر ثم يليه في يوم 14 مزاد نهاري يقدم من خلاله 189 قطعة إضافية.

وتعتبر مجوهرات إليزابيث تايلور من أجمل مجموعات المجوهرات التي جمعت في العالم وتتميز بقطع خاصة من الماس والأحجار الكريمة والقطع التاريخية تلقتها كهدايا من أزواجها السابقين وأبرزهم الممثل الراحل ريتشارد بيرتون، ومايك تود الوحيد من أزواج تايلور الذي لم تطلقه النجمة التي تزوجت سبع مرات.

ومن القطع التي تضمها المجموعة خاتم من الماس وزنه 33.19 قيراط وهو هدية من ريتشارد بيرتون اشتراه بمبلغ 305 آلاف دولار عام 1968 وتقدر له الدار سعر 3.5 مليون دولار أميركي. وهناك أيضا لؤلؤة بيضاوية تتميز بتناسق نادر في الشكل لا يوجد مثيله في العالم أهداها بيرتون لتايلور عام 1969 بمناسبة عيد الحب «فالانتاين». وتتميز اللؤلؤة بتاريخ حافل يعود إلى القرن السادس عشر حيث قام الملك فيليب الثاني ملك إسبانيا بإهدائها إلى الملكة ماري ملكة إنجلترا قبل زواجهما عام 1554 وبعد وفاة ماري في عام 1558 عادت اللؤلؤة إلى القصر الملكي في إسبانيا وظلت هناك حتى عام 1808 حين غزا نابليون إسبانيا وظهرت مرة أخرى حين قام تشارلز لوي نابليون ببيعها في لندن إلى الماركيز اوف ابيركورن حيث ظلت ملكا لعائلته حتى اشتراها ريتشارد بيرتون في مزاد أقيم في نيويورك.

والمعروف عن ريتشارد بيرتون عشقه لقطع المجوهرات التي تحمل تاريخا عريقا فقام في عام 1972 بشراء ماسة تاج محل والتي تعود إلى القرن السابع عشر وأهداها لتايلور بمناسبة عيد ميلادها الأربعين. وتشير المصادر التاريخية إلى أن الماسة ترتبط بقصص حب أخرى أقدم من قصة بيرتون وتايلور فقد كانت ملكا للإمبراطور شاه جاهانغير الذي أمر بحفر اسم زوجته نور جاهان على الماسة ولاحقا أصبحت الماسة ملكا لابنه شاه جاهان الذي بنى قصر تاج محل لتخليد ذكرى زوجته. ولعل تلك القصص المتشابكة وقصص الحب التي صاحبت الماسة ألقت بتأثيرها على بيرتون الذي أراد أن يؤرخ لسنواته مع تايلور بحبات الماس واللؤلؤ وورد عنه أنه قال ضاحكا: «أحب أن أهديها (تايلور) قصر تاج محل ذاته ولكنه سيكلفني الكثير لنقله إلى هنا».

ومما لا شك فيه أن مجموعة تايلور ستجذب الجمهور لعوامل كثيرة لا شك أن عامل الحب سيكون أحدها فكل قطعة تعكس لحظات حب عاشتها الممثلة ذات العيون الخضراء في حياتها.

وقال مارك بورتر، مدير دار كريستيز في أميركا إن «المجوهرات بلا شك هي أروع مجموعة شخصية وجدت في مكان واحد، وتتشرف دار كريستيز بأن تحظى بهذه الثقة لبيعها». وأضاف بورتر واصفا المجموعة: «من قطع الماس التي تسحر المشاهد إلى الجواهر والقطع التاريخية الفريدة إلى مجموعة لم تشاهد من قبل إلى المقتنيات الثمينة، فإن مجموعة مجوهرات إليزابيث تايلور ستخلب لب عالم المزادات هذا الخريف».

ومن جانبه علق فرانسوا كيوريل رئيس مجلس إدارة الدار في آسيا بقوله إن تايلور تمتعت بعشق للمجوهرات معروف للعالم ولكنها أيضا تمتعت بمعرفة عميقة بالمجوهرات تستحق الإعجاب بحق. وأضاف كيوريل: «منذ المرة الأولى التي قابلتها فيها عام 1998 كان واضحا لدي أنها تتمتع بعيني خبير وتقدر الحرفية والندرة والجودة وتاريخ كل قطعة مجوهرات ولهذا فقد جمعت أفضل القطع من أفضل الحقب التاريخية».

الشرق الأوسط في

09/09/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)