على رغم عدم استقرار الأوضاع السياسية في مصر إلا أن المخرج أكرم فريد قرر
طرح فيلمه الجديد «إيه يو سي» في دور العرض مؤكداً أنه التوقيت
الأفضل كي تستمر
عجلة الإنتاج السينمائي.
في حواره مع «الجريدة» يتحدّث فريد عن الفيلم مدافعاً عن التعديلات التي
أجراها على السيناريو وقضايا أخرى.
·
ألا تجد أن توقيت عرض فيلم «إيه
يو سي» لم يكن مناسباً؟
على العكس تماماً. أرى أن عرض الفيلم في الوقت الراهن مناسب لأن الجمهور
بحاجة
الى مشاهدة أفلام جديدة بعدما طغت الأحداث السياسية على كل شيء
خلال الفترة
الماضية، فضلاً عن إيماني بأن عجلة الإنتاج السينمائي لا بد من أن تدور
وتعمل
مجدداً، وقد ساعد طرح الفيلم شركات الإنتاج على التفكير في صناعة أعمال
أخرى.
·
ألم تفكّر في الإيرادات؟
بالتأكيد فكّرت. حتى الآن، حقّق «إيه يو سي» إيرادات جيدة على مستوى شباك
التذاكر وعلى مستوى النقاد والجمهور، ما يعني أن الفيلم حصل
على حقّه عكس فيلم «عائلة
ميكي» الذي قدّمته العام الماضي وتعرّض لظلم كبير على رغم عرضه في موسم
العيد، وهو موسم إيرادات.
·
هل ترى أن تسريب نسخة جيدة من
«إيه يو سي» عبر الإنترنت أثّرت على إيراداته؟
إطلاقاً، لأن الجمهور الراغب في مشاهدة فيلم ما لا يبحث عنه عبر الإنترنت
حيث
يُطرح بصورة مهزوزة وصوت متقطّع.
·
ثمة انتقادات للغة الحوار في
الفيلم، ما تعليقك؟
لم نستخدم ألفاظاً غريبة عن الشباب وقد ذُكرت كلّها في أفلام أخرى، أما
وجودها
بكثافة فراجع الى أن الفيلم يتمحور حول الشباب وبالتالي لا بد
من أن يتحدّث
بلغتهم.
·
ما سر تعاونك مع المؤلف عمر جمال
للمرة الثانية بعد فيلم «عائلة ميكي»؟
إعجابي الكبير بالطريقة التي يكتب بها، فمنذ شاهدت أول أفلامه «أوقات فراغ»
وجدت
التعامل معه ممتعاً لذا سُعدت بتكرار التجربة فبيننا توافق
فكري ينعكس على
العمل.
·
لكن جمال قال إنك قمت بتعديلات
كثيرة على السيناريو.
التعديلات كافة تمت خلال مرحلة التحضيرات التي سبقت التصوير لأن جمال يكتب
وكأنه
جالس مع أصدقائه وبالتالي كان لا بد من تعديل السيناريو، يضاف
الى ذلك أن السيناريو
كان عند كتابته الأولى نسخة مقتبسة من فيلم أجنبي، بالتالي لم أكن لأقبل
بإخراج عمل
مقتبس بطريقة لا تناسب الواقع المصري.
·
لكن، إدخال تعديلات على
السيناريو من المخرج يُزعج أي سيناريست.
لا يقتصر دور المخرج على إخراج السيناريو فحسب وإنما لا بد من أن يطرح من
خلاله
وجهة نظره كي يتمكّن من إيصالها إلى الجمهور.
·
شخصية الشاعر التي قدّمها الممثل
فريد النقراشي تشبه كثيراً شخصية الشاعر هشام
الجخ، فهل كان ذلك مقصوداً؟
لم يكن هشام الجخ مقصوداً بهذه الشخصية مطلقاً، فقد ابتكرها النقراشي خلال
التحضيرات، لأنها لم تكن مكتوبة على هذا النحو.
·
ألم تقلق من اعتراض الجخ على
الفيلم؟
الشخصية لا تحمل أي إساءة إلى الجخ ليعترض، وأدعوه إلى مشاهدة الفيلم بنفسه
ليتأكد من ذلك.
تعاطف الجمهور مع الطلاب على رغم أخطائهم التي يحاسب عليها القانون.
أرى أن الشباب لم يخطئوا إنما وقعوا ضحية لخطأ النظام التعليمي الفاشل
والمجتمع
الذي وضعهم في هذه الظروف، لذا كان من الطبيعي التعاطف معهم،
لأنهم نجحوا في تطبيق
فكرة لم تنجح فيها الدولة، والدليل أن الجامعة عندما عادت إلى الدولة أصبحت
مثل
باقي الجامعات تعاني من الإهمال فضاع حلم هؤلاء في صياغة الوسيط التعليمي
الذي
يرغبون فيه والذي يتلاءم مع طموحاتهم وأحلامهم.
·
حاولت من خلال الأحداث إلقاء جزء
من المسؤولية على الآباء.
بالطبع، لأن ثمة هوة تتّسع يومياً بين الآباء والأبناء ولأسباب كثيرة، وهذا
ما
حاولت أن ألقي الضوء عليه للتحذير من خطورة هذا الانفصال،
مؤكداً على أن الحياة
الكريمة والسليمة لا تقتصر على توفير المال.
·
انتقد البعض نهاية «إيه يو سي»،
فلماذا جاءت محبطة؟
لأنها نهاية النظام التعليمي الموجود القانونية. فالمشكلة أن الجامعات كافة
خاضعة لوزارة التعليم العالي وتعاني من مشكلة تبعيّتها للدولة،
يضاف الى ذلك أن
اختيار الكلية يعود الى درجات الطالب في الثانوية العامة التي تعتمد على
الحفظ
والتلقين وليس الى الكلية التي يرغب في الدراسة فيها، من ثم لا يمكن تغيير
نهاية
الفيلم ما لم يتغيّر نظام التعليم نفسه.
·
استخدمت طريقة تقسيم الشاشة في
الفيلم مراراً ما أربك الجمهور، فلماذا اخترت هذه
الطريقة لطرح فكرتك؟
طريقة تقسيم الشاشة كانت لاختصار عدد من المشاهد ولتسريع إيقاع الفيلم،
وأيضاً
لضرورة درامية في الأحداث، وفي تصوّري لم يُحدث هذا الأمر أي
ارتباك، خصوصاً أنه لم
يؤثّر على تتابع الأحداث.
·
كيف ترى خارطة السينما خلال
الفترة المقبلة؟
ستتغيّر نوعية الأعمال التي ستقدَّم لاحقاً، إذ لا بد من أن تتوافق مع ما
يطلبه
الجمهور وتكون قريبة منه أكثر.
·
ماذا عن فيلمك الجديد «سامي
أكسيد الكربون»؟
بطولة هاني رمزي ودرة، انتهيت أخيراً من تصويره وأقوم راهناً بعملية
المونتاج
ليُعرض الفيلم خلال موسم الصيف المقبل.
الجريدة الكويتية في
29/04/2011
أصوات... ذكريات عن جاهين
محمد بدر الدين
«أصوات»
فيلم تسجيلي متميز عن الساخر العبقري صلاح جاهين، في الذكرى الخامسة
والعشرين على رحيله (21 أبريل 1986)، وهو من إخراج دينا حمزة، تصوير طارق
عبد
الحميد، ومونتاج محمد عيد.
يحفل «أصوات» بشخصيات تضيء وتضجّ بذكريات عن جاهين، وبالغناء وإلقاء
أشعاره،
كذلك بقصائد صديق دربه فؤاد حداد، الرائد في إبداع شعر العامية
المصرية. من بين تلك
الشخصيات: سامية صلاح جاهين وهي تنشد من أشعار والدها بمرافقة فرقة جميلة
موهوبة،
بهاء صلاح جاهين الشاعر والصحافي، أمين إبن فؤاد حداد، آية ابنة الفنان
محمود حميدة
وغيرهم...
يعكس الفيلم رؤية الشباب في جملة من القضايا من بينها: نظرتهم إلى عطاء
الآباء
وإلى الوطن وأزمته وسبل الخروج منها، الحلم الذي يطلون عليه
ويحاولون الإمساك به،
مدى ثقتهم الكبيرة بالنفس... كيف لا وهم الذين أطلقوا شرارة التغيير الكبير
والثورة
الشعبية في 25 يناير.
يمتاز «أصوات»، بالتصوير اللماح والمونتاج الذي يبتكر مع الإخراج تصوّراً
خاصاً
للإيقاع، من خلال القطع الدائم الذكي بين الذكريات عن العملاق
المبدع والترنم
بقصائده الفريدة:
على اسم مصر التاريخ يقدر يقول ما شاء...
أنا مصر عندي أحب وأجمل الأشياء...
بحبها وهي مالكة الأرض شرق وغرب...
وبحبها وهي مرمية جريحة حرب...
بحبها بعنف وبرقة وعلى استحياء...
وأكرهها وألعن أبوها بعشق زي الداء...
وأسيبها وأطفش في درب وتبقى هي في درب...
وتلتفت تلاقيني جنبها في الكرب...
ألقت سامية جاهين هذه الأشعار بإحساس خاص، تقول في الفيلم: «كتب والدي هذه
القصيدة بعد حرب 5 يونيو 1967، بسنوات، فكيف يقولون إنه انكسر
وانتهى عندما داهمت
نتيجة هذه الحرب؟ صحيح أنه صدم لكنه كان من ضمن الذين يصرّون يومياً،
بالقول
والعمل، على قيمة المقاومة ورفض الهزيمة».
لا ذكريات ومناقشات أكثر ثراء من تلك التي تدور حول جاهين، فهو رسام وشاعر
الزمن
الثوري بامتياز، وهو الشاعر الفيلسوف صاحب الرباعيات المتفردة
في بابها وفي نسيجها
الخاص، وهو عاشق السينما والمسرح والأغنية وله إسهامات في هذه المجالات.
لذلك كان جميلاً أن نرى فيلماً سينمائياً عن جاهين، هو الذي كتب أفلاماً
خالدة
من بينها: «شفيقة ومتولي» إخراج علي بدرخان، «المتوحشة» إخراج
سمير سيف، «خلي بالك
من زوزو» و{أميرة حبي أنا» إخراج حسن الإمام...
ولأنه مولع بالسينما أدى أدواراً، بتلقائية خاصة ومحببة، في أفلام من بينها:
بدير صديق أحد الفدائيين (رشدي أباظة) في الكفاح ضد الاحتلال البريطاني
لمصر مع
شريكته في المقاومة (فاتن حمامة) في «لا وقت للحب» إخراج صلاح أبو سيف، لكن
بدير
ينقلب عليه حين لا يدرك فيه أبعاد المهمة الوطنية، ولا حتى
أبعاد العلاقة بين صديقه
والفتاة، وحين يغضب ويثور، مع مزيج من الغيرة والطفولية، سرعان ما يعود إلى
صوابه
وإلى فطرته الخيرة، واستيعابه الجميل للحياة.. هذا الدور الزاخر بأكثر من
بعد
وبمواقف متباينة، يقنعنا به جاهين ويقربنا من الشخصية إلى درجة
تأسرنا، مع أنه ليس
ممثلاً محترفاً، لكنه أحبّ الحياة والإنسان والطبيعة والفنون، وبهذا الحبّ
كان يعطي
ويبدع، ويتقن ويقنع. وهو أيضاً راعي المواهب الجميلة الصادقة من بينها:
سعاد حسني،
نيللي، أحمد زكي، وصولاً إلى جيل شريف منير، فضلاً عن مواهب في
الشعر والرسم ونواحي
الإبداع.
ربع قرن بالتمام يمرّ على مغادرة جاهين، لكننا على ثقة بأنه يطلّ علينا
ويشاركنا
فرحنا وحزننا ولا أدلّ على ذلك من أنه لم تمرّ لحظة واحدة، منذ
غيابه، إلا ونشعر به
حاضراً بقوة ونشعر بفنه كإبداع ذي إشعاع وعطاء متجدد ونكتشف فيه يومياً،
جمالاً
وبهجة.
الجريدة الكويتية في
29/04/2011
ترانزيت... عودة إلى أفلام الإثارة
فايزة هنداوي
في إطار تشويقي اجتماعي ولغز جريمة قتل تسعى الشخصيات إلى كشف ملابساتها،
تدور أحداث فيلم «ترانزيت» الذي ينكبّ المخرج محمد حمدي على
تصويره ليكون جاهزاً
للعرض خلال موسم الصيف.
«ترانزيت»
من تأليف أشرف محمد، إنتاج شركة «صوت القاهرة» بالاشتراك مع المنتج
أحمد أبو بكر، صاحب شركة «التيسير»، يشارك في البطولة كلّ من: تيسير فهمي،
أحمد
عزمي، مها أحمد، أحمد العوضي، وإيناس النجار. الموسيقى
التصويرية لفاروق
الشرنوبي.
تحمَّس المنتج أحمد أبو بكر لإنتاج الفيلم نظراً إلى موضوعه المشوّق، وليس
بهدف
منح البطولة لزوجته تيسير فهمي، كما يعتقد البعض، مشيراً إلى
أن تيسير فنانة كبيرة
إلا أنها ابتعدت عن السينما في الفترة الأخيرة لأنها لم تجد ما يناسب
تاريخها،
مؤكداً أنه كمنتج لا يمكن أن يغامر بأمواله إلا في عمل يثق بنجاحه.
يكشف أبو بكر أنه تقرر عرض الفيلم في موسم الصيف، إلا أن التوقيت النهائي
لم
يتحدد بعد، بسبب الظروف التي تمر بها البلاد.
قصة مختلفة
يوضح المخرج محمد حمدي أن قصة الفيلم مختلفة عن نوعية الأفلام التي قدّمها
في
الفترة الأخيرة، وهي بمثابة العودة إلى أفلام الإثارة الحقيقية.
يضيف حمدي أن كل ممثل يؤدي دوراً جديداً عليه، ما يشكّل تحدياً له كمخرج
خصوصاً
أنه لا يحب الاستسهال أو النمطية ويعشق المغامرة.
يشير حمدي إلى أن مشاهد الفيلم الأولى صُوّرت في مطار القاهرة الدولي ثم
انتقل
إلى شوارع مدينة السادس من أكتوبر وأحيائها، إضافة إلى مشاهد
صُوّرت في الولايات
المتحدة الأميركية وأخرى في مدينة شرم الشيخ.
عن مدى ملاءمة الفيلم لمرحلة ما بعد ثورة 25 يناير، يؤكد حمدي أن القصة
مناسبة
لكل زمان لأنها تركز على عنصر التشويق ولأن الجمهور يبحث عن
التنوّع دائماً، لا
سيما أن أفلاماً كثيرة تصوَّر راهناً وتدور أحداثها حول الثورة المصرية.
وعن تعاونه الثاني مع تيسير فهمي بعد فيلم «مشروع غير أخلاقي»، يقول حمدي
إنه،
لو لم يكتشف إمكانات دفينة لديها ولو لم يتوافقا فكرياً، لما
كرر التجربة معها
خصوصاً أن الفيلم من إنتاج زوجها.
رؤية واضحة
تجسّد تيسير فهمي شخصية نهى، مذيعة مشهورة تقدّم برامج «توك شو»، تضطر
للسفر إلى
فرنسا لتغطية حدث مهم وعند وصولها إلى المطار تقع جريمة قتل
فيه وتتوالى
الأحداث.
حول تقييمها لتعاملها مع محمد حمدي، تؤكد فهمي أنه مخرج واع ولديه رؤية في
الأفلام التي يقدمها.
بدورها، تجسّد إيناس النجار شخصية سميحة، مصممة أزياء تتعرض لمشاكل عاطفية،
فتقرر السفر إلى الخارج وفي المطار تلتقي نهى (تيسير فهمي)
وسلمى (مها أحمد) وينزلن
صدفة في غرفة واحدة في أحد الفنادق لتبدأ رحلتهن التي تتمحور حولها أحداث
الفيلم.
«ترانزيت»
هو الثاني لإيناس مع تيسير فهمي والمخرج محمد حمدي بعد «مشروع غير
أخلاقي»، ما أحدث تفاهماً وانسجاماً بينهم انعكس على الفيلم.
لغز متعدّد
يجسّد أحمد عزمي شخصية فادي، موظّف في شركة السياحة المسؤولة عن الرحلة
الخاصة
إلى فرنسا، وهو شاب مسالم يتجنب المشاكل، إلا أنه يُتهم زوراً
بجريمة اغتصاب وقتل،
فيبحث عن الجاني للوصول إلى الحقيقة.
بدورها، تؤدي مها أحمد شخصية سلمى، سيدة أعمال، تسافر على متن الرحلة نفسها
لإنجاز مهام خاصة، ثم تحدث الجريمة وتتداخل، من حيث لا تدري،
مع اللغز.
من جهتها، تجسّد الفنانة الشابة نيفين رفعت شخصية شقيقة فادي (أحمد عزمي)،
التي
تؤدي دوراً في الكشف عن الحقيقة لتبرئ ساحة شقيقها من تهمة
القتل.
أما التونسية سنا طاهر فتجسد شخصية صاحبة متجر في المطار، وهي محورية لأنها
الشاهدة على جريمة الاغتصاب والقتل التي حدثت أمام متجرها.
عودة موسيقيّة
أخيراً، يوضح الموسيقار فاروق الشرنوبي، أن القصة شجّعته على العودة إلى
مجال
الموسيقى التصويرية في الأفلام بعد غياب سنوات، مؤكداً أن
العمل مع محمد حمدي ممتع،
لأنه متفهّم، كذلك شركة الإنتاج التي وفرت له الإمكانات لتخرج موسيقاه بشكل
لائق.
الجريدة الكويتية في
29/04/2011 |