هي جزء من تاريخ السينما المصرية، فنانة من طراز خاص، صنعت نجوميتها عبر
مشوار طويل من الموهبة والعمل والإخلاص والتفاني.
نجمة من زمن الفن الجميل، زمن كان العطاء فيه قيمة والحب هدفاً والإبداع
وسيلة والنجاح مكافأة، زمن قدّم فناً يتسلّل إلى القلب ويخاطب
العقل والمشاعر
والأحاسيس، نجمة رسمت بفنها واقعاً وحياة وبشراً وعلاقات واشتهرت في الوسط
الفني
بأنها «أم» الجميع لحنانها الذي
لا تبخل به على أحد.
وقع في غرامها نجوم السينما وعاشت في أدوار نسجها كبار الكتّاب والأدباء
وتطوّرت مع مراحل عمرها المختلفة لتعطينا نموذجاً لفنانة تعيد
ترتيب
أوراقها.
إنها الفنانة الكبيرة مديحة يسري، صاحبة رصيد ضخم من الأعمال الفنية (حوالي
120
فيلماً و17 مسلسلاً).
في الحوار التالي تفتح لنا خزانة قلبها وذكرياتها وتتحدث عن مشاعر وأحلام
ساهمت في تكوين شخصيتها.
·
أخبرينا عن طفولتك.
إسمي الحقيقي هنومة حبيب خليل علي، مولودة في القاهرة عام 1921، عشقت الفن
منذ
الطفولة وكنت أنفق مصروفي في شراء التذاكر وارتياد السينما
التي كانت في جوار
المنزل.
بعد مشاهدتي لأي فيلم كنت أقلّد بطلته أمام المرآة في حركاتها وتصرفاتها.
في
البداية، انزعجت والدتي من هذا السلوك ومع الوقت بدأت تشجّعني
وتنمي فيَّ حبّ
الفن.
·
متى بدأ هذا الحب يتشكّل في
وجدانك؟
في مدرسة الفنون التطريزية، كنت بطلة حفلة نهاية السنة الدراسية ومثلت
أدواراً
في مسرحيات شهيرة. في أحد الأيام، وفيما كنت أتفسح أنا وزميلاتي ونأكل «الآيس
كريم»
في محل «جروبي»، فوجئت بشخص يقول لي: «عيونك جميلة قوي» ثم قدّم لي نفسه
بأنه
المخرج محمد كريم. من شدة المفاجأة نسيت أنه مخرج أفلام الموسيقار عبد
الوهاب، ثم
سألني: «عندك مانع تشاركي في تصوير أغنية لعبد الوهاب؟»،
فوافقت وكانت الأغنية «بلاش
تبوسني في عينيَّ» الشهيرة في فيلم «ممنوع الحب».
هكذا بدأ المشوار على رغم معارضة الوالد الشديدة، لدرجة أنني حاولت إقناع
خالتي
بالذهاب معي إلى الاستوديو لتصوير الأغنية، وهذا ما حصل فعلاً.
أذكر أن المخرج كمال سليم كان يستعدّ لتصوير فيلم «أحلام الشباب» مع أسمهان
لكنها سافرت إلى جبل الدروز فرُشحت للبطولة بدلاً منها، وخوفاً
من أبي طلبت من
المنتج أن يكتب في العقد شرطاً جزائياً كبيراً في حال توقفت عن التصوير
لأضع والدي
أمام الأمر الواقع.
·
متى تزوجت؟
في بداياتي تزوجت المطرب محمد أمين لأتحرر من السجن الذي فرضه عليّ والدي،
فكان
طوق نجاة من حصار مفروض حولي ولم أكن أحبه. بعد أربع سنوات
انفصلنا لأنني لم أستطع
الاستمرار.
·
والزواج الثاني؟
كان من الفنان محمد فوزي الذي التقيت به في فيلم «قبلة في لبنان» إخراج
أحمد
بدرخان وشاركنا بطولته أنور وجدي. ثم أديت دور البطولة معه في
أفلام ناجحة من
بينها: «بنات حواء» إخراج نيازي مصطفى، «فاطمة وماريكا وراشيل» إخراج حلمي
رفلة،
وأنجبت منه ابني الوحيد عمرو الذي كان بطلاً للكاراتيه وفقدته في حادث
سيارة بشع،
فكانت أفظع صدمة في عمري جعلتني أعيش حالة اكتئاب سنوات طويلة،
لأن عمرو كان حياتي
كلها ورحيله كان مؤلماً جداً.
·
لماذا انفصلت عن فوزي؟
هذه أسرار شخصية لا يصحّ الخوض فيها، خصوصاً أن صاحبها توفاه الله، لكن ما
أستطيع قوله هو أن زيادة المشاكل وسوء الفهم بيننا وضعا حداً
لاستمرار العلاقة
الزوجية.
·
هل انقطعت علاقتك به تماماً بعد
الطلاق؟
بالعكس، بقينا أصدقاء إلى أن رحل.
·
ما كانت أبرز صفة في محمد فوزي؟
كانت روحه مرحة وقلبه أبيض وكان موهوباً وعصبياً جداً.
·
ذكريات كثيرة محفورة في وجدانك
عنه بالطبع، هلا رويت لنا بعضها؟
عندما كنا في شهر العسل في باريس كان يدلّعني ويقول: «لا أظن أن شيئاً
ينقصك
الآن» فقلت: «ينقصني شيء واحد، اشتقت الى سماع القرآن الكريم»،
فأخذني إلى أقرب
مقهى في الشانزليزيه حيث جلسنا وخلع فوزي حذاءه وقرأ لي سورة من
القرآن.
·
كم استمرّ الزواج؟
من 1951 حتى أواخر 1958.
·
وماذا عن زواجك الثالث؟
كان من الشيخ إبراهيم سلامة الراضي شيخ الطريقة الشاذلية، لكن زواجنا لم
يستمر
إلا أربع سنوات اعتزلت خلالها التمثيل تماماً لأساعده في نشر
الدعوة.
·
ما هواياتك؟
أهوى الرسم وتلقيت فيه دروساً على يد الفنان صلاح طاهر، والاستماع إلى
الموسيقى
بأنواعها، سواء كانت مودرن أو كلاسيك، وأنا من عشاق كوكب الشرق
أم كلثوم.
·
ما صحة ما يتردّد من أن صداقة
عميقة ربطت بينك وبين الكاتب عباس محمود العقاد؟
تعرفت إلى العقاد في شبابي وتأثرت به وتعلمت منه حبّ القراءة والاعتزاز
بالكرامة، كان يعطيني الكتاب ويطلب مني وضع خط تحت الكلمات
والمعاني الصعبة ليشرحها
لي، لكن علاقتي به انقطعت بعد عملي في السينما.
·
وماذا عن علاقتك بعبد الناصر؟
كانت جيدة جداً.
·
والسادات؟
ربطتني صداقة حميمة معه ومع زوجته جيهان السادات قبل أن يصبح رئيساً
للجمهورية،
وكنا نستمع معاً إلى كل أسطوانة جديدة لمحمد فوزي ويحرص على
حضور افتتاح أي فيلم
جديد لي كنت أدعوه إليه.
·
ما أسوأ لحظة في عمرك؟
لحظة رحيل ابني عمرو ولحظة سماع خبري: تأميم الفيلا التي عشنا فيها أنا
ومحمد
فوزي وتأميم شركة الأسطوانات التي كان يملكها، فاضطررت إلى بيع
مجوهراتي لنستطيع
العيش من دون أن نمدّ أيدينا لأحد.
·
أكثر صفة تكرهينها؟
النفاق.
·
شعارك في الحياة؟
إعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً.
·
نقطة ضعفك؟
أي إنسان يحتاج إلى مساعدة.
·
ما الذي
يزعجك؟
اختفاء الحب الرومنسي من حياتنا سواء على الشاشة أو في الواقع.
·
ما سر نجاحك في دور الأم؟
الإحساس الحقيقي بالأمومة والحبّ الكبير الذي أتلقاه من «حبايبي»: نجلاء
فتحي،
يسرا، لبلبة، صفية العمري ونبيلة عبيد.
·
هل تفكرين في كتابة مذكراتك؟
لا.
·
غنى لك مطربون كثر في الأفلام
فما الأغنية التي تحبينها؟
«مالكة
القلب في إيديك» لفريد الأطرش وما زلت أستمع إليها لغاية اليوم
وأحبها.
·
ما أجمل فيلم لك؟
«الخطايا»،
أشعر بأن له مكانة في قلبي.
·
والصورة التي لا تفارقك؟
صورة إبني الراحل عمرو.
·
هل أنت راضية؟
راضية عن حياتي تماماً وعندما أصلي الصبح يومياً أحمد الله على كل ما مرّ
بي من
خير أو شرّ، لا أحزن على الأمس وأعرف أن الأقدار بيد الله
وحده، ولا يمكن أن يحصل
الإنسان على كل شيء.
الجريدة الكويتية في
25/03/2011
الشهرة المطلقة
أفلام إليزابيث تايلور... حياتها
ومعجبوها
كاري ريكي
إليزابيث تايلور، التي رحلت عن عمر يناهز الـ 79 عاماً يوم الأربعاء
الفائت،
عاشت أدوارها ومثّلت حياتها. كانت معبودة هوليوود هذه واحدة من
امرأتين حملتا إسم
إليزابيث وحكمتا القرن العشرين. الأولى هي ملكة إنكلترا، أما الثانية فهي
ملكة
الحياة بأسرها. كانت هذه الممثلة، التي وُلدت في لندن ومُنحت لقب سيدة
(Dame)
في
الإمبراطورية البريطانية في شهر مايو عام 2000، نجمة على الشاشة ومحور
فضائح كثيرة،
إلا أنها تحوّلت لاحقاً إلى عمل الخير وبرعت فيه أيضاً.
على رغم مسيرتها المهنية الطويلة في هوليوود، التي دامت ستة عقود، عانت
تايلور
تاريخاً حافلاً بالمشاكل الصحية ازداد تعقيداً مع تقدّمها في
السن. فعلى مر السنين،
جعلتها عناوين الأخبار المخصصة لمرضها (هذا إن لم نأخذ عشاقها وأفلامها في
الحسبان)
إحدى أشهر شخصيات القرن العشرين.
تحلت هذه الفنانة بشعر أسود فاحم وبشرة بلورية وشفتين مخمليتين وعينين
زرقاوين
كالياقوت الذي يبرق أحياناً عاكساً وميضاً بنفسجياً. كذلك،
تمتعت بمواهب مميزة. فقد
عشقت هذه الممثلة، التي هوت تجميع الحيوانات والأحجار الكريمة، الكلاب
الصغار
والرجال المفعمين بالحياة والألماس الذي لا يقل وزنه عن 30 قراطاً.
صحيح أن هواياتها تحوّلت إلى مصدر للنكات في مختلف أرجاء الأمة، لكن
أعمالها
الخيرية في مجال مرض الأيدز رسمت مثالاً يُحتذى به. فعلى غرار
مواهبها في عالم
التمثيل، «تحلت أعمالها هذه بنطاق ومدى تخطيا بأشواط ما نُسب إليها»، على
حد تعبير
ريتشارد بروكس، مخرج فيلميهاThe Last Time I Saw Paris
وCat
on a Hot Tin Roof.
لكن المؤسف أن إليزابيث تايلور هيلتون ويلدينغ تود فيشر بورتون بورتون
وارنر
فورتنسكي، كانت إحدى أولى الفنانات اللواتي لم يخفين تفاصيل
حياتهن الشخصية عن
الجمهور, إذ اشتهرت بزيجاتها الكثيرة ومشاكلها الطبية أكثر منهما بتمثيلها
وأعمالها
الخيرية.
لا شك في أن مَن لم يتجاوزوا الأربعين من عمرهم ويعرفون تايلور كمروّجة
للعطور
أصغر من أن يتذكروا أنها كانت ممثلة ناجحة ورمزاً وطنياً حتى
قبل بلوغها سن
المراهقة. وتُعتبر تايلور إحدى الممثلات القليلات اللواتي نجحن في الانتقال
بسهولة
إلى أدوار البالغين. أما مَن عاصروا تايلور الممثلة، فيتحدثون عن إصابتها
بالتهاب
القصبات الحاد وجواهرها وجمالها وحماستها، أكثر مما يذكرون
أفلامها التي فاقت
الستين وأحفادها التسعة وأولادها الأربعة وجائزتي الأوسكار التي فازت بهما،
فضلاً
عن عدد كبير من جوائز تقديرية لأعمالها الخيرية.
لكن ما جعل تايلور تبلغ الشهرة المطلقة، الطريقة الغريبة التي عاشت بها
حياتها
عبر أفلامها أو العكس.
أوضحت سارة سوزرن، والدة تايلور: «فيما كانت الفتيات الأخريات يقرأن القصص
الرومنسية ويحلمن بأداء دور البطلة، عاشت إليزابيث أحلامها،
ممثلة دور البطلة»،
ومستلهمة من نصوص أفلامها سيناريوهات حياتها الخاصة.
كانت إليزابيث، التي تعشق ركوب الخيل، في الثانية عشرة من عمرها حين
استأثرت
بقلوب الناس كفارسة تحب الأحصنة في فيلم
National Velvet.
في سن السابعة عشرة، أدت دور أنجيلا فيكرز الرائعة الجمال في
A Place in the Sun، أول دور لها كفتاة ناضجة. في هذا الفيلم
عن حبيبين تعاكسهما الظروف، تعشق
شخصيتها جورج إيستمان (مونتغمري كليفت)، إلا أنها سرعان ما
تفقده. أما في حياتها
الحقيقية، فقد ربطتها علاقة قوية بكليفت، الذي كان شاذاً. ودامت هذه
العلاقة أطول
من أي من زيجاتها.
في سن الثامنة عشرة، أعلنت تايلور خطوبتها على نيكي هيلتون الثري. وظهرت
بعيد
ذلك على الشاشة في دور الإبنة في فيلم
Father of the Bride (والد العروس). وكان ثوب
الزفاف الذي اختارته ليوم عرسها مطابقاً لما ارتدته في الفيلم.
لم تتردد هذه الممثلة الفائقة الجمال في طلب الطلاق من زوجها بعد سنة فقط
بسبب
ما عانته من إساءة وإهمال. بعيد ذلك، أدت دور الزوجة المعذبة
في فيلم The last Time I Saw Paris.
رُزقت تايلور بمايكل جونيور وكريستوفر من زواجها الثاني بالممثل البريطاني
مايكل
ويدلينغ. وعقب ولادة ابنها الثاني، أدت دور زوجة وأم في فيلم
جورج ستيفنز Giant،
الذي يتحدث عن صراع الأجيال. ومع هذا الفيلم، بدأت علاقة صداقة
قوية جمعت تايلور
بالنجم روك هادسون.
في هذا الفيلم كما في الواقع، أدت تايلور دور زوجة جريئة لرجل محافظ. وبرز
وجه
آخر لهذه الشخصية في فيلم
Cat on a Hot Tin Roof.
إلا أنها بحلول تلك الفترة كانت
قد طلقت ويلدينغ لتتزوج بالمقاول المفعم بالحياة مايك تود.
لقي تود حتفه بعد 14 شهراً فقط على زواجهما الأسطوري في المكسيك. هكذا
أصبحت
تايلور أرملة ولها طفلة تُدعى ليزا. فدفنت أحزانها في Suddenly, Last Summer،
فيلم
أدت فيه دور امرأة تسعى وراء الملذات يموت قريبها بطريقة مأساوية، ما يؤدي
إلى
انهيارها. ويُعتبر هذا الدور أصعب ما أدته تايلور.
وإن كان أداء تايلور في هذا الفيلم مميزاً، فحياتها في تلك الفترة لا تُنسى
بالتأكيد. فعقب وفاة تود، ارتبطت بالمغني آدي فيشر، الذي كان
آنذاك متزوجاً
بالممثلة ديبي راينولدز. فهزت هذه الفضيحة الأمة في زمن كان فيه الطلاق
نادراً
والمساكنة أكثر ندرة. لكن فيشر ترك زوجته ليعيش مع تايلور.
وما هي إلا فترة قصيرة حتى تزوجت النجمة فيشر وشاركت في بطولة فيلم
Butterfield 8.
أكدت تايلور أن فوزها بجائزة أوسكار عن هذا الفيلم لا يعود إلى
أدائها، بل إلى
خضوعها لثقب القصبة الهوائية نتيجة إصابتها بذات الرئة، التي كادت تودي
بحياتها. في
عام 1961، تبنت تايلور وفيشر فتاة صغيرة تُدعى ماريا.
في الفترة التي نعتت فيها الصحف الصفراء تايلور بمحطمة الأسر، مثلت دور
كليوباترا في فيلم يحمل الإسم عينه. فخطفت القيصر (ريكس
هاريسون) ومن ثم أنطونيو
(ريتشارد
بورتون) من زوجتيهما. ومع هذا الدور، أصبحت تايلور أول ممثلة تتقاضى مليون
دولار.
مع تقدّم العمل في هذا الفيلم، الذي بلغت كلفته 40 مليون دولار، أقامت
تايلور
علاقة مع بورتون أثارت ضجة كبيرة.
فتطلقا ليتزوجا وينغمسا في حياة من الشرب والألماس لا هوادة فيها. ثم أدّيا
دوري
الزوجين الثائرين الدائمي الجدل في سلسلة من الأفلام، مثلWho’s
Afraid of Virginia Woolf? (فازت تايلور عن دورها فيه بجائزة أوسكار ثانية) وThe
Taming of the Shrew (1967).
صحيح أن أداء شخصيات شكسبير ساعدت تايلور على تقوية علاقتها المهنية بأحد
أعظم
ممثلي جيله، غير أن مسيرة بورتون بدأت تتراجع.
وكما هو متوقع، تحوّل صراع آل بورتون الذي تناولته الصحف إلى فيلم تلفزيوني
يتألف من جزئين صدر عام 1973 وحمل العنوان Divorce His- Divorce Hers.
وفي السنة
التالية، تطلق الزوجان بورتون ليعودا فيتزوجا بعد سنة تقريباً. لكن في عام
1976،
طلقت تايلور هذا الممثل مجدداً. وقد قدمت لاحقاً لمحة عن
حياتهما المحتدمة في عمل
عُرض في برودي عام 1983 بعنوان Private Lives.
بعيد طلاقها الثاني من بورتون، تزوجت تايلور السيناتور الأميركي المستقبلي
جون
وارنر (جمهوري من فرجينيا). فقد أثارت مزرعة الخيول الذي
اقتناها وارنر في ريف
فرجينيا اهتمام هذه الممثلة.
في عام 1971، أصبحت تايلور أجمل جدة. وبحلول عام 1982، أنهت زواجها بوارنر،
الذي
دام ست سنوات. ومع بلوغها سن الخمسين، كانت على الأرجح المطلقة
الأكثر تحرراً في
العالم.
صحيح أنها ازدادت وزناً وصارت محور نكات كثيرة، إلا أنها أعادت ابتكار
نفسها.
مع انغماس تايلور في معاقرة الخمرة وتناول المهدئات، شعر صديقها القديم
رودي
ماكدوال وأولادها بالخطر الذي يهددها. فلم يتورعوا عن التدخل
في حياتها ووضع حد
لانهيارها. وفي 5 ديسمبر عام 1983، دخلت تايلور مركز «بيتي فورد».
في هذا المركز، بدأت تميط لثام الوهم الذي لفّ حياتها. ذكر دونالد سبوتو،
أحد
أفضل كتّاب سيرتها الذاتية: «لم تتوقع مطلقاً أن تؤدي دور
مريضة عادية بحاجة إلى
المساعدة. إلا أن هذا عكس الواقع لا دوراً مثّلته».
خلال تعافيها, واجهت تايلور واقع أنها لم تسعَ يوماً إلى دخول عالم
التمثيل، بل
هذا ما اختارته لها والدتها سارة، التي كانت ممثلة أرغمتها
الأمومة على التخلي عن
حلمها. صحيح أن مسيرة تايلور المهنية هذه تشكّل هبة لم ترغب فيها، إلا أنها
تبقى
هبة قيمة، حسبما أقرت.
فقد أخبرت عدداً من المراسلين عام 1992: «وقف الحظ إلى جانبي طوال حياتي.
فحصلت
على كل ما يبتغيه الإنسان من جمال وشهرة وثروة وفخر وحب». ولعل
هذا ما دفعها إلى
العطاء من كل قلبها.
في مرحلة ما بين إقامتها في مركز بيتي فورد وموت صديقها القديم هادسون بعد
صراع
مع مرض الأيدز عام 1985، اكتشفت تايلور مواردها الداخلية
واتخذت لنفسها مهمة
محددة.
هكذا أصبحت أول شخصية أميركية مشهورة تتحدث عن أبحاث مرض الأيدز والتعاطف
مع
المصابين به. فنظمت عدداً من الحفلات الخيرية وشهدت أمام لجان
تابعة للكونغرس.
كذلك، باعت بعض القطع القيمة من مجموعة مجوهراتها المذهلة لتموّل قضيتها
هذه.
في تلك الأثناء، راحت تايلور، التي عانت من ضمور حياتها المهنية والعاطفية
على
حد سواء، تحتفل بشغف في الأوساط الاجتماعية العالمية. فخُطبت
لفترة قصيرة للمحامي
المكسيكي فيكتور غونزاليز لونا، ثم لرجل الأعمال الأميركي دنيس شتاين. وفي
دفاعها
عن تنقلها من خطيب إلى آخر، أوضحت أنها امرأة تقليدية لا تقيم علاقات
حميمية إلا مع
خطيبها أو زوجها.
في عام 1988، قامت تايلور بجولة حول العالم لتروّج لمذكراتها
Elizabeth Takes Off.
غير أنها سرعان ما عادت إلى إدمانها الكحول
والمهدئات. لذلك، دخلت مجدداً مركز
«بيتي
فورد»، حيث تعرفت إلى عامل بناء يُدعى لاري فورتنسكي (37 سنة). فتزوجا عام 1991
في مزرعة مايكل جاكسون، نيفرلاند.
بعد مرور أربع سنوات، انتهى زواج فورتنسكي وتايلور بالطلاق.
عشية عيد ميلادها الخامس والستين، أصبحت تايلور عرابة برينس مايكل جاكسون
جونيور. وكانت هذه المرأة، التي وصفها زوجها ويلدينغ بأنها
«تعاني حساسية ضد الصحة
الجيدة» والتي دخلت المستشفى 77 مرة بين عامَي 1947 و1996، ستخضع لجراحة
بعد أيام
يُستأصل خلالها ورم حميد عن الدماغ. ومع أنها تعافت من هذه الجراحة بنجاح
عام 1997،
بدت تايلور أكثر ضعفاً.
عام 2003، أعلنت تايلور أنها ستعتزل التمثيل. فقد خضعت قبل سنة لعلاج من
سرطان
الجلد (سرطان الخلية القاعدية). وتفاقم تدهور صحتها عام 2004
حين شخّص الأطباء أنها
تعاني قصور القلب الاحتقاني. منذ ذلك الحين، دخلت تايلور مرات عدة المستشفى
من دون
أن يفصح المعنيون عن الأسباب.
يمكننا القول إن تايلور نضجت خلال سنوات مسيرتها المهنية. فهي لم تزدَد
وزناً أو
سناً فحسب، بل عمقاً عاطفياً أيضاً.
عندما سئلت ذات مرة عما تود كتابته على شاهد قبرها، ردت تايلور بكلمات
معبرة،
فقالت: «لقد عاشت». نعم، لقد عاشت بالتأكيد!
أعمالها
There’s One Born Every Minute (1942)
Lassie Come Home (1943)
Jane Eyre (1944)
The White Cliffs of Dover (1944)
National Velvet (1944)
Courage of Lassie (1946)
Cynthia (1947)
Life With Father (1947)
A Date With Judy (1948)
Julia Misbehaves (1948)
Little Women (1949)
The Big Hangover (1950)
Father of the Bride (1950)
Quo Vadis? (1951)
Father’s Little Dividend (1951)
A Place
in the Sun (1951)
Callaway Went Thataway (1951، دور ثانوي)
Love Is Better Than Ever (1952)
Ivanhoe (1952)
The Girl Who Had Everything (1953)
Rhapsody (1954)
Elephant Walk (1954)
Beau Brummel (1954)
The Last Time I Saw Paris (1954)
Giant (1956)
Raintree Country (1957)
Cat On a Hot Tin Roof (1958)
Suddenly, Last Summer (1959)
Butterfield 8 (1960)
Cleopatra (1963)
The V.I.P.S (1963)
The Sandpiper (1965)
Who’s Afraid of Virginia Woolf? (1966)
The Taming of the Shrew (1967)
Doctor Faustus (1967)
Reflections in a Golden Eye (1967)
The Comedians (1967)
Boom! (1968)
Secret Ceremony (1968)
The Only Game in Town (1970)
Under Milk Wood (1972)
X, Y And Zee (1972)
Hammersmith Is Out (1972)
Divorce His — Divorce Hers (1973،
فيلم تلفزيوني)
Ash Wednesday (1973)
The Driver’s Seat (1973)
Night Watch (1973)
That’s Entertainment! (1974)
The Blue Bird (1976)
Victory at Entebbe (1967، فيلم تلفزيوني)
A Little Night Music (1978)
Winter Kills (1979)
The Mirror Crack’d (1980)
Between Friends (1983، فيلم تلفزيوني)
George Stevens: A Filmmaker’s Journey (1984)
Malice in Wonderland (1985، فيلم تلفزيوني)
There Must Be a Pony (1986، فيلم تلفزيوني)
Poker Alice (1987، فيمل تلفزيوني)
Sweet Bird of Youth (1989، فيلم تلفزيوني)
The Flintstones (1994)
These Old Broads (2001، فيلم تلفزيوني)
God, the Devil and Bob (2003، فيلم تلفزيوني، صوت)
مشاهير بريطانيا يعزّون في إليزابيث تايلور
أعرب عدد من مشاهير بريطانيا عن تعازيهم لوفاة أسطورة هوليوود الشهيرة
إليزابيث
تايلور أمس الأول، بينهم مايكل كاين وجوان كولينز وإلتون جون
وجورج مايكل.
وكانت وكيلة أعمال تايلور أعلنت وفاة نجمة هوليوود بالمستشفى أمس الأول،
نتيجة
إصابتها بقصور القلب الاحتقاني.
وقال الممثل البريطاني مايكل كاين في معرض تعليقه على وفاة تايلور، التي
شارك
معها في بطولة فيلم 'إكس واي آند زي' عام 1972: 'يحزنني كثيرا
سماع نبأ وفاة صديقتي
الجميلة إليزابيث تايلور، لقد كانت إنسانة رائعة'. ووصفت الممثلة
البريطانية جوان
كولينز النجمة الراحلة بأنها 'آخر رموز هوليوود الحقيقية'، قائلة: 'لن يأتي
نجم آخر
يتمتع بنفس قدر تألقها وكرمها'.
وذكر المغني البريطاني إلتون جون، وهو أحد الأصدقاء القدماء للنجمة
الراحلة: 'لقد فقدنا إحدى عمالقة هوليوود... والأهم من ذلك،
فقدنا إنسانة
عظيمة'.
أما المغني جورج مايكل، فقد وصف تايلور بأنها كانت واحدة من أواخر عظماء
هوليوود، مشيرا إلى أنها الوحيدة التي تميزت بعيون بنفسجية بين
من التقاهم في
حياته.
وقال مايكل على موقعه الإلكتروني: 'كانت عيناها بنفسجيتان حقا، وجميلتان
للغاية'.
من ناحيته، أشار المخرج البريطاني المخضرم مايكل وينر إلى أن 'إليزابيث
تايلور
كانت آخر النجوم العظماء اللامعين'.
(لندن
- د ب أ)
الجريدة الكويتية في
25/03/2011 |