كان للتاريخ دائما قِديسوه وخَونته، حراسه ولصوصه، غموضه
ووضوحه... وكانت هذه الثنائيات مصدر متعة للكثيرين ممن تأسرهم
غواية الماضي البعيد
وأحداثه، وقد نالت الأساطير اليونانية قدرا كبيرا من الإعجاب، فكانت ولا
تزال مادة
دسمة لمختلف الفنون، لذلك ستعمل السينما الأمريكية على الرجوع إلى أحداث
التاريخ،
سواء لإرضاء أهواء الجمهور أو استخدام هذا التاريخ لأغراض
سياسية.
فيلم'300
إسبارطي' من أبرز الأفلام التاريخية المتقنة الصنع، أنتج عام 2007، وهو من
تأليف 'فرانك ميلر' بناء على قصته المصورة' comics'
خماسية الأجزاء، وكانت عناوينها
الشرف، الواجب، المجد، القتال ثم النصر. وقد نالت هذه القصص جائزة أحسن قصة
مصورة
في مهرجان آيزنر في عام 1999. وتعود علاقة ميلر بهذه القصة إلى مرحلة
الطفولة، حيث
شاهد وهو صغير فيلم' 300 إسبارطي' الذي أنتج عام 1962 وأبهرته
هذه القصة البطولية
وعاشت بذاكرته طول هذه المدة. أما مخرج الفيلم زاك شنايدر فقد نجح في توظيف
كل
الإمكانات السينمائية والتقنية المتاحة للحصول على قصة تاريخية بثوب عصري
أبهرت
المشاهد، وأول العوامل التي ضمنت النجاح لهذا العمل هي تركيز
المخرج على أحداث حرب 'ثيرموبيلاي thermopylae'
الكبرى بين الفرس واليونان وهي جزء من صراعهما الطويل،
وهذا الاختيار كان كفيلا بضمان النجاح والتميز للقصة، وعدم
تحمل عناء الخوض في
التفاصيل، الشيء الذي لفت الانتباه إلى الأحداث والشخصيات.
وتدور أحداث الفيلم
حول موقعة 'ثيرموبيلاي' أي الأبواب الساخنة التي جرت في العام 480 قبل
الميلاد،
وفيها واجه جيش إسبارطة المكون من ثلاثمئة جندي بقيادة الملك
لونايدس جيوش الفرس
التي بلغت مليون جندي حيث سيظهر ليونايدس حنكة كبيرة في قيادة جيشه مستفيدا
من ضيق
معبر ثيرموبيلاي، وهو موقع استراتيجي لا يسمح عرضه بمرور أكثر من 18 رجلا،
وعلى
يمينه توجد حافة جبلية شاهقة. وخروج ليونايدس وجيشه - كما جاء
في الفيلم - جاء
نتيجة نية الاستيلاء على اسبارطة، حيث أرسل زيريكسيس رسوله من بلاد فارس
ليعرض على
الملك ليونيداس رغبته في الاستيلاء على إسبارطة وضمّها إلى مستعمراته، لكن
ليونيداس
يرفض العرض ويفضل المواجهة والموت على خيار الاستسلام والخنوع،
ويستعد لمواجهة
الجيوش الفارسية عند مضيق ثيرموبلاي قبل زحفها إلى إسبارطة، فيحاول استمالة
حرس
الآلهة والأوراكل من أجل دعم خيار الحرب، لكنه يصدم برفضهم، لأن ذهب
زيريكسيس كان
أحب إليهم من حرية إسبارطة، فيقوم باتخاذ قرار شخصي ليجمع أفضل
ثلاثمئة محارب في
إسبارطة ويذهب بهم إلى ساحة المعركة مسطراً أروع معاني التضحية والبطولة،
لقد برع
اليونان في استخدام استراتيجية حربية متقنة بالاستفادة من الأرض والتضاريس
التي
تمنحهم الأفضلية في أية معركة يخوضونها على أراضيهم حتى لو
كانوا لا يتمتعون بكثرة
عددية مقابل أي جيش يواجههم، وهذا الأمر تحقق في معركة ماراثون، وكذلك في
معركة
سالاميس البحرية إلى جانب معركة البوابات الساخنة (ثيرموبيلاي)، ويعود
السبب في عدم
انهزامهم بسهولة أيضا إلى اجادتهم لاستخدام تسليحهم وعتادهم الذي شاهدناه
بالفيلم،
والمكون من الدرع الثقيل والرمح الطويل والسيوف الخفيفة. إن
مُشاهد هذا العمل
السينمائي يلاحظ بِيُسر الرؤية السينمائية التي اعتمدها المخرج زاك شنايدر،
حيث
يغلب الطابع التقني والرسوم ثلاثية الأبعاد، فكان الفيلم خاليا من المشاهد
الواقعية، كما أن أحداث الفيلم لم تخرج عن القصة المرسومة
لفرانك ميلر، لكن كل هذا
لم ينقص من اعجاب الجمهور الشديد بقصة الفيلم وخصوصا تضحية ليونايدس وجيشه.
إن
خوض حوار مع فيلم إسبارطة يضمر أكثر من مغامرة، لأن مثل هذه
الحوارية تأخذ إسقاطات
سياسية تجعل من الإمساك بمغزى الفيلم - في ظلها - أمرا صعبا؛ فمعلوم أن هذا
العمل
قد حقق نجاحات باهرة، لكن بموازاة ذلك فقد خلف ردود أفعال متباينة، خصوصا
أن عرضه
قد زامن تهديدات واشنطن بالحرب على إيران فوجهت هذه الأخيرة
على لسان الرئيس أحمدي
نجاد اتهامات لهذا العمل، حيث وُصِف بإظهار الفرس في صورة السفاحين الهمج
المستعمرين، وانه يأتي في سياق تشويه صورة إيران، وهي انتقادات
قد تصيب في بعض
الجوانب، لأن شعار هوليوود دائما هو السينما في خدمة السياسة، لكن من زاوية
أخرى
فقصة هذا العمل بقصد أم بغير قصد هي ضد سياسة أمريكا الاستعمارية التي تنبذ
كل
أشكال المقاومة وتزرع في كل البلدان ما يمنع حدوثها، في حين
نجد الفيلم في عمقه
دعوة إلى مقاومة كل أنواع الاستعمار حتى وإن كان الطرف المستعمر يمثل
إمبراطورية
عظمى، وكذلك فالأسلوب الفارسي في المساومة هو شبيه بأسلوب أمريكا 'معي أو
ضدي'،
وتضحية ليونايدس بجيشه كانت درسا لدويلات اليونان من اجل
التوحد - وهو ما حدث لاحقا
-
هي عبرة للأمة العربية التي لا تتقن إلا لغة الفُرقة، ومن هذه الزاوية يتضح
أن
هذا العمل يحتمل أكثر من تأويل بحسب المنطلقات التي قد نعتمدها في الحكم.
أما من
حيث وفاء العمل لأحداث التاريخ فنجده قد ركز على معركة 'ثيرموبيلاي'
ومارس نوعا من
التعتيم على معركة أخرى كانت تجري في نفس الوقت، حيث كان هناك أسطول بحري
يوناني
بقيادة ثيموستكليس، الذي أجهض المخطط الفارسي الرامي إلى مفاجأة جيش
ليونيداس
ومهاجمتهم من الخلف، وعدد جنود الجيشين لم يكن بالطريقة التي
عرضها الفيلم، فقد فاق
300
بكثير عند الإسبارطيين، وقل عن المليون عند الفرس، لكن هذه التفاصيل
هي
اختيارات المؤلف والمخرج، لأن عملهما حاول رسم الأسطورة، كما هي دون محاولة
لجعلها
أكثر عقلانية، وهذا ما يفسر الاشكال التي صور بها الجيش الفارسي والمخلوقات
التي
ظهرت في الفيلم، وهذا كله يتسق مع طبيعة الأسطورة من حيث هي
أسطورة، ومع طريقة
الشعراء في تخليد التاريخ والأساطير، فالشعراء تغلب عليهم العاطفة ولا
يعنيهم
الإنصاف بقدر ما تعنيهم الحماسة والإثارة، وهم منحازون دائماً، فلا غرابة
أن يظهر
الفرس بهذا الشكل البغيض طالما أن الأسطورة يونانية المصدر
ومتعلقة بعدوهم الأول في
ذلك الوقت.
بالإضافة إلى القصة لا يمكننا أن نتجاوز أداء الممثلين في هذا العمل،
خصوصا جيرارد باتلر، الذي أدى ببراعة فائقة دور الملك ليونايدس،
من حيث تحركاته أو
قسمات الوجه والانفعالات، بينما كانت الشخصيات الأخرى تدور في فلكه أو
تساهم في
بداية رسم الأحداث
لتنتهي عند ليونايدس. ولا ينازع جودة هذه العناصر قيمة إلا عنصر
الصوت المتمثل أساسا في الموسيقى التصويرية التي قام بأدائها
الموسيقار تايلر بيتس،
حيث وافقت بشكل كبير مشاهد الفيلم سواء في مشاهده الحزينة أو مشاهد الحرب
والمعارك،
مساهمة في تعاليق الصوت والصورة لتزيد من درجة الانفعال والتأثير.
لم تكن القصة
التي أتى بها زاك شنايدر من بنات أفكاره، وإنما هي قديمة قدم الأساطير
اليونانية
ذاتها، وإنما المستحدث هو طريقة تناوله لها وصوغها في إطار
تقني يركز على جزء مهم
منها، ولعل الباعث الأكبر في إنتاج هذا العمل تجاري محض، لكنه حقق متعة
فنية كبيرة،
أما الانتقادات التي وجهت إلى الفيلم فهي تعود بالأساس إلى درجات الفهم
المتباينة
عند المتلقي ومنطلقاته الشخصية في الفهم.
كـاتب من المغرب
القدس العربي في
24/03/2011
خارطة طريق جهاز السينما بعـد ثورة 25 يناير
أحمد خليفة
بين من يدعو إلى إلغائه باعتبار أن مجرد تبعيته للدولة تكفى للتشكيك فى
مصداقيته، وبين من يقترح تطويره وتطهيره من الفساد لمواجهة الأفلام
التجارية، يبدو مستقبل «جهاز السينما»، التابع لمدينة الإنتاج الإعلامى،
غامضا بعد ثورة 25 يناير.
وساهم فى زيادة الغموض الاستقالات المتتالية للمشرفين على الجهاز وآخرهم
أشرف زكى الذى لم يبقى فى منصبه بضعة أيام قبل أن يضطر للاستقالة تحت ضغط
مظاهرات العاملين بالجهاز.
يملك جهاز السينما التابع لمدينة الإنتاج الإعلامى إمكانات ضخمة ربما تقوده
إلى أن يصبح المنتج الأول فى مصر لا سيما فى ظل حالة الترقب السائدة فى
القطاع الخاص والتى يخشى الكثيرون أن تستمر طويلا لحين وضوح الرؤية فى
البلاد.
غير أن الجهاز يواجه حالة من التشكيك فى مصداقيته ونواياه فى ظل موروث ضخم
من العلاقة السيئة بين الانتاج السينمائى الحكومى والمشاهدين والتى قد تصل
فى بعض الأحيان إلى اتهامه بتقديم «فن موجه».
المخرج مجدى أحمد على لم يخف دهشته من وضع «جهاز السينما» من الأساس، ووصفه
بأنه «كان مجرد عزبة يملكها ممدوح الليثى رئيسه السابق»، وقال: الجهاز يتبع
مدينة الانتاج الإعلامى التابعة لوزارة الإعلام، ولا أعرف ما دور وزارة
الإعلام فى الإنتاج السينمائى..
فالجهاز مفترض أن يكون تابعا فى الأساس لوزارة الثقافة لأنها معنية
بالانتاج السينمائى لكن طبيعة تكوينه منذ تأسيسه جعلته كيانا معيبا من
الأساس، وقد تعرض للتدمير على يد الليثى وأخيرا تم إسناده لأشرف زكى.
وأعرب مجدى أحمد على عن تشاؤمه إزاء مستقبل الجهاز بعد ثورة 25 يناير، وقال
إن المشكلة ليست فى المشرف على الجهاز وحده ولكن أيضا تكمن المشكلة فى
طريقة عمل الجهاز وغياب الرؤية وغياب الثقة فيما يتم تقديمه أو قد يتم
تقديمه، مضيفا: لا أرى أى مستقبل مبشر لهذا الجهاز.
ورغم أن المخرج أحمد رشوان لم يختلف كثيرا مع الرأى السابق فى الهجوم على
طبيعة عمل الجهاز، الا أنه بدا أكثر تفاؤلا فى إمكانية تدارك المشكلة بحيث
يلعب الجهاز دورا فاعلا فى الإنتاج السينمائى خلال المرحلة المقبلة.
ولخص رشوان رؤيته لشكل الجهاز فى المستقبل بالقول إنه فى حاجة الى«إعادة
الهيكلة والتطهير».
وشرح رشوان وجهة نظره بالقول: لا أميل إلى فكرة الإلغاء بشكل كلى ولكن من
الممكن الاستفادة من الجهاز عبر إعادة هيكلته من كل النواحى، فالجهاز يمتلك
إمكانات إنتاجية كبيرة من ستوديوهات ومعامل وما إلى ذلك ومطلوب فقط خبراء
على مستوى عال للاستفادة من تلك الإمكانات.
وفيما يتعلق بالتطهير من الفساد فهو ضرورة لا مفر منها على الإطلاق خاصة أن
الجهاز لم يحظ حتى الآن بمشرف على مستوى عال من الكفاءة يملك القدرة على
إدارته باستثناء يوسف شريف رزق الله الذى لم يحصل على الفرصة كاملة.
كما دعا رشوان إلى الاستعانة بخبراء إنتاج وتسويق لديهم القدرة على اختيار
الأعمال الجيدة بداية من السيناريو ونهاية بالتوزيع الخارجى، رافضا فكرة أن
تقديم الأعمال الجيدة يمكن أن يتسبب فى خسارة مالية بدعوى أن الجمهور يفضل
السينما التجارية، وقال إن ذلك ما كان يروج له النظام السابق لتبرير غياب
السينما الجادة عن دور العرض فى مصر.
واستشهد رشوان بفيلم «شقة مصر الجديدة»، الذى اخرجه محمد خان وأنتجه جهاز
السينما، وقال إن الفيلم جمع بين المستوى الفنى الراقى وكذلك النجاح
الجماهيرى وهو ما يبرئ الأعمال القيمة من تهمة عدم الجماهيرية.
ولفت رشون إلى أن ملكية الجهاز ليست للمدينة وحدها ولكنها تمتلك فقط 51% من
الأسهم والنسبة الباقية للمستثمرين وهو ما يعنى أنه ليس مملوكا للدولة
بالكامل، كما أنه من الممكن أن يلعب دورا مهما فى الانتاج خلال المرحلة
المقبلة التى يفضل فيها المنتج الخاص الترقب لحين وضوح الرؤية خوفا من
الخسارة.
المخرجة ساندرا نشأت، اعتبرت الحديث عن مستقبل جهاز السينما فى الوقت
الراهن، مبكرا للغاية فى ظل المرحلة الانتقالية التى تمر بها البلاد، وقالت
إنها لم تفكر فى رسم صورة جديدة للجهاز حاليا لأنها مهمومة بالتفكير فى
مستقبل البلاد بشكل عام وليس السينما فقط.
وأشارت إلى أنه رغم توقف فيلم «المصلحة» الذى تتولى إخراجه، إلا أنها لا
تشعر بأى غضب من ذلك، لأنها تترقب الحالة فى مصر الآن، معربة عن أملها فى
أن تعبر مصر إلى مرحلة الاستقرار على نحو سريع.
مدير التصوير والمخرج محسن أحمد رأى أن مشكلة جهاز السينما فعليا
«المركزية» وتفكيكها يعنى بداية وضعه على الطريق الصحيح وقال إن الجهاز
يتمتع بإمكانات هائلة تجعله قادرا على تحقيق أرباح كبيرة وليس عبئا على
الميزانية، لافتا إلى أن الجهاز يمتلك ستوديوهات ومعامل وكذلك دور عرض،
ونحن فى حاجة إلى أن يتولى كل جهة أحد المتخصصين بحيث يقودها إلى أن تحقق
ربحا ماديا وفى الوقت نفسه تقدم فنا جديرا بالاحترام.
وشدد على أن جهاز السينما لا يصلح أبدا لمنافسة المنتج التجارى لأنه فى هذه
الحالة لن يتفوق أبدا نتيجة ارتباطه بالعديد من القيود الإنتاجية، لكن من
الممكن أن يقدم أفلاما ذات قيمة فنية تعيد إلى الذاكرة إنتاج الدولة المميز
فى فترة الستينيات ومنها على سبيل المثال «البوسطجى».
وأكد أحمد أن جهاز السينما من الممكن أن يرتقى بذوق المشاهد على نحو كبير
بالفعل لا سيما أن الشعب المصرى بعد ثورة 25 يناير بالفعل بات ينتظر تغييرا
ملموسا فى جميع المجالات خلال المرحلة المقبلة، وعلى رأس تلك المجالات
السينما بالطبع.
غير الناقد هاشم النحاس يحمل رأيا مختلفا، حيث دعا إلى التخلص من جهاز
السينما نهائيا ومحوه من خريطة الإنتاج السينمائى فى البلاد.
وبرر النحاس موقفه بالقول: دور الدولة فى السينما يجب أن يتلخص فقط فى
ثلاثة أمور هى (الحماية، الدعم، ضمان الحرية)، وفيما عدا ذلك لا يجب أن
يربطها أدنى علاقة بالفن السابع، ونزيد على ذلك أن جهاز السينما من بقايا
النظام الشمولى السابق والاتجاه نحو الديمقراطية يتطلب التخلص منه.
ورفض النحاس دفاع البعض عن فكرة الدور الذى يمكن أن يلعبه الجهاز فى مواجهة
السينما التجارية، وقال: حتى وإن نجح الجهاز فى إنتاج فيلم جيد، سيقدم فى
المقابل عشرة أفلام رديئة والأسوأ من ذلك أنه يصعب السيطرة على حجم الفساد
المرتبط بالإنتاج فى هذا الجهاز وبالتالى فإن إلغاءه أكثر نفعا من الإبقاء
عليه.
ودعا النحاس إلى فتح المجال أمام الشباب للتوسع فى الانتاج، مشيرا إلى أن
دور الدولة يجب أن يكون فى هذا الاتجاه وحينها ستنهض السينما فى مصر على
نحو غير مسبوق لكن أى حديث عن انتاج حكومى سيكون بلا جدوى ومضيعة للوقت.
ستوديوهات ومعامل ودور عرض .. والنتيجة (واحد صفر)
تأسس جهاز السينما عام 2004 برأس مال قدره 300 مليون جنيه، وكان يتبع مدينة
الإنتاج الإعلامى مباشرة، حيث تولى رئاسته منذ تأسيسه ممدوح الليثى قبل أن
تتم الإطاحة به عقب ثورة 25 يناير.
ويضم جهاز السينما بمدينة الإنتاج الإعلامى إمكانيات هائلة لم تعرف طريقها
الى الاستغلال حتى الآن وهو ما بدا واضحا فى ضعف نجاح أغلب أفلام الجهاز
خلال الفترة الماضية الا قليلا وبينها «واحد صفر» الذى أنتجه قبل عامين
«وشقة مصر الجديدة».
ويضم الجهاز ثلاثة استوديوهات، هى (المدينة، نحاس، الأهرام)، كما يضم كل
منها عددا من البلاتوهات، تتراوح مساحاتها مابين 288 و800 متر مربع..
بالإضافة إلى حارة الأهرام، بمساحة 1500متر مربع، تحاكى الحارة الشعبية فى
الأحياء المصرية.
كما يضم الجهاز معمل تحميض وطبع الأفلام السينمائية وفرت له مدينة الإنتاج
الإعلامى أحدث أجهزة التكنولوجيا المتطورة فى مجال الإنتاج السينمائى.
وكذلك تضم مدينة السينما معمل تحميض وطبع الأفلام السينمائية 35 و16 مم
بتقنية عالية ومتقدمة يعمل به كوادر فنية، خضعوا للتدريب من جانب شركة
«ديبريه» الفرنسية.
كما قام جهاز السينما بتشغيل 11 دور عرض سينمائى فى أنحاء مصر بالإضافة
لمجمع دور عرض سينمائى بالمعادى بمدينة القاهرة الذى يضم ثمانى قاعات..
وكذلك تولى الجهاز إعداد 7 دور عرض بالقاهرة والإسكندرية ليصبح عدد دور
العرض التابعة لمدينة الإنتاج الإعلامى 25 دار عرض سينمائى. ومن أبرز
الأعمال التى شارك الجهاز فى إنتاجها أفلام (واحد صفر، قبلات مسروقة، إنت
عمرى، فيلم هندى، مصر الجديدة).
لا مكان لـ(الضربة الجوية) فى مستقبل الجهاز
توقفت أغلب المشروعات السينمائية التى كان مقررا أن يتولى الجهاز إنتاجها
خلال الفترة المقبلة وبينها أفلام (الفيل فى المنديل، محمد نجيب، أنا
ومراتى والنت).
غير أن أبرز الأفلام التى توقفت الى أجل غير مسمى كان «الضربة الجوية» الذى
يتناول دور الرئيس السابق حسنى مبارك فى حرب أكتوبر 1973.
يذكر أن فيلم «الضربة الجوية» تأليف الكاتب الصحفى صلاح قبضايا وسيناريو
وحوار عاطف بشاى وكان من المقرر أن يقوم بإخراجه على عبدالخالق وسبق لممدوح
الليثى رئيس الجهاز الأسبق التأكيد على أنه تم رصد ميزانية ضخمه لتنفيذه
خاصة بعد أن تم ترشيح مجموعة من النجوم مثل أحمد السقا ونيللى كريم وخالد
الصاوى وسيرين عبدالنور وآخرين غيرهم للمشاركة فى بطولته.
الشروق المصرية في
24/03/2011 |