وقعت السينما المصرية في
حيرة الموقف... هل يقدمون أفلامهم بالأساليب السابقة. أم
يغيرون
السيناريوهات.. ولهذا مازالت أفلام جاهزة لايجدون شجاعة كافية لعرضها
وأفلام كانت تعد لم تعد تتناسب مع الروح المصرية التي يعيشها الشعب
حاليا. لكن
الفن الجيد الذي يحترم فن السينما ويدرك دوره في تغيير سلوك الناس من
السوقية إلي
الرقي... وتغيير أفكار الناس من الافكار الهدامة إلي الافكار البناءة
لايرتبط
بأحداث معينة.. فاالفن يعبر عن الانسان ومعاناته واحلامه
واماله.
فيلم(
خطاب الملك) الذي فاز بالاوسكار يقدم لنا فيلما بأقل تكاليف انتاجية(15مليون
دولار). رغم انه يتعرض لقصة حقيقية عن ملك انجلترا جورج السادس الذي
اعتلي العرش
بعد تخلي اخيه الذي تزوج من امرأة امريكية وهذا ما لايقبله
النظام الملكي في
انجلترا.. لكن هذا الملك به عيب خلقي شديد وهو عدم قدرته علي الاسترسال
في
الكلام.. والفيلم يأخذنا خلال التفاصيل التي تعرض لها الملك عندما كان
يتوجب عليه
أن يقرأ خطاب العرش عبر الاذاعة لمواطنيه.
ويقدم لنا الفيلم التفاصيل التي عبر
بها الملك هذه المشكلة بذهابه لأستاذ في فن الإلقاء ليأخذ بيده
في تخطي هذه
المشكلة.
الفيلم حقق ايرادات وصلت إلي320 مليون دولار.. لكن جوائز
الاوسكار اصبحت كل عدة أعوام تعطي جوائزها للافلام قليلة التكاليف انتاجيا
لكنها
عالية القيمة الفنية.
وهكذا تتواءم جوائز الاوسكار مع توجهات أسواق الانتاج
والاخراج والتمثيل.
نتمني للسينما المصرية أن تتغير أفكارها.. اقصد افكار
الافلام التي يجب ان تتنوع وهذا ما ننادي به منذ أعوام.. ولايهم التكلفة
إذا لم
تعتمد علي نجوم الملايين.
الأهرام اليومي في
23/03/2011
إسقاط كل ماهو فاسد
علا السعدني
لأن شعار الثورة كان هو
التغيير فلابد أذن إن نعمل علي تحقيق ذلك, والتغيير المطلوب
ينبغي ألا يكون في
فرع واحد فقط من فروع حياتنا المتشعبة, ولكن لابد أن يمتد الي كل
الأفرع,
وعلي كل المستويات, فهدف الثورة الحقيقي لم يكن بالتأكيد في إسقاط
النظام
فقط, بل إسقاط كل ما هو فاسد أو خبيث, وقبل أي شيء يجب أن نعترف أن هذا
الفساد
لا يندرج تحت بند سرقة الكبار أو انحرافهم أو استغلال نفوذهم عموما, ولكن
الفساد
الذي نعانيه أكبر وأشمل من كل ذلك, لأنه في الأصل نابع من
فساد الأخلاق,
وبالتالي يجب أن نوجه شعار المرحلة الي الثورة علي فساد الأخلاق, واذا
كان حدوث
ذلك ليس بالأمر الهين علي الاطلاق ولن يتم في يوم وليلة, إلا أن هذا لا
يمنع أن
نبدأ من الآن في تحقيقه وعلي الفور ومن اليوم وليس غدا!.
وأول ما يجب علينا
فعله وحتي نتحلي بمكارم الأخلاق بحق أن نكف عن محاسبة الغير, ونبتعد عن
محاكم
التفتيش التي أصبحنا ننصبها لبعضنا البعض, لأن المحاكم ليس مكانها بيننا
ويجب ألا
تنصب إلا لمن تثبت عليه تهمة الفساد, أو أي تهم أخري.
أما نحن ومهما كانت
أخلاقنا فعلينا أن نتركها لأنفسنا ولمحكمة ضمائرنا!
لذلك علينا من الآن
الابتعاد تماما عن التعامل بمبدأ القائمة السوداء, وإن كنت أعلم أن هناك
نوعا من
الفنانين يستحق ما هو أعنف وأفظع من مجرد وضع إسمهم في قائمة سوداء,
وهؤلاء
بالمناسبة ليسوا هم الذين كانوا يؤيدون النظام قبل الثورة ولكن
ما أقصدهم الفنانين
المتحولين أي الذين كانوا يؤيدون النظام قبل الثورة ثم أنقلب هذا التأييد
الي
الثوار بعدما نجحت الثورة, ونحمد الله أن هؤلاء عددهم ليس كبيرا, ولكن
أرجع
وأقول إنه حتي هؤلاء لا ينبغي أن نتعامل معهم بمبدأ المحاسبة
أو الاقصاء وأعتقد أن
نفاقهم وتحولهم أمام الناس والرأي العام عموما وقبل كل ذلك أمام أنفسهم لهو
العقاب
بعينه من غير الحاجة الي وضعهم في قوائم سوداء ولا حتي بيضاء!.
ومثلما نتمني
من الثورة الا يقتصر دورها علي إسقاط النظام فقط, فإنني أتمني بدوري أيضا
أن يمتد
هذا الدور ليشمل ملف أجور الفنانين لأنه في رأيي لا يقل ابدا عن باقي ملفات
فساد
أخري عديدة خصوصا ان هذه الأجور التي كانت فلكية لا تتناسب
ابدا مع الفن الهابط
الذي يقدمونه واذا كانت حجة المنتجين قبل ذلك بأن الجمهور عايز كده رغم أن
تجارب
السنوات الماضية أثبتت لهم أن الجمهور لم يعد يقبل بالفن الهابط وينتصر
للفن الجيد
ويهزم بقاضية الايرادات ما دونه, وكما أن مصر بعد52 يناير
ليست كما كانت قبل
هذا التاريخ, فمصر تغيرت والفن أيضا جزء من مصر وبالتالي لابد أن يتغير
هو الآخر
للأفضل, لأن مطلب الجمهور الآن هو اللي أصبح لن يقبل بغير كده!.
الأهرام اليومي في
23/03/2011
هل تتغير أفكار صانعي الأفلام؟
اميرة أنور عبد ربه
اعتقد ان التغير الكبير
الذي طرأ علي المجتمع المصري بعد ثورة25 يناير والنقلة التي
سوف نراها علي الحياة
السياسية والاجتماعية في مصر
وضعت صانعي الافلام من منتجين وفنانين في مأزق صعب فبعدما كانوا يصرون علي
تقديم
أفلام تافهة غير جيدة المضمون مبررين ذلك بأن الجمهور عايز كده اعتقد انهم
أدركوا
الآن ان هذا الجمهور الذي يقولون عنه ذلك هو نفسه الجمهور الذي
ثار علي الوضع في
البلاد, وقرر ان يغير مايحدث من فساد واطاح بالرئيس. لذلك فإن هذا
الجمهور ايضا
لن يتقبل إلا افلام جادة تحترم عقليته ولن يرضي بأي أفلام من شأنها ان تؤدي
إلي
تدني الذوق العام مثلما كنا نشاهد في كثير من الافلاما لنجوم
كوميديا وغيرها من
النجوم.
وهذا هو التغيير الايجابي الذي سيصيب عملية الانتاج السينمائي, كما
ان من شأنه أيضا ان يشجع إلي انتاج أفلام مستقلة لشباب لايطلبون أجورا
مرتفعة,
خاصة ان المنتجين الآن لايريدون المغامرة بأموالهم في ظل
الظروف الراهنة.
لذلك
أتمني أن يفهم القائمون علي صناعة السينما ماحدث في مصر ويقدمون أفلاما
هادفة خلال
الفترة القادمة وإلا يكونوا مغيبين فهل يفهمون الدرس؟
الأهرام اليومي في
23/03/2011
إلي روح ابي وفاء الابن للاب
عاطف اباظة
ولد محمد كامل حسن في15
مارس1915 بمحافظة المنوفية لاسرة تنتمي الي الطبقة المتوسطة
حيث الاب وكيلا
للنيابة وجده لامه شاعرا ..مما
اثر علي تركيبته الثقافية والفكرية التي ظهرت مع بلوغه مرحلة الثانوية
وظهور قصته الاوليزهرة تتكلم.. ليتجه بعد ذلك لدراسة الحقوق متاثرا
بوالده ويتخرج
من كليتها عام1936, ليبدأ مشوار الادبي والفني باتجاهه لكتابة القصة
البوليسية
التي قام مدها بالكثير من قضايا المجتمع المصري التي حققت فيها
الشرطة
انذاك.
فكثيرا ما ردد ان هذا الفن لابد ان يكون مصريا معتمدا علي التشويق
الذي
راي فيه كامل انه المدخل لبث المثل العليا خاصة وان فلسفته لهذا العنصر في
الرواية
تعني الجريمة بانواعها.
مع بداية الاربعنيات ظهرت لكامل حسن ميول فنية
جديدة;فبدا الاتجاه للسينما عام1940 بتاليف فيلم حياة
الظلام ليبلغ رصيده
السينمائي خمسون فيلما تنوع فيها دوره بين التاليف والاخراج والموسيقي
التصويرية
والانتاج..سبق بزوغ نجمه في السينما شروق موهبته الاذاعية حيث وضع الاسس
الاولي
للتمثيلية والمسرحيات والقصص الاذاعية,وتعتبر هذه مرحلة
الوسط بين الكتابة
الادبية و التواجد السينمائي; لذلك جاءت اعماله الاذاعية معتمدة علي
القصص
البوليسية الي حدا كبير ليبلغ رصيده الاذاعي اكثر من80 عملا.
عند ظهور
التليفزيون في اوائل الستينيات وجد محمد كامل حسن مكانا في مصاف الرواد
واوائل
مؤلفي الاعمال التليفزيونية ومن اعماله في هذا الحقل مسلسل الرمال
الناعمة, وحب
الملائكة
مرحلة جديدة ومختلفة تماما يدخلها كامل بحلول عامي1968, و1969 حيث
الرحيل الي الكويت ولبنان; لتظهر شخصيته ذات الرؤية الدينية والتاريخية
والفلسفية
في الكثير من مؤلفاته,ولعل أبرزها تلك الموسوعات الدينية التي اظهرت هذا
المزيج
الفكري فتاتي موسوعة قصص من القران الكريم,وموسوعةعظماء الاسلام,و
موسوعةاين
الله..ويمتد عمله في هذا المضمار بترجمة مؤلفات سيد قطب
والغزالي الي الانجيليزية
والفرنسية..ليتوفي محمد كامل حسن في5 ابريل1979 بعد ان اثري الحياة
الفنية
والادبيةوالفكرية بالكثير من الاعمال والمؤلفات التي اثرت
المكتبة العربية.
الأهرام اليومي في
23/03/2011
شكرا لمستغلي الشباب.. ارحلوا
د. مصطفي فهمي
لم تكن
السينما المصرية في فترة النظام السابق تقدم صورة حقيقة عن شباب مصر إلا في
القليل
من افلامها التي قدمت صورة واقعية لهذا الجيل بصدق وامانة
..في معاناته وآماله واحلامه وإصراره لتحقيق اهدافه, ولعل ابرز هذه
الأفلام
فيلم عايز حقي الذي جسد اصرار الشباب علي نيل حقهم كمواطنين في نسبة بيع
القطاع
العام.
يتشابه هذا الفيلم الي حد كبير فيما حدث من شباب ثورة52 يناير حين
ارادوا نيل الحرية والديمقراطية, علي جانب آخر جاء فيلم رامي الاعتصامي
بطولة
احمد عيد ليبين طرق النظام في تغييب الشباب لابعادهم عن الحياة
السياسية وتكوين
رأي.
إذا كان هذان الفيلمان عبرا عن الشباب بطريقتين مختلفتين اظهرتا الظلم
الذي وقع علي هذا الجيل.. فإن افلاما كثيرة ظلمت هذا الجيل ولم تقدمه
بصورته
الصحيحة, خاصة ان ابطال هذه الافلام قامة في عالم السينما والفن امثال
عادل امام
المعروف عنه تدخله في اختيار موضوعاته والاهتمام بتفاصيل فيلمه ليظهر
بالشكل اللائق
له جماهيريا ليحقق أعلي الايرادات, لكنه بخبرة الفنان المحنك لم يتمكن من
ادراك
حقيقة هذا الجيل, فجاءت افلامه ظالمة له كما في فيلمي
التجربة الدانماركية ومرجان
أحمد مرجان بل استغل هذا الجيل للعودة بقوة إلي السينما ومنافسة نجومها
الشباب
وتأكدت رؤيته عندما وصف شباب الثورة بصفات لم يصفها به الغريب عن شبابنا
فخسر عادل
إمام جماهيريته.
الآن بعد خسارة امام.. هل سيستمر الباحثون عن المال والشهرة
في
عالم السينما امثال ال السبكي؟ أم سيركبون موجة التغير ويصنعون
افلاما تتواكب مع
الوضع الجديد؟. في الحالتين يجب أن يرحل كل من تعامل مع السينما باعتبار
انها
البوابة السحرية للمال والشهرة ويبقي ويدخل كل من يقدر هذا العالم الذي
يجسد ويصور
تاريخ الشعوب.. يجب أن يرحلوا لأن هناك جيلا خرج من رحم
الثورة سيقود ويتعامل
باحترام مع فنه وجمهوره, هكذا حال الثورات تفرز مفكريها ومبدعيها من
داخلها كحال
الثورة الفرنسية وظهور الطبقة البورجوازية بأفكارها.
الأهرام اليومي في
23/03/2011
دعونا في البداية
هبة عبدالعزيز
نتفق علي
أن مصر قبل52 يناير لن تكون هي نفسها بعد هذا التاريخ الذي أعاد المصريون
فيه
اكتشاف أنفسهم,
وبالتالي يصبح من المنطقي ان نتوقع تحولا ثوريا في كل مجالات حياتنا
وعلي رأسها
الفنون, وفي القلب منها الفن السابع, من الواضح جدا ان الشعب يريد
اسقاط سينما
التفاهة وافلام التسلية لمجرد التسلية, خصوصا اننا نعرف جميعا ان جمهور
السينما
هو ذاته من اشعل فتيل الثوة المصرية, هؤلاء الذين طالما
اتهمناهم بالسطحية
وانعدام الوعي, فاجئونا بروح وطنية وعزيمة ثورية ابهرت العالم فهل سيكون
من
اللائق ان نعود ونقدم اليهم أحدث ابداعات اللمبي وآخر افتكاسات السبكية في
الانتاج
اللي بالي بالك؟
هذا التساؤل يطاردني كثيرا في الآونة الأخيرة.. ولم أجد أفضل
من د. محمد كامل القليوبي لألتمس منه الاجابة, فالرجل يجمع بين الخبرة
الابداعية المباشرة باعتباره مخرجا من طراز مختلف, وبين
الرؤية الاكاديمية
باعتباره واحدا من كبار مثقفينا المهمومين بالشأن السينمائي( رئيس قسم
السيناريو
بالمعهد العالي للسينما حتي عام2006).
د. القليوبي يري ان اهتمامات المواطن
المصري تحولت تماما بفعل الثورة, ولن يقبل الجمهور بما كان
يرتضيه من قبل,
وبالتالي فان هناك أفلاما كاملة انتجت وفق مواصفات العهد البائد وأصبحت
جاهزة للعرض
سيكون مصيرها الفشل الذريع!
توقعات د. القليوبي تصل إلي مدي ابعد حيث سينتهي
عصر النجوم أصحاب الأجور الفلكية ممن كان يتم تفصيل السيناريوهات خصيصا علي
مقاسهم, ولن يجد هؤلاء امامهم شيئا مفيدايفعلونه سوي التفرغ
لكتابة
مذكراتهم!
ولأن السينما كثيرا ماتبدو فنا انتهازيا يغازل اهتمامات الرأي العام
ويعزف علي وتر الاحداث الكبري الساخنة, يصبح من حقنا نحن عشاق الشاشة
الفضية ان
نتساءل عن هذا الكم الكبير من المشاريع السينمائية التي سمعنا
عنها وتتناول موضوع
ثورة25 يناير: هل نحن بإزاء حالة من الانتهازية الفنية ام ان الأمر
لايعدو كونه
طموحا مشروعا؟
بحت بهذا الهاجس إلي د. القليوبي وكان من رأيه ان الاحداث
الكبري بطبيعتها تتطلب مرور فترة من الزمن حتي نستوعبها ونهضمها, اما
المعالجات
السريعة التي لاتهدف إلي ركوب الموجة فلن نحصل من ورائها سوي
أفلام طفولية مثل ميكي
ماوس.
وفي النهاية ينتقل مخرجنا من خانة التوقعات إلي خانة الأمنيات فيطالب
بازالة كلمتي الاحتكار و الرقابة من القاموس السينمائي في مصر, فالشعب
الذي اسقط
احتكار أحمد عز للحديد يريد الآن اسقاط احتكار شخص واحد لكافة
خيوط العمل الفني من
انتاج وتوزيع ودور عرض, والشعب الذي رفض وصاية بابا مبارك يرفض الآن
وصاية ماما
رقابة ويتطلع إلي عمل سينمائي متحرر من المعايير البوليسية والحسابات غير
الفنية,
ويمكن ـ مؤقتا ـ استبدال جهاز الرقابة الديناصوري بلجنة تضم
نخبة من كبار المثقفين
لتقييم الفيلم قبل طرحه في دور العرض.
الأهرام اليومي في
23/03/2011
فنانون أردنيون ضد 'التآمر على الفن والإبداع
الأردني'
ميدل ايست أونلاين/ عمان
دعوة لانشاء صندوق لدعم الفنان الاردني في مجالات الدراما
والموسيقى والغناء، والارتقاء بالدراما الأردنية لتنافس مثيلاتها
في العالم العربي.
طالب مثقفون وفنانون اردنيون بتوفير الظروف الملائمة لايجاد ابداع اردني
قادر على تجسيد البيئة والشخصية الاردنية والوصول بها الى مكانة لائقة في
المشهد الابداعي الانساني.
ولفت عدد من رؤساء النقابات والراوبط الثقافية والفنية الى مجموعة من
المطالب التي يجري الحوار حولها مع لجان حكومية خاصة مع ما اوردته الرسالة
الملكية الى رئيس الوزراء الدكتور معروف البخيت التي دعت الى تلبية مطالب
ودعم حقوق المبدعين الاردنيين.
وقال رئيس رابطة الكتاب الاردنيين القاص سعود قبيلات ان الكتاب والفنانين
يشكلون مكونا رئيسا من صناع الرأي ولديهم همومهم الاساسية التي لا تنفصل عن
هموم المجتمع ولذلك فهم معنيون بدرجة كبيرة في الوصول الى اصلاح سياسي
حقيقي وكامل يفضي الى حراك ديمقراطي نموذجي .
واضاف انه من الضروري توفير امكانيات الدعم للمشروعات الثقافية التي تعمل
على تحفيز وتنشيط الابداع.
ورأى ان للكتاب الاردنيين مطالب وتطلعات سبق ان جرى الحوار فيها مع العديد
من الحكومات الاردنية المتعاقبة وشكلت لجان لهذا الغرض حيث تمت الاستجابة
لعدد منها ومازال هناك من المطالب التي يجري الحديث فيها مع لجنة مكونة من
خمسة وزراء شكلت اخيرا للحوار مع رؤساء النقابات المهنية.
ويأمل قبيلات ان يجري تلبية تطلعات وامال المثقفين الاردنيين هذه المرة على
ارض الواقع بعيدا عن دائرة الوعود والتمنيات.
نقيب الفنانين الاردنيين حسين الخطيب قال "اننا لا نستغرب ان تتوافق
توجيهات الملك عبد الله الثاني مع الفنانين وهمومهم بعد ان نعينا الفن
الاردني في الاحتفال بيوم الفنان الاردني ، فما طرحه جلالة الملك جزء من
مكارمه تجاه المثقفين والفنانين الذين يسعون دائما الى نقل الصورة الحضارية
الى العالم".
واضاف انه "بعد انتظار طويل وعسير، احتفلنا بيوم الفنان الأردني مع الموت
وبين أحضانه خاصة ونحن نقف على مشارف يوم المسرح العالمي الذي يحتفل به
العالم في كل عام بالكلمة الحرة، لذلك لم تكن مطالبنا بعيدة عن الواقع الذي
يعيشه الفنان الاردني المليء بالإحباط والسوداوية والانكسارات".
ودعى المؤسسات المعنية وبالذات وزارة الثقافة ومؤسسة الاذاعة والتلفزيون
الى التفاعل مع ما طرحه الملك والتعامل مع الفنانين وقضاياهم بكل جدية وضمن
المهام الموكولة اليها حتى يأخذ الفن الاردني دوره في الحياة ويشارك في
عملية التنمية.
واكد الخطيب اهمية الاخذ بكل جدية بمطالب الفنانين واهمها انشاء صندوق لدعم
الفنان الاردني سواء في مجالات الدراما او الموسيقى او الغناء تشرف عليه
لجنة متخصصة من مختلف المعنيين بهدف دعم الدراما الاردنية والفن الاردني
ضمن اسس متوازنة وعادلة "خاصة اننا في هذه الفترة مقبلون على شهر رمضان
المبارك حيث تتزاحم الشاشات العربية على استقطاب المسلسلات العربية اذ يمكن
ان يكون لنا حيز ضمن برامجها".
وأضاف "علينا ان لا نكون مكتوفي الايدي خلال الفترة المقبلة خاصة ان الفن
الاردني الذي هو جزء من الكبرياء الوطني له الاسبقية في الوجود على الشاشات
العربية وبالذات في حقبة الثمانينيات من القرن الماضي".
وطالب الجهات المعنية ايضا بشمول نحو مئتي فنان من العاملين في المؤسسات
الحكومية بعلاوة المهنة اضافة الى شمولهم بالتأمين الصحي من الدرجة الاولى
ومنح السكن الملائم وتقديم الامتيازات الضرورية لهم في اطار من الحس
بالمسؤولية الوطنية عند أصحاب القرار الثقافي الذين لا يتوجعون لتراجع دور
الأردن الإبداعي والفني والثقافي على مساحة العالم العربي.
واضاف "شاهدنا قبل أيام موت الدراما الأردنية والموسيقى الأردنية والمسرح
الأردني بسبب غياب الاهتمام الرسمي الحقيقي".
ودعى الفنانين والمبدعين والمثقفين الى وقفة صارمة في وجه التآمر على الفن
والإبداع الأردني من اجل إلغاء الهوية وطمس معالم الإبداع والفن في الأردن،
مؤكدا ان الفنانين سيستمرون في إعلاء صوتهم والوقوف "في وجه كل من يحاول
تهميشنا وإلغاءنا وموتنا، وسنظل نصرخ بالكلمات نخطها بدمنا من أجل الوطن
الذي يسكن فينا لكنهم أبواْ أن نسكن فيه".(بترا)
الأهرام اليومي في
23/03/2011 |