قدمت السينما العالمية وعبر تاريخها الطويل مئات الأفلام الرومانسية
والعاطفية، وشاهد جمهورها العريض أجمل قصص الحب في أفلام لعب بطولتها نجوم
عالميون حققوا شعبية كبيرة.
كثيرون يتساءلون ما هو أجمل فيلم قدم قصة حب على الشاشة العالمية عبر
التاريخ، وكان الجواب من خبراء في السينما العالمية درسوا مئات الأفلام
التي قدمت على مدى سنوات طويلة، وخرجوا بقائمة تضم قرابة خمسة وعشرين فيلما
تعد الأفضل حسب آرائهم.
ونحاول هنا تسليط الضوء على بعض الأفلام التي تضمنتها القائمة.
{حين التقى هاري بسالي} فيلم أميركي يتابع على مدى اثني عشر عاماً لقاءات
متعددة وعلاقة غريبة بين شاب وصبية بدأت بلقاء أثناء رحلة مشتركة إلى
نيويورك، تخرجا في جامعة شيكاغو ولم يسبق لهما أن التقيا، لكن حاجة كل
منهما لرفيق يؤنسه أثناء الرحلة جمعت بينهما، وتتوالى بعد ذلك لقاءات
الصدفة والمناقشات التي تكشف كم هما مختلفان في كل شيء تقريباً.
يطرح الفيلم ذلك السؤال الأزلي: هل يمكن لرجل وامرأة أن يكونا مجرد صديقين
لا أكثر، ويقدم الفيلم نماذج وأفكاراً عن الحب الذي أصبح جزءاً من مفهوم
الحياة.
رحلة مشتركة
تبدأ أحداث الفيلم أثناء الرحلة المشتركة إلى نيويورك والتي قام بها هاري
بيرنز، الذي قام بدوره بيلي كريستال وسالي أولبرايت (ميغ رايان). هو يخطط
لبدء العمل في مؤسسة كبيرة أما سالي فتعتزم الالتحاق بكلية الصحافة. وتشاء
الصدف أن يكون هاري على علاقة عابرة مع أماندا صديقة سالي.
وطوال مناقشات أثناء الرحلة تمسك هاري بوجهة نظره القائلة باستحالة وجود
علاقة صداقة خالصة بين رجل وامرأة، لأن الجنس لا بد أن يكون جزءاً من
العلاقة حتى ولو لم تكن المرأة تتمتع بالجمال والجاذبية. وبالطبع تتمسك
سالي بموقفها الرافض لهذه الأفكار.
ثورة سالي
أثناء توقف في الطريق لتناول وجبة سريعة في أحد المطاعم تثور سالي حين يقول
لها انها جذابة وتعتبر كلماته محاولة بأسلوب غير مباشر لاستمالتها والوصول
إليها. وحين الوصول إلى نيويورك يفترقان لأن أفكارهما لا يمكن أن تلتقي.
بعد خمس سنوات يلتقيان بالصدفة في مطار نيويورك ويكتشفان بالصدفة أيضاً
أنهما في طائرة واحدة. تكون سالي على علاقة مع شاب يدعى جو وهو صديق لهاري
الذي يكون بدوره قد خطب صبية تدعى هيلين.
هنا يقترح هاري أن يلتقي الأربعة كأصدقاء ويجد نفسه مضطراً لتطوير نظريته
السابقة عن استحالة اقتصار العلاقة بين رجل وامرأة على الصداقة فقط. يحاول
من دون جدوى أن يجد مبررات واستثناءات لنظريته. يفترق الأربعة وكل اثنين في
طريق.
قهوة وأحاديث
بعد خمس سنوات أخرى يلتقي هاري وسالي في محل لبيع الكتب. يتناولان القهوة
معاً ويتحدث كل منهما عن العلاقات التي ارتبط بها في السنوات الماضية. وبعد
القهوة سارا معاً. تحدثا مجدداً وقررا هذه المرة أن يكونا صديقين.
تكررت اللقاءات والاتصالات الهاتفية في ساعات متأخرة من الليل وتشعبت
الأحاديث عن العلاقات التي عاشها كل منهما والتي أكدت مراراً وتكراراً كم
هما مختلفان حول الصداقة والجنس.
وفي ليلة اتصلت سالي بهاري باكية بعد أن علمت أن صديقها السابق قد تزوج
سكرتيرته. جاءها هاري لمواساتها وأمضى الليلة معها لكنه غادر في الصباح
بطريقة غير ملائمة مما أغضب سالي، فانقطعت الاتصالات بينهما ثلاثة أسابيع.
حاول هاري إصلاح الأمر لكنه لم ينجح.
في حفلة رأس السنة تشعر سالي بالأسى والوحدة لأن هاري ليس إلى جانبها..
ونرى هاري يمضي السهرة وحيداً.. وبينما كانت على وشك مغادرة مكان الحفل وصل
هاري ليعلن لها حبه فيتبادلان القبلات.
فكرة الفيلم
في عام 1984 التقى ثلاثة أصدقاء على الغداء في أحد مطاعم نيويورك أملاً
بتطوير فكرة عمل مشترك. الثلاثة هم المخرج روب راينر والمنتج أندي شينمن
والكاتبة نورا إيفرون.. طرح المخرج أكثر من فكرة لكن أياً منها لم تحظ
بموافقة المنتج. وفي اجتماع ثان على الغداء في المطعم ذاته راح المخرج
والمنتج يرويان تفاصيل عن حياتهما الخاصة بعد الطلاق عن العلاقات «الكارثية
والمربكة» التي أقامها كل منهما خلال السنوات الأخيرة.
وفي إطار الحديث المشترك قال المخرج انه كثيراً ما فكر بتنفيذ عمل سينمائي
عن رجل وامرأة يرتبطان بعلاقة صداقة أقوى من الجنس، إيماناً منهما بأن
الجنس يدمر هذه الصداقة.. لكنهما مع ذلك يمارسانه في النهاية لأنه جزء من
الحياة كما يقولان، وعلى الفور لقيت الفكرة موافقة سريعة من المنتج ومن
الكاتبة على حد سواء.
بعد ذلك الغداء، باشرت نورا سلسلة جلسات مع المخرج ومع المنتج ليروي كل
منهما كل ما يستطيع أن يتذكر من تفاصيل عن تجاربه لمساعدتها على تكوين
موضوع مشوق للفيلم المزمع تحقيقه.
جمع الشخصيات
ومن خلال تجارب الاثنين تمكنت من جمع شخصية هاري المكتئب والمتشائم، لكنه
في الوقت نفسه صاحب الأفكار المرحة أحياناً.
أما شخصية سالي فقد تم جمعها من التجارب الشخصية لكاتبة قصة الفيلم
وبالاستعانة بتجارب العديد من صديقاتها أيضاً.
لم تعط الكاتبة كل اهتمامها لفكرة هذا الفيلم، بل أمضت قرابة عامين وأكثر
وهي ترسم شخصيات القصة. وفي الوقت نفسه انتهت من كتابة قصتين لفيلمين تم
إنتاجهما في هاتين السنتين.
هاري أكثر مرحا
هنا دخل الممثل خفيف الظل بيلي كريستال على خط القصة التي كانت الكاتبة قد
أوشكت على الانتهاء من كتابتها بعنوان: شاب يلتقي صبية. اقترح عدة تغييرات
على شخصية هاري فجعله أكثر ظرفاً ومرحاً. وللعلم فهذا الممثل يرتبط بصداقة
قوية مع المخرج راينر.
وفي الوقت الذي لم تكن نورا راغبة في الكتابة، كانت تخرج إلى الشوارع وإلى
أماكن التجمع تسأل الناس العاديين عن مشاعرهم تجاه الصداقة والحب والجنس.
تصور تلك المقابلات السريعة التي استخدمتها بذكاء كفواصل بين فقرات الفيلم
وأحداثه وفي نهايته.
بالطبع.. فقد أعاد المخرج تصوير هذه الفقرات مستعيناً بممثلين محترفين، لكن
مع الحفاظ على النص كما ورد على ألسنة الناس العاديين وهم يتحدثون عن
اللقاء الأول وما بعده.
قبل أن يستقر الرأي على اسم الفيلم اقترحت الكاتبة تغييره ليصبح: كيف
التقيا؟ وفي هذه الأثناء طلب المخرج من الأصدقاء والمعارف اقتراح اسم
للفيلم وخصص جائزة «صندوق شمبانيا فاخرة» لصاحب اقتراح الاسم الفائز.
مناقشات ساخنة
حسب القصة التي كتبتها نورا إيفرون، تنتهي الأحداث بأن يكتفي هاري وسالي
بالصداقة وحدها تجمع بينهما لأن هذه النهاية تتطابق مع مغزى القصة، لكن
المخرج والكاتبة رأيا في وقت لاحق أن القصة ستكون أقرب إلى المنطق إذا
انتهت بزواج الصديقين مع اعترافهما بأن مثل هذه النهاية تتعارض مع الفكرة
الرئيسية للقصة.
وأثناء المناقشات التي اتسمت بالسخونة والحدة في أحيان كثيرة قبيل بدء
التصوير، راحت ميغ رايان تدافع عن فكرة الصداقة الخالصة بين المرأة والرجل
فقالت ان لديها الكثير من الأصدقاء الذين يؤمنون مثلها بأن الصداقة شيء
والجنس شيء آخر مختلف تماماً. فالصداقة يمكن أن تعيش وتنمو من دون جنس
تماماً مثل الجنس الذي يمكن أن يعيش من دون صداقة.
هنا تدخل كريستال في النقاش قائلاً انه أكثر تفاؤلاً من هاري الذي يمثل
شخصيته في الفيلم لأن الفصل بين الصداقة والجنس مسألة صعبة، فالرجال- حسب
قوله- يتصرفون كما الكلاب الضالة خارج السوبر ماركت.. وقال: أنا شخصياً لدي
علاقات أفلاطونية مع بعض الصديقات لكني بصراحة لا أعتبرهن من بين أفضل
الصديقات!
عروض محدودة
حرصت الشركة المنتجة على عرض الفيلم في البداية داخل عدد محدود من دور
السينما (41 داراً فقط) لمعرفة ردود أفعال النقاد، خاصة أن العرض تزامن مع
عرض اثنين من أكثر الأفلام شهرة في ذلك الوقت وهما: إنديانا جونز.. والرجل
الوطواط (باتمان)، حقق الفيلم في أسبوعه الأول مليون دولار.. لكن بعد زيادة
دور العرض لتصبح 1174 بلغت العائدات اثنين وتسعين مليوناً وثمانمائة ألف
دولار في الولايات المتحدة وحدها، مع أن ميزانيته لم تتجاوز ستة عشر
مليوناً.
وقد حظي الفيلم بتقدير عال من جانب معظم النقاد الفنيين، باعتباره واحداً
من أعظم الأفلام التي جمعت بين الحب والكوميديا، بل ان أحد النقاد أطلق على
روب راينر وصف أفضل مخرج للكوميديا.. وشبه آخر ميغ رايان بالممثلة العملاقة
الراحلة ميلاني غريفيث.
جوائز
حصد الفيلم العديد من الجوائز.. فقد رشحت الكاتبة إيفرون لجائزة الأوسكار.
كما حصلت على جائزة جمعية كتاب السينما في الولايات المتحدة.. وجائزة
الأكاديمية البريطانية للسينما.
ورشح الفيلم لخمس من جوائز الغولدن غلوب.. أفضل فيلم كوميدي.. راينر أفضل
مخرج.. كريستال أفضل ممثل.. رايان أفضل ممثلة.. نورا إيفرون أفضل كاتبة
سينمائية.
وفي القائمة التي تصدرها جمعية أصدقاء السينما في الولايات المتحدة تحت
عنوان أفضل 100 فيلم كوميدي في 100 عام.. جاء فيلم «هاري حين التقى سالي في
المركز 23.. أما مجلة «إنترتينمنت ويكلي» فقد اختارته بين أفضل عشرة أفلام
كوميدية انتجت حتى الآن.
وفي عام 2008 أصدر معهد السينما في الولايات المتحدة قائمة بأفضل عشرة
أفلام في عشرة مجالات مختلفة، فجاء في المركز السادس بين أفضل الأفلام
الرومنسية والكوميدية.
القبس الكويتية في
21/03/2011
افتتاح الدورة
السابعة لتظاهرة «شاشات الواقع» اليوم بفيلم لغونزاليس
سحر الفضاء المرتفع
عن قسوة الدكتاتور
نديم جرجورة
تُفتتح الدورة السابعة
لتظاهرة «شاشات الواقع» الثامنة مساء اليوم، بعرض «حنين إلى الضوء» للمخرج
التشيلي
باتريسيو غونزاليس، في صالة سينما «متروبوليس» في «أمبير صوفيل» (الأشرفية).
هذه
التظاهرة، المستمرّة لغاية 27 آذار الجاري، من مشاريع «البعثة الثقافية
الفرنسية في
لبنان»، تمّ تنظيمها بمشاركة «جمعية متروبوليس»، وبالتعاون مع «دوك ميد»
و»سينما
الواقع» و»فوتوكينو»، وبمشاركة «مهرجان الفيلم الوثائقي في مرسيليا». هنا،
تعليق
نقدي على فيلم الافتتاح:
إنه مزيج بصري ودرامي صادم: مزيج علم الفضاء والذاكرة
الدموية لبلد مقيم في ألم الماضي، وسعي
الحاضر إلى فهم دلالات المستقبل. الفضاء
مفتوح على الكون. الذاكرة منغلقة على العنف والفقدان. لكن الفضاء نفسه
مشحون بتلك
القدرة السرّية والساحرة على تقديم أجوبة جمّة عن الأسئلة المعلّقة في
الذاكرة.
والذاكرة نفسها متوهّجة الحضور في الجغرافيا، كتوهّج الحاضر في ثنايا الروح
الفردية
والإحساس الجماعي بمسؤولية نبش الماضي، عبر نبش الأرض، منعاً لاغتيال
الذكرى،
كاغتيال الناس وتغييب جثثهم. ثم إن التداخل البصري بين علم الفضاء والتاريخ
المشبع
بالقصص التي لا تنتهي عن أناس مفقودين وبقايا جثث في قبور جماعية، وحماسة
أناس
مشغولين بكشف الماضي وخباياه، عبر التنقيب الدائم عن مصائر المفقودين؛ هذا
التداخل
البصري الممتد على تسعين دقيقة، شكّل تمريناً في آلية الاشتغال الوثائقي
الحديث، في
مقاربة الذاتيّ والعام معاً.
في فيلمه الوثائقي الأخير، المعنون بـ»حنين إلى
الضوء» (أفضل فيلم وثائقي في «مهرجان أبو
ظبي السينمائي» في دورة العام 2010)، مزج
المخرج التشيلي باتريسيو غونزاليس (مواليد سانتياغو، 11 آب 1941) سحر
الفضاء ونجومه
وآلات التواصل معه، بقسوة الفقدان المتعلّق بأناس غيّبهم حكم الديكتاتور
السابق
أوغوستينو بينوشيه. وبين هذا السحر وتلك القسوة، بدا الفيلم قراءة بصرية
ممتدة من
عمق التاريخ، المتمثّل بحيوية الأرض المسمّاة «صحراء أتاكاما» في منح
المغامرين
وعشّاق الفضاء متعة الإقامة على ارتفاع ثلاثة آلاف متر بحثاً في شؤون الكون
وشجونه،
إلى رحابة الراهن في احتضانه هذا الكمّ الهائل من الخبريات والتفاصيل
المخبّأة هنا
وهناك. وإذا امتدّ أفق الفضاء إلى الأبعد من المتوقّع، في إزالة المسافات
الشاسعة
بين جغرافيا الأرض والكون اللامتناهي، فإن الجغرافيا نفسها مفتوحة على قسوة
العيش
وجنون الحياة، تحت مظلّة الكون اللامتناهي، أو على التماس الملتبس معه. ذلك
أن
الجغرافيا تلك ابتلعت أناساً قادهم الديكتاتور إلى حتفهم، وضمّت مغامرين
سعوا إلى
متعة النظر في المجهول والغامض، قبل أن يُدفنوا في البقعة التي منحتهم أجمل
اللحظات
والمشاهد والملذّات.
جرح التاريخ
بهذا المعنى، انفتح «حنينٌ إلى الضوء» على
جرح التاريخ القريب، والنسق القديم للحياة
داخل أروقة العلم والمعتقلات والهوس
بالخروج من زنازين القتل إلى ذاك الفضاء
الرحب والبديع. بهذا المعنى، وازن «حنين
إلى الضوء» بين العلم والسعي الحثيث إلى مزيد من المعرفة من جهة أولى،
وباطن الأرض
الشاهدة على مسارات الناس ومصائرهم من جهة ثانية، والاختلاط الإنساني
والنفسي
والروحي بين ضيق المساحة في الزنازين واتّساع الحرية (أو الشعور بها على
الأقلّ)
المتمثّلة باتّساع الفضاء ولانهائيته.
أي أن باتريسيو غونزاليس جعل عشق الفضاء
والغرق فيه عبر مناظير ضخمة مفتاحاً لولوج
التاريخين القديم والحديث، بحثاً في
بواطن الجغرافيا عمن فُقد وتعذب وأهين، من
خلال التنقيب الفردي لمجموعة من النساء
تحديداً في تلك البواطن، لعلّ انكشاف
الحقائق يحيلهنّ إلى نوع من راحة وسكينة.
السياسي والعلمي صنوان متكاملان بلغة سينمائية باهرة، جعلها غونزاليس درباً
إلى فهم
الدلالات الطبيعية والمفارقات السياسية والأسئلة الإنسانية والأخلاقية،
المفتوحة
كلّها على معاني الحياة والموت.
كلامٌ كثير قيل في سياق الفيلم. أناس سردوا
حكاياتهم المتفرّقة. أمسك الراوي خيوط
اللعبة الدرامية والقصصية ببراعة قائد مدرك
حساسية الحكاية وأهميتها. قال الراوي إن تشيلي بدت، في لحظة تاريخية ما،
معزولة عن
العالم. مَزْجُ علم الفضاء بالواقع المعيشي مستلّ من هنا: المناظير الضخمة
جعلت
تشيلي، المنعزلة عن العالم، مفتوحة على ما هو أوسع. هذا تأكيد على جمالية
اختيار
الفضاء والسياسة: السجناء مثلاً تلقّوا دروساً في علم الفضاء، فباتوا أكثر
شعوراً
بالحرية داخل زنازينهم. أما بعض الذين فقدوا أحبّة، فقال إن لديه شعوراً
بوجود من
فَقَدوهم في ذاك الفضاء الشاسع. وفي خضمّ هذا كلّه، استعاد غونزاليس لقطات
مصوّرة
بالأسود والأبيض عن مظاهرات قديمة، رُفعت فيها يافطات ذكرت إحداها أن ما
جرى في تلك
الحقبة الدموية لم يكن حرباً بل مجزرة.
إنه تداخل بديع بين أمور شتّى، شغلت بال
الناس وهواجسهم زمناً طويلاً.
البرنامج
الثلاثاء 22/ 3: «الطوفان» لعمر
أميرالاي (8 مساء) و»كليفلاند في مقابل وول
ستريت» لجان استفان برون (10 ليلاً).
الأربعاء 23/ 3: «اليوم الجميل» لتشن يانغ و»دبي فيّ»
لكريستيان فون بوريس (8
مساء)، و»48» لسوزانا دو سوسا (10 ليلاً).
الخميس 24/ 3: «باندور» لفيرجيل فيرجييه
وميكايل بيرغر، «هستيريا» لتوماس فورهابتر (8 ليلاً) و»تمّت خدمتكم» لخورخي
ليون (10
ليلاً). الجمعة 25/ 3: «زلال» لماريان خوري، بحضورها (8 مساء) و»هذه ليست
سوى
بداية» لجان بيار بوزّي وبيار باروجييه (10 ليلاً). السبت 26/ 3: «حفلة
خاصّة
بالأطفال تُعرض فيها أفلام قصيرة لـ»فوتوكينو» (4 بعد الظهر)، و»الأئمة
يذهبون إلى
المدرسة» لكوثر بن هانيا، بحضورها (8 مساء)، و»حلول محلية لفوضى كلّية»
لكولين
سيرّو (10 ليلاً). الأحد 27/ 3: احتفال بعمر أميرلاي: مختارات من أفلامه
ومداخلات (6
مساء، بناء على بطاقات دعوة خاصّة) و»هناك أشياء كثيرة يُمكن للمرء أن
يقولها»،
بحضور منتجة الفيلم السورية هالا عبدالله (9 مساء).
السفير اللبنانية في
21/03/2011
يخوض أولى تجاربه
الإخراجية عبر «طعم الليمون»
نضال سيجري: الإخراج
ليس بديلاً عن التمثيل
ماهر
منصور/ دمشق
:
«هو
الحب
وهاجس أن تقدّم ما يليق بعقل المشاهد وروحه..» بتلك العبارة يبرر الفنان
نضال سيجري
خوضه لأولى تجاربه الإخراجية عبر الفيلم التلفزيوني «طعم
الليمون» عن نص للفنان
رافي وهبي، وإنتاج «المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني» في سوريا.
ويوضح بطل «ضيعة ضايعة» في حواره مع «السفير» إن «الإخراج التلفزيوني، كما
الإخراج المسرحي بالنسبة لي، هو تلبية لهواجس لا تهدأ في بالي،
تلح عليّ للبحث عن
أفق جديد في مجال العمل الفني. يُتاح لي فيه قول ما لا يمكنني قوله كممثل».
ويشير
إلى أن «التوجّه نحو الإخراج لن يكون بديلاً عن التمثيل، الذي أعيشه كحالة
حب، وما
الإخراج إلا تنويعات على مقام الحب ذاته، بمعنى أنه مجال ينطلق مما راكمته
في
مجالات المسرح والتلفزيون والسينما».
أما لماذا الإخراج للتلفزيون اليوم، بعد
سنوات عدة من العمل في الإخراج المسرحي والتمثيل؟ يجيب سيجري: «ذلك القرار
لطالما
كان مرتبطاً بنص مناسب ينطوي على مقولة تحتاج لقولها بصوت عال وبشكل لائق،
وهو ما
توافر اليوم في الفيلم التلفزيوني «طعم الليمون». ولن أتردّد
بتكرار التجربة
الإخراجية هذه إذا ما توافر نص ملائم يحمل أفكاراً جديدة، أو يمكن أن أقدم
عبرها ما
هو جديد».
يروي «طعم الليمون» حكاية حب بريئة تجمع الطفلة «يافا» الفلسطينية مع
الطفل السوري «فارس»، بعد أن يجمع بين قلبيهما ما يتقاسمانه مع
الرفاق من سكاكر
بطعم الليمون.. وحكاية الحب الطفولي تلك ستفتح بدورها الباب مشرعاً على
حكايات
أخرى، أبرزها حكاية عائلة الطفلة «يافا». وهي جزء من قصة اللجوء الفلسطيني،
الى
جانب قصص أخرى عن أناس بسطاء أبعدتهم الظروف السياسية عن
أوطانهم ليجمعهم بيت واحد
في حي دمشقي. فنجد فيه عائلة فلسطينية، تسكن إلى جوار عائلة عراقية وأخرى
لبنانية،
ورابعة من الجولان بالإضافة إلى آخرين من مناطق متفرقة في سورية. وما
جمعتهم جدران
البيت الكبير معاً. يأتي خبر مجيء النجمة الأميركية انجلينا جولي وصديقها
النجم
براد بيت إلى سوريا لزيارة اللاجئين العراقيين، والتحضير
لاستقبالهما، ليجمعهم
مجدداً في مكان واحد، يصير فيه انتظار مجيء جولي وبيت مناخاً خصباً لسرد
الحكايات..
فكرة الفيلم التلفزيوني، بحسب سيجري، هي للفنان حاتم علي، فيما سيقوم
المخرج
الليث حجو بمهمة التعاون الفني الإخراجي في الفيلم. ومن
الممثلين المشاركين
الفنانون: أمل عرفة، جواد الشكرجي، نادرة عمران، حسن عويتي، فايز قزق، محمد
آل رشي،
هاشم غزال، رافي وهبي، خالد القيش، إيمان جابر، عبد الرحمن أبو القاسم،
جمال العلي،
والطفلان يافا وفارس.
وبينما بوشر يوم الأربعاء الفائت بتصوير أولى مشاهد «طعم
الليمون»، لا يخفي سيجري قلقه من المشروع، ولكنه يعتبره «قلقا
طبيعياً مرده الحرص
على الخروج بنتيجة تحترم تفكير المشاهد، وهو يوازي حجم مساحة الحب الذي
تجمعني به.
لذلك أجدني أقف على كل تفاصيل الفيلم من
دون أن أترك أياً منها للصدفة. ولا أدعي
أني أعرف، وإنما أنا أبحث وأجرب وأكتشف وأتعلم..».
وعن تعاونه الفني مع الليث
حجو، يقول سيجري: «سيكون مشروع تعاون فني متبادل. فأنا أيضاً سأقوم بمهمة
التعاون
الفني معه في مسلسله الجديد «الخربة». وهذا التعاون سيأخذ شكل الاستشارة في
جميع
تفاصيل الإخراج، للوصول إلى النتيجة الأفضل». ويضيف: «العمل
الفني هو عمل جماعي،
وقد خضت هذا النوع من العمل كثيراً في المسرح، وكانت النتائج مرضية غالباً.
وأريد
أن أنقل هذه التجربة الجماعية إلى التلفزيون». معتبراً أن «الكل مهم في
مكانه والكل
شركاء في النتائج من فنيين وفنانين وإنتاج وخدمات..».
وعن جديده على صعيد
التمثيل، يلفت سيجري إلى أنه الى جانب «طعم الليمون»، و«الخربة»، لن يتوانى
عن
تجسيد أي شخصية تغريه في أي من العروض التمثيلية التي يتلقاها
اليوم، إن سمح له
الوقت بذلك.
السفير اللبنانية في
21/03/2011
الفخراني يبكي في
تكريم أمهات الشهداء وآثار الحكيم تطالب
بمحاسبة المجرمين
محمد
حسن/ القاهرة
:
بكى
الفنان يحيى الفخراني على المسرح بعد مصافحته لأسر الشهداء، أثناء حفل
تكريم أسر
وأمهات الشهداء الذي أقامه «المركز الكاثوليكي» مساء أمس
الأول. وأبدى أسفه لعدم
مشاركته في «ثورة 25 يناير»، وقال إنه يتابع ما فعله الشباب لحظة بلحظة من
خلال
شاشات التلفزيون.
نقلت قنوات «دريم» و«روتانا» و«نايل سينما» والقناة الأولى
المصرية وقائع تكريم سبع أسر لشهداء من «ثورة 25 يناير»، وعدد
من الإعلاميين وسيدات
الأعمال والفنانين احتفالاً بعيد الأم. من بينهم الفنانة آثار الحكيم،
وسهير
المرشدي، وبوسي، وليلى طاهر، وخيرية أحمد، ونهال عنبر ودرية شرف الدين. كما
شهد
الحفل تكريم كل من الدكتورة نادية مكرم عبيد، والناقدة ماجدة
موريس، وسيدتي الأعمال
هبة الله حسن، وماري جورجيت.
بدأ الحفل بالوقوف لمدة دقيقتين حداداً على أرواح
الشهداء. وتمت تلاوة الفاتحة وآيات من الكتاب المقدس. ثم القى الأب بطرس
دانيال
مدير المركز كلمة، وبدأ بعدها تكريم أسر الشهداء أحمد بسيوني (فنان
تشكيلي)، ومحمد
البطران (لواء شرطة)، وطارق نور (رائد شرطة)، وأحمد محمود
(صحافي)، ومايكل وصفي،
وجرجس لمعي، وأحمد عبد الرحيم السيد.
وطالبت آثار الحكيم في كلمة ألقتها بتعقب
المجرمين، الذين أطلقوا الرصاص الحي على المتظاهرين. وقالت سهير المرشدي
إنها سعيدة
بتكريمها، ليس لأنها فنانة بل لأنها أخت لبطل استشهد في «حرب 73».
وأضافت: «مصر
لا تبخل يوماً في التضحية بدماء أبنائها من أجل الحرية، رغم أن ثمنها غالٍ
جداً».
وقالت درية شرف الدين إنها حرصت على الحضور، ليس من أجل تكريمها وإنما من
أجل
أن تشارك في تكريم أمهات وزوجات الشهداء، لأنهن أولى وأحق بالتكريم.
واختتم
الحفل بالتقاط عدد من الصور التذكارية مع أسر الشهداء والفنانات الموجودات.
ثم أجرت
القنوات الفضائية الموجودة عدداً من اللقاءات التلفزيونية مع أسر الشهداء
والفنانين
والإعلاميين المشاركين.
السفير اللبنانية في
21/03/2011 |