الجمال لن يكون بديلاً عن المعاهد الأكاديمية المتخصصة في الفن، ولكن لا
أحد ينكر أنه أصبح بداية مهمة تعبر منها كثيرات من الجميلات إلى الفن . .
سينما ومسرحاً وتلفزيوناً، أحدث هؤلاء الجميلات اللبنانية لاميتا فرنجية،
التي قدمت مؤخراً تجربتين للسينما المصرية “محترم إلا ربع”، و”365 يوم
سعادة”.
لاميتا أكدت أنها لا تعتمد على جمالها، بل تراهن على موهبتها، فهي كما تقول
“دلوعة” في الفن فقط وليس في الحياة، التقينا لاميتا في حوار خاص حول الفن
والجمال .
·
في البداية كيف جاء ترشيحك
لبطولة فيلم “محترم إلا ربع” مع محمد رجب؟
- من خلال المنتج أحمد السبكي حيث قدمت معه من قبل فيلم “حد سامع حاجة”
لرامز جلال، وإخراج سامح عبدالعزيز الذي رشحني لبطولة هذا الفيلم وحمسني
على المجيء إلى القاهرة، حيث كان يتابعني في المسلسل البدوي “جمر الغضب” .
·
كيف تصفين تجربتك الثانية
سينمائياً في “موسم الكبار” مع عادل إمام وأحمد حلمي وأحمد السقا؟
- راضية جداً، لأنني دخلت منطقة مختلفة في قلوب الناس، وأحبتني شريحة
مختلفة غير التي أحبتني في تجربتي الأولى “حد سامع حاجة”، وأعتقد أنه لولا
الأحداث التي مرت بها مصر مؤخراً وقيام ثورة يناير، لكان من الممكن أن تقفز
إيرادات الفيلم بشكل كبير .
·
قلت إن أحمد السبكي هو الذي رشحك
للبطولة فكيف استقبل بطل الفيلم هذا الترشيح؟
- في الحقيقة لم يكن يعرفني في البداية لكن حينما رآني أبدى إعجابه بي وأيد
“السبكي” في رأيه، كما أنني طلبت منه إحضار كلD
.V .D
لأفلامه السابقة من أجل البحث عن منطقة مختلفة لم تدخلها بطلة من
بطلات أفلامه .
·
أي أفلام أعجبتك؟
- “كلاشينكوف” أعجبني جداً، ومحمد رجب فنان متميز لديه قدرات هائلة، ليس
فقط على مستوى الحركة و”الأكشن” ولكن قدراته كممثل متميزة .
·
وماذا عن فيلم “365 يوم سعادة”
لأحمد عز؟
- أنتظر عرض هذا الفيلم بفارغ الصبر، لأنني أشعر بأنه سينقلني نقلة مختلفة
إلى السينما، لذلك أتمنى أن يعم مصر إن شاء الله الاستقرار وكل الدول
العربية، لننعم جميعاً بالحرية والديمقراطية والعدالة.
·
ماذا عن دورك فيه؟
- لا أستطع الخوض في تفاصيل الدور لكن الذي رشحني لبطولته المنتج محمد
ياسين وكذلك المخرج سعيد الماروق، كما أنني أعرف عز من قبل لأنني عملت معه
إعلانات عدة .
·
لكن يقولون إن دورك يشبه إلى حد
كبير دور شويكار في فيلم “الزوجة 13”؟
- إطلاقاً لأن دوري له نمط خاص ويشبه إلى حد كبير نمط سعاد حسني في خفة
دمها وأنوثتها، لذا فهو بعيد تماماً عن دور شويكار في “الزوجة 13” .
·
هل مقصود أن تكون بدايتك من خلال
أفلام كوميدية؟
- إطلاقاً لأنها مصادفة بحتة تماماً، لكن هذا لا يمنع أنني أحب الكوميديا
فأنا كمشاهدة حينما أذهب إلى السينما أميل إلى دخول فيلم كوميدي، لكن أنا
كممثلة أتمنى تقديم أدوار مختلفة وعاجلاً أو آجلاً هذا سيحدث .
·
بعد هند صبري في “مذكرات
مراهقة”، جرت شائعة بأن الفنانات العربيات يشاركن في أعمال الإغراء التي
ترفضها بعض الفنانات المصريات؟
- هذا ليس صحيحاً بالمرة، كما أنني مؤمنة بأنه لا يوجد إنسان يشبه آخر،
وكما قلت لك من البداية أنا أحب السينما يعني لم أدخلها، لأنني لم أجد
عملاً، المشاهد أصبح ذكياً جداً، أقصد أنه يعرف ما الصواب وما الخطأ، كما
أنني لا أحتاج إلى شهرة زائدة خاصة لأن صوري كانت تملأ المجلات وعمري 13
سنة، لكن السينما شيء أحبه وأتحدى نفسي فيها كي أثبت للعالم أنني لم أدخلها
بجمالي فقط .
·
صرحت مؤخراً بأنك كنت تكتبين
رسائل سرية إلى شريهان فما الحكاية؟
- شريهان هي أكثر فنانة تأثرت بها، وأحببت الفن من خلالها، وحينما يقول لي
أحد إنني أشبهها في الملامح أطير من الفرحة وأقوم بتمشيط شعري مثل تسريحة
شعرها، وفي طفولتي حينما كنت أغضب من أهلي أقول لهم إنني سأسافر إلى
القاهرة وأجلس عندها .
·
ومن غير شريهان تأثرتِ بها في
الفن؟
- نبيلة عبيد لأنني أشعر بأنها قدمت كل الأدوار، وكذلك نادية الجندي وطبعاً
سعاد حسني في سحر عينيها .
·
قلت إن بعض الفنانات اللبنانيات
يضعن حاجزاً بينهن وبينك، فلماذا؟
- لا أعرف . . هذا السؤال يوجه إليهن دون ذكر أسماء، فكثيرات منهن بالفعل
يضعن حاجزاً بيني وبينهن أتمنى أن يزول لأنني أحب كل الناس .
·
من بارك لك على نجاحك في السينما
المصرية من اللبنانيات؟
- ولا واحدة كأنني لم أكن موجودة، ولم أشارك في أعمال ناجحة، وأصبحت مطلوبة
بشدة في السينما المصرية .
·
ومن المصريات؟
- تقريباً كلهن لدرجة أشعر بأنني قطعت نصف المسافة بيني وبينهن .
·
يقال إنك تعيشين حالياً قصة حب
مع شاب مصري ثري جداً ينتمي إلى عائلة كبيرة؟
- هذا الكلام ليس صحيحاً بالمرة .
·
ويتردد أيضاً أنك تقيمين على
حسابه في أحد الفنادق الكبرى المطلة على النيل؟
- بغض النظر عن السؤال من أين يأتي هؤلاء الناس بمثل هذا الكلام، فأنا على
أتم استعداد لإخراج الفواتير كي تتأكد أنني أنزل في هذا الفندق على نفقتي،
كما أنني أنتظر انتهاء شقتي كي أنتقل إليها، لذا جلست تلك الأيام في
الفندق، ثم أنا بنت ناس ودلوعة في الفن لكن لست دلوعة في الحياة، فلا أقبل
أن يصرف علي رجل لا أعرفه .
·
نحن في بداية العام الجديد ،2011
هل هناك شيء تندمين عليه في سنواتك الماضية؟
- أولاً لا يوجد إنسان بلا أخطاء . لكن أكثر ما أندم عليه هو أنني تركت
شاباً لبنانياً كان يحبني بشدة من دون الخوض في تفاصيل أخرى .
الخليج الإماراتية في
19/03/2011
نقابة السينمائيين أكبر من الكرسى
بقلم: خالد محمود
ما الذى يريده السينمائيون من نقابتهم؟ هل الإطاحة بمن يجلسون على كراسى
النقيب ومجلس الإدارة واستبدالهم بشخوص آخرين هو ما سيعيد البريق للنقابة
ويوقظها من غفوتها التى امتدت سنواتا؟؟
كنا وفى كل مرة نسمع فيها ان هناك سينمائيا ثائرا ويعلن أن بحوزته افكارا
ورؤى وبرامج اصلاح وتهذيب ولكنه يحتاج الفرصة لتنفيذها وخروجها إلى النور،
وأن هذه الفرصة لن تأتى إلا وهو موجود إما على كرسى النقيب أو إحدى مقاعد
مجلس الإدارة، وبالفعل يأخذ الفرصة لكن سرعان ما تذهب الأفكار والرؤى
والأحلام فى مهب الريح، وتبدو وكأن الأفكار ولدت معطوبة، وأن الأحلام كانت
مجرد أوهام، والرؤى كانت تقتصر على مجرد أحداث زوبعه وشو.
أيها السينمائيون المنقلبون أتمنى هذه المرة من كل قلبى أن يكون من بينكم
ثوار حقيقيون يؤمنون بتغيير حقيقى، ولديهم أجندة خاصة للمشهد السينمائى
المصرى خلال المرحلة المقبلة.
وأن يشعروا أولا بأن هناك فيروسا فى قلب السينما المصريه وصناعها نال من
قيمتها وينخر فى تاريخها.
أيها السينمائيون الثوار لقد غبتم عن مشهد الإصلاح والخلاص بمحض إرادتكم،
كنتم تتعاملون مع قضايا السينما ومشاكلها على أنها لا تخصكم، كان المهم
لديكم هو أنه طالما أموركم تسير فليست هناك مشكلة، وأتحدى أن يكون هناك من
نجوم المشهد السابق أو حتى الحالى كانت تشغله أمور النقابة أو إلى مدى تسير
حركة السينما المصرية، وكيف يمكن أن يعود الفيلم المصرى الى مكانه الطبيعى
فى السوق الخارجية، وكيف نوقف زحف احتكار النجوم ودور العرض والتوزيع، كيف
نمنح أملا لصناع السينما الجدد من ممثلين ومخرجين ومؤلفين شباب، وخروج
أحلامهم التى صنعوها من جيوبهم الخاصة إلى النور.
ربما يقول البعض إن هذا ليس دور نقابة السينمائيين.. وأقول إذا لماذا كل
هذا الصراع على كراسيها؟
هل المعركة من أجل أهداف لا نعلمها؟.. إن مجلس تسيير الأعمال الجديد الذى
يقوده المخرج المخضرم محمد فاضل عليه أولا إثبات أن ثورته هو ورفاقه
الحقيقية لن تقف عند الخلاص من العوائق والشوائب القديمة التى كانت تحجب
النور عن كيان موحد للسينمائيين، بل عليه أن يعيد تصوير المشهد مرة أخرى،
ذلك المشهد الذى جلس فيه رفاقه من كبار المخرجين فى بيوتهم، والذين رفضوا
أن يتسولوا العمل، أو يتنازلوا لمسايرة لغة السوق.. هؤلاء المخرجون الذين
كان يمكنهم الثبات على تيار سينمائى مصرى قوى.. ذلك المشهد الذى ضم ايضا
مديرى تصوير ومهندسى ديكور ومنتيرين كبارا شاغلهم الوحيد الجلوس على
المقاهى ومناشدة اطلال الماضى.. المشهد الذى ترك مساحة كبيرة منه لطغاة
الانتاج والتوزيع ودور العرض،..المشهد الذى ترك ثلاثة أو أربعة أسماء
ليكونوا فرسان الشاشة ولم يتركوا متنفسا حقيقيا لأى فارس ماهر آخر.
يا ثوار النقابة الجدد إن الساحة مهيئة أمامكم بأفكار شباب المستقلين الذين
لن يفرطوا فى أحلامهم، فحوطوا عليهم وراعوهم قبل أن تيأس النوايا وتحبط
الآمال.
الشروق المصرية في
19/03/2011
ثقافات / سينما
من أفلام السيرة (4):
كالاس الى الأبد... العودة لإكتشاف الذات بدون خداع
سعد هادي
يصور فيلم (كالاس الى الأبد-2002Callas forever
/) وقائع الشهور الأخيرة من حياة ماريا كالاس أعظم مغنيات الأوبرا في العصر
الحديث، وقد ركَّز مؤلف الفيلم ومخرجه الإيطالي فرانكو زيفريللي(المولود
عام 1923 والذي عرف على نطاق واسع من خلال إخراجه لتراجيديات شكسبير: روميو
وجوليت1968، عطيل 1986، هاملت1990) على مراحل تصوير كالاس لفيلم مأخوذ عن
أوبرا كارمن الشهيرة، أفلح منتجها الأمريكي(لاري كيلي) بعد محاولات
بإقناعها على تمثيله مع إستعادة صوتها من تسجيلات قديمة لها، ويذكر أن
كالاس كانت قد توقفت عن الغناء منذ عام 1965، وإستمرت تعيش في ظلال
الملياردير أوناسيس، الرجل الوحيد الذي عشقته، وكانت لها تجربة سينمائية
وحيدة أقرب الى الفشل، مستمدة من المأساة الإغريقية (ميديا) أخرجها:
بازوليني عام 1970.
جاء الفيلم في الذكرى الخامسة والعشرين على رحيل كالاس، التي توفيت بأزمة
قلبية مفاجئة في 16آب/سبتمبر عام 1977 عن 54عاماً، وقد تم إحراق جسدها حسب
وصيتها ونثر الرماد فوق البحر المتوسط وفق الطقوس اليونانية القديمة،
تذكيراً منها بأصولها، برغم أنها ظلت طوال حياتها إنموذجا للمواطن العالمي،
تقول في مشهد من الفيلم: ليس لي وطن، عشت في إيطاليا واليونان وأمريكا،
أتظنني تعلقت بمكان أو بلد، لا أنطق أية لغة بشكل صحيح، لا اعرف من أكون،
أنا أطفو حسب. بالإضافة الى ذلك تحاول كالاس( أدت الدور ببراعة الفرنسية
فاني أرادن المولودة عام 1949وقد كانت في السن نفسه الذي توفيت عنه كالاس)
أن تعبر عن فشلها الفني، نراها في أحد المشاهد الأولى تصغي بحزن الى مقاطع
من أوبراتها القديمة وتحاول تكرارها دون جدوى، ثم تقول: لقد طوى الماضي
أعظم مغنية في العالم، وحين يقترح عليها منتجها كيلي(الممثل الإنكليزي
الأصل جيرمي آيرونز 1948) أن تغادر عزلتها وتعود للأضواء ثانية لأن جيلاً
جديداً لم يشاهدها وهي تغني تقول له: هل أتيت لتقترح عليّ طريقة أخرى
لتظهرني حمقاء، لا تكلمني عن الفرصة الثانية، وهل كانت لإيكاروس فرصة
ثانية؟ فيرد عليها: ينبغي أن نصنع له جناحين إصطناعيين، ثم يشرح لها
إمكانية تصوير أدوارها الأوبرالية القديمة مع إستخدام التكنولوجيا لإضافة
الأصوات القديمة عليها( قامت كالاس بأداء أكثر من 40 أوبرا وقد أخرج بعضها
كبار المخرجين ومنهم لوتشينو فيسكونتي)، ترفض في البداية ثم توافق على مضض،
وحين يسألها أحد الصحفيين: لماذا غيرت رأيك؟ تجيبه: لأنني إمرأة والمرأة
تغيِّر الحياة، يتم إختيار "كارمن" للبدء في المشروع، لأنها الأوبرا الأكثر
شعبية، وكذلك لأن كالاس سجلتها صوتياً فقط ولم تقم بأدائها على المسرح، وقد
كانت قد ذكرت لصحفية أمريكية مقربة منها أن أشباح شخصياتها الأوبرالية
ميديا وفيوليتا ونورما وسواها تزورها ليلاً، ثم تتوالى بعد ذلك مشاهد من
الفيلم داخل الفيلم (الذي يفترض أن يقوم بإخراجه الإسباني إستيبان غوميز
والذي يحرص على إنجاز ما يليق بسمعة كالاس ومن ذلك قيامه بإحضار راقصات
وراقصين غجر من إسبانيا حيث تجري أحداث الرواية الأساسية التي كتبها
بروسبير مريميه وألهمت الفرنسي جورج بيزيه أجمل أوبراته لتأكيد المنحى
الواقعي في الفيلم)، يتم إظهار المشاهد الأولى أثناء التصوير، ثم مشاهد
أخرى أثناء فحص صلاحيتها وأخرى أثناء مراجعة الفنيين لها، أما المشاهد
الأخيرة التي تنتهي بمقتل كارمن على يد عشيقها فتستعيدها كالاس مع نفسها
كأنها تتوقع نهايتها الوشيكة. يمكن القول هنا أن هذه المشاهد المجتزأة
والسريعة تلتزم بالشكل الكلاسيكي الحافل بالعناصر الجمالية التي تفصح عن
إعجاب زيفريللي اللامتناهي بكالاس وبصوتها الفريد، لنتذكر أنه كانت له
تجربة سابقة معها حين أخرج فيلماً عن دورها في أوبرا "توسكا" ولنتذكر من
جانب آخر أن أوبرا "كارمن" قد ظهرت مرات عدة في السينما، من ذلك الفيلم
الذي إستوحاه الإسباني كارلوس ساورا عام 1983 بأسلوبه المعروف الذي يمزج
بين الرقص والمشاهد المسرحية ويركز على إحداث تنويعات جمالية آسرة من خلال
الضوء واللون ثم الفيلم الذي أخرجه الإيطالي فرانشيسكو روزي عام 1984 برؤية
محافظة (على العكس من طليعته) تلتزم بالسياق التقليدي للأحداث مع التركيز
على جماليات الأداء الأوبرالي في إطار المشهد السينمائي.
بعد إنتهاء تصوير "كارمن" وفي ظل الإستعداد لإختيار أوبرا أخرى ليعاد
إنتاجها بالطريقة نفسها، تتوقف كالاس لتتأمل ما فعلته، تقول للصحفية
الأمريكية: إن ما فعلته نجاح أسوأ من فشل، الأمر أشبه بفاوست الذي إستعاد
شبابه كما إستعدت صوت شبابي، فترد عليها الصحفية: تعرفين فاوست لأنه شخصية
أوبرالية خيالية، فتصرخ كالاس: كارمن كانت إحتيالاً، فتجيبها الصحفية: مثل
أي إداء فني، في تلك المسرحيات ألم تقفي أمام مناظر مرسومة، وحين مثلت "ميديا"
ألم تقتلي أولادك، هل فعلت ذلك حقاً؟ يتصاعد الشك لاحقاً لدى كالاس، تبدأ
بإجراء التمارين على أوبرا "توسكا" وتبدأ كما تقول بالغوص في شخصيتها
الأخرى، تقول لمنتجها: عدت لإكتشاف روحي ولكن علي أن أعود ثانية الى كالاس
بدون خداع، كالاس كما هي الآن، وتأتي اللحظة الحاسمة، تطلب منه إتلاف ما تم
تصويره: إنه غش، تلفيق مع إن من يراه لن يدرك ذلك، هل تريد أن أختتم حياتي
بأن يقول عني الناس أنني كنت محتالة، أن أفعل ما هو مناقض لكل ما تشبثت به،
(أثناء حديثهما تتم إستعادة المشاهد الأخيرة من كارمن، وهي المشاهد الأكثر
قسوة في الأوبرا) لا يجد كيلي أمامه سوى القبول برغم أن ذلك سيؤدي الى
إفلاسه إذ كان قد ساهم بنصف تكاليف الإنتاج مع ممولين آخرين ولن يتبقى له
إذا إنسحبت كالاس سوى مشاريع مازلت على الورق وسوى المشاكل التي تجلبها له
فرقة الـ(Bad
Dreams) التي يقوم بتمويل حفلاتها، تقول له هي في
المشهد الأخير كأنها تعبر عن حبها الخفي له برغم معرفتها بميوله المثلية:
لقد أردت أن أصبح كالاس وقد تحقق ذلك، ولكن بدلاً عنه كان من الممكن أن
نكون أنا وأنت إمرأة ورجلاً وتطلب منه أن لا يطرح أسئلة لا يمكن الإجابة
عليها، ثم تغادره وهي تحمل وردة أقرب الى الذبول (ليست حمراء كما كانت
تفضل) وتسير وحدها في الشارع بإتجاه قدرها.
علي أخيرأ أن أنوه بإعجابي المفرط بأداء "فاني أرادن" الذي لم يستند الى
التشابه المظهري والإنفعالي حسب وإنما الى إدراك جوهر الشخصية في لحظة تطور
حاسمة، وأرادن ممثلة مسرحية جسدت شخصية إسطورة المسرح الفرنسي سارة برنارد
وشخصيات أخرى، كما تسنى لي مشاهدتها مؤخراً في فيلم قديم نسبياً أخرجه
"ألان رينيه" عام 1986بعنوان "ميلو" وهو معالجة سينمائية تحاول الحفاظ على
وحدات الدراما الثلاث في مسرحية من تأليف هنري بيرنستين، والتمرد على
إشتراطات الوسيط السينمائي.
إيلاف في
19/03/2011 |