من البديهي في ظل حالة الرغبة في الصعود إلى قمة الهرم أن نجد كاتباً
محترماً أو مثقفا كبيرا يكيل المديح للرئيس السابق "حسني مبارك" وبات من
الشائع أن عدداً كبيراً من المثقفين يغازلون السلطة عن طريق تدعيم ملف
التوريث ودائماً الحجة التي يدركون هم كذبها قبل أي أحد آخر هي أن
الانتخابات هي التي تحدد من يعتلي كرسي الرئاسة وعادة يضيفون كنوع من تحلية
البضاعة ولماذا نعاقب ابن الرئيس لمجرد أنه ابن الرئيس ونحرمه من تلك
الفرصة ونحرم أنفسنا من أن يحكمنا واحد من آل بيت الرئيس الذي هو أدرى
بشعابها؟!
كنت أتابع كل ذلك وأشعر أن القسط الوافر من المجتمع يبيع نفسه أمام الحاجة
إلى المزيد من المكاسب ورغم ذلك كنت أرى البعض وهو يرفض أن يصبح ترساً في
هذه المنظومة الكاذبة.. أمثلة عديدة لم تبرح الذاكرة أسماء بقامة وقيمة
"عبد الوهاب المسيري" ،"مجدي مهنا"، "جورج اسحاق" ، "عبد الحليم قنديل" ،
"حمدي قنديل" ، "علاء الأسواني" ، "محمد عبد القدوس "إبراهيم عيسى" ، "بلال
فضل" وغيرهم بالطبع ولكن هذا ليس توقيت الحصر إلا أننا يجب أن نعترف أن
أغلب المثقفين دخلوا الحظيرة والكل كان يعرف أن المطلوب هو مغازلة الرئيس
والتمهيد لملف التوريث وبعضهم كان يعرف أن صاحبة القرار الذي لا يرد لها
طلباً في الشئون الثقافية هي "سوزان مبارك" وأن مدح زوجة الرئيس هو الطريق
السحري للترقي وصار لها مكانة في الصفحات الأولى وليس فقط صفحات المجتمع
وهكذا تورط 90% من المثقفين في مدح "سوزان مبارك" والتي كانت دائماً لا
ترتوي وتطمع في المزيد.. إلا أن المشهد الذي لم يبرح أبداً ذاكرتي فهو
للأديب "صنع الله إبراهيم" عندما وقف على خشبة المسرح الصغير بدار الأوبرا
المصرية قبل 7 سنوات ورفض جائزة الرواية وقدها 200 ألف جنيه ويجب أن نلاحظ
أن هذا الرقم يعد بالنسبة للأديب ثروة ضخمة!!
كانت الدولة تدرك أن "صنع الله" له آرائه التي ترفض النظام ولكن تواجد "د.
جابر عصفور" في تلك السنوات على رأس المجلس الأعلى للثقافة حيث كان هو
الأمين العام والخطة المطلوب تنفيذها هي احتواء الجميع داخل مظلة الدولة
كانت هذه هي الأجندة التي من أجلها تم تصعيد "د. جابر" ليصبح الرجل الثاني
في وزارة الثقافة وحلقة الوصل بين الوزارة والمثقفين خاصة من الكتاب وهكذا
تحمل "د. جابر" المسئولية أمام الوزير مؤكداً أن "صنع الله" في طريقه
للحظيرة ومعنى قبول "صنع الله" لجائزة الرواية فإن التقديرية وبعدها جائزة
"مبارك" سوف تنتظره وساير "صنع الله" جابر وأوهمه أنه وافق على تلك الصفقة
وعندما صعد على المسرح ووقف بين وزير الثقافة "فاروق حسني" و "جابر عصفور"
طلب الكلمة واعتقدوا أنه سوف يكيل المديح للدولة وربما للوزير كما تعودنا
في مثل هذه المواقف ولكن "صنع الله" أعلن أنه يرفض هذه الجائزة التي تأتى
من حكومة فاسدة!!
وأسقط في يد الجميع وبدأت الدولة في الانتقام وصار "صنع الله" غير مرحب به
ضيفاً في تليفزيون الدولة والقنوات الخاصة أيضاً كانت تتحرج في استضافته..
كان المطلوب هو منع الماء والهواء والضوء عن هذا الأديب الكبير.. كان قطاع
المسرح التابع للدولة قد رشح روايته "اللجنة" لتقديمها على خشبة المسرح
وأعدها المخرج "مراد منير" وتحمس لها "نور الشريف" ولكن تدخل الوزير وألغى
العرض كنوع من الانتقام الموجه إلى "صنع الله"؟!
يجب أن يعترف المثقفون أنهم لم يلعبوا دورهم الحقيقي في محاربة وكشف فساد
النظام وأنهم أقصد أغلبهم كانوا متواطئين ولو حتى بالصمت وبعضهم كان يحصل
على الثمن.. الآن هناك بالتأكيد من يستحقون التحية من وزير الثقافة الجديد
"محمد عبد المنعم الصاوي" والذي حقيقة لم أشعر بارتياح لاختياره وزيراً لما
عرف عنه من تزمت أثناء إدارته لساقية الصاوي ولكن أراه أحد الحلول الممكنة
في هذه المرحلة الانتقالية من عمر مصر.
كان "د.عصفور" في الفترة المحدودة التي تولى خلالها حقيبة وزارة الثقافة
قبل أن يتقدم باستقالته قد أصدر أول قرار له بتوجيه الشكر إلى "فاروق حسنى"
عما قدمه للثقافة.. أتمنى أن يكون أول قرار للصاوي هو محاسبة "فاروق حسنى"
عما أفسده في الحياة الثقافية.. أما القرار الثاني فهو تكريم "صنع الله
إبراهيم" هذا الأديب الكبير الذي قال لا قبل أكثر من 7 سنوات عندما كان من
يقول لا يدفع الثمن غالياً ودفع "صنع الله" الثمن فهو واحد من الكبار الذين
مهدوا للثورة.. أنتظر تكريماً ضخماً يليق بهذا المبدع الكبير الذي لم ألتقي
به شخصياً حتى الآن ولكني لا أنسى أبداً هذا الرجل بجسده الضئيل وهو يرفض
أن يكون واحداً من عشرات دخلوا طواعية حظيرة "فاروق حسني"!!
الدستور المصرية في
23/02/2011
المخرج عمرو سلامة يكتب: تحت خط الفكر
السيد عمر سليمان قال في حواره مع قناة الآي بي سي "الشعب المصري غير مؤهل
لثقافة الديموقراطية" هل تتفق معه؟
قالها قبله السيد رئيس وزراء مصر السابق أحمد نظيف، الاثنان قالوها علنا،
ليس في جلسة عشاء غير رسمية غير معلنة.
أليس هذا إعتراف بحد ذاته أننا كنا في نظام غير ديموقراطي؟
كان خطاب السيد الرئيس السابق يتكلم دائما عن "إصلاحات ديموقراطية" و
"خطوات نحو الديموقراطية"ألم يكن هذا معناه ببساطة أننا لم نصل بعد؟
فقال لي صديق "الديموقراطية يا صديقي هي أن رأي الأغلبية يحكم، و إن حدث
ذلك فسيكون رأي الخمسون في المية الأميون في مصر و معهم الثلاثون في المية
المتعلمين تعليم مقنع هو الرأي الذي سيرضخ له القلة المتعلمة المثقفة فهل
ترضى ذلك؟"
بعيدا عن كرهي لهذا الواقع و لكنها وجهة نظر يجب أن نتوقف عندها.
قال مسؤول سابق مرة في محاولة لإرعاب الجماهير، أن لم طبقت الديموقراطية في
مصر بدون الحزب الوطني سيكتسح الإخوان المسلمين لإن لا يوجد من هم منظمين
سياسيا غيرهم و لإن الشعب المصري لا يذهب لصناديق الإقتراع"
هذا هو الخطاب السياسي المصري، الذي حاول أن يكون مقنع و لكن لسانه كان
يفلت منه بين الحين والآخر ليقول لنا كل هذه الرسائل القبيحة.
و لكن بعد إنهيار – قرب إنهيار – النظام السابق و حزبه الوطني الديموقراطي
– و ما أبعد إسمه عن حقيقته – سنواجه حقيقة تقترب من ما كانوا يحاولون
تخويفنا منه.
وللتوضيح قبل أن أستكمل، أنا مش شايف شخصيا إن الإخوان المسلمين "خطر" على
مصر، هم جماعة قد لا أتفق معاها شخصيا، و لكنهم مصريين و لهم وجهة نظر
مختلفة عني و لو خدوا الحكم كله على بعضه بناء على رأي الأغلبية الحقيقية
يبقى حقهم و غصب عني لازم أوافق على حكمهم، بس المهم يكون بناء على
ديموقراطية حقيقية و تحت قانون و دستور محترمين يقيدهم كما سيقد غيرهم.
بس الخطر الحقيقي النهاردة إن الإنسان المصري مايقولش رأيه بالشكل الحقيقي،
و الشكل الحقيقي ده هو صوته الإنتخابي.
وفي خطر ثاني بيرعبني و عاملي شخصيا كوابيس، و هو المصري هيبني رأيه إزاي؟
عن الخطر الأول أنا شايف إن بعد تعديل الدستور اللي هيضمن إنتخابات نزيهة،
أي حد مش هيروح الإنتخابات و يقول رأيه يبقى فعلا بيخون بلده، و لو حتى مش
عارف يختار مين يبقى يروح يبطل صوته وده أضعف الإيمان، و لو مارحش لأي سبب
غير قهري، يبقى فعلا خاين، و يبقى فعلا يستحق أكبر قدر من الإستحقار مننا
كلنا، لإن سلبيته و سلبية الشعب هي اللي بتخلق الديكتاتور، هي اللي بتخليه
يقتل شعبه خلف و أمام الستار، فده بيخليك شريك في الجريمة، و لو حصلت ثورة
بعد عشرين سنة بسبب إن في ديكتاتور ثاني إستعفى على الشعب، فده مش هيبقى
عشان هو شرير بس، هيبقى كمان بسبب إنك كنت سلبي و شريكه في الجريمة، و أي
شهيد ثاني هيموت هيكون دمه في رقبتك إنت كمان.
ومالكش حجة إن رأيي مش فارق، و مالكش حجة إنهم أكيد هيزوروا، إعمل اللي
عليك و سيب الباقي على ربنا و ضماير الناس الثانية اللي ربنا أكيد
هيحاسبهم.
والساكت عن الحق شيطان أخرس، فلا تكون واحد من هؤلاء الشياطين.
المفروض أصلا إن بعد اللي حصل ده كله يكون أمر بديهي مسلم بيه و مش محتاج
ننبح حسنا ثاني فيه، بس ثاني خطر و ده اللي شايفه أهم ألف مرة، هو إزاي
تبني رأيك أصلا؟
إزاي هتختار مرشح عن ثاني، في أي نوع من أنواع الإنتخابات؟
يعني من النهاردة الناس بدأت تختار، عمرو موسى و لا البرادعي و لا زويل و
لا حتى حسن شحاتة، بتختار على أنهي أساس؟ على أساس الإرتياح النفسى؟ يبقى
نختار عمر الشريف ألطف أو أبو تريكة بقى.
بتختار على أساس "إنه بتاع ربنا" يبقى نختار شيخ الزاوية اللي تحت البيت
ألطف، اللي ماعندوش مواهب إدارية و علمية و تنموية حتى لو كان أشرف خلق
الله.
لو عندك شركة، و خايف تخسر، هتختار مديرها إزاي؟ مش هتعمل لكل واحد مقابلة،
و تقيم شغله اللي فات، و تشوفه ممكن يقدملك إيه؟ ينفع تعين واحد عشان لازق
زبيبة؟ و لا عشان مربي دقن؟ و لا عشان خرجت معاه إمبارح ضحكك؟ الأغلب إنك
لو عملت كده، و حتى إختارت واحد أخلاقه عالية و ما سرقش ممكن يكون فاشل و
ماعندوش خبرة و لا يعرف كيفية الإدارة، اللي بيقولوا عليها برا (نو هاو)
يعني يكون عارف إزاي يدير، و حط تحت إزاي ألف خط.
أنا مش بلقح على الناس اللي ممكن تشتغلك بالدين بس، كمان اللي ممكن يشتغلوك
بكاريزما من غير ما يكونوا مؤهلين، و ناس ممكن تشتغلك بإنهم يشوهوا
منافسينهم، و ناس ممكن تشتغلك بوعود مش هيقدروا يحققوها لإنهم غير مؤهلين
لتنفيذها.
يعني النهاردة مثلا في ناس كثير قالوا نختار عمرو موسى، أنا إعتراضي مش على
شخص عمرو موسى، بس مش ممكن عمرو موسى تكون خطته إنه يخلي مصر علمانية؟
هتعمل إيه لو إنت "إسلامي" الفكر، و إفرض قال هنخليها "إسلامية" هتعمل إيه
لو كنت ليبرالي و مع الحريات؟
وبعدين عمرو موسى مثلا، إنت عارف إيه إنجازاته في السنين اللي كان فيها
وزير خارجية و رئيس الجامعة العربية؟ تقدر تقول خمس إنجازات ليه؟ عارف
إخفاقاته لو كان ليه إخفاقات؟ يبقى بتحكم على أساس إيه؟ إن شكلة "إبن ناس"؟
إذا ده في قرار مصيري زي رئيس الجمهورية، هتختار إزاي عضو مجلس شعب أو مجلس
شورى؟
مثلا الناس النهاردة بتكره البرادعي جدا، بعيدا عن إني كنت بأيده كعامل
محفز للتغيير، و لسة أنا شخصيا مش عارف لو هو رشح نفسه هختاره و لا لأ، و
ممكن أنا شخصيا وقتها ألاقي برنامج واحد ثاني و مؤهلات واحد ثاني تعجبني
أكثر، حتى لو عمرو موسى أو غيره، بس أنا متغاظ مثلا إن الناس بسبب إعلام
كذاب و بسبب إنهم مش بيتحققوا بنفسهم، و بيصدقوا أول كلمة تشويه قاموا
كرهوه و بدأوا يرددوا نفس الإشاعات و يروجوها.
أنا مش هحاول أدافع عنه، بس مثلا إنت شفت بعنيك البرادعي و هو مثلا بيشترك
في حرب العراق؟ أو و هو بيقول إن فيها أسلحة دمار شامل؟ هل تعلم إن قبل
الحرب بأيام قال البرادعي إن العراق مافيش ولا دليل يثبت إن عندهم أسلحة
دمار شامل، و قام المجتمع الدولي استخدم قرار قديم بالحرب على العراق؟ و ده
مثبت بفيديوهات مالية النت على فكره.
اللي بيقول عميل للأمريكان، هل تعلم إن أمريكا كان ليها فضيحة لما كانت
بتحاول تتجسس على مكتبه؟ و ماكانوش بيصوتوا ليه أبدا، و كل ما كانوا ييجوا
يختاروا رئيس جديد للهيئة يختاروا حد ثاني و كان بيكسب برضه؟
لما يقولك "هو ليه عمره ما جاب سيرة إسرائيل" هل تعلم إن إسرائيل كانت
دائما تنتقده و ده سبب كره أمريكا ليه؟
ثاني، أنا مش بدافع عنه، من حقك تكرهه أو ماتختاروش، بس المهم تتحقق من
معلوماتك و ماتخليش أي حد يشتغلك و ماتخليش مهمة تشويه الناس للرأي العام
تبقى سهلة كده.
وائل غنيم ماسوني عشان ماركة تي شيرت، فين ألف به منطق؟ في عميل في التاريخ
هيلبس علامة الجهة اللي باعتاه؟ لو عايز تخش مبنى الموساد هتلبس تي شيرت
عليها "تحيا مصر"؟
دلوقتي أسهل حاجة لو حد عايز يكرهك في حد يجيبله صورة بيسلم على مسؤول
إسرائيلي، ما هو كل رؤساء العالم سلموا عليهم بما فيهم اللي عايزين
يحاربوهم؟ أسهل حاجة لو عايز أكرهك في حد إني أقلك "أصله كان ماشي من سبع
سنين في شارع و كان ماشي جمبه واحد يهودي" فين الفكر يا خلق هوو؟ ما تشوف
مواقفه إيه مع إسرائيل و أهدافه معاها إيه؟ و نبدأ بقى نفرق كعقلاء ما بين
اليهودي والإسرائيلي، في يهوديين شرفاء ضد السياسات الصهيونية، و دول أهل
كتاب دينك أمرك بإحترامهم زي المسيحيين بالظبط طالما مش بيحاربوك و لا
بيقتلوك و لا بيغتصبوا أرضك، مش بقولك تبوسهم من بقهم، بس تحترمهم كبني
آدمين و مش معنى إن حد تعامل معاهم إنه عميل و مناسب نتنياهو شخصيا.
رأيك من النهاردة مهم، مهم تقوله، و الأهم تعرف إزاي تبنيه، مش أول واحد
يقولك الثوار دول عملاء إيران أو إسرائيل تصدقه، مش أول واحد يقولك بياخدوا
وجبات كنتاكي و خمسين جندي تصدقه، مش أول واحد يقولك وائل غنيم المسيخ
الدجال تصدقه، مش أول واحد يقولك فلان عميل لإسرائيل تصدقه، مش أول واحد
يجي يصلي قدامك يبقى نبي، مش كل واحد عنده كاريزما مؤهل، مش كل واحد شعره
مسبسب ينفع يقودك.
ما تبنيش رأي إلا لما تدرسه و تبنيه بالمنطق و الأدلة، عشان كده ربنا عمل
قضاء و محامي و فرصة للمتهم يدافع عن نفسه، عشان مانحكمش على الناس بسهولة
من أول حكم، ما تديش صوتك لأي مرشح إلا لما تعرف خطته و أهدافه و لما تتأكد
إن عنده في سيرته اللي يأهله يعرف ينفذ وعوده وأهدافه ديه، ساعتها إختاره،
عمرو موسى بقى، تامر حسني، الإخوان، إختار حتى عم عبده البواب إنت حر.
كنا قبل الثورة خايفين من الفقراء اللي تحت خط فقر و عايشين في العشوائيات
و هيطلعوا علينا ياكلونا لو حصل حاجة، و حصلت الفوضى و إكتشفنا إنهم كانوا
خايفين زينا، و اللي طلع إستثنائات منهم هي عناصر إجرامية أصلا، حتى
الفقرا اللي سرقوا في الزحمة طلعوا محترمين أكثر من رموز الحزب الوطني
ورجعوا اللي سرقوه في مشهد حضاري رائع بعدها بيوم.
أنا مش هخاف من الفقرا و جوعهم ثاني، الناس ديه معظمهم محترم بالفطرة، زي
معظمنا.
أنا مش هخاف ثاني من الناس اللي تحت خط الفقر، أنا هخاف من الناس اللي تحت
خط الفكر، اللي ماعندهمش فكر، أو مش عايزين يتعبوا نفسهم و يفكروا شوية
عشان نختار كلنا صح.
حتى القرآن نفسه قالها كثير "لعلهم يتفكرون".
يا مصريين، قبل أي إنتخابات، قبل بناء أي رأي، لعلكم تتفكرون.
الدستور المصرية في
23/02/2011
توقعات الفنانين لمستقبل مصر بعد الثورة
كتب عمرو صحصاح
فى إطار الأيام التى يعيشها المصريون بعد نجاح ثورة 25 يناير من تفاؤل
البعض وتشاؤم الآخرين من مستقبل مصر القادم، فقد وجدنا بعض النجوم متفائلا
وبعضهم متشائما.
الفنانة إلهام شاهين قالت إنها: تتوقع بعد الثورة تعرض مصر لمخاطر، خصوصا
فى الفترة القليلة المقبلة، فاقتصاد مصر سيتعرض للهبوط الشديد، وستتزايد
أعداد البطالة وسيقل العمل فى القطاع الخاص، وستتضاعف مشاكل الشباب بسبب
الخسارة الكبيرة الذى تعرض لها بعض كبار رجال الأعمال، حيث إن 75% من
الشباب يعتمدون على العمل فى القطاع الخاص.
كما تتعرض الدراما التليفزيونية للتراجع الشديد، وذلك بسبب حيرة المنتجين،
وعدم قدرتهم على المغامرة فى مشاريع قد تواجه مصيراً مجهولاً وكذلك الوضع
بالنسبة للسينما.
أما بوسى فترى أن مصر ستدخل مرحلة جديدة، وسيزيد اقتصاد البلد للضعف،
وتفكير الشباب تجاه مصر سيختلف، وسيعمل كل شاب بكل جدية من أجل تقدمها، لأن
كل مصرى أصبح يشعر أن مصر ملكه، وأن كل المجالات فى مصر سيكون لها ضوابط
وحواكم سواء بالنسبة لأعمال القطاع الحكومى أو القطاع الخاص.
كما ستزدهر الحياة الفنية، سواء بالنسبة للدراما التليفزيونية أو السينما،
لأن الفن فى الفترة القادمة سيعبر عن الواقع الجميل لمصر، وليس الواقع
المؤلم فى ظل النظام السابق، حيث إن الفن له تفاعلات مع حال المجتمع.
المخرج خالد يوسف يرى أن مصر ستعيش أزهى عصورها فى الفترة القادمة، وسيحصل
كل فرد مصرى على حقه الشرعى من ثروة البلد، وسينتعش الاقتصاد فى جميع
مجالاته، سواء بالنسبة للصناعة والتجارة أو الزراعة، كذلك ستتغير شكل
الدراما التليفزيونية وشكل السينما من حيث الموضوعات والقضايا التى ستطرح.
أما عزت العلايلى يرى أنه سيكون هناك رؤية حقيقية لمستقبل حقيقى من أجل
مصر، وسيزدهر الاقتصاد المصرى، وسترتدى مصر ثوباً جديداً من الحرية وحرية
الرأى، وسيزداد وعى الشباب المصرى بالحياة من حوله، وسيعرف كل شاب ما هى
حقوقه وواجباته، كذلك ستتقدم الحياة السياسية التى ستدخل عهداً جديداً من
الديمقراطية ومحاسبة المخطئ مهما كانت سلطاته.
كما ستقدم فى السينما أفلام صحية لجمهور صحى على عكس الأفلام التى كانت
تطرح قبل ذلك لجمهور يشعر باليأس وعدم الشعور بالأمل، كذلك ستزدهر الدراما
التليفزيونية التى ستدخل حياة جديدة وتناقش موضوعات مختلفة.
بينما يرى الفنان محمد صبحى أن مصر ستصبح أفضل دولة فى العالم، وسيكون هناك
سرعة فى تقدم الاقتصاد المصرى، وسيتحسن الإنتاج، خاصة بعض أن قضينا على
أكبر رموز الفساد التى كانت تستحوذ على خير مصر. كما ستتقدم الدراما
التليفزيونية التى ستتأثر بنبل الثورة، وستختلف القضايا التى كانت تطرح قبل
الثورة على ما ستقدمه الدراما والسينما فى الفترة القادمة.
أما عفاف شعيب فترى أن مصر فى الفترة القادمة ستخلو من الظلم، وستخلو من
الفساد، وستختفى فكرة الوساطة والمحسوبية، وذلك معاقبة كبار رموز الفساد
الذين سيكونون عبرة لمن لا يعتبر كما ستصبح مصر من أكبر الدول المتقدمة
بشرط أن يأخذ كل مسئول عظة من المسئولين السابقين، وأن يعطى كل مسئول للناس
حقوقها، ولابد من المساواه فى الأجور، فلا نجد مثلا مسئول يحصل على مليون
جنيه فى الشهر، فى حين يحصل موظف آخر على مائة جنيه، كما كان يحدث فى ظل
النظام السابق، وأن لابد أن نقضى على العشوائيات، وأن يحب كل مسئول البلد
أكثر من كرسيه فقد قالت شعيب إن بطش ربك لشديد، كما أكدت شعيب لابد من
تواصل الأجيال خاصة فى السينما والتليفزيون.
السيناريست مصطفى محرم عبر عن عدم تفائله وخوفه على مصر، خاصة فى الفترة
المقبلة، وذلك بسبب التقاعص فى تحقيق المطالب، وسيتراجع الفن المصرى إذا
استمر الوضع الحالى، حيث أوضح أن إنتاج مدينة الإنتاج الإعلامى لا يرقى
لإنتاج أكبر مدينة فى الشرق الأوسط، وأن إنتاجها سيئ للغاية، خاصة فى الخمس
سنين الماضية، وذلك بسبب قيادتها الذين يعملون لصالحهم وليس لمصلحة
المدينة، ومازالوا مستمرين على كراسيهم كما يعرب محرم عن قلقه من الخطورة
التى من الممكن أن تتعرض لها الدراما المصرية من تزايد إنتاج الدراما
السورية والتركية والإيرانية، وانتشارها فى مصر والخليج على حساب الدراما
المصرية، حيث أوضح محرم أن على هيئة التليفزيون الجديدة المتمثلة فى أحمد
أنيس أن تدعم الدراما فى أقرب وقت ممكن.
ويرى أيضا الفنان أحمد بدير أن مستقبل مصر سيكون أفضل بكثير، وسيتقدم
الاقتصاد المصرى خاصة بعض القبض على حرامية مصر الكبار مثل بعض رجال
الأعمال والوزراء السابقين وبعض قادة الحزب الوطنى الذين كانوا مستحوذين
على خير البلد، وستختفى الرشاوى من المصالح الحكومية، حيث أدرك كل مصرى
أننا نعيش الآن فى عصر الحريات وعصر القضاء على الفساد، وستختفى ظاهرة
الموظفات الذين يعملون بعض أشغالهم المنزلية فى المصالح الحكومية، وسيتغير
الفن المصرى للأفضل، وستقدم أفلام ذات مضمون على عكس الأفلام الهابطة التى
كانت تقدم بحجة أن الجمهور عايز كده.
أما أحمد عبد العزيز، فيرى أن مصر ستضع قدمها على أول طريق الدولة المدنية
الديمقراطية الحديثة، وستختفى الظواهر السلبية مثل الرشوة والوساطة والأجور
والمرتبات الخيالية التى يأخذها قادة الدولة، خاصة فى ماسبيرو مثل أسامة
الشيخ ورواية بياض الذين يحصلون على ملايين شهريا وينتجون دراما لرمضان فقط
من أجل السرقة، وسينتعش الاقتصاد المصرى وسيكون هناك مشاريع قومية كبيرة
لخلق فرص عمل للشباب لتعود بناتج قومى على الاقتصاديين المصريين.
كما يرى عبد العزيز أن أحداث ثورة 25 يناير سوف تلقى بظلالها على الفن
المصرى ككل، وستشكل هذه الثورة منجماً يخرج منه جميع أنواع الفنون من تمثيل
وموسيقى وشعر وفنون تشكيلية.
السيناريست كرم النجار عبر كرم عن قلقه الشديد، وذلك بسبب فكرة الأحزاب
الدينية التى قد تؤدى إلى صراعات داخلية، وقد تؤثر بالسلب على الفن المصرى
فى الفترة القادمة، وأعرب عن حيرته الشديدة من زيارة القرضاوى لمصر، خاصة
فى الفترة الحالية، كما أعرب عن اندهاشه من محاكمة العادلى عن قضايا الفساد
وسرقة المال العام فقط، ولماذا لم يحاسب عن الإنفلات الأمنى الذى شهدته مصر
فى الفترة الأخيرة.
اليوم السابع المصرية في
23/02/2011 |