منذ فوزه بجائزة الأوسكار لأحسن إخراج عن فيلم "المليونير المتشرد"، والكل
ينتظر الفيلم الجديد للمخرج البريطاني الكبير داني بويل، الذي جاء يحمل اسم
"127 ساعة" أي خمسة أيام وسبع ساعات، وهي الفترة التي يقضيها بطل الفيلم
أرون روستن محتجزا في خندق جبلي بالصحراء الأمريكية، نتيجة انزلاق صخرة
ضخمة حشرت يده خلفها طوال هذه المدة.
يعود بويل بهذا الفيلم ليخوض غمار المنافسة على الأوسكار، بعد أن جاب فيلمه
المهرجانات الدولية شرقا وغربا طوال عام كامل؛ حيث رشح الفيلم لست جوائز
أوسكار، منها أحسن موسيقى للموسيقار الهندي أيه.أر.رحمن صاحب موسيقى
المليونير المتشرد، وأحسن مونتاج وأحسن أغنية وسيناريو مقتبس، وأحسن ممثل
وبالطبع أحسن فيلم.
الاسم الأصلي للكتاب المأخوذ عنه الفيلم هو "ما بين الصخرة والمكان الصعب"،
وهو أشبه بتوثيق لتجربة أرون روستن الشاب الأمريكي، الذي اعتاد أن يخرج إلى
الصحراء ليتسلق الجبال ويجوب الوديان، ولكنه نتيجة للحركة المستمرة لكل
صخور المنطقة، بالإضافة إلى رعونته الشديدة، فإنه يحتجز خلف صخرة ضخمة لمدة
خمسة أيام، دون أن يعلم أحد مكانه، ودون أن تكون هناك أية فرصة لنجاته سوى
أن يقوم بقطع ذراعه لكي ينجو ببقية جسده وحياته كلها.
هذه التجربة الرهيبة التي تعتمد على انفعالات ومشاعر داخلية للشخصية
الرئيسية، والوحيدة تقريبا في الفيلم، هي من أصعب المواد الأدبية التي يمكن
تحويلها إلى صورة سينمائية، ومن هنا ترشح الفيلم إلى جائزة أحسن سيناريو،
الذي كتبه بويل بنفسه بمشاركة سيمون بويفيو، الذي كتب معه من قبل سيناريو
المليونير المتشرد.
واستطاع السيناريو -بالإضافة إلى الإخراج- التعبير بشكل مؤثر عن روح
التجربة بأكملها، والخروج بها من إطار كونها تجربة شخصية إلى حالة عامة،
فما بين الصخرة التي يحتجز خلفها بطلنا والمكان الصعب الذي هو"نفسه" تدور
فيه الأحداث.
إنها تجربة عن محاسبة النفس سواء من خلال الذكريات والمواقف الحياتية
السابقة، او من خلال أحلام اليقظة والأمنيات، التي ربما تحقق أو لا تتحقق،
فأرون يكتشف أنه اعتاد السفر والخروج إلى الصحراء، دون أن يبلغ أحدا بمكانه
وكأنه يعيش بمفره في هذه الحياة، كما أنه يثق في القدر ولا يحسب حساب
الخطوة المقبلة.
كان أرون قبل هذه التجربة نموذجا للإنسان الذي لا يحكم عقله، وإنما يسير
بشكل غريزي عفوي، دون منطق محدد أو استنادا إلى خبرات مسبقة.
وعلى الرغم من أنه يقول للفتاتين اللتين يلتقي بهما في الصحراء قبل تعرضه
للحادث أن كل شيء على الأرض يتحرك طوال الوقت، حتى الصخور والجبال، إلا أنه
لا يكترث هو نفسه لذلك، ما يوقعه في أسوء تجاربه الحياتية وأقساها على
الإطلاق.
قطع الذراع
استخدم بويل أسلوبا إخراجيا يعتمد على تلك الجملة التي تقولها شخصية أرون
في بداية الفيلم، وهي أن كل شيء في حركة دائمة؛ حيث بدت حركة الكاميرا
وزوايا التصوير كلها مرتبطة بالأشياء وعناصر الطبيعة من حول أرون، وكأن
الكاميرا مثبتة على الحبال التي يحاول أن يجذب بها الصخرة؛ ليحرر يده أو
فوق النمل الجبلي الذي يسعى من حوله، أو حتى داخل الرياح التي تعبر الخندق
الصخري المحتجز في شق منه، أو قطرت البول الذي يشربه بعد نفاذ الماء منه.
إنها زوايا وحركات غير تقليدية على الإطلاق، وتعتبر تطور للأسلوب الحر في
التصوير الذي اتبعه في فيلمه السابق، ولكننا هذه المرة أمام منطق بصري
مختلف، يتسق فيه الشكل الإخراجي مع المضمون الدرامي.
فأرون بعد هذه التجربة كأنه يولد من جديد، والشق الجبلي كأنه فتحة الرحم
التي يخرج منها وليدا للحياة، والذراع الذي قطعه أشبه بالحبل السري الذي
يربطه بجدار الرحم، ومشهد قطع الذراع على عكس ما يتصور البعض ليس هو ذروة
الفيلم، على الرغم من كونه أقوى مشاهده إخراجا وتصويرا وأداء من الممثل
الشاب جيمس فرانكو.
هذه القوة هي ما تتسبب في حالات الإغماء التي تنتاب بعض المشاهدين أثناء
عرض الفيلم، خصوصا أننا نرى عملية القطع كاملة منذ ثقب الذراع عند الكوع،
ثم كسر العظام ثم قطع الوتر الممتد عبر الساعد إلى بتر الذراع كلها.
ذروة هذا المشهد في الجملة التالية له عندما يلتقط أرون صورة للذراع -الحبل
السري المقطوع والمحتجز خلف الصخرة وإلى الخندق الجبلي- ويقول له كلمة
واحدة "شكرا".
حساب النفس
الشكر الذي يوجهه أرون إلى المكان الذي احتجز فيه سببه حالة محاسبة النفس
شديدة القوة، التي يقوم بها أرون لذاته عبر عشرات مشاهد الفلاش باك بل
والفلاش فورورد (أي تخيل اللحظات التي لم تحدث بعد)؛ حيث يسترجع أرون
ذكرياته منذ أن كان طفلا صغيرا، ثم مراهقا يتعرى هو وأصدقاؤه في سيارة تقف
وسط عاصفة ثلجية، وفي لحظات الحب والجنس مع حبيبته السابقة.
وكلما تذكر أحدا فإنه يعتذر له عما بدر منه من سوء أو تجاهل أو خطأ، بداية
من أهله وصولا حتى لطفله الذي لا يزال في رحم الغيب.
من هنا، يشكر أرون الصخرة والمكان الصعب الذي احتجز فيه؛ لأنهما غيرا حياته
تماما، فهو وإن كان قد فقد ذراعه، إلا أنه كسب نفسه وحياته فيما بعد، ليس
فقط لأنه نجا بشبابه وعمره، ولكن لأن سلوكه مع نفسه ومع كل من في حياته قد
تغير بعد تلك التجربة.
وهنا يقوم بويل بالمزج بين الأسلوب الروائي والتسجيلي؛ حيث يقدم لنا في
النهاية أرون الحقيقي بذراعه المبتور، بعد أن تزوج وأنجب وتغيرت حياته.
صحيح أنه لا يزال مغامرا يتسلق الجبال ويخوض الصحراء، لكنه أصبح أكثر
اعتناء واكتراث لمشاعر من حوله، ويبدو هنا التشابه في الشكل بين شخصية أرون
الحقيقية وبين الممثل جيمس فرانكو، الذي قام بأداء دوره، ولكن ليس هذا
الشبه هو ما جعل جيمس يترشح لجائزة أحسن ممثل عن دوره بالفيلم، ولكن لقدرته
على تقمص روح شخصية أرون.
تلك المعاناة الرهيبة من خلال أحداث تدور أغلبها وهو واقف على قدميه ومحتجز
خلف صخرة ضخمة، ثم تلك الحالات من الفرحة والنشوة والحزن والموت النفسي،
التي جسدتها ملامحه وعيناه طوال الوقت.
إنها أشبه بمسرحيات المونو دراما، أي مسرحيات الممثل الواحد، ولكن أليست
حياتنا في النهاية هي مسرحية لممثل واحد يقوم فيها كل منا بدور محدد، في
انتظار أن نصادف لحظة تجبرنا على أن نحاسب أنفسنا في ساعات قليلة عما
اقترفناه في سنوات كثيرة.
الـ
mbc.net في
21/02/2011
مقتبس عن فيلم حائز على جائزة الأوسكار
«تماشى معه وحسب» كوميديا تفجرها المواقف الرومانسية
دبي ـ أسامة عسل
رغم جبروت تيار العنف والقتل الذي اغرق شاشات السينما، يظهر بين حين وآخر
عمل كوميدي يعيد للإنسان ضحكته وسط المشاكل والأزمات ويرسم السعادة على
ملامحه، في لقطات ومشاهد لا تنطلق فيها رصاصة واحده ولا تسيل منها الدماء
ولا يتصارع داخلها رجال العصابات، إنما يعكس من خلال أحداثه مواقف طريفة
تجلو الصدأ عن المشاعر الإنسانية وتعيد البهجة للحياة.
فيلم فيلاتماشى معه وحسب ـ
Just Go With It
الذي بدأت عروضه هذا الأسبوع في صالات السينما المحلية، من تلك النوعية
التي تتوهج بالأحاسيس الرقيقة وتفجر الكوميديا من مواقف وجمل حوارية مليئة
بالشجن والحب والذكريات، يجمع الفيلم بين آدم ساندلر وجنيفر أنيستون في أول
تعاون لهما سويا في فيلم رومانسي كوميدي يخرجه دينيس دوغان، في حكاية
مقتبسة من فيلم فيلازهرة الصبارلالا عام 1969 الحائز على جائزة الأوسكار
لأفضل فيلم.
تروي الأحداث قصة جراح تجميل ناجح (ساندلر)، يخشى الالتزام ويتقمص شخصية
الزوج المغلوب على أمره ليثير عطف الفتيات ويوهمهم بأنه متزوج حتى لا تفكر
أي منهن في الزواج منه ومن أجل ذلك يستعمل دائما خاتم الزواج وسيلة للهروب
وعدم التورط، لكنه يقع في حب فتاة جميلة (بروكلن ديكر) ويقرر الارتباط بها
ويحاول التقرب منها، مدعيا أنه على وشك الانفصال من زوجته فتطلب رؤيتها،
فلا يجد سوى صديقته المقربة ومساعدته في العيادة (أنيستون) ليطلب منها
التظاهر بأنها زوجته السابقة، ولكن الأمور لا تسير كما خطط لها بعد إشراك
أولاد صديقته باعتبارهم أبناءه في رحلة عطلة نهاية الأسبوع إلى هاواي، التي
يتخللها العديد من المغامرات والمواقف المثيرة للضحك.
يتشابك الفيلم في أفكاره العامة مع عدد من كلاسيكيات الكوميديا المعروفة،
مثل «الحب في الظهيرةلالا ولالاالبعض يفضلونها ساخنةلالا وربما فيلم
فيلاالشقة» أيضا، دون أن نتوقع بالطبع رقيه لهذه الأفلام العظيمة لكنه يضع
الابتسامة على الشفاه ويدفع إلي الحنين لهذا النمط من الأعمال.
أختار المخرج دينيس دوغان أسلوبا فنيا يعتمد على تسليم كل مشهد للآخر بعد
أن يستغل كل كادر فيه لإضفاء المرح والكوميديا، بحيث تحولت كل لقطة ومشهد
فني إلي لوحة منفصلة متصلة بالأحداث، منها مثلا تنافس جنيفر أنيستون ونيكول
كيدامان في الرقص والذي عكس ما تخفيه كل واحدة تجاه الأخرى من مشاعر غيرة،
إبراز علاقة ساندلر بالابن الذي يخاف من تعلم السباحة ومقدرته على كسب ثقة
الطفل وكسر حاجز قلقه من الغرق، اكتشاف ساندلر للبريق المدهش في عيون
أنيستون وأنها الوحيدة التي لا يحتاج أمامها إلي الكذب والتخفي.
وفي بناء فني ممتع يعتمد على التفاصيل الإنسانية والمشاعر الدقيقة يعرفنا
الفيلم على معاني الاحتياج والصداقة وافتقاد الأبناء لرعاية الأب ودفء
أحاسيسه، والأهم طبعا قيمة أن يكون الإنسان صادقا مع نفسه ومن يحب، وبذكاء
شديد يكشف لنا أن الكذب ليس له أرجل وبالتالي يمكن الوصول إليه مهما طالت
فترة اختفاءه، كما أن الإنسان يجهد نفسه أحيانا في البحث عن مشاعر حقيقية
بعيدة عنه ولو نظر بدقه إلي محيطه لأكتشف أنها بجواره ولا تحتاج منه كل هذه
المعاناة.
غطت جنيفر أنيستون على آدم ساندلر بأدائها القوي في دور مديرة مكتبه
فيلاكاثرينلالا التي يستغلها لتلعب دور الزوجة المزيفة، وكان دور نيكول
كيدمان غير مقنع كصديقة تكتم مشاعر الغيرة من زميلتها منذ فترة المراهقة
وكان من الممكن أن تقدمه ممثلة أخرى بحماس وتعبير أكثر، لكن يحسب للمخرج
براعته في ضبط إيقاع الفيلم دون إسفاف أو تهريج أو أية حركة غير محسوبة،
فميزان المشاهد دقيق ولا يسمح بأي جرعات كوميدية في غير محلها، كما وضح
التميز في التصوير والموسيقى وروح الفكاهة وتلاحمها مع الطبيعة في جزر
هاواي، ومن هنا يأتي جمال هذا العمل الذي يدعونا إلي أن نهتم بمن حولنا قبل
أن نفكر فيمن يبعدون عنا، وتبدو رومانسيته ورقته في التدفق الإنساني
والمواجهة بين جفاف المشاعر واليأس وبين العذوبة والاحتفال بالحياة.
البيان الإماراتية في
21/02/2011
مشاهدون منحوا الفيلم علامة من 7 إلى 10 درجات
«بدون قيود».. قصة حب في ثــوب كوميدي
علا الشيخ - دبي
جاء فيلم «بدون قيود» للمخرج إيفان ريتمان مفعماً بالابتسام والرومانسية
لمحبي هذه النوعية من الأفلام، ويمكن وصفه بأنه يصور قصة حب، لكن في ثوب
كوميدي. واعتبره نقاد سينمائيون فيلماً «من دون معنى، وأنه قائم على اثارة
الغرائز». وعلى الرغم من استياء بعض مشاهدي الفيلم من «فجاجة» نصه وجرأة
مشاهده، إلا ان مشاهدين آخرين رأوا وجوده ضرورة في ظل الأفلام المصنوعة
بالتقنية الثلاثية الابعاد التي غيرت رؤيتهم للأفلام وباتت العين معتادة
على النظارات الخاصة بذلك، فقد اشتاقوا لمشاهدة افلام بعيونهم مباشرة من
دون وسيط. ورأى آخرون ان يدخلوا الاوضاع السياسية التي تشهدها المنطقة في
سياق الفيلم، معتبرين انه يمثل استراحة مليئة بلحظات مضحكة، خصوصاً بعد
التوتر الذي ينتابهم نتيجة الأوضاع السياسية المتوترة في المنطقة العربية.
الفيلم الذي يعرض للأسبوع الثاني في دور السينما المحلية، من بطولة نتالي
بورتمان واشتون كاتشر وكيفن كلاين، ويحكي قصة حب تنشأ بين شاب وفتاة صديقين
مقربين من بعضهما، وصعوبة تحول الصداقة الى حب ومحاولتهما الجاهدة لتجنب
هذا الفخ، لكنهما لا يفلحان في التخلص من سطوة القلب، على الرغم من تعدد
علاقاتهما، اذ ان النهاية تكون في اعلانهما الحب، ضمن مشاهد جريئة
وكوميدية. وحصل الفيلم على علامة راوحت بين سبع و10 درجات.
رومانسية
تتوزع علاقة الثنائي على فترة 15 عاماً، منذ اول مقابله لهما ايام المدرسة
في مخيم صيفي الى حين لقائهما مصادفة في جنازة والد ايما، التي مازالت تشعر
بانجذاب نحو آدم، لكنها في حالة انكار، لتعزيز عُرى الصداقة بينهما لأن ادم
لم يشعرها بانجذابه نحوها عاطفياً، ولم يفهم حبها له حتى بعد ان قالت له «ان
كنت محظوظا لن تراني بعد في حياتك».
فادي عبدالرحمن (20 عاماً) الذي شاهد الفيلم، قال «في زمن الحركة الذي
انتشر انتشار النار في الهشيم، نحتاج الى جرعة من الرومانسية التي وجب
وجودها بعد الأحداث التي شهدتها تونس ومصر في ثورتين كبيرتين»، مشيراً الى
انه في ظل هذه الظروف رأى وافراد عائلته ان يتوجهوا الى اقرب دار للسينما
«لمشاهدة فيلم لطيف وخفيف يفرح قلوبنا، وكان الطلب موجوداً»، وتمثل في فيلم
«بدون قيود»، مانحاً اياه 10 درجات.
في المقابل، قال ادهم محمد (30 عاماً) بعد مشاهدته الفيلم «بعد تنحي محمد
حسني مبارك عن رئاسة مصر، اثر نجاح الثورة الشعبية، لم اعرف ماذا افعل،
فذهبت الى دار السينما لمشاهدة فيلم يجعلني اضحك، لأني كنت بحاجة الى
الضحك»، مضيفاً «على الرغم من جرأة الفيلم من ناحية مشاهده الجنسية
الكثيرة، الا انه استطاع ان يروح عن نفسي كثيراً»، مشيراً الى انه من
الضروري مراقبة شباك التذاكر وعدم بيع التذاكر لصغار السن، لأنه لا
يناسبهم، مانحاً الفيلم سبع درجات.
نرجس السيد (30 عاماً) قصدت السينما هي الأخرى بعد تنحي مبارك عن الحكم،
«شعرت بأنني اريد الخروج فقط، فأنا ملازمة شاشة التلفزيون منذ بدء ثورة 25
يناير في مصر، ولم اشاهد اي شيء آخر، غير الأخبار. ومن فرط سعادتي قررت ان
اكافئ نفسي بشكل فردي واشاهد فيلماً رومانسياً من دون وجود احد معي»، مضيفة
ان «الفيلم كوميدي وجريء جدا، ولكننا بحاجة الى جرعة رومانسية تخفف عن
قلوبنا الأيام المتوترة التي نعيشها»، مانحة الفيلم تسع درجات.
قصة
بعد لقاء إيما وآدم في الجنازة، يقرر الصديقان استئناف علاقة الصداقة
بينهما، خصوصاً أن ايما بحاجة الى وجود اشخاص في حياتها يعطونها بعض المرح
ليخفف من صعوبة عملها طبيبة، الى ان يأتي يوم يكون فيه ادم اثقل في شرب
الكحول، فيقصد بيت صديقته ايما وتبدأ العلاقة الجسدية بينهما. لكن ايما
تستنتج من هذه العلاقة انها في حاجة للتواصل مع آدم، فيتفقان على ذلك لدعم
بعضهما البعض مع الحفاظ على صداقتهما المميزة.
يمضي الثنائي كثيراً من الأوقات المرحة، لكن الذي يخيف ايما ليس العلاقة
نفسها، بل الدفء الذي لمسته في مشاعر ادم تجاهها، اذ بدأ حبها ينمو في
داخله.
«من السهل ان تصبح هذه القصة حقيقية، خصوصاً في عدم وجود عرف للصداقة بين
الجنسين»، هذا ما خرج منه سائد حسن (21 عاماً) الذي اضاف «مهما حاولنا ان
نبني علاقات صداقة مع فتيات، الا اننا ترانا نميل اكثر الى تحويلها الى
علاقات عاطفية، فتنتهي علاقة الصداقة»، مؤكداً أن «الفيلم جميل وراق وفيه
كل المقومات التي تفرح المشاهد»، مانحاً اياه 10 درجات.
حول الفيلم
تصدر الفيلم الرومانسي الجديد «بدون قيود» ايرادات السينما في أميركا
الشمالية، اذ حقق 20.3 مليون دولار في الأيام الثلاثة الأولى من بداية
عرضه.
الإخراج
قال مخرج الفيلم إيفان ريتمان، انه دائماً ما يهتم بمدى تأثير الضوء في
تصوير المشهد، الذي يعتبره اهم عنصر في رؤيته الإخراجية، لذا فهو يحرص على
رؤية كل مشهد يقوم بتصويره ليرى درجات الألوان المستخدمة ونوعية الإضاءة.
واضاف «انني ادرس الشخصيات جيداً، قبل تقديم الأدوار للممثلين، وأرسمها في
مخيلتي وأعود الى الضوء الذي احبه كي أقرر الزوايا التي اريد ان تلعب فيها
الشخصية»، مؤكداً انه كلما تعاون الممثلون مع مديري التصوير، تبلورت
الشخصية اكثر.
ورأت زينب علي (27 عاماً) التي خرجت من الفيلم منزعجة من مشاهده الجريئة،
«فيه الكثير من المبالغات في ما يخص العلاقات الإنسانية بين البشر، وكأن
الحياة قائمة على الجنس. لم اشاهد فيلماً في حياتي مثل هذا الفيلم الذي
يركز على العلاقات الجسدية الحميمة. لقد شعرت بالقرف»، رافضة منح الفيلم اي
علامة.
محمد زهير (21 عاماً) قال ان «الفيلم يحكي الواقع، فمن الصعب بناء علاقة
صداقة بين الجنسين، خصوصاً اذا كانت هناك امور مشتركة بينهما، اذ ستتحول
العلاقة الى عاطفية تتكلل غالباً بالزواج خصوصاً في مجتمعاتنا العربية»،
مانحاً الفيلم تسع درجات.
أداء مرح
يتميز اداء ابطال الفيلم بالمرح والعاطفة، ما منح الابتسامة للمشاهدين،
ويؤدي كيفن كلاين دور والد آدم، نجم تلفزيوني سابق منغمس في الملذات، لا
يمانع إقامة علاقة مع إحدى صديقات آدم السابقات. أما لايك بيل فتؤدي دور
زميلة آدم، الطويلة الساقين والغريبة الأطوار التي تقع في حبه. وتنجح غريتا
جيرويغ في إضفاء لمسة مضحكة على دور صديقة إيما، التي لم تتخط بعد مرحلة
الجامعة بسبب تعلقها بالشباب الصغار، ولأنها لا تريد ان تكبر.
معتز حسن (18 عاماً)شاهد الفيلم، وقال «استمتعت كثيرا بالفيلم، فكل مشاهده
مضحكة جدا، وهو كوميدي وعاطفي من الدرجة الأولى، حتى طريقة حبهما كانت
فكاهية»، مانحا اياه 10 درجات.
في المقابل قالت شيرين هباش (22 عاماً) عن قصة الفيلم «الجميل انه مهما
تطورت التكنولوجيا، الا ان طريقة التعبير عن الحب تظل محتفظة بتقاصيل صغيرة
تنعش القلب»، موضحة ان اغاني الحب وباقات الزهور والبطاقات الصغيرة وتسجيل
رسائل صوتية، كلها تفاصيل جميلة تتشابه فيها طرق التعبير عن الحب في كل
انحاء العالم، مانحة الفيلم ثماني درجات.
«كل الفريق كوميدي من الدرجة الأولى»، هذا ما قاله فادي عبدالرحمن (20
عاماً)، مضيفا «كوميدية سهلة وحقيقية قد نعيشها نحن انفسنا مع فارق الحياة
المختلفة بين الشرق الغرب»، مشيراً الى ان والد آدم كان مضحكاً، خصوصاً في
بناء علاقات مع صديقات ابنه، مانحاً الفيلم 10 درجات. ووجدت رؤى الصفير (29
عاماً) ان «كل فريق العمل اهم من بطلي الفيلم الرئيسين، وهم مضحكون اكثر
منهما»، مؤكدة ان «بطلة الفيلم لم تفلح في الكوميديا كثيرا، خصوصاً في
تمثيلها الذي اظهر المكر المضحك، فقد كانت مبالغة فيه، لكن صديقتها المقربة
كانت مضحكة جدا»، مانحة الفيلم سبع درجات.
حوار صريح
كاتبة قصة الفيلم ماريويزر، وضعت نفسها في أجزاء من الفيلم في أوضاع حرجة،
من ناحية اختيارها عبارات جنسية صريحة وواضحة، لكنها تتمكن بحنكتها
وحواراتها المعدّة بإتقان من الخروج منها وتحويلها الى حوارات طبيعية قد
تنشأ بين اي اثنين. كما انها لجأت الى طرق ابتكرتها كي تجعل المشاهد جزءا
من الحدث في كشف عشق ادم لإيما من خلال تسجيله مثلاً لمجموعة من اغاني الحب
وهو الذي لا يسمع الا الراب والهيب هوب، والرسائل النصية المتبادلة بينهما.
الفيلم بكل تفاصيله، حسب ثريا مجدي (30 عاماً) «مبني على نص قوي طغت على
الرؤية الاخراجية». وقالت «عشت تفاصيل الحدث واستطعت أن أتنبأ بالمشاهد
اللاحقة، وهذا ما يميز الأفلام الكوميدية الرومانسية عن غيرها»، مانحة
الفيلم 10 درجات.
لكن فيلم «بدون قيود» لم يعجب محمد السويدي (29 عاماً) بجرأة الحوار «احتوى
على ألفاظ خادشة للحياء، ومشاهد جريئة جداً»، رافضاً اعطاء اي علامة
للفيلم.
في المقابل منح مصطفى الشامي (33 عاماً) الفيلم 10 درجات «لأنه اضحكني من
قلبي بنصه وبكوميديته الذكية القريبة الى الروح».
أبطال الفيلم
ناتالي بورتمان
من مواليد عام ،1980 وشقت طريقها في التمثيل، بسهولة، وحصلت على جائزة «غولدن
غلوب» مرتين، الاولى لافضل دور مساند عن فيلم «الاقرب»، والثانية عن افضل
ممثلة رئيسية عن دورها في فيلم «البجعة السوداء».
تعتبر ناتالي ان اصولها الروسية جعلها محل شك في بناء كثير من العلاقات.
أشتون كاتشر
ولد عام 1978 وفاجأ جمهوره قبل سنوات بارتباطه بالفنانة ديمي مور، التي
تكبره بأكثر من 20 عاماً، وهو الذي يعتبر من اشد الممثلين وسامة في
هوليوود، خصوصاً انه كان يعمل في مجال عرض الأزياء. درس كاتشر الهندسة
الكيميائية والحيوية، وكان يريد ان يتخصص في مجال يكسبه مالاً لعلاج شقيقه
التوأم المصاب بمرض القلب. تم اكتشافه من قبل متقص للنجوم في ولاية أيوا،
وتم اختياره للدخول في مسابقة العارضين (الوجوه الجديدة في ولاية أيوا).
وبعد حصوله على المركز الأول، فاز برحلة إلى مدينة نيويورك من أجل اتفاقية
مع مؤسسة العارضين والموهوبين العالمية، ومن منصة العرض انطلق الى عالم
هوليوود.
كيفن كلاين
ولد عام ،1947 حاصل على جائزة الأوسكار لأفضل ممثل مساعد عن دوره في فيلم
«السمكة اسمها واندا». يحب كلاين التمثيل على خشبة المسرح، فهو يرى فيها
الفن الحقيقي الذي يظهر من دون تجميل مشاعره وردود الفعل من المشاهدين،
وليس كالسينما التي قد تظهره، حسب رأيه، شاباً صغيراً وهو ليس كذلك، لكن
السينما تدر عليه المال اكثر. يعمل كلاين ايضا في مؤسسات لدعم الشعوب
الإفريقية، فهو مقتنع بأن عنصرية اميركا تجاه السود التي انتهت، ستظل وصمة
عار تهدد ديمقراطيتها.
الإمارات اليوم في
21/02/2011 |