تنبأت السينما المصرية بما حدث وخروج شباب مصر في ثورة 25 يناير علي النظام
واسقاطه ورغم ان هذه الأعمال كانت قليلة مقارنة بما انتجته السينما المصرية
خلال الفترة الاخيرة ولكن هذه الافلام كان باستطاعتها التنبؤ بالمستقبل.
فيلم "النوم في العسل" انتاج 9 فبراير 1996 قصة وسيناريو وحوار وحيد حامد
واخراج شريف عرفة وبطولة عادل إمام ودلال عبدالعزيز وشيرين سيف النصر وعلاء
ولي الدين.. وتبدأ الاحداث بانتحار عريس شاب ليلة زفافه تحت عجلات قطار
مسرع ليلا بعد فشله في إثبات رجولته. كما يقوم سباك بقتل زوجته لأنها سخرت
من عدم قدرته كرجل أيضًا. ويتساقط الضحايا بين المشاجرات الزوجية التي تمتد
إلي داخل قسم الشرطة ليتولي عميد الشرطة مجدي ويؤدي دوره عادل إمام في دور
رئيس مباحث القاهرة الذي يكتشف وباء يسبب العجز الجنسي للرجال في القاهرة
بما فيهم هو نفسه وتحاول الحكومة اخفاءه بطريقة كله تمام خوفا من مجابهة
المشكلة ويرفض مجلس الشعب ووزارة الصحة التحقيق فيه ويلتقي بصحفية شابة
"شيرين سيف النصر" تحاول نشر الموضوع في الصحافة ولكنها تصطدم بمعارضة
رؤسائها وتضليل الشعب خاصة وان العجز الجنسي اصبح ظاهرة انتشرت بشكل سريع
بين غالبية طوائف الشعب وهذا العجز ما هو الا هموم واوجاع اصابت ابناء هذا
الشعب مما دفع العميد مجدي لقيادة الجماهير الغاضبة لكي تقف أمام مجلس
الشعب المصري وتنادي "آه..آه".
استطاع المخرج الراحل يوسف شاهين قبل وفاته وبمساعدة خالد يوسف أن يقدم ذلك
المشهد الذي رأيناه جميعا علي شاشات التليفزيون من انقلاب الشعب علي
الشرطة. وذلك من خلال آخر أعماله السينمائية "هي فوضي" انتاج 28 نوفمبر
2007 حيث يدورحول الفساد في جهازالشرطة المصرية. ويجسد كل هذا في شخصية
أمين الشرطة "حاتم" "خالد صالح" الذي تدور حوله كل أحداث الفيلم حيث صور
رجل أمن "أمين شرطة" متسلط ومتحكم في الأبرياء من الشعب بحكم سلطته حتي وإن
كان أمين شرطة. وقد أدي تسلط هذا الأمين علي الناس في النهاية إلي ثورة
شعبية قادت جميع المظلومين من تسلطه إلي القسم الذي يعمل به واقتحامه
والقبض عليه حتي قتل هذا الأمين نفسه. وهنا إشارة واضحة إلي انتصار سلطة
الشعب وإرادته علي أي سلطة حتي وإن طالت الفترة الزمنية فلابد للشعب أن
يأخذ بثأره.
فيلم "حين ميسرة" ناقش قضية العشوائيات في مصر وخطورتها علي المجتمع
وتمثيلها علي أساس أنها قنبلة موقوتة يمكن في أي لحظة أن يخرج قاطنوها
للمطالبة بحقوقهم المسلوبة حتي تمكن أفرد الأمن من تفجيرها في نهاية الفيلم
وهو تجسيد شديد الوضوح علي ما حدث علي أرض الواقع من استخدام أفراد الأمن
للعنف ضد كل من طالب بحقه حتي سقط ضحايا.
فيلم "دكان شحاتة" بدأ منذ أحداث 1977 عام الانتفاضة الشعبية الشهيرة
وينتهي عام 2013 وقد تنبأ ببعض الأحداث التي تجسدت أمامنا بوضوح في المشهد
الحقيقي. حيث كان آخر مشاهد هذا الفيلم هو انتشار الفوضي العارمة وغياب
الأمن والأمان عن مصر حتي أصبحت السرقة علنية والاضطهاد الديني. وهو المشهد
الذي أثارجدلا كبيرا قبيل خروج الفيلم للنور حتي عرض علي جهات سيادية وافقت
عليه.. كما ناقش مشكلة تدمير القيم المصرية والتي ادت الي الكثير من تدمير
لكيان مصر وهذه الروح لم تتغير الا بعد ثورة 25 يناير وروح الحب والقيم
والعادات المصرية التي عادت للشارع المصري وتدور احداث الفيلم حول شحاتة
"عمرو سعد" ابن الجنايني "محمود حميدة" الذي فتح دكان فاكهة واطلق عليه اسم
ابنه شحاتة.. ويعاني شحاتة من سطوة اخوته ومعاملتهم السيئة لغيرتهم الشديدة
منه وتلفيق التهم له لابعاده والفيلم ينتهي بمأسأة.
فيلم "خيانة مشروعة" ألمح إلي كم التدخل الأمني في عملية الانتخابات
البرلمانية بعد أن تواطأ الأمن مع المرشح صاحب النفوذ الأقوي.
هناك أفلام المحت الي ضياع حقوق الشعب المصري ومنها "عايز حقي" انتاج 2003
وتدور احداثه عندما يقرأ السائق صابر الطيب الشاب المصري الذي يريد ان يعيش
ويكون اسرة ويتزوج ممن يحب نص الدستور الذي يقر أن من حق أي مواطن جزءًا من
الملكية العامة. فيرفع قضية مطالبا بحقه في المال العام. وأن يحصل علي شقة
يتزوج فيها. يتم القبض عليه بتهمة تحريض الجماهير. يحصل علي الحكم بالبراءة
ويسعي ومن معه الي جمع توكيلات من ابناء الشعب المصري لبيع ممتلكاتهم ولكنه
يكتشف ان البيع سيضر بمصر والمصريين كما يكشف الفيلم بوقت مبكر فكرة
الخصخصة وبيع القطاع العام وذلك في فترة مبكرة من تلك الأزمة حتي ظهر ما
عرف بالصكوك الشعبية وهو المشروع الذي تبناه وزير الاستثمار السابق محمود
محيي الدين والذي كان من الممكن أن يؤدي به إلي بيع المصريين لحصصهم من
المال العام وبالتالي اختفاء القطاع العام .. والفيلم إخراج أحمد نادر جلال
والفيلم مأخوذ عن فكرة للكاتب الراحل الساخر يوسف عوف سيناريو وحوار طارق
عبد الجليل وبطولة هاني رمزي وهند صبري.
فيلم "ظاظا" انتاج 2006 اخراج علي عبد الخالق تأليف طارق عبد الجليل وتنبأ
بالانتخابات الرئاسية ولكن ليس علي طريقة الحزب الوطني والفيلم واجه الكثير
من الصعاب من الجهات الرقابية التي كانت تحاول منع تصويره وعرضه فهو فيلم
أقرب إلي الفانتازيا. فيلجأ هاني رمزي ومؤلف الفيلم إلي التحايل فيتخيلان
دولة. ليست مصر. يحكمها حاكم منذ وقت طويل وحكومته تسلب أموال الشعب حتي
يظهر أحد المواطنين علي ساحة الانتخابات الرئاسية تتعاطف معه الجماهير ويتم
انتخابه رئيسا ويبدأ في التخلص من جميع سلبيات العهد السابق ويحاول بناء
دولة جديدة والقضاء علي الفساد.. وفي نهاية الفيلم يتعرض الرئيس الجديد
لمحاولة اغتيال ولا نعرف إذا كان قد مات أم لا إلا أنه في اللحظات التي تم
اغتياله فيها كانت زوجته تضع مولدهما الأول. وهو إسقاط مباشر علي ذلك الجيل
الجديد القادم. وهذا الجيل الذي استطاع إشعال نيران ثورة 25 يناير للتخلص
مما أسموه بالعهد الديكتاتوري.
فيلم "زواج بقرار جمهوري" يعبر عن هموم الشعب المصري واكاذيب السلطة في
تجميل صورة الشارع المصري في عين الحاكم والفيلم المح وصرّح بما يعانيه
المواطن المصري البسيط. وظهر هذا واضحا من خلال الكم الكبير من مطالب ابناء
شعب مصر التي وصلت الي هاني رمزي بطل الفيلم عندما علمت جموع الشعب بان
رئيس الجمهورية سيحضر زفافه وهنا ننظر الي ان الشعب يبحث عن واسطة بينه
وبين حاكمه في ظل وجود طبقة من المنتفعين ورموز الفساد من وزراء وسلطة
زائفة.
في ظل البحث عن وجود صوت يخترق حصار رجال السلطة للرئيس ومنعه من الوصول
الي الشعب لا ننسي فيلم "طباخ الرئيس" وما كان يفعله المسئولون والوزراء من
اخفاء حقيقة حياة شعب مصر عن الرئيس لدرجة اخلائهم الشوارع عندما يريد
الرئيس النزول للشارع والفيلم يحكي قصة "متولي" طباخ شعبي يقابله الرئيس
عند نزوله للشارع ويرشحه للعمل طباخ رئيس الجمهورية الذي يحبه ويمثل نبض
الشعب بالنسبة إليه . وينقل له أخبار الشعب وما يقولوه عنه من آخر النكت
واحوال الشعب في الشارع انتاج 2008 بطولة : خالد زكي طلعت زكريا داليا
مصطفي والمطربة الشعبية أمينة وسامح حسين إخراج : سعيد حامد وربما كان
الشباب المصري الذي تجمهر في ميدان التحرير بالقاهرة مطالبا بالتغيير هو
امتداد لشخصية شاب في الفيلم استشهد من جراء التعذيب. ورغم ذلك كانت
الابتسامة تزين وجهه وهو يردد: " ليا مين غيرك يا بلدي ليا مين نحنا ياما
خدنا منك فيها إيه لو مرة ندّي".. وربما كان مشهده الأخير تجربة سينمائية
متقدمة عن مشاهد حقيقية حدثت بعد ذلك في ميادين وشوارع القاهرة.
الجمهورية المصرية في
17/02/2011
فنون يقدمها : محمد صلاح الدين
قرارات لجنة دعم الأفلام.. كانت شرارة البداية!
حسام حافظ
الذين تابعوا وقائع ثورة الشباب الغاضب لاحظوا أن السينمائيين المصريين
كانوا طليعة الفنانين الذين تعاطفوا مع الثورة واختاروا التصميم علي اسقاط
النظام ورفضوا باصرار كل دعاوي التهدئة.
والسؤال الآن: لماذا السينمائيون بالتحديد كان رفضهم واضحا وقاطعا بهذا
الشكل؟ والإجابة لأسباب كثيرة منها ما هو عام وما هو خاص!
لكن القشة التي قصمت ظهر البعير كان الإعلان من قبل يوم 25 يناير عن نتائج
لجنة دعم الأفلام بوزارة الثقافة التي أعلنت باختصار انه "لم ينجح أحد"!!
بمعني أن ال "76" مشروعا سينمائيا التي تقدمت للحصول علي الدعم تم رفضها
جميعا!! ومن هنا بدأت "ثورة السينمائيين".
مهزلة لجنة الوزارة
بدأت مظاهر التمرد باصدار بيان للسينمائيين بعنوان "مهزلة لجنة الدعم" جاء
فيه رفضهم القاطع لقرارات اللجنة الظالمة ومطالبة السينمائيين بالتحقيق في
أسباب ما حدث.. وكالعادة أصيبت وزارة الثقافة بالخرس.. كما كان حال النظام
عندما هب الشباب في ثورة الغضب.. وقد وقع علي البيان أسماء كبيرة مثل: داود
عبدالسيد ود. يحيي عزمي وهاني فوزي ومحمد خان ود. كامل القليوبي وسيد سعيد
وأحمد رشوان وأحمد عاطف ووسام سليمان وانضم اليهم بعض النجوم الشباب مثل
آسر ياسين وعمرو سعد وبسمة وانطلق تامر حبيب الي ميدان التحرير ومعه
العشرات من الفنانين منهم: خالد يوسف وعمرو واكد وخالد الصاوي وخالد النبوي
وعمر سلامة ومحمود خالد دياب وخالد ابوالنجا وبدأ انضمام الفنانين لثورة
الشباب.
حتي الفنانة الكبيرة سميرة أحمد والتي ترشحت في انتخابات مجلس الشعب
الأخيرة وتم تزوير الانتخابات لاسقاطها لم تمنع نفسها من التعاطف مع
الشباب. وأعلنت ان ابنتها الوحيدة "جليلة" انضمت للمظاهرات.. وقالت: "الحمد
لله أنني لم أنجح في الانتخابات لأكون عضوة في هذا المجلس "المزور" والذي
يجب ان يتم حله فورا.. وللعلم فان هذا المجلس ورئيسه فتحي سرور يعلم تماما
انه مزور.. المشكلة اننا كنا نخدع أنفسنا. وحان وقت كشف الحقائق"!
إهانة السينمائيين
* يقول كاتب السيناريو هاني فوزي: رفض لجنة وزارة الثقافة لكل مشروعات
السيناريو ال "76" التي تقدمت أعتبره إهانة بالغة لكل السينمائيين في مصر.
إهانة من النظام الفاسد للجميع سواء كبارا أو شبابا.. لأن معني ذلك أنه لا
أحد في مصر يستحق الدعم. وأن كل السيناريوهات لا تصلح ان تكون أفلاما
سينمائية وهذه كارثة. وأسوأ نهاية لوزارة الثقافة في النظام السابق
الفاسد.. لقد رفضنا الانسياق وراء تقديم أفلاما تافهة وتساير الموجة. ولا
تقدم شيئا. أو خالية من الفكر والمضمون. وتكون النتيجة ان وزارة الثقافة
البائدة ترفض دعم أعمالها المتمردة أساسا علي السوق السينمائي.. معني ذلك
إما أن تقدم "بون سواريه" أو تتوقف تماما عن العمل وتجلس في بيتك.. لذلك
انفجر السينمائيون مع الشباب الغاضب وساند الثورة من أول لحظة..
السينما أداة للتغيير
* تقول الفنانة بسمة: من الطبيعي جدا ان يكون السينمائيون علي رأس الغاضبين
والمنضمين للثوار في ميدان التحرير. لأن السينما طول عمرها أداة للتغيير.
ولم تكن يوما للتبرير. أو لبقاء الأنظمة الفاسدة.. بل كانت مع الثورة علي
الظلم والدليل أن شباب المخرجين طوال الأسبوعين الماضيين خرجوا بالكاميرات
الي الشوارع وقدموا صورة صادقة لحقيقة الثورة. فمثلا هاني خليفة قام
بالتصوير وكذلك ماريان خوري وهاني عادل وأحمد رشوان.. وسوف يشاهد الجمهور
هذه اللقطات النادرة والوثائق المصورة عن ثورة مصر كلها الي جانب الشباب
العظيم. فالسينما مع التغيير وضد الجمود والتخلف..
الحل الوحيد
* المخرج الشاب محمد دياب يقول: اعتقد ان شرارة الغضب عند السينمائيين بدأت
قبل 25 يناير بسبب قرارات لجنة الدعم التي رفضت كل المشاريع المقدمة. وجاءت
ثورة الشباب لتقدم الحل الوحيد أمام هذه الأوضاع المتردية.. ماذا كان السوق
يلفظ أفلامي وأفكاري. ثم تأتي وزارة الثقافة لترفض دعمها لتقديم أنواعا
أخري من الأفلام.. معني ذلك إنه لا حل إلا بالثورة علي هذه الأوضاع. لأن كل
النوافذ قد اغلقت أمامي.. وكل الطرق انقطعت إلا طريق الثورة والرفض لكل
السياسات الفاشلة لوزارة الثقافة والنظام كله. حتي وصلنا الي الوضع الذي
نحن عليه!
الضغط النفسي
* يقول الفنان خالد الصاوي: خروج السينمائيين مع الشباب الغاضب نتيجة
طبيعية للضغط النفسي الذي كنا نعيشه. من المستحيل ان الأمور سوف تستمر بهذه
الطريقة التي كانت تدار بها شئون هذا البلد العظيم. فقد حاول السينمائيون
كسر هذا الطوق الأمني والفكري والسياسي الذي كاد ان يخنق السينما المصرية.
لدرجة ان المخرج الذي يذهب للخارج من أجل تمويل فيلمه يتهمونه بالعمالة
والخيانة. وفي الداخل لا توجد سوي أفلام الهلس والتخدير للناس. أين يعمل
الفنانين في ظل هذه الظروف.. وما الذي يستطيع تقديمه. لقد انتهي وقت الكلام
وبدأ وقت الفعل. الحرية الآن تنادي جميع الفنانين من أجل تقديم أجمل
الأعمال لتسجيل هذه اللحظة التاريخية.
مناخ جديد
* يقول الفنان هاني سلامة: إننا نبحث الآن عن مناخ أفضل للإبداع سواء علي
مستوي الانتاج أو مستوي الطرح السياسي والأفكار الجديدة.. والأفلام
الشبابية بحق وحقيقي. انني سعيد بأن السينمائيين كانوا طليعة الفنانين
الذين تعاطفوا مع الثورة ضد الظلم والفساد. لقد تحولنا الي غرباء في هذا
الوطن. كنا نجد صعوبات هائلة للتعبير عن أفكارنا. وأصبحنا نستجدي حرية
التعبير وكأنها منحة من الحاكم.. الي جانب المشاكل الكثيرة التي كانت
تسببها الرقابة السياسية علي الأفلام والسيناريوهات. اليوم نستطيع القول
بأن السينما المصرية تولد من جديد مع ثورة الشباب.
الجمهورية المصرية في
17/02/2011
ليل ونهار
ولو كانت مستورة!
محمد صلاح الدين
* في ذكري مولد النبي الكريم نتذكر قوله صلي الله عليه وسلم: "من ولي منكم
عملا فأراد الله به خيراً جعل له وزيرا صالحا.. إن نسي ذكره. وان ذكر
أعانه"!
* وقوله كذلك: "من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من
كرب يوم القيامة.. ومن يسر علي معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة.. ومن
ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة. والله في عون العبد ما كان العبد
في عون أخيه".
* وبمناسبة عيد الحب أتذكر قول عباس العقاد: خلاصة التجارب كلها في الحب..
لأنك لا تحب حين تختار. ولا تختار حين تحب.. واننا مع القضاء والقدر حين
نولد وحين نموت وحين نحب!!
* الذي يتعقب الثورات التي قامت في العالم كله.. يجد أن سببها الأول هو
"الفساد" الذي فشي بسبب الظلم. ومحاباة طائفة من الفسدة يصرفون شئون الحكم
علي أهوائهم ويتم تسميتهم أحيانا "بالبطانة".. وفي العادة يعطل هؤلاء عن
الحاكم كل سبل الاصلاح والعدل والمساواة والحرية. حتي لا يذهب الخير إلي
بقية الناس.. ويبقوه عندهم وحدهم!! وسبحان من له الدوام!
* والذي أسقط النظام عندنا ليس هو سرقة ملايين الشعب فقط.. وانما هو سرقة
"ملاليم" الشعب أيضا.. أي تفرغ الوزراء وكافة المسئولين للانتقام من الناس
من بيوتهم وعند قضاء مصالحهم. باختراع الضرائب والزبالة وكروت الكهرباء
وجباية الداخلية بالمخالفات والرسوم الباهظة وشقق القانون الجديد وارتفاع
الأسعار بقرارات فردية من الوسطاء الظلمة والتجار الجهلاء.. وهذا الشباب
صغير السن نشأ في أحضان آباء يتكلمون في هذه المشاكل ليل نهار حتي ولو كانت
دخولهم أو معاشاتهم مستورة.. فلم لا يثورون؟!
* ولكن تظل أكثر اشكالية في الفساد هي دفع الرشوة أو الاكرامية من الشعب
إلي الدولة أو إلي موظفي الحكومة للحصول علي الخدمات العامة.. وهذا في حد
ذاته هو ما رسخ مظاهر الفساد في المجتمع.. والذي للأسف انتقل من السلطة إلي
الشعب وليس العكس!!
* لابد اذن في البداية من انشاء ديوان حقيقي وفاعل للمظالم لتلقي الشكاوي..
وتليفونات معلنة باستمرار لتلقي البلاغات الخاصة بالفساد للتحقيق فيه حتي
يرتدع الجميع!!
* بالصدفة كانت مجلة "إيكونوميست" البريطانية قد أصدرت تقريرا في الشهر
الماضي احتلت فيه مصر المرتبة 138 عالميا و12 عربيا في قائمة الدول الأكثر
استبدادا.. وأرجع التقرير تراجع مصر بهذا الشكل في الترتيب العالمي
للديمقراطية. إلي زيادة تشديد قبضة النظام.. وكذا التدهور في حريات وسائل
الاعلام!!
* وسط الفرحة العارمة باستنشاق هواء الحرية أرجو ألا ينسي أحد محاولات
الصحفيين المختلفة والمتنوعة والمستمرة في طرح هموم الوطن وكشف قضايا
الاخلال بالمجتمع في الصحافة الخاصة وحتي القومية التي كانت تعاقب باستمرار
بسبب جرأتها رغم تدني المرتبات والخدمات فيها.. إلا أنها لم تهادن الحكومات
في تقصيرها.. وكذلك لا ننسي المنظمات الحقوقية المحترمة ومنها الجمعية
المصرية للنهوض بالمشاركة المجتمعية بدراساتها وأبحاثها القيمة لخدمة
الوطن.
* يقول البيهقي: سميت القاهرة لأنها تقهر من شذ عنها ورام مخالفة أمرها.
وقدروا أن منها يملكون الأرض ويستولون علي قهر الأمم!!
Salaheldin-g@hotmail.com
الجمهورية المصرية في
17/02/2011
ملك البحار وثيقة سينمائية لما قبل 200 مليون
سنة
المركز العلمي يدشِّن اليوم عروضه للجمهور
فادي عبد الله
يبدأ اليوم عرض الفيلم العلمي الوثائقي «ملك البحار» للجمهور، في صالة «آي
ماكس» بالمركز العلمي.
قدم المركز العلمي العرض الأول لفيلم «ملك البحار» في حفل خاص بصالة «آي
ماكس»،
بحضور كوكبة من أهل الإعلام والصحافة.
في البداية ألقى رئيس مجلس الإدارة العضو المنتدب للمركز العلمي مجبل
المطوع
كلمة قال فيها: «يقدم المركز العلمي الجديد من الأفلام
الوثائقية والتعليمية، وفيلم
ملك البحار (SEA REX)
ثلاثي الأبعاد ينقلنا إلى زمن سحيق ما قبل 200 مليون عام، مع
حيوانات حجم الواحد منها يساوي ستة أفيال مجتمعة».
وأضاف المطوع أن الفيلم رائع وسيكون مادة علمية للطلبة والدارسين ولجمهور
المركز
العلمي العريض الذي قارب على ستة ملايين زائر منذ افتتاحه عام
2000.
ثم توجه بالشكر إلى شركة النظائر، خصوصاً علي الرفاعي والمهندس فهد زكور،
إذ
بدأت عملية الدبلجة في استوديوهاتها، والشكر موصول إلى من أدى
الدوبلاج لشخصيات
الفيلم السبعة وهم: يوسف مصطفى وفريدة دهراب وحسين دشتي وإيهاب غسان وفيصل
الشمري
ومها صبراوي وزينب خان، ثم بارك ليوسف مصطفى منصبه الجديد وكيلاً مساعداً
لشؤون
الأخبار والبرامج السياسية.
ثم تحدث الإعلامي يوسف مصطفى بادئاً: «أشكر الثقة الغالية التي أولاني
إياها سمو
رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الصباح، بترشيح من وزير
الإعلام وبدعم من كل
الشرفاء والمخلصين الذين رأوا أنني أستحق هذا المكان، والشكر موصول إلى
رجال
الإعلام والصحافة الذين زاملوني خلال فترة عطاء امتدت إلى أكثر من ربع قرن
من
الزمان».
وأضاف: «أتمنى أن تكون هناك عملية مواصلة بيننا وبينكم في الإعلام حتى
نرتقي
بالقطاع الذي سأتولى شؤونه، لنكمل مسيرة الإعلام الكويتي ليكون
رائداً يُشار إليه
بالبنان».
وأشاد يوسف مصطفى بجهود رجال المركز العلمي المخلصين، وفي مقدمتهم المهندس
المبدع مجبل المطوع «الذي أعطاني إضافة كبيرة جداً على المستوى
الشخصي، إذ إن هذه
الأفلام التي يتم التعليق عليها ليست سهلة، فقد صرفت عليها الملايين،
ويستطيع
الإنسان أن يتعرف من خلالها على إبداع خالق السموات والأرض والبحار على
الأسرار
العجيبة التي أوجدها وخلقها الخالق حتى يتبصر الإنسان كيف هي
الدلائل التي تشير إلى
عظمة ووجود الله عز وجل».
أما نواف الرديني من المركز العلمي فقد أشار إلى تفاصيل أخرى عن الفيلم
بقوله:
«عرض
الفيلم للمرة الأولى في 14 مايو 2010 في الولايات المتحدة الأميركية، ويعرض
حالياً في 15 دولة، وسيتم تدشين الفيلم في المركز العلمي ابتداءً من الخميس
17
فبراير الجاري».
ومضى الرديني بالقول: «تم انتاج العمل بمشاركة 5 شركات مختلفة في مجال
«الأنيميشن»،
مدة الفيلم 41 دقيقة إذ استغرق انتاجه وتصويره 4 سنوات وبلغت تكاليفه 5
ملايين دولار، شكل الفيلم تحديا كبيرا
لمخرجيه باسكال فونغ ورونان شابلان، إذ
اضطرا لاستخدام طرق جديدة في التصوير والمونتاج لتوظيف الصور
والرسومات التي نفذت
على الكمبيوتر لإعطاء المادة التاريخية حقها في هذا الفيلم، وقد تم تصوير
العمل في
عدة مواقع منها متاحف في فرنسا وانكلترا ومصر ونيوزيلندا».
الجريدة الكويتية في
17/02/2011 |