شاركت أفلام «ميكروفون»، «الطريق الدائري»، «شوق»، في مهرجان القاهرة
السينمائي الدولي الذي اختتم اعماله في منتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي،
والفيلم الأخير مثل مصر داخل المسابقة الرسمية والفيلمان الآخران ففي
المسابقة العربية والأفلام الثلاثة تقع في إطار السينما محدودة التكاليف
وينطبق عليها تعريف صار ملتبسا وهو «السينما المستقلة» وهي سينما لم يستقر
بعد مدلول لفظي عليها ولهذا سوف نعتبر أن هذا هو التوصيف الحالي أو المؤقت
لها.
وبالطبع فإن كلمة «مستقلة» تاريخيا تعبير أطلق على الأفلام التي ظهرت في
أميركا منذ الثلاثينات وهي خارج إطار شركات هوليوود الضخمة الإنتاج التي
تعتمد على الميزانيات الكبيرة وتسند البطولة لكبار النجوم الذين تقطع من
أجلهم تذاكر الدخول للسينما وتحقق أيضا بالتالي هذه الأفلام أعلى الإيرادات
وهكذا بدأت هذه السينما المستقلة في أميركا كنوع من الاحتجاج الفني على تلك
الأفلام فجاءت هذه الأفلام موازية لها وليست بديلا عنها.
أما في مصر فإن هذه الأفلام لم نعرفها إلا قبل 4 سنوات فقط وكانت البداية
مع المخرج إبراهيم بطوط بفيلمه «إيثاكي».. أغلب هذه الأفلام تصور بكاميرا «ديجيتال»
بغرض التوفير وأيضا لأنها لا تعتمد على نجوم الشباك بل تتم الاستعانة غالبا
بوجوه جديدة بعضها يقف لأول مرة أمام الكاميرا ولهذا تعبر هذه الأفلام عن
أفكار وومضات مخرجيها وليس شطحات نجومها.
المخرج يقدم أفكاره دون خوف من اعتراض نجم الفيلم وأثبتت هذه الأفلام
جدارتها في المهرجانات.. وهكذا مثلا حصدت مصر جائزتين في نهاية شهر أكتوبر
(تشرين الأول) الماضي: واحدة من مهرجان «ترايبيكا» الدولي في الدوحة عن
فيلم «الحاوي» لإبراهيم بطوط وهي جائزة أفضل فيلم عربي والثانية «التانيت
الذهبي» من مهرجان «قرطاج» عن فيلم «ميكروفون» لأحمد عبد الله وهذا الفيلم
يشارك في مهرجان القاهرة داخل المسابقة العربية ويشترك أيضا في مهرجان
«دبي» الذي يفتتح يوم 11 ديسمبر الحالي مع فيلمين آخرين وهما «الخروج»
و«765».. هذه الأفلام تجد بالتأكيد صعوبة في العرض الجماهيري داخل مصر رغم
حصولها على جوائز هامة فلم يستطع الجمهور أن يتوافق معها.
عرض جماهيريا في العام الماضي فيلما «عين شمس» لإبراهيم بطوط و«هليوبوليس»
لأحمد عبد الله ولم يحققا إيرادات.. عرض مؤخرا وعلى استحياء وفي عدد محدود
جدا من دور العرض فيلم «بصرة» للمخرج أحمد رشوان بين أفلام العيد وأيضا
أخفق جماهيريا رغم أنه فيلم تنساب فيه الدراما مع الصورة لتصنع حالة خاصة..
لم أشعر في البداية بارتياح عندما قرأت اسم «بصرة» على اعتبار أن هناك
تعسفا بين لعبة الكوتشينة الشهيرة «البصرة» وبين مدينة «البصرة» بالعراق
إلا أن الفيلم عندما شاهدته اكتشفت أنه لا يضع هذا الفرض باعتباره قيدا على
الدراما ولا على عمق الفكرة ولأنه في النهاية سيجد أمامه هذا التوافق بين
البصرة في الكوتشينة وبين اغتصاب البصرة في العراق الكل مغتصب في اللعب وفي
الحرب وفي الحب وتلك هي «البصرة» التي أرادها المخرج!! في عز الأزمة التي
تعيشها ولا تزال السينما المصرية كان ينبغي أن يبرق ضوء أبيض أراه دائما في
تلك التجارب التي تخرج عن النمط الإنتاجي السائد.. تحاول أن تعثر على بديل
لا يفرض شروطا على صانع العمل الفني.. السينما المصرية هي ابنة السوق التي
تفرض على المخرجين الانسحاق أمام النجوم - لا أتحدث بالضرورة عن النجم
عندما ينتج - ولكن كل النجوم
Super Star
يقدمون أفلامهم وليست أفلام المخرجين فهم الذين يتحكمون في كل التفاصيل..
كان جيل الثمانينيات: «خان، داود، الطيب، بشارة» لديه أحلام أخرى ساعده على
تحقيقها أن هناك بطلا مثل أحمد زكي، مثلما أضافوا له ألقا ووهجا أضاف هو
لهم وكان أيضا من بين النجوم نور الشريف رغم أنه بدأ مشواره في نهاية
الستينات لكنه توافق مع أحلام جيل الثمانينات فلقد كان أحمد ونور نجمين
ملتزمين بأفكار هؤلاء المخرجين وبنسبة كبيرة كانا حريصين على الذوبان الفني
في تلك المشروعات المنسوبة إلى مخرجيها.. أما هذا الجيل من المخرجين فكيف
يحقق أحلامه وأمامنا النجوم الجدد يسيطرون أيضا على مفردات الفيلم
السينمائي؟ بعض المخرجين الشباب اعتقد أن الحل في الاستعانة بالوجوه
الجديدة ولكننا في أغلب هذه الأفلام لم نعثر على شيء يحمل بصمة خاصة.. كان
فيلم «أوقات فراغ» 2006 محاولة على مستوى الفكرة والتناول ولكن الرؤية
الإخراجية لمحمد مصطفى كانت تنتمي إلى زمن آخر وهكذا رأينا.. كانت أغلب
شركات الإنتاج تفرض في كثير من الأحيان نجوم جدد على المخرج الجديد وهو في
نفس الوقت لا يستطيع الرفض لأنه يريد إنجاز مشروعه فكان لا بد من العثور
على طريق آخر.. سينما طازجة قدمها أحمد رشوان في فيلمه «بصرة» الذي كتب له
أيضا السيناريو يمزج فيها بين حالة البطل (باسم سمرة) التي تتماهى مع أحداث
الغزو الأميركي البريطاني للعراق 2003.. كانت قناة «الجزيرة» حاضرة في هذا
الفيلم وهي توثق الحدث حتى رحيل المذيع طارق أثناء القصف الأميركي وهو يؤدي
واجبه يتحول إلى حالة درامية تمهد لرحيل صديق «باسم سمرة» الذي أدى دوره
الفنان الأردني إياد نصار.. البطل مصور فوتوغرافيا يبحث عن ومضات الحياة
بينما يعيش الفوضى في حياته.. الأبطال كلهم نتاج فوضى الحياة ولكنهم يبحثون
عن خطوط بعيدة جدا ربما تجمع هذه الفوضى.. الوجوه في هذا الفيلم لا تمثل
ولكننا نصدق أنها تعيش بيننا.. «باسم سمرة» ينتمي إلى هؤلاء الذين تراهم
كثيرا في الشارع ويحافظ دائما أمام الكاميرا على أن يظل هو هذا الإنسان
الذي تلتقي به دون أن يشعرك أن هناك كاميرا بينك وبينه.. عدد من الممثلين
كانت هذه هي تجاربهم الأولى: يارا جبران، ناهد السباعي، فاطمة علي، استطاع
المخرج الحفاظ على بكارتهم أمام الكاميرا.. أما باسم سمرة وإياد نصار
فإنهما رغم احترافهما فإن المفتاح في الأداء الذي اتكأ عليه المخرج هو
الروح التلقائية.. مدير التصوير فيكتور كريدي أبدع في تنفيذ اللقطات وخلق
الإضاءة خاصة الداخلية وكان قد حصل على جائزة التصوير في مهرجان «فالنسيا»
وقبل عامين حصل الفيلم أيضا على جائزة أفضل سيناريو من مهرجان «القاهرة»!!
قيمة هذا الفيلم (بصرة) أنه أخذ قطعة من الحياة وأحالها إلى شريط سينمائي
نطل منه على حياة الأبطال لنرى حياتنا!! تجد في الفيلم درجة انضباط في
كتابة السيناريو أي إن هناك تحضيرا مسبقا للكاتب والمخرج أحمد رشوان بينما
مثلا إبراهيم بطوط في فيلمه «الحاوي» ترك لممثليه إمكانية الارتجال أكثر بل
بنسبة تزيد عن 90 في المائة من الحوار داخل هذا الفيلم نجدها من وحي
الأبطال بل ووحي اللحظة وربما لهذا السبب حصل الفيلم على جائزة أفضل فيلم
في «الدوحة» من لجنة التحكيم التي رأستها يسرا وكان من بين أعضائها سلمى
حايك النجمة العالمية.. قدم بطوط ما يمكن أن نطلق عليه تعبير «دراما
الواقع» على غرار «تلفزيون الواقع».. حيث إن الزمن الواقعي يقترب من الزمن
الفني.. كما أن الحوار في الحياة بما فيه من لحظات صمت على سبيل المثال
تصبح هي أيضا اللحظات التي تلتقطها الكاميرا.. التصاق كان يبدو حادا جدا
إلى درجة التطابق ولكن تلك هي أفكار ومنهج «بطوط».. بينما يقف أحمد عبد
الله في فيلمه «ميكروفون» في مرحلة متوسطة بين انضباط الحوار لدى أحمد
رشوان والحرية التي تصل إلى حدود الارتجال عند بطوط.. المخرج والكاتب أحمد
عبد الله استند بالتأكيد إلى حوار مكتوب سمح لأبطاله بحفظه وقبل ذلك
بالاتفاق عليه ولكنه في نفس الوقت يحافظ على الإحساس التلقائي ليس فقط في
كلمات الحوار ولكن في أسلوب أداء الحوار.. تعامل أحمد عبد الله في فيلم
«ميكروفون» مع نجوم محترفين أمثال خالد أبو النجا ومنة شلبي ويسرا اللوزي
على الجانب الآخر كان القسط الوافر من الممثلين هم من الهواة الذين يقف
بعضهم لأول مرة أما الكاميرا ورغم ذلك نجح في أن يمنحنا الإحساس بأن الجميع
من الهواة.. الفيلم يقدم حياة الشاب الذي يؤدي دوره خالد أبو النجا يعود من
الخارج ليكتشف أن حبيبته التي أدت دورها منة شلبي تريد الهجرة ويغني في
النهاية «شيخ البلد خلف ولد ساب البلد»!! السينما المصرية التي عانت كثيرا
في السنوات الأخيرة من سيطرة شطحات النجوم الذين كانت تصنع لهم ومن أجلهم
الأفلام تشهد بارقة أمل جديدة في تلك الأفلام التي تنحاز إلى أفكار وومضات
مخرجيها سواء أطلقت عليها سينما مستقلة أو مختلفة أو أي تسمية أخرى فإنها
في النهاية سينما قادرة على المنافسة ودعونا ننتظر مساء يوم الخميس القادم
وما الذي تسفر عنه نتائج مهرجان القاهرة السينمائي الدولي!!
الشرق الأوسط في
04/02/2011
العمل الفني الاستعراضي يعود من جديد إلى
الواجهة قلة من الفنانات أجادته
بيروت: فيفيان حداد
يشهد العمل الاستعراضي أو الـ(show business)
كما يسمونه على الساحة الفنية رواجا ملحوظا في الفترة الأخيرة بحيث ينكب
عدد من المحطات التلفزيونية على إضافته في برامجها الفنية وتحاول بعض
الفنانات استحداثه في إطلالتهن على المسرح.
ولعل محطة الـ«إل بي سي» كانت السباقة بين زميلاتها في إدراج هذا الفن ضمن
برامجها الفنية منذ نحو 10 سنوات فاستهلته مع البرنامج الرياضي «ما إلك إلا
هيفا»، وأكملت فيه مع برامج أخرى مثل «يا ليل يا عين»، «pepsi musica»،
وشهد ذروته مع «ستار أكاديمي» الذي تضمن الفن الاستعراضي الرفيع المستوى
فبهر عين المشاهد الذي أبدى تعاطفه مع هذا النوع من الأعمال ونقلته من مقلب
إلى آخر وكأنه قفز من الأبيض والأسود إلى ألوان قوس قزح. إن أحدث البرامج
التي اعتمدت هذا الفن هو برنامج «celebrity duets»
أيضا على الـ«إل بي سي».
ويقول المخرج التلفزيوني طوني قهوجي، الذي يقف وراء البرامج المذكورة، إنه
آن الأوان أن يشهد الفن منعطفا جديدا يضعه في موازاة الأعمال التي نشاهدها
على القنوات الأوروبية لأن عصرنا يتطلب الجمالية في الصوت والصورة لتواكب
المستوى المطلوب في هذا الصدد. وأضاف في حديث للوتر السادس أنه على الفنان
أن يظهر أمام جمهوره في قالب متكامل لا يعتمد فقط على الصوت بل على عناصر
أخرى تسهم في تجميل الأغنية التي يقدمها.
فبحسب رأيه أنه آن الأوان على الفنان أن يتمتع بثقافة فنية تشمل حضوره على
المسرح وكيفية استعمال تعبيرات وحركات وجهه وجسده لأن بعض الفنانين لا
يملكون حتى الأساس بالإيقاع ورأى أن التطور الذي نشهده حاليا في شتى
المجالات يلامس الفن أيضا، فصارت عملية ظهور المطرب على المسرح أو أمام
الكاميرا بمثابة مشهد سمعي وبصري متكامل من غير المقبول أن يتم في غياب
حركة الجسد. ورفض تسمية هذه الأعمال باللوحات الفنية لأنها تتطلب إلى جانب
الرقص الخلفية المشهدية والديكور والتصميم الغرافيكي ولياقة الفنان وإحساسه
المرهف وهي عناصر يجب أن توجد كاملة لتعطينا هذا الشعور بالرضا ولذة
المشاهدة. فحسب قهوجي، لا يمكن بعد اليوم فصل الأذن عن العين والعكس
بالعكس.
واعتبر أن بعض الفنانين من الماضي قاموا بمحاولات في هذا المضمار، ولكننا
اليوم لا نستطيع أن نمر بقربه، بل علينا أن نلمسه ولو كنا أحيانا نقترب
كثيرا أو نبتعد قليلا عن المطلوب. وأكد قهوجي أن الفنانين الذي يجيدون
اليوم هذا النوع من العمل الفني هم أقل من عدد أصابع اليد الواحدة. وتعتبر
الفنانة اللبنانية مادونا إحدى المطربات اللاتي حاولن في حقبة ماضية تقديم
العمل الاستعراضي في إطلالاتها على المسرح أو على التلفزيون وكانت تصر أن
تقدم لوحات فنية تعتمد على أزياء استعراضية ترتديها وترافقها مجموعة من
الراقصين.
وصرحت أكثر من مرة أنها الوحيدة التي أجادت هذا النوع من العمل الفني في
أيامها وأنها اليوم لا يلفتها أي عمل استعراضي تحاول بعض الفنانات تقديمه.
وكان لدى الفنانة هيفاء وهبي محاولة مشابهة في الاستعراض الفني في بداياتها
عندما كان يرافقها على المسرح عدد من الراقصين وعازف إيقاع، حتى إنها
استطاعت في برنامج «الوادي» الذي عرض على شاشة «إل بي سي» منذ عدة سنوات أن
تدخل عالم الاستعراض من بابه العريض في لوحات فنية راقصة شاركت فيها شخصيا
فرقصت وغنت.
أما فيفيان عازار فقد اعتمدت منذ بداياتها على مجموعة راقصين يرافقونها على
المسرح في حفلاتها، وعزا البعض هذا الخيار إلى حاجتها لتغطية بعض الضعف في
أدائها كمغنية، مما يجعل مشاهدها لا يركز فقط على صوتها بل ينشغل
بالتابلوهات الراقصة التي ترافقها، سواء في المهرجانات التي شاركت فيها أو
إطلالاتها التلفزيونية. وتعتبر ميريام فارس الوحيدة حاليا التي استطاعت
إثبات حرفيتها في هذا المجال بعدما اختيرت للقيام بتمثيل فوازير رمضان
فتركت صدى طيبا لدى جمهورها، خصوصا أنها منذ صغرها تابعت دروسا في الرقص
الأمر الذي سهل عليها مهمتها كمغنية استعراضية، فقدمت، حسب ما ذكره النقاد
والقيمون على البرنامج، لوحات صعبة وناجحة في الوقت نفسه.
أما مايا نعمة، نجمة برنامج ستار أكاديمي في نسخته الثالثة، فهي تصر على
القيام بهذا العمل على أصوله. فهي إلى جانب كونها راقصة باليه من الطراز
الأول ومغنية وعازفة على عدد من الآلات الموسيقية، مصممة لأعمال استعراضية
قدمتها منذ بداية مشوارها حتى اليوم. فهي لقبت بـ«فراشة الأكاديمية» عندما
كانت واحدة من طالباتها نظرا لإجادتها الرقص بخفة واحتراف.
وحاليا ترفض القيام بأي حفلة غنائية لا تتم فيها الموافقة على اصطحاب
فريقها الراقص معها الذي يتألف من 8 راقصين، وتقول: «ليس من السهل القيام
بالعمل الاستعراضي فهو مجموعة من العناصر الفنية المتكاملة مع بعضها البعض،
وعلى من يريد تقدميها أن يجيد الرقص والعزف والغناء والتعبير في حركات جسده
وهذا كله يلزمه العلم والمثابرة في الاطلاع على كل جديد في هذا المجال».
وتضيف: «لا أعتقد أن هناك غيري من الفنانات اللاتي يتمتعن بكل هذه
المواصفات، ولذلك لا أخاف من الخطوة التي أقوم بها، خصوصا أن سلاحي هو
الثقافة الفنية بكل ما للكلمة من معنى». وتجد مايا أن هذا النوع من الأعمال
هو أكثر ما بحاجة إليه قوة في الإنتاج فهي عندما تعاقدت مع شركة «Star
system» أصرت على تقديم الفن الاستعراضي، وكانت تضطر إلى أن تدفع تكاليفه من
جيبها الخاص لأن الشركة غير مؤهلة لذلك، وتقول: «الغرب سبقنا كثيرا في هذا
المجال، وأنا أتابع أعمال الفنانات الغربيات أمثال بريتني سبيرز، وبيونسي،
وسيلين ديون وغيرهن، وسأحاول أن أقدم الأفضل في هذا المجال».
ومايا التي تعطي دروسا في الرقص بأنواعه في مدرسة خاصة بها في بلدتها في
صور تحضر بعد عدة أشهر لافتتاح مبنى جديد سيكون ملكها وتعطي صفوفا في فن
الرقص على أنواعه مثل «الباليه» و«البريك دانس» و«الهيب هوب» والـ«Salsa»
والرقص الشرقي. وتنوي استقدام مصممي رقص عالميين في المستقبل يشرفون على
صفوف الماستر في مدرستها. وتؤكد أن الأشخاص الذين يهوون مشاهدة هذا النوع
من العمل ليسوا من الشباب اللبناني فقط بل ومن غير الشباب الذين تتراوح
أعمارهم ما بين الـ30 والـ40 عاما والذين يجدون في هذا الفن إبداعا في حد
ذاته ويذكرهم بالأيام الخوالي التي كانوا يشاهدون فيها أعمال فنانين
أوروبيين أمثال كلود فرنسوا الذي اعتمد الاستعراضات في إطلالته الغنائية.
الشرق الأوسط في
04/02/2011
ختام دافيء تحت أمطار طنجة
أشلاء وحياة قصيرة
يحصدان جوائز المهرجان الوطني للفيلم
رسالة طنجة: مصطفي
حمدي
أسدل الستار علي فاعليات الدورة الثانية عشرة لمهرجان الفيلم الوطني
المغربي بمدينة طنجة وسط حضور كبير من السينمائيين المغاربة والاعلام
العربي والعالمي الذي حرص علي حضور ومتابعة ذلك الحدث السينمائي الهام.
مفاجآت عديدة شهدها حفل الختام كان أهمها فوز فيلم »أشلاء«
للمخرج حكيم بلعباس لجائزة أفضل فيلم روائي طويل خاصة وانه فيلم أقرب إلي
الشكل الوثائقي حيث يرصد أحاديث وصورا جمعها المخرج خلال عشر سنوات ليروي
لحظات شخصية أثرت في حياته وفي البيئة المحيطة به.
الا أن جائزة أفضل فيلم قصير فذهبت عن استحقاق لفيلم »حياة قصيرة«
للمخرج عادل فضيلي والذي فاز من قبل بجائزة أفضل فيلم في مهرجان دول البحر
المتوسط للفيلم القصير والذي أقيم في طنجة خلال شهر اكتوبر الماضي، الفيلم
تدور احداثه حول قصة طفل يدعي »زهر«
ولد في عصر المحن وتوفيت أمه اثناء ولادته ليبدأ حياة عصيبة حتي عندما يكبر
ولكنه يقرر ان ينشأ ولده في ظروف أفضل ويرصد الفيلم التطور الديمقراطي
والاجتماعي الذي طرأ علي المغرب خلال السنوات الماضية وكأنه رصد لحياة شعب
كامل، وتعالت اصوات الحضور بالهتاف والتصفيق مع اعلان فوز فيلم »الفيلم«
للمخرج محمد أشاور بجائزة العمل الأول خاصة وأن الفيلم كان الأكثر اثارة
للجدل طوال المهرجان نظرا لجرأته وتعامله بشيء من الوضوح والمكاشفة مع
كواليس الوسط الفني.
وتدور أحداث الفيلم حول مخرج يبحث عن تحقيق الذات من خلال البحث عن
السيناريو المثالي لفيلمه الأول وفي خضم تلك المعاناة الفكرية يأخذ صديقته
الممثلة وصديقه الممثل في رحلة استكشافية لعوالم السينما الدفينة في مخيلته
ليكشف عن تفاصيل العلاقات الانسانية والعاطفية بينهم وكل ما يترتب عليها من
هذيان لمخرج موهوب، الطريف أن الفيلم يرصد الكثير من الحياة الواقعية
للمخرج محمد أشاور وهو ما دفعه للتأكيد بأنه لايخجل من عرض حياته الخاصة
علي شاشة السينما طالما ارتضي ان يعيشها علي الواقع وهو ما أكدته أيضا بطلة
الفيلم فاطيم لعياشي صديقة المخرج في الواقع وفي الفيلم أيضا.
فيلم »الفيلم«
فاز ايضا بجائزة أفضل ممثل دور ثاني والتي نالها فهد بنشمسي الذي جسد دور
صديق المخرج.
جوائز التمثيل نالت اشادة الحضور خاصة أنها ذهبت لممثلين اتفق الجميع علي
ادائهم جاء في مقدمتهم الممثل عمر لطفي والذي فاز بجائزة أفضل ممثل عن دوره
في فيلم »جناح الهوي« وتدور احداثه حول شاب يتحدي رغبة عائلته ويقرر ان
يعمل في الجزارة ورغم ان عائلته محافظة الا انه يعشق النساء.
وفازت بجائزة أفضل ممثلة مريم الراوي عن دورها في فيلم »أيام الوهم«
والذي يتناول قصة خمسة اشخاص يبحثون عن وظيفة فتقرر شركة اجنبية ارسالهم
إلي مهمة في الصحراء ليتخلصوا من بعضهم واحدا تلو الآخر.
بينما فازت بجائزة أفضل ممثلة دور ثاني نفيسة بنشهيد والتي برزت في فيلمي
اكادير بومبابي ونساء في المرايا ولكنها نالت الجائزة عن دورها في الفيلم
الاول والذي جسدت خلاله شخصية فتاة ليل تدعي ليلي.
جوائز عديدة شهدتها فاعليات المهرجان وايضا افلام عديدة نالت اعجاب الجمهور
في مقدمتها فيلم »النهاية« للمخرج هشام لعسري والذي يتناول قصة ميكانيكي
سيارات يقع في حب فتاة تعمل في عصابة سرقة سيارات.
الا ان فيلم »الوتر الخامس« كان من اكثر الافلام التي نالت الاعجاب خاصة
وأن يشبه إلي حد كبير سيمفونية موسيقية ولهذا لم يكن غريبا فوزه بجائزة الصوت.
فيلم الوتر الخامس يتناول قصة شاب يدعي مالك موهوب في العزف علي العود يذهب
إلي مدرسة عمه استاذ الموسيقي ليتعلم لديه يكشف سر الوتر الخامس له الا ان
التلميذ يتفوق علي الاستاذ سريعا فتنشأ بينهما حالة غيرة.
ويمثل الفيلم إعادة قراءة للتاريخ الموسيقي العربي من خلال محاكاة لقصة
زرياب ومعلمة وهو من اخراج سلمي بركاش وبطولة علي الحميلي وهشام رستم وخلود
بيطيوي.
ولقد كانت كرة القدم حاضرة في كواليس المهرجان من خلال فيلم »العربي«
والذي يتناول قصة حياة نجم كرة القدم المغربي العربي بنمبارك والذي لعب
دورا كبيرا في الحركة الوطنية اضافة إلي اعتباره اسطورة من اساطير كرة
القدم العربية حيث لعب لريال مدريد وعدد كبير من أندية أوروبا.
الفيلم للمخرج ادريس المريني وتميز بالتناول الانساني خاصة للأيام الاخيرة
في حياة العربي الذي مات منسيا وحيدا في منزله الذي كان علي بعد خطوات من
الملعب الذي تألق وصال وجال فيه.
كواليس
> بالرغم من الأمطار الغزيرة الا ان عددا كبيرا من الجماهير احتشدت حول
سينما روكسي لتحيي نجوم المهرجان وتلتقط صورا مع الحضور.
> المخرج حكيم بالعباس الفائز بجائزة أفضل فيلم تمني خلال كلمته ان تكون
زوجته وابنته قد اقتنعتا بأنه مخرج موهوب بعد هذه الجائزة.
> المخرج سعيد الناصري مخرج ومنتج فيلم الخطاف رفض الحضور إلي المهرجان
واختفي تماما عن الانظار خاصة وان الفيلم انتقد بشدة من الحضور.
> اعضاء لجنة تحكيم الافلام القصيرة حرصوا علي مشاهدة الافلام الطويلة
لتكوين وجهة نظر عن السينما المغربية.
أخبا راليوم المصرية في
04/02/2011 |