أكدت رانيا يوسف لأخبار النجوم ان قرار انفصالها
عن زوجها المنتج السينمائي محمد مختار نهائي ولا رجعة فيه وانها قالت
كلمتها الاخيرة في هذه القضية داخل مكتب تسوية المنازعات السبت الماضي في
الجلسة الاولي عقب دعوي الخلع التي رفعتها عن طريق محاميها الخاص.
قالت رانيا يوسف :
أسباب الانفصال لا يمكن اعلانها لانها من
أدق خصوصياتي لكن في المجمل هي تراكمات لمشاكل عديدة بدأت منذ
٤ سنوات تقريبا ووصلت الي طريق مسدود وان الخلع والانفصال هو القرار
المناسب الذي يحافظ علي كبريائي لذلك لم انتظر قرار المحكمة قد
غادرت عش الزوجية وانتقلت مع ياسمين ونانسي وهما بناتي من مختار الي منزل
جديد وذلك بعدما وصلت الخلافات بينهما الي حد التطاول.
وكانت رانيا قد تقدمت ببلاغ
رسمي الي قسم شرطة قصر النيل ضد زوجها طالبته فيه بعدم التعرض لها وذلك أثر
خلاف نشب بينهما مؤخرا وتم تحويل المحضر الي النيابة التي احالته الي مكتب
الاسرة.
الغريب ان أزمة رانيا مع زوجها محمد مختار جاءت وسط انتعاشة فنية
تعيشها منذ فترة ووسط العديد من النجاحات التي حققتها موخرا وآخرها في
مسلسل
»أهل كايرو« في رمضان الماضي بخلاف مشاركتها حاليا في العديد من الافلام
منها »صرخة نملة« و»حفلة منتصف الليل«
اللذان مازالا يصوران حتي الآن وكان آخر أعمالها السينمائية
التي عرضت هو فيلم »زهايمر«
مع عادل إمام.
وكان مكتب تسوية المنازعات الأسرية بمحكمة
عابدين قد عقد أمس جلسة صلح بين رانيا وزوجها.
أخبار النجوم المصرية في
27/01/2011
طوارئ لحماية كريم عبد العزيز
متابعة : خيري
الكمار
قبل عرضه تعرض فيلم كريم عبدالعزيز للسرقة،
لكن الاجهزة الأمنية تمكنت من القبض علي اللصوص الثلاثة ، غير ان منتج فيلم »فاصل ونعود«
قرر ألا يشرب من نفس الكأس مرتين،
حيث لجأ الي أسلوب مبتكر لتفادي سرقة الفيلم من دور العرض. وطبع علي كل
نسخة بصمة خاصة تمكنه في التعرف علي مصدر تسريب العمل ومقاضاته. طرحنا
الأمر علي أصحاب دور العرض والمختصين، فماذا
قالوا؟!
كانت البداية مع صاحب المبادرة المنتج هشام عبدالخالق الذي
قال: لن اسمح بسرقة فيلمي وأي
دار عرض سوف
يتم سرقة الفيلم منها سوف اقوم بمقاضاتها.
·
ولكن كيف ستقوم بمقاضاة دور
العرض السينمائي؟
سؤال أجاب عنه عبدالخالق:
كل مدير سينما سوف يقوم بتوقيع تعهد بحماية الفيلم من السرقة داخل الدار
الخاصة به بحيث يقوم بعمل جميع الاجراءات.
·
واذا تمت سرقة الفيلم فكيف ستحدد
دار العرض التي
حدث بها ذلك والفيلم معروض في
أكثر من ٠٦ دار عرض؟
سؤال رد عليه عبدالخالق قائلا:
كل نسخة سوف يوضع بها بعض العلامات بمعرفتي
وهذه العلامات تختلف من نسخة لأخري وبالتالي
عندما يتم سرقة الفيلم ويعرض علي
الانترنت أو في
أي مكان سوف أتمكن من تحديد دار العرض التي سرق منهاوحتي
الآن الفيلم يسير بشكل متميز ويحقق ايرادات جيدة في أسبوع عرضه الأول.
بدون تدخل
وبسؤال أحمد حسانين مدير دار عرض سينما كوزموس أكد أن القرار الذي
اتخذه هشام عبدالخالق يعبر عن فكره ورأيه وهذا
يخصه ويضيف: لا نتدخل اطلاقا فيه ولكن يهمنا الحفاظ علي الافلام دون اقرارات لأن أي
مدير دار عرض يهمه أن يظل الفيلم أكبر فترة ممكنة في
السينما حتي
يظل في حالة عمل مستمر واعتقد ان التعهد الذي يقوم بتوقيعه مدير أي
دار عرض لن يشكل أي أزمة مادام يؤدي واجبه باستمرار.
وحول
الرقابة التي فرضها خلال الفترة الماضية وتحديدا بعد زيادة سرقة الافلام
بشكل متواصل.
أشار حسانين الي انه
يفرض رقابة داخل دور العرض ولا ينتظر أن يتدخل أحد في
عمله لكي يوجهه، كما أن الرقابة داخل دور العرض موجودة لعدة أسباب أهمها
عدم اشعال أي شخص لأي سيجارة أو أي شيء حفاظا علي السينما لدرجة انني أمنع تماما دخول المشروبات أو المسليات داخل
القاعة.
وأضاف مدير دار عرض كوزموس:
كل قاعة يتواجد فيها فردان للحراسة التامة للفيلم وقد استطعنا ضبط العديد
من الاشخاص داخل السينما يقومون بالتصوير والحراسة الموجودة في كل قاعة لا تتوقف نهائيا عن متابعة كل شيء.
·
لكن
في أوقات كثيرة تتم سرقة الفيلم من السينمات فما هي الأسباب؟
-
قال:
لا اعتقد ان الافلام
يتم سرقتها في سينمات القاهرة أو المولات الكبري
لكن من الممكن أن تكون السرقة من سينمات المحافظات.
لم أوقع
أما أشرف مصيلحي مدير مجمع سينمات سيتي
ستارز فأكد: انه يفرض رقابة صارمة داخل كل قاعة وأضاف:
لكن لا
يمكن أن اقوم بتوفير
٠٠٧
فرد أمن في القاعة
التي تحتوي علي نفس العدد كما أن هناك كاميرات عديدة صغيرة جدا وغير مرئية
ولا تحتوي علي أي فلاشات وبالتالي لا
يمكن أن
يتم رؤيتها فماذا يفعل مدير دار العرض؟
ويواصل بدلا من مخاطبة مديري
دور العرض يجب مقاضاة دور العرض التي تعرض الافلام في الشواطي
ومحاسبة البائعين الذين يبيعون الافلام في الشوارع.
وحول ما إذا ما كان قد وقع علي
الاقرار الذي تحدث عنه المنتج هشام عبدالخالق..
نفي
مصيلحي ذلك مؤكدا أنه استلم الفيلم بالتفويض العادي دون أن
يوقع علي الاقرار مشيرا ألي أن فيلم كريم عبدالعزيز يحقق ايرادات جيدة منذ اليوم الأول لعرضه.
من حقه
وتعقيبا علي ما حدث أكد لنا رئيس
غرفة صناعة السينما منيب شافعي
انه
يؤيد بشكل كامل هذه الخطوة وهذا حق المنتج هشام عبدالخالق في الحفاظ علي
فيلمه.
وأضاف:
اعتقد أن مديري
دور العرض مهتمون لكن تقدر تقول »مش واخدين بالهم كويس«
لأن الأفلام تصور بالموبايل والكاميرات دون علمهم وبالتالي اذا سرق لابد من
مقاضاة مدير دار العرض.
·
وهل من الممكن أن تزود الغرفة
دور العرض بتقنيات لكشف أي شخص
يقوم بسرقة فيلم؟
سؤال رد عليه شافعي قائلا:
ليس هذا من اختصاص الغرفة ولو كل عامل ركز في القاعة
التي يحرسها لن تحدث سرقة.
أخبار النجوم المصرية في
27/01/2011
خواطر ناقد
هل فهمنا اللعبة
بقلم : طارق الشناوي
انتهت تلك الأزمة وعرض الفيلم ولكن لم ينته بعد الدرس لماذا صرنا نحمل
في يدنا ماء نار نلقيه علي وجوه من نختلف معهم هل حقا نحن انتفضنا
غاضبين واعتبرنا ما حدث هو تطبيع يستحق أن نشهر في وجه المطبعين سلاح الشجب
والمقاطعة والتهديد والوعيد أم أن الأجهزة المصرية المنوط بها الدفاع عن
الفن والفنانين لاتدري ماهي حدود الوطن الفنية ومن هم الأعداء الذين ينبغي
أن نوجه لهم النيران لأن الذي حدث هو أننا وجهنا النيران إلي أنفسنا
واستهلكنا الوقت الضائع في الدفاع ولأن لا أحد يمتلك في واقع الأمر أسبابا
منطقية جاء التراجع مخزيا لاتدري أيضا أسبابه التي جعلت الغرفة أقصد غرفة صناعة السينما تصدر قرارا باجماع أعضائها
برفض عرض فيلم »لعبة عادلة«
بحجة مشاركة فنانة اسرائيلية في دور ثانوي
وهي »ليزار شارهي«
ويصدر اتحاد النقابات الفنية قرارا مماثلا
ثم يتراجع الاثنين بعد ان تقرر الدولة ممثلة في الرقابة علي المصنفات
الفنية الموافقة علي العرض!!
إن قرار المقاطعة الثقافية لكل ما هو اسرائيلي انطلق من مصر قبل نحو
٠٣ عاما ولا أتصوره إلا معبرا عن إرادة جموع المثقفين وانتقل الي العالم
العربي مؤكدا علي أن سلاح المقاطعة هو الوحيد الذي تملكه..
ووقف الجميع ضد كل محاولات اختراق المهرجانات السينمائية التي شكلت حائط صد
ضد أي محاولة للاختراق وأتصور وهذا مجرد تحليل أن الدولة أيضا كان هذا هو
رأيها فلا يوجد في مثل هذه القرارات التي تتعلق بمواقف مبدئية مجال لتغيير
البوصلة لو تغير الوزير.. القرار تم تطبيقه قبل أن يتولي »فاروق حسني«
وزارة الثقافة بنحو
٧
سنوات واستمر »فاروق حسني«
وزيرا ٣٢ عاما والمقاطعة لاتزال مستمرة سواء في مهرجان السينما أو المعرض
الدولي للكتاب.. أتذكر أنني قرأت تحليلا ممتعا للكاتب الصحفي الكبير »حلمي
النمنم« الذي يتولي حاليا موقع منصب نائب رئيس الهيئة العامة للكتاب روي
»حلمي النمنم« عندما أصدر الرئيس »أنور السادات«
قرارا بمشاركة اسرائيل في المعرض وكان في
تلك السنوات الشاعر الكبير الراحل »صلاح عبدالصبور«
هو رئيس هيئة الكتاب وهو بالطبع كموظف في الدولة لا يستطيع ان يخالف امرا
من القيادة السياسية وفي نفس الوقت فإن الشاعر والمثقف »صلاح عبدالصبور«
يرفض أن يسمح لاسرائيل باقامة جناح داخل المعرض علي ارض مصر وجاء الحل
الاداري الذي يحقق لعبدالصبور ارادته كشاعر وايضا كموظف كبير في الدولة..
استند »عبدالصبور« في رفضه لاقامة الجناح الاسرائيلي الي خطأ شكلي وقعت فيه
اسرائيل لأنها تقدمت بهذا الطلب بعد الموعد الرسمي للمعرض ورغم ذلك فان
السلطة السياسية ممثلة في الرئيس »أنور السادات« لم تقبل ذلك وجاء القرار
ملزم لصلاح بان يسمح للجناح الاسرائيلي بالتواجد برغم هذا الخطأ الشكلي..
الذين عاصروا »صلاح«
في تلك السنوات اكدوا انه لم يتقبل الأمر ببساطة.. الشاعر في داخله ثار علي
القرار الموظف هو الذي أذعن ونفذ وفي أحد الليالي بعد عدة أشهر من تلك
الواقعة فاضت روحه الي بارئها بعد نقاش حاد تراشق فيه المثقفون كعادتهم
بالاتهامات ولم تجدي معهم كل مبررات »عبدالصبور«.
ولكن قبل أن نصل إلي هذا اليوم أعود بكم إلي ما فعله المثقف المصري
الذي رفض الانصياع لقرار رئاسي واندلعت مظاهرات
غاضبة في المعرض وثقها المخرج الراحل »حسام علي«
في فيلم تسجيلي ومن بعدها لم يقم معرض علي أرض مصر لاسرائيل.. ظل الاختراق
الثقافي مستحيلا ولم تتوقف في نفس الوقت اسرائيل عن محاولات الاختراق الا
أن الموقف الحاسم هو لا لأي تواجد اسرائيلي وأتذكر مقولة للراحل »سعد وهبة«
باعتباره رئيسا لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
كان »سعد وهبة«
يقول مستعد أن أعرض أفلاما اسرائيلية في المهرجان بشرط واحد وهو أن تترك
الجولان كاملة لسوريا وأن ترفع يدها عن جنوب لبنان وقبل كل ذلك أن تعيد
الحقوق المغتصبة للشعب الفلسطيني كاملة إذا فعلت كل ذلك مستعد غدا أن أعرض أفلاما اسرائيلية في
المهرجان هذه الدورة..
وبرغم أن مهرجان القاهرة تابع للاتحاد الدولي للمنتجين والذي
بطبعه يضع خطأ فاصلا بين السياسة والثقافة ويعتبر أن المهرجان الثقافي
لاينبغي ان تخترق حصن المهرجان السينمائي مهما حاولت وهي كثيرا ما تحاول
ولكن كل رؤساء المهرجان يدركون أن هذا خط أحمر ممنوع اختراقه..
الدولة الرسمية ايضا لا ترفض هذا الموقف والدليل أن وزارة الثقافة تشرف
رسميا علي المهرجان وهي تحافظ علي استمرار قرار المقاطعة ولكن ينبغي ألا
نعبث بهذا السلاح ونشهره عشوائيا مثلما حدث مؤخرا في اتحاد النقابات الفنية
وغرفة صناعة السينما ثم بعد ذلك نتراجع مؤكدين ان تعليمات مغلطة هي التي
أدت الي اصدار هذا القرار الخاطيء!!
الفيلم عرض قبل نحو اسبوعين وكما هو متوقع لم يحظي بأي اقبال جماهيري
لأن بطليه »ناعومي واتس«
و»شين بن«
ليسا من نجوم الشباك في مصر كما أن التجربة اثبتت أن المصريين عادة
لايقبلون علي الفيلم السياسي الغربي حتي أن الشركة الموزعة للفيلم نشرت
أفيشا به اسم »خالد النبوي« بطلا رغم انه يؤدي دورا ثانويا إلا أن الجمهور
لم يأت أيضا لأن الحقيقة الرقمية التي تعلمها الشركة الموزعة للفيلم في مصر
أن »خالد«
ليس من بين النجوم الذين لديهم شباك..
وما حدث مهما كانت مبرراته اعتبره تزويرا
في افيش رسمي ولكن هذه قصة اخري!!
ويبقي الدرس الأهم وهو أن لدينا كمثقفين سلاحا باترا نملكه في ايدينا
علينا ألا نبدده في معارك صغيرة نخرج منها جميعا ونحن مثخنون بالجراح!!
أخبار النجوم المصرية في
27/01/2011
أيام زمان
محمد البطاوي .. رئيس
حكومة فناني الظل
بقلم : موفق بيومي
ستون عاما من الطرب الشعبي الجميل والعبقرية الفطرية لم يثمرا في
نهاية المطاف سوي شهرة محدودة ها هي علي تواضعها تكاد أن يغمرها طوفان
القبح الذي اكتسح في طريقه كل ما هو جميل ومبهج فلم يبق لنا سوي صفحات
مطوية من مجد ولي ولن يعود ها نحن نفتح احداها لنستعيد طيف محمد رمضان
البطاوي أو محمد المحلاوي..
أمازلتم لا تعرفونه؟..
أنه الرائع الجميل »محمد
أبودراع«.
الحياة في الجحيم
لا يتوقف رصيد الابداع الفني المصري عند حدود طبقة بعينها ولا يقتصر
تدفق نهر المبدعين علي مذابح مستوي تعليمي معين ولكن مثل سائر صنوف روافد
العبقرية المصرية يتوزع الابداع والمبدعون علي درجات الهرم الاجتماعي
والتعليمي بدءا من القاع ووصولا الي القمة لكم من مئات من نجوم الطرب
والموسيقي والتمثيل والتأليف وغيرها جاءت بهم دروب وأزقة المدن أو حارات
مجاهل النجوع والكفور وكم من مئات كان نصيبهم من التعليم -
لا من الثقافة
- متواضعا أو حتي معدوما..
انها حكمة القدر التي تصقل وتهيأ مثل هؤلاء العظماء في ورشة
العوز والحرمان ليعيشوا التجربة ويكتسبوا الحكمة قبل أن تقدمهم الي الحياة
العملية التي تتقبل بعضهم وتعطيه حقه وتجود عليه بصك الموافقة ليحصد المال
والشهرة والأضواء في حين تقطر علي البعض الآخر وتضيق فلا تعطيه إلا بقدر
واحد من هؤلاء المبدعين الذين احتجزتهم قسوة الحياة رهن الحبس التحفظي حتي
يكتمل نضجهم الانساني ويتم نحوهم الفني ثم افرجت عنهم بلا افراط في العطاء
ومن
غير تعويض مناسب هو محمد رمضان البطاوي الذي سمي نفسه بعد احترافه الفن
باسم محمد المحلاوي نسبة الي مدينته التي ولد فيها -
المحلة الكبري
- وان كان الكل قد عرفه في وقت توهجه المحدود ب »أبو دراع«..
ذلك الذراع الذي فقده في حادث وهو طفل في السادسة وهي السن التي كان من
المفروض أن يدخل فيها مثل بقية أقرانه الي المدرسة ولكن ظروف أسرته مدعومة
بقسوة زوجة الأب حالا بينه وبين المدرسة فلم يكن أمامه سوي شراء كتاب
»القراءة الرشيدة«
بقرش صاغ واحد ومن خلاله علم نفسه القراءة بمعاونة صديق له
دخل المدرسة ولكنه ظل وحتي النهاية لا يجيد الكتابة سوي بصعوبة شديدة وضغوط
وقسوة زوجة الاب لم تتوقف عند حرمانه من التعليم الأولي البسيط ولكنها
امتدت لتشمل كل تفاصيل حياة الطفل الصغير الذي سرعان ما وجد نفسه وهو دون
التاسعة
غير قادر علي الحياة معهما تحت سقف حجرة واحدة فلجأ إلي أمه المطلقة عندما
كان عمره عامين ولكنه اكتشف ان معاملة زوجة الأب هي الجنة بعينها مقارنة
بما لاقاه علي يدي زوج أمه فلم يكن أمامه سوي أن يهرب من الجحيمين ملقيا
بنفسه في جحيم ثالث أشد قسوة هو جحيم الحياة.
الرحلة
كانت أولي المحطات التي توقف فيها قطار أبودراع هي مدينة طنطا حيث
القطب الكبير سيدي الشيخ أحمد البدوي..
عفوا بل ان رحاب البدوي هي التي تحتضن مدينة طنطا وليس العكس!
في ذلك التوقيت - كانت طنطا - ومازالت من خلال جمهورها »السميع«
بمثابة هيئة المحلفين التي تجيز بموافقتها
ورضاها أي صوت جديد في عالم المقرئين والمطربين الشعبيين الذين يجتازون
امتحانات القبول طول العام وإن كان التركيز كله أثناء المولد البدوي الذي
تصادف انه كان منعقدا عند وصول أبودراع الي طنطا فأخذ يتنقل من سرادق الي
سرادق ويوزع دموعه بين مطرب وآخر ومنهم أخذ يتعلم فن الموال الشعبي ويتخصص
في الارتجالي منه ولكن التنقل بين الحفلات لم يكن كافيا لتوفير لقمة العيش
خاصة بعد أن انتهي المولد وانفض السامر وأغلق باب الموائد المجانية ساعده
أحد بلدياته وكان عسكري بوليس وضمنه لدي أحد متعهدي توزيع الصحف التي احترف
أبودرع بيعها دون أن يهمل زياراته المسائية الي تجمعات المنشدين والقصاصين
علي المقاهي حتي حفظ مالا يحصي من المواويل والحكايات التي ساعدته علي
الارتجال وكان يملي ما يؤلفه علي أي
»زبون« معرفة يكتبه له قبل أن ينساه ثم تصادف أثناء حضوره مولد أحد
الأولياء في مدينة قريبة من طنطا ان هاجت مشاعره من قسوة ما يلاقيه فأسرع
الي صاحب فرقة يصطف أمامها الجمهور واستأذنه في القاء مواله الارتجالي
الأول الذي قدمه الي الساحة الفنية وكان موالا طويلا قال في مطلعه:
»عوضنا علي الله في شقانا وتعبنا
اللي باريده لاف علي غيري..
وتعبنا
ياما جرينا وراه مانابنا
غير الصد وتعبنا«
وكانت المفاجأة التي اذهلت أبودراع نفسه انه قوبل بعاصفة من التصفيق
والاستحسان وأخذ الجمهور يستعيده حتي الفجر وانهالت عليه النقطة حتي وصلت
الي أكثر من جنيه ونصف ولكن الاهم من النقطة كان اصرار صاحب الفرقة أن ينضم
الشاب الصغير اليه بأجر يومي خمسة قروش وكان أقل من مكسبه في توزيع الصحف
ولكنه وافق علي الفور حبا في الفن خاصة وقد أكد له صاحب الفرقة ان نصيبه من
النقطة سيكون ضعف أجره الثابت ومن هنا بدأت مرحلة جديدة في حياة
أبودراع الذي طاف مدن الدلتا و»الكنال«
قبل أن يصل إلي القاهرة ليستقر فيها ويستقل
بفرقته المتواضعة وأصبح معروفا لدي متعهدي احياء الافراح والحفلات الشعبية
حتي ساقه الحظ ذات ليلة للمشاركة في احياء فرح بحي عابدين كان أحد مدعويه
هو خليل بك مطران الذي كان وقتها مديرا لدار الاوبرا والذي لم يجد ما يبدي
ويؤكد به اعجابه لأبودراع سوي أن يستجيب لطلبه ويساعده أن يظهر في السينما
فأخذه من يده وقدمه الي صديقه يوسف بك وهبي الذي عقد له امتحانا كان الحكم
فيه هو الموسيقار الكبير رياض السنباطي ونجح أبودراع بجدارة واحترف الظهور
في أفلام فنان الشعب حيث تكرر ظهوره مؤديا للمواويل في أفلام سيف الجلاد
وابن الحداد وشمعة تحترق وبنات الريف.
ومنذ عام
١٤٩١
عرف طريقه الي الاذاعة التي ظل يسجل لها
أعماله حتي النهاية ولكن تألقه الحقيقي كان في أعقاب حركة يوليو
٢٥٩١ حيث واتته الفرصة للغناء من كلماته وكلمات غيره أمام الرئيس عبدالناصر وضيوفه من رؤساء
وحكام العديد من دول العالم وكانت له واقعة مشهورة في حفل كان يحضره
عبدالناصر والرئيس السوداني ابراهيم عبود حيث شق الصفوف ونادي علي
عبدالناصر قائلا بصوت جهوري..
ياريس..
واحد من الشعب عايز يسلم علي زعيم الشعب..
في مانع؟!
وضحك عبدالناصر واقترب منه مصافحا وهو يقول
»لا مافيش أي مانع!«
فوقف يغني: »من السودان شرفك عبود أخوك يا جمال«
واكمل موالا طويلا بليغا كافأه عليه الزعيم الراحل بمكافأة نقدية قيمتها
ثلاثين جنيها كما أمر بتعيينه في المسرح العسكري وظل الرجل يعمل بلا كلل
تاركا خلفه الآف المواويل والاعمال التي أصبحت ويا للأسف مهملة ومنسية وكان
آخرها ماكتبه له المرحوم علي بيومي بعنوان »ملحمة الازهر في ألف عام«
والتي غناها عبر ثلاثين حلقة اذاعية..
حقا ما أجملها وأصدقها..
أيام زمان.
أخبار النجوم المصرية في
27/01/2011 |