فنانة لبنانية الأصل استطاعت بجمالها وقبولها أن تضع بصمة من خلال أعمالها
بمصر
مع مكتشفها المخرج سامح عبدالعزيز الذي قدمها في أول ظهور لها
من خلال فيلم حد سامع
حاجة,..
متعددة المواهب فقد عملت كعارضة أزياء ومقدمة برامج وممثلة بالاضافة
لحصولها
علي لقب ملكة جمال لبنان2005. وبرغم بزوغ نجمها بأرجاء الوطن العربي إلا
أنها
تعتبر نفسها بمصر تخطو الخطوات الأولي فيها من خلال مشاركتها للعديد من
النجوم
أعمالا فنية واخرهم أحمد عز في365 يوم سعادة,
التقيناها وكان لنا هذا الحوار
مع الفنانة لاميتا فرنجية بعد عودتها من زيارة لأهلها بلبنان:
·
لنبدأ
بأحدث أعمالك الفنية وفيلمك الجديد365 يوم سعادة حدثينا عنه؟
** دور جديد
علي وهو لفتاة غنية وجميلة يحبها عز ولكنه لا يصدق في حبه لها, واعتبر
الوقوف
أمام نجم له جماهيرية اضافة كبيرة بالنسبة لي, بالاضافة
لأنني أحب أحمد عز
كفنان, ومازلت انتظر طرح الفيلم لأعرف رأي الجمهور.
·
أصبح لك وجود واضح
من خلال الأعمال المصرية فعلي أي أساس تختارين أدوارك التي تقدمينها؟
** أحاول
بقدر المستطاع أن أختار الأدوار الجيدة, التي تتلاءم مع شخصيتي وشكلي,
وان يقدم
الدور شيئا مهما للناس.
·
في اخر أعمالك السينمائية محترم
إلا ربع مع محمد
رجب, أخذ البعض عليك خلال ظهورك بالفيلم عدم اتقانك اللهجة المصرية فهل
هذا كان
مقصودا؟
** بالطبع لأن طبيعة الدور كانت تتطلب فتاة من أصل لبناني تدعي لما
لأم تحمل نفس الجنسية, وقضت أغلب حياتها هناك ثم تجيء لمصر
فكان من المنطقي ألا
تتكلم المصرية بشكل احترافي نظرا لعدم وجودها فترة طويلة بها.
·
من خلال
الفيلم رأي البعض أن لاميتا تمت الاستعانة بها كعنصر نسائي
جذاب للجمهور داخل
الفيلم دون وجود عمق درامي للدور؟
** أعتقد ان المخرج حاول توظيف الشخصية
الدرامية بشكل جيد خلال الأحداث بأن تظهر كفتاة جميلة دون ابتذال في
تصرفاتها,
وأعتقد أن كل القائمين علي العمل رأوا أنني الأصلح لتقديم الدور والا لماذا
يتكلف
المنتج تكاليف سفري وأجري وخصوصا ان كثيرات يصلحن لتقديم هذه
النوعية, وبأقل
تكلفة, وأعتقد أن المنتج اقتنع بأنني أجيد تقديم الاغراء, ولكن بإتيكيت
وشياكة
وبراءة وانوثة حلوة لا يستاء منها الجمهور, وهناك نماذج اجادت في الرقي
بالاغراء
البريء مثل نانسي عجرم وسعاد حسني.
·
ظهورك في دور الفتاة التي تعشق
ان
يحبها الرجال وتلعب بقلوبهم, ألم يزعجك أن ينتقضك الجمهور؟
** الفتاة من
خلال أحداث الفيلم لم تقصد أن تلعب بمشاعر البطل, وانما نظرا لبيئتها
التي نشأت
فيها جعلت لديها نوعا من عدم تحمل المسئولية, غير انه كانت
لديها بعض الأزمات
التي تعيشها مع أهلها, فهي بجد أحبته, ولكن كانت تري ان امكاناته تكاد
تكون
منعدمة بجانب ما رأته من الشاب الآخر, الذي شغل قلبها, كما أحب أن أقول
إن هناك
مشاهد تم حذفها من السيناريو أعتقد أنها كانت من الممكن ان
تظهر للمشاهد مدي تعلقها
ومدي الندم عليه كمشهد تم حذفه في المستشفي, حيث كانت تصرخ وتهتف باسمه
وتسترجع
ذكرياتها معه وتعرف انها أخطأت في حقه.
·
وهل تعتبر البيئة التي نشأت فيها
لأم تبحث عن احتياجاتها الشخصية وأب لا يعرف عنها شيئا سببا في تكوين
شخصيتها بهذا
السلوك المستهتر غير المسئول؟
** هذا ليس بالضرورة أن كل أسرة غنية تكون غير
مهتمة بأولادها وتترك لهم الحرية فهناك أسرة تعد نموذجا يحتذي به فطبيعة
الشخصية
ليست مثالا أو قاعدة عامة فهي حالة خاصة.
·
ظهر اسمك بالترتيب الذي يلي
الفنانة روجينا, ألم يزعجك ذلك, وأنت تشاركينها البطولة؟!
** أري أن
فكرة ترتيب الأسماء بالنسبة لي لا تشكل لي قيمة مزعجة ولا أحب ان أثير
مشاكل
بسببها, فروجينا فنانة أقدرها وبالطبع عمرها الفني وخبرتها
تضعها لأن يأتي اسمي
بالترتيب الذي يلي اسمها.
·
الا يزعجك أنك تصبحين في مصر
مصنفة في أدوار
الفتاة الجميلة دون النظر لامكاناتك كفنانة؟
** لا أنكر هذا, ومعظم الأعمال
التي تعرض علي تعتمد بشكل أساسي علي شكلي وجمالي ودلعي كأنثي ولكن أتمني ان
التقي
وأبحث عمن يكتشف قدراتي الحقيقية كفنانة تصلح لتقديم أدوار ذات أبعاد
درامية
قوية.
·
وماذ عن تجربتك بالتعاون الأول
مع المخرج محمد حمدي؟
**
استمتعت من خلال عملي معه لانه فنان واع ويعرف كيف يوظف قدرات الفنان الذي
يعمل معه
بالاضافة الي روح المرح التي يشيعها بالاستوديو وحب الناس له, فأتمني لو
جمعنا
عمل آخر معا.
·
وهل ترين انك أصبحت مؤهلة لتحمل
بطولة مطلقة؟
** قبل
المجيء لمصر وأنا ذات شهرة واسعة بالوطن العربي كفنانة لبنانية وأقوم
ببطولات مطلقة
ولكن بمصر تعتبر بداية خطواتي فيها والناس تعرفني.
·
وماذا ينقصك لتحملك
بطولة مطلقة بمصر؟
** كل شيء يأتي بأوان, ولا أحب استعجال مراحل قبل أوانها
ولا يوجد نجم طلع مرة واحدة فمازلت بمصر احتاج الي التأني
والاستفادة من خبرات
الاخرين.
·
أعرف أنك عملت بمجال عروض
الأزياء فهل هذا أضاف لك بدخولك
التمثيل؟
** فعلا عملت بالازياء, وأنا بعمر مبكر جدا ولم تكن لدي خبرات
سابقة فكان عمري15 عاما وعملت في كليب مع النجم عمرو دياب
وبعد مرور أعوام تفرغت
للدراسة وتخرجت وقدمت برنامجا عن السياحة في لبنان فكنت واجهة لبلدي وأرحب
لو عرضت
علي فرصة لتقديم برنامج مؤثر في مصر.
·
ولكن صنفك البعض كفنانة اغراء
فقط
فما تعليقك؟
** أنا أحمد الله أنه أعطي لي نعمة الجمال وقدرة التشكيل في وجهي
ليناسب أدوارا متنوعة فأصلح لتقديم دور الانثي المثيرة أو
الفتاة الجامعية أو الأم
بالاضافة الي الدور الذي يلعبه المكياج للوصول لكل مرحلة.
·
ومن النجم الذي
تحبين الوقوف أمامه؟
* أنا أعشق كل الفنانين المصريين والوقوف بجوارهم شرف,
وهذا بالضرورة يرجع لرؤية المؤلف والمخرج,وانا أتمني الوقوف
في الفترة المقبلة
أمام أحمد السقا أو كريم عبدالعزيز أو تامر حسني.
·
يري البعض أن شخصيتك
تتسم نوعا ما بالكبرياء والغرور فما تعليقك؟
** كل من يعرفني عن قرب لا يري في
ذلك فأنا متواضعة لأقصي حد مع الصغير قبل الكبير, ومن يقول هذا أكيد شخص
لا
يعرفني عن قرب, فأنا انسانة عادية لأبعد حد وقليلة الكلام في حياتي
الخاصة.
·
وهل تعتبرين مفتاحك السحري
لدخولك الفن كان جمالك؟
** لا
أنكر أنه كان سببا كبيرا, ولكن بجواره الموهبة, فكل منهما يكمل
الآخر.
·
وماذا يمثل الرجل في حياتك؟
** أهم شيء في الدنيا فأجمل ما في الدنيا أن تكون
بها قصة حب.
الأهرام المسائي في
26/01/2011
مخر ج أفلام الشهر الواحد..محمد حمدي يتهم زملاءه المخرجين
بالبطء
كتب
اسلام عبد
الوهاب
قدرة عجيبة يملكها المخرج محمد حمدي الذي ينجز أي فيلم يتصدي
لإخراجه في مدة لا تتجاوز الشهر ما بين التصوير وعمليات
المونتاج والمكساج!
حمدي انتهي للمرة الثانية في أقل من شهر من تصوير فيلمين «ترانزيت» الذي
يتعاون فيه للمرة الثانية مع الفنانة تيسير فهمي ورغم أن
الفيلم بدأ تصويره فعليا
يوم 21 من ديسمبر الماضي داخل مطار القاهرة إلا أنه انتهي من مونتاج آخر
مشاهده
الجمعة الماضي بالرغم من التصوير الخارجي في شرم الشيخ والإسكندرية.
حمدي
قال: إنه لا يجد أي غرابة في انتهاء الفيلم في أقل من شهر، واصفا أقرانه من
المخرجين بالبطء، وأكد أنه نجح في فيلم «مشروع لا أخلاقي»
وانتهي منه في شهر أيضا.
المنتج أحمد أبوبكر رفض تسمية أفلامه التي يقوم بإنتاجها بـ«التيك أواي»
وهل السبب فعلا هو تكثيف عدد الأفلام أم أنه تعويض لغياب زوجته تيسير فهمي
عن
السينما منذ أكثر من 8 سنوات، فقال: أنا مهتم بالإنتاج فقط إذا وجد المنتج
الذي
يتحمس لإنتاج فيلمين في شهرين في ظل الأزمة الاقتصادية التي
نعاني منها، فهذا يعتبر
فخرا وليس عيبا!
أما فيما يتعلق بالإنتاج لتيسير فهمي فهي ليست المرة
الأولي ولن تكون الأخيرة ولكن ليس بسبب أنها زوجتي ولكن بسبب النص الجيد
والدليل هو
إنتاجي للعديد من الأفلام التي لا تقوم ببطولتها.
وقال إن موعد طرح
الفيلمين في دور العرض لم يحدد حتي الآن خصوصا أنني منتج مشارك مع صوت
القاهرة.
روز اليوسف اليومية في
26/01/2011
«فاصل
ونعود»
كتب
محمود عبد
الشكور
هناك نوعان من الأفلام يجب تشجيعهما: النوع الأول هو الفيلم الفني
الذي يُقدِّم تجربة خاصة وفريدة بشرط أن تكون ناضجة، والنوع
الثاني هو الفيلم جيد
الصنع الذي يتعامل مع قوالب محددة ولكن بطريقة مبتكرة ومتقنة، وكنت -
ومازلت -
اعتقد أن زيادة عدد الأفلام جيدة الصنع
يزيد من فرصة تقبُّل الجمهور للفيلم الفني،
لأنه يرتفع بدرجة تذوق الجمهور لعناصر الفيلم، ويزيد - نظريًا
علي الأقل - من
استعداده لقبول سينما مختلفة. وفيلم «فاصل ونواصل» الذي كتبه الثنائي
الموهوب أحمد
فهمي وهشام ماجد واخرجه أحمد نادر جلال، من النوع الثاني بامتياز، عمل متقن
الصنع
في معظم عناصره، لا يكتفي بأن يقدم نوعا واحدا من الافلام،
وإنما يقدم خليطًا من
عدة أنواع، وباستثناء بعض الملاحظات فإن النتيجة مقبولة جدًا رغم صعوبة مزج
الأنواع
كما شرحت سابقا عند تحليل بعض الأفلام الاجنبية، نستطيع أن نقول إن فاصل
ونواصل
دراما بوليسية اجتماعية كوميدية مع جرعات من الأكشن.
كان يمكن زيادتها
باطمئنان لأن الأساس الدرامي قوي، بل إن لدينا خطًا نفسيًا رقيقا كان يحتمل
الفيلم
تدعيمه، ولكن حتي ما وصلت إليه عملية المزج كان جيدا جدا، وكان الفيلم
ممتعًا علي
وجه العموم.
لابد من الاشارة قبل أن نفصل ما ذكرناه اجمالاً إلي أمرين:
الأول هو أن الثنائي أحمد فهمي، وهشام ماجد وزميلهما الثالث شيكو متأثرون
بالسينما
الأمريكية، ولكنهم موهوبون يأخذون ما يصلح ويضيفون إليه، كما أن تأثرهم
لحسن الحظ،
تركز بوضوح علي أبرز نقاط تفوق الفيلم الأمريكي وهو السيناريو المتماسك،
ولذلك سنجد
في «فاصل ونواصل» شغلاً واضحًا علي السيناريو والتفاصيل الصغيرة وهو أمر
نبحث عنه
احيانًا بالميكروسكوب في الأفلام المصرية، خصوصا في الأفلام
الكوميدية، من الواضح
أيضًا أن فهمي وماجد يعرفان فكرة الأنواع في الفيلم الأمريكي، ولعلهما أيضا
اكتشفا
أن الفكرة تطورت إلي ما يشبه كوكتيل الأنواع، ربما لا يكون هذا المعني
واضحا في
ذهنهما من الناحية النظرية، ولكنهما يشاهدان الأفلام الحديثة
الأمريكية، ويكتشفان
في الغالب أن السيناريوهات ليست بسيطة علي الاطلاق.
أما الأمر الثاني
الجدير بالتنويه فهو الثنائي كريم عبد العزيز بطل «فاصل ونواصل» و«أحمد
جلال» مخرج
الفيلم، من الواضح أيضا أن الاثنين اللذين قدما تجارب سابقة ناجحة - لديهما
بالفعل
افكار مختلفة للتعاون المشترك، فيلما «أبو علي» و«واحد من
الناس» هما الفيلمان
الأبرز في تعاونهما السابق، واعتقد أنه مازال لديهما الكثير مستقبلا لو
اقتحما
مناطق جديدة بدون حذر أو حسابات، ولاشك أن التفاهم بين الاثنين ساهم في أن
يخرج
«فاصل
ونواصل» بصورة جيدة عموما رغم وجود ملاحظة هنا أو هناك.
قلت إن إحدي
نقاط تميز «فاصل ونواصل» الأساسية في جراءة المزج بين عدة أنواع، قلب
الفيلم
والبناء بأكمله هو الخط البوليسي لأن الحدث المحوري هو اختطاف
الطفل «حسن» ابن سائق
التاكسي عربي (كريم عبد العزيز)، وتوزيع الاتهامات بين جد الطفل تاجر
الخردة خيري (أحمد راتب) الذي كان ضد زواج ابنته الراحلة
«منة حسن»، والذي يرغب في تربية الطفل
في بيئة أكثر ثراء، وبين عربي نفسه الذي يتردد احتمال أن يكون
قد دبر فكرة اختطاف
ابنه لابتزاز الجد، والحصول منه علي فدية تعين الأب الفقير علي مواجهة
تكاليف
الحياة.
الخط البوليسي سيؤكد نفسه من خلال ظهور رجل بوليس يتولي التحقيق في
الاختطاف (الموهوب محمد فراج)، ثم في محاولة «عربي» انقاذ ابنه
بنفسه وصولاً إلي
مفاجأة النهاية المدوية التي لا يمكن كشفها حتي تستمتع، بحصاد هذا البناء
المتقن،
ورغم أن هذا الخط البوليسي هو قلب السيناريو كله ومحوره إلا أن هناك طبقات
رقيقة
تحيط به، وتقوم معه بما اطلق عليه التغذية المتبادلة، هناك أولاً الخط
الاجتماعي
الذي لولاه ما حدث الصراع أصلاً، فالجد يعادي زوج ابنته
الراحلة صراحة، ويخسر قضية
ضم الطفل، وفي الخط الاجتماعي أيضاً إحساس «عربي» بأنه إنسان من الدرجة
الثانية
لأنه لم يستطع العمل بمؤهله الأصلي تخرج في كلية السياحة والفنادق وتتكرر
في مشاهد
دالة عملية إهانة «عربي» عند تعامله مع الشرطة، في النهاية يبدو «عربي»
إنسانًا
بدون سند إلا ابنه الصغير وصديقه الوحيد لاعب العرائس «صلاح»
(محمد لطفي)، ونتيجة
هذه المعلومات الجيدة عن مكانة «عربي» الاجتماعية، أو عن علاقته الرقيقة
والجميلة
مع ابنه «حسن»، فإن عملية الاختطاف بالنسبة له ليست مجرد مغامرة بوليسية
ولكنها
كارثة كاملة، وهي أيضاً فرصته لكي يستعيد آخر آماله في الحياة.
ولكن اختطاف
الطفل، وتحريره، واكتشاف خاطفيه لا يتم بصورة سلسة بسبب دخول الخط الكوميدي
والنفسي، ففي أثناء اختطاف الطفل، يتم ضرب الأب علي رأسه ليصاب
بحالة نادرة نفسية
وعضوية معًا هي تذكر كل ما حدث له قبل الحادثة بشكل كامل ولكنه سينسي كل
شيء بعد أن
يراه لمدة ثوان معدودة، ستصبح ذاكرة «عربي» مثل ذاكرة السمكة التي لا تحتفظ
بالمعلومات إلا لمدة وجيزة جداً، وبسبب ذلك تتولد مواقف
كوميدية لا حصر لها لأن
الشخص المنوط به إيجاد ابنه ينسي كل كان من يقابلهم بعد أن يلتقي بهم لفترة
وجيزة،
الحقيقة أن فكرة الفقد الجزئي للذاكرة، أو حتي الفقد اللحظي ليست جديدة،
شاهدنا
مثلاً أحد تنويعاتها في فيلم «ميكانو» الذي استخدم الفكرة
القادمة
من فيلم أمريكي
ووظفها في سياق آخر.
ولكن الثنائي «فهمي» و«ماجد» لم ينجحا فقط في استغلال
فكرة ذاكرة السمكة القصيرة، لتوليد مشاهد كوميدية جيدة، ولكنهما ذهبا إلي
خطوة أعمق
عندما استغلا مشكلة البطل النفسية والعضوية لتعقيد الحبكة البوليسية، بل إن
حل
الحبكة بأكملها يعتمد علي تذكر «عربي» للوجوه التي قابلته
لتسليم مبلغ الفدية، وكان
أحدهم يعتمد علي أن سائق التاكسي لن يتذكره، كان هناك أيضاً نجاح جيد في
إبراز حيرة «عربي» مع ذاكرته القصيرة، ومحاولته مقاومة
النسيان بالكتابة في كل مكان: علي
الحوائط، وعلي الأوراق، وعلي جسده، ثم اعتماده علي تسجيل الاعترافات
ليتذكرها.
ربما كان السيناريو يحتمل ضبطاً أكثر للخط النفسي، لأن الطبيبة المعالجة
«بتول»
(دنيا فؤاد) تحدثت عن أن العلاج النفسي للسائق أهم من العلاج بالعقاقير،
وليس هناك من علاج - فيما أظن - أفضل من أن ينجح «عربي» في استعادة ابنه في
النهاية، وربما كان السيناريو يحتمل زيادة مساحة «الأكشن»
بسهولة، رغم وجود مشاهد
جيدة جدًا في تنفيذها، وربما كان الخط الاجتماعي يحتمل بعداً عاماً واضحاً
باعتبار
أن الشخص الهامشي (مثل عربي) لا يمكن أن يستعيد حقه إلا بنفسه، ورغم هذه
الملاحظات
فإن السيناريو متماسك إلي حد كبير، وبناء الحبكة البوليسية
التي تمثل قلب الفيلم
جيد في تفاصيله، والامتزاج عموماً بين كل هذه الخطوط الاجتماعية والبوليسية
والنفسية والحركية والكوميدية «جيد» جداً ومن النادر أن نراه في أحد
الأفلام
المصرية.
علي مستوي التنفيذ، بدا لي أن المخرج «أحمد جلال» يدرك أنه يُقدّم
عدة خطوط في فيلم واحد مركب، ولكن بصمته الأهم كانت في اتقان
مشاهد كشف الحبكة
البوليسية وخاصة في تتابعات تذكر «عربي» لعدة تفصيلات تقوده إلي الشخص الذي
دبّر
هذه الحادثة، وكانت البصمة الأهم للمخرج أيضًا في مشاهد الأكشن المُتقنة،
وينطبق
هذا الاتقان أيضًا علي مونتاج «دعاء فتحي» وصورة «سامح سليم»
وموسيقي «خالد حماد»،
ولكني لاحظت قطعات خشنة في مشاهد عادية حوارية حيث يغيب مشهد
رد الفعل الهام، أو
نقفز فجأة من لقطة بعيدة إلي «كلوز أب»، موسيقي «خالد حماد» كانت أكثر قوة
وتأثيرًا
في المشاهد البوليسية والحركية، الحقيقة أن مزج الأنواع والخطوط يشكل
مأزقًا
حقيقيًا لأي مؤلف موسيقي ولأي مدير تصوير، لأن عليه أن يضع
غلافًا عامًا (سمعيًا
وبصريًا) يحفظ للعمل تماسكه، وإلا أصبحنا أمام مجموعة مشاهد متناثرة تختلف
عن بعضها
أسلوبًا وإيقاعًا، ولا شك أن السيناريو المتماسك أصلاً الذي يشغل الخط
البوليسي
عموده الفقري قد ساهم في الخروج من المأزق بطريقة معقولة
ومُرْضية، لاحظتُ أيضًا أن
شقة «عربي» كانت واسعة بدرجة لافتة ولا تتناسب مع سائق تاكسي حتي لو كان
يكسب
الكثير، فقد كان من الأفضل أن تكون ضيقة حتي تترجم حالة الضيق التي يمر بها
علي
مستوي ذاكرته أو علي مستوي اختطاف ابنه.
في عنصر التمثيل كان «كريم
عبدالعزيز» في أفضل حالاته، أقنعنا وهو سائق للتاكسي، وكذلك عندما فقد
ذاكرته بشكل
جزئي، وأيضًا عندما شعر بالهوان والتهميش، وفي علاقته الدافئة من طفله،
وكذلك في
مشاهد الحركة، وفي ضبط الإفيهات الكوميدية، لا حدود لحضور
«كريم» وقبوله وموهبته،
وهو يستطيع أن يقدم أدوارًا متعددة مختلفة، ولو جعل طبقة صوته منخفضة قليلا
وهو
يلقي «إفيهاته» لكان ذلك أفضل وأكثر تأثيرًا، ولكن ظل هذا الحضور الواضح من
«كريم»
تقابله حالة غياب من «بتول» التي لعبتها «دينا فؤاد»، كانت العلاقة بينهما
تحتمل
أيضًا خطًا رومانسيًا، ولكن المشكلة أن اجتهاد «دينا» في أعمالها
السينمائية لا
يؤتي ثماره، السينما بالذات تحتاج هذا البريق والحضور ربما
أكثر من الاجتهاد، أما
«أحمد
راتب» فمشكلته عكسية، لأنه يؤدي بطريقة مبالغ فيها فيبدو حضوره متعمدًا هو
ممثل كبير يستطيع أن يؤدي بطريقة أبسط وأكثر تأثيرًا بدلاً من تضخيم الصوت
بصورة
مسرحية تمامًا، الموهوب «محمد لطفي» يثبت في كل مرة أن لديه
هامشًا واسعًا جدًا من
الإقناع، وجهه يمكن أن يكون لرجل طيب ساذج، وفجأة يمكن أن يقنعك بأنه رجل
شرير
وشديد القسوة، وبين الوجهين توجد عشرات الأدوار التي يمكن أن يلعبها «لطفي»
الذي
ظلمته كثيرًا الأدوار الكوميدية التافهة، أما «محمد فرّاج»
صاحب المشهد العبقري في
مسلسل «الجماعة» فقد نجح في أداء دور الضابط واستخلص منه بعض اللحظات
الكوميدية.. «فرّاج» ممثل موهوب ويحتاج إلي مزيد من
الفرص والأدوار المتنوعة.
روز اليوسف اليومية في
26/01/2011 |