تتحدث هند عن موقفها من النظام السابق، والتوقيع المنسوب لها دعما
لبقاء الرئيس المخلوع فى السلطة، عن رسائلها على «تويتر» لمناشدة رجال
الأمن عدم إطلاق النار على شباب تونس الغاضبين، وأيضا عن موعد زيارتها
الأولى إلى الوطن بعد كل هذه الدراما.
● لماذا صمتت هند منذ بداية الأحداث؟
أنا شخصيا أتعجب من مثل هذه الأقاويل، خصوصا أننى ومنذ بدأوا فى إزهاق
الأرواح ومع تزايد أعداد القتلى كتبت على الصفحة الخاصة بى فى موقع الفيس
بوك رسالة مفتوحة للجميع بعنوان «لا تطلقوا النار» وضعتها منذ أسبوعين
وختمتها بعبارة هى بالحرف الواحد «أكتب هذه المقالة والخوف يعترينى، الخوف
من أن أفهم خطأ، الخوف من أن تتعرض أسرتى فى تونس للمضايقة، الخوف من عدم
قدرتى على العودة».
وذلك على الرغم من انه لا يوجد شىء فى هذه المقالة يشير إلى ما يسيىء
إلى الوطن، بل على العكس، فهذه بادرة حب للوطن الأكبر، وطننا، دون حقد وبكل
الاحترام والمنطق. بادرة يحلم بها الملايين من الشباب.
●لماذا تخافين إذن؟
كتبت هذه الرسالة فى قمة الاحتجاجات، والنظام السابق كان لا يزال
قائما وهو نظام قمعى نعرفه جميعا ولا يعترف أبدا بحرية التعبير وخصوصا
عندما تكون فنانا واسمك معروفا لعامة الشعب.
وكان مثل هذا الخطاب وقتها خطرا جدا، وخصوصا أن وقتها لم يكن أحد
يتخيل أبدا أن هذا سيحدث وأن زين العابدين سيهرب.
للعلم اندهش جدا من بعض ردود الافعال هذه التى سببها تساؤلك، فالرسالة
قرأها على الفيس بوك أكثر من 200 ألف شخص وشاهدها عبر موقع التويتر 2000
شخص، والبعض يقول إننى لم أتحدث.
● ولكن هذا الخطاب تحديدا صنفه البعض على أنه فاتر
ومحايد أكثر من اللازم؟
هذا حديث عار من الصحة تماما.
هؤلاء الذين يتحدثون الآن بكل شجاعة عن حياد خطابى كانوا يرتدون اللون
الذى يرمز لـ«بن على» ويهتفون له ويدعون الناس لانتخابه. دعنا نتجاوز مثل
هذه الأحاديث الفارغة ونهتم أكثر بشئ بمصلحة الوطن وهى التى يجب أن تعلو
فوق أى اهتمامات، وخصوصا انه وحتى عدة ايام مضت كان الجميع خائفين وكنت أنا
أيضا خائفة.
لو أراد البعض محاكمتى على خوفى فليحاكموا 11 مليون تونسى تحملوا هذا
النظام لمدة 23 عاما، فدعونا نتجاوز هذا الجدل ونركز فقط فى مستقبل تونس
وما سيحدث خلال الايام القادمة، وما قد تحمله من مخاطر. يجب ألا نسمح لبعض
الانتهازيين بخطف الإنجاز الذى تحقق وخصوصا اننا لن نبدأ من الصفر فلدينا
نسبة متعلمين عالية ويجب أن يتخلص كل مواطن حاليا من شعوره أنه قاصر وللعلم
هذه الاحتجاجات التى بدأت لدينا بدأت من المحافظات الجنوبية البعيدة عن
الثروة والمليئة بالفقر.
● لو تحدثنا عن خطابك الثانى والذى حمل اعترافك
بخوفك وحتى جبنك؟
اعترف اننى كنت خائفة، خصوصا أن أسرتى ما زالت تعيش هناك وأنا لا
أمتلك طموحا كى أصبح لاجئة سياسية واعترف أننى خفت وهو ضعف إنسانى مشروع.
● ولكن توقيعك موجود على اللائحة التى سموها
بلائحة الـ65 شخصية تونسية عامة وهى القائمة التى طالبت زين العابدين بن
على بترشيح نفسه لفترة رئاسية جديدة عام 2014؟
لقد شرحت الموقف فى رسالتى الثانية على الفيس بوك وسأشرحها لك هنا
ببعض من الاختصار.
عندما اتصل بى شخص يدعى بلحسن الطرابلسى قائلا «نحن نبنى الآن قائمة
بأسماء الفنانين الداعين للرئيس لتمثيل نفسه فى 2014، وأنا أعلمك لأنه ليس
من المناسب وضع اسمك دون علمك».
وانتهت المكالمة. لن أنسى الخوف الذى انتابنى ذلك اليوم.
اتصلت بالطرابلسى فى وقت لاحق. بعد أن استجمعت كل قواى، قلت له مع
كامل الاحترام وبخوف: «لا أريد أن يساء فهمى، ولكن أود البقاء بعيدة عن
ذلك. واعتقد جازمة أن الفنانة يجب أن تظل محايدة إذا... من فضلك، أريد أن
أظل محايدة. أنا لا أمارس السياسة.
قاطعنى السيد الطرابلسى وقد غير لهجته قائلا: ماذا؟ أولا فات الأوان
وإلى جانب ذلك ما يعنى أن تبقى محايدة هل أنت شيوعية؟»
قلت: لا.
سألنى: أنت إسلامية؟.
أجبته: لا.
قال: حسنا، ليست هناك مشكلة.
هذه هى كل القصة وهذا النظام كان يستغل شهرتنا كفنانين لعمل دعاية
لنفسه وأنا شخصيا لم أطلب منهم أبدا شيئا، حتى عندما منحونى وسامين كانا
بعنوان الجمهورية التونسية وليس الرئاسة وكنت أعتقد وبكل سذاجة أننى أحصل
عليهما لأننى خدمت بلدى بما أقدمه من فن ولكننى كنت واهمة.
● ما هى رؤية المواطنة هند صبرى للوضع التونسى
الحالى؟
- لدينا إنجاز بكل المقاييس، بلد تحرر بفعل ثورة شعبية ولكن فى الوقت
ذاته لدينا حالة من الزعزعة الأمنية لابد أن نتحد أمامها وأن نصبح يدا
واحدة وخصوصا مع وجود 60 يوما فقط تفصلنا عن الانتخابات الرئاسية وهناك
اشياء كثيرة مهمة يجب أن نركز عليها.
●من وجهى نظرك.. ما الذى تحتاجه تونس فى مثل هذه
الظروف؟
الاولوية الحالية لنا جميعا هى الناحية الأمنية ولابد أن نعيد الهدوء
والاستقرار لبلادنا وللعلم الأمور بدأت فى التحسن نسبيا فيوما عن يوم تتحسن
الأحوال وانا شخصيا أحيى النضال الشعبى التونسى وشعبنا حقق بطولة فوق مستوى
تخيلنا ولن أنسى أبدا الموقف البطولى للجيش التونسى الذى رفض أن يقوم
بانقلاب عسكرى وفضل أن يتلاحم مع صفوف الجماهير وأن يحرس الوطن وأيضا موقف
افراد الشعب الذين رفضوا النوم ونزلوا للشوارع كى يقوموا بحماية شوارعهم
وبيوتهم بأنفسهم وهو ما أثبت أن الهم التونسى واحد وخصوصا أن بن على وبعد
رحيله ترك مجموعة من الميليشيات لتقوم بإخلاء تونس من أهلها وهو يفعل حاليا
مثلما فعل نيرون عندما قام بإحراق روما ولكن الشعب التونسى هو من يقرر
مصيره الآن.
●متى ستعود هند صبرى لتونس؟
أنا الآن حامل فى شهرى السادس وبمجرد ولادتى سأحمل طفلى واذهب ليرى
تونس حرة وهو ما سأقوم بكتابته على موقع تويتر.
● والسفيرة هند صبرى.. هل ستحاول توفير أى دعم
لبلدها؟
بالطبع سأحاول هذا ولكننى الآن أتحدث كهند صبرى المواطنة التونسية
والتى قررت أن تتبرع ومن مالها الخاص دون إنتظار لأية تبرعات لجهود إعادة
الإعمار والبناء فى مناطق جنوب ووسط تونس التى دمرتها الاحداث وخصوصا انها
هى المكان الذى شهد بداية كل هذا وأهل الجنوب الفقراء هم من صنعوا الثورة
وليس من يجلسون الآن أمام المواقع ومن حق من صنع ثورتنا أن ينعم بحياة
كريمة.
المساء المصرية في
18/01/2011
هند صبرى: الشعب التونسى كان «مختطفا» لمدة ٢٣
عاما.. والثورة
جاءت فى وقتها
كتب
أحمد الجزار
«لا تطلقوا النار».. رسالة تحذيرية أطلقتها هند صبرى لزين العابدين،
قبل هربه، مع سقوط أول شهيد فى تونس، وطالبت الحكومة بإعادة النظر فى كثير
من الأمور، منها إعادة توزيع الثروة، وتوفير فرص عمل، ومنح الثقة للشعب
التونسى.
كتبت هند رسالتها وقلبها يرتجف من الخوف فى ظل نظام قامع لا يقبل
النقد، وأنهت رسالتها التى وجهتها للملايين، عبر موقع «فيس بوك» بهذه
الكلمات: «أكتب هذه المقالة والخوف يعترينى، الخوف من أن أفهم خطأ، الخوف
من أن تتعرض أسرتى فى تونس للمضايقة، الخوف من عدم قدرتى على العودة. وذلك
على الرغم من أنه لا يوجد شىء فى هذه المقالة يشير إلى ما يسىء إلى الوطن،
بل على العكس فهذه بادرة حب للوطن الأكبر، وطننا، دون حقد وبكل الاحترام
والمنطق. بادرة يحلم بها الملايين من الشباب. ولهذا لم أخف؟
هذا الخوف يعرفه الشعب التونسى عز المعرفة وقد آن الأوان أن نقول له
جميعا وداعا حتى نتمكن من التقدم نحو تونس أفضل وأكبر فى قامة شعبها».
الآن، تخلصت هند من خوفها بعد أن رحل ما كان يهددها ويهدد كل تونسى
طوال الـ٢٣ عاما الماضية، واستردت حريتها، التى كانت تبحث عنها طويلا مثل
ملايين التونسيين.
«هند» التى تعيش حالة من الترقب والأمل ممتزجة بمشاعر فرحة وحزن، خصت
«المصرى اليوم» بأول حوار لها بعد تحرير تونس، ولم يأخذ الحوار الشكل
التقليدى بل هو عبارة عن فيض من المشاعر خرج منها دون انتظار أسئلة.
قالت: سعيدة وفخورة بما حققه الشعب التونسى لأنه حقق ما يريده بعد أن
عشنا لفترة طويلة فى خوف ورعب، وأرغمنا على السكوت فى كل شىء لدرجة أننى
فوجئت مؤخرا بوجود اسمى ضمن قوائم تأييد الرئيس المخلوع لفترة رئاسية جديدة
دون أن يؤخذ رأيى، وأرغمت على ذلك، وعندما اعترضت قوبل ذلك بقلة أدب
ومعاملة سيئة للغاية.
أضافت: طوال الـ٢٣ عاما الماضية، أرغمنا على الصمت وعشنا فى خوف بسبب
النظام الأمنى الذى لم يعط الفرصة لتقول رأيك، لأنه كان من أبشع الأنظمة
القمعية على مستوى العالم، وما حدث الآن فى تونس هو نتاج الخوف الذى سيطر
على ١١ مليون تونسى طوال السنوات الماضية، وبعد أن نهبت وسرقت أموال
الدولة. ولا أنكر أننى كتبت رسالتى عبر «فيس بوك» وكان الخوف لايزال مسيطرا
على لأننى كتبتها فى ظل النظام الحاكم السابق، وأعترف بأنه لم يكن لدى
الجرأة بأن أقول المزيد لأننى وقتها كنت سأتعرض للعديد من المشكلات، ولكن
الآن، فنحن نعيش أولى ليالينا كأحرار.
وعن أهلها قالت: لا أنكر أننى خائفة على أهلى، لأنهم لايزالون داخل
تونس، ولكنى فى الوقت نفسه فخورة بهم، حتى إن والدى كان فى فرنسا، وسافر
أمس إلى تونس ليعيش مع الشعب هذه اللحظة التاريخية، ولولا أن حملى فى
الأشهر الأخيرة، لكنت سافرت إلى تونس وشاركت فى الحملات واللجان الشعبية
التى تقودها الأسر اليوم لحماية أحيائهم ومنازلهم دون أى إعانة من أحد،
لأنهم يريدون أن يحققوا الحرية بأيديهم، وهذا التضامن جعلنى فخورة بحق أننى
تونسية، ولا أنكر أنه قد يكون هناك انفلات أمنى، ولكنها أيام قليلة وسينتهى
كل ذلك ولن يرهبنا أحد.
وعن عمليات النهب والسرقة التى تحدث فى تونس الآن، قالت: ما يحدث ليس
من الشعب التونسى، بل تقوم به ميليشيات تركها النظام، وهذه رسالة من كل
التوانسة لأننا شعب اختار الحرية، وهذه الأشلاء هدفها إفساد ما حدث حتى
يظهروا للعالم أننا فشلنا فى أن نسيطر على بلادنا، وأعتقد أن كل ذلك كان
مخططاً، لكننا قادرون على أن نعيد الحياة إلى تونس قريبا، وسنقوم بفتح
مدارسنا ومحالنا، وستكون هناك انتخابات حرة ونزيهة، لأن الشعب الذى نجح فى
أن يخرج رئيسه من البلاد فى الليل، قادر على أن يطيح بهذه الميليشيات.
وأكدت «هند» أن هناك تونسيين خائفون مما يحدث الآن، خائفون من غد،
ولكنها تقول لهم: لا تخافوا وغداً سيكون بالتأكيد أفضل من الأمس، وسيكون
بالتأكيد أفضل من الـ٢٣ عاما، التى عشناها فى قمع وخوف غير موجود فى أى
نظام آخر، وأعرف أن القلق من المستقبل طبيعى جدا، لأن ما حدث ثورة شعبية
نادرة فى تاريخ الشعوب، وأى انفلات أمنى متوقع نتيجة زعزعة ثوابت النظام
المنقضى الذى كان مسيطرا على الأمن، خصوصا أن هناك تعليمات بزعزعة الأمن
حتى إذا رحلوا، ولكن لن يحدث ذلك مهما حاولوا، فقد انتهى الأمر ونجح
التونسيون فى أن يسجلوا أنفسهم فى التاريخ، فهذا الشعب طوال عمره مسالم
وقوى وراجل وغير مؤذ رغم أنه تأذى كثيرا.
وأوضحت «هند»: الحرية لها ثمن، ونحن نعلم ذلك ومستعدون لتحمل أى نتائج
خلال هذه الفترة، لأن الفترة الانتقالية ستكون صعبة، ولكن لابد أن تكون
لدينا أولويات أهمها التخلص من الانفلات الأمنى لأن هناك مشاكل تخص مد
المنازل بالطعام بسبب غلق المحال والمصانع، ولكن الصورة لم تكن سوداوية كما
يسعى البعض لإظهارها، كما أننا لابد أن نفكر فى بناء مجتمعنا من جديد لأن
الشعب التونسى لم يعش الحرية من قبل، ولا يعرف ماذا تعنى المعارضة أو مرشح
فى مواجهة مرشح آخر أو تعددية حزبية، لأن المعارضة التى كانت موجودة كانت
مجرد ديكور للنظام وتعيش فى تمثيلية، ورغم ذلك لا نستطيع أن نحكم عليها،
لأن كل التونسيين كانوا يعيشون فى حالة رعب من النظام.
وصفت «هند» الثورة بأنها «جاءت فى وقتها»، وأضافت: نسبة البطالة وصلت
إلى ٣٠%، ونسبة الحقد على سبع عائلات، هى المسيطرة على تونس بالكامل، زادت
إضافة إلى عدم وجود أى حريات للمواطنين، ولدينا إحساس بأننا شعب مختطف أى
١١ مليون تونسى مختلفون فى بلدهم، ولم يكن لدينا حرية حوار أو حتى أن نقول
كلمة «لا» على شىء .
أكدت «هند» أن دم شهداء تونس لن يذهب هباء، وقالت: ضرب الشعب بالنار
كان غلطة النظام الكبرى لأن ذلك فجر الغضب لدى الكثير وحثهم على القيام
بهذه الثورة لأنه يجب ألا تقتل شعبك بالرصاص، وهذا ما جعل الشعب يرفض رفضا
باتا أن يستمر هذا الرجل أكثر من ذلك على كرسى الحكم، لأن دم الشعب التونسى
ليس رخيصاً، ولا دم أى شعب فى العالم، ولن أترك حق هؤلاء الشهداء الأبطال،
لأننا لم تكن لدينا الجرأة فى أن نفعل مثلهم، وعلى رأسهم محمد بوعزيزى أول
شهداء المظاهرات، لأن هؤلاء الأبطال هم أصحاب هذا الإنجاز لا المثقفون ولا
النخبة ولا أى جهة أخرى، ولا أحد يستطيع أن يقول غير ذلك، أو ينسب هذه
الثورة له لأنها ثورة الشعب، وبفضلهم استردت تونس كرامتها.
«هند» فخورة بتضامن الجيش مع الشعب، ووصفت الجيش التونسى بأنه تحول
إلى مواطن حقيقى، ورفض أن يأخذ الحكم وطلب أن يحمى المواطنين فقط، وقالت:
سأتبرع من أجل بناء هذا البلد مرة أخرى، لأنه يجب أن نتحدث عن البناء
ويكفينا خوفاً لأننا خفنا بما فيه الكفاية، وقد آن الآوان لنعرف حقوقنا
وواجباتنا حتى لا يذهب دم الشهداء هدراً، وواجبنا الآن أن نحافظ على ما
حققناه لأنه لا يجوز أن يأتى شخص الآن ويخطف ما حققناه أو ما فعله «بوعزيزى»،
ولا أنكر أن هناك محاولات من بعض أنصار الرئيس المخلوع لشل حركتنا، وبدلا
من أن نفكر فى الانتخابات، نفكر فى حماية منازلنا،
وأؤكد للجميع أننا لن نتأخر وستكون لدينا انتخابات حرة ونزيهة، وعلى
كل مواطن الآن أن يحدث بطاقته الانتخابية حتى نشارك فى الانتخابات، ونشارك
فى انتخاب رئيسنا المقبل ونتعرف على المرشحين ونختار الأنسب من بين الأحزاب
المختلفة، لأن الحقيقة أن أصحاب هذه الثورة فى وسط تونس وجنوبها لا يعرفون
وجه الوزير الأول فى الحكومة السابقة، فما بالك بالأحزاب وأعضائها، وكل ما
يريده التوانسة الكرامة والعمل لأن بوعزيزى حرق نفسه من أجل كرامته ولقمة
عيشه.
ووصفت «هند» قرار الحكومة الفرنسية بتجميد أرصدة بعض المسؤولين
التوانسة فى تونس بأنه جاء متأخرا، وقالت: القرار فى حد ذاته جيد لأن هناك
أموالاً تونسية كثيرة راحت مع من رحل، ولكن ليست هناك مشكلة لأن لدينا
إصرارا على البناء مرة أخرى.
المصري اليوم في
18/01/2011
شبهة «الرشوة» تلاحق أعضاء «جولدن جلوب».. واتهامات
بمجاملة
«جونى
ديب» و«أنجلينا جولى»
كتب
ريهام جودة
شهدت مدينة السينما العالمية، حفل توزيع جوائز اتحاد الصحفيين الأجانب
فى هوليوود «جولدن جلوب» (HFPA)،
بحضور عدد كبير من النجوم الذين تلألأوا ربما لتوجيه الأنظار نحو بريق
الحفل الكبير الذى ينتظره صناع الأفلام وعشاق السينما لمتابعة تتويج
الفائزين بالجوائز سنويا، وبعيدا عن شبهات الرشوة، التى طاردت سمعة واحدة
من أشهر وأعرق الجوائز السينمائية فى العالم قبل يومين فقط من الحفل، وهى
المفاجأة التى فجرها مسؤولان سابقان فى العلاقات العامة، عملا فى «اتحاد
الصحفيين الأجانب فى هوليوود»، ورفعا دعوى قضائية يهاجمان فيها أعضاء فى
الاتحاد ويتهمانهم بالحصول على هدايا وامتيازات على سبيل الرشاوى من قبل
سينمائيين، للعمل على ترشيح أفلامهم أو فوزها بجوائز الاتحاد.
واتهم «مايكل راسل»، المسؤول السابق فى العلاقات العامة بالاتحاد، فى
دعواه، عددا من أعضاء «جولدن جلوب» باستغلال مناصبهم فى عقد صفقات «غير
شريفة» للحصول على امتيازات ورشاوى تتمثل فى هدايا عينية وأموال وامتيازات
سفر، كما جاء فى الدعوى إسناد وتمكين قنوات فضائية أقل شهرة من تصوير
اللقطات واللقاءات للنجوم على السجادة الحمراء قبل وبعد حفل توزيع الجوائز،
مقابل رشاوى مادية، حصل عليها رئيس الاتحاد «فيليب بيرك».
ورغم عدم تضمن الدعوى أسماء أى من الاستديوهات أو المنتجين الذين
دفعوا تلك الرشاوى، فإن الدعوى القضائية شكلت إساءة خطيرة لسمعة الجوائز،
خاصة أنها تزامنت مع موعد الحفل، والذى بدا أنه غير متأثر بذلك فى محاولة
من مسؤولى الاتحاد للتماسك أمام تلك الاتهامات، حيث كانت الاستعدادات له
تجرى على قدم وساق فى فندق «بيفرلى هيلتون»، بالرغم من الانتقادات التى
طالت بعض ترشيحات الجوائز لهذا العام بالفعل، ومنها ترشيح «جونى ديب»
و«أنجلينا جولى» فى فئتى التمثيل عن فيلم «السائح»، رغم الانتقادات السلبية
للفيلم وعدم تحقيقه نجاحا تجاريا كبيرا فى شباك التذاكر.
ويطالب «راسل» فى دعواه بمليونى دولار، يؤكد أنها مستحقاته المتبقية
من خدمة الاتحاد والقيام بحملة إعلانية ضخمة عن حفل توزيع الجوائز بعد
الاستغناء عنه وشريكه «ستيفن لوكاسيو» عقب الحفل مباشرة العام الماضى، وفسخ
تعاقدهما من قبل رئيس الاتحاد «فيليب بيرك»، الذى تجاهل تلك الادعاءات
تماما ولم يدل بأى تصريح رسمى حتى الآن، واكتفى بالتعليق أن تلك المحاولات
لإلصاق تهم غير شريفة به. وقال «تيموثى ماكجونيجل»، محامى المدعين، أن
موكليه رفعا هذه الدعوى على أمل أن يتعامل معها أعضاء الاتحاد بجدية
ويغيرون طرق عملهم والقواعد اللاأخلاقية التى يتبعونها لتحظى الجوائز
بمصداقية حقيقية.
ورغم أن «جولدن جلوب» تعد مقدمة لجوائز الأوسكار ومؤشراً لها، فإن
ترشيحاتها كانت محلاً للانتقادات التى وجهت لها خلال السنوات الأخيرة، بسبب
عمليات الفساد ومجاملة بعض الفنانين الكبار، التى تشوبها. وردا على تلك
الاتهامات، أكد «كين صانشاين»، مسؤول العلاقات العامة الحالى عن «اتحاد
الصحفيين الأجانب فى هوليوود»، فى بيان صادر عنه، أن تلك الادعاءات غير
صحيحة، وقال : هذه ليست سوى محاولة من شركة انتهى عقدها مع الاتحاد لكسب
منافع جديدة من شهرة وسمعة الاتحاد.
ليست هذه هى الاتهامات الأولى من نوعها فى تاريخ اتحاد الصحفيين
الأجانب فى هوليوود، المكون من ٩٠ عضوا، يعملون فى الصحف ووسائل الإعلام
الأجنبية، والذى يعقد منذ ٦٨ عاما، فقد شملت الدعوى أنه فى عام ١٩٦٠ خضع
مسؤولو التصويت لاستجواب من قبل اللجنة الفيدرالية للإعلام، ولم يبث الحفل
لعدة سنوات على الهواء مباشرة بعد اتهامات بعدم سرية عمليات التصويت وتسريب
النتائج، وفى عام ١٩٨٠ خسر الاتحاد عقده مع قناة «CBS»
ولم يبث أيضا بعد اتهام أعضائه بمجاملة ممثلة مغمورة وجديدة تدعى «بيا
زادورة» ومنحها جائزة.
يبث الحفل سنويا منذ عام ١٩٩٦ على قناة «NBC»، إحدى أكبر الفضائيات فى أمريكا والعالم، وهو ما علق عليه «راسل»
أنه كان جهدا منه لإكساب الجوائز مصداقية وجماهيرية كبيرتين بعد تلك
الفضائح، وقد أكد «راسل» أن القناة تدفع ١٢ مليون دولار مقابل بث الحفل
سنويا، فى حين انتهى عقدها فى الحفل الأخير أمس الأول (الأحد)، وأن المقابل
قد يتضاعف إلى ٢٦ مليون دولار، فى حال وجود تعاقد جديد. من ناحية أخرى،
يواجه الاتحاد مشكلة قضائية أخرى مع المنتج الفنى للحفل «ديك كلارك»، بعد
اتهامه بالتعاقد مع قناة «NBC» مجددا، دون الحصول على موافقة من مسؤولى
الاتحاد.
«الشبكة
الاجتماعية» أكبر الفائزين.. وسخرية من ادعاءات
الرشاوى خلال الحفل
لم يحمل الإعلان عن جوائز «جولدن جلوب» الـ٦٨ أى مفاجآت، فقد حصل
الفائزون على الجوائز وفقا لما توقعه النقاد، وفاز فيلم «الشبكة
الاجتماعية» بجوائز أفضل فيلم وسيناريو لكاتبه «أرون سوركين» وإخراج «ديفيد
فينشر» وموسيقى أصلية، ليستمر انتزاع الفيلم، الذى يتناول قصة تأسيس موقع
«فيس بوك»، للجوائز المهمة هذا العام بعد حصوله على الجوائز فى الفئات
نفسها فى حفلات توزيع جوائز «الجمعية الوطنية لنقاد السينما» (NSFC)،
و«رابطة نقاد لوس أنجلوس» و«رابطة نقاد نيويورك»، و«اختيارات النقاد».
كما حصل الممثلان البريطانى «كولين فيرث»
والأمريكية «ناتالى بورتمان» على جائزتى أفضل ممثل وأفضل ممثلة فى فيلم
درامى عن فيلميهما «خطاب الملك» و«البجعة السوداء» على الترتيب، وهو ما كان
متوقعا تماما مثل حصول الممثلين البريطانية «مليسا ليو» والأمريكى
«كريستيان بيل» على جائزتى أفضل ممثلة مساعدة وأفضل ممثل مساعد عن فيلم
«المقاتل»، فى حين حصلت «أنيت بينينج» و«بول جياماتى» على جائزتى أفضل
ممثلة وأفضل ممثل فى فيلم كوميدى أو موسيقى عن فيلمى «الأطفال بخير حال»
و«إصدار بارنى».
وحصل فيلم «قصة لعبة ٣» على جائزة أفضل فيلم رسوم متحركة، ونالت
الدنمارك جائزة أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية عن فيلم «فى عالم أفضل».
ورغم شبهات الرشاوى التى طاردت الجوائز، فقد بدا مسؤولو «اتحاد
الصحفيين الأجانب فى هوليوود» - المانح الجوائز - أكثر تحدياً فى وجه هذه
الادعاءات، فقد استهل مقدم الحفل «ريكى جيرفاس» اللحظات الأولى بالسخرية من
الدعوى القضائية التى رُفعت ضد الاتحاد، ومن الانتقادات التى جاءت بها حول
ترشح «أنجلينا جولى» و«جونى ديب» عن فيلم «السائح» رغم تواضع مستواه الفنى،
وقال: «أكيد هناك سبب وجيه لترشحهما، لذا اخرس، أريد القضاء على هذه
الشائعة السخيفة.. وهذه قذارة، فليس السبب الوحيد لترشحهما هو دفعهما
رشاوى، لأن الفيلم رشح فى فئات أخرى غير التمثيل». كما انتقد «روبرت دى
نيرو» تلك الادعاءات، وقد كرم أثناء الحفل بمنحه جائزة «سيسيل بى دى ميل»
عن إنجازاته طوال مشواره الفنى، وقال: «المهم أننا جميعا معا فى وجه ما
يتردد».
المصري اليوم في
18/01/2011
علي مسئولية د. سيد خطاب :
الرقابة طبقت القانون ووافقت
علي عرض "اللعبة العادلة"
فاطمة كريشة
أكد د. سيد خطاب رئيس الرقابة علي المصنفات الفنية انه أعطي ترخيصا
بالعرض لفيلم "اللعبة
العادلة" وهو الفيلم الذي أثار جدلا حوله الفترة الأخيرة بسبب مشاركة ممثلة
إسرائيلية فيه.
قال د. سيد خطاب حرصت علي مشاهدة الفيلم بنفسي لوضع التقرير
النهائي بعرضه أو عدم عرضه وذلك بعد الجدل الذي ثار حول الفيلم واتهامه
واتهام
الفنان خالد النبوي المشارك فيه بالتطبيع مع إسرائيل.. ويضيف:
بعد مشاهدتي
الفيلم وجدت ان الفيلم لا يسيء للعرب بل هو يناقش قصة مست العرب ويفضح
المؤامرة
الأمريكية في العراق حيث يقدم موضوعا متميزا يعرض وجهة النظر العربية في
قضية الغزو
الأمريكي للعراق بدعوي وجود أسلحة دمار شامل.
وأشار د. سيد خطاب: إلي أن الرقباء
أيضاً كانوا قد شاهدوا الفيلم قبل مشاهدتي له وكتبوا عنه
تقريرا جيدا وبعد مشاهدتي
للفيلم اتفقت في الرأي معهم وبالفعل أعطيت للفيلم ترخيصا بالعرض العام بدور
العرض
السينمائي.
وحول مشاركة فنانة إسرائيلية في الفيلم وكونه نوع من التطبيع الفني
مع إسرائيل قال د. خطاب: "الفنانة الإسرائيلية التي شاركت في الفيلم فنانة
مغمورة
ولم تتعد مشاهدها ثلاثة مشاهد وقامت بدور ثانوي في الفيلم وجسدت شخصية فتاة
عراقية
شقيقة العالم نووي العراقي بطل الفيلم والذي قام بدوره الفنان
خالد
النبوي.
وبسؤاله عن أسباب تأجيل عرض الفيلم بدور العرض السينمائي حتي الآن رغم
حصوله علي تصريح بالعرض من الرقابة أكد د. خطاب:
**
بالنسبة للرقابة فقد نفذنا
القانون ولم نجد مانعا قانونيا لترخيص الفيلم.
أما عن تأجيل عرض الفيلم أكثر من
مرة فكان سببه ان نسخ الفيلم لم تأت من الخارج لذلك أجلت
الشركة المنتجة العرض
الخاص به.. وأعتقد انه سيتم عرضه قريبا.
وعن رفض غرفة صناعة السينما عرض الفيلم
أوضح:
الآراء تراجعت داخل غرفة صناعة السينما عن رفض عرض الفيلم وكلمني معظم
الأعضاء وأكدوا موافقتهم عرض الفيلم لكن ممدوح الليثي رئيس اتحاد النقابات
الفنية
هو الذي يرفض عرض الفيلم لان الاتحاد يعتبر أن مشاركة الفنانة
الإسرائيلية في
الفيلم يعد تطبيعا فنيا مع إسرائيل.. يرفضه الاتحاد.
المساء المصرية في
18/01/2011 |