اسمها "مريهان مجدي حسن" خريجة كلية الحقوق هذا العام. مازالت آنسة
لأنها ببساطة صغيرة السن. جميلة. رقيقة. لها حضور علي الشاشة.. هل عرفتها؟
قد تعرفها .. إذا قلنا إنها هي "كوكي" شقيقة الفنانة "روبي" التي ظهرت
معها مؤخرا في فيلم "الشوق" .. في البداية قد تتخيل انها دخلت الفن بسبب
الواسطة أو الجمال المصري الأصيل. ولكن بمجرد أن تشاهد العمل ستجد انك أمام
موهبة تبدو وكأنها تمثل منذ سنوات عديدة. لها نظرة جريئة أمام الكاميرا
تجعلك تشعر باحتراف الفنانة. ولو كان هذا العمل أول أدوارها. فبالتالي
سيكون دورها القادم مفاجأة بكل المقاييس.. ولهدف "الجمهورية الأسبوعي" في
إبراز المواهب الشابة كان لنا معها هذا الحوار.
·
مبروك عرض "الشوق" وأرغب في
سؤالك عن نفسك قليلا. فأنت شقيقة المطربة روبي. فهل لديك نفس موهبة الغناء؟
بصراحة.. صوتي لا يصلح للغناء. ولكن أزعم انني أجيد التمثيل..
·
أنت متهمة بأن روبي سبب دخولك
الفن؟
"تضحك" والله أنا دخلت استوديو الممثل مع المدرب الفنان أحمد كمال
لتعلم التمثيل علي أصوله. كما قدمت فيلماً من قبل هو "الخروج من القاهرة".
وعندما اختارني خالد الحجر. اختارني من مهرجان دبي. وكانت له قصة غريبة ثم
لماذا لم أمثل منذ سنوات لو كانت روبي ساعدتني.
·
حدثيني عن دورك في الخروج من
القاهرة. وهل به إساءة أيضاً؟!
ألعب دور أمل فتاة تحب شابا ليس من دينها وتقرر الهروب معه. ويقوم
بدوره محمد رمضان. وأخوه المصري الأمريكي هشام العيسوي. وقام بكتابته أمل
عفيفي. وأذكر ان في بداية أيام التصوير لم يكن الفيلم قد نال تصريحاً
رقابياً. فكنا نقوم بالتصوير "خلسة" إلي أن جاء تصريح الرقابة فصوّرنا في
مناطق عشوائية مثل: منيل شيحة ودار السلام وبشتيل.
ونال الفيلم جائزة الدعم الفني من مهرجان دبي كفيلم مستقل وكنت شديدة
السعادة لأنه بطولة مطلقة لي!
·
من الواضح انك تسيرين علي خط
الأفلام المستقلة. وأفلام المهرجانات الثقيلة. فهل وضعت لنفسك هذا الخط أم
جاء بالصدفة؟
أنا حاولت ألا أشغل نفسي بالتمثيل دون الدراسة.. فرفضت العمل قبل
اتمام الدراسة. وحصولي علي تدريبات تمثيل مما جعل الأدوار التي أحصل عليها
معقدة إلي حد كبير!
·
ولو عرضت عليك أدوار خفيفة مثل
أفلام السبكي وغيرها؟
سأكون سعيدة طبعاً لأن المشاهد متنوع في ذوقه.. ويحب أن يشاهد الفيلم
الخفيف كما يشاهد فيلم المهرجانات.
شذوذ
·
رغم ان الرقابة وافقت علي عرض
الفيلم كاملاً. إلا انك متهمة بعمل مشاهد صريحة وذهب البعض إلي اتهام العمل
بوجود مشهد شذوذ لك مع روبي؟
أنا لا أعرف بيجيبوا منين الكلام ده.. الناس بتهاجم وخلاص. هو أنا لما
أحضن أختي التي تشعر بالأسي. كما أفعل في بيتنا وفي الحقيقة. يبقي مشهد
شاذ!! إيه الكلام ده. الفيلم لا يوجد به مشهد جنسي شاذ أو غيره.. حتي
القبلة الوحيدة كانت مجرد إيحاءات وغير واضحة. بعض الناس حكمت علي الفيلم
وهاجمته قبل عرضه.. حتي ان أحد المحامين رفع قضية .. حاجة غريبة جداً..
·
هل كون الفيلم يتحدث عن الحارة
يعني انه يسيء لمصر كما يقال؟
رغم انه صوّر في العديد من الحواري المصرية الحقيقية. إلا أن المصوّر
الاسباني جعل كل مشهد كما لو كان لوحة سينمائية مثل منطقة "الحطابة" التي
بدت كمدينة "روما" فلم تظهر ورقة علي الأرض.. أي تصوير شيك.
·
كيف صورتم في هذه المناطق وهل
كنتم خائفين؟
بالعكس.. كانوا مقدرين شغلنا. وأجّرنا منازل من أهل هذه الأحياء. وقد
عملوا معنا في الفيلم بدل الكومبارس ومن كثرة عملي في هذه الأحياء أصحاب
أطلقوا عليّ "فنانة المناطق العشوائية"!!
·
احساسك إيه عندما فاز الفيلم
بجائزة أحسن فيلم وممثلة في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي؟
سعيدة جداً.. وخائفة جداً..
·
ما هو رد فعل الجمهور والنقاد
بعد عرض الفيلم؟
النقاد شكروني وفي بندوة الفيلم كنت "حاطير من الفرحة" عندما قال أحد
الحاضرين انه شعر انني أمثل منذ سنوات طويلة!
·
ما هو عملك القادم؟
مسلسل "دوران شبرا" مع مخرج الشوق خالد الحجر.
·
هل ستقبلين العمل في فيلم به
مشاهد جريئة أم انك من أنصار "السينما النظيفة"؟
بصراحة رغم انني لا أحب هذه الكلمة. إلا انني لا أحب القبلات والمشاهد
الساخنة. وحتي عندما كان هناك مشهد في "الشوق" قلت لخالد: لا أحب أن يلمسني
أحد. الاغراء بالعين وليس بالتلامس.. تصدقي عُرض عليَّ فيلم "بطولة" ورفضته
عشان بوسة..!
رهبة
·
ماذا أفادك دخول الورش الفنية؟
أفادتني في كسر الرهبة من الكاميرا. وشجعتني. فأنا بطبيعتي كنت خجولة.
ودخلت الورش الفنية منوع من التهريج في البداية. ولكن حبيت التمثيل بشدة.
·
العمل أمام روبي هل أفادك؟
جداً.. فكانت تذاكر لي. وأخذنا دروساً خاصة في التمثيل مع أحمد كمال.
وكان تعليقها "شاطرة يا كوكي"!!
·
من هو الفنان الذي تتمني العمل
أمامه والدور غير التقليدي الذي لم يقدم من قبل؟
أتمني العمل أمام الفنان عادل امام.. أحبه منذ كان عمري ثلاث سنوات.
وحافظة أعماله.. وكذلك المخرج داود عبدالسيد. ومحمد خان. ويسري نصرالله.
وخالد يوسف.. لأنه جماهيري ومهرجانات فهو مخرج ذكي!
·
ما هو دورك في الشوق؟
دور "عواطف" شقيقة شوق. التي تتمرد علي حياتها. وترغب في الخروج من
الغرفة. خاصة حين يتركها من تحبه بسبب الفقر. وللأسف تمردها يضرها ويضر من
حولها!
الجمهورية المصرية في
13/01/2011
خالد الحجر مخرج فيلم "الشوق" :
احترت مع الناس .. أقدم البنات "الحلوة" أم "الحزينة"!
عملي القادم عن حب العائلات المسلمة والمسيحية في شبرا!
منذ أول أعماله رسخ اسمه كالحجر في قلوب الجماهير والنقاد الذين
شاهدوا في أعماله بصمة مخرج متميز وبسيط. ليس كالآخرين.. أعاد للأذهان فكرة
المخرج المحترم صاحب السيطرة علي العمل .. فهو القائد من البداية للنهاية.
انه المخرج المتميز "خالد الحجر" الذي قدم أول أعماله التجارية "حب
البنات" الفيلم الرومانسي الذي لمس قلوب المشاهدين ثم قدم الفيلم
الاستعراضي الذي اختفي من شاشتنا العربية بفيلم "مافيش غير كده" الذي اكتشف
فيه موهبة "أروي" وأعاد تقديم نبيلة عبيد في شكل موزيكال ثم "قبلات مسروقة"
واليوم يعود "بالشوق".. الفيلم المختلف الذي يعد حالة إنسانية تأخذك لعالم
قد تكره الحياة فيه. أو حتي تمر إلي جواره ولا تنظر إليه.. ولكن خالد يأخذك
إلي هذا العالم بكاميرا مختلفة. انه الامتداد الطبيعي ليوسف شاهين أستاذه..
فكيف يري خالد أعماله وأفكاره.. كان حوارنا معه أقرب إلي رحلة داخل قلب
وعقل مخرج حساس..
خالد الحجر حاصل علي ليسانس حقوق جامعة القاهرة عام 1987. عمل كمساعد
ليوسف شاهين. ودرس فن الإخراج في إنجلترا.
·
في البداية.. مبروك عرض الشوق
تجارياً.. ما الذي أعجبك في النص رغم انه يدور في عالم الأحياء الشعبية أو
حتي العشوائيات؟
بصراحة أنا مع السيناريو الذي يعجبني سواء كان يدور في حي راق أو في
حي فقير.. المهم القصة واحساسي بها. ثم انني قدمت من قبل فيلم "أحلام
صغيرة" وكان في حي شعبي وكان فيلماً سياسياً!
·
ولكن البعض قد يتهمك بانك قدمت
صورة سيئة للمجتمع المصري؟
"يضحك" أنا "غلبت" عندما قدمت "أحلام البنات" قالوا هي مصر لا يوجد
بها سوي بنات حلوة ثرية عندها مشاكل في الحب. واليوم وأنا أقدم "الشوق"
يقولون مصر شكلها مش حلو في الفيلم.. أنا باقدم كل الألوان.. رومانسي.
سياسي. اجتماعي.. كل فيلم في بيئته حسب النص.
·
الرقابة صرحت بأن الفيلم سيعرض
كاملاً لأنه عمل جيد. فما تعليقك؟
رغم انني ضد الرقابة بشكل عام إلا انني سعيد بهذا القرار. خاصة ان
العمل ككل محترم ولا يلعب علي الناحية الجنسية. باستثناء مشهد وحيد به بعض
الأصوات المطلوبة.. وهو ما شعر به الرقيب. لذلك حافظ علي الفيلم كما هو.
خاصة انه عرض كاملاً في مهرجان القاهرة. ونال جائزة أفضل فيلم وأفضل ممثلة.
·
بصراحة.. هل تشعر ان لجنة
التحكيم جاملتك لأنك مصري والمهرجان في القاهرة؟
لو كانوا عاوزين يجاملوني كانوا فعلوها من بدايتي قبل 15 عاماً. ثم ان
لجنة التحكيم بها أسماء كبيرة ومحترمة ولديهم حس عال وقدرة "عالمية" علي
الاختيار.
·
لكن لو كان "الشوق" عرض في
مهرجان آخر هل كان سينال كل هذه الجوائز أم ان روحه المصرية ستكون عائقاً؟
بالعكس.. أي مشاهد أجنبي يشاهد الفيلم سيري فيه مصر التي لا يعرفونها
مصر.. ليست فقط الهرم بل الحارة.. بها عامل آخر ليس بالضرورة سييء بل غريب.
ويكفي أن يشاهدوا دور الأم "سوسن بدر" الممسوسة بجني يغير صوتها.. شخصية
معقدة جداً ستجعل أي مشاهد يحاول الدخول إلي عالمها.
·
بالفيلم سوسن بدر لأول مرة كبطلة
مطلقة. فلماذا وقع الاختيار عليها؟ وهل كان من الممكن وضع ممثلة مختلفة أو
تكبير مساحة باقي الأدوار التي بدت صغيرة جداً إلي جوارها؟
السيناريو جاء لي ببطلة علي الورق في هذه السن. ولم أستطع أن "ألوي"
ذراع السيناريو لأجعل البطلة أصغر أو أكبر.. الأم هي البطلة. وسوسن بدر
ظهرت أمامي بمجرد انتهائي من قراءة النص. فهي ممثلة هادئة حساسة.
·
هل كانت روبي وسيلة لجذب
الجمهور؟
روبي فنانة بجد فاهمة التمثيل لديها موهبة لم تستغل جيدا. والدور
"لائق" عليها جداً..
·
بصراحة أيضا هل كان اختيار "مريهان"
أو كوكي شقيقة روبي مجاملة لها؟
أجاملها علي إيه؟ أنا الذي قمت باختيار روبي وكنت أبحث عن فتاة تصلح
لدور شقيقتها. وشاهدت مريهان في "استديو الممثل" الذي يديره الفنان أحمد
كمال. ووجدت انها مناسبة وخلق وجودهما معاً "حميمية".
·
عملك القادم ؟
مسلسل "دوران شبرا" انتاج مصر العالمية جابي خوري. التي كانت تنتج
أفلام يوسف شاهين. وهذا أول مسلسل لها. وهو بطولة نخبة من النجوم منهم:
عفاف شعيب. ودلال عبدالعزيز. وأحمد عزمي. وهيثم أحمد زكي. وكوكي وسيعرض في
رمضان في 15 حلقة. منعاً للتطويل.
·
ما هي قصته؟
يدور حول حياة العائلات في شبرا والتسامح الجميل وليس الخلاف الذي
يتواجد بين العائلات المسلمة والمسيحية!
الجمهورية المصرية في
13/01/2011
ليل ونهار
"الوتر.. القاتل!"
محمد صلاح الدين
صحيح الاستنساخ أو حتي الاقتباس من مصادر غربية آفة من آفات الفنون
عندنا سواء في السينما او التليفزيون او حتي في المسرح مؤخرا.. إلا أن
براعة المقلد أو المستنسخ أحياناً تجبر المتلقي علي الاستسلام للتجربة..
علي الاقل لانها تذكرنا بفطاحل المقتبسين في تاريخنا السينمائي. الذين
وللأمانة كانوا يحيلون "النص" مصرياً خالصاً!!
وفيلم "الوتر" للمخرج مجدي الهواري في خامس تجربة له في الاخراج.
والتي بالتأكيد تختلف شكلاً ومضموناً عن سابقيه.. خاصة تلك التي كان يمارس
فيها عمله كمنتج ساهم في إغراق السوق بالمسليات.. أما في "الوتر" فهو يشي
بمفاجأة فنية مثل الموضوع البوليسي أو المفاجأة الدرامية التي يقدمها..
بحيث يأخذ ذهن المتفرج وانفعالاته وتوقعاته في عدة اتجاهات ومسارات أخري.
من أجل المزيد من الامتاع والابداع في مشاهدة فيلم يأخذك بكل وعيك إلي
جريمة قتل صريحة ومباشرة.. ولكن علي انغام الموسيقي واللوحات التشكيلية. بل
وعلي العزف المنفرد أو حتي الدويتو بين آلتي "الكمان" و"التشيللو"!!
مثل كل الأفلام البوليسية تبدأ الاحداث التي كتبها محمد ناير بأبرز
صياغة فنية مشوقة ألا وهي جريمة القتل الغامضة.. التي تتم في حق موسيقي شاب
"أحمد السعدني" لا يتمتع بسمعة طيبة بسبب تعدد علاقاته النسائية واقامته
بمفرده في شاليه في منطقة نائية بالإسكندرية.. يقوم الضابط الشاب سليم
"مصطفي شعبان" بالتحقيق في الجريمة حيث يجد صوراً لشقيقتين "غادة عادل
وأروي جودة" كان يرتبط معهما بعلاقات غرامية في نفس الوقت.. وباستخدام
طريقة الرجوع إلي الماضي أو الفلاش باك. نتعرف علي تفاصيل عديدة في حياة كل
الاطراف بما فيها المحقق نفسه الذي ثبت أنه قتل زوجته بإدعاء الخطأ ويعاني
من اضطراب نفسي. مروراً علي الفتاتين العازفتين لآلات وترية. وكذا أمهما
"سوسن بدر" المتزوجة من رجل اعتدي علي الفتاتين في طفولتهما فأصابهما
بأمراض نفسية عديدة!!
بهذه الطريقة أخذ الفيلم طابعاً أسود في تعامله مع القضية المطروحة.
وبرز أسلوب المخرج وبراعته في الامساك بخيوطه جيداً في المشاهد المتلاحقة
التي كلما بدت أنها تحل القضية وتظهر القاتل. كلما كان هذا كاذباً. لنعود
نبحث عن القتال من جديد.. حتي تنجح الفتاتان في الايقاع بالضابط نفسه
وتوريطه في جريمة قتل زوج الأم ليتخلصوا منه هو الآخر كما تخلصا من
الموسيقي الشاب المخادع علي طريقة "ريا وسكينة". حيث تشل إحداهما حركته.
بينما تقوم الأخري بخنقه بالوتر!!
نجح العمل في العديد من التفاصيل في تكثيف حالات الغموض والحيرة بحذق
ومهارة بصرية أخاذة. عن طريق استخدام الضوء والظلام والديكور والاكسسوار.
وكذا الأمطار والأنواء خاصة في المنطقة الساحلية. واخضع كل هذا لدعم الموقف
الدرامي.. ونجح في الوصول إلي المفاجأة في نهاية الفيلم رغم تعبيريتها. حيث
نري المحقق مهزوماً ومنهاراً في احدي المصحات والفتاتين تعزفان له.. وقد
كان الجزء الاخير الصامت من أفضل أوقات الفيلم الممتعة.. حيث اعتمد علي
الموسيقي وتكوين الصورة والمونتاج أكثر!!
نجح التمثيل إلي حد كبير بأداء غادة الرصين والبارد المتفق مع
الشخصية. وكذا أروي وشعبان والسعدني وأشرف زكي وبدا هناك نضج قلما يسطع..
حتي لو كان لابس برنيطة!!
salaheldin-g@hotmail.com
الجمهورية المصرية في
13/01/2011
مقعد بين الشاشتين
فيلم "ميرال" وبطولات عائلة الحسيني
بقلم : ماجدة موريس
* منذ أسبوع عرضت إحدي الفضائيات الفيلم الأمريكي "قائمة شندلر"
لستيفن سبيلبرج المخرج الشهير الذي يقدم فيه قصيدة تمجد ذكري ماحدث لليهود
في أوروبا من قبل قوات النازي. وكيف حاول الألماني "أوسكار شندلر" انقاذهم
بتشغيلهم في مصانع اقامها وحصل علي تصريح باستقدام رجال ونساء معسكرات
الايواء في بولندا للعمل لديه. وفي الفيلم حرص المخرج علي تقديم مشاهد طرد
قوات هتلر لليهود من منازلهم ثم الاستيلاء عليها أو تدميرها.
* ويوم السبت الماضي عرضت نشرات الأخبار في مصر والفضائيات واقعة
استيلاء السلطات الإسرائيلية علي فندق "شبرد" وهدمه لاقامة مجمع استيطاني
مكانه وحيث اتضح انه مملوك لعائلة "الحسيني" الفلسطينية المعروفة وتم
الاستيلاء عليه بل وبيعه صوريا لمليونير أمريكي يهودي يدعي "ابراموف" يدعم
الاستيطان في الأراضي العربية بكل قوته.
* وفي أكتوبر من العام الراحل عرض مهرجان أبوظبي السينمائي الدولي في
حفل ختامه فيلماً روائياً مهماً بعنوان "ميرال" مأخوذ عن قصة لامرأة
فلسطينية تعلمت وسافرت إلي أوروبا وأصبحت إعلامية مرموقة في إيطاليا وهي
رولا جبريل التي تأثر المخرج الأمريكي الشهير جوليا شنابل بقصتها حين قرأ
الكتاب بعد ترجمته للانجليزية وقرر تقديمه في فيلم استمد اسمه من اسم
البطلة "في القصة" والقصة باختصار تحكي عن طفلة ولدت في ظروف صعبة بعد
النكبة الفلسطينية عام 1948 وعاشت حياة بائسة مع أمها بعد غياب الأب ولم
ينقذها إلا امرأة بطلة من عائلة كبيرة أبت عليها وطنيتها وانسانيتها أن تري
أطفال بلدها هائمين علي وجوههم في الطرقات بعد أن قتلت العصابات الصهيونية
ذويهم في مذبحة قرية "دير ياسين" وهدمت القرية كلها قررت المرأة انقاذهم
وتحمل مسئوليتهم وايواءهم في بيت إسرائيل الكبير وبدأت رحلة نضال شاق
لتعليمهم وتربيتهم. أنفقت كل ما ورثته عن أبيها الثري ولكنها تلقت دعما من
كثيرين أتاح لها تأسيس مؤسسة لرعايتهم أسمتها "دار الطفل العربي لايواء
أبناء وبنات فلسطين" هذه المرأة اسمها هند الحسيني والتي ظلت طويلا تلتقط
الأولاد والبنات الذين يفقدون أهاليهم بسبب هدم دولة إسرائيل لقراهم
ومنازلهم في سبيل بناء نفسها ويدخلنا الفيلم - الذي تم تصويره في مدينة
القدس ومدن فلسطينية أخري - إلي عالم عائلة الحسيني وعلاقاتها ومحاولات
السيدة هند ابعاد أبنائها وبناتها عن العمل السياسي المباشر حتي لا يكون
هذا سببا في دخول قوات الاحتلال إلي المؤسسة والمدرسة وهدمها وتشريد الجميع
ويطرح الفيلم أساليب وطرقاً مختلفة لما يعنيه النضال والمقاومة للاحتلال من
خلال وجهات نظر متعددة لأبناء وبنات فلسطين الذين كبروا وتعلموا وتفاعل كل
منهم مع الأحداث ومن زاويته وفي حديثه عن الفيلم عقب العرض أكد المخرج ان
منتجه الأمريكي جون كيليك حصل علي التصاريح المطلوبة للتصوير من السلطات
الإسرائيلية التي لم تستطع الرفض "وإن أبدت استياءها" وما يهمني هنا في هذا
هو عملية تصفية الحسابات التي تقوم بها السلطة الإسرائيلية مع كل من يقاوم
مخططاتها حتي بالوسائل السلمية مثل عائلة الحسيني سواء كانت السيدة "هند"
البطلة التي لم نعرفها نحن في العالم العربي وعرفها فقط من رأي هذا الفيلم
أو من قرأ عن تاريخ فلسطين بدقة ودور أمين الحسيني مفتي القدس السابق
وغيرهم من هذه العائلة المناضلة التي أقلقت دولة الاحتلال للدرجة التي تصل
إلي هدم فندق تاريخي يملكونه بعد عملية بيع صورية للمليونير اليهودي ولقد
طرح الفيلم "ميرال" ضمن مسيرته منهجين في التعامل مع الاحتلال من خلال ما
ذكرته مؤلفة الكتاب. أولهما: منهج المقاومة السلمية من خلال الاجتهاد في
العلم والتفوق في المعرفة للدفاع عن الحق الفلسطيني وتعليم من يحتاج "وهو
ما فعلته هند الحسيني مع أولاد وبنات المؤسسة حين أرسلتهم بعد اكمال
تعليمهم إلي المخيمات لتعليم غيرهم" والثاني: منهج المقاومة المسلحة بداية
بالحجر إلي كل الوسائل الأخري كما حدث مع أبناء الانتفاضة الأولي الذين
يذكر الفيلم انهم اختلفوا مع بعضهم البعض وتعرضوا للتنكيل البشع من قبل
القوات الإسرائيلية. لم ينحز الفيلم لأي من المنهجين ليؤكده ويرفض الآخر
ولكنه ترك الكثير من الأسئلة والمواقف المفتوحة.. وحين نتأمل هذا الفيلم
والذي شاركت في انتاجه ثلاث جهات من أمريكا وفرنسا والهند يحدونا الأمل في
أن يخف تأثير النفوذ الصهيوني السينمائي والإعلامي في العالم الخارجي.
فمخرج الفيلم شنابل يهودي يؤكد قناعته الشديدة بحقوق الشعب الفلسطيني تجاه
مخرج "قائمة شندلر" الكبير الذي صنع فيلماً جيداً يعيد تجسيد ما حدث لليهود
من اضطهاد في الماضي وبرغم زيادة عدد الأفلام التي يصنعها المدافعون عن
القضية الفلسطينية خاصة الفلسطينيين أنفسهم إلا أن قدرات شركات الإنتاج
والتوزيع الكبري التي تسيطر علي توزيع وانتشار الأفلام مازالت في يد
صهيونية الهوي وهو ما يحتاج لنوع جديد من الفعل قد يكون شبكة توزيع وبث
للأفلام التي تدافع عن الحق الفلسطيني تمولها المهرجانات السينمائية
العربية أو صناديق الدعم بها أو أجهزة الإعلام العربية.. وهذا ليس موضوعاً
يحتاج لبالي طويل فكل يوم يمر تتحرك فيه دولة الاحتلال لاغتيال القدس.. بكل
ما فيها من تاريخ وجغرافيا وبشر.
magdamaurice1@yahoo.com
الجمهورية المصرية في
13/01/2011 |