خالد عبدالله ممثل بريطاني من أصل مصري، شهد ببراعته في تجسيد الشخصية
العربية في أفلام هوليوود مخرجون عالميون، وبدا هذا واضحا في تجسيده لشخصية
«زياد جراح» الذي يخطف طائرة أثناء أحداث 11 سبتمبر في فيلم «يونيتيد 93 »،
أو شخصية المهاجر الأفغاني في فيلم االطائرة الورقية، كما قام بدور المترجم
العراقي في فيلم المنطقة الخضراء من إخراج بول جرينجراس وبطولة النجم
العالمي مات ديلون .. «الحواس الخمس» التقى الممثل البريطاني الذي كرمه
أخيرا مهرجان القاهرة السينمائي الدولي وهذه تفاصيل الحوار..
·
عالميا يعرفك الكثيرون، لكننا في
العالم العربي لا نعرف الكثير عن بداياتك..فكيف كانت؟
الحقيقة لا أعرف، هناك أشياء كثيرة تحدث في حياتي، وأكون فيها مترددا جدا،
منها التمثيل، فأنا لم أكن أحلم بالتمثيل ولم أخطط لأكون ممثلا، لكن ما حدث
حين كان عمري 15 سنة عرض عليّ مدرس اللغة الإنجليزية في المدرسة أن أشارك
معه في إحدى المسرحيات اعتقادا منه بأنني سأكون جيدا، وكان ردي عليه أني لم
أفكر في التمثيل ولم أقم به من قبل، لكني خضت التجربة، وبصراحة قدمت
المسرحية معه وكان أدائي جيدا، لدرجة أن حصلت المسرحية على جوائز، ما شجعني
بعدها على إخراج مسرحية اسمها شخص ما سوف يراقبني وكنت وقتها أصغر مخرج
وعرضت المسرحية في مهرجان إيدبرج، ثم التحقت بجامعة كامبريدج ودرست الآداب
والدراما الإنجليزية، وقمت بتأسيس فرقة مسرحية لكنها لم تكتمل، وبعدها دخلت
السينما رغم أني كنت أنوي دخول المسرح.
·
فعلت كل هذا على المسرح وأنت لم
تكن تريد أن تصبح ممثلا..
وجدت في المسرح سحرا كبيرا، فعلى خشبته يستطيع الإنسان أن يحلم بطريقة
مختلفة ويكون شخصا مختلفا ويقدم أشياء كثيرة تسعد الجمهور، وهذا شعرت به من
أول يوم بدأت فيه بروفات المسرحية، حيث وجدت الجمهور سعيدا ويصفق لنا
بحماس، وأرى أنني كنت محظوظا بدخولي هذا المجال.
نقطة تحول
·
كيف جاءت الفرصة الأولى لدخولك
السينما؟
في عام 2006 كان يبحث المخرج العالمي بول جرينجراس عن ممثل عربي أو من أصول
عربية ليقوم بدور في فيلم يونايتد 93، في البداية رفضت؛ لأني تخيلت أن هذا
الفيلم يسيء للعرب؛ لأنه كان يتناول جانبا من أحداث يوم 11سبتمبر، ولكن
عندما قابلت المخرج عرفت أنه يتناول الموضوع بشكل مختلف، من خلال حادث
اختطاف طائرة الخطوط الأميركية يونايتد 93 ولعبت فيه دور زياد الجراح الشاب
اللبناني قائد المفجرين الأربعة الذين قاموا بالعملية، وحصل هذا الفيلم على
جائزة اليافتا، ورشح لجائزة الأوسكار، وكان هذا العمل بداية احترافي للعمل
في السينما.
·
لكنك حصلت على البطولة المطلقة
في الفيلم التالي الطائرة الورقية ؟
بالفعل كان أول بطولة مطلقة لي وتدور أحداثه في أفغانستان، حيث جسدت فيه
شخصية شاب أفغاني اسمه أمير عائد من المهجر في الولايات المتحدة إلى بلاده،
وهو أول فيلم هوليودي يتناول هذه المنطقة من العالم من خلال قصة إنسانية
بعيدة عن الحروب والعنف، وإن كانت تتناول في جانب منها التمييز الطائفي
الذي يفرق بين البطل وصديقه.
حرب العراق
·
عرض لك أخيرا فيلم المنطقة
الخضراء ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.. فماذا مثل لك هذه
العمل؟
الفيلم محطة مهمة في حياتي وهو من إخراج جرينجراس الذي أخرج فيلم يونايتد
93 ويتحدث عن وقائع الحرب الأميركية في العراق خلال الأشهر الثلاثة الأولى
للغزو الأميركي وعواقبه على العالم العربي، والفيلم يعد أول اعتراف سينمائي
أميركي بتورط الولايات المتحدة في العراق بسبب ادعاءات كاذبة، وهذا ما
اكتشفه الضابط الأميركي الذي سافر للعثور على الأسلحة النووية ولم يجدها،
وقام بدوره النجم العالمي ماك ديمون ، بينما جسدت أنا شخصية المترجم
العراقي المعوق فريد الذي يتطوع لمساعدة الأميركان ليس كخائن لوطنه ولكن
كراهية لحكم صدام وخوفا من أن يعود رجاله إلى السلطة،ولكنه عندما يكتشف
خطأه يقرر أن يعطي درسا للأميركيين بأنهم ليسوا هم أصحاب القرار بشأن
العراقيين.
·
في الوقت الذي يسعى النجوم العرب
نحو العالمية تعود أنت لتقديم فيلم في مصر..ماذا تقصد من ذلك؟
رغم كل العروض التي عرضت عليّ بعد فيلم المنطقة الخضراء فإنني فضلت أن أقدم
فيلما في مصر بعنوان «آخر أيام المدينة» وأشارك في التمثيل وفي الإنتاج،
وهو فيلم تحمست له كثيرا عندما قرأته، حيث تدور أحداثه في أجواء مناخية في
ثلاث عواصم عربية هي القاهرة وبغداد وبيروت، واستمر تصويره عامين، كما أن
التفاهم الشديد مع مخرج الفيلم تامر السعيد وفريق العمل والممثلين ليلى
سامي وحنان يوسف وأبلة فضيلة شجعني أكثر على تقديم هذا العمل، وهو من تأليف
تامر السعيد ورشا حلبي.
·
وماذا كان دورك في الفيلم؟
أجسد شخصية مخرج يقوم بعمل فيلم عن الحياة في المدينة، وتواجهه مواقف وظروف
صعبة يمر بها خلال تنفيذ الفيلم، ونرصد من خلالها العلاقة بين العواصم
الثلاث القاهرة وبيروت وبغداد.
الفن العربي في الخارج
·
لك رأيك في السينما المستقلة
نريد أن تذكره للقارئ..
أعتقد أن السينما المستقلة هي الأكثر طموحا في مصر لأن تكون عالمية بحكم
تحررها من شروط السوق والإنتاج والتوزيع، وهذا يتفق مع مشروعي كفنان عربي
من واجبه أن يغير صورة العربي أو المسلم عموما في السينما، وأن نجعل العالم
يرانا من زاوية مختلفة غير التي يرانا بها.
·
نعرف أنه كان عندك إصرار على
الحفاظ على اللغة العربية والتحدث بها؟
فعلا منذ صغري وأنا أحب اللغة العربية، فرغم نشأتي في إنجلترا فإنني كنت
أستغل يوم الإجازة من الدراسة لأدرس فيه اللغة العربية، فأنا لم أنفصل أبدا
عن بلدي ولا ثقافاته، وكنت أزور مع أسرتي دائما مصر مرتين في العام، وسبق
لي أن قدمت فيلما قصيرا هنا في مصر بعنوان ميدوم وكان من إخراج عمر
هاميلتون وهو فنان إنجليزي الأب ومصري الأم، فرغم حياتي في بريطانيا فإنني
مصري، ولم أحضر إلى مصر بصفتي سائحا.
·
كيف يرى الناس في الخارج النجوم
المصريين والعرب، هل هم مشهورون ومعروفون هناك؟
الحقيقة أن أكثر الفنانين المصريين شهرة في الخارج هو النجم عمر الشريف
بحكم أنه شارك كثيرا في الأفلام العالمية، أما النجوم الحاليون فليس أحد
منهم معروفا هناك، وبالنسبة للمخرجين العرب المعروفين هناك يسري نصر الله
وداود عبد السيد وآليا سليمان.
·
وما رأيك في تجارب بعض النجوم
الشباب في الخارج مثل خالد النبوي، وعمرو واكد وغيرهما؟
الحقيقة لا أستطيع أن أقول رأيي، ولكن هذه التجارب تحتاج إلى أن يكون لهما
وجود أكثر بالخارج حتى يكون لها صدى هناك، وأنا أقدرهم كممثلين جداً.
العالمية والمحلية
·
هل ستكون إقامتك في القاهرة أم
إنجلترا، واتجاهك سيكون نحو العالمية أم المحلية؟
حياتي ستكون بين مصر وبريطانيا، وأتمنى أن أقدم أعمالا سينمائية جيدة،
وأقوم بالإخراج والتمثيل والإنتاج في مصر وفي الخارج، وأكون بين العالمية
والمحلية.
·
ما الذي استفدته من عملك في
أفلام عالمية؟
أعتبر نفسي محظوظا، حيث أعيش في الخارج فكنت قريبا منهم واللهجة عندي كانت
جيدة، مما سهل عليّ المشاركة في تلك الأفلام، وطبعا العمل أثر فيّ وأسهم في
تكويني، والأهم من هذا أنه تولد لدى إيمان بأن الشيء الذي يتعب فيه الإنسان
ينجح فيه، ويستطيع أن يحقق ذاته، وللأسف هذا النوع غير موجود في مصر.
·
أخيرا.. حدثنا عن مشروعاتك
الفنية المقبلة؟
عندي بطولة فيلم كارتون أقوم فيه بالأداء الصوتي لدور خفاش وهو بعنوان طيور
تشبه مان
Birds Likeus وجارٍ حاليا رسم الصور الخاصة به في البوسنة، وهناك فيلم آخر بعنوان
الحيز الضيق لمنتصف الليل
The Uarraw Frome of Mص
dmgh وهو فيلم روائي من إخراج تالا حديد وهي مخرجة شابة ولدت في لندن من
أم مغربية وأب عراقي، وحصلت على عدة جوائز منها جائزة أحسن فيلم قصير في
مهرجان برلين، وكذلك الأوسكار لأفلام الطلاب، وهذا الفيلم يتناول فكرة عبور
الحدود من منظور جديد من خلال حكاية شاب يقوم بالبحث عن شقيقه الفرنسي
المغربي زكريا الذي أقوم بتجسيد دوره.
البيان الإماراتية في
04/01/2011
البعض اعتبره من أفضل 10 أفلام في
2010
"البجعة
السوداء" يجذب الجمهور ويغضب راقصي
الباليه
إعداد: أشجان عبد العزيز
باحترافية راقية انتزع أداء نتالي بورتمان إعجاب أوسع شرائح الجمهور
والنقاد في الفيلم الأمريكي “البجعة السوداء” للمخرج دارين أرونوفسكي،
وتأليف أندريس هاينس، والفيلم مرشح لجائزة “غولدن غلوب” عن فئة أفضل فيلم،
ومندرج تحت تصنيف الدراما والإثارة ويلعب فيه دور البطولة مع بورتمان فنسنت
كاسل وميلا كيونس وباربارا هرشي . وتم إنتاج الفيلم في نيويورك عام 2009 من
قبل شركة “فوكس سيرتشليت بيكتشرز”، وتم افتتاحه رسميا في مهرجان فينيسيا
السينمائي الدولي في دورته الـ 67 في سبتمبر/أيلول الماضي، وتم عرضه في دور
العرض في منتصف ديسمبر/كانون الأول .
الفيلم مأخوذ عن باليه بحيرة البجع للموسيقي الروسي تشايكوفسكي التي ألفها
عام 1887 وعرضت لأول مرة على مسرح البولشوي بموسكو في نفس العام .
وتدور أحداث الفيلم حول فرقة باليه بنيويورك تقوم بإنتاج باليه بحيرة البجع
ويقوم مدير الفرقة توماس لروي الذي يقوم بدوره فينيست كاسل، بتغيير راقصة
الباليه الرئيسية بيت ماكنتاير (وينونا رايدر) والبحث عن الفتاة التي ستحل
محلها، وتبدأ المنافسة بين راقصتي الباليه المخضرمة نينا (نتالي بورتمان)
والتي تلعب دور البجعة البيضاء التي تمثل البراءة وراقصة الباليه الجديدة
الموهوبة والمرحة ليلي (ميلا كيونس) التي جذبت أنظار الجميع في الفرقة .
وخلال الأحداث تجد نينا في نفسها نزعة شر وتهدد حياة صديقتها الراقصة
الجديدة وتهدد مستقبلها . ومع سخونة أحداث الفيلم يظهر الصراع النفسي بين
الخير والشر . وكان المخرج أرونوفسكي قام بدراسة مشروع الفيلم مع نتالي
بورتمان عام ،2000 وعرض عليها أن تقوم بتمثيل دور راقصة باليه، وعبرت عن
سعادتها في ذلك الوقت بأن تكون أحد أفراد العمل، كما رشحت صديقتها كيونس
لتقوم بدور ليلي لعلمها بمهارتها في الرقص .
يعتبر هذا الفيلم العمل السينمائي الخامس لدارين أرونوفسكي وهو مخرج وكاتب
سيناريو ومنتج أفلام فاز بجوائز سينمائية عديدة، منها جائزة الأسد الذهبي
في مهرجان البندقية عام 2008 عن فيلم المصارع .
وحصل “البجعة السودا” على 2 .8 درجة بإشادة 88% من 168 ناقداً، أثنوا على
الفيلم وخاصة على أداء نتالي بورتمان .
واستغرق تصوير الفيلم قرابة الـ6 شهور قامت خلالهم ميلا كونيس ونتالي
بورتمان بالتدريب الكافي على حركات الباليه والسباحة قبل بدء التصوير حتى
تتمكنا من الحصول على اللياقة البدنية التي تؤهلهما ليكونا راقصتي باليه
محترفتين، وقامت بتدريبهما مدربة الباليه الرئيسية في مسرح الباليه
الأمريكي جورجينا باركينسون، كما اشتركت في التمثيل مجموعة من راقصات
الباليه .
وتقول كونيس عن دورها في الفيلم إنه أكثر تحرراً وإنه على الرغم من أنه ليس
مكتوباً بطريقة حرفية مثل دور ناتالي إلا أن الدور الذي تلعبه يتضمن أحاسيس
إيجابية .
وبالنسبة للموسيقا المصاحبة للفيلم يعد ذلك هو التعاون الخامس بين
أرونوفسكي والملحن لإنجليزي كلينت مانسل، حيث استطاع أن يجعل المشاهد يعيش
في جو الباليه الحقيقي لتشيكوفسكي مع تغيرات جذرية في الموسيقا .
ووصف بعض النقاد وعلى رأسهم مايك جودريدج من صحيفة “سكرين دايلي”
البريطانية الفيلم على أنه خليط من فيلمي “نقطة تحول” و”روزميري بيبي” .
كما وصف أداء بورتمان في دور نينا بأنه مؤثر وأنها أجادت تمثيل دور الفتاة
الصغيرة التي ألقي بها في عالم الخطر والإغراء بصدق . كما أشاد أيضا بأداء
كل من كاسل وكونيس وهرشي خاصة في تجسيدها للأم الغيورة من ابنتها، كما أشاد
بالتصوير السينمائي لمشاهد الرقص ومشاهد الصراع النفسي المثير للأعصاب
للبطلة .
وذكرت صحيفة “سيدني مورنينج هيرالد” الاسترالية عن الفيلم بأنه قسم النقاد
حوله فرآه البعض مثيراً، وأعلن البعض الآخر رفضهم له .
وأجرت صحيفة “الاندبندنت” البريطانية مقارنة بينه وبين فيلم الباليه
“الحذاء الأحمر” الذي تم إصداره في 1948 ويدور الاثنان حول راقصة تتملكها
الرغبة في الاستحواذ على أدوار الرقص .
وقال غيلان مورفي ودافيد هالبرج العضوان الرئيسيان في مسرح الباليه
الأمريكي في نيويورك لصحيفة “لوس انجلوس تايمز” أن الفيلم خيالي إلى حد ما
ولا يعبر عن واقع حياة راقصات الباليه مشيرين في هذا الصدد إلى الدور الذي
تقوم به ناتالي بورتمان والذي أثار حوله ضجة كبيرة بسبب عدم قدرتها على
الفصل بين دورها الذي تؤديه على خشبة المسرح وحياتها الشخصية، وقالا إن
عدداً من زملائهما في فرقة الباليه لديهم كبرياء ويمكنهم أن يفصلوا بين
عملهم على المسرح متقمصين الشخصية التي يؤدونها وحياتهم الشخصية، فكل
التفاصيل وكل خطوة محسوبة بدقة وتقدر في عالم الباليه بالساعات .
ويوضحان أن الباليه ليس عمل قاسياً كما هو مصور في الفيلم وأنه عندما يكون
راقص الباليه منضماً لفرقة يكون هناك جو من التنافس ويكون لكل شخص أهدافه
الشخصية ويسعى للحصول على أدوار أكثر أما الروح الوضيعة التي صورها الفيلم
عن راقصات الباليه فهي غير حقيقية، كما أن جو الفيلم وممارسات مدير الفرقة
ليس له علاقة تماما بعالم الباليه الحقيقي .
وعن الدور الذي لعبته باربارا في الفيلم كأم متسلطة ومتحكمة وحسودة لنجاح
ابنتها يقول غيلان مورفي إنه لم يجد مثلها في الحقيقة، موضحاً أنه كان هناك
راقصة باليه متمرسة في سن الـ17 أو 18 ولديها أم مثل باربارا فبالتأكيد
كانت نجوميتها ستنطفئ قبل أن تصل للمستوى المهني المحترف .
وبلغت ميزانية الفيلم حوالي 13 مليون دولار وحقق أرباحاً تقدر بما يزيد على
15 مليون دولار . وأظهر تقرير لمعهد السينما الأمريكي أن الفيلم على قائمة
أهم عشرة أفلام في 2010 .
الخليج الإماراتية في
04/01/2011
اعترافات مارلين مونرو الشرق (1)
هند رستم: حسن الإمام
طلبني للزواج فرفضت
القاهرة - مصطفى ياسين
تعاملت مع الفن بحبّ ممزوج بالرغبة في النجاح، كانت بينها وبين السينما
حوارات مهمة وصاخبة تشبه في تفاصيلها حوارات العشاق. في
مشوارها السينمائي 127
فيلماً، وفي كل فيلم جسدت شخصية مختلفة ودوراً أصبح مع الأيام علامة في
تاريخ
السينما. في قاموسها كلمة واحدة تفسّر مشوارها وتؤكد نجوميتها: الصدق. بهذه
الكلمة
تسللت إلى منطقة إعجابنا وبهرتنا بأعمالها وفازت بالأضواء وكسبت الشهرة
واحتلت
المقدمة بين نجمات السينما المصرية.
في هدوء شديد قررت اعتزال الفن نهائياً والتفرّغ لدورها كزوجة وأم وجدّة.
حين
اتصلتُ بها لأعرض عليها فكرة الحوار تحمّست ثم بادرتني
بالسؤال: «حنتكلم في إيه»؟
قلت: «سنقوم بزيارة خاصة الى حياتك ومشاعرك وأفكارك كإنسانة وسنرصد أهم
لحظات عمرك
ومحطات أحلامك لنرسم، بالكلمة، صورة نجمة بعيداً عن الفن».
وافقت مارلين مونرو الشرق، على الإبحار داخل أعماقها وأحاسيسها، حين شكرتها
قائلاً: «شكراً يا مدام هند»، ردّت: «اسمي الآن مدام المرحوم
د. فياض». لم تنسَ هند
رستم لحظة واحدة أنها نجمة، ورغم ابتعادها عن الأضواء منذ أكثر من 33 سنة
فإن
جلستها أمامي كانت زاخرة بالكبرياء والثقة... ملامحها توحي بالألفة
وابتسامتها
مشرقة وعقلها متوثّب وكلماتها مرتبة.
·
أين عشت طفولتك؟
في أماكن مختلفة، من حي محرم بك في الإسكندرية إلى مدينة المنصورة إلى
مدينة
السنبلاوين إلى مدينة ديرب نجم. كان والدي ضابط شرطة ويتغيّر
محل إقامة عائلتي مع
نشرة تنقلات ضباط الشرطة. بعد طلاق والديّ، انتقلت إلى القاهرة وعشت عند
جدتي لأبي
أربع سنوات فأشرفت على تربيتي، ذلك أن قانون الأحوال الشخصية يقضي بأن تظل
البنت
عند والدتها لغاية التاسعة من عمرها ثم تذهب إلى الأب عند
الطلاق.
تلقيت دروسي الابتدائية في مدرسة نبوية موسى ثم التحقت بالمدرسة الألمانية
من ثم
مدرسة الفرنسيسكان. علّمني والدي ركوب الخيل في سن مبكرة وكنت
أعشق السباحة.
·
ما أبرز صفات والدك؟
كان أنيقاً ومنضبطاً وفي منتهى القسوة، فوالداه تركيان وصارمان جداً. لا
أتذكر
أنني جلست معه على مائدة واحدة أكثر من مرة وكنت أتناول الطعام
بمفردي، فهو لا
يختلف عن شخصية «سي السيد» لذلك لم أحلم أبداً بالزواج من ضابط شرطة.
·
إلى أي حدّ انعكست ظروف طفولتك
على شخصيتك؟
إلى حدّ كبير. تعرّفت إلى أهل والدي بالقانون بعدما أخذني من حضن أمي،
فتوقفت عن
ارتياد المدرسة الفرنسية وسافرت إلى المنصورة والسنبلاوين حيث
يعمل، وأكملت تعليمي
في المدرسة الألمانية التي أحببتها وحرصت على أن تلتحق ابنتي بسنت بها،
كانت أمنيتي
أن تسافر إلى سويسرا لدراسة البروتوكول والعمل في السلك الديبلوماسي، إلا
أنها لم
تتحقق وتخرجت بسنت في كلية التجارة.
في حياتك شخصان اسمهما حسن أديا دوراً في مشاعرك... المخرج حسن رضا والمخرج
حسن
الإمام.
حسن رضا
أحبني وأحببته ووضع في يدي «دبلة الخطوبة» ونحن جالسان في أحد المقاهي،
ثم تزوجنا وعشنا معاً في {بنسيون} في جوار نادي السينما وأنجبت منه بسنت،
أما حسن
الإمام فطلبني للزواج لكني رفضت من أجل زوجته وأولاده ولتستمر
علاقتنا الفنية،
وأصبحت بفضل عبقريته نجمة سينمائية.
·
كيف تزوجت محمد فياض، طبيب
الأمراض النسائية والولادة؟
بالطريقة المصرية التقليدية. حدّثتني صديقتي عنه فالتقينا في منزلها وشربنا
الشاي وحدث ارتياح متبادل ثم حصلت الخطوبة والزواج.
·
ما هي أبرز صفاته؟
كان أميراً في كل شيء... في أدبه وأخلاقه ومعاملته مع الناس. كان زوجي
وحبيبي
وإبني وصديقي وسندي في الدنيا. تكفي معاملته الرقيقة لابنتي
بسنت كما لو كانت من
صلبه ورعايته لحفيدي محمد أو ميدو، كما أناديه، ووقوفه إلى جانبي في
الأزمات التي
مررت بها بدءاً من وفاة والدتي وحتى رحلة مرضي. كان هدية من ربنا وبموته
فقدت طعم
الحياة والأمان.
·
ماذا تعلمت منه؟
اللياقة والديبلوماسية. أذكر مرة أنني نسيت عيد ميلاده (هو من مواليد
أغسطس) فما
كان منه إلا أن أحضر لي ولابنتي هدية، فتحت الهدية وسألته: «دي
حلوة قوي بمناسبة
إيه؟» ابتسم وقال: «بمناسبة عيد ميلادك». طبعاً كنت في «نص هدومي» ومن
يومها لم
أنسَ عيد ميلاده.
·
ما كانت أول هدية قدمها لك؟
جهاز تسجيل صغير سمعنا عليه أغنية أم كلثوم «أنت عمري».
·
هل كان د. فياض وراء اعتزالك
الفن؟
لا. عندما تزوجت كنت أمارس عملي كفنانة. بصراحة، شعرت أن السينما تتغير
ويسيطر
عليها عدم الانضباط، ورغبت في أن أكون «ست بيت» لذلك اتخذت
قراري ولم يكن الأمر
سهلاً بالنسبة إلي.
·
في أي سن اعتزلت؟
في الخامسة والأربعين من عمري. كنت أقدم أفلاماً جميلة أحبها الناس إلا
أنني قلت
في نفسي: «هذا يكفي أريد أن أعيش وآكل وأنام وأسافر وأعمل كل
شيء انحرمت منه أثناء
عملي».
·
بعد الاعتزال، هل تشاهدين
أفلامك؟
أحياناً. عموماً، نقدي «دمه تقيل» وعندما أشاهد فيلماً لي أقول: «ليه عملت
كده؟».
·
ما آخر فيلم لك؟
«الجبان
والحب» إخراج حسن يوسف الذي شاركني البطولة فيه أيضاً. أجمل ما فيه أنني
نلت جائزة أحسن ممثلة وكانت تنافسني فاتن حمامة في فيلم «أريد حلاً»، آنذاك
قال
الكاتب إحسان عبد القدوس: «أرفع قبّعتي لمن اختار هند لهذه
الجائزة».
·
هل صحيح أنك من عشاق زيارة
الأضرحة؟
صحيح. ورثت هذا الأمر عن والدتي ويشعرني بالراحة، مثلما أزور السيدة زينب
والحسين أزور ماري جرجس وسانت تريز، أحتفظ في حقيبتي بالمصحف
وبميدالية لسانت تريز،
وإذا نسيت أياً منهما ينتابني خوف واضطراب.
أذكر هنا قصة طريفة، منذ سنوات كنت أزور سيدنا الحسين في شهر رمضان برفقة
حماة
ابنتي، وكنا نرتدي الزي الفلاحي (الملس) وعلى رأسنا الطرح،
وكنت أرغب في أداء صلاة
الفجر داخل المسجد، لكني فوجئت بأن النساء يصلين خارجه وبفلاحة تقترب مني
وتقدّم لي
سجادة صلاة، تقول: «اتفضلي يا مدام هند»، فرحت وأنا أصلي على الرصيف بجوار
مقام
سيدنا الحسين».
الجريدة الكويتية في
04/01/2011
جيف بريدجز يتفوّق على نفسه
جو ويليامز
لا بدّ من الإعلان عن الأمر رسمياً: إنه عصر جيف بريدجز، ونحن كلنا نعيش في
عالمه اليوم.
ما من ممثّل آخر ينعم بسنةٍ أفضل مما يفعل جيف بريدجز الذي يبلغ 61 عاماً.
فقد
شكّل فوزه بجائزة أوسكار الحدث الأبرز في احتفال توزيع
الجوائز، ذلك عن دوره في
فيلم «قلب مجنون» (Crazy Heart)
الذي يروي قصّة مُغنٍّ سابق تحوّل إلى سكّير، وقد
صدر الفيلم في شهر ديسمبر الماضي.
أخيراً، صدر لبريدجز فيلمان آخران انتظرهما الجميع على أحرّ من الجمر: جزء
جديد
من سلسلة الخيال العلمي بعنوان «ترون: الإرث» (TRON: Legacy)
وفيه يستعيد بريدجز
دوره كمهندس لنسخة محوسبة مبتكرة، ونسخة عن الفيلم الغربي
True Grit.
يضع بريدجز صوته على إعلانات خاصة بالبطاريات والسيارات المستوردة. وقد نشر
كتاباً يتضمّن صوراً التقطها في مواقع التصوير، وهو يعمل الآن
على إصدار ثاني ألبوم
له. كذلك، ظهر على غلاف مجلّة «جي.كيو.»
(GQ)
في العدد المخصص لاختيار رجل العام.
وقد يكون تعاونه الناجح مع الأخوين كوين في فيلم «ليبوسكي الكبير»
(The Big Lebowski)
أحد أشهر الأعمال الكوميدية في تاريخ السينما.
أصبح بريدجز، في مرحلة متأخرة نسبياً من مسيرته المهنية التي امتدّت على
مدى نصف
قرن، أحد الثوابت في حياتنا إلى حدّ أنّ الجمهور مقتنع بأنه
يعرفه جيداً. لكنّ هذا
الرجل ليس من يظنّه كثر.
كان بريدجز، خلال مقابلة أُجريت معه عبر الهاتف أخيراً، سعيداً بالتحدّث عن
أحبّ
شخصية إلى قلبه، أي الرجل الودود الذي يحب التسكّع. حتى أنه
أدى أدواراً متنوعة
استناداً إلى تلك الشخصية في أفلام «ركوب الأمواج»
(Surf's Up)
و{الرجال الذين
يتأملون الماعز» (The Men Who Stare at Goats)
و{ترون: الإرث»
(TRON: Legacy). (سيعيد هذه التجربة حين يضع صوته على شخصية الرجل الهيبي فان
فيلمور في الفيلم
المرتقب «سيارات الجزء 2» (Cars 2).
لكن عودته إلى العمل مع الأخوين كوين في True Grit
تؤكّد القدرات التمثيلية
الهائلة التي يتمتع بها هذا الممثل الذي طالما استُخّف بموهبته.
يؤدي بريدجز دور روستر كوغبيرن، مارشال أميركي تكلّفه شابة شجاعة من ولاية
أركانسان (تؤدي دورها الممثلة المبتدئة هايلي ستاينفلد)
بملاحقة المجرم الذي قتل
والدها.
فاز جون واين بجائزة أوسكار عن أدائه شخصية كوغبيرن في نسخة فيلم
True Grit
التي
صدرت عام 1969. لكن يقول بريدجز إن تجسيده هذه الشخصية الخاص لا يرتكز على
أداء
واين بل على رواية تشارلز بورتيس التي ألهمت الأخوين كوين لصنع الفيلم.
يتابع بريدجز، الذي يتكلم بنبرة متكلفة كرجلٍ أصبح صوته أجشّاً بسبب الكحول
والسجائر، قائلاً: «ينعكس الحوار الوارد في الرواية ضمن
السيناريو الذي كتبه
الأخوان كوين. من الرائع إنتاج فيلم مستوحى من رواية لأن هذه الأخيرة توفّر
معلومات
كثيرة عن الشخصية التي نؤديها وعن خلفيّتها. تبدأ عملية التمثيل دوماً
انطلاقاً من
المواد المتوافرة في متناول الممثل، أي الكتاب أو السيناريو،
ما يتيح له الاطّلاع
على رأي الشخصيات الأخرى به أو ما يظنه هو عن نفسه. عندها أستطيع التفكير
بمختلف
جوانب ذاتي، ما يخوّلني ربط هذه المعلومات بالشخصية التي أؤديها أو الأشخاص
الآخرين. ثم ألجأ إلى المخرج لتخطي الفكرة التي كوّنتُها بنفسي
عن الشخصية، ما يعني
أنني لا أجسّد شخصيتي فحسب».
في الأفلام، يظهر بريدجز بصورة الرجل العفوي الذي يسهل التعامل معه. أما في
الحياة الواقعية، فهذا الممثل الذي ترشّح لنيل جائزة الأوسكار
خمس مرّات متزوّج منذ 33
عاماً، وهو والد لثلاث فتيات، وناشط في الأعمال الخيرية المعنية بالإغاثة
من
المجاعة.
وُلد بريدجز ونشأ في لوس أنجلس. وهو يقسم وقته بين منزله الواقع بالقرب من
سانتا
بربرا في كاليفورنيا، ومزرعته في مونتانا. لا عجب إذاً في أنّ
سيرته الذاتية غنية
بأفلام الغرب الأميركي على اختلاف أنواعها، بما فيها أفلام «عرض الصورة
الأخيرة» (The Last Picture Show)، و{رانشو ديلوكس»
(Rancho Deluxe)، و{بوابة الجنّة» (Heaven's Gate)
و{بيل الجامح» (Wild Bill).
يختم بريدجز قائلاً: «مثّل والدي (لويد بريدجز) في فيلم كلاسيكي من أفلام
الغرب
الأميركي بعنوان «منتصف الظهر»
(High Noon).
هو من علّمني كل ما أعرفه عن التمثيل.
بالتالي، ثمة تقنية معيّنة يجب اعتمادها. لكن لا يزعجني إن اعتبر الناس أنّ
موهبة
التمثيل تأتي بالفطرة».
الجريدة الكويتية في
04/01/2011
Little Fockers...
سخيف إلى حدّ الملل
دونالد مونرو
أود أن أطلع صناع سلسلة أفلام Focker
على واقع مرير. فقد استنزفوا كل قطرة
فكاهة من هذه السلسلة التي باتت اليوم مملّة جداً.
يسود الجزء الثالث من هذه السلسلة جوّ عفن مملّ أشبه بما تُصادفه عندما
تدخل
منزلاً صيفياً ظل مقفلاً طوال الشتاء. فهل يمكن لهذه المعركة
الأبدية بين الصهر
الغبي والأب المستبد أن تُضحك الناس ثانيةً في فيلم
Little Fockers؟ نعم بالتأكيد،
إن طليناهما كليهما بصلصة الطماطم وأرغمناهما على التدحرج في قرية نمل، أو
ألبسناهما ملابس ضيّقة وأجبرناهما على رقص الباليه، أو طلبنا
منهما حقن أحدهما
الآخر بالأدرينالين في منطقة سفلية حساسة بعد أن يتناولا دواء مقوياً
جنسياً يكون
له تأثير غريب فيهما (يشمل الفيلم أحد هذه السيناريوهات، سأترك لكم مهمة
تحديد أي
منها المقصود).
لم تتبدّل مجموعة الممثلين الكبار التي شاركت في الجزئين السابقين: فيؤدي
بن
ستيلر دور غايلورد (غريغ) فوكر السيئ الحظ. ويجسّد روبرت دي
نيرو دور جاك بايرنز،
والد الزوجة العكر المزاج (اشتهر بإخضاعه صهره العتيد لجهاز كشف الكذب).
أما باربرا
سترايسند وداستن هوفمان فيؤديان دور والدَي غايلورد فوكر.
حتى القط جنكس المحتال (أو ربما شبهه) يظهر مجدداً في هذا الجزء، فضلاً عن
أوين
ويلسون الذي يؤدي دور عاشق الزوجة الساذج وغريم غايلورد فوكر.
أما دور التوأمين المحبوبين فيؤديه الممثلان المبتدآن كولن بايوتشي (هنري)
ودايزي تاهان (سامنتا). ويشكّل بلوغهما السن المناسبة لدخول المدرسة إحدى
عقد
الفيلم الضعيفة.
يعود نجاح الجزء الأول،
Meet the Parents، إلى أداء ممثل درامي مشهور مثل دي
نيرو دوراً فكاهياً سخيفاً. وقد حقق الجزء الثاني النجاح عينه باعتماده على
التأثير
ذاته. فقد أقنع صناع هذا الفيلم هوفمان وسترايسند بأداء دور ساذج، دور
زوجين
متحررين غير متّزنين.
لكن هذا التجدد والابتكار غابا عن الجزء الثالث (وكذلك تأثير دعابات هؤلاء
الممثلين المشهورين الإيجابي). لذلك، يشعر المشاهد أنه يرى
أمامه على الشاشة مجموعة
من النجوم الكبار الذين يعملون ليتقاضوا أجرهم. ما من جديد في
Little Fockers
غير
جيسيكا ألبا التي تؤدي دور ممثلة شركة أدوية شهوانية تحاول إحكام قبضتها
على رب
العائلة القوي ستيلر. لكن ألبا لم تنجح في إضافة الكثير إلى هذا الفيلم،
حتى أنك
تشعر أن عباراتها فارغة وتبدو أشبه بالعبارات التي يردّدها
جهاز iPhone.
خلال العرض الأول للفيلم، أملت رأسي قليلاً (أعتقد أنني كنت أحاول التمطّط)
ووضعت إصبعي على عنقي. فاقترب مني أحد النقاد الزملاء الذين كانوا جالسين
قربي
وهمس: «هل تتحقق من نبضك لترى ما إذا كنت لا تزال على قيد الحياة؟». نعم،
هذا هو
بالتحديد تأثير
Little Fockers
في المشاهد.
الجريدة الكويتية في
04/01/2011 |