لا يحتاج الفيلم الكبير «ميكروفون» الذي كتبه وأخرجه الموهوب
«أحمد
عبدالله» - في عمله الثاني بعد «هليوبوليس» - إلي مجرد عيون تراقب ووجدان
يستمتع وآذان تمتلئ بما تسمع، ولكنه يحتاج أيضًا إلي أحاسيس شاعر يمكنها أن
تنقل لك
هذا الجمال القادم من مدينة الجمال: الإسكندرية. عندما أقول
فيلما كبيرا فإنني لا
أعني ضخامة الإنتاج، إذْ إننا أمام فيلم مستقل تحمس لإنتاجه «محمد حفظي»
و«خالد أبو
النجا» بتكاليف محدودة، ولكنه عمل كبير بثرائه الفني وبصدقه وبقدرته علي
التعبير
الفذ عن عالم لا نعرفه أصبحنا بعد المشاهدة نكاد نلمسه
بأيدينا. «ميكروفون» الفائز
بالتانيت الذهبي في مهرجان قرطاج هو العمل الكبير الثاني الذي يقدمه
«المستقلّون
المبدعون» بعد فيلم «عين شمس» للمخرج «إبراهيم البطوط»، مع ملاحظة أننا لم
نشاهد
حتي الآن فيلم «البطوط» الذي فاز بالجائزة الأولي في مهرجان
الدوحة ويحمل اسم «حاوي»
«ميكروفون» ليس مجرد حالة أو تجربة ولكنه عمل ناضج وفريد حقًا، وأحد أفضل
الأفلام المصرية الطويلة التي شاهدتها في السنوات العشر الأخيرة، قد تجد
مثيلاً
لبنائه وتعبيره عن تمرد أجيال جديدة تحاول أن تخرج من باطن
الأرض إلي النور في
أفلام أجنبية، ولكنه فريد فعلاً بين كل ما أنتجناه من أفلام مصرية طويلة.
يمكن أن تقرأ في الصحف كلمات تقول إن فيلم «ميكروفون» يدور حول الشاب
«خالد»
(خالد أبوالنجا) الذي يعود من أمريكا بعد غياب سبع سنوات، يحاول أن يستعيد
قصة حبه القديمة مع «هدير» (منّة شلبي) ولكن يكتشف أنها تستعد للسفر إلي
لندن
للحصول علي الدكتوراه بعد أن فشلت في التكيف مع وطنها، ولكن
عودة «خالد» تكشف له
عالمًا سحريًا لا يعرفه، هو عالم الفرق الموسيقية الصغيرة في الإسكندرية،
يتعرف
عليهم، ويتحمس لهم، ويحاول مساعدتهم، والأهم أنه يكتشف نفسه من خلالهم، هذه
الكلمات
لا تعرفك أبدًا علي فيلم «ميكروفون»، ولكنها ترصد الخط الدرامي الرفيع الذي
يحمل
عالمًا سمعيًا وبصريًا كثيفًا هو الفيلم نفسه، لوحة هائلة
تختلط فيها أغنيات «الهيب
هوب» مع المشاعر والأحاسيس مع عنفوان وحيوية عاصمة الفن وبلد «سيد درويش»
و«يوسف
شاهين» و«محمود سعيد»، و«سيف» و«أدهم وانلي»، و«كفافيس»، «معصرة الحب
الكبري»، كما
وصفها لورانس داريل في «رباعية الإسكندرية»، و«نفثة السحابة
البيضاء»، كما وصفها
أحد أبطال «نجيب محفوظ» في «ميرامار».
«ميكروفون»
جدارية ضخمة كثيفة وثرية
تنقل صوتًا متمردًا قلقًا يعبر عن نفسه بشكل جميل، ويبحث عن «ميكروفون»
وشعاع من
الشمس لينمو ويكبر، الفيلم الكبير يغوص تحت المدينة ليصعد بنا إلي نشوة
الفن
السماوية، وسيلته في ذلك المزج الواعي بين التسجيلي والروائي
بحيث تذوب كل الفواصل،
وأداته هذه «الخلطة» العجيبة التي تجعلك تشعر أنك أمام نوع من الرسم
بالموسيقي أو
حالة من العزف بالصورة، تناغم شبه كامل بين الفنون، واندماج وتوافق مدهش
بين البشر
والأماكن، وتحية هائلة لأشياء كثيرة: للموهوبين ولفكرة التمرد،
وللفن - عمومًا
-
المحاصر بالعقبات والمتاعب، ولمعني أن تبحث عن نفسك وتكتشفها، ولمدينة الفن
وعاصمته
بلا منازع، ولحرية التعبير عن الذات، ولقيمته أن تتحقق في وطنك ولو
بالكلمات
والألحان.
لا ننتظر من فيلم يقدم هذه الأفكار أن يعبر عنها بطريقة كلاسيكية
عتيقة، ولكنك ستشاهد سرداً حراً تماماً ومع ذلك فهو متماسك،
ولا تشعر أثناء مشاهدته
بلحظة ملل واحدة، شيء أقرب إلي لوحة موزاييك تتجاور فيها القطع الملونة:
حمراء
وخضراء وصفراء بل ورمادية أحياناً، من المستحيل تقريباً أن تصل إلي هذه
النتيجة إلا
ببراعة احترافية من المخرج «أحمد عبدالله» والمونتير «هشام صقر».. المادة
التي تم
تصويرها كثيرة ومتنوعة، وعلي شريط الصوت مدينة بأكملها بكل أصواتها
بالإضافة إلي
أغنيات متنوعة لفرق «مسار إجباري» و«واي كرو» و«ماسكارا» و«صوت
في الزحمة»، التحدي
الكبير هو أن تصنع من هذه المادة مدينة من الفن والجمال والتمرد.. وقد كان
يتحرك
السرد في عدة اتجاهات يتم تضفيرها معاً وصولاً إلي النهاية: حوار الوداع
بين «خالد»
وحبه القديم «هدير»، محاولات فرق «الهيب هوب» أن تحصل علي فرصة في مسابقة
ينظمها
جهاز رسمي يقوده «كاركتر» عجيب يجمع بين ادعاء الفن وممارسة البيروقراطية،
علاقة «خالد» الصامتة مع والده (محمود اللوزي) ومع
صديقه (هاني عادل) الحالم بمشروع
«جاليري»
للفنون التشكيلية، شاب اسمه «مجدي» (أحمد مجدي أحمد علي) وفتاة اسمها «سلمي» (يسرا اللوزي) يصوران فيلماً عن
الفرق الموسيقية الشبابية (30 فرقة تقدم
موسيقي الميتال)، شاب بسيط (عاطف يوسف) يبيع الشرائط
الموسيقية، ويطارده البوليس في
الشوارع حتي يستقر اسفل لوحة لأحد مرشحي المجالس المحلية، صبي صغير اسمه
«ياسين» (ياسين قبطان) يقود «خالد» إلي عالم الفرق
وإلي الفتاة الموهوبة «آية» التي تقدم
لوحات رائعة علي الحوائط، محاولات «خالد» وأصدقائه الشباب
تقديم حفلة يعرضون فيها
ابداعهم، فشل واصرار ثم الغناء أخيرًا أمام البحر المفتوح فوق صخور ضخمة
متجاورة.
بدا لي أن تجربة «خالد» والفرق الشابة اصطدمت بصخور الشاطئ فتحولت إلي
«شظايا»
سردية وبصرية وسمعية أيضاً، ولكنها تعود لتأتلف، ولا تظهر أمامك الصورة
كاملة إلا مع اللقطة الأخيرة، المخزي هنا ليس أننا أمام شباب يغني، ولكننا
أمام جيل
كامل يحاول أن يكون مختلفاً، نبات يعيش تحت الأرض ويحاول أن يتنسم الهواء
فوقها،
ولكنه يصطدم بالمؤسسة الرسمية في تجلياتها المختلفة (الموظف
«صالح» راعي الفنون،
ورجال الشرطة الذين يظهرون للمنع والحجب) ولكنهم يعانون أيضاً من قمع
المجتمع شباب
يحتجون لأن الغناء في الشارع سيقوم بالتشويش علي المسجد الذي يصلون فيه،
وفتيات من
الفرق يرتدين الأقنعة ونعرف بعد ذلك أن ذويهم يعترضون ويعانون
أيضاً من الانفصال عن
الأجيال السابقة (والد المغني شاهين هاجر إلي أمريكا، وأقاربه يتهمونه
بالسرقة،
ووالد «خالد» صامت ولا يبدأ في التفاعل إلا مع
ظهور «شاهين» في منزلهم)، المشكلة
ليست إذن في أن تغني ولكنها في أن تكون مسموعاً، أو بالمعني الأدق أن «يكون
لك صوت»
أن تتحقق، وأن تجد نفسك، وأن يساعدك
المجتمع الذي تعيش فيه علي ذلك، «هدير» لم
تستطع التكيف فقررت الهجرة، ولكن «خالد» سيكتشف أخيراً أن
هؤلاء الشباب هم طريقه
لصنع حياة جديدة فيغني معهم حتي فوق الصخور..
الموسيقي والغناء في «ميكروفون» ليس مجرد فواصل، ولكنها أدوات
يستخدمها الجيل الجديد في التعبير عن نفسه
ومشكلاته، حتي أسماء الفرق معبرة جداً مثل «مسار إجباري» و«صوت
في الزحمة» أما
الأغنيات فهي بديعة حقًا، أغنية مثلاً تتحدث عن شيخ البلد الذي خلف ولد
ولكن
الولد.. «ترك البلد»، والأغنية الشجية التي يرددها مطرب لا يملك شيئًا، ولا
يعد بأي
شيء سوي بأنه يحب بلا حدود، وأغنيات الراب المنطلقة التي تنتقد كل شيء
وتثير فزع
مسئول المؤسسة، وأغنية النهاية التي تؤكد أننا أمام جيل لا
يخاف شيئًا لأنه لا
يمتلك شيئًا يخاف عليه، يصنع الفيلم إذن عالمًا ثوريا متمردًا ضد الثبات
والجمود
وإملاء الشروط والتجاهل المتعمد، ويصنع السيناريو طوال الوقت هذه المقابلة
الساخرة
بين حيوية بائع الشرائط وجمود صورة المرشح للمجلس المحلي،
حيوية آية وانطلاقها
مقابل التصاق الموظف صالح بمقعده، انطلاق السمكة الصغيرة التي يحفاظ عليها
أحد شباب
الفرق ليعيدها فرحة إلي البحر مقابل تلك الصخور الراسخة علي الشاطئ، والتي
تتكسر
فوقها الأمواج، ومع ذلك لا تكف الأمواج علي تكرار المحاولة من
جديد.
أزمة «خالد» و«هدير» تعبير عن جيل لا يجد نفسه،
يعود «خالد» فتهرب «هدير».. من اللافت
أيضًا أنه لا توجد قصة حب مكتملة واحدة في ميكروفون وهو أمر
عجيب جدًا في فيلم يمكن
تصنيفه أيضا علي أنه فيلم موسيقي، «هدير» تترك «خالد»، ومشروع العلاقة بين
«مجدي»
و«سلمي» ينهار، ربما أراد صناع الفيلم
تغليف التجربة بأكملها ببقايا الأسي الذي
يخلق الحب في القلوب، وربما أرادوا القول بأن أجواءً يمارس
فيها الغناء بالتصريح،
يتحول اكتمال قصص الحب إلي نوع من الخيال، وربما أرادوا اظهار قيمة الغناء
كسلوي
وعزاء، وكوسيلة للتعبير عن تجارب فاشلة لكي يصنع منها في النهاية فن خالد.
علي المستوي التقني، أنت أمام عمل رفيع في كل عناصره، تستطيع مثلاً من خلال
الصورة وعن طريق كاميرا طارق حفني الذكية أن تشاهد الإسكندرية
كما لم ترها أبدًا من
قبل! البيوت.. الشوارع.. زخات المطر.. رائحته الأماكن.. الشواطئ.. الوجوه..
العيون،
وتستطيع أن تعيش أدق التفاصيل: زجاجة ملقاة أمام البحر، علبة مياه غازية
متدحرجة،
شعارات مكتوبة علي الجدران، هزة قدم أسفل مائدة، لمسة أصابع
فوق أوتار جيتار،
استغلال مذهل لمفردات المكان مع حرية مطلقة في الحركة، المونتير «هشام صقر»
أحد
أبطال الفيلم الكبار، انتقلات سلسة ذكية، ودمج كامل بين الأغنيات مع
معادلها البصري
وهو في الغالب لقطات إما لبطلنا «خالد» أو للمدينة الشاهدة علي فنها
وشبابها، مكساج
جمعة عبداللطيف الذي أعاد صنع التجربة علي شريط الصوت، لا
حواجز تقريبًا بين
التسجيلي والروائي، المحترفون «خالد أبوالنجا» و«منة شلبي» و«هاني عادل»
و«محمود
اللوزي» و«يسرا اللوزي»، و«سلوي محمد علي» يؤدون بطريقة مختلفة تماما، شيء
تلقائي
وطازج فيه نبض الحياة وعفويتها، نجاح المخرج الموهوب هنا في
أنه جعل المحترفين
يؤدون بتلقائية الهواة الذين نراهم لأول مرة خاصة «محمد صالح» في دور
الموظف،
و«عاطف يوسف» في دور بائع «الشرائط، و«آية» و«ياسين» اللذان صنعا عاصفة من
البهجة
والحيوية، المؤلف والمخرج «أحمد عبدالله» يعلن هنا عن صانع
أفلام كبير يجعلنا
نتفاءل بمستقبل السينما المصرية في الأعوام المقبلة.
لا شيء يعبر عن معني
مكيروفون مثل الأفيش: «ميكروفون» وسط الزروع وجذوره تمتد إلي باطن الأرض،
ينحاز
الفيلم إلي جيل جديد مستقل يريد مكانًا تحت الشمس، ينحاز بوضوح
إلي ميكروفون الفن
والإبداع وليس إلي ميكروفون المرشح، ويقول لنا بكل وضوح إن المحروسة مليئة
بالمواهب
التي تحتاج فقط إلي شعاع من الشمس، وأعتقد أنه فيلم غير تقليدي في كل شيء
ويحتاج من
منتجه «محمد حفظي» إلي طريقة توزيع غير تقليدية تصل به إلي
جمهور الشباب في
الجامعات والنوادي ومراكز الشباب وحتي في الشوارع، لا تحاصروا ميكروفون في
الصالات
واتركوه يتفاعل مع جمهوره لأنه حقيقي وصادق ومعبر عن عالمهم، يكفيه أنه
أنقذ سمكة
من الموت واعادها من جديد إلي البحر!
روز اليوسف اليومية في
26/12/2010
خالد صالح يقوم بـ'توظيف الأموال' على 'كف
القمر'
ميدل ايست أونلاين/ القاهرة
الفنان المصري يقول إن البعض اتهمه بالجنون لأدائه شخصية عجوز في السبعين
بفيلم 'ابن القنصل'.
يستعد خالد صالح لأداء شخصية رجل الاعمال أحمد الريان، صاحب قضية توظيف
الاموال الشهيرة، من خلال مسلسل تلفزيوني كتبه وليد يوسف ويخرجه عمرو عرفه.
ويقول صالح لصحيفة "الاتحاد": "المسلسل يدور حول شركات توظيف الأموال في
مصر من خلال شخصية أحمد الريان الذي خرج من السجن مؤخرا، بعد أن قضى 23
عاما من عمره خلف القضبان في قضية توظيف الأموال الشهيرة".
ويضيف "المادة التي يتناولها المسلسل جمعتها بنفسي حيث التقيت مع أحمد
الريان وسجلت معه أكثر من 15 ساعة تحدث فيها عن تفاصيل كثيرة في حياته
وحياة أسرته التي لا يعرفها أحد، كما جمعت كل البرامج التلفزيونية التي
سجلت مع أحمد الريان بعد خروجه من السجن، بالإضافة إلى حواراته الصحفية
والمقالات التي كُتبت عنه، وكلها مادة جيدة".
وانتهى صالح مؤخرا من تصوير فيلم "كف القمر" الذي يشاركه في بطولته وفاء
عامر وجومانا مراد غادة عبدالرازق وصبري فواز وحسن حرب وغيرهم.
وكان صالح صرح لعدد من وسائل الإعلام أنه لم يستطيع حضور افتتاح مهرجان
القاهرة السينمائى بسبب إرهاقه الشديد و كثرة ساعات التصوير فى فيلمه
الجديد مع المخرج خالد يوسف.
وتدور أحداث الفيلم حول أم تدعى قمر يتوفى زوجها ويتركها لتقوم بتربية خمسة
أبناء ويسافر أولادها من الصعيد لهجرة داخلية وتحاول بقدر كبير لم شملهم
حولها مره أخرى.
ويقول صالح "أظهر من خلال الفيلم بدور الابن الاكبر لسيدة صعيدية تدعى قمر،
لديها 5 أولاد وتحاول طوال أحداث الفيلم احتواءهم وحل مشكلاتهم، إلى أن
تضطر بعد تفاقم المشاكل الى ترك المنزل، حيث يتوفى زوجها ويتركها لتربية
أبنائها بمفردها، وبعد ذلك يسافر أولادها إلى الخارج وتحاول لم شملهم مرة
أخرى".
وأثارت الشخصية التي أداها خالد صالح في فيلمه الأخير "ابن القنصل" جدلا
كبيرا، حيث اتهمه البعض بالجنون لأنه أدى دور رجل في السبعينيات.
ويقول صالح لصحيفة "المصري اليوم": "البعض اتهمني بالجنون أو الجرأة
الزائدة عندما علموا بأني سألعب دور رجل فى السبعينيات وسأرتدي باروكة شعر
بيضاء وقالوا لي لماذا تقبل دور قد يؤذيك لأنه سيضعك في منطقة عمرية ضدك".
ويضيف "كنت استقبل كل هذا الكلام بالضحك لأني وقعت في غرام عادل القنصل
بمجرد أن قرأت أول معالجة للفيلم.. ولم أتردد لحظة في أن أوقع على بياض على
هذا الدور لأني لا أضع في بالى حكاية السن الكبير في الأدوار".
ويتابع "أتعجب من الذين يخافون من أدوار السن الكبيرة خوفا من نظرة الجمهور
والتقيد بهذه المنطقة رغم أن الجمهور يتمتع بذكاء خارق وهو ليس بأمر جديد
عليه فطوال الوقت كان الجمهور يفصل بين سن البطل الحقيقي وسن الشخصية وإلا
كان كمال الشناوي وشكري سرحان وغيرهما من النجوم الذين قدموا أدوار 'عواجيز'
وهم في سن الشباب كانوا قد أضيروا، كما قدمت النجمات شادية وفاتن حمامة
وهند رستم أدوار سيدات عجائز، وهن في عز الأنوثة والشباب ومع ذلك قدمن
بعدها أدوار شابات".
ميدل إيست أنلاين في
26/12/2010
غراوند زيرو: البشرية بين عبادة الشيطان
والإسلاموفوبيا
ميدل ايست أونلاين/ دمشق
فيلم سوري ينطلق من فكرة رفض الغرب لبناء مسجد بجانب برج التجارة
العالمي ليرصد فكرة تصادم الثقافات والأديان ورفض الآخر.
"غراوند زيرو" اسم اختارته الكاتبة إيمان سعيد عنوانا لسيناريو فيلم انتهت
منه أخيرا، ويجري التحضير له في سوريا، ليقوم بإخراجه السوري المقيم في
الإمارات خالد قداح، في تجربة هي الأولى له. و"غراوند زيرو" تعني الموقع
السابق لبرج التجارة العالمي في نيويورك، والذي أثار جدلا لدى محاولة بناء
"مسجد قرطبة" في جواره.
لكن الكاتبة اعتبرت أن الجدل حول تلك الأرض "بات رمزا لصراع"، نجده في
فيلمها، بين مناصرين لبناء مسجد في مدينة أوروبية وبين آخرين معترضين.
وقالت الكاتبة إن الفيلم "تدور فكرته الأساسية حول تصادم الثقافات والأديان
المختلفة ورفض الآخر"، وأضافت "تلك الأديان التي جاءت للاجابة عن أسئلة
البشرية أصبحت اليوم سببا في الكثير من الأسئلة حول العنف الممارس في
المشهد الحياتي اليومي".
ومن بين الحكايات التي يرويها الفيلم، حسب الكاتبة، "حكاية سلطان المقيم في
دبي، والذي يعاني السرطان، فيقرر التبرع بجزء من أملاكه لبناء جامع في إحدى
المدن الأوروبية، فيتولى ابنه منصور المقيم في أوروبا معركة الحصول على
موافقة بناء الجامع، يسانده في معركته رئيس البلدية جيراردو، داعما فكرة
حرية ممارسة الشعائر الدينية في المجتمع".
وتضيف الكاتبة "لكن المشروع يجابه بالاعتراض من قبل بعض رجال الدين
المسيحيين، كملمح من ظاهرة ما بات يعرف بالإسلاموفوبيا".
وقالت الكاتبة إن "تعميم البشرية اليوم لثقافة عبادة الشيطان هو كذلك احد
موضوعات الفيلم، كانعكاس واقعي لظاهرة ضياع الأجيال وفراغها الروحي وفسادها
الفكري، وكرمز لتحولنا إلى عبادة القوة الاقتصادية ونفوذ السلطة".
كذلك يتطرق الفيلم إلى حكاية شقيقتين لبنانيتين تعيشان في باريس، الأولى هي
سوزي التي تصفها الكاتبة بأنها "من مخلفات الحرب الاسرائيلية على لبنان،
الهاربة إلى باريس، وتتراكم تجربة الضياع لديها، من ذاكرة الحرب وصولا إلى
فشل تجربتها العاطفية مع فرنسي انتبه لفوارق الاختلاف بينهما، فتفقد رموز
اعتقادها الديني وإيمانها الروحي وتنتمي لجماعة من عبدة الشيطان".
والثانية هي "ندى الإعلامية التي تقوم برحلة بحث عن شقيقتها فتدرك أن ذاتها
ضائعة هي الأخرى، فرغم أنها ترتبط بزوج من نفس دينها وبلدها وخلفيتها
الثقافية، إلا أنه يمارس عليها التعنيف والقمع الذي يتشابه مع مشاهد العنف
اليومي التي تقوم هي بتغطيتها إعلاميا".
وتشكل عائلة سورية أحد أبرز خطوط الفيلم، حيث الأب "باحث يناقش في دراساته
مشهد الماسونية المعاصر"، لكن يبدو أن للباحث السوري مأساته الخاصة فهو
"كان قد هجر أسرته السورية المقيمة في باريس منذ زمن، ليعود إليه ولداه في
النهاية محملين بنعشين، أحدهما يحمل جسد الضحية، والآخر يحمل جسد الجاني
كنتيجة لتربية متطرفة اعتمدتها الأم الحاقدة على غياب الزوج والرافضة
للانصهار ثقافيا في مجتمع تراه نجسا وغريبا عنها".
الفيلم يناقش في العديد من مواضعه فكرة الماسونية، وكذلك دور الفساد
الإعلامي في تغذية الصراعات الدينية، عبر محطة تلفزيونية يتضح أن من يديرها
في النهاية يهودي.
ويتطرق الفيلم، حسب الكاتبة، في إطار خطوطه المتشابكة والمتقاطعة، إلى
"الأزمة الاقتصادية وتداعياتها في دبي، وتأثيرها في رد فعل عدد من العمال
الآسيويين الذين أحرقوا مؤسسة سلطان العقارية التي تدار من قبل ابنه، الذي
يمارس بدوره أشكال الاضطهاد الإنساني والديني عليهم ويتدرج في بناء سلطته
الاقتصادية ونفوذه عبر قنوات اتصال مشبوهة".
وذكرت الكاتبة إيمان سعيد أن عمليات التصوير ستبدأ في شهر كانون ثاني/
يناير المقبل في براغ، والإمارات العربية، وسوريا، ولبنان.
ويشارك في التمثيل، من سوريا فايز قزق، وعبد الحكيم قطيفان، ونضال سيجري،
ومحمد حداقي، وفادي صبيح، ونوار بلبل، ولونا الحسن، وسوسن ميخائيل، ودينا
هارون، ومديحة كنيفاتي، ولينا مراد. ومن الإمارات محمد الملا، ومحمد
العامري. ومن فرنسا فلاديمير هوتك.
ميدل إيست أنلاين في
26/12/2010 |