هكذا تمت عملية قتل ماريلين مونرو، وأزاحها روبرت كيندى من طريقه
وطريق آل كيندى فى مساء يوم الجمعة الثالث من أغسطس 1962. ذهب إلى بيتها فى
السادسة
مساء ومعه طبيب مجهول الهوية.. وكانت فى قمة ثورتها وتصيح فى
وجهه: ابعد عنى لا
أريد أن أراك أو أسمع صوتك وأعطاها الطبيب المجهول الهوية حقنة منومة لكى
تفقد
وعيها، بعد أن أعطيت جرعة من «كلورال هايدرات» وهو كسائل بلا لون ولا رائحة
صب فى
كأس من الشمبانيا وجعلها تفقد وعيها تدريجيا ثم أشرف روبرت
كيندى مع طبيبه المجهول
الهوية على حقنها بالجرعة القاتلة من عقار «نمبوثال».
وقد أشارت مصادر
إدارة بوليس لوس أنجلوس إلى زيارة روبرت كيندى.. هذه الزيارة بوضوح على
الصفحة 743
فى تقرير المحققين الجنائيين عن موت ماريلين مونرو.
كان روبرت كيندى آخر من
رآها حية عندما قام بهذه الزيارة، لكنه تركها جثة قد غادرتها
الحياة.. كان ينفذ
تعليمات عميد آل كيندى الذى أمره كتابة بعد أن فقد النطق إثر عملية فى
القصبة
الهوائية ــ أن يزيح كل من يهدد مستقبل أسرة كيندى السياسى من الطريق، ليس
هذا فقط
لكن أمه روز التى كانت موجودة بشكل دائم فى المقر الانتخابى
لأخيه الأصغر إدوارد
الذى كان ينافس للحصول على منصب السيناتور فى مجلس النواب.. قالت عميدة آل
كيندى
لابنها روبرت المدعى العام الأمريكى أنها تريد من كل أبناء الأسرة أن يكفوا
عن
فضائحهم ويوقفوا أى علاقات جنسية بنساء مشهورات حتى ولو اضطروا
أن يزيحهن من الطريق
حفاظاً على سمعة الأسرة.
كان هذا كله يثقل كاهل روبرت كيندى بأطنان من
الحديد، وعندما فشل فى تهدئة ثورة ماريلين مونرو من الطريقة
التى عاملها بها عندما
التقى بها على مائدة خلفية فى مطعم «لاسكالا» وهددته بأنها سوف تعقد مؤتمرا
صحفيا
تفضح فيه علاقتها بآل كيندى.. واتخذ قرارا بإسكاتها وإخراسها إلى الأبد كان
الدليل
الحبوب المبعثرة من كل نوع وكم كما قال إينز ميلسون مدير
أعمالها هذا الدليل الذى
تجاهله البوليس عن عمد، ولم يعرف به الطبيب الشرعى نوجوشى يثبت أن الجرعة
القاتلة
قد أجبرت عليها ماريلين مونرو بالحقن ــ أو كما يشك نوجوشى الطبيب الشرعى
بالابتلاع
القهرى أو الإدخال من فتحات الجسد.
وعندما أثير موضوع الحبوب لأول مرة عام
1962
اندفع المخبرون للبحث عن أدوية مونرو وأنابيبها ليكتشفوا أنها كلها قد
دمرت،
وقال توماس رودين، أحد رؤساء البوليس السابقين « لقد كان إخفاء هذا الدليل
أو
تدميره عملا ضد القانون» وقد نجح المخبرون فى العثور على عشرة أقراص من
«كلورال
هايدرات» باقية فى زجاجة عبوتها خمسون قرصا.. كانت مصروفة
بروشتة مؤرخة فى 31 يوليو
وإذا كانت ماريلين مونرو تنوى قتل نفسها فلماذا تركت هذه الأقراص العشرة..
أكثر من
هذا لما كانت ماريلين قد اعتادت أن تتعاطى على الأقل ستة من أقراص «كلورال
هايدرات»
كل ليلة لكى تتغلب على قلقها وأرقها فمن المؤكد أنه لم يكن لديها كل هذه
الكمية
التى رفعت نسبة تواجد هذا العقار فى دورتها الدموية وفى جهازها المعوى إلى
هذه
الدرجة.
على أن عملية إحصاء الأقراص التى قد تكون قد قتلت ماريلين مونرو
يمكن أن تكون اختبارا أكاديميا يجرى فى معامل الجامعات. لكن يبدو أنه من
المؤكد أن
ماريلين مونرو قد لقيت حتفها بتأثير حقنة أو حقنتين قاتلتين.
قال جون مينر المدعى العام المساعد الذى حقق فى
موت ماريلين مونرو:
ـــ لقد أثبت اختبار معملى أن أحشاءها تخلو من
أى آثار للحبوب. وهذا يعنى أن المعدة كانت بعيدة وأن الطريقة
الوحيدة التى يمكن أن
تؤدى إلى الموت هى الحقن. وإدراكا لخطورة هذا الاستنتاج أمر نوجوشى الطبيب
الشرعى
أن يجرى فحصا ميكروسكوبيا لشرائح مأخوذة من الأمعاء الصغيرة فثمة آثار لابد
أن تكون
باقية فى معدتها.
وفى عام 1964 أيد هذا الرأى عالم باحث هو دكتور كيث
سمبسون وخلال الحقبات التى مضت كان ما توصل إليه نوجوشى لم يفهم ولم يستقبل
باهتمام.. ففى الحقيقة أنه لم يقل ولم يكتب أبدا أن ماريلين
مونرو قد ماتت بسبب
تناولها كمية مضاعفة من حبوب مخدرة أو مهدئة.. ومنذ البداية كان واضحا
تماما فقال:
ـــ إن ماريلين مونرو كان يتحتم عليها أن تبتلع كمية ضخمة من الحبوب
لكى
يمكنها قتل نفسها.
وقد أخذ عنه قوله لجريدة «لوس أنجلوس تايمز» فى أول
تصريح عام له قال:
ـــ لقد أخذنا المرئ والمعدة وجزءا من الأمعاء الصغيرة
لماريلين مونرو إلى المعمل لمزيد من البحث والدراسة.
لكن لم تمر أيام خمسة
فقط حتى كان يشكو لجريدة «لوس أنجلوس هيرالد» بقوله:
ـــ إن الفنيين فى
المعمل لم يختبروا بعض الأعضاء التى أرسلتها إليهم من جسد ماريلين، وهذا
يقلقنى لأن
الفحوص الروتينية لم تكن مقنعة ولم تقدم شيئا.
وعندما اتصل نوجوشى بزميله
الدكتور ابرناثى ليسأله أين خزنت أجزاء جسد ماريلين تلقى إجابة
مذهلة قاطعة منه:
ـــ أنا آسف لقد تخلصت من هذه الأجزاء لأننا أغلقنا القضية.
ولما
كان يجب على ماريلين مونرو أن تبتلع 70 قرصا من الحبوب المنومة فى أقل من
عشر دقائق
فالموت بسبب جرعات زائدة من هذه الأقراص يصبح مستبعدا، فضلا عن أن ماريلين
فى
العادة كانت تعانى الأمرين فى تناولها للحبوب المنومة، كانت
تفرغ المادة التى
تحويها الكبسولات فى قدح شمبانيا ثم تشربها، ومن الغريب أن المحققين لم
يعثروا فى
حجرة نومها على أى كئوس شرب. ولعل النقاش الوحيد المعقول ـــ ضد فكرة
الانتحار أو
الموت نتيجة حادث ـــ قد جاء من فريق التحقيق لحوادث الانتحار
فى إدارة بوليس لوس
أنجلوس وكان مؤداه:
ـــ كان على ماريلين أن تبتلع كل هذه الحبوب خلال دقائق
قليلة وإذا كانت راحت تأخذها دفعة بعد دفعة لغابت عن وعيها قبل أن تتمكن من
ابتلاع
كل هذه الكمية التى شبعت دورتها الدموية بالمخدر إلى هذا الحد.
جاء هذا
الرأى على لسان روبرت ليتمان، المحلل النفسانى الذى يرأس فريق الانتحارات
وبالطبع
كان الرأى الأصوب هو أن الحقن بالمخدر هو الذى أودى بحياة ماريلين.. وقد
وضع
البوليس هذا الرأى فى الاعتبار منذ البداية. لكنهم طرحوه جانبا
فى 7 أغسطس عندما
أعلن نوجوشى الطبيب الشرعى أنه قد بحث بدقة عن آثار الحقن، فى جسد ماريلين
ولكنه لم
يعثر على أثر للحقن: وعلى الرغم من تأكيده هذا فقد كان ثابتا أن ماريلين قد
حقنت
بالمهدئ مساء الثلاثاء فى مخدعها مرة ثم حقنت مرة ثانية فى
عيادة طبيبها هايمان
انجلبرج فى وقت متأخر من مساء الجمعة وأثر هذه الحقن كان لابد أن يظهر فى
بحث
نوجوشى عن آثار الحقن فوق جسدها وعندما عرف مايك كارول المدعى العام
المساعد نبأ
حقن ماريلين مرتين: مساء الثلاثاء ومساء الجمعة فتح فمه من
الدهشة وقال:
ـــ لم التفت إلى هذا فلابد أننى كنت سوف أجد آثار الحقن.
أما «شاويش» البوليس جاك كلومنس الذى كان أول من تلقى أول نبأ عن موت
ماريلين فيعتقد أنها قد أعطيت كلورال هيدرات وهو كسائل بلا لون وبلا رائحة
بوضعه فى
الشمبانيا وقال: ـــ بهذا تفقد وعيها تدريجيا ثم بعد أن تغيب
عن الوعى تماما تحقن
بالجرعة القاتلة من عقار «نمبوثال».
ومن الممكن أن تكون ماريلين مونرو قد
حقنت للمرة الثالثة فى وقت مبكر من مساء اليوم الذى ماتت فيه
عندما قام روبرت كيندى
بزيارتها.. وقد أشارت مصادر إدارة بوليس لوس أنجلوس إلى هذه
الزيارة بوضوح على
الصفحة 723 فى تقرير المحققين الجنائيين عن موت ماريلين مونرو.
قال التقرير إن
روبرت كيندى قد جاء إلى بيت الممثلة مع طبيب نفسانى غير معروف الهوية،
وأنها أعطيت
حقنة مهدئة لتعيد إليها هدوءها واستنادا إلى مصادر البوليس ففى عام 1991
أكدت إدارة
البوليس أن كل التقارير التى كانت تضم التفاصيل الكاملة عن موت
ماريلين مونرو قد
أعدمت.. ولم يبق غير 30 صفحة فقط من التقرير الضخم معنونة بعبارة: «فى موت
ماريلين
مونرو»
قال رئيس البوليس السابق.. توماس رودين:
ـــ عندما رأيت ما تبقى من التقرير كان الأمر مذهلا لدرجة إننى صحت:
هذا لا
يمكن أن يكون التقرير الكامل لإدارة البوليس وعندما أجابونى بأن هذا هو كل
الموجود
فعلا. اعتقدت أنه ليست هناك مصادر موثوق بها يمكن أن تساعدنا فى الوصول إلى
معرفة
حقيقة ما حدث لماريلين مونرو.
وقد أنكر قسم المخابرات التابع لإدارة لوس
أنجلوس وجود مثل هذا التقرير التفصيلى الذى أشير إليه.. لكن
منذ خمس سنوات عثر على
أجزاء من هذا التقرير بين أوراق المحقق الجنائى ثاد براون ومعها نسخة من
تسجيلات
مكالمات ماريلين مونرو التليفونية التى كان وليام باركر رئيس بوليس لوس
أنجلوس ينكر
دائما أنه قد تلقاها.
وتحدث روبرت سلاترز.. صديق ماريلين مونرو عن مصدر
أنهى إليه جزئية من اعتراف سرى من روبرت كيندى لباركر مؤداه: «اعترف بوبى
أنه ذهب
إلى بيت ماريلين مونرو عندما أصبح من الصعب السيطرة عليها واعترف كذلك بأنه
اصطحب
معه طبيبا أعطاها جرعة قاتلة» ولابد أن هؤلاء الذين شاركوا فى
التعمية والتغطية على
قتل ماريلين مونرو قد تنفسوا الصعداء ارتياحا منذ البداية عندما صدقت
الجماهير
والذين يملكون توازن القوى فى هوليوود المقولة أن ملكة الجنس قد ماتت إثر
حادث
تناول جرعة زائدة من الحبوب المنومة. لكن الدكتور رالف جرينسون
طبيب ماريلين مونرو
النفسانى قد رفض على الفور فكرة انتحارها وقال بغضب لفريق التحقيق:
ـــ إن
الانتحار غير وارد على الإطلاق فى هذه القضية.
ويتذكر جون مينر
مساعد المدعى العام:
ـــ أنفقت أكثر من ست ساعات فى حديث مع
الدكتور جرينسون بناء على طلب رئيس الفريق الطبى الذى تولى
الاختبار وخرجت بقناعة
أن الممثلة لا يمكن أن تكون قد قتلت نفسها على الإطلاق، وكتبت تقريرا يؤكد
هذا.
واختفى تقرير مينر أخذ بطبيعة الحال بواسطة رجال المخابرات التابعين
لإدارة
بوليس لوس أنجلوس وأخفى أو أعدم.
وقد كان بيتر ليفاثيز رئيس إدارة الإنتاج
فى ستوديوهات فوكس.. بين من كانوا آخر من تبادل الحديث مع
ماريلين مونرو قبل أن
تقتل وحدد بوضوح قوله: ـــ لم تكن أبدا أفضل مما وجدتها كانت قد عرفت أننا
سوف
ننتهى من تصوير فيلم «شىء يجب أن يعطى» خلال أسابيع وكل فرد يعطى لنفسه حق
القول
أنها كانت محبطة بسبب الطريقة التى عاملها بها الاستوديو وبسبب
حادثة فصلها لكن هذا
كله لا معنى له لقد أعدنا التعاقد معها مرة ثانية بأجر قيمته نصف مليون
دولار شهريا
وكانت قانعة جدا.
وكل من درس مسرح الجريمة فاته ملاحظة أقوى دليل.. حالة
التنظيم الملفت التى كانت عليها حجرة المخدع وحالة جسد ماريلين كما عثر
عليه وعندما
قالت يونيك موارى مديرة بيتها ودكتور رالف جرينسون طبيبها النفسى للبوليس
أن شيئا
ليس غير عادى لم تكن الحالة كذلك وهما يعرفان هذا أن كل شىء
كان مخالفا للمعتاد.
إن ماريلين مونرو لم تنم مرة عارية أبداً طوال حياتها.. لا ولم تترك
مرة
نور حجرتها مضاء عند النوم والستائر مرفوعة.. كانت لها طقوس خاصة عندما
يحين موعد
النوم.. طقوس لا تتبدل.. تسير عليها حتى ولو كانت تزمع إجراء
مكالمات تليفونية
طويلة عند النوم.. كانت الستائر السوداء العازلة للضوء تماما لابد أن تسدل
كل مساء،
قبل أن تحضر موراى قدح اللبن، وكانت ماريلين تضع «سوتيانا» جديداً - من
مخزون
سوتيانات تحتفظ به فى مكتبها - لكى تحمى ثدييها من الترهل،
وبعد ذلك تأخذ أقراص «كلورال
هيدرات» وتذيبها فى اللبن وتشربه.. وبالطبع كانت هذه الطقوس تشمل استخدام
قناع العين وسددادات الأذن العازلة للصوت.
لم تفعل ماريلين مونرو شيئاً من
هذا الذى اعتادته فى ليلتها الأخيرة.. وواقع الحال الذى وجدت
فيه.. كان يجب أن تدرك
معه يونيك موراى أنها أمام تمثيلية مصطنعة مرتبة للتمويه. وربما كان أفضل
تحقيق
يثير الاهتمام فى قضية ماريلين مونرو، قد قدمته وكالة «تاس» الوكالة
الرسمية
للاتحاد السوفيتى السابق فى الذكرى الخامسة والعشرين لرحيل
ملكة الجاذبية فى عام 1987، فقد نشرت «تاس» مجموعة من التحقيقات التى تتهم مجموعة من أصحاب
النفوذ والقوة
فى هوليوود بالتغطية والتمويه على الحقيقة فى موت ماريلين مونرو، واعتمد
الفريق
الذى أجرى تحقيق تاس الصحفى الذى تكون من خمسة أجزاء على معلومات تفصيلية
أتاحتها
إدارة المخابرات السوفيتية «ك.ج.ب» وخلاصتها كما أعلنت «تاس»:
-
الذى قتل
ماريلين مونرو هو جهاز المخابرات المركزية الأمريكية، لأنها خططت لفضح خطة
أمريكية
سرية لاغتيال فيدل كاسترو.. دكتاتور كوبا.
وفى واحد من أجزاء تحقيق «تاس»
الذى تناول العلاقات الغرامية بين ماريلين مونرو وكل من الرئيس جون كنيدى
وأخيه
روبرت كنيدى، أكد كتاب التحقيق أنهم يملكون الوثائق التى تؤكد وجود هذه
العلاقات،
وكتبوا:
-
أننا لا نستطيع أن نستبعد الحقيقة فى أن عمليات حماية آل كنيدى
قد أدت إلى قتل ماريلين مونرو.
ويؤكد التحقيق الصحفى.. أن هذه الحقيقة لم يبحث
وراءها أحد ولم يتعمقها أحد، وفى يوليو 1962، حدثت ماريلين
مونرو صديقها روبرت
سلاتزر عن عزم المخابرات المركزية الأمريكية «س.أى.أ» على اغتيال كاسترو
بمساعدة
عصابات المافيا وحذرها سلاتزر من أن: «هذا النوع من المعلومات التى تتحدث
بها كفيل
بأن يجعلها تقتل».
كانت ماريلين تدون الملاحظات، حتى لا تنسى معلومات مهمة
قد تحتاجها وهى عادة تعلمتها على يد «بوبى» كنيدى، التى كانت تضايقه جداً
عادة
النسيان التى تستبد بها.. وكانت ماريلين فى تلك الشهور من صيف
عام 1962 قد دونت
الكثير من الملاحظات والمعلومات فى مفكرتها.. عن المخابرات الأمريكية
المركزية، وعن
عصابات المافيا والعلاقة الوثيقة التى تجمع بين النقيضين فى أمر ما أو قضية
واحدة..
وعن إدارة الرئيس كنيدى ووجهة نظرها تجاه كاسترو، تتضمن مؤشرات إلى اتفاق
بين
المخابرات المركزية وعصابات المافيا لاغتيال فيدل كاسترو.
ويؤكد شهود
العيان أنهم رأوا المدعى العام الأمريكى روبرت كنيدى فى بيت ماريلين مونرو
مرة على
الأقل إن لم يكن مرتين فى المساء الذى ماتت فيه.
وفى البرنامج التليفزيونى
الذى قدمته محطة «ب.ب.س» عام 1986 وأنتجه وأخرجه تيد لاندريث
بعنوان «قل وداعا
للرئيس» اعترفت يونيك موراى.. مديرة بيت ماريلين مونرو أخيراً بأن روبرت
كنيدى كان
هناك فى تلك الليلة، بل اعترفت كذلك بأنه قد مرت ساعات، قبل إخطار البوليس
بموت
ماريلين مونرو، حتى يتسنى لبيتر لوفورد ورجال الخدمة السرية أن
يخرجوا روبرت كنيدى
من البيت ويخفوا آثار وجوده.
فى تلك الفترة، لابد أن روبرت كنيدى قد أحس
بالخطر من درجة الغضب العميق فى نفس ماريلين مونرو وهى ترى
علاقتها به تنهار وتصل
إلى نهايتها، كانت تهدد المرة بعد المرة بعقد مؤتمر صحفى لكى تفضح تفاصيل
علاقتها
الغرامية بالرئيس جون كنيدى والمدعى العام روبرت كنيدى. ويبدو بشكل قاطع أن
بعض
العملاء فى الخدمة السرية أو حتى البوليس الفيدرالى «اف.بى.اى»
قد عملوا بالتأكيد
على أن تعطى ماريلين مونرو جرعة واحدة زائدة تقفز بها فوق الحافة إلى الموت.
وقد سأل واحد من مديرى ستوديوهات فوكس الكبار.. الذى يصر على
الموضوعية
والحياد مدع عام أمريكى سابق ينتمى إلى إدارة الحزب الجمهورى وعمل فى ظلها،
عما إذا
كانت جريمة قتل ماريلين مونرو يمكن أن تخطط وتنفذ بواسطة مسئولين حكوميين،
وإجابة
هذا المدعى العام السابق بقوله:
-
كل ما على الرئيس أو المدعى العام أن
يفعله هو أن يظهر سخطه وحنقه على شخص ما ورغبته فى الخلاص منه،
وعلى الفور يفهم
بعضهم الإيحاء.. وينفذ ما يتمناه الرئيس أو المدعى العام، أن عالم السياسة
قد بنى
وقام على أشياء مثل هذه.. وهذه هى نوعية القوة التى تسود وتوجد حقيقة على
ساحة
السياسة.
وقال توماس رودين رئيس البوليس السابق:
-
لو أنك بهذا القرب وهذه الخصوصية مع الرئيس الأمريكى والمدعى
العام الأمريكى مثل ما كانت ماريلين مونرو، واتيح أن تسمع بعض
النقاشات المرتفعة
النغمة، وفى بعض الأحيان، كانت هذه المناقشات من النوع الذى يوصف بأنه سرى
جداً،
فماذا تحتاج لكى تتحول بالفعل إلى عنصر تهديد حقيقى.
وقد سئل رودين عما إذا
كانت ماريلين يمكن أن تتعرض لخطر أكبر وأسوأ بسبب «نوتة» المذكرات التى
كانت تحتفظ
بها وتدون فيها بعض الحوارات مع الأخوين كنيدى، فقال مجيباً: - بكل تأكيد.
أنها
بالقطع تصبح فى خطر مرعب.
ولقد كان روبرت كنيدى هو السبب فى أن تمسك مونرو
بنوتة المذكرات هذه، فما أكثر ما أنبها لأنها تنسى أشياء مهمة كان قد
أخبرها بها..
وكما قال زوج أخته بيتر لوفورد كان روبرت يقول لماريلين: كيف يمكن أن
نتبادل حوارا
حول ما يجرى من أحداث إذا كان لا يمكنك أن تتذكرى التفاصيل».
ووصفت هازل
واشنطن. وصيفة ماريلين فى الاستوديو كيف تم حرق كل دليل فى مدفأة بيت
ماريلين فى
ظهر يوم الأحد، مؤكدة أن كل مجموعة النجمة من المذكرات والأوراق التى تحمل
معلومات
قد تحولت إلى رماد.. وبعد أن انتهى رجال الخدمة السرية، ورجال
بوليس لوس أنجلوس،
ورجال قسم الدعاية فى شركة فوكس من عملهم، لم تبق قصاصة ورق واحدة
فى بيت ماريلين.
ووجدت بعض أوراق ماريلين مونرو طريقها إلى روبرت كنيدى، حيث سلمت له
بعد
أسبوع من موتها.. كان المدعى العام يقص شعره ويهذبه فى البيت الأبيض، وقال
لحلاق
الأسرة «ميكى سونج»:
-
أريد أن أشكرك على تفكيرك الدائم فى العائلة..
وحمايتك الدائمة للعائلة من الأخطار، وبدت
الحيرة والدهشة على وجه سونج وهو يسأل:
-
ماذا تقصد جنابك؟!!
واستمر «بوبى» يقول:
-
هل تذكر
الليلة التى اتصلت بك فيها ماريلين مونرو تليفونيا، ثم فاجأتك بالزيارة
لتطلب
معلومات عنا؟!
وتملك الرعب سونج لأن «بوبى» قد عرف بنبأ هذه الزيارة ولم يزد
على أن قال: - نعم.
وقال روبرت كنيدى:
-
لقد سجلت
لك ماريلين أقوالك على شريط وأنت لا تعلم.. وأفرغت ما قلته فى دفتر مذكرات،
لكن، لا
تقلق بشأن هذا فقط أريدك أن تعلم أن العائلة توجه لك الشكر. وكانت عائلة
كنيدى
مدينة بالشكر أيضاً لمديرة الدعاية الشخصية للنجمة بات نيوكومب..
التى حافظت على
الأسرار.. أسرار ماريلين مونرو وأسرار آل كنيدى أيضاً.. وعلى سبيل العرفان.
لم تلبث
بات نيوكومب أن حصلت على وظيفة فى وكالة الحكومة الأمريكية للمعلومات
مؤخراً
وبتوصية من بات لوفورد وزوجها الممثل بيتر لوفورد.
وتشير كل الدلائل أن
أغلب الوثائق قد حرقت وكل الأسرار والروابط السياسية قد أخفيت، نتيجة تعاون
بين
بيتر لوفورد وستوديوهات فوكس ورجالها.. وقد قال نائب المدعى العام المحلى
مايك
كارول:
-
كان لوفورد ضالعا مع الاستوديو فى الأحداث التى أعقبت موت
ماريلين
مونرو.. وبالطبع هذا النوع من التآمر موجود ومستمر فى هوليوود منذ عشرات
السنين.
لقد كان الهدف الرئيسى لبيتر لوفورد أن ينشر سحابة من الدخان للتعمية
حتى
يتمكن روبرت كنيدى من العودة إلى مقر عائلته فى سان فرنسيسكو، قبل أن يبلغ
نبأ موت
ماريلين مونرو للبوليس.
صباح الخير المصرية في
14/12/2010 |