من الأراضى المقدسة عاد النجم أحمد عز بعد أن أدى فريضة الحج ليبدأ
فوراً تصوير أحدث أفلامه «٣٦٥ يوم سعادة» متفائلاً بـ«روحانية» الرحلة.
«عز» الذى غير جلده فى التجربة الجديدة، وخرج من
إطار الأكشن والتشويق، الذى اشتهر به منذ «ملاكى إسكندرية» وحتى «بدل فاقد»
مروراً بالعديد من التجارب المهمة «الرهينة» و«الشبح» و«مسجون ترانزيت»،
تحدث مع «المصرى اليوم» عن تفاصيل التجربة الجديدة.
■
لماذا اخترت فيلم «٣٦٥ يوم سعادة» ؟
- خلال الفترة الماضية قدمت أفلام التشويق والإثارة والأكشن، لكنى من
النوع الذى يرفض التخصص فى منطقة واحدة، وأسعى للتنوع وتقديم مختلف
الألوان، وأثناء بحثى عن فكرة جديدة مختلفة عرض علىّ يوسف معاطى سيناريو
فيلم «٣٦٥ يوم سعادة»، فوجدت نفسى فيه، وتحمست له، وأكثر ما أعجبنى فيه أنه
مكتوب بشكل كوميدى، ولا يعتمد على الإفيهات فقط، بل حدوتة «تقدر تحكيها»
وهذا ما شدنى، كما وجدت فيه نوعاً من التغيير الذى أحتاجه.
■
تناقلت الصحف خلال الفترة الأخيرة أخباراً عن أنك تستعد لأعمال أخرى منها
مثلا «الظواهرى»، الذى نشرت بالفعل صورة لك بماكياج وملابس الشخصية؟
- كنت بالفعل أستعد لـ«الظواهرى» وكان هناك مشروع آخر لتقديم فيلم
كوميدى، لكنى «اتشديت» لكتابة يوسف معاطى، الذى أراه من أفضل كتاب
الكوميديا فى مصر فى الفترة الحالية.
■
الفيلم ليس كوميدياً فقط، وإنما به جرعة من الرومانسية قد يرى البعض أن
السوق السينمائية لا تتحملها حالياً فى ظل طغيان الكوميديا والأكشن؟
- أى فيلم مصنوع بشكل جيد على مستوى الصورة، وتتناغم فيه وبداخله
عناصر التمثيل والإخراج ويحترم الجمهور ويمكنه المنافسة، وعندما قدمت
«ملاكى إسكندرية» و«الشبح»، كنا متخوفين، لأننا كنا نقدم للسوق، لأول مرة،
أفلاماً من نوعية «التشويق»، ورغم التخوفات نجحا، بل «فتحا سكة» لتقديم
تنويعات عديدة عليهما، ومن وجهة نظرى من المهم أن تقدم عملاً متقن الصنع،
وليس شرطاً أن يكون تقليداً لأعمال أو أفكار أخرى كى يحقق النجاح.
■
ما أهم العوامل التى تجذبك للموافقة على العمل السينمائى؟
- السيناريو أهم عنصر، ثم المخرج وشركة الإنتاج، التى تنفق على العمل،
وكل هذه العوامل فى النهاية منظومة واحدة لا يمكن أن تغفل دور أحدها، ولا
بد أن يكون كل منها يتسم على الأقل بالحد الأدنى من الاحترام فى كل شىء
«أحترم المشاهد»، فلو كان الورق جيداً والمخرج سيئاً ستحدث مشكلة والعكس.
■
لماذا استغرق كل هذا الوقت للإعداد لفيلم «٣٦٥ يوم سعادة»، وهل طلبت
تعديلات على السيناريو؟
- منذ أن عرض علىّ سيناريو الفيلم لم تكن لدى أى تعليقات، لكن أقول
رأيى للمخرج ولجهة الإنتاج، وأنا من النوع الذى يفضل الانتهاء من جميع
التفاصيل قبل بداية التصوير، لأنى لست من الممثلين، الذين يحفظون
السيناريو، بل أفضل أن أشرب الدور وأعيشه، وعندما نتحدث فى كل تفصيلة تبدأ
الشخصية تتغلغل بداخلى.
■
وكيف رسمت ملامح الشخصية، التى تقدمها سواء الشكل أو الصوت أو الملابس، وهل
يتدخل فى رسمها المخرج والمؤلف؟
- الشكل آخر بند فى الإعداد للفيلم، فأثناء التحضير للشخصية أفكر فى
ملامحها الداخلية، وكيف تتصرف فى المواقف المختلفة، وهناك تفاصيل كثيرة
نناقشها قبل الاستقرار على الشكل الخارجى، فالغلاف النهائى يستلزم الكثير
من الخطوات قبله، وبالتأكيد هناك رأى للمخرج والمؤلف طالما وثقت بهما
وبرؤيتهما للعمل.
■
بصراحة، هل تخوفت من التعاون مع سعيد الماروق فى أولى تجاربه الإخراجية؟
- لم أتخوف، لأنها ليست المرة الأولى التى أتعاون فيها مع مخرج فى
أولى خطواته، فقد سبق أن عملت مع كاملة أبوذكرى فى «سنة أولى نصب»، ومع
أحمد علاء فى «بدل فاقد»، كانا على أعلى مستوى ولهما فضل كبير فى مسيرتى،
كما أن «سعيد» ليس بعيداً عن السينما، فقد سبق أن اشتغل فى فيلم أمريكى،
ولديه الحد الأدنى من التفاصيل والاحترافية، وما شجعنى أكثر أنه متحمس،
ويسعى لتقديم عمل جيد ومتميز، وهو ما يجعلنى أشعر بالاطمئنان، وهناك دائماً
حماس العمل الأول، وهناك أيضاً قدر من الاحترام والالتزام، وأتمنى أن نكسب
مخرجاً جديداً.
■
هل التفاهم الذى يسيطر على فريق العمل ينعكس على مستوى الفيلم الجديد؟
- بالتأكيد.. العمل الفنى مثل فريق الكرة لا يصح أن يكون المهاجم أو
«البطل» جيداً، بينما باقى الفريق سيئ أو العكس، كل عنصر له أهميته وله
احترام واهتمام، وعندما يكون هناك إنسجام يظهر على الشاشة.
■
تردد أنك تدخلت فى اختيار كاست فيلمك الجديد؟
- رأيى استشارى فقط، وعقب الاتفاق على عمل جديد وتعاقدى عليه، لا بد
أن أحترم قاعدة أن المخرج هو صاحب القرار النهائى لأنه قائد العمل.
■
لماذا إذن كان إصرارك على دنيا سمير غانم؟
- والله لو كان هذا ما قيل فإنه يسعدنى، لكن «دنيا» لم تكن اختيارى
بمفردى، بل اتفق على ترشيحها المخرج والمؤلف، ودنيا ممثلة موهوبة ومختلفة،
وأتمنى أن يكون الفيلم «قدم سعد» عليها.
■
لماذا تختار دائماً صلاح عبدالله ليكون إلى جوارك فى معظم أعمالك؟
- صلاح عبدالله ممثل يسعدنى أن أعمل معه فى كل أفلامى وليس معظمها
فقط، فهو يلبس الشخصية بشكل متميز، وعلى المستوى الإنسانى أحبه جداً، فهو
إنسان مريح متصالح جداً مع نفسه، ويبذل كل ما فى وسعه لصالح العمل، كما
تشارك فى الفيلم مجموعة من الممثلين الموهوبين، منهم شادى خلف الذى فاجأنى
بأدائه، وسعيد بالتعاون معه، لأنه مجتهد وملتزم، وهذه سمة وجدتها فى كل
المشاركين فى الفيلم مثل مى كساب، وفى النهاية أتمنى أن يحوز الفيلم إعجاب
الجمهور.
■
تردد أنك خضعت لريجيم قاسٍ من أجل الفيلم؟
- إطلاقاً، لكنى دائماً أبدأ أى فيلم بشكل وأنهيه بشكل آخر من كثرة
التفكير والضغط أثناء التصوير.
■
الفيلم هو الأول لك مع شركة «أرابيكا»، فهل شعرت بالارتياح معها؟
- «أرابيكا» شركة محترمة جداً، متواجدة فى السوق بشكل قوى ومكثف، ولم
يبخلوا على الفيلم بأى شىء من ناحية إمكانيات التصوير، ولدينا فى الفيلم
مشاهد كثيرة مكلفة جداً أحدها يوم مكلف جداً، لأن المخرج طلب تصوير أحد
المشاهد فى أهرامات الجيزة بعد إضاءتها، وأتمنى أن أكرر التجربة معهم فى
أفلام أخرى، ولو عرض علىّ محمد ياسين سيناريو جديداً سوف أوافق على الفور،
لأنى لم أر منهم غير كل تقدير واحترام، وبشكل عام أنا ممثل ليس لديه طلبات
غير أن العمل الفنى يخرج بأفضل شكل ممكن، وعمرى ما كان لدى مشاكل مع شركات
الإنتاج منذ أن بدأت.
■
ما صحة وجود مشروع سينمائى يجمعك بأحمد السقا عنوانه «المصلحة»؟
- هو بالفعل مشروع قائم من إخراج ساندرا، وإنتاج وائل عبدالله، وأتمنى
أن يتحول إلى واقع، لأنى أحب السقا على المستويين الشخصى والفنى، وأعتقد
أنه سيكون شيقاً، وكواليسه «حلوة».
المصري اليوم في
13/12/2010
مهرجان سالونيك..
عودة ميلودراما الواقع.. وتجربة إسرائيلية
-
فلسطينية عن «القهوة»
رسالة سالونيك
رامى عبدالرازق
تزامن انعقاد الدورة الواحدة والخمسين لمهرجان سالونيك الدولى فى
اليونان مع انعقاد الدورة الرابعة والثلاثين لمهرجان القاهرة والدورة
العاشرة لمهرجان مراكش الدولى، وبالتالى نحن أمام حالة نشاط سينمائى على
الساحة الدولية والإقليمية تزيد من الحاجة إلى التنسيق المدروس والمتابعة
الرصينة حتى يمكن الاستفادة من هذه الاحتفاليات الثقافية التى تتخذ من الفن
السابع ساحة للحوار الإنسانى والفنى بين الشعوب.
تأتى أهمية مهرجان سالونيك بين المهرجانات الأوروبية العديدة فى أنه
مهرجان صاحب تاريخ طويل، فقد احتفل العام الماضى بدورة اليوبيل الذهبى
(الخمسين)، كما أنه يضم ضمن فعالياته ما يشبه المهرجان القومى، يعرض فيه
أغلب إنتاجات السينما اليونانية الروائية خلال عام كامل، سواء فى مجال
السينما الطويلة أو القصيرة أو التحريك، وتصل هذا العام إلى ٢٢ فيلماً
روائياً طويلاً وعشرات الأفلام القصيرة، وبذلك يتيح المهرجان فرصة للضيوف
لمتابعة الإنتاج المحلى-وكأنه يعرض دوليا- كما يتيح فرصة للجمهور اليونانى
أن يشاهد إنتاج سينماه المحلية ويشجعها، وهو ما حدث بالفعل، فقد امتلأت
القاعات عن آخرها بالجمهور، الذى لم تعقه الأزمة العالمية أو المحلية التى
تواجهها اليونان من أن يدفع «٦ يورو» لكل عرض، رغم أنه سعر يزيد على سعر
تذكرة العام الماضى، ولكنه يقل بالطبع عن سعر تذكرة السينما العادية وهو «٩
يورو»، حيث يحاول المهرجان بذكاء خلق عامل جذب مادى للجمهور من خلال تخفيض
أسعار تذاكره.
كما يضم المهرجان برنامجاً إقليمياً بعنوان «مختارات من سينما
البلقان» يعرض ٢٢ فيلما، منتقاة من مختلف دول البلقان وأغلبها أفلام حصلت
على جوائز أو مشاركات فى مهرجانات دولية، ربما أهمها الفيلم البوسنى «سيرك
كولومبيا» للمخرج دانيس تانوفيتش حيث لا تأتى أهمية المهرجانات سوى من
قدرتها على صياغة برامج تحتوى على أفلام جيدة من ناحية وتمثل جزءاً من
الطرح الثقافى السينمائى من ناحية أخرى، سواء على المستوى المحلى أو
الإقليمى وقبل حتى المستوى الدولى.
أما المسابقة الدولية، فضمت ١٦ فيلما من اليونان ومصر وكردستان العراق
وألمانيا ورومانيا وفرنسا وتركيا وأمريكا والنرويج وبولندا، وهو اختيار
يعكس تنافساً على مستوى المدارس السينمائية المختلفة التى تمثلها تلك
الدول، وشاركت مصر بفيلم «ميكروفون» للمخرج الشاب أحمد عبدالله بعد مشاركته
العام الماضى بفيلم «هليوبوليس»، أما العراق فشارك بفيلم «ماندو» أو «منهك»
من إخراج إبراهيم سعيدى وهو مخرج كردى إيرانى، ولكن جنسية الفيلم محسوبة
على جهة تمويله وهى كردستان العراق، وشاركت اليونان كدولة مضيفة بفيلمين
هما «اتنبرج» للمخرجة أثنيا راشيل تسنجارى و«أفينو» للمخرج أرى بافالوكا.
وبمناسبة مشاركة العراق بفيلم من إخراج إيرانى، تجدر الإشارة إلى أن
المهرجان يكرم هذا العام المخرج العراقى الشاب محمد الدراجى من خلال برنامج
دائرة الضوء حيث يتم عرض الأفلام الأربعة التى أخرجها وهى «أحلام» و«اسمى
محمد» و«العراق حب وحرب، رب وجنون» وأخيرا «ابن بابل»، الذى عرض خلال
مسابقة الأفلام العربية لمهرجان القاهرة فى نفس الوقت.
كذلك عرض المهرجان من خلال برنامج عرض خاص الفيلم الجديد للمخرج
البريطانى كين لوتش «جزر أيرلندا» الذى يتحدث فيه عن اغتيال أحد عناصر
المرتزقة البريطانية فى العراق على يد شركة المرتزقة التى يعمل بها، نتيجة
لأنه أراد فضح عمليات قتل المدنيين الأبرياء فى شوارع بغداد، حيث تعمل تلك
الشركات على تأمين المصالح الأجنبية هناك، وهو فيلم يعكس الموقف السياسى
لهذا المخرج الكبير بشكل شديد القوة والجمال السينمائى.
وإلى جانب كين لوتش، هناك الفيلم الجديد لمواطنه دانى بويل «١٢٧ ساعة»
وفيلم «ثلاثة» للمخرج الألمانى صاحب «لولا» و«العطر» توم تويكر، وهو فيلم
فلسفى يعتمد على الكوميديا السوداء فى تناوله للعلاقة بين الرجل والمرأة فى
العصر الحديث.
وضمن عروض برنامج آفاق مفتوحة، عرض الفيلم الإسرائيلى-الفلسطينى «قهوة
حلوة بين الواقع والخيال» وهو تجربة غريبة من إنتاج جامعة تل أبيب، تقوم
على الجمع بين ثمانية مخرجين، أربعة من فلسطين وأربعة من «إسرائيل» لصناعة
٨ أفلام قصيرة ضمن فيلم واحد طويل يتمحور جميعها حول القهوة «العربية» تحت
دعوى إذابة الفوارق والسلام بين «الشعبين»، ويتخذ الفيلم من بيت شعر لمحمود
درويش حول القهوة تيمة له، وتأتى غرابة الفيلم، وخطورته فى نفس الوقت، من
أنه يمزج ما بين الهوية اليهودية الإسرائيلية والهوية العربية من خلال
البحث عن عنصر مشترك بينهما عبر التاريخ الاجتماعى والإنسانى وهو القهوة
العربى، وهو مزج غير علمى وغير سليم أنثروبولوجيا، كما أن أغلب الأفلام
جاءت ركيكة، مفتعلة وسطحية ولم يحقق هذا الفيلم أى إقبال يذكر.
من الممكن إساءة الظن بإدارة المهرجان لقبولها اشتراك هذا الفيلم ولكن
العقلية الأوروبية تنظر للقضية الفلسطينية من وجهة نظر تختلف كثيرا عن
العقلية العربية فى عمومها بل قد يبدو هذا الفيلم من وجهة نظرهم جزءاً من
عملية حوار الثقافات أو مد الجسور التى تبدو واضحة بشكل كبير خلال أغلب
الأفلام المختارة فى البرامج الأساسية للمهرجان، خاصة المسابقة الدولية
وآفاق مفتوحة، فالفيلم الرومانى «مورجن» أو «غداً صباحا» للمخرج ماريان
كاريسان يتحدث عن محاولة فلاح رومانى طيب القلب معاونة رجل تركى على الهرب
إلى ألمانيا عبر الحدود، رغم أن كلاً منهما لا يعرف لغة الآخر، وتنشأ صداقة
عميقة بين الرجلين تلقى بإنسانيتها على قضية الحدود بين الدول الأوروبية
والتى يردد الجميع أنها تلاشت بعد تأسيس الاتحاد الأوروبى، ولكنها لاتزال
موجودة بين الشعوب.
فكرة وجود لغة إنسانية مشتركة بديلا عن اللغات التى تخلق جهل الشعوب
ببعضها، نجدها حاضرة بشدة فى الفيلم الأمريكى «الحجر الصغير» من إخراج ميكى
أووت، حول الأخوين اليابانيين، الشاب رينتاروا والفتاة أتسوكو واللذين
يذهبان لأمريكا كنوع من السياحة العائلية لزيارة المدينة، التى كان يعيش
بها جدهما فى سان فرانسيسكو إبان الحرب العالمية الثانية، ولكن الفتاة التى
لا تعرف حرفا إنجليزيا تدخل فى علاقة مع شاب أمريكى أحمق يقيم فى مدينة
صغيرة على الطريق حيث يقع فى حبها بينما تقع هى فى حب شاب آخر وتترك أخاها
وتستقر فى تلك المدينة، وتعمل مع الشاب الأحمق فى مطعم والده وتصبح زميلة
لرجل مكسيكى لا يتحدث الإنجليزية هو الآخر لتبدأ سلسلة من المواقف تشكل
رؤية الفيلم لفكرة رفض الآخر أو قبوله.
وباستثناء أفلام قليلة فى المسابقة الدولية، ثمة حالة من العودة
للميلودراما تسيطر على أمزجة صناع السينما حول العالم، خصوصا من أوروبا،
ربما كان سببها الأزمة العالمية حيث تعيد أفلام كثيرة داخل المسابقة إنتاج
التيمات الميلودرامية الشهيرة مثل تيمة المراهقة اللعوب التى تدمر حياة
أسرة متماسكة، انتقاما لأمها من القاضى الذى حكم عليها بالسجن فى الفيلم
الفرنسى «الشر الجميل» إخراج أوليفر كوزمك، أو تيمة عودة الابن الضال
للمدينة التى خرج منها تاركا أباه وجذوره الاجتماعية من أجل أن يعيش فى
العاصمة ويحقق ذاته، أو فيلم «ليمبو» النرويجى للمخرجة ماريا سودهيل حول
الزوجة التى تذهب للحياة مع زوجها فى أمريكا اللاتينية لتفاجأ بأنه على
علاقة بامرأة أخرى.
ربما كان أهم ما أعلنته إدارة المهرجان هذا العام أن الدورة القادمة
«٢٠١١» سوف تكون تحت عنوان «أوروبا والشرق» حيث من المتوقع أن يكون للسينما
العربية نصيب كبير فى المشاركة خلالها عبر مختلف الفعاليات.
المصري اليوم في
13/12/2010
فيلمه "ميكروفون" ينافس على جائزة "المُهر" في دبي
خالد أبو النجا.. مغامر رفض مقاطعة الجزائر وأيد البرادعي
طارق الشناوي -
mbc.net
وكأن هناك توافقًا بين تلك النوعيات من الأفلام التي دأبنا على أن
نطلق عليها أفلامًا مستقلةً وحالة النجم خالد أبو النجا. وهكذا وجدناه قبل
عامين مشاركًا بأجره في فيلم "هليوبوليس"، ولا يكتفي فقط بأداء دور البطولة
في الفيلم الذي كتبه وأخرجه أحمد عبد الله.
ويكرر المحاولة مرةً أخرى هذا العام مع فيلم "ميكروفون" الذي حصد
جائزتَيْن متتاليتَيْن: "التانيت" الذهبي لقرطاج، ثم جائزة أفضل فيلم عربي
من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي. والفيلم يشارك حاليًّا في مهرجان دبي،
وينافس بقوة على جائزة "المُهر" الذهبي لأفضل فيلم عربي.
خالد أبو النجا دخل البيت المصري والعربي في البداية مقدمَ برامج
تليفزيونية من خلال قناة "النيل للمنوعات" في التليفزيون المصري قبل نحو 10
سنوات. والصدفة لعبت دورًا في التحاقه بالعمل مذيعًا؛ حيث إنه كان قد
تقدَّم إلى مكتب المخرج يسري نصر الله للاشتراك في فيلمه "المدينة"؛ وذلك
لأن يسري كان يبحث عن وجوه جديدة.
وعلم أبو النجا أن نصر الله في مبنى التليفزيون؛ حيث تُعقَد لجنة
الاختبار، واكتشف عند إعلان النتيجة أن يسري كان من بين أعضاء اللجنة التي
شكَّلتها المذيعة سلمى الشماع رئيسة قناة "المنوعات" عند بداية إنشائها
لاختيار عدد من المذيعين الجدد للقناة، ثم انطلق من خلال هذه الصدفة للعمل
مذيعًا في التليفزيون المصري وفي عدد من القنوات العربية، وحقَّق نجاحًا
لافتًا في العديد من البرامج، وبعد ذلك صارت السينما ملعبه المفضَّل.
مغامر لا نجم شباك
لم يَصِرْ خالد أبو النجا نجمَ شباك بالمعنى الحرفي للكلمة، أي لم
يَصِرْ اسمه كافيًا لكي يجذب الجمهور إلى دار العرض. افتقاده تلك الجاذبية
بالتأكيد جانب سلبي، إلا أن الوجه الإيجابي أنه يتمتع بقدرة أوسع على
الاختيار لا تتاح للنجوم الذين صاروا نجومًا للشباك؛ فهم عادةً يترددون في
الإقدام على أية مغامرة فنية؛ لأن الجمهور ربما يحجم عنها، ولهذا يفضِّلون
تقديم العمل الفني المتعارف عليه؛ حتى يضمنوا أن يظل أجرهم في ارتفاع؛
نظرًا لأن شباك التذاكر الذي يحققونه أيضًا في ارتفاع.
وهكذا مثلاً تكتشف أن فيلم مثل "في شقة مصر الجديدة" عرضه المخرج محمد
خان على أغلب النجوم فرفضوه تباعًا، وكان السبب الأول هو خوفهم ألا يحقق
الفيلم إيرادات.
لكن خالد أبو النجا وافق. ولأن أجره ضئيل بالمقارنة بهؤلاء النجوم فإن
المعادلة الإنتاجية تنضبط.. حدث هذا الأمر كثيرًا، مثل فيلم "مواطن ومخبر
وحرامي" لداود عبد السيد؛ شارك فيه بعد اعتذار أكثر من نجم، وهو واحد من
أفضل ما قدَّمته الشاشة المصرية في السنوات العشرة الأخيرة.
مثلاً، في أغلب أفلام جهاز السينما التابعة لوزارة الإعلام المصرية،
تكتشف أن البطولات أسندت إليه، وآخرها "واحد صفر" إخراج كاملة أبو ذكري،
الحاصل على العشرات من الجوائز.
خالد ليس نجمًا للشباك، لكنه بمراهناته الفنية أحال هذا الضعف إلى
إحدى نقاط قوته؛ لأن من حقه أن يختار الانحياز إلى الفكر السينمائي
الجديد!!.
مواقف سياسية جريئة
خالد فنان له موقف؛ فهو استقبل د. محمد البرادعي في مطار القاهرة في
مطلع هذا العام، وزاره في فيلته، وأعلن أنه مؤمن بأفكاره السياسية من أجل
ضمان تحقيق الديمقراطية، رغم أننا تعودنا في العالم العربي على أن الفنان
عادةً يتوافق سياسيًّا مع السلطة؛ لا يحيد عن أفكارها خوفًا على مصالحه.
لكن خالد أبو النجا امتلك الجرأة، وأعلن تأييده البرادعي مع عددٍ
محدودٍ جدًّا من الفنانين الذين استطاعوا أن يتجاوزوا مصالحهم الصغيرة،
وكان له موقفه في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي قبل الأخير في العام
الماضي 2009 في مثل هذه الأيام، عندما اشتعلت حملة الغضب في النقابات
الفنية، وأصدروا بيانات تحذر من التعامل مع كل ما هو جزائري، وبعض النجوم
أعادوا إلى السفارة الجزائرية بالقاهرة الجوائز التي حصلوا عليها من مهرجان
وهران السينمائي، مثل شريف منير، وبعضهم أعلن ذلك حتى لا تفوته فرصة لتأكيد
أنه يشارك في الغضب، لكنهم في حقيقة الأمر لم يُعيدوا الجوائز، مثل يسرا
وليلى علوي اللتين وقفتا تحت سفح الهرم معلنتَيْن الغضب، وبعد ذلك أنكرت
يسرا أنها أخذت موقفًا ضد دولة الجزائر، رغم أن كل أجهزة الإعلام تناقلت
وقفتها الاحتجاجية.
بينما نجد خالد أبو النجا كان متسقًا مع نفسه؛ لم يجر وراء هذا التيار
المنفلت، بل وقف بقوة ضده، وأصدر بيانًا مشتركًا مع عدد من الفنانين
المصريين ضد تلك الرؤية القاصرة لاتحاد النقابات الفنية المصرية ولشركات
سينمائية ولغرفة صناعة السينما التي طالبت بمقاطعة دولة الجزائر ثقافيًّا
وإعلاميًّا!!.
في السنوات الأخيرة، صار أبو النجا هو الوجه الأكثر حضورًا في
المهرجانات عضوَ لجنة تحكيم، ربما له عشر مشاركات في هذا العام فقط، وهذا
يعتبر تقديرًا أدبيًّا وفكريًّا لهذا الفنان الذي تجاوز دوره ممثلاً
موهوبًا لكي يصير فنانًا له وجهة نظر ومواقف جريئة في الفن وفي السياسة!!.
(*) ناقد مصري، والمقال يعكس وجهة نظره.
الـ
mbc.net في
13/12/2010 |