يطلق عليها «تفاحة السينما المصرية»، لتجددها الدائم في تقديم أدوارها، كما
قدمت الكثير من الأدوار مع عمالقة الفن المصري، وللعام الثاني على التوالي
قدمت فكرة جديدة من خلال مسلسلين مكونين من خمس عشرة حلقة تحت اسم «حكايات
وبنعيشها» بعد أن حقق الجزء الأول منه نجاحا، مما دفعها لتقديم الفكرة من
جديد، ليحقق الجزءان نجاحا كبيرا بشهادة النقاد والجمهور.. وكان لـ«الشرق
الأوسط» هذا اللقاء مع الفنانة ليلي علوي للوقوف معها على تفاصيل حكايتها
مع الدراما، وعن مشروعها المقبل، وعن ابتعادها عن السينما.
·
ماذا عن تكريمك في مهرجان
القاهرة السينمائي؟
- بالفعل سيتم تكريمي بالمهرجان في دورته الرابعة والثلاثين، ويعتبر من أهم
التكريمات، فمهرجان القاهرة السينمائي من أهم المهرجانات العربية وأعتبر
تكريمي ثمرة مشواري الفني الطويل، ووساما على صدري وشرفا كبيرا، وسعدت
باختياري ضمن المكرمين.
·
هل تفكرين في استكمال سلسلة
«حكايات وبنعيشها» في رمضان المقبل؟
- أنا الآن في مرحلة الاستجمام بعد أربعة أشهر من العمل المتواصل، وما زلت
أجني نجاح الجزء الثاني من «حكايات وبنعيشها»، الذي ظهر نجاحه أكثر هذا
العام، بوجود أعمال فنية مشابهة له، وأنا لم أستقر حتى الآن على الشكل
النهائي الذي سأقدمه لرمضان المقبل، سواء أكمل الحلقات أو أقدم عملا ثلاثين
حلقة أو سباعية، فأنا دائما أسعى للاختلاف في تقديمي للمواضيع، وهذا ما
يدفعني لقراءة كل ما يقدم إلي من أفكار وسيناريوهات.
·
هل تقصدين أن بعض الفنانات قمن
بتقليدك في أعمال مشابهة لفكرتك؟
- أنا لا أعتبره تقليدا تماما، وأنا لست صاحبة الفكرة من البداية، وهي فكرة
قديمة جدا في الدراما المصرية، أتذكر أنه قام بها من قبل الفنان وحيد حامد،
واتجاه الفنانات إلى هذه الأعمال يدل على نجاحي، وأنني على حق، وأنا سعيدة
بنجاح التجربة وانتشارها مرة أخرى، فالفكرة موجودة منذ فترة طويلة
والاختلاف أن الشكل «المودرن» والتكنيك العالي من حيث الصورة و«اللوكيشن»
والإضاءة.
·
كيف اخترت حكايات هذا العام؟
- قدم لي أكثر من عشر أفكار، بدأت أختار منها فكرتين، فكنت أبحث عن الجديد
من حيث الفكرة والتناول، ووجدت أن «كابتن عفت» و«فتاة الليل» فكرتان لم
تتناولهما الدراما من قبل، وهو ما شجعني على تقديمهما، وبدأت تظهر كيمياء
بيني والكاتبين حازم الحديدي ومحمد رفعت، وظهر التواصل بيننا، وهو ما
ساعدنا على الاستقرار على هاتين الشخصيتين.
·
كيف يتم الفصل بين شخصيتين
مختلفتين تماما أثناء التصوير؟
- هذا هو صميم عمل الممثل، وهو كيفية الفصل بين الشخصيات، وفي وقت قصير،
والموضوع فعلا مجهد، ولكني أستطيع التعامل مع هذا الأمر، وهو أمر قدمته من
قبل العام الماضي في الجزء الأول من الحكايات، واستطعت أن أقدم مواضيع
مختلفة تماما.
·
لماذا فكرت في تقديم شخصية مدربة
رياضية، خاصة أن المجتمع العربي لا يوجد به الكثير من المدربات؟
- الصعب في الموضوع أنها إنسانة ولها حياتها الطبيعية، بالإضافة إلى أن
مجال عملها يحتكره الرجال، والموضوع لم يكن شخصية عفت، ولكن فيه محاور
كثيرة، ويحمل مضمونا كبيرا، وحبي لكرة القدم هو ما كون لدي معلومات كثيرة
عن الرياضة وسهل لي الأمور كثيرا، وبالمناسبة أنا كنت ألعب كرة القدم أثناء
الدراسة.
·
كيف دار الحديث بينك وعفت على
الورق؟
- عندما قرأت الورق حاولت الوصول إلى حياتها وأدق تفاصيلها حتى عندما كانت
صغيرة وكيف تتعامل مع المحيطين، وأثناء زواجها وبعدما أصبحت أرملة، وحاولت
أن أجمع الكثير من التفاصيل حول الشخصية، وبدأت متابعة المدرب، وكيف تكون
ردود فعله إزاء الخسارة وأثناء التمرين وأثناء المباراة، وطريقة حديثه مع
اللاعبين، وكنت آخذ هذه المعلومات لأقدمها من خلال شخصية امرأة.
·
قيل إنك استعملت جماهيرية كرة
القدم في تقديم عمل درامي.
- لم يحدث ذلك، فالموضوع لا علاقة له بكرة القدم وكواليسها، والفكرة ليست
شخصية عفت كمدربة كرة قدم، فالمسلسل عموما لا تدور أحداثه في كواليس عالم
كرة القدم، وإنما قدمنا النادي هنا كنموذج للمجتمع الذي يقسو على الطبقة
المتوسطة ويطحنها لتذوب في الطبقة الدنيا، وهو في رأيي أشد الأخطار التي
تتهدد المجتمع.
·
وهل تعتقدين أن عمل مدربة
اللياقة البدنية في مجال كرة القدم مناسب للمرأة؟
- جميع المهن أصبحت تناسب المرأة خاصة في العصر الحديث، فلم يكن يتوقع أحد
من قبل أن نرى المرأة تقود التاكسي أو تعمل في مجال الجزارة أو المهن
اليدوية، وأعتقد أن مجال التدريب في العالم اقتحمته المرأة، ولم تعد هناك
حساسية وتفرقة بين الرجل والمرأة، والآن لدينا في مصر فريق كرة قدم نسائي،
ومن المناسب أكثر أن تقوم مدربة بالتعامل معهن، فأعتقد أنها ستكون أكثر
تفهما لظروفهن، كما أن المرأة لها قدرة على التحمل والصبر.
·
من صاحب ترشيح الفنان السوري
عابد فهد؟
- أنا من قمت بترشيحه، وسعيدة جدا بهذا، فقد راهنت عليه وهو بالفعل أجاد
تقديم الدور بشكل كبير، وقدم اللهجة المصرية بطريقة صحيحة، وهو فنان قادر
على التقمص، والمشاهد التي جمعتنا تعتبر مشاهد رئيسية في العمل، وشعرت
براحة كبيرة في العمل معه.
·
هل كانت النهاية غير المتوقعة
لفتاة الليل مقصودة؟
- الكاتب حازم الحديدي كان يقصدها تماما، فالمفاجأة كانت الأهم، وهي
الرسالة من العمل، وقصدنا أن نقول «لا يوجد عفريت إلا البني آدم»، وكانت
النهاية غير متوقعة، حيث ظن الجميع أنها عفريت، ولكنهم وجدوها في النهاية
إنسانة عادية، والعمل كان رعبا اجتماعيا كوميديا، وأيضا يحمل طابع الأكشن،
ولم نكن نحتاج إلى الجري والضرب والتكسير، والاختلاف كان في التركيز على
المشاعر والأحاسيس، وهو قالب جديد على الدراما المصرية.
·
هل أقلقك تقديم عليا «فتاة
الليل»، خاصة أنها مختلفة في شكلها؟
- بالطبع كنت قلقلة جدا، فالشكل كان أيضا مختلفا عن المتعارف عنه، بالإضافة
إلى الصراعات الكثيرة بداخلها، ففجأة تضحكنا، ومرة أخرى تخيفنا وأوقات
كثيرة تعاني من معاملة زوجها.
·
وأي العملين أجهدك أكثر..
«الكابتن عفت» أم «فتاة الليل»؟
- الأمر كان مختلفا تماما، ففي «الكابتن عفت» كانت عبارة عن حقائق لا يمكن
التحريف فيها، وهناك جمهور كبير بسبب شعبية الكرة في العالم ككل، ولا ينفع
أن أحيد عنها، ولكن «فتاة الليل» كان التركيز على المشاعر والأحاسيس، وكانت
أصعب جدا، وكل شخصية منهما تحمل معاني مختلفة ولها مجهود خاص، ولا أستطيع
أن أحدد أيهما كان أصعب.
·
هل بالفعل تعاقدت على تقديم
السيرة الذاتية للسيدة «روزاليوسف»؟
- بالفعل تعاقدت على تقديم قصة حياة الراحلة روزاليوسف، والمسلسل من تأليف
ريهام حداد، ولكن العمل كبير جدا ويحتاج إلى تجهيزات كثيرة، وما لفت نظري
للشخصية وجعلني أوافق عليها من دون تردد أنها امرأة قوية إلى أقصى حد،
واجهت كل الصعاب بشجاعة وصلابة وشموخ وكبرياء، وضحت بكل ما تملك من أجل
مبادئها، وانتصرت دائما بعزيمتها وإصرارها، ولها مواقف سياسية وفكرية
عظيمة.
·
وماذا عن حالة الخصام بينك
والسينما؟
- إطلاقا.. ليس هناك خصام، وأنا أتحرك بمعدل جيد جدا، هناك الكثير من
السيناريوهات التي أقرأها الآن، ولكن الوقت بالنسبة لي هو السبب الأساسي،
فأنا أعمل أربعة أشهر فقط في السنة والباقي لأولادي وزوجي، وأنا لم أخاصم
السينما، وكل ما في الأمر أن اختياراتي باتت تحكمها قواعد أصعب، بحكم
الخبرة، والموقع الذي وصلت إليه عند الجمهور، وآخر أعمالي كان «ألوان السما
السبعة» قبل نحو عامين.
·
هل تقبلين العمل مع نجوم الشباب
في دور ثان في الوقت الحالي؟
- أنا طوال مشواري السينمائي وأنا مؤمنة بالعمل الجماعي، ولا يهمني أن أكون
بطلة وحيدة في العمل، ولست فنانة معقدة، ويهمني في المقام الأول الدور،
وماذا سيضيف إلى رصيدي الفني، وعلى الرغم من أنه لم يعرض علي حتى الآن،
فإنني سأقيم التجربة على حدة في ظل المعايير التي أضعها لنفسي.
·
لماذا لم نرك في البرامج التي
يقال عنها برامج الصراحة؟
- أنا أظهر في برامج كثيرة، ومعروف عني الصراحة الشديدة، ولكني أرفض برامج
النميمة، وأنا لا أحتاج لمثل هذه البرامج، ولا توجد لدي أي خطوط حمراء،
وحياتي كتاب مفتوح للجميع.
·
هل تابعت الأعمال الرمضانية؟
- بحكم سفري خلال هذه الفترة، لم أتابع حتى العرض الثاني، ولكني مستقبلا
أحاول أن أتابعها، والحقيقة أنني لم أشاهد أعمالي، ولكني معجبة بمسلسل
«الجماعة»، كما شاهدت بعض الحلقات من مسلسل «زهرة وأزواجها الخمسة» وأنا من
أشد المعجبين بغادة عبد الرازق، فهي ممثلة موهوبة وعلى درجة كبيرة من تقمص
الشخصية، وأنا معجبة بها منذ فترة طويلة وتوقعت لها النجاح بعد مسلسل
«محمود المصري».
·
ماذا عن ابنك خالد؟
- أحاول دائما التواصل معه وتربيته على القيم التي تربينا عليها، وأحاول أن
أكون أما صالحة، وأتعمد تركه ليعتمد على نفسه ولكني أراقبه، وخالد هو حياتي
واهتمامي به يفوق اهتمامي بنفسي وأتعامل معه بالحب، وهو صديقي، وأهتم جدا
بدراسته على الرغم من اختلاف طبيعة الدراسة في مدرسته عن الذي تعودنا عليه،
فخالد يدرس بطريقة اليوم الكامل، وهو في الصف الرابع الابتدائي، والحمد لله
يحصل دائما على تقديرات عالية، وأجد صعوبة في التعامل معه في بعض الأحيان
وهو من محبي الكومبيوتر الإنترنت.
·
هل توافقين على أن يدخل مجال
التمثيل؟
- أنا لا أتدخل في قراراته من الآن، وأعتقد أني سأترك له حرية الاختيار،
وهو ما زال في مرحلة تكوين شخصيته ولديه الكثير من المواهب والميول، ولكنه
يحب عزف البيانو وأعتقد أن له ميولا موسيقية.
الشرق الأوسط في
10/12/2010
سمعة مصر في المهرجانات السينمائية
البعض يطالب بأفلام الـ«كارت بوستال»
القاهرة: طارق الشناوي
داخل المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي عرض فيلم «الشوق»
للمخرج خالد الحجر، ممثلا للسينما المصرية، وعلى الرغم من ذلك، لاحقه قبل
وأثناء العرض اتهام بأنه يسيء إلى سمعة مصر؛ حيث إن أحداثه تجري داخل
الحارة لنرى كيف يتواطأ الفقر والمرض والموت والجنس والاستغلال والإحباط
الذي يعيشه أهل الحارة ليغتال آدميتهم.. وفي مهرجان «دبي» الذي يفتتح الأحد
المقبل يشارك أيضا في المسابقة الرسمية للمهرجان فيلم «678» للمخرج محمد
دياب، صاحب هذا الفيلم اتهام مماثل قبل عرضه وبمجرد الإعلان عن ترشيحه
للمهرجان؛ حيث طالته أصابع الاتهام التي تشير كالعادة إلى أنه يسيء لسمعة
مصر. وطالب أحد المحامين بمصادرته ومنعه من الخروج من مصر إلى دبي، على
الرغم من أنه لم يكن قد شاهده ولكن فقط سمع عنه؛ حيث إنه يتناول ظاهرة
التحرش الجنسي التي كثيرا ما تتناولها الصحف والإعلام، بل إن بعض دور العرض
في وسط المدينة شهدت تحرشا ضد بعض الفتيات داخل هذه الدور وأيضا في الشوارع
القريبة منها.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي نرى فيها مثل هذه الاتهامات معلقة فوق
رؤوس الكثير من الكتاب والمخرجين.. في أغلب دول العالم الثالث كثيرا ما
يصبح مطلوبا من الأعمال الفنية أن تتحول إلى «كارت بوستال» لتجميل وجه
البلد أو هكذا يعتقد البعض، سواء في المجالس النيابية أو حتى بين عدد من
المسؤولين يتصورون أن دور الفن والسينما تحديدا هو تقديم الوجه الإيجابي
المشرق للبلد، وكثيرا ما وصل أمر الغاضبين إلى ساحة القضاء.. هذا الاتهام
بالإساءة لسمعة مصر مثلا لم يسلم منه مخرجو أفلام الثمانينات في السينما
المصرية أمثال عاطف الطيب، خيري بشارة، داود عبد السيد، محمد خان؛ حيث قال
المخرج الراحل حسام الدين مصطفى، واصفا أفلامهم بأنهم يقدمون أفلام
«الصراصير» يقصد أن أفلامهم تتعرض للعشوائيات التي تعيش فيها الصراصير..
إلا أن قضية الإساءة لسمعة مصر تعود إلى مطلع الخمسينات، المخرج صلاح أبو
سيف طالته الاتهامات نفسها بسبب عدد من أفلامه الواقعية، بينما كان أكثر
مخرج ضربته هذه الاتهامات في مقتل هو يوسف شاهين بعد أن عرض له عام 1991
فيلمه «القاهرة منورة بأهلها» في قسم أسبوعي المخرجين بمهرجان كان.. الفيلم
يمزج بين الرؤية الدرامية والتسجيلية، تحدث عن مشكلات الشباب وطموحاتهم
التي تصطدم بفساد الدولة، لم يكتف البعض فقط باتهام يوسف شاهين بالإساءة
لسمعة مصر بل طالبوا في إحدى الجرائد الكبرى في مصر بسحب جواز سفره المصري
واعتبروه مجرد «خواجة» يعيش في مصر ويحمل جنسيتها، لكنه لا ينتمي لها وكم
جرحت هذه الكلمات يوسف شاهين، لكن عددا من الكتاب دافعوا بضراوة عن يوسف
شاهين وحقه في التعبير.. أتذكر أن المخرجة اللبنانية جوسلين صعب قدمت فيلما
اسمه «دنيا» قبل نحو 5 سنوات وعرض أيضا في مهرجان القاهرة وتناول في جانب
منه ختان البنات.. أحداث الفيلم اللبناني تجري في حارة مصرية ولهذا ارتفع
الصوت الذي يقول إن المخرجة اللبنانية تسيء إلى مصر وسمعتها وعليها أن
تكتفي بعرض ما يجري في شوارع وحواري بلدها! هذه المرة قبل أن يعرض فيلم
«الشوق» في المسابقتين الدولية والعربية بمهرجان القاهرة لاحقه الاتهام من
أحد المحامين بالإساءة لسمعة مصر، وبعد عرض الفيلم تعالت همسات بعض الزملاء
الصحافيين التي تؤكد أنه يعرض غسيلنا القذر على الأجانب، بل تساءلوا: كيف
لمهرجان أن يعرض مثل هذا الفيلم؟ لي ملاحظات فنية عدة على الفيلم سوف
أتناولها في مقال خاص قريبا، لكن ما علاقة سمعة مصر بما يجري داخل أحداث
الفيلم؛ حيث إننا نرى فتاتين، هما «روبي» و«ميرهان»، تمارسان الجنس مع
شابين؟ الفيلم يبرر في جزء منه هذه الخطيئة التي أدى إليها غياب الأم
الدائم عن البيت وذهابها من الإسكندرية إلى القاهرة، كما أن الأب كان دائم
السكر لا يعرف شيئا عن ابنتيه.. أيضا حالة الفقر التي تنضح بها بيوت هؤلاء
والتي دفعت الأم إلى أن تتسول رزقها بالشحاذة وتلتقي امرأة هي أيضا تتسول
رزقها في بيع الأشياء الصغيرة.. ينتهي الفيلم بموت الأم بينما الأموال التي
اكتنزتها الأم من الشحاذة تتقاسمها الابنتان وقبل أن تغادرا منزلهما تتركان
البقايا للأب.. الفيلم في جانب منه يحاكي مسرحية دورينمات الشهيرة «زيارة
السيدة العجوز» لكنه لا يمنح السيناريو دوافع تلك السيدة التي تحاول شراء
كل أهل قريتها انتقاما منهم بعد أن طردوها وهي شابة ولوثوا سمعتها، بينما
هذه المرأة التي لعبت دورها سوسن بدر لم تجد أن الانتقام يملك منطقا، خاصة
أننا بصدد شخصية من البداية مريضة نفسيا.. هكذا جاء بناء السيناريو.. تبقى
هذه كلها ملاحظات فنية عابرة ولكنها في الحقيقة لا تعني أبدا اتهاما للفيلم
بالإساءة لسمعة مصر!! وفي مهرجان دبي يعرض أيضا نهاية هذا الأسبوع الفيلم
المصري «678»، المقصود بهذا الرقم هو الأتوبيس الذي يجري داخله جزء كبير من
أحداث الفيلم؛ حيث يتم التحرش بالفتيات والسيدات.. ولقد أتيح لي مشاهدة
الفيلم كنسخة عمل وهي مرحلة تسبق إعداد النسخة النهائية قبل المونتاج
والمكساج النهائي للشريط السينمائي؛ حيث يتم التحرش الجنسي بالفتيات ويقدم
الفيلم تنويعات على التحرش بالفتيات ونرى نساء من مختلف الأعمار والمستويات
الاجتماعية يعانين التحرش الذي أدى إلى إصابة البعض بأمراض نفسية.. بالفيلم
توجيه مباشر يرفض التحرش الجنسي، وهو في الحقيقة يقدم الدوافع النفسية
والاجتماعية والاقتصادية التي تؤدي إلى ذلك حتى بين المتزوجين!! هذا
التعبير «الإساءة لسمعة مصر» أطل قبل نحو 3 أعوام أيضا في مهرجان دبي مع
فيلم «لولا» المغربي الذي أخرجه نبيل عيوش؛ لأنه قدم رحلة داخل مصر في لقاء
مع راقصة وأتذكر أن عددا من الفنانين كانوا بين حضور المهرجان مثل النجم
الكبير محمود ياسين الذي انتفض غاضبا داخل صالة العرض بعد نهاية عرض الفيلم
واعتبره مسيئا لسمعة مصر وعندما رشح هذا الفيلم للعرض في افتتاح مهرجان
الإسكندرية السينمائي الدولي قبل عامين وبعد الإعلان عن افتتاحه للمهرجان
حدث اعتراض عالي الصوت وتم إلغاء العرض في اللحظات الأخيرة.. وعلى الجانب
الآخر غضبوا أيضا في المغرب من الفيلم المصري «الوعد».. الغريب أن محمود
ياسين شارك في بطولته أمام «روبي» و«آسر ياسين».. الفيلم عرض قبل عامين.
وسر غضب المغرب أن جزءا من الأحداث يجري في شوارع الدار البيضاء عن عصابة
تتم مطاردتها.. تكرر الأمر مؤخرا ولكن تلفزيونيا هذه المرة مع المسلسل
المصري «العار» عندما شاهدنا ضمن أحداثه فتاة ليل مغربية غضبت الجمعيات
النسائية في المغرب واعتبر هذا الموقف يحمل إهانة للمرأة المغربية وهكذا
نكتشف أن العرب الذين اختلفوا في السياسة والاقتصاد اتفقوا على شيء واحد
وهو مواجهة الأعمال الفنية؛ حيث يعتبرون أن أي سلبيات تقدمها الأفلام تقع
تحت طائلة قانون الإساءة لسمعة البلد وكأنهم يريدون من صناع الأفلام أن
يعبئوا أشرطة سينمائية تتغزل في محاسن البلد على طريقة الصور السياحية
«الكارت بوستال»!
الشرق الأوسط في
10/12/2010
نالت أوسكارين فهل يكون الثالث على الباب؟
هيلاري سوانك لـ«الشرق الأوسط»:
أعجز عن وصف شعوري حيال منحي جائزة
محمد رُضا
يعتقد الكثير ممن يكتبون في الشأن السينمائي أن السينما هي ذراع السياسة.
أن كل فيلم يستحق أن يكتب عنه هو فيلم يتعامل مع موضوع أو تاريخ أو شخصية
أو أمر ما سياسي. وكان أحدهم كتب عن مهرجان كان الماضي، وقبل أن يبدأ
ويعاين بنفسه الأفلام، بأن «المهرجان هذا العام يخلو من الأفلام ذات
المواضيع السياسية».... يا خسارة... عدا عن أنه قول خطأ والمهرجان حفل
بالأفلام التي تتحدث في شؤون سياسية مختلفة (من حرب الجزائر إلى الموضوع
الفلسطيني ومن كارلوس المتمرد إلى الوضع الأوروبي الخ...) هل يجب أن يكون
معيار المهرجان ما إذا كان يخلو أو لا يخلو من أفلام ذات مواضيع سياسية؟
هل الفيلم الجدير بالكتابة عنه هو فقط الذي يتعاطى السياسة؟ في الماضي، وفي
فترة الثورات عربية وعالمية، خرجت هذه الدعوة وكان لها أنصارها الذين
اعتبروا أن السينما «سلاح»، في مقابل ما أكده معسكر آخر من أن السينما
«ترفيه». لكن الحقيقة هي أنها سلاح وهي في الوقت ذاته ترفيه. هذا جائز وذاك
جائز. لكن قبل هذا الاعتبار أو ذاك هي فن، وبقدر ما تكون فنية تكون سلاحا
ثقافيا وإعلاميا وترفيها رائعا.
هناك سبب أساسي وراء هذه الظاهرة: من السهل أن تكتب رأيا (سياسيا أو خلافه)
ومن الصعب أن تكتب معرفة، وبما أنه يريد أن يكتب فالطريق السهل هو الوحيد
الماثل أمامه.
قبل أن تظهر هيلاري سوانك في فيلم «الصبيان لا يبكون» سنة 1999 لم يكن أحد
يعرف من هي هيلاري سوانك وما إذا كانت ممثلة أو مصممة ديكورات أو مصففة
الشعر خلال التصوير. لكن الباحث اليوم سيجدها في عدد من الأفلام التي
مثلتها من مطلع التسعينات. أدوارها فيها كانت قصيرة أو صغيرة تمر بسهولة
تحت الرادار ومن بينها فيلمها الأول على الشاشة وهو
Buffy the Vampire Slayer كان عمرها آنذاك ستة عشر عاما ولم يمض على
وصولها إلى لوس أنجليس أكثر من ستة أشهر قادمة من بلدة صغيرة في ولاية
واشنطن. لكن الباحث أيضا سيجد أن بعض أدوارها الصغيرة تشهد بموهبتها.. تشي
بأن هذه الفتاة الصغيرة تريد أن تصل إلى مكانة وتطمح إلى ذلك حتى في أفلام
من نوع فيلم الرعب
The Next Karate Kid
المذكور أو من نوع فيلم الأكشن المعروف.
لكن «الصبيان لا يبكون» كان أفضل ما حدث لها في هذه المهنة الصعبة، فقد
نالت عنه جائزة الغولدن غلوب لتليها جائزة الأوسكار كأفضل ممثلة. فجأة هي
على كل لسان والأدوار التي كانت تذهب لزميلاتها بدأت تتجه إليها فشاهدناها
مع آل باتشينو في «أرق» ومع كلينت إيستوود في «مليون دولار بايبي» (نالت
عنه أوسكارها الثاني) ومع أدريان برودي في «الأناضوليا السوداء».
في هذه الأيام هي على الشاشة في فيلم عنوانه «إدانة» تلعب فيه شخصية امرأة
تقرر درس المحاماة لكي تدافع عن شقيقها المسجون. فيلمها المقبل المبرمج
للعرض في منتصف العام المقبل، وعنوانه «شيء مستدان» هو من إنتاجها. لا تمثل
فيه بل تمنح القيادة النسائية أمام الكاميرا لكيت هدسون. إنها خطوة يقدم
عليها عادة الأكبر منها سنا، لكن هيلاري، وقد ختمت 36 من حياتها لا تبدو
وجلة من التجربة.
·
هل هناك سبب محدد وراء قيامك
بالإنتاج؟ شيء تريدين إيصاله؟
- الحقيقة أن الرواية (لإيميلي غيفين) هي التي جذبتني. كنت اشتريت نسخة
منها قرأتها في الطائرة من باب تمضية الوقت. كنت في رحلة أعتقد من لوس
أنجليس إلى لندن ومن لندن إلى باريس ثم روما حين كنت أروج لفيلم «بي إس
أحبك»، وختمتها حين عدت من روما إلى لوس أنجليس. أردت أن أمثلها فهي قصة
عاطفية وأتجرأ وأقول نسائية مثيرة وصادقة. لذلك أحد الأسباب التي دفعتني
للإنتاج هو أن الرواية أعجبتني وكانت حقوقها متوفرة لكن أحدا لم يكترث
لتحويلها.
·
لكنك لا تقومين ببطولتها؟
- كنت أريد أن أقوم ببطولتها، لكني وجدت أنني لن أستطيع أن أمنح العملين
قدرا متساويا من العناية والاهتمام. خصوصا أنها تجربتي الأولى في الإنتاج.
سريعا قررت أن أتخلى عن التمثيل لصالح ممثلة أخرى وكيت هدسون كانت رائعة.
ستشاهد الفيلم حين عرضه وستوافقني. آمل ذلك.
·
فيلمك الحالي «إدانة» مأخوذ عن
قصة حقيقية عن تلك المرأة الشابة التي وجدت أن الطريقة الوحيدة لإثبات
براءة شقيقها هي دراسة المحاماة والدفاع عنه بعدما عجز عن ذلك محامون
آخرون... هناك من يقول إنكما تتشابهان في خصال عدة من بينها عنادكما في
سبيل تحقيق ما تريانه صحيحا.
- هذا إطراء لطيف. بتي آن إنسانة خالية من الأنانية ومليئة بالمشاعر
الإنسانية وأعتقد أننا نلتقي في ناحية أننا نندفع في سبيل ما نؤمن به. وهذا
يعود في رأيي إلى حقيقة أننا متشابهتان في الخلفية فحين تكبر في بيئة فقيرة
ولديك طموحات تريد تحقيقها، وأنا لا أتحدث عن طموح معين، فإنك تبدأ في
استخدام الأدوات المتاحة لديك. لا تستطيع أن تحقق ما تريد بالمال، فتلجأ
إلى الثبات في مطلبك والعمل ليل نهار في سبيل تحقيقه. شخصية بتي آن غير
الأنانية هي إلهام لي ومنوال أريد أن أعمل به في حياتي.
·
لا بد أنك تلاحظين أنك مثلت عدة
أفلام مأخوذة عن شخصيات حقيقية بداية بفيلم «الصبيان لا يبكون» ومرورا بـ
«أميليا» ثم هذا الفيلم. هل هناك سبب معين؟
- لم أفكر في هذا من قبل. لكنها ملاحظة حقيقية. أعتقد أنها ناتجة عن أن
التجربة الشخصية تتميز بأنها أكثر واقعية وربما أعيرها اهتماما أكبر لهذا
السبب. لكني أحب تمثيل الشخصيات التي تتحداني. لست هنا لكي أمثل دور فتاة
من سكر. بل فتاة لديها رسالة تريد أن توصلها للناس. شخصية تلجأ إلى عدم
الإذعان وعدم القبول بالأمر الواقع.
·
هذا ما قلته لكلينت إيستوود في
«مليون دولار بايبي». لا ترضين بالأمر الواقع.
- صحيح. هذا تعبير جيد عني. أقول له إن عليه أن يغير نظرته إلى المرأة
الملاكمة وأريده أن يدربني ربما لأنه لا يؤمن بأنه مدرب جيد لملاكم امرأة.
إيستوود أخبرني أن الفيلم الرياضي هو أكثر أنواع الأفلام تجسيدا لكفاح
المرء، رجلا أو امرأة، من أجل أن يحقق ما يتمناه في الحياة. الجمهور يتآلف
معه وهذا أعتقد أنه صحيح. وأردت أن أطبقه في مشاهد التحضير والتدريب.
·
هل تمارسين الرياضة؟
- أحب التدريبات الرياضية، هذا جزء مهم من حياتي. أمارس الرياضة أربع أو
خمس مرات في الأسبوع. لا أستطيع أن أقول إنني مهووسة لكن حين أمارس الرياضة
أركز كثيرا على ما أقوم به.
·
أي رياضة نتحدث عنها؟
- أقوم بلعب التنس مرة في الأسبوع. أركب الدراجة الهوائية أو أسبح كل يوم.
هناك أيضا رياضات على المرأة أن تقوم بها يسميها المختصون برياضة المقاومة.
المرأة تخسر الكالسيوم في سنوات حياتها اللاحقة أكثر مما يفعل الرجل وهناك
رياضات تساعد على الحفاظ على الكالسيوم.
·
في «إدانة» نجد شخصيتك تقرر
دراسة المحاماة. في الحياة الحقيقية طبعا هذا أمر مكلف. نحو 40 ألف دولار
في السنة والدراسة لا تقل عن عشر سنوات. كيف استطاعت بتي إنجاز ذلك؟
- هذا سؤال مهم، لكني بصراحة لا أدري تفاصيل الجواب. يا ليتك قابلتها
وسألتها. أنا واثقة من أنها خاضت محنة كبيرة. واثقة من أنها امرأة مديونة
أو كانت كذلك إلى حين قريب. أعرف أيضا وبشكل مؤكد أنها امرأة لا تتراجع.
القصة حقيقية تماما وهي قامت بذلك فقط لإنقاذ شقيقها. بعد ذلك لم تمارس
المحاماة.
·
هيلاري. لقد ربحت أوسكارين حتى
الآن. واسمك الآن بين تلك المرفوعة في سماء التوقعات لأوسكار ثالث. ماذا
يعني لك كل ذلك؟ هل لديك وجهة نظر مختلفة بهذا الخصوص؟
- نعم. لديّ وجهة نظر مصدرها حقيقة أنني لم أصبح ممثلة وفي نيتي كسب
الجوائز. الجائزة سواء أكانت غولدن غلوب أو أوسكار أو جائزة من جمعية نقدية
هي أكبر من أن أستطيع أن أصفها بكلمات. إنها تقدير لا أعرف كيف أتحدث
عنه..... لا أعرف ما أقول... أعني أنني عاجزة عن الوصف... جائزة الغولدن
غلوب وجائزتا الأوسكار موجودة على الرف في غرفة مكتبي. كل يوم أمر بها وكل
يوم أقول لنفسي «واو». ما زلت أشعر بالغرابة. أتعجب لأنه ليس من السهل
النظر إلى هذا الممثل بالمقارنة مع أقرانه ومنافسيه واختياره بدل أي منهم.
بالنسبة لي أنا أمثل شخصيات من حياة كل يوم. وحين أكافأ عن تمثيلي بجائزة
فإن التقدير لا يوصف. إنه تقدير لما أحب القيام به أكثر من أي شيء آخر:
التمثيل.
·
لماذا تجدين نفسك مجذوبة لتمثيل
شخصيات عادية؟ هل لأنك تشعرين بأن هذا دورك على الشاشة؟
- لا أعتقد. أو أن المسألة أكبر من هذا الشعور. أنا دائما ما شعرت بنفسي
غريبة. لقد أصبحت ممثلة لأني شعرت بأني لا أنتمي إلى أي مجموعة من البشر.
تمثيل شخصيات مختلفة يجعلني أتنقل بين جماعات وشخصيات مختلفة عن بعضها
البعض، لكن حتى في هذا الاختلاف هناك اختياري لنوعيات ترفض التسليم بالأمر
المفترض وهذا أيضا انعكاس لعدم الانتماء. قبل قليل سألتني عن «مليون دولار
بايبي»، هذه الشخصية هي نموذجية فيما أقوله الآن. هي شخصية امرأة لا تنتمي
إلى المجتمع. مطرودة منه. غريبة عنه. وهذا أنا. لكنها تلجأ للرياضة وأنا
ألجأ للتمثيل.
الشرق الأوسط في
10/12/2010 |